ابو ايهاب حمودة :: المشرف العام ::
عدد المساهمات : 25191 تاريخ التسجيل : 16/08/2009
| |
ابو ايهاب حمودة :: المشرف العام ::
عدد المساهمات : 25191 تاريخ التسجيل : 16/08/2009
| موضوع: رد: فضل الاجتماع والتحذير من الفرقة والاختلاف الجمعة نوفمبر 21, 2014 10:28 am | |
| البلاء ينزل بسبب الفرقة والاختلاف فما حصل البلاء في لأمة ، وما نزلت المشاكل في بلد من بلدان الدنيا إلا حينما تنازعوا واختلفوا ، ونزغ الشيطان بينهم ، وحلت الأهواء بينهم ، فنزل البلاء بهم . إن من يدعو الناس إلى التفرق والتحزب باسم التطور ، أو الإصلاح هو في الحقيقة قائل على الله بغير علم ، لأن الله – عز وجل – أمر بالاجتماع ، وهذا يأمر بالاختلاف والتفرق والتنازع وتشتيت الرأي ، والإنسان مأمور أن يفعل ما شرعه الله – عز وجل – وألا يفتئت على الله فيشرع للناس أمرا نهى الله عنه ، ففي هذا محادَّة لله – جل وعلا – قال – تعالى – ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [سورة الأعراف : الآية 33] . فحينما يقف الرجل ويتكلم ويُأصِّل لمسألة التفرق ، ويزعم أن هذا من التطور ، ومن التحضر ، نقول : هذا قول على الله بلا علم ، فإن السعي إلى الفرقة ، وإلى التحزب من الإحداث في الدين ، يترتب عليه أحكام كثيرة ، جاء الشرع بها ، منها مفارقة الجماعة ، ومخالفة ولي أمر المسلمين ، ونزع يد الطاعة ، وهذا مِن فِعل الخوارج . ولذا يقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن – رحمه الله – : وهذه الطريقة هي طريقة أهل البدع والضلال ، ومَن عُدِم الخشيةَ والتقوى فيما يصدر عنه من الأقوال والأفعال ، فإن الواجب على المسلم إذا رأى من يدعو إلى هذه الفرق ، وهذه الجماعات ، وهذه الأحزاب ، وهذه التيارات أن يعيد الأمر إلى أهله ، وأن يسأل أهل العلم فيما أشكل عليه ، هذا هو الواجب على الإنسان ، أما أن يأخذ الفتوى ، ويأخذ الأمر من غير أهله ، ففي هذا وقوع الاختلاف والتفرق والتشتت في هذه المسألة نَجَم عن هذا القول . آثار الاختلاف والفرقة والدعوة إلى التفرق يترتب عليها ارتكاب ما حرم الله – عز وجل – كما فعلت إحدى هذه الفئات الضالة ، حيث أعلنت عدم السمع والطاعة لولي الأمر ، وكفّرت المسلمين ، فاعتدت على الآمنين والمستأمنين ، واستباحت الدماء ، وقتلت للأنفس المعصومة ، وسلبت الأموال ، وغدرت ، وفجّرت المساكن ، وتركت الجُمَع والجماعة ، ووقعوا في الغيبة والنميمة والبهتان ، ومسائل كثيرة يطول ذكرها ، ففعلوا ما حرم الله – عز وجل – . وهكذا كان كل من يدعو الناس إلى الفرقة ، وإلى التحزب مرتكبا ما حرم الله – عز وجل – لأن الشريعة جاءت بحفظ الدماء والأعراض والأموال ، فالمحافظة عليها واجب ، وهذا النبي – صلى الله عليه وسلم – يؤكد على هذا المعنى ، فيقول في خطبة الوداع : « إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام ، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا » . ويقول – صلى الله عليه وسلم – : « كل المسلم على المسلم حرام : دَمُه وماله وعِرْضه » . فعلى الإنسان أن يتنبه ، وأن يحذر أن يقع في شيء مما حرمه الله عليه ، فإن هذا من البلاء العظيم . عقوبة من يدعو إلى الفرقة والحديث في ضرر الفرق يطول ويطول ، لكن لا يفوتنا أن نبين عِظَم عقوبة من يفعل ذلك في الآخرة ، إذ إن من يسعى إلى تفريق الأمة ، وشق الصفوف وخلخلتها ، وإثارة البلبلة ، سواء كان بالقول ، أو بالفعل ، أو بحمل السلاح ، أو بأي مظهر من المظاهر ، يبتلى يوم القيامة بسواد الوجه ، لأن الله – عز وجل – يقول ﴿ وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَبْيَضُّ وَجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وَجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وَجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ﴾ [سورة آل عمران : الآية 105 - 106] . قال ابن عباس – رضي الله عنهما – : تبيَضّ وجوه أهل السنة والجماعة ، وتسودّ وجوه أهل البِدْعَة والفرقة . ومما يعاقب به هؤلاء يوم القيامة أن يُبْعدوا عن حوض النبي – صلى الله عليه وسلم – يوم القيامة ، يقول النبي – صلى الله عليه وسلم – : « إني على الحوض حتى أنظر من يَرِد عليّ منكم ، وسيؤخذ ناس دوني فأقول : يا رب مني ومن أمتي . فيقال : هل شعرت ما عملوا بعدك ؟ والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم » . وقال – صلى الله عليه وسلم – : « أنا فَرَطُكم على الحوض ، فليُرفعن إليّ رجال منكم حتى إذا أهويت لأناولهم اختُلجوا دوني ، فأقول : أي ربّ أصحابي . يقول : لا تدري ما أحدثوا بعدك » . فما بالنا بقوم يحرمون من حوض النبي – صلى الله عليه وسلم – إن هذا ليدفعنا إلى التفكير في خطورة ما نسعى إليه ، أو ندعو الناس إليه . ومما يُعَاقب به هؤلاء أنهم يموتون ميتة جاهلية ، يقول النبي – صلى الله عليه وسلم – : « من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه ، فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية » . والنصوص في هذا المعنى كثيرة ، ولهذا يجب على المسلم أن يلزم جماعة المسلمين وإمامهم ، وأن يعتصم بكتاب الله – عز وجل – وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – وأن يحذر أن تُسَلَّط عليه الشياطين ، يقول النبي – صلى الله عليه وسلم – : « عليكم بالجماعة ، وإياكم والفُرقة ، فإن الشيطان مع الواحد ، وهو من الاثنين أبعد ، من أراد بحبوحة الجنة فيلزم الجماعة ». ويقول – صلى الله عليه وسلم – : « يد الله مع الجماعة » . فإن الشاذ تختطفته الشياطين ، كما يختطف الذئبُ الشاةَ من الغنم ، فعلينا أن نأخذ بوصية النبي – صلى الله عليه وسلم – فإن في ذلك الخير لنا في الدنيا والآخرة ، ولنحذر أنفسنا من مخالفة أمره ، فمن خالفه خُشِي عليه أن يبتلى بفتنة أو عذاب أليم ، كما قال ربنا – جل وعلا – ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [سورة النور : الآية 63] . فاحذروا عباد الله أن تسعوا إلى الفرقة ، أو أن تدعوا لها ، أو أن تروجوا لها ، فإن هذا كله منهي عنه ، فالله – عز وجل – أمر المسلمين بالاجتماع ، فقال ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [سورة آل عمران : الآية 102 - 103] . فالواجب على المسلم أن يستشعر هذا الأمر دائما وأبدا في حياته ، يعني أمر الاجتماع وأهميته ، وعدم مفارقة الجماعة ، فإن هذا مما أوصى به النبي – صلى الله عليه وسلم – نسأل الله – سبحانه وتعالى – أن يُذَكّرنا ذلك ، وأن يجعلنا من المهتدين بهداه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . كلمة فضيلة الشيخ فهد بن سليمان التويجري بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعد : الفرقة من أهم أسباب ضعف الأمة فإننا عندما نتأمل السبب في ضعف الأمة عبر العصور الماضية نجد أن الفرقة هي السبب الرئيس في ذلك ، ومن أسباب وجود الإرهاب ، أو التكفير ، أو التفجير الذي حل ببلاد المسلمين هو عدم الاجتماع على محاربة هذا الفكر . إننا عندما نجامل ، أو نقف موقف المتفرج في مواجهة هذا الفكر ، وعندما لا نكون واضحين في التصدي له ينشأ مثل هذه الفكر الخطر ، وهذا الفكر الخبيث – في الحقيقة – ليس وليد الساعة ، حتى يتردد المترددون في تَعْرِيَتِه ، هذا الفكر الذي يستهدف عقيدتنا قبل أن يستهدف المنشآت والبنايات ، يتجلى لنا في حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – عندما حَثَّنا على الحزم في مواجهة هذه الأفكار حيث قال : « لأن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد » . وسلف الأمة استطاعوا أن يكبتوا مثل هذه الأفكار الخطيرة التي تضرب في عقيدتنا ، وتضعف ديننا ، وذلك عندما اجتمعوا في محاربة أولئك الذين شقوا عصى الطاعة ، وفرقوا الجماعة ، واستباحوا الدماء ، وقلبوا النصوص ، وصرفوها عن مراد الشارع . التفريق بالكلمة وإذا كان الخروج بالسلاح أمرا عظيما ، فإن الخروج بالكلمة قد يكون أفظع ، وهذا ما وضحه عبد الله بن عُكَيْم – رضي الله عنه – حيث قال : لا أعين على دم خليفة أبدا بعد عثمان . قال فيقال له : يا أبا معبد أوَأَعَنْت على دمه ؟ فقال : إني لأعد ذكر مساوئه عونا على دمه. فإن الطعن في أصحاب الولايات ، والحط من شأنهم ، وتتبع ذلاتهم من أعظم أسباب الفرقة والاختلاف . فعلينا جميعا أن نقف صفا واحدا في مواجهة هذا الخطر العظيم ، فلا نداهن ، ولا نسكت عن الباطل ، حتى لا تنتشر البدعة ، سواء كانت بدعة الخوارج ، أو غيرهم ، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ، وصلى الله على نبينا محمد . تعليق سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المفتي العام للمملكة ، ورئيس هيئة كبار العلماء بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد أشرف الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وعلى صحابته أجمعين ، وبعد : فلا شك أنه من الأهمية بمكان أن نعلم فضل الاجتماع ، والترغيب فيه ، وخطورة الفرقة ، والتحذير منها ، فالمسلمون مأمورون بالاجتماع ، وبمحبة بعضهم بعضا ، والسعي إلى ما تأتلف به القلوب ، يقول الله – عز وجل – ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾ [سورة التوبة : الآية 71] ، فالمؤمن ولي للمؤمن ولاية تقتضي المحبة والمودة والنصيحة والتوجيه والدعوة للخير . ويقول الله – عز وجل – ﴿ إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ﴾ [سورة الحجرات : الآية 10] وهذه الأخوَّة لا يمكن أن تتحقق إلا بالاجتماع ، ونبذ الفرقة . ويقول – جل وعلا – ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا ﴾ [سورة آل عمران : الآية 103] أي تمسكوا بدين الله مجتمعين على ذلك . ويقول ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [سورة المائدة : الآية 2 ] فالاجتماع بِرّ وتقوى ، والتفرق إثم وعدوان . ويقول الله – جل وعلا – ﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾ [سورة آل عمران : الآية 103] أي بالإسلام أصبحتم إخوانا متوادّين بعد أن كنتم أعداء متفرقين . ويقول – جل وعلا – لنبيه – صلى الله عليه وسلم – ﴿ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [سورة الأنفال : الآية 62 - 63] وإنما تآلفت القلوب وتقاربت على هذا الدين وحده ، فأي تجمع على غير عقيدة لا يمكن أن يتم ، ومآله الفشل ، لكن الاجتماع القوي الصحيح هو ذلك الاجتماع القائم على العقيدة ، ذلك الاجتماع الذي يهدف إلى عبادة الله وحد لا شريك له ، قال – تعالى – ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا ﴾ [سورة آل عمران : الآية 64] هو ذلك الاجتماع الذي يحرص على السمع والطاعة لمن ولاه الله أمرنا ، فإنا مأمورون بالسمع والطاعة بالمعروف لولي أمر المسلمين ، منهيون عن الخروج عليه ، يقول النبي – صلى الله عليه وسلم – : « ثلاث لا يُغِلُّ عليهن قلب امرئ مسلم : إخلاص العمل لله ، والنصح لأئمة المسلمين ، ولزوم جماعتهم ، فإن دعوتهم تحوط من ورائهم » . ويقول أيضا : « إن الله يرضى لكم ثلاثا : فيرضى لكم أن تعبدوه ، ولا تشركوا به شيئا ، وأن تعتصموا بالله جميعا ، وأن لا تتفرقوا ، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ، ويكره لكم قِيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال » . وقد حذرنا ربنا – تبارك وتعالى – من الانقسامات فقال ﴿ وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ ﴾ [سورة آل عمران : الآية 105] ، وقال ﴿ وَلَا تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُم وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴾ [سورة الروم : الآية 31 - 32] ، وقال – جل وعلا – ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ﴾ [سورة الأنعام : الآية 159] ، فنحن مأمورون بالاجتماع في عقيدتنا ، وفي أداء فرائض الإسلام ، في الصلوات الخمس مجتمعون على السمع والطاعة ، مجتمعون في علومنا وفتاوانا ، يجب أن نجتمع ، وأن نتحرى الشيء الذي يؤلف بين القلوب ، ونبتعد عن كل ما يفرق الكلمة ، ويشتت أمر الأمة . دين الله دين الاجتماع والخير فدين الله دين الاجتماع والخير ، فإذا خرج الناس عن هذا الدين إلى الآراء الهدامة ، والأفكار المنحرفة تفرقوا شيعا وأحزابا ، وصار بعضهم عدوا لبعض ، يكفّر بعضهم بعضا ، ويفسّق بعضهم بعضا ، ويبدّع بعضهم بعضا . والمذاهب الهدامة ، والآراء الضالة ، والأفكار المنحرفة ، كلها تدعو إلى الفرقة والاختلاف ، فتحول الأمة إلى كيانات متناحرة ، يعادي بعضهم بعضا ، كما وصف الله اليهود ، حيث قال تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ﴾ [سورة الحشر : الآية 14] ، لكن المؤمنون خلاف ذلك تماما ، فهم أهل مودة وتناصح ومحبة في الظاهر والباطن ، يحب بعضهم بعضا ، ويوالي بعضهم بعضا ، نسأل الله أن يجمع القلوب على طاعته ، وأن يعيذنا من الفُرقة والاختلاف ، وأن يرزقنا جميعا الاجتماع على الخير والهدى . الأسئلة السؤال الأول : هل بعض البيعات الداخلية لبعض الجماعات الإسلامية يعد تفريقا وشقا لعصى الطاعة ؟ الجواب : لا بيعة إلا لإمام المسلمين ، وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: « إنه ستكون هنات وهنات ، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهى جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان » . فلا بيعة إلا لإمام المسلمين ، وأي بيعة تؤخذ لأحد فإنها بيعة باطلة ، فالبيعة إنما تكون لإمام الأمة ، هو الذي يُبايَع ، وهذه سنة الله ، فنحن نبايع إمامنا ليقودنا بكتاب ربنا ، وسنة نبينا – صلى الله عليه وسلم – وقد بايعنا ملوكنا – رحمهم الله ، وبارك في الأحياء – على هذا المنوال ، كل واحد نبايعه على الكتاب والسنة ، وعلى السمع والطاعة في المعروف ، فليس هناك بيعة لأحد أبدا ، فأي جماعة تسعى إلى مثل هذا الأمر بعد بيعة إمام المسلمين ، هي فئة تريد تفريق الأمة ، ولا تريد جمع كلمتها . السؤال الثاني : ما الأشياء التي تعين وتساعد على حفظ كتاب الله – تعالى – ؟ الجواب : الإخلاص لله والصبر والاجتهاد وتكرار الآيات ، والحرص على إتمامها . السؤال الثالث : يقول السائل نرجو إلقاء الضوء على حديث : « يأتي على الناس زمان ، الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر » . الجواب : هذا الحديث فيه إخبار عما سيكون في آخر الزمان عندما يقل العلم ، ويعظم الجهل ، ويعرض الناس عن الهدى ، فالقابض على دينه حينئذ يكون كالقابض على الجمر ، لأنه يجد من حوله على خلاف الحق ، ولا يرى معه ناصرا ، ولا مؤيدا ، نسأل الله أن يعيذنا من ذلك . السؤال الثالث : نرجو التعليق على هذه الآية ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ ﴾ [سورة النحل : الآية 126] الجواب : المقصود من الآية أن تكون العقوبة بمثلها ، دون زيادة ، قال ابن جرير – رحمه الله – : يقول – تعالى ذكره – للمؤمنين : وإن عاقبتم أيها المؤمنون مَن ظَلَمكم ، واعتدى عليكم ، فعاقبوه بمثل الذي نالكم به ظالمكم من العقوبة ، ولئن صبرتم عن عقوبته ، واحتسبتم عند الله ما نالكم به من الظلم ، ووكلتم أمره إليه ، حتى يكون هو المتولي عقوبته ﴿ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ﴾ يقول : لِلصَّبرِ عن عقوبته بذلك خير لأهل الصبر احتسابا ، وابتغاء ثواب الله ، لأن الله يعوّضه مِنَ الذي أراد أن يناله بانتقامه من ظالمه على ظلمه إياه من لذّة الانتصار ، وهو من قوله ﴿ لَهُوَ ﴾ كناية عن الصبر . السؤال الرابع : يقول السائل : سماحة الشيخ أريد أن أسأل عن استعمال بخاخ الصدر في رمضان . الجواب : لا مانع منه إن شاء الله . السؤال الخامس : يقول السائل : سماحة الشيخ ما حكم من يسمي ولده أو ابنته روح الله ، أو رحمة الله ، أو نور الله ؟ الجواب : هذا لا يصح ، إذ لا يصلح أن نقول : أم روح الله ، أو أم نور الله ، أو أم رحمة الله ، فهذا الاسم يوقعنا في حرج شرعي ، ولهذا لا يصلح . السؤال السادس : يقول السائل : تزوجت بامرأة ثانية ، وزوجتي الأولى ترفض هذا الزواج ، ونحن نعيش في مشاكل ، وأنا وزوجتي الآن في المسجد ، فهل من نصيحة لنا ؟ الجواب : عليها بالصبر والتحمل ، لأن تعدد الزوجات حكم شرعي ، لا يجوز الاعتراض عليه ، لا من الرجال ولا من النساء . السؤال السابع : يقول السائل : هل لسجود السهو من تشهد ؟ الجواب : لا تشهد له . السؤال الثامن : يقول السائل : ما حكم استعمال الصبغة السوداء للشعر للرجال والنساء ؟ الجواب : لا يستحب الأسود للرجال ، وإنما يفعل بغير السواد . السؤال التاسع : يقول السائل : إنه صلى إلى غير القبلة لمدة عشرة أشهر ، على سبيل الخطإ ، ثم أدرك ذلك الآن فماذا عليه فيما مضى ؟ الجواب : يتوب إلى الله . السؤال العاشر : يقول السائل : قال الله – تعالى – ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ القُبُورِ ﴾ [سورة الممتحنة : الآية 13] فما المراد بيأس الكفار من أصحاب القبور ؟ الجواب : معناه أنه الكفار يئسوا من الخير ، وأيقنوا بالعذاب . السؤال الحاديَ عشرَ : يقول السائل : سماحة الشيخ مع كثرة وجود الجماعات الإسلامية التي تنتسب جميعها إلى السنة هل أتميز عنها بالانتساب إلى السلفية ؟ الجواب : أصل الاجتماع لا بد أن يكون على السنة ، وقول “سلفي أو سني” كلاهما بمعنى واحد ، وقول “أنا مسلم” كافٍ . السؤال الثانيَ عشرَ : يقول السائل : ما معنى : « حق المسلم على المسلم خمس » . الجواب : يعني أن هناك أمورا يجب على المسلم – أو يستحب له – أن يؤديها لأخيه المسلم ، وذلك مثل عيادته إذا مرض ، وتشييع جنازته ، وتشميته إذا عطس ، ورد السلام عليه . السؤال الثالثَ عشرَ : يقول السائل : ما هي نواقض “لا إله إلا الله” ؟ وهل إذا وقع المسلم في ناقض منها يكون غير مُوَحّد بذلك ؟ الجواب : إذا وقع في ناقض من نواقضها فقد انتفت ، لأن من نواقض “لا إله إلا الله” أن يجعل بينه وبين الله واسطة ، أو أن يعتقد أن حكم غير الله كحكم الله ، فهذا كله كفر . السؤال الرابعَ عشرَ : سائل من طرابلس من ليبيا يقول : لي صديق في العمل تبين لي أن عقيدته أشعرية ، فهل لي أن أهجره بعد نصحه ، وإيضاح الأمر له ؟ الجواب : حاول مناقشته ، لعل الله أن يفتح قلبه للخير . السؤال الخامسَ عشرَ : سماحة الشيخ أعمل محاسبا في مؤسسة ، وصاحب العمل يخرج الزكاة بمعرفته ، وليس عن طريق مصلحة الزكاة ، ويكلفني بعمل ميزانية خاصة لمصلحة الزكاة ، فهل عليّ بذلك بأس ؟ الجواب : لا شيء عليك إن شاء الله . السؤال السادسَ عشرَ : يقول السائل : ما رأي سماحتكم في الإيجار المنتهي بالتمليك ؟ الجواب : تركه أحسن ، عقدان في عقد ، والضرر على الطرف الأول .
رابط الموضوع : http://www.assakina.com/mohadrat/16330.html#ixzz3Jasf0NNG
| |
|