ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 قبر الحسين بن علي رضي الله عنه / الجزء الثامن / (البداية والنهاية)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

قبر الحسين بن علي رضي الله عنه / الجزء الثامن / (البداية والنهاية) Empty
مُساهمةموضوع: قبر الحسين بن علي رضي الله عنه / الجزء الثامن / (البداية والنهاية)   قبر الحسين بن علي رضي الله عنه / الجزء الثامن / (البداية والنهاية) Emptyالثلاثاء ديسمبر 29, 2009 12:46 pm

قبر الحسين بن علي رضي الله عنه / الجزء الثامن / (البداية والنهاية) Kunoooz999c90c773
قبر الحسين بن علي رضي الله عنه
فقد اشتهر عند كثير من المتأخرين أنه في مشهد علي بمكان من الطف عند نهر كربلاء، فيقال: إن ذلك المشهد مبني على قبره فالله أعلم.
وقد ذكر ابن جرير وغيره: أن موضع قتله عفي أثره حتى لم يطلع أحد على تعيينه بخبر.
وقد كان أبو نعيم، الفضل بن دكين، ينكر على من يزعم أنه يعرف قبر الحسين.
وذكر هشام بن الكلبي: أن الماء لما أجري على قبر الحسين ليمحي أثره نضب الماء بعد أربعين يوما، فجاء أعرابي من بني أسد فجعل يأخذ قبضة قبضة ويشمها حتى وقع على قبر الحسين فبكى، وقال: بأبي أنت وأمي، ما كان أطيبك تربتك!!
ثم أنشأ يقول:
أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه * فطيب تراب القبر دل على القبر
وأما رأس الحسين رضي الله عنه
فالمشهور عند أهل التاريخ وأهل السير أنه بعث به ابن زياد إلى يزيد بن معاوية، ومن الناس من أنكر ذلك.
وعندي: أن الأول أشهر فالله أعلم.
ثم اختلفوا بعد ذلك في المكان الذي دفن فيه الرأس، فروى محمد بن سعد: أن يزيد بعث برأس الحسين إلى عمرو بن سعيد نائب المدينة فدفنه عند أمه بالبقيع.
وذكر ابن أبي الدنيا من طريق عثمان بن عبد الرحمن، عن محمد بن عمر بن صالح - وهما ضعيفان -: أن الرأس لم يزل في خزانة يزيد بن معاوية حتى توفي، فأخذ من خزانته فكفن ودفن داخل باب الفراديس من مدينة دمشق.
قلت: ويعرف مكانه بمسجد الرأس اليوم داخل باب الفراديس الثاني.
وذكر ابن عساكر في تاريخه: في ترجمته ريّا حاضنة يزيد بن معاوية، أن يزيد حين وضع رأس الحسين بين يديه تمثل بشعر ابن الزبعري يعني قوله:
ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل
قال: ثم نصبه بدمشق ثلاثة أيام، ثم وضع في خزائن السلاح، حتى كان زمن سليمان بن عبد الملك جيء به إليه، وقد بقي عظما أبيض، فكفنه وطيبه، وصلى عليه ودفنه في مقبرة المسلمين، فلما جاءت المسودّة - يعني: بني العباس - نبشوه وأخذوه معهم.
وذكر ابن عساكر: أن هذه المرأة بقيت بعد دولة بني أمية، وقد جاوزت المائة سنة فالله أعلم.
وادّعت الطائفة المسمون بالفاطميين الذين ملكوا الديار المصرية قبل سنة أربعمائة إلى ما بعد سنة ستين وستمائة، أن رأس الحسين وصل إلى الديار المصرية ودفنوه بها، وبنوا عليه المشهد المشهور به بمصر، الذي يقال له: تاج الحسين بعد سنة خمسمائة.
وقد نص غير واحد من أئمة أهل العلم على أنه لا أصل لذلك، وإنما أرادوا أن يروجوا بذلك بطلان ما ادعوه من النسب الشريف، وهم في ذلك كذبة خونة.
وقد نص على ذلك القاضي الباقلاني وغير واحد من أئمة العلماء، في دولتهم في حدود سنة أربعمائة، كما سنبين ذلك كله إذا انتهينا إليه في مواضعه إن شاء الله تعالى.
قلت: والناس أكثرهم يروج عليهم مثل هذا، فإنهم جاؤوا برأس فوضعوه في مكان المسجد المذكور، وقالوا: هذا رأس الحسين.
فراج ذلك عليهم واعتقدوا ذلك والله أعلم.
فصل شيء من فضائله
روى البخاري من حديث شعبة، ومهدي بن ميمون، عن محمد بن أبي يعقوب: سمعت ابن أبي نعيم قال: سمعت عبد الله بن عمر، وسأله رجل من أهل العراق عن المحرم يقتل الذباب.
فقال: أهل العراق يسألون عن قتل الذباب وقد قتلوا ابن بنت رسول الله ، وقد قال رسول الله : «هما ريحانتاي من الدنيا».
ورواه الترمذي: عن عقبة بن مكرم، عن وهب بن جرير، عن أبيه، عن محمد بن أبي يعقوب به نحوه: أن رجلا من أهل العراق سأل ابن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب.
فقال ابن عمر: انظروا إلى أهل العراق، يسألون عن دم البعوض، وقد قتلوا ابن بنت محمد .
وذكر تمام الحديث.
ثم قال: حسن صحيح.
وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو أحمد، ثنا سفيان، عن أبي الحجاف، عن أبي حازم، عن أبي هريرة.
قال: قال رسول الله : «من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني» - يعني: حسنا وحسينا -.
وقال الإمام أحمد: حدثنا تليد بن سليمان، كوفي، ثنا أبو الحجاف، عن أبي حازم، عن أبي هريرة.
قال: نظر النبي إلى علي والحسن والحسين وفاطمة فقال: «أنا حرب لمن حاربكم، سلم لمن سالمكم».
تفرد بهما الإمام أحمد.
وقال الإمام أحمد: حدثنا ابن عمير، ثنا الحجاج - يعني: ابن دينار - عن جعفر بن إياس، عن عبد الرحمن بن مسعود، عن أبي هريرة.
قال: خرج علينا رسول الله ومعه حسن وحسين، هذا على عاتقه الواحد، وهذا على عاتقه الآخر، وهو يلثم هذا مرة وهذا مرة، حتى انتهى إلينا، فقال له رجل: يا رسول الله! والله إنك لتحبهما.
فقال: «من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني». تفرد به أحمد.
وقال أبو يعلى الموصلي: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثني عقبة بن خالد، حدثني يوسف بن إبراهيم التميمي: أنه سمع أنس بن مالك يقول: سئل رسول الله : أي أهل بيتك أحب إليك؟
قال: «الحسن والحسين».
قال: وكان يقول: «ادع لي ابنيَّ فيشمهما ويضمهما إليه».
وكذا رواه الترمذي عن أبي سعيد الأشج به، وقال: حسن غريب من حديث أنس.
وقال الإمام أحمد: حدثنا أسود بن عامر، وعفان، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أنس.
أن رسول الله كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر فيقول: «الصلاة يا أهل البيت، { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرا } [الأحزاب: 33] ».
ورواه الترمذي عن عبد بن حميد، عن عفان به، وقال: غريب لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة.
وقال الترمذي: حدثنا محمود بن غيلان، ثنا أبو أسامة، عن فضيل بن مرزوق، عن عدي، عن ثابت، عن البراء: أن رسول الله أبصر حسنا وحسينا، فقال: «اللهم إني أحبهما فأحبهما».
ثم قال: حسن صحيح.
وقد روى الإمام أحمد: عن زيد بن الحباب، عن الحسين بن واقد.
وأهل السنن الأربعة من حديث الحسين بن واقد، عن بريدة، عن أبيه.
قال: كان رسول الله يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله عن المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه ثم قال: «صدق الله { إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ } [التغابن: 15] نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتها».
وهذا لفظ الترمذي، وقال: غريب لا نعرفه إلا من حديث الحسين بن واقد.
ثم قال: حدثنا الحسين بن عرفة، ثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن عثمان بن خيثم، عن سعيد بن راشد، عن يعلى بن مرة.
قال: قال رسول الله : «حسين مني، وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط».
ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن.
ورواه أحمد عن عفان، عن وهب، عن عبد الله بن عثمان بن خيثم به.
ورواه الطبراني عن بكر بن سهل، عن عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح بن راشد بن سعد، عن يعلى بن مرة أن رسول الله قال: «الحسن والحسين سبطان من الأسباط».
وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن أبي نعيم، عن أبي سعيد الخدري.
قال: قال رسول الله : «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة».
ورواه الترمذي: من حديث سفيان الثوري وغيره، عن يزيد بن أبي زياد، وقال: حسن صحيح.
وقد رواه أبو القاسم البغوي عن داود بن رشيد، عن مروان الفزاري، عن الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، عن أبيه، عن أبي سعيد.
قال: قال رسول الله : «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إلا ابني الخالة، يحيى وعيسى ».
وأخرجه النسائي من حديث مروان بن معاوية الفزاري به.
ورواه سويد بن سعيد، عن محمد بن حازم، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد.
وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، عن ربيع بن سعد، عن أبي سابط قال: دخل حسين بن علي المسجد، فقال جابر بن عبد الله: من أحب أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى هذا، سمعته من رسول الله . تفرد به أحمد.
وروى الترمذي والنسائي من حديث إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن زر بن حبيش، عن حذيفة: أن أمه بعثته ليستغفر له رسول الله ولها، قال: فأتيته فصليت معه المغرب ثم صلى حين صلى العشاء، ثم انفتل فتبعته فسمع صوتي فقال: «من هذا؟ حذيفة؟»
قلت: نعم!
قال: «ما حاجتك غفر الله لك ولأمك؟» إن هذا ملك لم ينزل إلى الأرض قبل هذه الليلة استأذن ربه بأن يسلم عليّ ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ولا يعرف إلا من حديث إسرائيل.
وقد رُوي مثل هذا من حديث علي بن أبي طالب، ومن حديث الحسين نفسه، وعمر وابنه عبد الله، وابن عباس، وابن مسعود وغيرهم، وفي أسانيده كلها ضعف، والله أعلم.
وقال أبو داود الطيالسي: حدثنا موسى بن عطية، عن أبيه، عن أبي هريرة.
قال: سمعت رسول الله يقول في الحسن والحسين: «من أحبني فليحب هذين».
وقال الإمام أحمد: حدثنا سليمان بن داود، ثنا إسماعيل - يعني: ابن جعفر - أخبرني محمد - يعني: ابن حرملة - عن عطاء.
أن رجلا أخبره أنه رأى النبي يضم إليه حسنا وحسينا ويقول: «اللهم إني أحبهما فأحبهما».
وقد رُوي عن أسامة بن زيد، وسلمان الفارسي شيء يشبه هذا وفيه ضعف وسقم والله أعلم.
وقد قال الإمام أحمد: حدثنا أسود بن عامر، ثنا كامل وأبو المنذر ابنا كامل، قال أسود: أنبأنا المعنى عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: كنا نصلي مع رسول الله العشاء فإذا سجد وثب الحسين والحسن على ظهره، فإذا رفع رأسه أخذهما أخذا رفيقا فيضعهما على الأرض، فإذا عاد عادا، حتى قضى صلاته أقعدهما على فخذيه.
قال: فقمت إليه فقلت: يا رسول الله أردهما إلى أمهما؟
قال: فبرقت برقة فقال لهما: «الحقا بأمكما».
قال: فمكث ضؤها حتى دخلا على أمهما.
وقد روى موسى بن عثمان الحضرمي، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة نحوه.
وقد روي عن أبي سعيد، وابن عمر قريب من هذا.
فقال الإمام أحمد: حدثنا عفان، ثنا معاذ بن معاذ، ثنا قيس بن الربيع، عن أبي المقدام عبد الرحمن الأزرق، عن علي قال: دخل علي رسول الله وأنا نائم، فاستسقى الحسن أو الحسين فقام رسول الله إلى شاةٍ لنا كي يحلبها فدرت فجاءه الآخر فنحاه.
فقالت فاطمة: يا رسول الله كأنه أحبهما إليك؟
قال: «لا ولكنه استسقى قبله» ثم قال: «إني وإياك وهذين وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة»
تفرد به أحمد.
ورواه أبو داود الطيالسي: عن عمر بن ثابت، عن أبيه، عن أبي فاختة، عن علي فذكر نحوه.
وقد ثبت: أن عمر بن الخطاب كان يكرمهما ويحملهما، ويعطيهما كما يعطي أباهما، وجيء مرة بحلل من اليمن فقسمها بين أبناء الصحابة ولم يعطهما منها شيئا، وقال: ليس فيها شيء يصلح لهما، ثم بعث إلى نائب اليمن فاستعمل لهما حلتين تناسبهما.
وقال محمد بن سعد: أنبأنا قبيصة بن عقبة، ثنا يونس بن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث قال: بينما عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة إذ رأى الحسين مقبلا فقال: هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء.
وقال الزبير بن بكار: حدثني سليمان بن الدراوردي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أن رسول الله بايع الحسن والحسين، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن جعفر وهم صغار لم يبلغوا، ولم يبايع صغيرا إلا منا.
وهذا مرسل غريب.
وقال محمد بن سعد: أخبرني يعلى بن عبيد، ثنا عبد الله بن الوليد الرصافي، عن عبد الله بن عبيد الله بن عميرة.
قال: حج الحسين بن علي خمسا وعشرين حجة ماشيا ونجائبه تقاد بين يديه.
وحدثنا أبو نعيم - الفضل بن دكين - ثنا حفص بن غياث، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أن الحسين بن علي حج ماشيا وأن نجائبه لتقاد وراءه.
والصواب: أن ذلك إنما هو الحسن أخوه، كما حكاه البخاري.
وقال المدائني: جرى بين الحسن والحسين كلام فتهاجرا، فلما كان بعد ذلك أقبل الحسن إلى الحسين فأكب على رأسه يقبله، فقام الحسين فقبله أيضا.
وقال: إن الذي منعني من ابتدائك بهذا، أني رأيت أنك أحق بالفضل مني فكرهت أن أنازعك ما أنت أحق به مني.
وحكى الأصمعي: عن ابن عون: أن الحسن كتب إلى الحسين يعيب عليه إعطاء الشعراء فقال الحسين: إن أحسن المال ما وقى العرض.
وقد روى الطبراني: حدثنا أبو حنيفة محمد بن حنيفة الواسطي، ثنا يزيد بن البراء بن عمرو ابن البراء الغنوي، ثنا سليمان بن الهيثم قال: كان الحسين بن علي يطوف بالبيت فأراد أن يستلم فما وسع له الناس.
فقال رجل: يا أبا فراس من هذا؟
فقال الفرزدق:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم * هذا التقي النقي الطاهر العلم
يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
إذا رأته قريش قال قائلها * إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
يغضي حياء ويغضى من مهابته * فما يكلم إلا حين يبتسم
في كفه خيزران ريحها عبق * بكف أورع في عرنينه شمم
مشتقة من رسول الله نسبته * طابت عناصره والخيم والشيم
لا يستطيع جواد بعد غايته * ولا يدانيه قوم إن هموا كرموا
من يعرف الله يعرف أوّلية ذا * فالدين من بيت هذا ناله أمم
أيُّ العشائر هم ليست رقابهم * لأولية هذا أوله نعم
هكذا أوردها الطبراني في ترجمة الحسين في معجمه الكبير، وهو غريب، فإن المشهور أنها من قيل الفرزدق في علي بن الحسين لا في أبيه، وهو أشبه فإن الفرزدق لم ير الحسين إلا وهو مقبل إلى الحج والحسين ذاهب إلى العراق.
فسأل الحسين الفرزدق عن الناس فذكر له ما تقدم ثم أن الحسين قتل بعد مفارقته له بأيام يسيرة، فمتى رآه يطوف بالبيت والله أعلم.
وروى هشام عن عوانة قال: قال عبيد الله بن زياد لعمر بن سعد: أين الكتاب الذي كتبته إليك في قتل الحسين؟
فقال: مضيت لأمرك وضاع الكتاب.
فقال له ابن زياد: لتجيئن به.
قال: ضاع.
قال: والله لتجيئن به.
قال: ترك والله يقرأ على عجائز قريش أعتذر إليهن بالمدينة، أما والله لقد نصحتك في حسين نصيحة لو نصحتها إلى سعد بن أبي وقاص لكنت قد أديت حقه.
فقال عثمان بن زياد أخو عبيد الله، صدق عمر والله.
ولوددت والله أنه ليس من بني زياد رجل إلا وفي أنفه خزامة إلى يوم القيامة وأن حسينا لم يقتل.
قال: فوالله ما أنكر ذلك عليه عبيد الله بن زياد.
فصل في شيء من أشعاره التي رويت عنه
فمن ذلك ما أنشده أبو بكر بن كامل، عن عبد الله بن إبراهيم وذكر أنه للحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما:
إغنَ عن المخلوق بالخالق * تسد على الكاذب والصادق
واسترزق الرحمن من فضله * فليس غير الله من رازق
من ظن أن الناس يغنونه * فليس بالرحمن بالواثق
أو ظن أن المال من كسبه * زلت به النعلان من حالق
عن الأعمش أن الحسين بن علي قال:
كلما زيد صاحب المال مالا * زيد في همه وفي الاشتغال
قد عرفناك يا منغصة العيـ*ـش ويا دارَ كل فانٍ وبالي
ليس يصفو لزهدٍ طلب الزهـ * ـد إذا كان مثقلا بالعيال
وعن إسحاق بن إبراهيم قال: بلغني أن الحسين زار مقابر الشهداء بالبقيع فقال:
ناديت سكان القبور فأسكتوا * وأجابني عن صمتهم ترب الحصا
قالت أتدري ما فعلت بساكني * مزقت لحمهم وخرقت الكسا
وحشوت أعينهم ترابا بعد ما * كانت تأذى باليسير من القذا
أما العظام فإنني مزقتها * حتى تباينت المفاصل والشوا
قطعت ذا زادٍ من هذا كذا * فتركتها رمما يطوف بها البلا
وأنشد بعضهم للحسين رضي الله عنه أيضا:
لئن كانت الدنيا تعد نفيسةً * فدار ثواب الله أعلى وأنبل
وإن كانت الأبدان للموت أنشئت * فقتل امرئ بالسيف في الله أفضل
وإن كانت الأرزاق شيئا مقدرا * فقله سعي المرء في الرزق أجمل
وإن كانت الأموال للترك جمعها * فما بال متروك به المرء يبخل
ومما أنشد الزبير بن بكار من شعره في امرأته الرباب بنت أنيف، ويقال: بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس الكلبي أم ابنته سكينة:
لعمرك إنني لأحب دارا * تحل بها سكينة والرباب
أحبهما وأبذل جل مالي * وليس للائمي فيها عتاب
ولست لهم وإن عتبوا مطيعا * حياتي أو يعليني التراب
وقد أسلم أبوها على يدي عمر بن الخطاب وأمره عمر على قومه، فلما خرج من عنده خطب إليه علي بن أبي طالب أن يزوج ابنه الحسن أو الحسين من بناته، فزوج الحسن ابنته سلمى، والحسين ابنته الرباب، وزوج عليا ابنته الثالثة، وهي المحياة بنت امرئ القيس في ساعة واحدة، فأحب الحسين زوجته الرباب حبا شديدا وكان بها معجبا يقول فيها الشعر.
ولما قتل بكربلاء كانت معه فوجدت عليه وجدا شديدا، وذكر أنها أقامت على قبره سنة، ثم انصرفت وهي تقول:
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما * ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر
وقد خطبها بعده خلق كثير من أشراف قريش فقالت: ما كنت لأتخذ حموا بعد رسول الله ، ووالله لا يؤويني رجلا بعد الحسين سقف أبدا.
ولم تزل عليه كمدة حتى ماتت، ويقال: أنها إنما عاشت بعده أياما يسيرة فالله أعلم.
وابنتها سكينة بنت الحسين كانت من أجمل النساء حتى إنه لم يكن في زمانها أحسن منها فالله أعلم.
وروى أبو مخنف: عن عبد الرحمن بن جندب أن ابن زياد بعد مقتل الحسين تفقد أشراف أهل الكوفة فلم ير عبيد الله بن الحر بن يزيد، فتطلبه حتى جاءه بعد أيام فقال: أين كنت يا ابن الحر؟
قال: كنت مريضا.
قال: مريض القلب أم مريض البدن؟
قال: أما قلبي فلم يمرض، وأما بدني فقد منَّ الله عليه بالعافية.
فقال له ابن زياد: كذبت، ولكنك كنت مع عدونا.
قال: لو كنت مع عدوك لم يخف مكان مثلي، ولكان الناس شاهدوا ذلك.
قال: وعقل عن ابن زياد عقلةً فخرج ابن الحر فقعد على فرسه.
ثم قال: أبلغوه أني لا آتيه والله طائعا.
فقال ابن زياد: أين ابن الحر؟
قال: خرج.
فقال: عليَّ به، فخرج الشرط في طلبه فأسمعهم غليظ ما يكرهون، وترضى عن الحسين وعن أخيه وأبيه، ثم أسمعهم في ابن زياد غليظا من القول، ثم امتنع منهم وقال في الحسين وفي أصحابه شعرا:
يقول أميرٌ غادرٌ حق غادرٍ * ألا كنت قاتلت الشهيد ابن فاطمه
فيا ندمي أن لا أكون نصرته * لذو حسرةٍ ما أن تفارق لازمه
سقى الله أرواح الذين تبارزوا * على نصره سقيا من الغيث دائمه
وقفت على أجداثهم وقبورهم * فكان الحشى ينقض والعين ساجمه
لعمري لقد كانوا مصاليت في الوغى * سراعا إلى الهيجا حماة حضارمه
تأسوا على نصر ابن بنت نبيهم * بأسيافهم أسَّاد غبل ضراغمه
فإن يقتلوا تلك النفوس التقية * على الأرض قد أضحت لذلك واجمة
فما إن رأى الراؤون أفضل منهم * لدى الموت سادات وزهر قمامه
أتقتلهم ظلما وترجو ودادنا * فذى خطة ليست لنا بملائمه
لعمري لقد راغمتمونا بقتلهم * فكم ناقمٍ منا عليكم وناقمه
أهمُّ مرارا أن أسير بجحفلٍ * إلى فئة زاغت عن الحق ظالمه
فيا بن زيادٍ استعد لحربنا * وموقف ضنكٍ تقصم الظهر قاصمه
وقال الزبير بن بكار: قال سليمان بن قتيبة يرثي الحسين رضي الله عنه:
وإن قتيل ألطفِّ من آل هاشم * أذل رقابا من قريشٍ فذلت
فإن تتبعوه عائذا لبيتٍ تصبحوا * كعادٍ تعمت عن هداها فضلت
مررت على أبيات آل محمدٍ * فألفيتها أمثالها حيث حلت
وكانوا لنا غنما فعادوا رزيةً * لقد عظمت تلك الرزايا وجلت
فلا يبعد الله الديار وأهلها * وإن أصبحت منهم بزعمي تحلت
إذا افتقرت قيس خبرنا فقيرها * وتقتلنا قيس إذا النعل زلت
وعند يزيد قطرةٌ من دمائنا * سنجزيهم يوما بها حيث حلت
ألم تر أن الأرض أضحت مريضةً * لقتل حسينٍ والبلاد اقشعرت
ومما وقع من الحوادث في هذه السنة - أعني: سنة إحدى وستين - بعد مقتل الحسين.
ففيها: ولى يزيد بن معاوية سلم بن زياد سجستان وخراسان حين وفد عليه، وله من العمر أربعة وعشرون سنة، وعزل عنها أخويه عبادا وعبد الرحمن، وسار سلم إلى عمله فجعل ينتخب الوجوه والفرسان، ويحرض الناس على الجهاد.
ثم خرج في جحفل عظيم ليغزو بلاد الترك، ومعه امرأته أم محمد بنت عبد الله بن عثمان بن أبي العاص، فكانت أول امرأة من العرب قطع بها النهر، وولدت هناك ولدا أسموه صغدى، وبعثت إليها امرأة صاحب صغدى بتاجها من ذهب ولآلئ؟؟.
وكان المسلمون قبل ذلك لا يشتون في تلك البلاد، فشتى بها سلم بن زياد.
وبعث المهلب بن أبي صفرة إلى تلك المدينة التي هي للترك، وهي: خوارزم فحاصرهم حتى صالحوه على نيف وعشرين ألف ألف، وكان يأخذ منهم عروضا عوضا، فيأخذ الشيء بنصف قيمته فبلغت قيمة ما أخذ منهم خمسين ألف ألف، فحظي بذلك المهلب عند سلم بن زياد.
ثم بعث من ذلك ما اصطفاه ليزيد بن معاوية مع مرزبان ومعه وفد، وصالح سلم أهل سمرقند في هذه الغزوة على مالٍ جزيل.
وفيها: عزل يزيد عن إمرة الحرمين عمرو بن سعيد، وأعاد إليها الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، فولاه المدينة، وذلك أن ابن الزبير لما بلغه مقتل الحسين شرع يخطب الناس ويعظم قتل الحسين وأصحابه جدا، ويعيب على أهل الكوفة وأهل العراق ما صنعوه من خذلانهم الحسين، ويترحم على الحسين ويلعن من قتله.
ويقول: أما والله لقد قتلوه طويلا بالليل قيامه، كثيرا في النهار صيامه، أما والله ما كان يستبدل بالقرآن الغنا والملاهي، ولا بالبكاء من خشية الله اللغو والحداء، ولا بالصيام شرب المدام وأكل الحرام، ولا بالجلوس في حلق الذكر طلب الصيد، - يُعرّض في ذلك بيزيد بن معاوية - فسوف يلقون غيا، ويؤلب الناس على بني أمية ويحثهم على مخالفته، وخلع يزيد.
فبايعه خلق كثير في الباطن، وسألوه أن يظهرها فلم يمكنه ذلك مع وجود عمرو بن سعيد، وكان شديدا عليه ولكن فيه رفق، وقد كان كاتبه أهل المدينة وغيرهم.
وقال الناس: أما إذ قتل الحسين فليس ينازع أحد ابن الزبير، فلما بلغ ذلك يزيد شق ذلك عليه.
وقيل له: إن عمرو بن سعيد لو شاء لبعث إليك برأس ابن الزبير، أو يحاصره حتى يخرجه من الحرم، فبعث فعزله وولى الوليد بن عُتبة فيها.
وقيل: في مستهل ذي الحجة، فأقام للناس الحج فيها، وحلف يزيد ليأتيني ابن الزبير في سلسلة من فضة، وبعث بها مع البريد ومعه برنس من خزٍ ليبر يمينه، فلما مر البريد على مروان وهو بالمدينة وأخبره بما هو قاصد له وما معه من الغل، أنشأ مروان يقول:
فخذها فما هي للعزيز بخطةٍ * وفيها مقال لامرئ متذلل
أعامر إنَّ القوم ساموك خطةً * وذلك في الجيران غزل بمغزل
أراك إذا ما كنت في القوم ناصحا * يقال له بالدلو أدبر وأقبل
فلما انتهت الرسل إلى عبد الله بن الزبير بعث مروان ابنيه عبد الملك، وعبد العزيز ليحضرا مراجعته في ذلك، وقال: أسمعاه قولي في ذلك.
قال عبد العزيز: فلما جلس الرسل بين يديه جعلت أنشده ذلك، وهو يسمع ولا أشعره، فالتفت إليّ فقال: أخبرا أباكما أني أقول:
إني لمن نبعةٍ صمٌ مكاسرها * إذا تناوحت القصباء والعشر
ولا ألين لغير الحق أسأله * حتى يلين لضرس الماضغ الحجر
قال عبد العزيز: فما أدري أيما كان أعجب!!
قال أبو معشر: لا خلاف بين أهل السير أن الوليد بن عتبة حج بالناس في هذه السنة، وهو أمير الحرمين وعلى البصرة والكوفة عبيد الله بن زياد، وعلى خراسان وسجستان سلم بن زياد أخو عبيد الله بن زياد، وعلى قضاء الكوفة شريح، وعلى قضاء البصرة هشام بن هبيرة.
ذكر من توفي فيها من الأعيان
الحسين بن علي رضي الله عنهما
ومعه بضعة عشر من أهل بيته قتلوا جميعا بكربلاء. وقيل: بضعة وعشرون كما تقدم. وقتل معهم جماعة من الأبطال والفرسان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قبر الحسين بن علي رضي الله عنه / الجزء الثامن / (البداية والنهاية)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم / الجزء الثامن / (البداية والنهاية)
» عبد الله بن صفوان / الجزء الثامن / (البداية والنهاية)
» عبد الله بن مطيع / الجزء الثامن / (البداية والنهاية)
» عبد الله بن عامر / الجزء الثامن / (البداية والنهاية)
» عوف بن مالك رضي الله عنه / الجزء الثامن / (البداية والنهاية)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: