ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 آداب الهدية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

آداب الهدية Empty
مُساهمةموضوع: آداب الهدية   آداب الهدية Emptyالسبت نوفمبر 22, 2014 3:51 am

آداب الهدية ZQS6lS
آداب الهدية
إن الحمد لله تعالى، نحمده، ونستعين به، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهدِ الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هاديَ له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:
فإن من أعظم ما يحقق المودة بين القلوب، والصفاء بين الإخوان، وأجل ما يبعث الوئام في النفوس، وما يسترضى به الغضبان، ويستميل المحبوب، ويتقى به المحذور بعد الله، هذه هي الهدية.
تعريف الهدية:
الْهَدِيَّةُ فِي اللُّغَةِ: هِيَ الْمَال الَّذِي أُتْحِفَ وَأُهْدِيَ لأَِحَدٍ إِكْرَامًا لَهُ، يُقَال: أَهْدَيْتُ لِلرَّجُل كَذَا: بَعَثْتُ بِهِ إِلَيْهِ إِكْرَامًا، فَالْمَال هَدِيَّةٌ.
والهدية في الاصطلاح: هي تمليك عين للغير على غير عوض، فإن كانت لطلب الأجر المحض من الله غلب عليها اسم الصدقة، وإن كانت لغير ذلك فهي من ذلك – أي الهدية.
مشروعية الهدية:
وهي مشروعة بين المسلمين بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين.
فمن الكتاب قَوْلُهُ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: ﴿وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ﴾.
وَمِنَ السُّنَّةِ الْقَوْلِيَّةِ قَوْلُهُ صلى الله عليه سلم: «يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ، لاَ تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ». وفي لفظ: «تهادوا إن الهدية تذهب وحر الصدر ولا تحقرن جارة لجارتها ولو شق فرسن شاة».
وَقَوْلُهُ صلى الله عليه سلم: «لَوْ دُعِيتُ إِلَى ذِرَاعٍ أَوْ كُرَاعٍ لأََجَبْتُ، وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ ذِرَاعٌ أَوْ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ».
وَقَال عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ : «تَهَادُوا تَحَابُّوا».
وَمِنَ السُّنَّةِ الْعَمَلِيَّةِ: خَبَرُ «كَانَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه سلم يَقْبَل الْهَدِيَّةَ وَيُثِيبُ عَلَيْهَا». أي: يكافئ صاحبها فيعطيه عوضا عنها ما هو خير منها أو مثلها. عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: أَهْدَتْ أُمُّ حُفَيْدٍ خَالَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه سلم أَقِطًا وَسَمْنًا، فَأَكَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه سلم مِنْ الْأَقِطِ وَالسَّمْنِ».
وَعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه سلم إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ سَأَلَ عَنْهُ أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ؟ فَإِنْ قِيلَ صَدَقَةٌ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: «كُلُوا» وَلَمْ يَأْكُلْ، وَإِنْ قِيلَ هَدِيَّةٌ ضَرَبَ بِيَدِهِ صلى الله عليه سلم فَأَكَلَ مَعَهُمْ.
كما أَجْمَعَتِ الأمَّةُ عَلَى مَشْرُوعِيَّتِهَا وَاسْتِحْبَابِهَا.
الحث على قبول الهدية:
قال صلى الله عليه سلم: «يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة». ففي هذا الحديث الحض على قبول الهدية ولو قلّت؛ لما في ذلك من التأليف والتآلف، ولو كانت يسيرة ؛ لأن الكثير قد لا يتيسر كل وقت، كما أن اليسير إذا تواصل صار كثيرًا، والقليل من صاحب الود لا يقال له: قليل، فتقع المودة ويسقط التكلف.
لا تحقرنَّ من الإحسانِ محقَرةً
أحسِنْ فعاقبةُ الإحسانِ حُسنَاهُ
ويزداد الأمر تأكيدا على عدم رد الهدية، إذا كانت إحدى ثلاث أشار إليها النبي في قوله: «ثَلاثٌ لا تُرَدُّ: الْوَسَائِدُ، وَالدُّهْنُ، وَاللَّبَنُ»، الدهن يعني به الطيب، قال الطيبي: «فينبغي لمن اهديت إليه أن لا يردها فإنها قليلة المنة خفيفة المؤن».
كما أن الهدية لها آثار طيبة على العلاقات الأسرية والأواصر فيما بين الناس، فهي تأكيد للمحبة والصداقة، وهي عنوان للوفاء، يفرح القلب بها، وينشرح الصدر لرؤيتها، وإن كانت في النفوس بعض المكدّرات انسلّت وخرجت، يقول صلى الله عليه سلم: «أجيبوا الداعي، ولا تردوا الهدية، ولا تضربوا المسلمين».
قال ابن حبان: «زجر النبي صلى الله عليه سلم في هذا الخبر عن ترك قبول الهدايا بين المسلمين؛ فالواجب على المرء إذا أهديت إليه هدية أن يقبلها ولا يردها، ثم يثيب عليها إذا قدر ويشكر عنها؛ وإني لأستحب للناس بعث الهدايا إلى الإخوان بينهم؛ إذ الهدية تورث المحبة وتذهب الضغينة».
هدايا الناس بعضهم لبعض
تولد في قلوبهم الوصالا
وتزرع في الضمير هوى وودًّا
وتكسوك المهابة والجلالا
مصايد للقلوب بغير لغب
وتمنحك المحبة والوصالا
الهدية تذهب الوغر في الصدور:
الهدية تزيل غوائل الصدور، وتذهب الشحناء من نفوس الناس، فالهدية حلوة، وهي كالسحر تختلب القلوب، وتولد فيها الوصال وتزرعها ودًّا، ناهيكم عن كونها مكساة للمهابة والجلال، ولا غرو في ذلك فأصل الكلمة من الهدى، والهدى بمعنى الدلالة والإرشاد، فكأنها تهدي القلب وترشده إلى طرق المودة والتآلف.
وحاصل الأمر أن العاقل الحصيف، من يستعمل مع أهل زمانه شيئا من بعض الهدايا بما قدر عليه لذي رحمه الأقرب فالأقرب، ولجيرانه أقربهما منه بابا، لاستجلاب محبتهم إياه، وإن كان عنده الشيء التافه فلا يجب أن يمتنع من بذله، لاستحقاره أو استقلاله؛ لأن أهون ما فيه لزوم البخل والمنع، ومن حقّر شيئا منعه؛ بل يكون عنده الكثرة والقلة في الحالة سِيَّيْن، لأن ما يورث الكثير من الخصال، أورث الصغير بقدره من الفعال، وإن البشر طرًا مجبولون على محبة الإحسان وكراهية الأذى، واتخاذ المحسن إليهم خلا وفيا، واتخاذ المسيء إليهم عدوا بغيضا.
وقد يتغاضى المهدى إليه عن كثير من عيوب المهدي ونقائصه، وما ذاك إلا للآثار الجميلة التي تتركها الهدية في النفوس، فهل يدرك هذا جيدًا من لهم اهتمام بدعوة الآخرين، فيستغلوا هذا الأمر في كسب مدعويهم والتأثير عليهم.
إن الهدية حلوة
كالسحر تختلب القلوبا
تدني البعيد من الهوى
حتى تصيره قريبا
وتيعد مضطغن العدا
وة وبعد بغضته حبيبا
تنفي السخيمة من ذوي الشــ
شحنا وتمتحق الذنوبا
أن الهدية تكشف عن عقل صاحبها:
الهدية – كما قيل – تدل على عقل صاحبها، فلا بد من حسن اختيارها وانتقائها لتعبر عن حب مخلص وصداقة متينة، وليست العبرة بحجمها وكبرها، وإنما بنوعيتها وحسن اختيارها وما تعبر عنه.
وقيل أيضًا بأن ثلاثة تدل على عقول أربابها: الهدية والرسول والكتاب، فالكتاب يدل على عقل كاتبه، والرسول يدل على عقل مرسله، والهدية تدل على عقل مهديها.
الأولى بالهدايا:
ومن الأولى أن يهدي الإنسان للأقرب فالأقرب، ولمن له حقوق على الإنسان، ومن ذلك:
الهدايا بين الزوجين:
فالهدية بين الزوجين أمرها عجيب، وأثرها بليغ، لاسيما أن المرأة رقيقة المشاعر مرهفة الحس تأنس لكل ما يعبر به الزوج عن محبته لها، وكذلك الرجل يأنس لهدية امرأته، ويفرح بها، ومن ذلك ما أجازه الله عز و جل للمرأة أن تهب بعض صداقها للزوج، إذا أردات ذلك عن طيب خاطر، فقال عز و جل: ﴿وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا﴾.
الهدايا لذوى القربى:
عن كريب مولى ابن عباس رضي الله عنه أن ميمونة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه سلم أعتقت وليدةً لها، فقال لها النبي صلى الله عليه سلم: «لَوْ أَعْطَيْتِهَا أَخْوَالَكِ كَانَ أَعْظَمَ لأَجْرِكِ».
الهدايا إلى الجيران:
وكما تستحب الهدايا بين الزوجين وذوي القربى، تستحب كذلك بين الجيران، والألى من الجيران أقربهم، فيبدأ بالأقرب كما في حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي جَارَيْنِ فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي؟ قَالَ صلى الله عليه سلم: «إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا». فيه دليل على أن الجيران يتفاوتون بالقرب والبعد وما روى عن أبي حنيفة جيران الرجل الذين يستحقون وصيته هم الذين حول داره ممن لو باع وكانوا مالكين لمساكنهم استحقوها بالشفعة يوجب تساويهم في الجوار والآثار أوجبت اختلافهم في القرب والبعد.
الإهداء بالحكمة:
الهدية تختلف بحسب مقامها، وبحسب من يستفيد منها، فلا يلزم أن تكون عينية، فقد تكون الهدية حكمًا شرعيًا أو لفتة علمية أو مثل ما حصل بين هذين الفاضلين مما ذكره البخاري في صحيحه: عن عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ لَقِيَنِي كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ فَقَالَ: أَلَا أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً سَمِعْتُهَا مِنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه سلم فَقُلْتُ: بَلَى. فَأَهْدِهَا لِي. فَقَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه سلم فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ؟ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ عَلَّمَنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ، قَالَ: «قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ. إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ. إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».
حكم إهداء الكفار وقبول هداياهم:
يجوز قبول الهدية من الكفار وكذلك إهداؤهم.
أما عن قبول هداياهم: فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه سلم كان يقبل الهدايا من اليهود، ومعروف قصة اليهودية التي أهدت له شاة وكانت مسمومة، فأخذها النبي صلى الله عليه سلم وأكل منها وأطعم بعض أصحابه منها أيضًا.
وأما عن إهدائهم: فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ رَأَى عُمَرُ حُلَّةً عَلَى رَجُلٍ تُبَاعُ فَقَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه سلم: ابْتَعْ هَذِهِ الْحُلَّةَ تَلْبَسْهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَإِذَا جَاءَكَ الْوَفْدُ فَقَال: «إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذَا مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ» فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه سلم مِنْهَا بِحُلَلٍ، فَأَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ مِنْهَا بِحُلَّةٍ، فَقَالَ عُمَرُ: كَيْفَ أَلْبَسُهَا وَقَدْ قُلْتَ فِيهَا مَا قُلْتَ؟ قَالَ: «إِنِّي لَمْ أَكْسُكَهَا لِتَلْبَسَهَا تَبِيعُهَا أَوْ تَكْسُوهَا»، فَأَرْسَلَ بِهَا عُمَرُ إِلَى أَخٍ لَهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ».
آداب الهدية:
عدم العودة فيها:
فمن المستقبح في الهدية أن يرجع الإنسان في هديته، فعن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه سلم: «الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَقِيءُ، ثُمَّ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ». أي: يلعقه بعد أن ألقاه وهو مبالغة في قبح الرجوع بالهبة، وقد ذهب الجمهور إلى تحريم العودة في الهدية، فقد شبه النبي صلى الله عليه سلم العائد في هبته في أقبح صورة، فإن الكلب من أخبث الحيوانات، ثم إن هذه الصورة من أبشع الصور، أن يقيء ثم يعود في قيئه .
اجتناب المن بها:
فالمن بالهدية من اللؤم وقلة المروءة؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى﴾.
أهدى رجل للأعمش بطيخة فلما أصبح قال: يا أبا محمد كيف كانت البطيخة؟ قال: طيبة! ثم أعاد عليه ثانيًا: كيف كانت البطيخة؟ قال: طيبة! فأعادها ثالثًا فقال: إن خففت من قولك وإلا قئتها.
وأهدى أبو الهذيل إلى أستاذ له ديكًا، فكان بعد ذلك إذا خاطبه أرّخ بديكه، فيقول: أنه كان يوم أهديت إليك الديك، وأنه كان قبل الديك بكذا، وبعد الديك بكذا، وكلما ذكر شيئًا بجمال أو سمن قال: هو أحسن من الديك، أو أسمن من الديك الذي أهديته إليكم. وأصبح هذا مثلاً لمن يستعظم الهدية.
العدل بين الأولاد في العطاء:
الهدية من العطايا، وعن النعمان بن بشير أن أباه عطية، وكان يحب أن يشهد رسول الله صلى الله عليه سلم على هذه الأعطية، فسأله النبي صلى الله عليه سلم: «أعطيت سائر أولادك مثل هذا»؟ قال: لا. قال: «فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم» قال فرجع فردّ عطيته ، ففي ذلك ضمان برهم، كما جاء في رواية: «اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم كما تحبون أن يبروكم»، وفي رواية: «اعْدِلُوا بين أولادكم فى النِّحَل كما تحبون أن يعدلوا بينكم فى البر والعطف».
ألا تكون بمحرم:
فما يهدى من أشياء محرمة كآلات لهو من معازف وغيرها، وكالتماثيل والصور المحرمة، أو الملابس المحرمة، أو ما فيه شرك كشيء يعتقد أنه يجلب الشر ويمنع الخير، وغيرها مما يجر البلاء على المسلمين، ويقضي على دينهم والصبغة التي فطروا عليها ويحلق ما تبقى من خلال حسنة، كل هذا لا يجوز الإهداء به.
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حُلَّةً سِيَرَاءَ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ اشْتَرَيْتَهَا فَلَبِسْتَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلِلْوَفْدِ. قَالَ صلى الله عليه سلم: «إِنَّمَا يَلْبَسُهَا مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ».
ضرورة تبيين السبب عند رد الهدية:
قد يضطر المهدى إليه لرد الهدية لسبب أو لآخر، والمهدي لا شك سيتأثر بهذا الرد، لذا ومراعاة لنفسيته، يجب بيان سبب الرد وأنه سبب شرعي هو الدافع لذلك.
وفي الحديث الصحيح عن الصعب بن جثامة الليثي رضي الله عنه، أنه أهدى لرسول الله صلى الله عليه سلم حمارًا وحشيًا، وهو بالأبواء أو ودان، والرسول صلى الله عليه سلم كان محرمًا، والمحرم لا يجوز له أن يصيد وهو محرم، ولا أن يأكل صيدًا قد صِيدَ لأجله، والصحابي هذا لا يعرف الحكم، جاء واصطاد للرسول صلى الله عليه سلم حمارًا وحشيًا وجاء يهديه إليه، فرده عليه رسول الله صلى الله عليه سلم، قال الصحابي: فلما أن رأى رسول الله صلى الله عليه سلم ما فيّ قال: «إنَّا لم نرده عليك إلا أنَّا حرم».
الهدايا المحرمة:
رغم دعوة الإسلام للإهداء إلا أن هناك هدايا يحرمها الشرع، ومنها:
الهدية بمناسبات محرمة:
كتلك الهدايا التي تهدى بمناسبات الكفار، كالهدايا التي تهدى بمناسبة رأس السنة الميلادية، أو ما يسمونه بعيد الكريسماس، أو غيرها من المناسبات غير الإسلامية، أو ما يسمى يوم الأم، أو ما شابه ذلك مما هو مسترق من أهل الكفر، ومغلف بأغلفة مزيفة كالحب والتصافي، والبر والصلة ونحوها. فهذا كله محرم؛ لأنه من باب التشبه بأهل الكفر، والنبي صلى الله عليه سلم يقول: «من تشبه بقوم فهو منهم».
هدايا العاملين بغرض المصلحة:
مثل ما أعطي للرجل بسبب الأعمال التي أوكله بها ولي الأمر؛ وعَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه قَالَ اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه سلم رَجُلاً عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ يُدْعَى ابْنَ الْلَّتَبِيَّةِ، فَلَمَّا جَاءَ حَاسَبَهُ، قَالَ: هَذَا مَالُكُمْ، وَهَذَا هَدِيَّةٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه سلم: «فَهَلَّا جَلَسْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ هَدِيَّتُكَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا»، ثُمَّ خَطَبَنَا فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ عَلَى الْعَمَلِ مِمَّا وَلَّانِي اللَّهُ فَيَأْتِي فَيَقُولُ هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي، أَفَلَا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ، وَاللَّهِ لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلَأَعْرِفَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ أَوْ شَاةً تَيْعِرُ ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطِهِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ بَصْرَ عَيْنِي وَسَمْعَ أُذُنِي».
الهدية على الشفاعة:
ومن هذا القبيل ما يأخذه بعض الناس من هدايا تعطى له حين يستخدم جاهه في الشفاعة، وهو ما يسميه العلماء أخذ الأجرة على الشفاعة، يقول رسول الله صلى الله عليه سلم: «من شفع لأخيه شفاعة، فأهدى له هدية عليها فقبلها منه، فقد أتى بابًا عظيمًا من أبواب الربا».
رابط الموضوع : http://www.assakina.com/alislam/15102.html#ixzz3JXsi0Bvw






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
آداب الهدية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب صحيح مسلم (باب قبول النبي الهدية ورده الصدقة)
» آداب المسجد
» آداب المسجد
» آداب الجوار
» آداب المعلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: