ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 قصة الوحش الذي كان في بيت النبي وكان يحترمه عليه السلام ويوقره ويجله / الجزء السادس / (البداية والنهاية)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

قصة الوحش الذي كان في بيت النبي وكان يحترمه عليه السلام ويوقره ويجله / الجزء السادس / (البداية والنهاية) Empty
مُساهمةموضوع: قصة الوحش الذي كان في بيت النبي وكان يحترمه عليه السلام ويوقره ويجله / الجزء السادس / (البداية والنهاية)   قصة الوحش الذي كان في بيت النبي وكان يحترمه عليه السلام ويوقره ويجله / الجزء السادس / (البداية والنهاية) Emptyالأحد ديسمبر 27, 2009 8:28 am

قصة الوحش الذي كان في بيت النبي وكان يحترمه عليه السلام ويوقره ويجله / الجزء السادس / (البداية والنهاية) Kunooozd0fee10454
قصة الوحش الذي كان في بيت النبي وكان يحترمه عليه السلام ويوقره ويجله
قال الأعرابي أحمد: حدثنا أبو نعيم، ثنا يونس عن مجاهد قال: قالت عائشة رضي الله عنها: كان لآل رسول الله وحش فإذا خرج رسول الله لعب واشتد، وأقبل وأدبر، فإذا أحس برسول الله قد دخل ربض فلم يترمرم ما دام رسول الله في البيت كراهية أن يؤذيه.
ورواه أحمد أيضا عن وكيع وعن قطن كلاهما عن يونس - وهو ابن أبي إسحاق السبيعي - وهذا الإسناد على شرط الصحيح ولم يخرجوه، وهو حديث مشهور، والله أعلم.
قصة الأسد
وقد ذكرنا في ترجمة سفينة مولى رسول الله حديثه حين انكسرت بهم السفينة فركب لوحا منها حتى دخل جزيرة في البحر فوجد فيها الأسد فقال له: يا أبا الحارث إني سفينة مولى رسول الله .
قال: فضرب منكبي وجعل يحاذيني حتى أقامني على الطريق، ثم همهم ساعة، فرأيت أنه يودعني.
وقال عبد الرزاق: ثنا معمر عن الحجبي، عن محمد بن المنكدر أن سفينة مولى رسول الله أخطأ الجيش بأرض الروم، أو أسر في أرض الروم فانطلق هاربا يلتمس الجيش فإذا هو بالأسد.
فقال: يا أبا الحارث إني مولى رسول الله كان من أمري كيت وكيت، فأقبل الأسد يبصبصه حتى قام إلى جنبه كلما سمع صوته أهوى إليه، ثم أقبل يمشي إلى جنبه فلم يزل كذلك حتى أبلغه الجيش، ثم رجع الأسد عنه.
رواه البيهقي.
حديث الغزالة
قال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني رحمه الله في كتابه دلائل النبوة: حدثنا سليمان بن أحمد إملاء، ثنا محمد بن عثمان ابن أبي شيبة، ثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون، ثنا عبد الكريم بن هلال الجعفي عن صالح المري، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: مر رسول الله على قوم قد اصطادوا ظبية فشدوها على عمود فسطاط.
فقالت: يا رسول الله إني أخذت ولي خشفان فاستأذن لي أرضعهما وأعود إليهم.
فقال: « أين صاحب هذه؟ »
فقال القوم: نحن يا رسول الله.
قال: خلوا عنها حتى تأتي خشفيها ترضعهما وترجع إليكم.
فقالوا: من لنا بذلك؟
قال: « أنا ».
فأطلقوها فذهبت فأرضعت ثم رجعت إليهم فأوثقوها، فمر بهم رسول الله - - فقال: « أين أصحاب هذه؟ »
فقالوا: هو ذا نحن يا رسول الله.
فقال: « تبيعونيها؟ »
فقالوا: هي لك يا رسول الله.
فقال: « خلوا عنها ».
فأطلقوها فذهبت.
وقال أبو نعيم: حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي - من أصله - ثنا أحمد بن موسى بن أنس بن نصر بن عبيد الله بن محمد بن سيرين بالبصرة، ثنا زكريا بن يحيى بن خلاد، ثنا حبان بن أغلب بن تميم، ثنا أبي عن هشام بن حبان، عن الحسن، عن ضبة بن محصن، عن أم سلمة زوج النبي قالت: بينا رسول الله في حجر من الأرض إذا هاتف يهتف: يا رسول الله، يا رسول الله.
قال: « فالتفت فلم أر أحدا »
قال: « فمشيت غير بعيد، فإذا الهاتف يا رسول الله، يا رسول الله، قال: « التفت فلم أر أحدا » وإذا الهاتف يهتف بي، فاتبعت الصوت وهجمت على ظبية مشدودة الوثاق، وإذا أعرابي منجدل في شملة نائم في الشمس.
فقالت الظبية: يا رسول الله إن هذا الأعرابي صادني قبل ولي خشفان في هذا الجبل فإن رأيت أن تطلقني حتى أرضعهما ثم أعود إلى وثاقي.
قال: « وتفعلين؟ »
قالت: عذبني الله عذاب العشار إن لم أفعل.
