ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 ثورة حائط البراق 1929

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

ثورة حائط البراق 1929 Empty
مُساهمةموضوع: ثورة حائط البراق 1929   ثورة حائط البراق 1929 Emptyالإثنين نوفمبر 09, 2009 5:40 am

ثورة حائط البراق 1929 S6v0r-y2DK_222739127

ثورة حائط البراق 1929 85MiM-I0am_997138303
شهر ثورة حائط البراق 1929 (أب / أغسطس / أوت / أوغشت)
حائط البراق (حائط المبكى حسب ما يسميه الصهاينة؟) وهو جدار المسجد الأقصى وجزء لا يتجزأ منه و سمي بحائط البراق نسبة إلى البراق الشريف الذي أسرى برسول الله ص من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى عليه؟ وقد أرتبط بثورة البراق في سنة 1929م والشهداء الذين رووا بدمائهم أرض فلسطين الطاهرة والشهداء الذين أعدموا بعد سجنهم في سجون سلطات الانتداب؟
ويذكر بأن لجنة دولية شكلت من بريطانيا ووافقت عليها عصبة الأمم آنذاك للتحقيق في أحداث ثورة البراق وقد اعتمدت بريطانيا وعصبة الأمم نتائج التحقيق سنة 1930م والتي تضمنت أن للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي ولهم وحدهم يعود الحق الديني فيه لكونه جزءاً لا يتجزأ من ساحة الحرم الشريف التي هي من أملاك الوقف وللمسلمين أيضاً تعود ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام حارة المغاربة لأنها وقف أيضاً.
يوميات ثورة البراق:
في يوم 14 آب (أغسطس ) 1929 ( عشية 9 آب يوم الصوم استذكاراً بما يزعم الصهاينة أنه يوم خراب الهيكل ) تظاهر الصهاينة في تل أبيب وهتفوا: الحائط حائطنا.. العار من نصيب كيث روش (حاكم القدس الذي أمر برفع الستار في العام الماضي).
• وفي اليوم التالي جاء وفد من صهاينة تل الربيع (تل ابيب) إلى القدس وسويا مع الصهاينة الموجودين هناك تظاهروا في مظاهرة صاخبة اخترقت الشوارع في اتجاه حائط البراق وترددت فيها الهتافات نفسها الحائط حائطنا.
• وفي اليوم التالي قام الفلسطينيون بدورهم في مظاهرة صاخبة وصلت إلى باحة البراق وخلال ذلك قلبوا طاولة الشماس واخرجوا الاسترحامات التي يضعها عادة المصلون الصهاينة في شقوق الحائط، ومزقوا ثياب الشماس وتفرقوا إلى بيوتهم.
• وقد مرت المظاهرات الثلاث في سلام ولكنها شحنت الجو بالتوتر وأشاعت مزيداً من الشكوك والريبة بين الفلسطينيين و الصهاينة ولذلك ما إن وقعت حادثة محلة البخارية في القدس (طعن فيها احد الفلسطينيين احد الشباب الصهاينة الذي دخل بستانه لاسترجاع كرته في أعقاب مشاجرة بينهما توفي بعدها )، حتى اشتعل الجو وبدأت سلسلة المصادمات بين الفلسطينين و الصهاينة في مختلف أنحاء البلاد. وفعلاً في يوم حادثة البخارية، 17 آب ( أغسطس) 1929، وقعت مشاجرة عامة بين الفلسطينيين و الصهاينة جرح فيها احد عشر صهيونياً وخمسة عشر فلسطينيينا.
• وفي 23 آب سرت إشاعة مفادها أن الصهاينة قتلوا فلسطينيين فهاجت خواطر الفلسطينيين وما لبث أن سرى الهياج إلى القرى المجاورة ثم اتسع وشمل القرى والمدن وفي مقدمتها يافا وحيفا وصفد والخليل، وقامت مظاهرة هائجة في نابلس للإعراب عن سخطها واستيائها وتحولت الاضطرابات في الخليل، وقتل فيها 60 صهيونياً وجرح أكثر من خمسين
• استمرت الاضطرابات وخلال هذا هجم اليهود على الفلسطينيين في أكثر من موقع وقتلوا بدورهم بعض الفلسطينيين ومن بينهم إمام مسجد سكنة ابي كبير وستة من أفراد عائلته.
• وانتهت الاضطرابات في 29 آب 1929 بحوادث صفد حيث قتل وجرح فيها 45 يهودياً وعدد غير محدد من الفلسطينيين.
• وفي حالات عديدة كانت الضحايا بين الفلسطينيين نتيجة الاصطدام مع البوليس والجيش الانكليزيين اللذان استنفرا إمدادات وصلت إليه من مصر خلال أيام الاضطرابات الأولى. (اعتمدت هذه الرواية على كتاب عيسى السفري فلسطين بين الانتداب والصهيونية باعتبارها نموذجاً لما كتبه العرب حول هذه الحوادث ص 124-127).
ونقتطف المعلومات التالية حول ثورة البراق وحائط البراق من كتاب التيار الإسلامي في فلسطين وأثره في حركة الجهاد (1917م ـ 1948م) لمؤلفه محسن محمد صالح، والتي جاءت مستندة إلى مراجع متنوعة لمؤلفيها أحمد الشقيري، محمد عزة دروزة، أكرم زعيتر، عبدالوهاب الكيالي، بيان نويهض، أميل الفوري، ناجي علوش، إحسان النمر وغيرهم.
صيحـات صهيونية
تزايدت في الفترة (1924 ـ 1928م) صيحات الصهاينة المطالبة بالحائط الغربي للمسجد الأقصى حائط البراق والذي يسمونه الصهاينة حائط المبكى ونشرت التصريحات الصهيونية التي تعلن عن هدفها في إقامة هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى وزاد من مخاوف المسلمين أن الصهاينة نشروا صوراً زنكوغرافية تمثل هيكل سليمان قائماً مقام المسجد الأقصى يرفرف عليه العلم الصهيوني، وفي عيد الغفران الذي وافق 23 سبتمبر 1928م جاء الصهاينة إلى الحائط بأعداد كبيرة ونفخوا في الصور وأحضروا المقاعد والكراسي والموائد والخزائن والمصابيح وأقاموا ستاراً يفصل بين الرجال والنساء، وهكذا حولوا المكان بحيث يحسبه الناظر كنيساً صهيونياً وخشي المسلمون أن يظل الصهاينة على تلك الحال فيكون ما فعلوه حقاً مكتسباً لهم مع مرور الزمن ربما يوسعونه إلى ما هو أبعد منه بعد ذلك، فغضب المسلمون وسارع المجلس الإسلامي الأعلى إلى الاحتجاج لدى حكومة الانتداب البريطاني وتحذيرها من العواقب الوخيمة وقد قامت الحكومة برفع المقاعد والموائد التي وضعها الصهاينة، وفي 8 أكتوبر 1928م أكد المجلس الإسلامي موقفه تجاه الحائط الذى نشرته جريدة الجامعة العربية في القدس ـ في ذلك اليوم ـ من أن هذا الجدار هو مكان البراق الشريف نسبة إلى براق النبي محمد ص وأنه جدار المسجد الأقصى وأنه في عقيدة المسلمين جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى الذي له مكانة مقدسة عظيمة عند عامة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
لجنة الدفاع
عقد المسلمون عدة اجتماعات خصوصاً في المسجد الأقصى لمواجهة المؤامرة الصهيونية على حائط البراق وكان لهم اجتماع بعد صلاة عصر يوم 30 سبتمبر 1928م تحدث فيه ثلاثة من القيادات الإسلامية هم الشيخ عبد الغني كاملة والشيخ حسن أبو السعود ثم محمد عزة دروزة.
وقد اتفق المجتمعون تحت قبة الصخرة على تشكيل لجنة ممثلة لهم سموها لجنة الدفاع عن البراق الشريف وكلوا إليها تنفيذ المقررات التي قرروها، كما عاهدوا الله على الدفاع عن هذا المكان حتى النهاية، وقد قامت اللجنة بتأسيس فروع لها في مختلف مدن فلسطين، كما قامت بمراجعة حكومة الانتداب والاحتجاج لديها وإيصال الأخبار إلى العالم الإسلامي وأخذت وفود المسلمين تأتي من أنحاء فلسطين باسم الجمعيات والهيئات والأفراد معلنة استعدادها للدفاع عن البراق، وأمطرت حكومة فلسطين بالبرقيات تطالبها بأن تحول دون ما ينجم عن اعتداء الصهاينة من إثارة فتنة في البلاد..
وطلبت لجنة الدفاع عن البراق الشريف بواسطة أربع رسائل رسمية بإمضاء عبد الرحمن العلمي من كيت روش حاكم القدس حق التظاهر وكان الجواب بالرفض في كل مرة فأخذت مدن فلسطين بالهياج، واشتد نشاط جمعيات الشبان المسلمين في هذا الأمر.
وأكدت اللجنة في بيان لها صدر في القدس في 25 أكتوبر 1928م ورود مئات البرقيات من جمعيات المسلمين وأفرادهم داخل فلسطين وخارجها يستفسرون عما تم بشأن حائط البراق، وقد أكد البيان أن الحالة تزداد تحرجاً وأن الصهاينة مستمرون في اعتداءاتهم، وأنهم أصبحوا يزدحمون بشكل غير معتاد ويملؤون المكان بالأدوات المحظورة، وطالب البيان المسلمين بأن يكونوا صوتاً واحداً وأن يسارعوا إلى علاج الحالة بحزم واهتمام.
المؤتمر الإسلامي (نوفمبر 1928م)
كان للحاج أمين الحسيني المفتي الأكبر ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى دور بارز في إثارة الجو الإسلامي في البلاد إثر وقوع هذه الأحداث وقد دعا المجلس الإسلامي الأعلى ولجنة الدفاع عن البراق الشريف إلى مؤتمر إسلامي عام لمسلمي فلسطين في القدس كما دعي إليه جمع كبير من رجال المسلمين في فلسطين وشرق الأردن والعراق وسورية ولبنان والهند، بحيث اكتسبت قضية البراق بعداً إسلامياً أوسع خصوصاً في المناطق العربية القريبة من فلسطين، وقد انعقد هذا المؤتمر في اليوم الأول من شهر نوفمبر 1928م وانتخب الحاج أمين الحسيني رئيساً للمؤتمر وبلغ عدد الحاضرين حوالي 700 شخص من مسلمي فلسطين وغيرها.
وقد اتخذ المؤتمر الإسلامي عدة قرارات تلخصت في :
ـ الاحتجاج بكل قوة على أي عمل أو محاولة ترمي إلى إحداث أي حق للصهاينة في مكان البراق الشريف، واستنكار ذلك أشد الاستنكار والاحتجاج على أي تساهل أو تغاض أو تأجيل يمكن أن يبدو من الحكومة في هذا العمل.
وطالبوا بمنع الصهاينة من رفع الصوت في صلواتهم بحيث يكون المنع باتاً مستمراً من وضع أي أداة من أدوات الجلوس أو الإنارة أوالعبادة أوالقراءة وضعاً مؤقتاً أو دائماً في البراق الشريف في أي حال من الأحوال وأي ظرف من الظروف، وإلا فإن المسلمين سيجدون أنفسهم مضطرين لأن يقوموا بالدفاع عن هذا المكان الإسلامي المقدس وعن حقوقهم الثابتة فيه.
ـ ألقى المؤتمرون على الحكومة تبعة ما ينتج عن دفاعهم عن البراق الشريف إن توانت في منع أي اعتداء من الصهاينة.
ـ المطالبة بإقصاء بنتويش الصهيوني الإنجليزي عن منصبه كمدع عام وقد عرف بتهجمه على الإسلام والمسلمين بوقاحة.
ـ تأسيس جمعية حراسة المسجد الأقصى والأماكن الإسلامية المقدسة على أن يكون مركزها القدس، وأن تتعاون في مهامها مع لجنة الدفاع عن البراق الشريف.
وقد تلخصت مهمات الجمعيات بتنفيذ قرارات المؤتمر وإنشاء فروع لها في جميع أنحاء العالم الإسلامي والاتصال بالجاليات الإسلامية في المهجر لتشرح لهم الوضع في فلسطين.
وعلى الصعيد الداخلي أصدر المؤتمر نداء للمواطنين بعدم بيع أراضيهم للصهاينة ووجوب مؤازرة الشركات الوطنية التي شكلها المسلمون لشراء الأراضي.
ومن جهة أخرى وجهت أسئلة عدة في مجلس العموم البريطاني حول قضية البراق وقد اضطر أمري وزير المستعمرات أن يعلن في 12 نوفمبر 1928م أن هدف الحكومة البريطانية وحكومة الانتداب في فلسطين بالنسبة لهذه الحوادث هو المحافظة على الوضع الراهن بين الفلسطينيين والصهاينة، وأكد أن الأزمة القائمة سوف يمكن تفاديها ودياً باتفاق يتم بين الطرفين وأن حكومة صاحب الجلالة سوف تبذل جهودها للوصول إليه.
وعندما أثيرت مسألة أحداث البراق لعام 1928م مرة أخرى في 19 نوفمبر صرح وكيل وزارة المستعمرات أورمسبي غور بأن الحكومة البريطانية وحكومة فلسطين عازمتان على عدم تغليب طائفة على أخرى كما أعرب إمري في 26 نوفمبر 1928م عن ثقته بأعمال المندوب السامي وأنه سيبذل جهده للمحافظة على الوضع الراهن ووعد بأن ينشر قريباً كتاباً أبيض عن القضية، وبالفعل فقد رضخت الحكومة البريطانية لمطالب المسلمين وأصدرت كتاباً أبيض بشأن حائط البراق، كفل الحالة الحاضرة للمسجد وضمن الملكية الإسلامية للحائط، كما ضمن للصهاينة حقهم المكتسب في الزيارة فقط، إلا أن الحكومة ماطلت في تنفيذ هذا الكتاب واستمر ذلك الحال حتى أيام أحداث البراق 1929م.
وفي إطار حرص رجال المؤتمر الإسلامي على إعطاء قضية البراق بعداً إسلامياً انتخب المؤتمر 12 عضواً لمقابلة المندوب السامي بالوكالة مستر لوك لطلب تصريح رسمي من الحكومة عن موقفها وتعهداتها بحفظ حقوق المسلمين (قبل إصدار الكتاب الأبيض) وقد ضم الوفد 3 شخصيات من الوفد اللبناني لإظهار التضامن الإسلامي المطلوب وكانت الحكومة تعي جيداً أهمية هذا التضامن، ولذلك فقد منعت الزعيم الهندي مولانا محمد علي من دخول فلسطين لحضور المؤتمر ولم تسمح له إلا بعد مراجعة المفتي لها، بل وبعد ثلاثة أسابيع من انتهاء المؤتمر.
ولإكساب قضية البراق بعداً عالمياً أرسل رئيس المؤتمر الحاج أمين الحسيني برقية إلى شكيب أرسلان وإحسان الجابري ورياض الصلح في جنيف يوكلهم نيابة عن المؤتمر بالدفاع عن قضية البراق الشريف أمام عصبة الأمم والرأي العام الأوروبي.
التصعيد الصهيوني
أما الصهاينة فقد قاموا من جهتهم بحملة واسعة ضد المفتي وضد المجلس الإسلامي الأعلى، واتسعت الحملة لتشمل معظم الدول الأوروبية، وفي أواخر مارس 1929م أخذ الصهاينة يعلنون بصراحة عما يسمى بحقوق لهم في الحرم القدسي ومكان البراق، وبوجوب إعادة بناء هيكل سليمان مكان المسجد الأقصى، وتلقى المفتي رسالة من حاخام رومانيا يطلب إليه تسليم الأقصى الشريف للصهاينة ليقيموا صلواتهم فيه.. ومن ناحية أخرى كان الصهاينة يعدون العدة بسرية وكتمان شديدين لشن عدوان مسلح على الفلسطينيين والاستيلاء على حائط البراق بالقوة.
وفي يوليو 1929م زادت حدة الادعاءات الصهيونية وانبرى المجلس الإسلامي الأعلى يدحض الادعاءات الصهيونية وأصدر عدة نشرات في تأكيد حقوق المسلمين في البراق وإثبات ملكيتهم له وأجرى اتصالات مع زعماء العالم الإسلامي وصحافته وأحزابه ومنظماته التي سارعت إلى تأييد الفلسطينيين في موقفهم كما عقد سلسلة من الاجتماعات الشعبية لتوعية الرأي العام وكشف الستار عن حقيقة أهداف الصهاينة ومخططاتهم.
وقد شهد الموقف تصعيداً خطيراً من جانب الصهاينة خصوصاً أثناء المؤتمر الصهيوني العالمي في زيورخ بسويسرا (28يوليو ـ 11 غسطس 1929م) حيث كانت قضية حائط البراق القضية الرئيسة في المؤتمر، وفي تلك الفترة عاد الصهاينة إلى الاعتداء المتوالي على البراق الشريف بجلب الأدوات الممنوعة ومنع سكان الحي المسلمين من المرور إلى منازلهم في طريق البراق، وذكرت جمعية حراسة المسجد الأقصى في بيان لها قبل انتهاء المؤتمر الصهيوني أن المؤتمر يقوم بمحاولات واسعة النطاق لاستثارة صهاينة العالم مبدياً السخط على الكتاب الأبيض الذي أصدرته الحكومة البريطانية بشأن البراق الشريف، وأكد بيان الجمعية أنه تقرر اتخاذ التدابير اللازمة لمقاومة أعمال الصهاينة في الداخل والخارج، ودعا إلى تقديم الاحتجاجات وإلى ردع الصهاينة عن تكرار اعتداءاتهم حيث أنهم قد اعتدوا في الفترة الأخيرة على جماعة من المسلمين المجاورين للبراق، وبحضور ضابط صهيوني وكانت الجمعية قد أصدرت هذا البيان إثر اجتماع إسلامي عام حضره عدة آلاف من المسلمين عقب صلاة الجمعة الموافق 2 أغسطس 1929م جدد فيه المسلمون العهد على الدفاع بكل قواهم عن البراق والأقصى الشريف.
ومن جهته أبرق أمين الحسيني إلى وزارة المستعمرات يطالب بسرعة تنفيذ ما جاء في الكتاب الأبيض دفعاً للأخطار، ولم تكد تمضي أيام حتى حدثت ثورة البراق.
أحداث ثورة البراق… أغسطس 1929م
وافق يوم 15 أغسطس 1929م يوم احتفال الصهاينة بعيد الصيام وذكرى خراب الهيكل وقد نظم الصهاينة في ذلك اليوم مظاهرات في القدس شارك فيها الآلاف من شبانهم وشاباتهم حيث ساروا في شوارع القدس ثم اتجهوا إلى حائط البراق وهناك رفعوا العلم الصهيوني وأنشدوا أناشيدهم الدينية ونشيدهم الوطني (الهاتكافا) وأخذوا يهتفون الحائط حائطنا.. الويل لمن يدنس أماكننا المقدسة، لتسقط الحكومة وهناك شتم خطباء الصهاينة رسول الله (والإسلام والأمة الإسلامية مما استفز مشاعر المسلمين وهيج عواطفهم).
وقد وافق اليوم التالي ـ يوم الجمعة 16 أغسطس 1929م ـ ذكرى المولد النبوي وخرج المسلمون بعد صلاة الجمعة من المسجد الأقصى في مظاهرة اتجهت نحو حائط البراق حيث ألقى الشيخ حسن أبو السعود ـ أحد شيوخ المسجد الأقصى ومن أشد المقربين للحاج أمين ـ خطاباً حماسياً ألهب المشاعر، وسرعان ما حطم المتظاهرون منضدة للصهاينة وأخرجوا الاسترحامات التي وضعوها في خروق الحائط وأحرقوها.
ويذكر الغوري أنه ثبت للفلسطينيين بصورة قاطعة أن الحكومة جعلت توزع على الصهاينة بصورة سرية الأسلحة والعصي الغليظة، وانتقل الكثير من أفراد المنظمات العسكرية السرية بأسلحتهم من تل أبيب وغيرها إلى القدس، كما أخذت جماعات مسلحة من الصهاينة تنزل إلى شوارع القدس وكأنهم دوريات من المحتلين.
حـوادث قـتـل
وفي يوم 19 أغسطس طعن عربي صهيونياً طعنة مات على إثرها يوم 20 أغسطس فعاد الصهاينة للتحرش بالفلسطينيين وحدثت اشتباكات أقرب إلى الفردية حتى كان يوم الجمعة 23 أغسطس حينما سرى خبر بأن الصهاينة قتلوا عربيين فهاجت نفوس الفلسطينيين وما لبثت جموع المسلمين الهائجة أن غادرت ساحة المسجد الأقصى بعد صلاة الجمعة، وقامت بهجوم على الصهاينة امتد إلى ضواحي المدينة وسرى هذا الهياج إلى القرى المجاورة وانتشرت أخبار الصدامات في كل فلسطين فعمتها المظاهرات والصدامات وتفجرت الثورة في أرجائها، ففي اليوم التالي قتل المسلمون أكثر من 60 صهيونياً في الخليل وجرحوا أكثر من 50 آخرين وهاجم المتظاهرون ثكنة البوليس في نابلس حيث سقط عد كبير من الجرحى، وامتدت الاضطرابات إلى بيسان وحيفا ويافا، وهناك في يافا اقتحم الصهاينة وعلى رأسهم شرطي صهيوني اسمه خانكيز بيت إمام مسجد من عائلة عون فقتلوه وبقروا بطنه وحطموا رؤوس ابن أخيه وزوجته وابنه، وبلغ مجموع شهداء أفراد عائلته ستة، كما هاجم الصهاينة مقام عكاشة في القدس فأتلفوه ودنسوا قبور الصحابة الكائنة فيه، ودمر الفلسطينيين من جهتهم ست مستعمرات صهيونية تدميراً تاماً.
وفي صفد وصلت إشاعات للمسلمين أن الصهاينة قد اعتدوا على الحرم وهدموه وأحرقوه فأسرع الناس إلى الجامع الكبير في السوق ليستمعوا إلى أقوال الخطباء فباغتهم مدير البوليس البريطاني الميجر فردي وصعد درجات المنبر وقال بالعربية : أيها الإخوان لا تصدقوا كل ما قيل، إن الصهاينة لم يهدموا الحرم وإنما هاجموه واستولوا على البراق وإن حكومتنا لا يمكن أن تصبر على هذا.. ولم تمكنه الجماهير المسلمة من إكمال كلامه وصاح صائحهم : إلى متى نصبر على ذبح إخواننا في القدس؟.. الانتقام.. الانتقام، وصاح قادم من الخارج أن المجاهد أحمد طافش قد استشهد.. فخرج المسلمون من المسجد وهاجموا الحارة الصهيونية في صفد، ووصل عدد القتلى الصهاينة إلى 20 وجرح حوالي 25 وأحرق أو دمر حوالي مائة بيت.
ولم تستطع حكومة الانتداب إعادة النظام والهدوء إلا بعد أن جاءت نجدة عسكرية بريطانية من مصر وبعد ان دام القتال حتى نهاية شهر أغسطس.
وقد تفاعلت أحداث البراق خارج فلسطين فقامت المظاهرات الاحتجاجية والتضامنية في سورية والعراق والأردن، وأخذ عدد كبير من أهل شرقي نهر الأردن يتهيؤون للزحف نحو فلسطين والاشتراك في واجب الجهاد.
أوقفت السلطات البريطانية المئات من الشباب العربي المسلم واعتقلتهم إثر ثورة البراق وأصدرت بحقهم أحكاماً قاسية فصدر 20 حكماً بالإعدام نفذ في ثلاثة منهم وهم: (فؤاد حجازي، عطا الزير، محمد جمجوم) أما الباقون فخفف الحكم عنهم إلى المؤبد كما صدر 23 حكماً بالمؤبد، وحكم على 87 شخصاً أحكاماً مختلفة تتراوح بين 3 ـ 15 سنة وبلغ عدد من حكم عليهم من الفلسطينيين ما مجموعه 792 رجلاً، وحكم على قرى عربية كثيرة بدفع الغرامات ووضع أكثر الزعماء الفلسطينيين تحت الإقامة الجبرية، أما الأحكام على الصهاينة فقد تميزت باللين وبلغ عدد المحكوم عليهم من الصهاينة 92 شخصاً حكم على صهيوني واحد فقط من بينهم بالإعدام هو الشرطي خانكيز قاتل العائلة العربية ثم خفف الحكم إلى المؤبد ثم خفض إلى 15 عاماً ثم عفي عنه.
و كانت حصيلة الاشتباكات، التي امتدت من الخليل و بئر السبع جنوبا حتى صفد شمالا كالتالي:
116 شهيدا فلسطينيا و133 قتيلا صهيونيا
232 جريحا فلسطينيا و339 جريحا صهيونيا
(لجنة شو )
شكلت الحكومة البريطانية لجنة للتحقيق في أحداث البراق، عرفت باسم رئيسها (شو) وقد وصلت إلى فلسطين في 24 أكتوبر 1929م واستمعت إلى 110 شهود في جلسات علنية و20 شاهداً في جلسات سرية وكان من بين الشهود الحاج أمين الحسيني ولم يثبت للجنة أن للمفتي أو للجنة التنفيذية دوراً في تدبير وتنظيم الاضطرابات واعتبرت أن الفرقاء الثلاثة : الحكومة والفلسطينيين والصهاينة مسؤولون عن الأحداث وأوصت بتعيين لجنة تحقيق دولية كما أوصت بإيجاد تعليمات أكثر وضوحاً تسترشد بها حكومة فلسطين بشأن المسائل الحيوية كالهجرة والأراضي.
بناء على توصية لجنة شو تقدمت بريطانيا إلى عصبة الأمم المتحدة طالبة الموافقة على تأليف لجنة لهذا الغرض وقد وافقت العصبة على ذلك على أن تؤلف اللجنة من ثلاثة أشخاص غير بريطانيين وأن يكون أحدهم متضلعاً في القانون وخبيراً في القضاء، وتم اختيار لجنة من: اليل لوفغرن، شارلس بارد، وس.فان كمبن، ووصلت إلى القدس في 19يونيو 1930م وأقامت شهراً وعقدت خلال إقامتها 23 جلسة واستمعت إلى 52 شاهداً 21 منهم من الصهاينة و30 عن المسلمين وموظف بريطاني واحد، وأبرز المسلمون خلال الجلسات 26 وثيقة وأبرز الصهاينة 35 وثيقة وقد انتهت اللجنة من تقريرها في ديسمبر 1930م ووافقت بريطانيا وعصبة الأمم على استنتاجاتها فأصبحت بالتالي وثيقة دولية مهمة.
وتلخصت استنتاجاتها في أن للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي ولهم وحدهم يعود الحق العيني فيه لكونه جزءاً لا يتجزأ من ساحة الحرم الشريف التي هي من أملاك الوقف وللمسلمين أيضاً تعود ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المحلة المعروفة بحارة المغاربة لأنه وقف أيضاً وذكرت أن للصهاينة حرية السلوك للحائط الغربي لإقامة التضرعات في جميع الأوقات مع مراعاة الشروط في عدم جلب أي أدوات عبادة إلى جوار الحائط.. كما لا يسمح للصهاينة بنفخ البوق (الشوفار) بالقرب من الحائط ولا أن يسببوا أي إزعاج للمسلمين يمكن تحاشيه.
وبعد هذه الحقائق يأتي من الرؤساء العرب من يسمي حائط البراق بحائط المبكى وليسمح للصهاينة أن يصلوا فيه!!.
للاطلاع على تقرير اللجنة الدولية المقدم إلى عصبة الأمم عن حائط المبكى
من أشهر أبطال ثورة البراق:
فؤاد حسن حجازي: ولد في مدينة صفد-شمال فلسطين عام 1904. تلقى دراسته الإبتدائية في مدينة صفد ثم الثانوية في الكلية الإسكتلندية واتم دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية في بيروت.
شارك فؤاد حسن حجازي مشاركة فعالة في مدينته في ثورة البراق التي عمت انحاء فلسطين عقب احداث البراق سنة 1929 وقتل وجرح فيها مئات الأشخاص وقد اقرت حكومة الإنتداب حكم الإعدام على كل من: فؤاد حسن حجازي و محمد خليل جمجوم وعطا الزير
وكان فؤاد حسن حجازي الأول من بين المحكومين الثلاثة الذين اعدمتهم سلطات الإنتداب البريطاني في في يوم 17-6-1930، بسجن القلعة بمدينة عكا، واصغرهم سناً. وقد قدم الشاعر الشعبي نوح ابراهيم مرثية للمحكومين الثلاثة وقد غنتها فرقة العاشقين ما زالت مشهورة لدى الفلسطينيين.
في اليوم السابق لموعد الإعدام كتب وصيته وبعث بها إلى صحيفة اليرموك فنشرتها يوم 18-06-1930 بخط يده وتوقيعه وقد قال في ختامها: ان يوم شنقي يجب ان يكون يوم سرور وابتهاج وكذلك يجب اقامة الفرح والسرور في يوم 17 حزيران من كل سنة، ان هذا اليوم يجب ان يكون يوما تاريخياً تلقى فيها الخطب وتنشد الأناشيد على ذكرى دمائنا المهراقة في سبيل فلسطين والقضية العربية.
ومحمد خليل جمجوم: ولد بمدينة الخليل عام 1902م وتلقى دراسته الابتدائية فيها. أكمل دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية ببيروت وشارك في الأحداث الدامية التي تلت ثورة البراق ضد مواطنين صهاينة في زمن الانتداب البريطاني على فلسطين.
عرف محمد خليل جمجوم بمعارضته للصهيونية وللانتداب البريطاني. جعلت مشاركته في مذبحة 67 صهيونيا خليليا القوات البريطانية تقدم على اعتقاله في 1929م مع 25 من الفلسطينيين وقد حوكموا جميعاً بالإعدام الإ ان الأحكام تم تخفيفها إلى مؤبد الا عنه وعن فؤاد حجازي وعطا الزير
وفي يوم الثلاثاء 17/6/1930 تقرر إعدام الثلاثة، وكان تطبيق حكم الإعدام شنقاً في محمد خليل جموم الساعة التاسعة صباحاً.
عطا أحمد الزير: ولد في مدينة الخليل- فلسطين عام 1895معمل عطا احمد الزير في عدة مهن يدوية واشتغل في الزراعة وعرف عنه منذ الصغر جرأته وقوته الجسمانية.
كانت له مشاركة فعالة في مدينته في ما يسمى ثورة البراق سنة 1929 وشارك في عملية أسفرت عن قتل 67 صهيونيا، فاقرت حكومة الإنتداب حكم الإعدام عليه مع كل من: فؤاد حسن حجازي ومحمد خليل جمجوم.
وتم إعدامه في يوم 17-6-1930 في سجن القلعة بمدينة عكا على الرغم من الاستنكارات الاحتجاجات العربية. كان الزير أكبر المحكومين الثلاثة سنا.
وقد سمح له ولرفيقيه أن يكتب رسالة في اليوم السابق لموعد الأعدام وقد جاء في رسالتهم:
“الآن ونحن على أبواب الأبدية، مقدمين أرواحنا فداء للوطن المقدس، لفلسطين العزيزة، نتوجه بالرجاء إلى جميع الفلسطينيين، الا تنسى دماؤنا المهراقة وأرواحنا التي سترفرف في سماء هذه البلاد المحبوبة وان نتذكر اننا قدمنا عن طيبة خاطر، أنفسنا وجماجمنا لتكون أساسا لبناء استقلال امتنا وحريتها وان تبقى الأمة مثابرة على اتحادها وجهادها في سبيل خلاص فلسطين من الأعداء وان تحتفظ بأراضيها فلا تبيع للأعداء منها شبرا واحدا، وألا تهون عزيمتها وان لا يضعفها التهديد والوعيد، وان تكافح حتى تنال الظفر. ولنا في آخر حياتنا رجاء إلى ملوك وأمراء العرب والمسلمين في أنحاء المعمورة، ألا يثقوا بالأجانب وسياستهم وليعلموا ما قال الشاعر بهذا المعنى: ويروغ منك كما يروغ الثعلب. وعلى العرب في كل البلدان العربية والمسلمين ان ينقذوا فلسطين مما هي فيه الآن من الآلام وان يساعدوها بكل قواهم. واما رجالنا فلهم منا الامتنان العظيم على ما قاموا به نحونا ونحو امتنا وبلادهم فنرجوهم الثبات والمتابعة حتى تنال غايتنا الوطنية الكبرى. واما عائلاتنا فقد أودعناها إلى الله والأمة التي نعتقد أنها لن تنساها، والآن بعد ان رأينا من امتنا وبلادنا وبني قومنا هذه الروح الوطنية وهذا الحماس القومي، فاننا نستقبل الموت بالسرور والفرح الكاملين ونضع حبلة الأرجوحة مرجوحة الأبطال بأعناقنا عن طيب خاطر فداء لك يا فلسطين، وختاما نرجو أن تكتبوا على قبورنا: إلى الأمة العربية الاستقلال التام أو الموت الزؤام وباسم العرب نحيا وباسم العرب نموت”.
فهل من سامع لهذه الوصية وأين نحن اليوم من وصايا الشهداء… لك الله يا فلسطين وللبيت رب يحميه…
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ثورة حائط البراق 1929
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حائط المبكى .......حائط البراق الشريف
» حوداث البراق الشريف عام 1929 م
» حائط البراق
» حائط البراق.
» ثورة البراق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى فلسطين-
انتقل الى: