ابو ايهاب حمودة :: المشرف العام ::
عدد المساهمات : 25191 تاريخ التسجيل : 16/08/2009
| موضوع: أساسيات لغة الجسد الثلاثاء يناير 20, 2015 10:53 am | |
|
أساسيات لغة الجسد "حركات تحمل بداخلها معنى في ثقافة معينة" كل ثقافة بشرية لها إشارات أو إيماءات فريدة من نوعها في لغة الجسد. فرفع إصبع الإبهام ورفع إصبعين على شكل "V" هي إشارات مقبولة في الثقافة الأمريكية الحديثة, وهي تعني على التوالي "هذا جيد" و "السلام". وعلى مدار المقال, سألجأ إلى "حركات تحمل بداخلها معنى في ثقافة معينة" كتعريف عملي لكلمة إشارة. تحمل هذه الحركات معاني متفقًا عليها بالفعل؛ فهي تجسد فكرة مختصرة وغالبا ما تصدر عن الإنسان بشكل متعمد. من بين العناصر الأخرى للغة الجسد توجد الأساسيات الأربعة التي يستخدمها البشر لينقلوا للآخرين ما يفكرون فيه, سواء بقصد أو- وهو الأهم- بدون قصد. وهذه الأساسيات هي: المفسرات, والحواجز, والمنافسات والمنظِّمات. وعلى عكس الإيماءات, فإن القليل من الأشخاص فقط هم القادرون على التعرف على هذا النوع من إشارات التواصل, وعددًا أقل هو القادر على فهمها. إلا أنه على مستوى الحدس ستجد الكثير من الأشخاص قادرين على رؤية التضارب بين الكلمات والرسائل التي يبعثها الإنسان بإيماءاته. إن قدرتك على التعرف على كل عنصر من هذه العناصر لن تساعدك فقط على قراءة الآخرين بشكل أكثر وضوحا, وإنما ستمكنك أيضا من توظيف لغة الجسد لتدعيم استعراضك لخبراتك. المفسرات هي ما يصدر عن المخ لتأكيد أفكاره. وقد تظهر المفسرات في حركات اليد, أو الرأس, أو العين, أو حتى القدم. وفي أي وقت يستخدم فيه الإنسان جزءًا من جسده أو طرفًا من أطراف جسمه ليؤكد أو يشرح أمرا ما فاعرف أنك ترى المفسرات. فكر في أخر مرة قلب أحدهم عينيه أمامك- إن هذه الحركة تندرج تحت المفسرات. وحركة هز الذراع بسرعة- كما لو كنت ممسكا بعضًا- والتي قام بها الرئيس "كلينتون" أثناء إنكاره لعلاقته ب "مونيكا لوينسكي" هي مثال رائع على المفسرات. بصفة عامة... حينما لا يكون الإنسان مخادعا ولا يتعرض لضغوط قوية, ستجد أن كلماته تؤكدها لغة جسده؛ فالعقل والجسد يعملان في تناسق لإرسال الرسالة. لاحظ السياسيين مثلا: عندما تبدو أيديهم وأذرعهم أكبر من الطبيعي أو غير متناسقة مع خطابهم, قد تفكر تلقائيا على مستوى اللاوعي "هذا غريب, لم لا أصدقه؟", والعكس صحيح؛ فأنت عندما تصدق ممثلا ما وتتعايش مع العرض الذي يقدمه على التلفاز, تشعر بمدى الانسجام والتوافق بين كلماته وإشاراته؛ فهما معًا يجذبانك للرسالة والشخص. ويمكن للمفسرات أن تكون متعمَّدة أو عفوية. و هي المنافذ التي يتلخص عبرها الإنسان من توتره. والتململ, والتلعثم, وقضم الأظافر, ونزع الجلد المحيط بالأصابع هي كلها أمثلة على ذلك. عند اللجوء إلى هذه الحركات, يستخدم الناس كل طقوس التزين والمداعبة الذاتية الممكنة ليتخلصوا من طاقة التوتر والعصبية. وهذه الشريحة من لغة الجسد هي أكثر الشرائح غرابة, وبالتالي هي الأصعب في الوصف. كل ما عليك هو أن تدرك أنك كلما رأيت شخصا يقوم بشيء ما للتخلص من توتره, فإنك ترى أحد المنافسات, ونادرًا ما تكون المنافسات متعمدة. ويمكن فقط للأشخاص المدربين جيدا على استخدام لغة الجسد والمدركين لذاتهم بالشكل الكافي أن يوظفوا هذه الإشارات الأكثر تعقيدا لتعمل لصالحهم. المنظِّمات هي أشياء إما تشجع الشخص على الاستمرار في الحديث أو تتحكم فيمن يمكنه التحدث. وأكثر المنظِّمات وضوحا هي المرتبطة بثقافة ما, ويلاحظها الجميع, وهي إشارات مثل الضغط بإصبعك على شفتيك, أو التلويح بإصبعك في الهواء وتحريك اليد بشكل دائري بما معناه "فلتلخص الأمر". وتميل الأمهات ومعلمات سن ما قبل المدرسة إلى المبالغة في إشارات المنظمات الصادرة عنهن مثل القيام بحركة الشفتين. وعادة ما تصدر المنظِّمات بشكل متعمد, لكنها تستخدم بكثرة لدرجة قد تجعلها غير متعمدة, بمعنى أنها تصبح في بعض الأحيان أمورا طقوسية. على سبيل المثال: المرأة المعتادة على تنظيم الحديث أثناء تناول أسرتها للعشاء عن طريق تحريك شفتيها قد تقوم بالأمر نفسه بدون قصد عندما ترغب في أن يصمت الناس أثناء حضورها لاجتماع ما. الحواجز هي بمثابة وسائل لحماية النفس من التهديدات, سواء كانت حقيقة وملموسة أو معنوية. وأغلب الناس يستخدمون حاجزا من نوع ما عندما يشعرون بالتوتر. على سبيل المثال: الاختباء عن عمد وراء المنصة والإمساك بمؤشر الليزر أمام الجسم في مواجهة الآخرين يعبر عن وجود خيط رفيع يؤمن الحماية من "العدو"؛ فكلتا الحركتين تحجب ملاحظة الآخرين لك, ومن ثم يمنعان مستويات توترك من الارتفاع, وبالتالي يمنعان الاحتياج إلى استخدام المنافسات. والحواجز تصدر عنا في أغلب الأوقات بغير عمد.
| |
|