فأطلقها رسول الله - -، فمضت فأرضعت الخشفين وجاءت.
قال: فبينا رسول الله يوثقها إذا انتبه الأعرابي.
فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله إني أصبتها قبيلا فلك فيها من حاجة؟
قال: قلت: « نعم ».
قال: هي لك، فأطلقها فخرجت تعدو في الصحراء فرحا وهي تضرب برجليها في الأرض وتقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله.
قال أبو نعيم: وقد رواه آدم ابن أبي إياس فقال: حدثني حبي الصدوق نوح بن الهيثم عن حبان بن أغلب، عن أبيه، عن هشام بن حبان ولم يجاوزه به.
وقد رواه أبو محمد عبد الله بن حامد الفقيه في كتابه دلائل النبوة من حديث إبراهيم بن مهدي عن ابن أغلب بن تميم، عن أبيه، عن هشام بن حبان، عن الحسن بن ضبة ابن أبي سلمة به.
وقال الحافظ أبو بكر البيهقي: أنبأني أبو عبد الله الحافظ إجازة، أنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني، ثنا أحمد بن حازم ابن أبي عروة الغفاري، ثنا علي بن قادم، ثنا أبو العلاء خالد بن طهمان عن عطية، عن أبي سعيد قال: مر النبي بظبية مربوطة إلى خباء فقالت: يا رسول الله خلني حتى أذهب فأرضع خشفي ثم أرجع فتربطني.
فقال رسول الله : « صيد قوم، وربيطة قوم ».
قال: فأخذ عليها فحلفت له.
قال: فحلها فما مكثت إلا قليلا حتى جاءت وقد نفضت ما في ضرعها فربطها رسول الله ، ثم أتى خباء أصحابها فاستوهبها منهم، فوهبوها له فحلها.
ثم قال رسول الله : « لو تعلم البهائم من الموت ما تعلمون ما أكلتم منها سمينا أبدا ».
قال البيهقي: وروى من وجه آخر ضعيف أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، أنا أبو علي حامد بن محمد الهروي، ثنا بشر بن موسى، ثنا أبو حفص عمر بن علي، ثنا يعلى بن إبراهيم الغزالي، ثنا الهيثم بن حماد عن أبي كثير، عن يزيد بن أرقم قال: كنت مع النبي في بعض سكك المدينة.
قال: فمررنا بخباء أعرابي فإذا بظبية مشدودة إلى الخباء.
فقالت: يا رسول الله إن هذا الأعرابي اصطادني، وإن لي خشفين في البرية وقد تعقد اللبن في أخلافي فلا هو يذبحني فأستريح، ولا هو يدعني فأرجع إلى خشفي في البرية.
فقال لها رسول الله : « إن تركتك ترجعين؟ »
قالت: نعم، وإلا عذبني الله عذاب العشار.
قال: فأطلقها رسول الله فلم تلبث أن جاءت تلمض فشدها رسول الله إلى الخباء، وأقبل الأعرابي ومعه قربة.
فقال له رسول الله : « أتبيعنيها؟ »
قال: هي لك يا رسول الله.
فأطلقها رسول الله .
قال زيد بن أرقم: فأنا والله رأيتها تسبح في البرية وهي تقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله.
ورواه أبو نعيم: ثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن مطر، ثنا بشر بن موسى فذكره.
قلت: وفي بعضه نكارة والله أعلم.
وقد ذكرنا في باب تكثيره عليه السلام اللبن: حديث تلك الشاة التي جاءت وهي في البرية فأمر رسول الله الحسن بن سعيد مولى أبي بكر أن يحلبها فحلبها، وأمره أن يحفظها فذهبت وهو لا يشعر.
فقال رسول الله : « ذهب بها الذي جاء بها ».
وهو مروي من طريقين عن صحابيين كما تقدم، والله أعلم.
حديث الضـب على ما فيه من النكارة والغرابة
قال البيهقي: أنا أبو منصور أحمد بن علي الدامغاني من ساكني قرية نامين من ناحية بيهق - قراءة عليه من أصل كتابه - ثنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ - في شعبان سنة اثنتين وثلثمائة - ثنا محمد بن الوليد السلمي، ثنا محمد بن عبد الأعلى، ثنا معمر بن سليمان، ثنا كهمس عن داود ابن أبي هند، عن عامر بن عمر، عن عمر بن الخطاب أن رسول الله كان في محفل من أصحابه إذ جاء أعرابي من بني سليم قد صاد ضبا وجعله في كمه ليذهب به إلى رحله فيشويه ويأكله، فلما رأى الجماعة قال: ما هذا؟
قالوا: هذا الذي يذكر أنه نبي فجاء فشق الناس.
فقال: واللات والعزى ما شملت السماء على ذي لهجة أبغض إلي منك، ولا أمقت منك، ولولا أن يسميني قومي عجولا لعجلت عليك فقتلتك فسررت بقتلك الأسود والأحمر والأبيض وغيرهم.
فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله دعني فأقوم فأقتله.
قال: « يا عمر أما علمت أن الحليم كاد أن يكون نبيا ».
ثم أقبل على الأعرابي وقال: « ما حملك على أن قلت ما قلت غير الحق، ولم تكرمني في مجلسي؟ »
فقال: وتكلمني أيضا؟ استخفافا برسول الله واللات والعزى لا آمنت بك أو يؤمن بك هذا الضـب - وأخرج الضـب من كمه وطرحه بين يدي رسول الله .
فقال رسول الله : « يا ضب ».
فأجابه الضـب بلسان عربي مبين يسمعه القوم جميعا: لبيك وسعديك يا زين من وافى القيامة.
قال: « من تعبد يا ضب؟ »
قال: الذي في السماء عرشه، وفي الأرض سلطانه، وفي البحر سبيله، وفي الجنة رحمته، وفي النار عقابه.
قال: « فمن أنا يا ضب؟ »
فقال: رسول رب العالمين وخاتم النبيين، وقد أفلح من صدقك، وقد خاب من كذبك.
فقال الأعرابي: والله لا أتبع أثرا بعد عين، والله لقد جئتك وما على ظهر الأرض أبغض إلي منك، وإنك اليوم أحب إلي من والدي، ومن عيني ومني، وإني لأحبك بداخلي وخارجي، وسري وعلانيتي، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.
فقال رسول الله: « الحمد لله الذي هداك بي، إن هذا الدين يعلو ولا يعلى، ولا يقبل إلا بصلاة ولا تقبل الصلاة إلا بقرآن.
قال: فعلمني.
فعلمه « قل هو الله أحد ».
قال: زدني فما سمعت في البسيط ولا في الوجيز أحسن من هذا.
قال: « يا أعرابي إن هذا كلام الله ليس بشعر، إنك إن قرأت « قل هو الله أحد » مرة كان لك كأجر من قرأ ثلث القرآن، وإن قرأتها مرتين كان لك كأجر من قرأ ثلثي القرآن، وإذا قرأتها ثلاث مرات كان لك كأجر من قرأ القرآن كله ».
قال الأعرابي: نعم الإله إلهنا يقبل اليسير ويعطي الجزيل.
فقال رسول الله : « ألك مال؟ »
فقال: ما في بني سليم قاطبة رجل هو أفقر مني.
فقال رسول الله لأصحابه: « أعطوه فأعطوه حتى أبطروه ».
قال: فقام عبد الرحمن بن عوف فقال: يا رسول الله إن له عندي ناقة عشراء دون البختية وفوق الأعرى، تلحق ولا تلحق أهديت إلي يوم تبوك، أتقرب بها إلى الله عز وجل فأدفعها إلى الأعرابي؟
فقال رسول الله : « وصفت ناقتك فأصف مالك عند الله يوم القيامة؟ »
قال: نعم.
قال: « لك ناقة من درة جوفاء قوائمها من زبرجد أخضر، وعنقها من زبرجد أصفر، عليها هودج وعلى الهودج السندس والاستبرق، وتمر بك على الصراط كالبرق الخاطف، يغبطك بها كل من رآك يوم القيامة ».
فقال عبد الرحمن: قد رضيت، فخرج الأعرابي فلقيه ألف أعرابي من بني سليم على ألف دابة معهم ألف سيف وألف رمح.
فقال لهم: أين تريدون؟
قالوا: نذهب إلى هذا الذي سفه آلهتنا فنقتله.
قال: لا تفعلوا أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وحدثهم الحديث.
فقالوا بأجمعهم: نشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ثم دخلوا فقيل لرسول الله فتلقاهم بلا رداء، ونزلوا عن ركبهم يقبلون حيث ولوا عنه وهم يقولون: لا إله إلا الله، محمد رسول الله.
ثم قالوا: يا رسول الله مرنا بأمرك.
قال: كونوا تحت راية خالد بن الوليد.
فلم يؤمن من العرب ولا غيرهم ألف غيرهم.
قال البيهقي: قد أخرجه شيخنا أبو عبد الله الحافظ في المعجزات بالإجازة عن أبي أحمد ابن عدي الحافظ.
قلت: ورواه الحافظ أبو نعيم في الدلائل عن أبي القاسم بن أحمد الطبراني - إملاء وقراءة -، حدثنا محمد بن علي بن الوليد السلمي البصري أبو بكر بن كنانة فذكر مثله.
ورواه أبو بكر الإسماعيلي عن محمد بن علي بن الوليد السلمي.
قال البيهقي: روي في ذلك عن عائشة وأبي هريرة، وما ذكرناه هو أمثل الأسانيد فيه وهو أيضا ضعيف، والحمل فيه على هذا السلمي، والله أعلم.
حديث الحمار
وقد أنكره غير واحد من الحفاظ الكبار[1] فقال أبو محمد بن عبد الله بن حامد: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن حمدان السحركي، حدثنا عمر بن محمد بن بجير، حدثنا أبو جعفر محمد بن يزيد إملاء، أنا أبو عبد الله محمد بن عقبة بن أبو الصهباء، حدثنا أبو حذيفة عن عبد الله بن حبيب الهذلي، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن أبي منظور قال: لما فتح الله على نبيه خيبر أصابه من سهمه أربعة أزواج بغال، وأربعة أزواج خفاف، وعشر أواق ذهب وفضة، وحمار أسود ومكتل.
قال: فكلم النبي الحمار، فكلمه الحمار فقال له: « ما اسمك؟ »
قال: يزيد بن شهاب، أخرج الله من نسل جدي ستين حمارا كلهم لم يركبهم إلا نبي لم يبق من نسل جدي غيري، ولا من الأنبياء غيرك وقد كنت أتوقعك أن تركبني، قد كنت قبلك لرجل يهودي وكنت أعثر به عمدا، وكان يجيع بطني، ويضرب ظهري.
فقال النبي : « سميتك يعفور، يا يعفور ».
قال: لبيك.
قال: « تشتهي الإناث؟ »
قال: لا، فكان النبي يركبه لحاجته فإذا نزل عنه بعث به إلى باب الرجل، فيأتي الباب فيقرعه برأسه، فإذا خرج إليه صاحب الدار أومأ إليه أن أجب رسول الله .
فلما قبض النبي جاء إلى بئر كان لأبي الهيثم بن النبهان فتردى فيها فصارت قبره جزعا منه على رسول الله .
حديث الحمرة وهو طائر مشهور
قال أبو داود الطيالسي: ثنا المسعودي عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود قال: كنا مع رسول الله في سفر، فدخل رجل غيطة فأخرج بيضة حمرة فجاءت الحمرة ترف على رسول الله وأصحابه فقال: « أيكم فجع هذه؟ »
فقال رجل من القوم: أنا أخذت بيضتها.
فقال: « رده رده رحمة بها ».
وروى البيهقي عن الحاكم وغيرهم عن الأصم، عن أحمد بن عبد الجبار، ثنا أبو معاوية عن أبي إسحاق الشيباني، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه قال: كنا مع رسول الله في سفر فمررنا بشجرة فيها فرخا حمرة فأخذناهما.
قال: فجاءت الحمرة إلى رسول الله وهي تفرش.
فقال: « من فجع هذه بفرخيها؟ »
قال: فقلنا: نحن.
قال: « ردوهما ».
فرددناهما إلى موضعهما فلم ترجع.
حديث آخر في ذلك وفيه غرابة:
قال البيهقي: أنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن الحسين بن داود العلوي قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأموي، ثنا محمد بن عبيد بن عتبة الكندي، ثنا محمد بن الصلت، ثنا حبان، ثنا أبو سعيد البقال عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله إذا أراد الحاجة أبعد.
قال: فذهب يوما فقعد تحت سمرة ونزع خفيه.
قال: ولبس أحدهما فجاء طير فأخذ الخف الآخر فحلق به في السماء فانسلت منه أسود سالح.
فقال رسول الله : « هذه كرامة أكرمني الله بها، اللهم إني أعوذ بك من شر ما مشى على رجليه، ومن شر ما يمشي على بطنه ».
حديث آخر:
قال البخاري: ثنا محمد بن المثنى، ثنا معاذ حدثني أبي عن قتادة قال: حدثنا أنس بن مالك أن رجلين من أصحاب النبي خرجا من عند النبي ومعهما مثل المصباحين بين أيديهما، فلما افترقا صار مع كل واحد منهما واحد حتى أتى أهله.
وقال عبد الرزاق: أنا معمر عن ثابت، عن أنس أن أسيد بن حضير الأنصاري ورجلا آخر من الأنصار تحدثا عند النبي في حاجة لهما حتى ذهب من الليل ساعة وهي ليلة شديدة الظلمة حتى خرجا من عند رسول الله ينقلبان وبيد كل واحد منهما عصية، فأضاءت عصى أحدهما لهما حتى مشيا في ضوئها حتى إذا افترقت بهما الطريق أضاءت للآخر عصاه حتى مشى في ضوئها حتى أتى كل واحد منهما ضوء عصاه حتى بلغ أهله.
وقد علقه البخاري فقال: وقال معمر: فذكره.
وعلقه البخاري أيضا عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس أن عباد بن بشر، وأسيد بن حضير خرجا من عند النبي فذكر مثله.
وقد رواه النسائي عن أبي بكر ابن نافع، عن بشر بن أسيد.
وأسنده البيهقي من طريق يزيد بن هارون كلاهما عن حماد بن سلمة به.
حديث آخر:
قال البيهقي: أنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأصبهاني، ثنا أحمد بن مهران، ثنا عبيد الله بن موسى، أنا كامل بن العلاء عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: كنا نصلي مع رسول الله العشاء وكان يصلي فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا رفع رأسه أخذهما فوضعهما وضعا رفيقا فإذا عاد عادا، فلما صلى جعل واحدا ههنا وواحدا ههنا، فجئته فقلت: يا رسول الله ألا أذهب بهما إلى أمهما؟
قال: « لا » فبرقت برقة.
فقال: « إلحقا بأمكما » فما زالا يمشيان في ضوئها حتى دخلا.
