ابو ايهاب حمودة :: المشرف العام ::
عدد المساهمات : 25191 تاريخ التسجيل : 16/08/2009
| موضوع: دور الأسرة في أمن المجتمع الثلاثاء نوفمبر 18, 2014 1:24 am | |
| | |
|
ابو ايهاب حمودة :: المشرف العام ::
عدد المساهمات : 25191 تاريخ التسجيل : 16/08/2009
| موضوع: رد: دور الأسرة في أمن المجتمع الثلاثاء نوفمبر 18, 2014 1:25 am | |
| إن الأسرة تحتاج إلى دخل اقتصادي ملائم يسمح لها بإشباع حاجاتها الأساسية من مسكن ومأكل وملبس، كما تحتاج إلى سلامة أعضائها من الأمراض الجسدية ، وتدبير ما يلزمهم من خدمات صحية . ولذلك اهتم الإسلام بوضع القاعدة التي لها الأثر الأكبر في الارتفاع بالمستوى المعيشي للفرد والأسرة بدعوته إلى الإنفاق حسب الوسع والطاقة . قال تعالى لينفق ذوا سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله … ). ففي الآية بيان ( الموازنة بين الدخل والاستهلاك ، فالنفقة على قدر حاجة البيت ، وعلى قدر حالة الزوج إعسارا أو إيسارا ، فهو لا يكلف الزوج أن ينفق فوق طاقته ، ولا يقبل منه أقل من متطلبات حياة أسرته ، واجتناب التبذير والإسراف وتضييع الأموال ، وصرفها في أمور لا تستحق الصرف ) . ولا شك أن كثيرا من الدراسات الاقتصادية أكدت أن الأسباب الرئيسية للانحرافات الاجتماعية تنبع جميعها من العوامل الاقتصادية . وأن كثيرا من الشرور تصاحب الفقر عادة، ولذلك كان للفقر أثرا واضحا في انحراف أو استقامة أفراد الأسرة . والفقر يوصف بأنه الحالة التي لا يكفي فيها دخل الأسرة عن إشباع حاجاتها الأساسية المتغيرة للمحافظة على بنائها المادي والنفسي والاجتماعي والتعليمي ، فالفقر هو الذي يحرم الأسرة من المشاركة الاجتماعية . إن كثيرا من الدراسات أكدت عن طريق البحث أن الحالة العقلية للمجرمين ترجع إلى الانحطاط الاقتصادي من ناحية ، وإلى التفكك الأسري من ناحية أخرى . وقد يحقق الدخل مطالب الأسرة المادية ، لكنه لا يحقق لها الشعور بالأمن , أو الإشباع النفسي والاجتماعي . كما أن السكن السيئ يعتبر سببا في الانحراف فقد أكدت الحقائق العلمية أن المسكن غير الملائم يلعب دورا أساسيا في السلوك المنحرف فقد أثبتت الدراسات التي اهتمت بهذا الجانب أن نسبة الانحراف تزداد في المناطق المتخلفة التي تنقصها المرافق المادية ، ويكثر فيها التجمع ، كما ترتفع فيها درجة التزاحم، ونتيجة للازدحام الشديد في الأسرة يشتركون صغار الأولاد والبنات في نفس المكان مع الكبار وأحيانا مع غير أعضاء الأسرة ، كما يشترك المراهقون من الجنسين في الحجرة الواحدة . إن السكن المشترك أو الضيق يدفع الطفل إلى الهروب من المنزل والتجمع في الشارع، نتيجة ما يشعر به من توترات وضغوط، وهذا ما يدفعه إلى الالتقاء مع غيره من الأحداث وتكوين العصابات التي تشجع على الانحراف . إن كل أسرة في أي مجتمع هي ذات دخل وإنفاق، لكن الأسر تختلف فيما بينها من ناحية طريقة حصولها على الدخل : ثابتا أو متغيرا، أسبوعيا أو شهريا أو سنويا، كما تختلف فيما بينها من ناحية التصرف فيه ، فالأسرة المتأثرة بالتقاليد والعادات السائدة في مجتمع معين قد تندفع وراء مظاهر الإسراف ، أو اقتناء بعض الكماليات وبالتالي تستنفد كل دخلها ولا يبقى منه شيء للظروف الطارئة أو الأزمات ، أو قد يكون الإسراف على حساب بعض الضروريات ، وهكذا عندما تفشل الأسرة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي يؤدي بها الموقف إلى أنواع من الصراع يقوم بين أعضائها من جانب وبينها وبين البيئة الخارجية من جانب آخر وهذا الصراع يولد أربعة أنواع من التصرفات هي على التوالي: العدوان ، النكوص ، الجمود ، الاستسلام . وكلها لا شك ضد تحقيق الأمن داخل الأسرة ويكون لهذه السلوكيات أثارها الضارة على الأعضاء ومن ثم تظهر في نشاطهم وعلاقتهم بالمجتمع ، لأنهم يفقدون الثقة بأنفسهم وبالتالي لا يأمنهم المجتمع ولا هم يأمنونه، ويأتي دور الأسرة في توجيه أفرادها إلى أهمية المحافظة على المال لأنه عصب الحياة وقوامه التي تقضي به مصالح الناس ، والمحافظة عليه تكون بالنهي عن إهداره ، وتضييعه بالإسراف في استعماله أو صرفه لمن لا يحسن استعماله أو بالتبذير فيه . الأسرة وتحقيق الأمن الصحي يهدف الإسلام من تكوين الأسرة المسلمة إلى صيانة الأفراد والمجتمع من الأمراض الخبيثة والأوبئة المختلفة جنسية كانت أو غير جنسية . ذلك أن الاهتمام بصحة الأفراد يعدّ هدفا أساسيا يجب أن تضعه الأسرة نصب عينيها إذا أرادت أن توفر لأولادها نموا طبيعيا متكاملا ، لأن الصحة هي الدعامة الأولى في الشعور بالرضا والسعادة في حياة الناشئ، ولأنها هي التي تعده بالقدرة والطاقة للقيام بأعماله ومناشطه في الحياة، وهي من العوامل الرئيسية في تنمية القدرات العقلية عند الفرد ، وذلك باعتبار أن العقل السليم في الجسم السليم ، كما أنها من العوامل الهامة في زيادة كفاءة الفرد الخلقية والاجتماعية والتعبدية ، وفي عمارة الأرض وترقية الحياة وتنميتها،فالصحة تكاد تكون أهم شئ في حياة الإنسان. ولا شك أن المرض يؤثر في حياة الأسرة تأثيرا بالغاً سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية أو الجو النفسي المحيط بها فبالصحة يحقق الإنسان آماله ورغباته، وينجز أعماله، ويؤدي واجباته ولأهمية الصحة عدّ الإسلام حفظ الذات وحفظ الجسد أمراً واجبا على الفرد ويأتي دور الأسرة في تحقيق الأمن الصحي لدى أفرادها عن طريق وقايتهم من كل أسباب الأمراض النفسية ، وتربيتهم على اكتساب القواعد التي تعلمهم النظافة والطهارة بما يحفظ سلامة أجسادهم. الأسرة وأمن المجتمع يتحقق الأمن في الأسرة أولا، وذلك بأن يقوم كل واحد من أركان الأسرة بدوره المنوط به، الدور الذي من أجل تحقيقه تكونت الأسرة، فالذكر والأنثى أوجد الله في كل منهما خصائص قبل الوظائف، فيحقق كل منهما وظيفته من خلال خصائصه، ويتحمل مسئولياته مع تعاون الجميع في أداء الواجبات ، قال ×: ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها ..) . فقد اعتبر الإسلام أن بناء الأسرة وسيلة فعّالة لتحقيق الأمن، ولحماية الأفراد من الفساد، ووقاية المجتمع من الفوضى، إن التربية الأمنية تبدأ في نطاق الأسرة أولا، ثم المدرسة، ثم المجتمع، فالأسرة هي المدرسة الأولى التي يتعلم فيها الطفل الحق والباطل، والخير والشر، ويكتسب تحمل المسئولية، وحرية الرأي، واتخاذ القرار، كل هذه القيم وغيرها يتلقاها الطفل في سنيه الأولى، دون مناقشة، حيث تتحدد عناصر شخصيته، وتتميز ملامح هويته،وإذا لم تتهيأ الفرصة بشكل كاف داخل الأسرة لتعلم هذه القيم، فإنه يتعذر عليه بعد ذلك اكتسابها لكي تكون جزءا من سلوكه . إنّ الأمن لا يفرض بسلطة، وإنما ينبع من أفراد المجتمع، من دخائلهم، من ضمائرهم، من أسلوب معاملاتهم، وللأسرة دور أساسي في غرسه في ناشئتها، وتعميقه في قلوبهم من البداية. ولا شك أن أفراد الأسرة يمرون بمراحل مختلفة منذ ميلادهم إلى أن يشبوا ويكبروا،ويتحملوا المسئوليات الضخام،وفي كل مرحلة من مراحل نموهم يحتاجون أن تحقق لهم أسرهم الاستقرار النفسي والطمأنينة في مختلف أحوالهم كما تحقق لهم الإشباع في جميع حاجاتهم المتنوعة. وعليها أن تبتعد عن الوسائل الخاطئة في تربية أولادها مثل استخدام القسوة و الشدة , والصرامة في معاملة الأولاد، وإثارة الرعب والخوف في نفوسهم، أو المبالغة في تدليلهم، والإفراط في التسامح والصفح عنهم . وكذلك البعد عن الاستهزاء بهم والسخرية منهم أو إذلالهم ، أو التدخل المبالغ في شؤونهم بالرقابة الصارمة. لأن استخدام القسوة التي يتبعها الآباء لضبط سلوك الطفل غير المرغوب فيه ، والتي يتضمن العقاب الجسدي كالضرب أو الصفع، أو كل ما يؤدي إلى الألم الجسمي، والمصحوب بالتهديد أوالحرمان. إن هذا العقاب يتضمن نتائج سلبية كثيرة حسب ما أثبتته الدراسات التجريبية، كأن ينشأ الطفل على تعلم السلوك العدواني. لأن الآباء يمثلون نموذجا عدوانيا يقلده الطفل، فيلجأ لاستخدام أساليب القسوة، لحل الصراع في تعامله مع الأصدقاء والآخرين، إضافة إلى أن الطفل قد يتجنب التعامل مع الآباء الذين يعاقبونهم، مما يقلل التطبيع لدى الآباء إلى أبنائهم . لأنّ الشخصية الانفعالية والتوتر المصاحب للعقاب البدني قد يعطل قدرة الآباء على الحكم الموضوعي لحل المواقف , ويؤدي المزيد من النتائج السلبية سواء على مستوى نمو الطفل الاجتماعي . أو على مستوى طبيعة العلاقة بين الآباء والأبناء . يقول أحد الآباء إن الضرب والعنف يؤدي تنشئة جيل معقد منحرف . ويقول آخر إن الضرب يجب أن يكون في فترات متباعدة لأن من الضروري أن نربيهم على نوع من الخشونة. فالقسوة وإن أدت إلى الإساءة إلى معاملة الأطفال لكن لابد منها . ويقابل القسوة , التساهل الذي يشجع الطفل على تحقيق رغباته بالشكل الذي يحلو له , والاستجابة المستمرة لمطالبه , وعدم الحزم في تطبيق منظومة الثواب والعقاب . إن ضبط سلوك الطفل يعد شرطا أساسيا للنمو في اتجاه إيجابي ,فالآباء المتساهلون يعرقلون إحساس الطفل بالأمان , حيث لا يبعث الإفراط في التساهل على الثقة , لأن الرضوخ المستمر لمطالب الطفل قد يعكس ضعف الآباء . وهذا ينافي حاجته للشعور بقوتهما اللازمة لحمايته , لأن وجود درجة معينة من حزم الوالدين ضرورية للتنشئة السوية , وأن عدمها يؤدي إلى نمو الناشئة في الاتجاه السلبي وبين القسوة والتساهل يظهر هناك اتجاه الإهمال لدى الوالدين,إذ يتجنبان فيه التفاعل مع الطفل ، فيترك دونما تشجيع على السلوك المرغوب عنه , ودونما توجيه إلى ما يجب أن يقوم به , أو إلى ما ينبغي عليه أن يتجنبه . وهذا الإهمال لا يساعد الناشئة على غرس العادات الحسنة في نفوسهم في مرحلة مبكرة من حياتهم , لأنهم ينشأون على ما عودهم عليه المربون . ويظهر هناك اتجاه آخر من الوالدين تجاه ناشئتهم وهو التذبذب : أي عدم التوازن في السلطة بين الأبوين , فالسلوك الذي يثاب من أحدهما قد يرفض من الآخر , ويعتبر هذا من أكثر الاتجاهات السلبية , لأن الأطفال قد يتكيفون مع آبائهم متساهلين أو متسلطين لكنهم يجدون صعوبة مطالب متغيرة وغير متوقعة , بل يؤدي بهم ذلك إلى الانحراف وعدم التوافق , فيصبحون أكثر عدوانية وتمردا , لأنه يسمح لهم بالسلوك مرة ويرفض مرة أخرى . ومن الوسائل الخاطئة المبالغة في تدليلهم بالحماية المفرطة , وهذا لاشك خطر على صحة الطفل النفسية , يؤدي به في النهاية إلى نوع من الانحراف . لأنه إذا قام أحد الوالدين أو كليهما نيابة عن الطفل بالواجبات أو المسئوليات التي يمكن القيام بها , والتي يجب تدريبه عليها إذا أردنا له أن يكون شخصية مستقلة . لأن الحماية الشديدة تؤدي إلى قلة المواقف المناسبة لتنمية ثقل الطفل بقدراته . ولذلك كان من الأهمية زرع الثقة في نفس الناشئة , وتركه لاكتساب خبرات جديدة مع مساعدته بالتقويم والتعديل والتوجيه المسحوب بالاحترام النابع من القلب ، بهذا العمل يعد الوالدان أولادهما لممارسة حياتهم المستقبلية , لأنه يتعود الاعتماد على النفس , وتقوى إرادته وعزيمته , وتنمّى مواهبه . كما أن من الوسائل الخاطئة الاستهزاء بالأطفال والسخرية منهم أو إذلالهم. ويجب استبدالها بالاحترام الذي يحمل على إكرامهم وتقديرهم ولو أخفقوا في العمل، بل إن احترامهم يقتضي الثناء عليهم عند النجاح واستشارتهم في بعض الأمور ، واستحسان رأيهم الصائب، وإرشادهم برفق إلى خط رأيهم. وإذا كان أحد الوالدين أو بعض الأقارب يستهزئ بالطفل أو يواجهه بالنقد الجارح كانتقاد الشكل أو العقل ، فعلى الأطراف الأخرى أن تدعم الطفل وتنمي ثقته بنفسه وتمدحه، وتمنع الأطراف الأخرى من الانتقاص من الطفل لأن ذلك يضعف ثقته بنفسه في المستقبل ويهز شخصيته ويجعله مستعدا للتخلي عن أفكاره بسرعة إذا انتقده الآخرون، ولو كانت تلك الأفكار صائبة، لأنه لم يتعود على الثقة بالنفس واحترامها،منذ الطفولة . بل يجب أن يتحول هذا الاحترام إلى الحب والحنان لأنه من أهم الحاجات التي يتطلبها الناشئة . إن وسائل إشباع حاجة الحب لديهم تختلف من مرحلة إلى مرحلة ففي مرحلة الطفولة المبكرة يلذُ المربي بملاعبة الطفل وترقيصه ومداعبته بأرق العبارات وتقبيله وضمه ، وبعد أن يبلغ خمس سنوات يحب الطفل أن يجلس قريبا من الوالدين أو يضع رأسه على فخذ أحدهما أو يقبلهم أو غير ذلك ، بل عن تشتد حاجته عند رجوعه من المدرسة أو من مكان لم يصحب فيه والديه أو عند وجود مشكلة خارج البيت أو داخله ، وفي مرحلة المراهقة يظل محتاجا إلى الحنان والحب من والديه ، وذلك أنه قد يخجل من إظهار هذه العاطفة وبخاصة إذا كان والداه ينتقدان حاجته إلى الحب أو ينكران أن يقبلهما أو يسند رأسه إليهما أو يحسان بالإزعاج والتضايق عندما يعبر عن حبه لهم . إن عدم إشباع هذه الحاجة يؤدي إلى انعدام الأمن وعدم الثقة بالنفس ، فيصعب على الطفل التكيف مع الآخرين، ويصاب بالقلق والانطواء والتوتر، بل يعد الحرمان من الحب أهم أسباب الإصابة بمرض الاكتئاب في المستقبل . ومن الناحية الاجتماعية تحدث فجوة بين المربي والطفل عندما لاتشبع حاجته إلى الحنان فيحس الطفل بالانقباض تجاه والديه ويستقل بمشكلاته ، أو يفضي بها للآخرين دون والديه ،ويصبح عنده جوعة عاطفية ، تجعله مستعداْ للتعلق بالآخرين إنّ العوامل التي يمر بها أفراد الأسرة تحت مظلة الأسرة المستقرة الهادئة له الأثر الفعّال في حياتهم المستقبلية عندما يكونون أعضاء لمجتمع أو يكونون أزواجا في أسر. إنّ الشخص الذي يمر في طفولته بخبرات سارة توفر له الأمن والحب يمكنه النجاح في إقامة علاقات اجتماعية سارة، وإقامة علاقات أسرية سعيدة آمنة، كما أن الطفل المحروم من الحب أو المهمل أو التعس لا بد من أن يصبح أبا قاسيا، أو زوجا سيئا، أو شريكا غير موفق ، أرأيتـم إذا دور الأسرة في تحقيق أمن المجتمع، حيث أن أفراد الأسرة هم الذين سيصبحون لبنات المجتمع، ورجال الغد، متمثلين في تحمل المسئوليات، أزواجا كانوا أو زوجات، أو مسئولين في مختلف قطاعات المجتمع، فإن ربوا على الخير والفضيلة والأمن واسعاد الآخرين فسيصبحون كذلك، وستصبح أسرهم الامتداد الأقوى في إمداد المجتمع بأفراد صالحين مصلحين. أما إذا لم تؤد الأسرة دورها بأن تقاعست عن واجباتها تجاه البيت والناشئة، فعند ذلك لا تسأل عما يحدث للأفراد من المشاكل التي لا تحمد عقباها تجاه أنفسهم وتجاه والديهم وتجاه المجتمع ، وأن هذه الثلمة الكبيرة التي تحدث الآن لمجتمعنا من وجود إرهاب الأفراد والأسر والمجتمع والدولة لمن هذا القبيل . حيث حصل نوع من التقصير تجاه الناشئة من أطراف متعددة ومنها: تقصير الأسرة عن دورها المنوط تجاه أبنائها حيث انشغل الأب بتجاراته وأعماله تاركاً مسئوليته لغيره ، وانشغلت ربة البيت عن بيتها وزوجها وأبنائها بوظيفتها وأسواقها وزيارات صديقاتها، مسندة وظيفتها الحقيقة للخادمة التي أصبحت الأم الجديدة التي تعلق بها الأبناء أكثر من الأم لعنايتها بهم في الظاهر، أما الحقيقة تقول إن كثير من الأبناء يتعرضون للقسوة والإهمال من الخادمة خاصة في حال غياب الأم . وبالتالي ينشأون على الحقد وعقوق الوالدين وبغض المجتمع . ويتعودون على الاتكالية ، وتنعدم عندهم روح المبادرة ويتسع داء الفراغ ، الذي يتولد عنه تفريغ طاقاتهم في كل ما يضرهم ويضر أسرهم ومجتمعهم . فمتى عادت الأسرة في أداء واجباتها ودورها الحقيقي رجع للمجتمع أمنه وسلامته كما كان يتمتع به من قبل. نسأل الله تعالى أن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم … الخاتمة الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ……… وبعد قد أصبح واضحا من خلال العرض السابق، إن الحياة لا تهنأ بدون أمن، وأنّ المجتمع لا يستقر بدون أمن، وأنّ الحضارة لا تزدهر بغير أمن، فإذا ساد الأمن في المجتمع اطمأنت النفوس، وانصرفت إلى العمل المثمر، فيعم الخير والرخاء عموم العباد والبلاد،وتقل الأزمات والمخاوف والقلاقل، وبالتالي يكون الأمن ضروريا للفرد والأسرة والمجتمع، على حد سواء، وبشكل لا يمكن الفصل بينهم، كما لا يمكن أن يشعر الإنسان بالأمن والطمأنينة في مجتمع تسوده الفوضى، وتنتشر فيه المخاوف، وترتكب فيه الجرائم، ذلك أنّ أمن المجتمع مرتبط بأمن الفرد الذي يعيش فيه، وهذا يفرض على الأسرة أن تتحمل جلّ المسئولية تجاه أمن المجتمع، بغرسه وتنميته في نفوس أفرادها وسيكون مردود ذلك وثمرته عليها وعلى المجتمع. النتائج 1- إنّ تحقق الحاجات النفسية الاجتماعية والأمنية الثقافية والاقتصادية والصحية للناشئة يسهم ببث الطمأنينة والاستقرار في نفوسهم. 2- إن إشباع الأسرة لكل حاجات أبنائها باعتدال وانتظام يترك في نفوسهم عدم التعدي على حاجات الآخرين من أفراد المجتمع مما يسهم في أمنه 3- إن أمن المجتمع لا يتحقق إلا بأمن الأفراد ، وأن أمن الأفراد لا يتم إلا في محضن الأسرة ، عبر دورها في عملية التطبيع الاجتماعي بنقل القيم التي تتفق مع الواقع الديني والثقافي للمجتمع . 4- إن أفضل وسيلة لنشر الأمن هي تربية الأفراد على العقيدة الصحيحة،وعلى المحبة والتسامح وكظم الغيظ والتواضع للمؤمنين . 5- إنّ الأسرة إذا حققت الأمن الذاتي في أفراد أبنائها فقد حققت الأمن في المجتمع ، لأنه عبارة عن أسر متعددة، ينطبع بما تنطبع به أسره. التوصيات 1- ينبغي أن تجعل الأسرة المسلمة تربية أولادها وتنشئتهم التنشئة الصالحة من أولى مهامها ، مطبقة تعاليم الإسلام وشرعه في شتى مجالات حياتها ، مدركة أن نجاحها يكمن في إخراج أبناء صالحين تنتفع بهم ويمتد نفعهم إلى الأقارب والمجتمع والإنسانية عامة . 2- أن تبتعد الأسرة عن إرهاب ناشئتها وتخويفهم منذ الصغر ومنعهم من تحقيق مطالبهم عن طريق إشباع رغباتهم لأن توفير الأمن والشعور به منذ الصغر يحدد شخصية الطفل . 3- أن تسعى الأسرة في إيجاد جو يسوده الوئام والتعاطف والتراحم داخل الأسرة لأن الناشئة إذا نشئوا في جو يسوده ذلك تحقق فيهم الأمن والاستقرار وبالتالي حققه في مجتمعهم . 4- إعداد الآباء والأمهات لتحقيق وظائفهم من الوجهة السليمة لأن التربية الأسرية في الوقت الحاضر لم تعد تربية عادية لأن متطلبات الحياة فرضت عليها التطور مما يستدعي حاجة الأسرة إلى فهم التربية الصحيحة بمراحلها المختلفة وفق منهج الإسلام عن طريق دورات منظمة للآباء والأمهات تقوم بها مؤسسات خدمة المجتمع . 5- أن يكون هناك اهتمام أكبر بالأسرة يتعلق بتوجيهها لأنها أصبحت تواجه مشاكل كبيرة في التربية لتعقد الحياة وتبرز مظاهر الاهتمام هذه في إيجاد أسابيع ثقافية تحت عناوين مختلفة مثل الأسرة أولا ، الأٍسرة والوطن ، من أجل الأسرة ، والأسرة والقراءة ، الأسرة والتراث وغيرها حتى يكون لها الأثر في تركيز الانتباه نحو ثقافة الأسرة . مراجع البحث 1. إبراهيم الصرايرة، أمن المجتمع مسئولية مشتركة بين المواطن والأجهزة الأمنية، ضمن محاضرات الموسم الثقافي الثاني , الأردن , جامعة مؤتة سنة 1983 م. 2. إبراهيم مصطفى وآخرون , المعجم الوسيط، القاهرة، مجمع اللغة العربية سنة 1960 م. 3. ابن ماجة، سنن ابن ماجة، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي،دار إحياء الكتب العربية، سنة 1952م. 4. ابن منظور , لسان العرب , طبعة دار المعارف. 5. أبو حاتم البستي، صحيح ابن حبان، تحقيق محمد عثمان، المدينة المنورة 1970م. 6. أبو داود السجستاني سنن أبي داود،، مكتبة ومطبعة مصطفى محمد، د.ت. 7. أبو عيسى محمد بن عيسى، سنن الترمذي، تحقيق إبراهيم عطوة، مطبعة مصطفى البابي الحلي،طبعة 1385هـ.. 8. أحمد بن حنبل، المسند، طبعة القاهرة، سنة 1313هـ. 9. أحمد بن شعيب النسائي، سنن النسائي، دار الفكر، بيروت سنة 1987هـ. 10. أحمد بن فارس بن زكريا، معجم مقاييس اللغة، القاهرة، مصطفى البابي الحلبي وأولاده سنة 1389 هـ. 11. أحمد بن محمد، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، بيروت، المكتبة العلمية د. ت. 12. أحمد عمر هاشم , الأمن في الإسلام , مصر , دار المنار للطباعة والنشر , سنة 1406 هـ. 13. أحمد يوسف، أثر العقيدة في تحقيق الأمن النفسي ص17، الفجالة، دار الثقافة للنشر والتوزيع، د.ت. 14. إسماعيل ابن كثير الدمشقي، المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير، للإمام، هذبه جماعة من العلماء بإشراف صفي الرحمن المباركفوري، الرياض، دار السلام للنشر، ط1، 1420هـ. 15. أكرم ضياء العمري، التربية الروحية والاجتماعية في الإسلام، الرياض، دار اشبيليا، سنة، 1417هـ.. 16. ب وولمان، مخاوف الأطفال ترجمة محمد الطيب،القاهرة،مكتبة الأنجلوا، ط2 سنة 1991م. 17. باقر شرف القرشي، النظام التربوي في الإسلام، بيروت، دار المعارف للمطبوعات سـنة 1983 م. 18. حامد عبد السلام زهران، علم نفس النمو، القاهرة، عالم الكتب، ط4، سنة 1977م. 19. حسين محمد يوسف , أهداف الأسرة في الإسلام والتيارات المضادة، القاهرة، دار الاعتصام , ط2 سنة 1398 هـ. 20. خليل الجر المعجم العربي الحديث،لاروسي،مكتبة باريس سنة 1973هـ. 21. الراغب الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، تحقيق صفوان عدنان داوودي، دمشق، دار القلم، وبيروت، دار الشامية، ط1 سنة 1412هـ. 22. الزبيدي، تاج العروس، بنغازي، دار ليبيا للنشر والتوزيع 1966 م. 23. عبد الحميد كشك، الأمن في ظل الإسلام، الإسكندرية، المكتب المصري الحديث , 1987 م. 24. عبد الرحمن بن عبد الخالق الغامدي دور الأسرة المسلمة في تربية أولادها في مرحلة البلوغ، الرياض، دار الخريجي، ط1 1418 هـ0 25. عبد العزيز الفوزان، وتحقيق الأمن في الفقه الإسلامي، رسالة علمية مخطوطة لم تنشر نوقشت عــام 1417 هـ. 26. عبد العزيز سليمان الحازمي، أثر الترابط الأسري في تكوين شخصية الشباب، الرياض , الرئاسة العامة لرعاية الشباب , 1415 هـ. 27. عبد العزيز محمد النغيمشي، المراهقون دراسة نفسية إسلامية للآباء والمعلمين والدعاة، الرياض، دار المسلم للنشر والتوزيع،ط2، 1422هـ. 28. عبد الله أحمد قادري , أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي، جدة، دار المجتمع للنشر، ط1 سنة 1409 هـ. 29. عبد الله بن أحمد النسفي، تفسير النسفي، بيروت، دار الكتاب العربي، د.ت. 30. عبد الله خوج وفاروق عبد السلام , الأسرة العربية ودورها في الوقاية من الجريمة والانحراف , الرياض، المركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب سنة 1409 هـ. 31. عبد الله عبد المحسن التركي , الأمن في الإسلام وتطبيق المملكة السياسة الجنائية / الرياض , طبع وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف د.ت. 32. عطية صقر، الأسرة تحت رعاية الإسلام، الكويت، مؤسسة الصباح ط 1 1400 هـ. 33. علي بن محمد الجرجاني، التعريفات، تحقيق إبراهيم الأنباري، لبنان دار الكتب العلمية، ط2 سـنة 1412 هـ0 34. عواطف علي سليمان , الأسرة والطفولة في الإسلام , دار التراث العربي , ط1 سنة 1421هـ. 35. فاطمة المنتصر الكتاني , الاتجاهات الوالدية، في التنشئة الاجتماعية وعلاقاتها بمخاوف الذات لدى الأطفال، رام الله، دار الشروق للنشر، د.ت. 36. الفيروز آبادي، القاموس المحيط، بيروت، دار الجيل، د.ت. 37. كافية رمضان , الأسرة وسيط تربوي , ضمن مجموعة أبحاث بعنوان: الأسرة والطفل , الشارقة , دائرة الثقافة والإعلام، ط1 1994م. 38. كوثر محمد المناوي , حقوق الطفل في الإسلام، الرياض ,دار الأمل, ط3، سنة 1414 هـ 39. ليلى عبد الرحمن الجريبة، كيف تربي ولدك، الرياض، وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ط2، 1423هـ. 40. محمد إبراهيم حور، مجموعة أبحاث، الشارقة دائرة الثقافة والأعلام،ط1، سـنة 1994م. 41. محمد بن إسماعيل البخاري صحيح البخاري، مصورة دارالشعب،بيروت1390هـ 42. محمد بن معجوز , أحكام الأسرة في الشريعة الإسلامية ح2 ط سنة 1414هـ د.ت. 43. محمد داوود، الإسلام والزمن المقبل، القاهرة، دار المنار، سنة 1412هـ 44. محمد رشاد خليل، علم النفس الإسلامي العام والتربوي دراسات مقارنة، الكويت، دار القلم، ط1، 1407هـ. 45. محمد عقله , نظام الأسرة في الإسلام، عمان، مكتبة الرسالة الحديثة ط 1 1938 م. 46. محمد فؤاد عبد الباقي، المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، استنبول، المكتبة الإسلامية، د.ت. 47. محمود حسن , رعاية الأسرة، الإسكندرية , دار الكتب الجامعية ,سنة 1977م. 48. محمود محمد الجوهري، ومحمد خيال، الأخوات المسلمات وبناء الأسرة القرآنية، الإسكندرية، دار الدعوة للطباعة، د.ت0 49. مسلم بن الحجاج القشيري، صحيح مسلم، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي،نشر رئاسة البحوث العلمية بالمملكة العربية السعودية، سنة 1400هـ . 50. الموسعة الفقهية ,الكويت إصدار وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، طباعة ذات السلاسل ط1 سنة 1406 هـ . 51. نادية عبد العزيز الهلالي، أثر الإيمان في تحقيق الأمن وثماره في الدولة السعودية، رسالة علمية للماجستير قدمت إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كلية أصول الدين قسم العقيدة ونوقشت عام1420 هـ. 52. يوسف البزة أهمية التشريع الإسلامي في حماية الأسرة ورعاية حقوق أفرادها،جامعة الدول العربية،الأمانة العامة،1406 هـ 53. يوسف القرضاوي، الإيمان والحياة، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط7، سنة 1401هـ
رابط الموضوع : http://www.assakina.com/book/26941.html#ixzz3J4q3XHi5
| |
|