تاريخ اليهود والديانة اليهودية بأرض فلسطين

تاريخ اليهود والديانة اليهودية بأرض فلسطين
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم :-
إن الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمداً عبد الله ورسوله أما بعد :-
تعيش فلسطين وعاشت أيضاً تحت نير الاحتلال الغاصب فترة طويلة ولو تذكرنا سوياً لوجدنا الصليبين وجاء من بعدهم اليهود .
ولقد وجدت لزاماً علي أن أعرف المسلمين باليهود والديانة اليهودية وفلسطين التي قد تبلغ معلوماتهم عنها قصة بعض الأنبياء والمرسلين ولعلها تكون فاتحة خير ودراسة مفيدة فهي بنا أيه الحبة لكي نتعرف أعدائنا أكثر ....... وأكثر
المبحث الأول :-
أولاً أسماء اليهود :-
لليهود أيها الأخ الحبيب العديد من الأسماء والتي جاء اكثرها في القرآن الكريم وسنشرح بمشيئة الله تعالي معني كل اسم علي حدا وهي كالتالي ك-
1- اليهود :-
ولقد ورد هذا اللفظ كثيراً في القرآن الكريم من ذلك :-
قوله تعالي (( ولن ترضي عنك اليهود ولا النصاري حتي تتبع ملتهم )) سورة البقرة
وقوله تعالي (( وقالت اليهود والنصاري نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم )) سورة المائدة
وعادة عندما يتحدث القرآن عن كفرهم فإنهم يسميهم باليهود وهذا الإسم يمكن إرجاعه إلي عدة إشتقاقات منها :-
أ- أن يكون مشتقاً من الفعل هاد يهود بمعني رجع يرجع وذلك لرجوعهم إلي الحق الذي جاء به موسي عليه السلام أو لرجوعهم عن الحق وتآمرهم علي قتل انبيائهم .
ب- أو أن تسميتهم باليهود لأنهم يهودون في صلاتهم وقرائتهم لمصادر دينهم ومعني يهودون أي يتحركون ذات اليمين وذات الشمال .
ج- ويمكن أن يكون الإسم مشتقاً من أحد أبناء يعقوب المسمي بيهوذا وذلك لنه من المقربين لأبيه يعقوب كما هو العهد بنسبة العائلة والقبيلة أو الأرض لشهر ابنائها .
والأقرب إلي الصحة :-
هو الإشتقاق من الفعل هاد كما جاء بالقرآن
2- إسرائيل :-
كما وردت لفظ بني إسرائيل في القرآن من ذلك :-
قوله تعالي (( يا بني إسرائيل إذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم علي العالمين )) البقرة
وغيرها من الأيات ........
ولفظة ( إسرائيل ) لفظة عبرية تتكون من جزئين أو مقطعين هما إسرا ومعناها ( عبد ) وإيل ومعناها ( الله ) إذاً إسرائيل معناه عبد الله كما إن هذا الأسم قد اطلق علي يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام وبالتالي حينما نقول بني اسرائيل فاننا نعني بذلك أبناء يعقوب أو الأسباط الاثني عشر
3- العبرانيين :-
لم يأتي هذا اللفظ بالقرآن الكريم وتم تسميتهم بذلك نسبة الي اللغة الغالبة عليهم وهي العبرية أو لنهم كانوا من البدو الرحل .
4- أهل الكتاب :-
وهي تسمية مشتركة بينهم وبين النصاري
موضوع تاريخ اليهود والديانة اليهودية وذلك في إطار التعريف بأعداء الإسلام وبالديانة اليهودية .
2- تاريخ الأرض التي نشأت به الديانة اليهودية :-
نشأت الديانة اليهودية بأرض فلسطين وما جاورها من بلاد وهي : مصر - الأردن - سوريه - لبنان وهي منطقة لا تعود أهميتها إلي ثروتها المادية فهي تعد من أفقر مناطق العالم يقول وول ديوارنت
( إن بلاداً ضيقة الرقعة إلي هذا الحد لا يتوقع الإنسان أن يكون لها شأن في التاريخ )
ولكن تعود أهميتها إلي موقعها الجغرافي فهي تربط بين شمال العالم وجنوبه وبين شرقه وغربه وتربط بين قارات العالم الثلاث القديمة آسيا وأفريقيا وأوروبا وتعتبر أرض فلسطين قلب العالم العربي فهي تربط بين البلاد العربية الآسيوية الواقعة شرقاً والبلاد العربية الأفريقية الواقعة غرباً كما أنها تشرتك في حدودها مع اربع بلاد هي :
مصر - لبنان - سورية - الأردن .
3- التاريخ العمراني للمنطقة :-
كان الفينيقيون من أوائل من استوطنوا هذه المنطقة وذلك في الألف الثالث قبل الميلاد وقد هاجروا من شبه الجزيرة العربية بسبب القحط والجدب واستقروا في المنطقة المعروفة حالياً باسم (لبنان) وإشتهروا بالملاحة والتجارة البحرية والهندسة المعمارية .
ثم قدم بعد ذلك الكنعانيون مهاجرين من شبه الجزيرةالعربية حوالي سنة 2500 ق.م وأقاموا غرب نهر الأردن في المنطقة الواقعة بين ذلك النهر وساحل البحر الأبيض المتوسط وأطلقوا عليها إسم أرض كنعان - نسبة إليهم - .
ثم هاجر بعد ذلك حوالي سنة 1200 ق.م إلي هذه الأرض إحدي القبائل من جزيرة كريت بالبحر الأبيض المتوسط واسم هذه القبيلة ((فلسطين)) وأقامت هذه القبيلة مع الكنعانيين في أرض كنعان وحدث التصاهر والتزواج بينهم ونشأ عن ذلك عنصر جديد يغلب عليه الدم العربي الكنعاني وغلب إسم فلسطين علي هذه المنطقة وسميت بذلك حتي الآن .
وهناك قبائل أخري هاجرت هي ايضاً من أرض العراق وإستقرت شرق نهر الأردن وجنوب البحر الميت وكونت ممالك : عمون ومؤاب وأدوم .
مؤاب ---------- كانت تعمل بالزراعة وكانت ذات حضارة .
أدوم----------- كانت تعمل بالرعي والزراعة وكانت أدناها في الحضارة
عمون -------- كانت وسطاً بين الحضارة والبدو
وكانت مدين تقع شمالي الجزيرة العربية وكانت لها صلات بمصر وأرض كنعان والجزيرة العربية وقد لجأ إليها موسي عليه السلام خوفاً من بطش فرعون به - كما سنوضح في حينه بمشيئة الله تعالى -
وكانت مصر وبابل أنذاك من الدول العظمي وكانت المنافسة بينهم علي قدم وساق والحرب بينهم لا تكاد تنقطع وكانت أرض كنعان هي ميدان تلك الحروب ولذلك فقد تأثرت كثيراً بسبب تلك الحروب .
وقد تغلب الرعاة العماليق (الهكسوس) علي مصر فترة من الزمن من عام 2098 م حتي 1587م وهم ينحدرون من أصل عربي.
وقد عاش بني إسرائيل في مصر في عهد الهكسوس وتمتعوا برعايتهم حتي تم تحرير مصر .
ملاحظات هامة جداً جداً :
1- الجنس السامي يقصد به العرب وبني إسرائيل ولا تقتصر التسمية ( بالجنس السامي) علي بني اسرائيل فقط .
2- كلمة (عبراني) تطلق أيضاً علي اليهود وعلي العرب وسبب اقتصار كلمة (عبراني ) علي بني اسرائيل يرجع للأسباب التالية :-
أ- أن بني إسرائيل أقاموا في موطن العبرانيين (أرض كنعان) بينما سكن (بني اسماعيل) - وهم أولاد عم بني اسرائيل- في مكة
ب- أن بني اسرائيل حافظوا علي دين التوحيد فترة من الزمن بينما نجد بني عمومتهم قد أهملوا هذا الدين وعبدوا الأوثان
ج- أن بني اسرائيل قد احتفظوا بلغة العبرانيين بينما نجد بني عمومتهم قد هجروها إلي لغة أخري هي اللغة العربية .
3- لوحظ علي العبرانيين (بني اسرائيل) أنهم يميلون إلي طابع العزلة ونعتقد أن سبب ذلك يرجع إلي:-
** اختلاف العقيدة فقد كانوا من الموحدين بينما كانوا جيرانهم من عبدة الأوثان .
** اختلاف العقلية فقد كانوا من البدو الرحل ولم تكن لهم حضارة علي عكس جيرانهم الذين كانوا في منتهي التقدم والحضارة
تلك كانت ملحوظات هامة كان لابد من ايرادها !
** اليهود في مصر :-
كما قلنا سابقاً فإن بني إسرائيل عاشوا في مصر فترة من الزمن وكانت مصر في القرن السابع عشر قبل الميلاد تخضع تحت حكم أجنبي (الهكسوس) في تلك الفترة عاش بني إسرائيل في مصر ويذكر التاريخ أن الهكسوس قد احتلوا مصر منذ عام 2098م حتي عام 1587م وقد كونوا أربع أسر حكمت مصر .
وكلنا نعلم كيف دخل بني إسرائيل في مصر حيث أن يوسف عليه السلام هو أحد ابناء يعقوب عليه السلام ولقد قدم علي مصر عبداً رقيقاً إثر مؤامرة أخوته عليه وفي النهاية تصالح معهم لكي يأتوا مع أبيهم وأهلهم إلي مصر
وأسكن فرعون مصر الهكسوسي بني إسرائيل القادمين بأرض جاسان (( صفط الحنة - بمحافظة الشرقية -حالياً )) ويذكر التاريخ أنهم كانوا حوالي سبعين شخصاً .
ولأن حكام مصر كانوا أجانب فقد أخذوا يحابون بني إسرائيل علي حساب أهل البلاد الأصليين كما هي عادة المحتل الجنبي في كل زمان ومكان وهكذا وبينما كان المصريون يقومون بالأعمال الشاقة من تشييد وبناء المعابد والمساكن ..... الخ وكانوا لا يحصلون أيضاً إلا علي الكفاف إلا بشق الأنفس كان بني إسرائيل معتمدين علي صداقة الحاكم الأجنبي يحصلون علي خيرات البلاد منعمين بها وقد حرم منها أهل البلاد ويقومون بأعمال سهلة مثل صياغة الذهب أعمال تدر الربح الخير الوفير والكثير .
واستمر الوضع علي هذه الصورة محاباة من الحاكم الأجنبي لبني إسرائيل الذين يتمتعون بخيرات مصر التي حرم منها أهل البلاد .
مما ولد الحقد الدفين في صدور وقلوب المصريين غير أن الهكسوس أصدقاء بني إسرائيل قد طردوا من البلاد علي يد أحمس وقام حكم وطني خالص في مصر فلما استقر الحكم في مصر بدأ بني إسرائيل يظهرون حذرهم من بني إسرائيل لعدة أسباب نذكره كالتالي :-
1- محاباة الهكسوس أعداء المصريين لبني إسرائيل وتمييزهم .
2- بعد جلاء الهكسوس طلب الحكام المصريين من بني إسرائيل مشاركة المصريين في أعمالهم فبدأوا يثورون ويدبرون المؤامرات .
3- حياة العزلة حيث ان بني إسرائيل قد قدموا مصر سبعين نفساً ثم تزايدوا - كما تقول التوراة - الي 2 مليون وعزلة عدد ضخم كهذا وتكوينه دولة داخل دولة يثيران بلا شك الحذر والريبة خاصة وأن بني إسرائيل كانوا علي اتصال بأعداء المصريين بالخارج ( ملحوظة من العلماء من يقطع بعدم صحة تلك الرواية)
أيقن المصريون أن عزلة بني إسرائيل وزيادة عددهم فيه كل الخطر ولذلك كان لابد من التخلص من هذا الخطر فأشاروا علي فرعون مصر بقتل الذكور وأن يستبقي النساء وتلك بداية قصة موسي عليه السلام...

» تاريخ اليهودية وسبب تسمية اليهود بهذا الاسم
» تاريخ اليهودية وسبب تسمية اليهود بهذا الاسم
» تاريخ اليهودية وسبب تسمية اليهود بهذا الاسم
» تاريخ اليهود في العراق منذ السبي الآشوري وحتى الهجرة إلى فلسطين
» تاريخ اليهود في العراق منذ السبي الآشوري وحتى الهجرة إلى فلسطين