حديث آخر:
قال البخاري في التاريخ: حدثني أحمد بن الحجاج، ثنا سفيان بن حمزة عن كثير بن يزيد، عن محمد بن حمزة بن عمرو الأسلمي، عن أبيه قال: كنا مع رسول الله فتفرقنا في ليلة ظلماء دحمسة فأضاءت أصابعي حتى جمعوا عليها ظهرهم وما هلك منهم، وإن أصابعي لتنير.
ورواه البيهقي من حديث إبراهيم بن المنذر الحزامي عن سفيان بن حمزة.
ورواه الطبراني من حديث إبراهيم ابن حمزة الزهري، عن سفيان بن حمزة به.
حديث آخر:
قال البيهقي: حدثنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو محمد بن أحمد بن عبد الله المدني، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أبو كريب، ثنا يزيد بن الحباب، ثنا عبد الحميد ابن أبي عبس الأنصاري من بني حارثة، أخبرني ميمون بن زيد ابن أبي عبس، أخبرني أبي أن أبا عبس كان يصلي مع رسول الله الصلوات ثم يرجع إلى بني حارثة، فخرج في ليلة مظلمة مطيرة فنور له في عصاه حتى دخل دار بني حارثة.
قال البيهقي: أبو عبس ممن شهد بدرا.
قلت: وروينا عن يزيد بن الأسود - وهو من التابعين -: أنه كان يشهد الصلاة بجامع دمشق من جسرين فربما أضاءت له إبهام قدمه في الليلة المظلمة.
وقد قدمنا في قصة إسلام الطفيل بن عمرو الدوسي بمكة قبل الهجرة، وأنه سأل رسول الله آية يدعو قومه بها، فلما ذهب إليهم وانهبط من الثنية أضاء له نور بين عينيه.
فقال: اللهم لا يقولوا هو مثلة فحوله الله إلى طرف سوطه حتى جعلوا يرونه مثل القنديل.
حديث آخر فيه كرامة لتميم الداري:
روى الحافظ البيهقي من حديث عفان بن مسلم عن حماد بن سلمة، عن الجريري، عن أبي العلاء، عن معاوية بن حرمل قال: خرجت نار بالحرة فجاء عمر إلى تميم الداري فقال: قم إلى هذه النار.
قال: يا أمير المؤمنين ومن أنا؟ وما أنا؟
قال: فلم يزل به حتى قام معه.
قال: وتبعتهما، فانطلقا إلى النار فجعل تميم يحوشها بيديه حتى دخلت الشعب، ودخل تميم خلفها.
قال: فجعل عمر يقول: ليس من رأى كمن لم ير، قالها ثلاثا.
حديث فيه كرامة لولي من هذه الأمة:
وهي معدودة من المعجزات لأن كل ما يثبت لولي فهو معجزة لنبيه.
قال الحسن بن عروة: ثنا عبد الله بن إدريس عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن أبي سبرة النخعي قال: أقبل رجل من اليمن فلما كان ببعض الطريق نفق حماره، فقام فتوضأ ثم صلى ركعتين ثم قال: اللهم إني جئت من الدفينة مجاهدا في سبيلك وابتغاء مرضاتك، وأنا أشهد أنك تحيي الموتى، وتبعث من في القبور، لا تجعل لأحد علي اليوم منة أطلب إليك اليوم أن تبعث حماري، فقام الحمار ينفض أذنيه.
قال البيهقي: هذا إسناد صحيح، ومثل هذا يكون كرامة لصاحب الشريعة.
قال البيهقي: وكذلك رواه محمد بن يحيى الذهلي وغيره عن محمد بن عبيد، عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن الشعبي وكأنه عند إسماعيل عنهما، والله أعلم.
طريق أخرى:
قال أبو بكر ابن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت: حدثنا إسحاق بن إسماعيل وأحمد بن بجير وغيرهما قالوا: ثنا محمد بن عبيد عن إسماعيل ابن أبي خالد عن الشعبي أن قوما أقبلوا من اليمن متطوعين في سبيل الله، فنفق حمار رجل منهم فأرادوه أن ينطلق معهم فأبى، فقام فتوضأ وصلى ثم قال: اللهم إني جئت من الدفينة مجاهدا في سبيلك، وابتغاء مرضاتك، وإني أشهد أنك تحيي الموتى، وتبعث من في القبور، لا تجعل لأحد علي منة فإذا أطلب إليك أن تبعث لي حماري، ثم قام إلى الحمار فضربه فقام الحمار ينفض أذنيه، فأسرجه وألجمه، ثم ركبه وأجراه فلحق بأصحابه.
فقالوا له: ما شأنك؟
قال: شأني أن الله بعث حماري.
قال الشعبي: فأنا رأيت الحمار بيع أو يباع في الكناسة - يعني: بالكوفة -.
قال ابن أبي الدنيا: وأخبرني العباس بن هشام عن أبيه، عن جده، عن مسلم بن عبد الله بن شريك النخعي أن صاحب الحمار رجل من النخع يقال له: نباتة بن يزيد، خرج في زمن عمر غازيا حتى إذا كان يلقى عميرة نفق حماره فذكر القصة غير أنه قال: فباعه بعد الكناسة.
فقيل له: تبيع حمارك وقد أحياه الله لك؟
قال: فكيف أصنع؟
وقد قال رجل من رهطه ثلاثة أبيات فحفظت هذا البيت:
ومنا الذي أحيا الإله حماره * وقد مات منه كل عضو ومفصل
وقد ذكرنا في باب رضاعه عليه السلام ما كان من حمارة حليمة السعدية وكيف كانت تسبق الركب في رجوعها لما ركب معها عليها رسول الله وهو رضيع وقد كانت أدمت بالركب في مسيرهم إلى مكة، وكذلك ظهرت بركته عليهم في شارفهم - وهي الناقة التي كانوا يحلبونها - وشياههم وسمنهم، وكثرة ألبانها - صلوات الله وسلامه عليه -.
قصة أخرى مع قصة العلاء بن الحضرمي:
قال أبو بكر ابن أبي الدنيا: حدثني خالد بن خداش بن عجلان المهلبي وإسماعيل بن بشار قالا: ثنا صالح المزي عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: عدنا شابا من الأنصار فما كان بأسرع من أن مات فأغمضناه ومددنا عليه الثوب.
وقال بعضنا لأمه: احتسبيه.
قالت: وقد مات؟
قلنا: نعم، فمدت يديها إلى السماء وقالت: اللهم إني آمنت بك وهاجرت إلى رسولك فإذا نزلت بي شدة دعوتك ففرجتها، فأسألك اللهم لا تحمل علي هذه المصيبة.
قال: فكشف الثوب عن وجهه فما برحنا حتى أكلنا وأكل معنا.
وقد رواه البيهقي عن أبي سعيد الماليني، عن ابن عدي، عن محمد بن طاهر بن أبي الدميك، عن عبد الله بن عائشة، عن صالح بن بشير المزني - أحد زهاد البصرة وعبادها مع لين في حديثه - عن أنس فذكر القصة.
وفيه أن أم السائب كانت عجوزا عمياء.
قال البيهقي: وقد روي من وجه آخر مرسل - يعني: فيه انقطاع - عن ابن عدي وأنس بن مالك، ثم ساقه من طريق عيسى بن يونس عن عبد الله بن عون، عن أنس قال: أدركت في هذه الأمة ثلاثا لو كانت في بني إسرائيل لما تقاسمها الأمم.
قلنا: ما هي يا أبا حمزة؟
قال: كنا في الصفة عند رسول الله - - فأتته امرأة مهاجرة ومعها ابن لها قد بلغ فأضاف المرأة إلى النساء، وأضاف ابنها إلينا فلم يلبث أن أصابه وباء المدينة فمرض أياما ثم قبض، فغمضه النبي - - وأمر بجهازه، فلما أردنا أن نغسله.
قال: « يا أنس إئت أمه فأعلمها » فأعلمتها.
قال: فجاءت حتى جلست عند قدميه فأخذت بهما ثم قالت: اللهم إني أسلمت لك طوعا، وخالفت الأوثان زهدا، وهاجرت لك رغبة، اللهم لا تشمت بي عبدة الأوثان، ولا تحملني من هذه المصيبة ما لا طاقة لي بحملها.
قال: فوالله ما انقضى كلامها حتى حرك قدميه وألقى أثوب عن وجهه وعاش حتى قبض الله رسوله ، وحتى هلكت أمه.
قال: ثم جهز عمر بن الخطاب جيشا واستعمل عليهم العلاء بن الحضرمي.
قال أنس: وكنت في غزاته فأتينا مغازينا فوجدنا القوم قد بدروا بنا فعفوا آثار الماء والحر شديد فجهدنا العطش ودوابنا وذلك يوم الجمعة، فلما مالت الشمس لغروبها صلى بنا ركعتين، ثم مد يده إلى السماء، وما نرى في السماء شيئا.
قال: فوالله ما حط يده حتى بعث الله ريحا وأنشأ سحابا وأفرغت حتى ملأت الغدر، والشعاب فشربنا وسقينا ركابنا واستقينا، ثم أتينا عدونا وقد جاوزوا خليجا في البحر إلى جزيرة، فوقف على الخليج وقال: يا علي يا عظيم، يا حليم يا كريم.
ثم قال: أجيزوا بسم الله.
قال: فأجزنا ما يبل الماء حوافر دوابنا، فلم نلبث إلا يسيرا فأصبنا العدو عليه فقتلنا وأسرنا وسبينا، ثم أتينا الخليج فقال مثل مقالته، فأجزنا ما يبل الماء حوافر دوابنا.
قال: فلم نلبث إلا يسيرا حتى رمي في جنازته.
قال: فحفرنا له وغسلناه ودفناه، فأتى رجل بعد فراغنا من دفنه فقال: من هذا؟
فقلنا: هذا خير البشر، هذا ابن الحضرمي.
فقال: إن هذه الأرض تلفظ الموتى، فلو نقلتموه إلى ميل أو ميلين إلى أرض تقبل الموتى.
فقلنا: ما جزاء صاحبنا أن نعرضه للسباع تأكله؟
قال: فاجتمعنا على نبشه فلما وصلنا إلى اللحد إذا صاحبنا ليس فيه، وإذا اللحد مد البصر نور يتلألأ.
قال: فأعدنا التراب إلى اللحد ثم ارتحلنا.
قال البيهقي رحمه الله: وقد روي عن أبي هريرة في قصة العلاء بن الحضرمي في استسقائه، ومشيهم على الماء دون قصة الموت بنحو من هذا.
وذكر البخاري في التاريخ لهذه القصة إسنادا آخر، وقد أسنده ابن أبي الدنيا عن أبي كريب، عن محمد بن فضيل، عن الصلت بن مطر العجلي، عن عبد الملك بن سهم، عن سهم بن منجاب قال: غزونا مع العلاء بن الحضرمي فذكره وقال في الدعاء: يا عليم، يا حليم، يا علي، يا عظيم إنا عبيدك وفي سبيلك نقاتل عدوك، إسقنا غيثا نشرب منه ونتوضأ، فإذا تركناه فلا تجعل لأحد فيه نصيبا غيرنا.
وقال في البحر: اجعل لنا سبيلا إلى عدوك.
وقال في الموت: أخف جثتي، ولا تطلع على عورتي أحدا، فلم يقدر عليه، والله أعلم.
قصة أخرى:
قال البيهقي: أنا الحسين بن بشران، أنا إسماعيل الصفار، ثنا الحسن بن علي بن عثمان، ثنا ابن نمير عن الأعمش، عن بعض أصحابه قال: انتهينا إلى دجلة وهي مادة والأعاجم خلفها.
فقال رجل من المسلمين: بسم الله ثم اقتحم بفرسه فارتفع على الماء.
فقال الناس: بسم الله، ثم اقتحموا فارتفعوا على الماء.
فنظر إليهم الأعاجم وقالوا: ديوان ديوان، ثم ذهبوا على وجوههم.
قال: فما فقد الناس إلا قدحا كان معلقا بعذبة سرج، فلما خرجوا أصابوا الغنائم فاقتسموها، فجعل الرجل يقول: من يبادل صفراء ببيضاء.
قصة أخرى:
قال البيهقي: أنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنا أبو عبد الله بن محمد السمري، ثنا أبو العباس السراج، ثنا الفضل بن سهل وهارون بن عبد الله قالا: ثنا أبو النضر، ثنا سليمان بن المغيرة أن أبا مسلم الخولاني جاء إلى دجلة وهي ترمي بالخشب من مدها فمشى على الماء والتفت إلى أصحابه وقال: هل تفقدون من متاعكم شيئا فندعو الله عز وجل؟
قال البيهقي: هذا إسناد صحيح.
قلت: وستأتي قصة مسلم الخولاني، واسمه عبد الله بن ثوب مع الأسود العنسي حين ألقاه في النار فكانت عليه بردا وسلاما كما كانت على الخليل إبراهيم عليه السلام.
قصة زيد بن خارجة وكلامه بعد الموت:
وشهادته بالرسالة لمحمد ، وبالخلافة لأبي بكر الصديق، ثم لعمر، ثم لعثمان - رضي الله عنهم -
قال الحافظ أبو بكر البيهقي: أنا أبو صالح ابن أبي طاهر العنبري، أنا جدي يحيى بن منصور القاضي، ثنا أبو علي بن محمد بن عمرو بن كشمرد، أنا القعنبي، أنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب أن زيد بن خارجة الأنصاري ثم من بني الحارث بن الخزرج توفي زمن عثمان بن عفان فسجي بثوبه، ثم إنهم سمعوا جلجلة في صدره ثم تكلم ثم قال: أحمد أحمد في الكتاب الأول، صدق صدق أبو بكر الصديق الضعيف في نفسه القوي في أمر الله في الكتاب الأول، صدق صدق عمر بن الخطاب القوي الأمين في الكتاب الأول، صدق صدق عثمان بن عفان على منهاجهم مضت أربع وبقيت ثنتان، أتت بالفتن وأكل الشديد الضعيف، وقامت الساعة، وسيأتيكم عن جيشكم خبر بئر أريس، وما بئر أريس؟
قال يحيى: قال سعيد: ثم هلك رجل من بني خطمة فسجي بثوبه فسمع جلجلة في صدره ثم تكلم فقال: إن أخا بني الحارث بنت الخزرج صدق صدق.
ثم رواه البيهقي عن الحاكم، عن أبي بكر ابن إسحاق، عن موسى بن الحسن، عن القعنبي فذكره وقال: هذا إسناد صحيح وله شواهد.
ثم ساقه من طريق أبي بكر عبد الله ابن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت: حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس، ثنا عبد الله بن إدريس عن إسماعيل ابن أبي خالد قال: جاء يزيد بن النعمان بن بشير إلى حلقة القاسم بن عبد الرحمن بكتاب أبيه النعمان ابن بشير - يعني: إلى أمه - بسم الله الرحمن الرحيم؛ من النعمان بن بشير إلى أم عبد الله بنت أبي هاشم سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو فإنك كتبت إلي لأكتب إليك بشأن زيد بن خارجة، وأنه كان من شأنه أنه أخذه وجع في حلقه، وهو يومئذ من أصح الناس أو أهل المدينة، فتوفي بين صلاة الأولى وصلاة العصر، فأضجعناه لظهره وغشيناه ببردين وكساء، فأتاني آت في مقامي وأنا أسبح بعد المغرب فقال: إن زيدا قد تكلم بعد وفاته فانصرفت إليه مسرعا، وقد حضره قوم من الأنصار وهو يقول أو يقال على لسانه: الأوسط أجلد الثلاثة الذي كان لا يبالي في الله لومة لائم، كان لا يأمر الناس أن يأكل قويهم ضعيفهم عبد الله أمير المؤمنين صدق صدق كان ذلك في الكتاب الأول.
ثم قال: عثمان أمير المؤمنين وهو يعافي الناس من ذنوب كثيرة خلت اثنتان وبقي أربع، ثم اختلف الناس وأكل بعضهم بعضا، فلا نظام وأبيحت الأحماء، ثم ارعوى المؤمنين.
وقال: كتاب الله وقدره أيها الناس أقبلوا على أميركم واسمعوا، وأطيعوا فمن تولى فلا يعهدن دما وكان أمر الله قدرا مقدورا، الله أكبر هذه الجنة وهذه النار، ويقول النبيون والصديقون: سلام عليكم يا عبد الله بن رواحة هل أحسست لي خارجة لأبيه وسعدا اللذين قتلا يوم أحد؟
« كلا إنها لظى * نزاعة للشوى * تدعو من أدبر وتولى * وجمع فأوعى » ثم خفت صوته فسألت الرهط عما سبقني من كلامه.
فقالوا: سمعناه يقول: أنصتوا أنصتوا، فنظر بعضنا إلى بعض فإذا الصوت من تحت الثياب.
قال: فكشفنا عن وجهه فقال: هذا أحمد رسول الله سلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته.
ثم قال: أبو بكر الصديق الأمين خليفة رسول الله كان ضعيفا في جسمه، قويا في أمر الله صدق صدق، وكان في الكتاب الأول.
ثم رواه الحافظ البيهقي عن أبي نصر ابن قتادة، عن أبي عمرو ابن بجير، عن علي بن الحسين بن الجنيد، عن المعافى بن سليمان، عن زهير بن معاوية، عن إسماعيل ابن أبي خالد فذكره.
وقال: هذا إسناد صحيح.
وقد روى هشام بن عمار في كتاب البعث عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثني عمير بن هانئ، حدثني النعمان بن بشير قال: توفي رجل منا يقال له: خارجة بن زيد، فسجينا عليه ثوبا فذكر نحو ما تقدم.
قال البيهقي: وروي ذلك عن حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير وذكر بئر أريس كما ذكرنا في رواية ابن المسيب.
قال البيهقي: والأمر فيها أن النبي اتخذ خاتما فكان في يده، ثم كان في يد أبي بكر من بعده، ثم كان في يد عمر، ثم كان في يد عثمان حتى وقع منه في بئر أريس بعد ما مضى من خلافته ست سنين، فعند ذلك تغيرت عماله وظهرت أسباب الفتن كما قيل على لسان زيد بن خارجة.
قلت: وهي المرادة من قوله: مضت اثنتان وبقي أربع، أو مضت أربع وبقي اثنتان على اختلاف الرواية، والله أعلم.
وقد قال البخاري في التاريخ: زيد بن خارجة الخزرجي الأنصاري شهد بدرا، توفي زمن عثمان وهو الذي تكلم بعد الموت.
قال البيهقي: وقد روى في التكلم بعد الموت عن جماعة بأسانيد صحيحة، والله أعلم.
قال ابن أبي الدنيا: ثنا خلف بن هشام البزار، ثنا خالد الطحان عن حصين، عن عبد الله بن عبيد الأنصاري أن رجلا من بني سلمة تكلم فقال: محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، عثمان اللين الرحيم.
قال: ولا أدري أيش قال في عمر، كذا رواه ابن أبي الدنيا في كتابه.
وقد قال الحافظ البيهقي: أنا أبو سعيد ابن أبي عمرو، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا يحيى ابن أبي طالب، أنا علي بن عاصم، أنا حصين بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عبيد الأنصاري قال: بينما هم يثورون القتلى يوم صفين أو يوم الجمل، إذ تكلم رجل من الأنصار من القتلى فقال: محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، عمر الشهيد، عثمان الرحيم، ثم سكت.
وقال هشام بن عمار في كتاب البعث.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة الوحش الذي كان في بيت النبي وكان يحترمه عليه السلام ويوقره ويجله / الجزء السادس / (البداية والنهاية)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صفة خاتم النبوة الذي بين كتفيه صلى الله عليه وسلم / الجزء السادس / (البداية والنهاية)
» قصة الأعمى الذي رد الله عليه بصره بدعاء الرسول / الجزء السادس / (البداية والنهاية)
» القول فيما أوتي نوح عليه السلام / الجزء السادس / (البداية والنهاية)
» القول فيما أوتي هود عليه السلام / الجزء السادس / (البداية والنهاية)
» باب آثار النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يختص بها في حياته / الجزء السادس / (البداية والنهاية)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: