اختفاء التوراة ثم اختلاق توراة

ويقرر التاريخ أن موسى عليه السلام كتب نسخة التوراة ووضعها مع اللوحين في حوريب حين عاهد الرب بني اسرائيل عند خروجهم من أرض مصر ومرت الأيام وظهر في بني اسرائيل كثير من الفجرة والكفرة حتى جاء عهد سليمان وفتح التابوت بعد أن وضع في الهيكل فلم توجد به نسخة التوراة وإنما وجد اللوحان الحجريان فقط 0
وحدثت بعد سليمان أحداث دينية عجيبة وصلت الى الردة وعبادة الأوثان وعبادة آلهة الأقوام المجاورين وتعرض بيت المقدس للسلب والنهب والتدمير عدة مرات وبني مذبح للأصنام في فناء بيت المقدس ولم يعد هناك ذكر للتوراة ولاصلة بها وبعد سقوط مملكة اسرائيل بقيت مملكة يهوذا تعاني صورا من الاضطرابات والفوضى وكان اتجاها غالبا الى الزندقة والكفر 0
وقبيل سقوطها آل السلطان الى الملك يوشيا (حوالي 629-598ق0م) ومال هذا الى العودة للإيمان واتباع التوراة رجاء أن يكون في هذا إنقاذ مملكته من الفوضى والدمار وكان يعاصره كاهن اسمه حليقا اتهز هذا الميل في الملك فادعى بعد سبعة عشر عاما من حكم يوشيا أنه وجد نسخة التوراة في بيت المقدس وأعطاها شافان الكاتب 0
ولا يقبل الباحثون ادعاء حليقا إذ لايعقل أن توجد نسخة التوراة في بيت المقدس ولايراها أحد قبل يوشا ولاخلال السبعة عشر عاما الأولى من حكمه 0
ويرى الباحثون أن حليقا انتهز فرصة ميل يوشيا الى العودة لدين الله والعمل بالتوراة فكتب خلال هذه الأعوام السبعة عشر ما أسماه التوراة وليس في ذلك في الحقيقة إلا من مخترعاته ومما سمعه من أفواه الناس نذكر أن الباحث العلامة ول ديورانت يقرر أنه لم يبق من شريعة من موسى سوى الوصايا العشر 0
وحقيقة القول أن اليهود بعد أن انحرفت اعتقاداتهم وطباعهم تخلصوا من أسفار موسى الحقيقية لأنها كانت تختلف عما باشروا من طباع وخلق وكتبوا سواها مما يتناسب مع ما يريدون من تاريخ ومن عقيدة 0
ويروي العلامة رحمة الله (الهندي) أقوال بعض المؤرخين الغربيين التي تقرر أن توراة موسى ضاعت فأوجدها عزرا مرة أخرى بإلهام ويبدو أنه بسبب دعوى الإلهام هذه وبسبب جهود عزرا في إعادة بناء الهكل سمي اليهود عزرا (ابن الله) 0
على أنه ليس مستبعدا أن تتضح نسبة بعض الأسفار المتأخرة الى من نسبت إليهم 0
فبعد العودة من الأسر وبعد عهد عزرا بدأ التدوين واتجهت العناية الى كتابة الأسفار 0
فلما جاء عهد تحقيق الأسفار زج بكثير من هذه الكتابات في العهد القديم
ولا تزال هناك أسفار يرفضها البروتستانت المسيحيون حتى العهد الحاضر وهناك اسفار يرفضها البروتستانت والكاثوليك ويعترف بها اليهود أو يعترفون ببعضها
اليهود
اطلق اسم اليهود على بقايا جماعة يهوذا الذين سباهم نبوخذ نصر الى بابل في القرن السادس ق0م وذلك نسبة الى مملكة يهوذا المنقرضة واقتبس هؤلاء لهجتهم العبرية من الآرامية وبها دونوا التوراة في الأسر في بابل أي بعد زمن موسى بثمانمائة عام 0
وهدف أحبار اليهود من كتابة تاريخهم الى جعل أنفسهم مقام الشعب المختار والأفضل من سائر شعوب الأرض 0
وابتدعوا فكرة الشعب المختار التي كان ابراهيم الخليل ويعقوب وموسى بريئين منها 0
ملامح يهودية
الإثارة وبث الفتن
يقرر الباحثون أن الدور الذي قام به اليهود في بث روح الثورة وإنشاء الجمعيات السرية وإثارة الحركات الهدامة عظيم جدا ومؤكد جدا 0
فهم دعاة الثورة وقادة التقويض وعنهم يقول الكاتب العظيم برنارد لازار (اليهودي يضطرم بروح ثوري وهو داعية للثورة سواء شعر بذلك أو لم يشعر ) ومما يؤكد نسبة أكثر الحركات الهدامة السرية لليهود أنه تظهر دائما في هذه الحركات آثار التعاليم اليهودية الفلسفية 0
وقد رأينا من قبل أن كثيرين من اليهود لم يرحبوا بالفرصة التي أتاحها لهم كورش ملك الفرس للعودة لفلسطين وآثروا البقاء في فارس وفي أرض بابل لينعموا هناك بالغنى والجاه وفي تلك المنطقة نفث اليهود سمومهم ولما جاء الإسلام عاداه اليهود ووقف كذلك في وجهه قادة الفرس وأمراؤهم فكان ذلك فرصة لهؤلاء وأولئك ليتعاونوا للوقوف في وجه الإسلام وإثارة الشغب والفتن في الربوع الإسلامية
ومن هنا كانت فارس مركزا متسعا لكثير من الحركات الهدامة التي هبت في الماضي في وجه الأسلام كالشيعة الغلاة أو الذين نسميهم (مدعى التشيع ) وكالقرامطة والبابية والبهائية 0
وفي حالات كثيرة هاجر اليهود من فلسطين الى أوروبا وحملوا معهم بذور الدهاء للعمل في الخفاء 0
ويقرر علماء الغرب أن حركات الهدم التي اجتاحت أوروبا واشتعلت بها مدى قرون ثلاثة لم تكن سوى أثر للجهود السرية التي تأكد أن اليهود يبذلونها منذ ظهور النصرانية في سبيل هدم المسيحية انتقاما لليهودية 0
ومما يذكره التاريخ من محاولات الإثارة والهدم ما قام به اليهود في المدينة إذ عمدوا الى محاولة إحياء الأحقاد والضغائن الكامنة في نفوس الأوس والخزرج وقد ظهرت لهم بوادر النجاح لولا أن تداركت عين الله مجتمع المسلمين فتدخل الرسول عليه السلام وأعاد للقوم رشدهم ونزل قوله تعالى(ياأيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين ) (آل عمران آية 10) 0
وعمد اليهود كذلك الى التشكيك وإثارة الفتن والشبهات ليضعفوا الإيمان في نفوس المسلمين وليزعزعوا ثقتهم في الإسلام وقد نزل فيهم قوله تعالى (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم)(البقرة آية 109) وقوله (ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلوكم وما يضلوكم إلا أنفسهم وما يشعرون يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون ياأهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون )(آل عمران آية 69-71)
ويربط بعض الباحثين معظم الثورات الكبرى في العالم باليهود فأين عاش اليهود وجدت الإثارة فالثورة حصل ذلك في الشرق والغرب على السواء ورأيناه أحيانا يتم باسم الرأسمالية لتضرب الحركات الشيوعية وباسم الشيوعية لتضرب الرأسمالية 0
فهدف اليهود الثورة والتدمير على كل حال 0
وقد عرف تاريخهم تسميم الآبار ولا يستبعد المفكرون أن يضع اليهود مقادير ضئيلة من المواد التي تضر بالصحة في الأدوية والمشروبات الروحية بل في الدقيق ومنتجاته وغيرها من المواد التي يصدرونها بطريق مباشر أو غير مباشر للشعوب غير الصديقة إن لم يكن للشعوب جميعا 0
خلف وسائل الإعلام
إن اليهود يهتمون بالسيطرة على الصحافة ودور النشر وجميع وسائل الإعلام حتى لا يتسرب الى الرأي العام العالمي إلا ما يريده اليهود وقد استطاع اليهود أن يحققوا هذا الهدف الى حد كبير وكذلك في السنما والإذاعة والتلفزيون في معظم بلاد العالم 0
ومن الوسائل التي يختفي خلفها اليهود نجوم السينما والمسرح والفنانون بوجه عام ويستطيع اليهود عن طريقهم أن يقدموا للعالم أفلاما وروايات بها بذور صهيونية و حقائق مسمومة يتلقاها المشاهدون وهم في غمرة البهجة فتصل الى عقول الكثيرين منهم دون مقاومة تذكر 0
التجسس
كان التجسس ولايزال وسيلة مهمة لليهود يحصلون عن طريقه على أسرار الدول والجماعات ليستغلوا هذه الأسرار في خدمة مصالحهم وفي إيقاف تطور أعدائهم أو تدمير هذا التطور فقد عرفت المسيحية منذ عهدها المبكر تجسس اليهود على قادتها وعلى أفكارها وكان من بين الحواريين من عمل جاسوسا لحساب اليهود 0
وفي مطلع الإسلام اتخذ اليهود التجسس وسيلتهم لينالوا من الإسلام فقد ادعى بعض اليهود دخول الإسلام ولكنهم كانوا في حقيقة الأمر منافقين ومن هؤلاء (داعس- وسعد بن حنيف – وزيد بن اللصيت – ورافع بن حريملة- وغيرهم ) وقد قال الرسول عليه السلام عن رافع يوم مات (اليوم مات منافق عظيم) وكان هؤلاء يتخذون المسجد وحلقات العلم مجلسا لهم ليستقطوا أخبار المسلمين وليطلعوا على تنظيماتهم لينقلوا ذلك لليهود والى حلفائهم المشركين 0
ولكن المسلمين شكوا في تهجدهم وفي افتعالهم التقوى فراقبوهم حتى ظهر منهم ما ينقل هذا الشك الى اليقين فانقض المسلمون عليهم وأخرجوهم من المساجد معلنين للملأ نفاقهم وظل التجسس دأبهم في كل قطر أقاموا به كانوا جواسيس الحلفاء في المانيا وفي روسيا وهم حتى الآن يزاولون حرفة التجسس في كل مكان نزلوا فيه0
أما تجسس اليهود في البلاد العربية فلا تنقطع خيوطه وهو يسير على أشده وتتوالى حلقاته ويشترك فيها الرجال والنساء الحسان ويدرب الجواسيس تدريبا كاملا على استعمال الأجهزة والآلات الخاصة بالإستقبال والإرسال وكذلك على فنون التصوير أو ماشابه ذلك من تطور في فن التجسس 0