5/1/1919م اتفاقية فيصل _ وايزمان

وثيقة تفاهم وقعت في ديسمبر سنة 1919م بين فيصل (الاول) ابن الشريف حسين والزعيم الصهيوني وايزمن بناء على مشورة الانجليز وضغطهم من اجل اقامة دولة يهودية تكون بمثابة حصان طروادة لهم في الوطن العربي وقد سبق توقيع الاتفاق اكثر من اجتماع لاقناع فيصل بان دعم الصهيونية له ولمشاريعه في اقامة دولة عربية ضروري واساس مقابل تأييده لوعد بلفور وقد نصت الوثيقة على ضرورة التعاون وتشجيع هجرة اليهود إلى فلسطين مع تأمين حماية الفلاحيين والمزارعين العرب والعمل على تطوير وضعهم الاقتصادي وقد
اضاف فيصل بخط يده فقرة اشترط فيها تحقيق مطلب الاستقلال العربي وتنفيذ الاتفاق والا اعتبر الاتفاق لاغيا من اساسه .
ومن الواضح إن وقوع فيصل تحت نفوذ الانجليز بشخص لورنس العرب كان وراء اقدامه على مثل هذا الاتفاق والمعروف إن المؤتمر السوري العام الذي عقد عام 1919م رفض رفضا قاطعا كل الاتفاقيات التي تمس عروبة فلسطين
من قريب او بعيد كما إن استفتاءات لجنة كينغ كرايين دلت على إن الاجتماع الواضح في المشرق العربي كله ضد الفكرة الصهيونية والمشروع الصهيوني في علاوة على إن فيصل لم يكن مخولا بتوقيع مثل هذه الاتفاقيات وقد نفى فيصل عام 1929م إن وقع مثل هذه الاتفاقية التي لم يكن لها اية قمة فعلية.
لقاءات فيصل وايزمان
هي مجموعة لقاءات التي مهدت لاتفاق فيصل وايزمان سنة 1919م التقى وايزمان الامير فيصل اكثر من مرة قبيل نهاية الحرب العالمية الاولى وفي خلال مؤتمر الصلح الذي اعقب الحرب وقد سبق لقاءات وايزمان مع فيصل لقاء بين الشريف حسين والد الامير فيصل وقائد الثورة العربية وبين رسول خاص اوفدته الحكومة البريطانية لهذه الغاية في سنة 1918م ولم يتطرق هذا اللقاء إلى قضية وعد بلفور بل اكتفى الرسول البريطاني بانتزاع رأي الشريف حسين بقبول هجرة عدد من اليهود إلى فلسطين على الا يؤدي ذلك إلى الحاق الضرر بالمصالح العربية السياسية والاقتصادية وكان جواب الشريف حسين على هذا السؤال بان يرحب وفق هذه الاسس باليهود في كل البلاد العربية اما وايزمان فقد جاء إلى فلسطين مع لجنة صهيونية برئاسته فسعى إلى انتزاع موافقة عربية على وعد بلفور في هذا الصدد التقى زعماء فلسطينين مثل (سليمان نصيف)القاضي والمفتي (كامل الحسيني) في القدس والقاضي راغب الدجا في يافا وكانت حصيلة هذه اللقاءات الفشل لوايزمان ولجنته وهنا طرق وايزمان ابواب مقر قيادة فيصل قائد جيش الثورة العربية التي كانت موجودة في العقبة وتم اول لقاء بين وايزمان وفيصل في اوائل يونية عام 1918م وبحضور ضابط انجليزي قام بدور المترجم وقد استمرت هذه المقابلة 45 دقيقة ابلغ خلالها فيصل وايزمان الصهيوني إن هذه الشؤون تعود لواله لانه كجندي لا دخل له في السياسة مضيفا إلى ذلك انه عربي يرفض وضع فلسطين تحت الحماية البريطانية كما يرفض فتح ابوابها للهجرة اليهودية .
اللقاء الثاني/ شهدته العاصمة البريطانية في 20/12/1918م وذلك بتدبير من لورنس وبحضوره ذلك لانه كان يلازم الامير فيصل كمترجم وكمستشار خلال رحلته إلى لندن وباريس للمشاركة في مؤتمر السلام وفي هذا اللقاء قامت خطة وايزمان ولورنس على انتزاع توقيع فيصل على معاهدة قدمت اليه بالانجليزي ومطبوعة على الالة الكاتبة وتقر مطالب الحركة الصهيونية في فلسطين وتجعل من وعد بلفور اساسا لدستور فلسطين ونظام حكومتها ولكن اللعبة قد فشلت
عندما كتب فيصل باللغة العربية وبخط يده تحفظا على المعاهدة يشترط فيه حصول العرب على الاستقلال والسيادة والظريف إن نصت هذه العاهدة استخدم في اغراض دعائية خلال فترة طويلة قبل انكشاف التزوير الحاصل فيها وبعد انتقال فيصل إلى باريس ادلى بحديث صحفي (لوماتان)وكان مترجمه هذا الحديث امين سره الاول رستم حيدر وقد اشار في هذا الحديث إلى إن العرب سيقاومون
بكل قوتهم إلى اقامة دولة يهودية في فلسطين وعلى اثر قراءة هذا الحديث يسعى وايزمان ومعه لورنس وقطب صهيوني اميركي يدعى فيلكس فرانكفورتر لمقابلة فيصل ولا يمكن اعتمادا على المصادر التاريخية لهذه الفرضية لايجاد دليل على إن فيصل قد قابلهم فعلا هذه المرة ولكن يبدو إن لورنس زور توقيع فيصل على كتاب موجه إلى فرانكفورتر ويلغي فيه فيصل ما ورد في حديثه إلى الصحيفة الفرنسية قبل 24ساعة وقد جرت محاولة صهيونية سنة 1929م لاستخدام هذا الكتاب المزور امام لجنة تحقيق بريطانية لكن الاتصالات مع فيصل آنذاك كشفت كذب هذا الكتاب .
27/1/1919م عقد المؤتمر العربي الفلسطيني الاول بالقدس لتوحيد الجمعيات إلى جمعية واحدة تضع برنامجا واحدا واهدافا واحدة تتقدم إلى مؤتمر الصلح في باريس وانتخب عارف الدجاني رئيسا للمؤتمر .
وقد حضر المؤتمر الامير فيصل بن الشريف حسين الذي قاد الثورة العربية الكبرى ضد الاتراك تلبية منه لرغبة بريطانيا وفرنسا ليطالب بان تكون الشعوب الناطقة باللغة العربية معترفا باستقلالها وسيادتها بضمان عصبة الامم
3/2/1919م مذكرة حاييم وايزمان رئيس الحركة الصهيونية إلى مؤتمر الصلح في باريس وتنص على الاعتراف التاريخي لليهود في فلسطين ووضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني
1/5/1919م بريطانيا تعلن رسميا عن تصريح بلفور وهو تصريح شاذ وغريب ليس له أي سابقة تاريخية كما انه لم يكن لبريطانيا أي صفة تمنحها حق اصدار مثل هذا التصريح الذي اصدره وزير خارجيتها في 2/11/1917م في شكل رسالة إلى اللورد روتشيلد وهذا نصه :
إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تاسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية .
فقد ارثر بلفور بعد اصدار التصريح الذي كتبته بيدي ويحمل اسمي انه اعظم عمل في حياتي .
وهكذا بدأت الخطة الصهيونية لمرحلة الحرب العالمية الاولى تقوم على
• ينتصر الحلفاء وعلى راسهم بريطانيا .
• تكون فلسطين من نصيب بريطانيا.
• تسهل انجلترا استيطان اليهود في فلسطين.
• ينتهي الامر بسيطرة اليهود على فلسطين .
25/4/1920م المجلس الاعلى لمؤتمر الصلح في سان ريمو بايطاليا يعهد إلى بريطانيا مسؤلية الانتداب على فلسطين دون استشارة الفلسطينيين .