ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 تاريخ اليهود فى مصر من البدايه وحتى النهايه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

تاريخ اليهود فى مصر من البدايه وحتى النهايه Empty
مُساهمةموضوع: تاريخ اليهود فى مصر من البدايه وحتى النهايه   تاريخ اليهود فى مصر من البدايه وحتى النهايه Emptyالخميس أبريل 24, 2014 2:36 am

تاريخ اليهود فى مصر من البدايه وحتى النهايه 1398331015151
تاريخ اليهود فى مصر من البدايه وحتى النهايه
علاقة بين اليهود و مصر في العصر الفرعوني، و بدأ تأسيس الجالية اليهودية في مصر
رغم الخروج اليهودي من مصر، بما فيه الخروج من سيناء، فإن العلاقة بين اليهود بعد هزيمتهم للكنعانيين و إستيطانهم مكانهم بفلسطين، لم تنقطع تماما، فيرد ذكر مصر و بعض حكامها في التاناخ ( المعروف في المسيحية بالعهد القديم أو التوراة و المزامير و الأمثال و كتب الأنبياء)، و قد تراوحت العلاقة بين علاقات طيبة إلى عدائية، فنجد على سبيل المثال ذكر لزواج الملك سليمان، س، ثاني ملوك بني إسرائيل، من إبنة فرعون مصر - أي حاكم مصر - كتاب الملوك الأول، الفصل الثالث، الآيتان 1 و 2. مثلما أيضا نجد أيضا تحالفات أقامها بعض الملوك من نسل داود، س، مع حكام مصر، تلك التحالفات التي أدانها أنبياء بني إسرائيل في التاناخ. و على الجانب الأخر نجد أيضا علاقات عدائية أحيانا أخرى كما في النص الذي أمر بنقشه الملك مرينبتاح بن رمسيس الثاني، و الذي يخلد فيه إنتصاره على إسرائيل بقوله: و إسرائيل هزمتها لم يعد لساكنيها من وجود.
و في أوقات الأزمات التي بدأ يتعرض لها اليهود من سكان المملكة الجنوبية، و التي حكمها الملوك من نسل داود، س، مع نهايتها، بدأ سكانها في النزوح لمصر، برغم نهي التوراة الصريح لهم بالعودة لمصر. و برغم تحذير النبي إرميا من النزوح لمصر، كتاب إرميا الفصول 41 و 42 و 43 و 44 . و إن كان هذا النزوح لا يمنع أن تكون هناك جاليات يهودية سابقة على نزوح اليهود في عهد إرميا، ذلك إن العلاقات التجارية كانت قائمة بين مصر و اليهود المقيمين بفلسطين، كما ذكر في التاناخ إستيراد سليمان، س، بواسطة تجاره، لخيول و مركبات مصرية، كتاب الملوك الأول، الفصل العاشر، الآيات 28 و 29. و كان نزوح اليهود في عهد إرميا النبي، معاصرا لحكم الملك المصري إبريس من ملوك الأسرة السادسة و العشرين الفرعونية. كما أن بعض اليهود عملوا كمرتزقة في جيوش الأسرة السادسة و العشرين الفرعونية، فأقام لهم أحد ملوكها مستعمرة في جزيرة الفنتين - فيلة - في جنوب مصر و سمح لهم بإقامة معبد هناك، و تواجد اليهود في مدينة أسوان، و قد إغلق المعبد في العصر الفارسي بأمر من الملك داريوس توددا للكهنة المصريين للإله خنوم المقيمين بالجزيرة، حيث شكل وجود المعبد اليهودي بالقرب منهم شوكة في أعينهم على حد تعبير أودلف أرمان (عالم المصريات الشهير)، كما إختفت المستعمرة و الوجود اليهودي في بدايات القرن الرابع قبل الميلادي. أما عن اليهود النازحين، الناجين من السبي البابلي، و القادمين في عصر النبي إرميا، فقد إستقروا أولا في مدينة تحفنحيس الواقعة على مشارف دلتا النيل، و منها تفرقوا في أنحاء مصر المختلفة فمنهم من إستقر بمنف و تانيس و منهم من أقام بالدلتا و الصعيد.
يهود مصر في العصر البطلمي
يعد العصر البطلمي العصر الذهبي الأول لليهود بمصر، سواء من حيث المكانة أو الأعداد، فقد تزايد نزوح اليهود من فلسطين إلى مصر خاصة مع إضطراب الأحوال في فلسطين في عصر المكابيين، كتاب المكابيين الأول و الثاني، و إنتشار أولئك النازحين في كافة أنحاء مصر و نزولهم للإقامة حتى بالمناطق الريفية بدلتا النيل و واديه. كما إن الملك البطلمي بطليموس الأول، الذي أكمل بناء مدينة الأسكندرية و إتخاذها عاصمة و بقيت كذلك حتى دخول المسلمون لمصر، قد إستقدم بعض اليهود ليسكنوا المدينة، كما عمل الكثير من اليهود كمرتزقة في جيوش البطالمة. كما إتسم حكم البطالمة بالتسامح الديني، و في عهدهم تمت الترجمةالسبعينية للتاناخ ( العهد القديم ) و التي تعد الترجمة المقبولة في بعض الكنائس كالأرثوذكسية المصرية و الكنيسة الكاثوليكية. و قد قدر عدد اليهود في مصر في العصر البطلمي بمليون نسمة، و هو تقدير و إن كان يلقى قبول البعض فإنه أيضا يلقى تشكيك البعض الأخر و هم الغالبية، و إن كان في نهاية المطاف دليل على حجم الجالية الكبير، و دورها المتنامي في المجتمع المصري آنذاك و تغلغلها في كافة أنحاء مصر من الأسكندرية و حتى أسوان، على إنه يلاحظ أن العدد المذكور كان يضم ايضا منطقة المدن الخمس التي تماثل ما يعرف ببرقة أو شرق ليبيا، التي كانت جزء من مصر في هذا العصر. و كان مما تمتع به اليهود في العصر البطلمي حرية تنظيم حياتهم بما يوافق قوانينهم، فكان لهم بالأسكندرية رئيس خاص بهم، فضلا عن مجلس للشيوخ و محاكم خاصة تطبق قوانينهم.
يهود مصر في العصر الروماني
رحب اليهود بدخول الرومان لمصر في عهد أخر ملوك البطالمة، الملكة كليوبترا السابعة، و قد كافىء أكتافيوس، الذي عرف فيما بعد بإسم أغسطس، اليهود على تأييدهم إياه، بأن أبقى لهم حقهم في مجلس للشيوخ و أكد على إحترام جميع حقوقهم التي كانت لهم في العصر البطلمي. في حين حرم سكان الأسكندرية الذين رفضوا الإحتلال الروماني لمصر، من حقهم في وجود مجلس لهم، بما جعل العلاقة بين اليهود و سكان الأسكندرية متوترة طوال العهد الروماني، و وصلت لحد الصدمات المسلحة الدموية في بعض الأحيان، و رفع أحيانا كل طرف شكواه للعاصمة الرومانية روما. على إن اليهود لم يحافظوا على المزايا التي تمتعوا بها طوال العهد الروماني بمصر، و ذلك لثوراتهم المتعددة على إمتداد القرنين الأول و الثاني للميلاد. و كانت أكبر ثوراتهم في عهد الإمبراطور ترجان عام 115 للميلاد و إستمرت لفترة وجيزة من عهد الإمبراطور هدريان، فبالرغم من إنها أخمدت بسرعة في الأسكندرية إلا إنها ظلت مشتعلة لثلاث أعوام في صعيد مصر من نهاية الدلتا إلى إقليم طيبة بصعيد مصر، و ظل صعيد مصر ميدانا لحرب عصابات خلال تلك الأعوام الثلاثة. و قد ظل المصريين في بعض مناطق مصر الوسطى، يتذكرون أحداث تلك الثورة بالرغم مرور مائة عام على إشتعالها، و ظل المصريين في تلك المناطق يذكرون الرومان بصدقاتهم عندما حاربوا معهم جنبا إلى جنب ضد اليهود، و ظلت ذكرى إخماد تلك الثورة إحتفالا للمصريين بالرغم من مرور مائة عام على حدوثها، فقد كانت ثورة مدمرة دمرت فيها طرق و أحرقت فيها بيوت و خربت فيها ممتلكات. كانت نتيجة ثورات اليهود، أن قلص الرومان إمتيازتهم، ففي عام 70 للميلاد، و بالرغم من عدم إشتراك يهود مصر في الثورة التي حدثت في فلسطين، فإن السلطات الرومانية أغلقت معبد اليهود بمنف، كما ألزم اليهود بدفع ضريبة قيمتها درخمتان عن كل ذكر بالغ، و التي كانوا يقدمونها من قبل للمعبد الرئيسي ببيت المقدس، و ذلك لبناء معبد للإله الروماني جوبيتر الذي أحرق اليهود معبده في ثورتهم تلك ببيت المقدس. و قد إستمر الرومان في جباية تلك الضريبة حتى بعد إنتهاء بناء المعبد و ذلك حتى القرن الثاني للميلاد. على إن الرومان لم يحاولوا رغم ذلك أن يرغموا اليهود بمصر على التحول عن عاداتهم، فأبقي لهم حق العيش حسب معتقداتهم و عادتهم، و سمح لهم بختان مواليدهم، و هو الأمر الذي حرم منه المصريين فيما عدا الذين يسلكون سلك الكهنوت.
أما عن أعداد اليهود في ذلك العصر، فيلاحظ ضخامتها بالمقارنة بالعصور التالية مع إنتشار المسيحية و الإسلام، حيث وصل عدد اليهود في دول حوض البحر المتوسط في العصر الروماني إلى ما لا يقل عن عشرة بالمائة من السكان. و ذكر العهد الجديد الكثير من تلك التجمعات، و أورد فيلون السكندري اليهودي أن تعداد يهود الأسكندرية في حياته كان مليونا، و هو رقم مبالغ فيه و لا شك، و ربما كان العدد الصحيح هو مائة ألف نسمة، حيث أن عدد سكان الأسكندرية بأكملها كان يقدر بنصف مليون فقط، و كان الحي اليهودي هو أحد الأحياء الخمسة بالمدينة. على إنه يجب الأخذ في الإعتبار بأن اليهود في العصرين البطلمي و الروماني عرف عنهم نشاطهم التبشيري المحموم، و الذي أشار إليه الإنجيل، بما يعني أن هناك فارق بين اليهودي في العصرين الإغريقي و الروماني و ما سيليهما من عصور، و بين بني إسرائيل الأصليين.
قليلة هي الكتب والمراجع التي تحدثت بالتفصيل عن حال اليهود العرب وخاصة اليهود في مصر لكن هذا الكتاب يروي بأسلوب اقرب إلى الحكاية قصة اليهود المصريين في القرن العشرين ويشرح أصولهم ومذاهبهم المختلفة ونشاطهم الاقتصادي بجوانبه المختلفة ونشاطهم السياسي الذي تركز في الانتماء إلى التيارات الشيوعية أو الصهيونية. ولم يغفل الكتاب الذي يقع في 246 صفحة من القطع المتوسط دور يهود مصر الثقافي وعلاقتهم بالفن والصحافة الصاعدة آنذاك في مصر على أنه يلقي الضوء أيضاً على علاقة يهود مصر بالحركة الصهيونية منذ نشأتها وكذلك علاقة بقية الشعب المصري مسلميه ومسيحييه بيهود مصر والتطور المثير في تلك العلاقة من الشراكة في المواطنة إلى العداء.
وإمعاناً في إظهار مكونات يهود مصر يصور الكتاب الحياة الاجتماعية لهذه الأقلية المتغلغلة في النسيج الاجتماعي عبر المدارس والمستشفيات والمعابد والمتاجر الكبرى ووظائف الدولة المرموقة، معرجاً على التطور الهائل الذي حدث في الشخصية اليهودية المصرية وكيف أدى التطور في القضية الفلسطينية إلى إحداث شرخ في علاقة يهود مصر بباقي المصريين.
ما حدث لليهود في مصر خلال عهد ازدهارهم ويشرح أسباب هجرتهم ووجهتهم، لكنه في كل مفاصله تقريباً يشدد على لعب اليهود المصريين دوراً غاية في الانسلاخ من الأمة المصرية بمجرد تشكل بداية دولة لليهود في فلسطين.
كما ناه يركز على حقيقة أن يهود مصر كانوا وجهاء ومثقفين وأغنياء خلافاً للشعب المصري الفقير آنذاك الأمر الذي فاقم من عزلتهم في كانتونات وأحياء خاصة كما هو حالهم دائماً.
حال اليهود المصريين من مذاهب وأصول عرقية إنهم مختلفون ومتفرقون ما بين سكان حارة اليهود في القاهرة ويهود الإسكندرية وما بين السفارديم والاشكناز وطائفتي اليهود القرائين واليهود الربانيين اللتين اختصت بهما مصر دون غيرها من الدول العربية باعتبارهما أكثر الطوائف اليهودية قرباً من المصريين لغة وواقعاً اجتماعياً.
إلى أن ثمة صراعات داخلية بين طوائف يهود مصر.
وبكثير من التفصيل أيضا يجيب الكاتب عن سؤال الجنسية المصرية واليهود في مصر باعتبارهم مصريين أولاً وأخيراً
تلك المرحلة التاريخية التي جمعت وجودهم على أرض مصر وصعود "مصر الفتاة" و" الإخوان المسلمين " وكنوع من التاريخ يقسم الكاتب تاريخ يهود مصر إلى فترتين: الأولى قبل الخمسينيات والثانية من عام 1957 إلى نهاية الستينيات حيث انتهى الوجود اليهودي في مصر تماماً
أهم الشخصيات اليهودية التي لعبت دورا مهما في تاريخ مصر من أبي حصيرة و "موسي قطاوي" باشا و"يعقوب صنوع" و"فكتور نحمياس" كرموز اقتصادية وسياسية مروراً برموز الفن كـ"ليلى مراد" و"توجو مزراحي" وانتهاء بعشرات العائلات المصرية اليهودية الشهيرة مثل: "شملا"، و"حاييم" و"نجار" و"سموحة" وغيرها...
وحول مشاركة اليهود في الحياة السياسية في مصر
إن يهود مصر لعبوا أدواراً معلنة وأخرى مستترة في السياسة المصرية منذ القرن التاسع عشر ومن ضمن الأدوار المعلنة تأييد ثورة عرابي ومن ثم ثورة سعد زغلول، والمثير أن اليهود كانوا على علاقة بالحكم في مصر منذ عهد محمد علي حتى الملك فاروق وحتى بعد ذلك بكثير.
أما الصحافة اليهودية فقد كان لها صولات وجولات في مصر حيث أنشأ اليهود خلال ستة عقود أكثر من 50 صحيفة بلغات متعددة خاصة الفرنسية منها حيث كانت لغة التخاطب والدراسة لأغنياء يهود مصر.
ومن هذه الصحف صحيفة " إسرائيل" التي صدرت عام 1920 بثلاث لغات: العربية والعبرية والفرنسية لصاحبها اليهودي المصري ألبرت موصيري.
والأكثر غرابة من إنشاء صحف يهودية في مصر في وقت مبكر هو تعاطف صحف مصرية غير يهودية مع "الصهيونية" ومع اليهود آنذاك.
هو الذي يحدث عن يهود مصر ودورهم ومواقفهم داخل الكيان المصطنع والدولة العبرية وصولاً إلى حقيقة تاريخية تقول إن أكثر اليهود عداءً للعرب هم اليهود العرب!
ن حين لآخر تثار قضايا اليهود في مصر وأملاكهم, على الرغم من أن خروجهم من مصر يعود إلى أكثر من خمسة عقود وأصبح عددهم لا يتعدى مائة شخص متفرقين بين حارتي اليهود في القاهرة أو الإسكندرية, وانقرضوا في دلتا مصر والصعيد تماما , وما بين السفارديم والأشكناز وطائفتي اليهود القرائين واليهود الربانيين وهما الأكثر تواجدا في مصر دون غيرها في المنطقة العربية .وحتى حرب 1948 كانت هجرتهم محدودة جدا إلى إسرائيل,ولكن
مع العدوان الثلاثي على مصر كانت الضربة القاتلة لليهود في مصر عندما تم القبض على 280 يهوديا يعملون لصالح إسرائيل وبعض الدول الخارجية، مما أدى إلى طردهم من مصر لموقفهم إبان الحرب ونشاطهم التجسسي حيث قرر وزير الداخلية المصري آنذاك زكريا محيي الدين طردهم من مصر بعد اتهامهم بأنهم أصبحوا طابورا خامسا لصالح إسرائيل.نائب الكنيست الإسرائيلي (شلومو كوهين يقول) في كتاب له حول اليهود في مصر إن تل أبيب سعت لتهجيرهم بأي طريقة رغم أنهم كانوا في نسيج المجتمع حتى لا تظهر مصر أمام العالم أنها دولة متسامحة, وهذا ما أكده (عمانويل ماركت) المدير الأسبق للمركز الأكاديمي الإسرائيلي، لكن يتفق الكثير من المحللين على أن عملية “لافون “ كانت الأساس في وصول وضع اليهود في مصر إلى نقطة التهجير الكامل،خاصة أن عددا كبيرا منهم لم يكن يحمل الجنسية المصرية، ويقدر عددهم حتى عام 1947 في مصر ما بين 64 ألفا إلى 75 ألفا لكن لا يوجد رقم محدد عن أعدادهم الدقيقة في مصر.وقصة هذه الأملاك وما يثار من قضايا من حين لآخر ليست جديدة فهي منذ قيام إسرائيل إلى اليوم تثار عبر أحفاد رموزهم الذين عاشوا في مصر والذين أوشكوا على الانقراض, خاصة في القرنين ال19 والعشرين و في الغالب تكون إثارة هذه القضية لسبب سياسي أكثر منه واقعا على الأرض التي لا يعيش عليها يهود ولم يبق من ذكراهم إلا القليل منذ أبو حصيرة وموسى قطاوي باشا, الذي أسس خط سكة حديد أسوان, وشركة ترام شرق, ووسط الدلتا, وكان وزيرا للمالية أيام سعد زغلول ورأس طائفة السفارديم وكان عضوا في لجنة دستور 1923 - وليون كاسترو, وريمون دويك, ومنشأ عائلته من أصل نمساوي حضر عميدها افتتاح قناة السويس, في عهد الخديوي إسماعيل, وسلفاتور سلامة -احتكرتجارة السكر والأرز وفيكتور نحمياس، وعدس الذي أسس الشركة المصرية للبترول في عشرينيات القرن الماضي, وشركات بنزايون, هد ريفولي, هانو, عمر أفندي واحتكر إيزاك ناكامولي تجارة الورق ورينييه, أصلان قطاوي, وشيكوريل أسس متاجر شيكوريل وريكو وكان شيكوريل الأب رئيسا لغرفة التجارة وقاضيا في المحكمة المختلطة ,وهارون وفيكتور كوهين -أسسا شركة بورنتبور يمولي إحدى أشهر شركات الأثاث والديكور في مصر-ووموريس جاتينيو- أسس شركة جاتينيو--واحتكر تجارة الفحم وكان له دور في دعم الحركة الصهيونية ويعقوب صنوع أبو نضارة, وسوارس رئيس الجالية اليهودية في الإسكندرية وكان صرافا أسس بنكا وسمى احد ميادين القاهرة باسمه حتى عام 1922-تغير إلى ميدان مصطفى في كامل _ ,وذكي عريبي المحامي - كان عضوا في لجنة إلغاء الامتيازات الأجنبية في مصر في عهد عبد الناصر - وهنري بوليتي اليهودي السويسري الذي ينتمي إلى إحدى أغنى عائلات اليهود في مصر.وفي المجال الفندقي برز اسم
عائلة موصيري في فنادق الإنتركونتننتال, ميناهاوس, سافوي, سان ستيفانو, وكانت هذه العائلة التي شيدت معبد اليهود في وسط القاهرة في شارع عدلي أحد أشهر أحياء القاهرة التجارية والذي تم تجديده عام 1988 بتبرع من المليونير اليهودي (نسيم جاعون) وافتتح رسميا بحضور شمعون بيريس عام 1990.ومرورا بأسمائهم الفنية التي عاشت في نسيج الشعب المصري ومنهم ليلى مراد وتوجو مزراحي, ومنير مراد, وداود حسني, ونجمة إبراهيم ونجوى سالم وراقية إبراهيم - هاجرت إلى أمريكا مبكرا وعملت مترجمة للوفد الإسرائيلي في الأمم المتحدة ,وسفيرة إسرائيل للنوايا الحسنة _ والراقصة كاميليا, وانتهاء بالعديد من العائلات اليهودية مثل (حاييم) و(سموحة) و(شملا) و(نجار) و(ميشل سلفاجو), و(ارنست كاسل).وعمليا يتفق كثير من المؤرخين على تقسيم تاريخ اليهود في مصر في القرن العشرين تحديدا إلى جزءين الأول ما قبل 23يوليو (تموز) والثاني ما بعدها وتحديدا بعد أول مواجهة بين الثورة في عهد عبد الناصر في حرب السويس 1956 إلى نهاية الستينيات وبعد حرب يونيو (حزيران) 1967بقليل.
واللافت في هجرة يهود مصر إلى إسرائيل أن بعضهم نال مناصب رفيعة ومهمة حيث أصبح الحاخام (عوفاديا يوسف) زعيما لحركة شاش, والمهندس عوباديا هراري ساهم في نشأة السلاح الجوي الإسرائيلي وكان رئيسا لمشروع بناء الطائرة المقاتلة (لا في), ويوسف برئيل مدير الإذاعة الإسرائيلية, والجاسوس إيلي كوهين الذي هاجر من مصر وعاد إليها جاسوسا باسم أخر, وسافر إلى سوريا وقبض عليه وأعدم فيما عرف بأشهر قصص الجاسوسية في القرن الماضي.
لماذا الحديث الآن؟
فيما يربط كثير من الدبلوماسيين ورجال السياسة والمؤرخين بأن كثرة الحديث عن أملاك اليهود في مصر,الذين دخلت القلة الباقية منهم في مصر في صراع حول من يرأس هذه الجالية محدودة العدد في مصر منذ وفاة استير رئيسها السابق, واشتداد حدة الصراع على خلافة رئيستها السابقة بعد دخول ابنتها كارمن وينشتاين (71 عاما) على الخط وكطرف في الخلاف الدائر بين اليهود المصريين مع مارتيجا كومه (94 عاما) التي ترى أنها الأحق والأكثر خبرة بأحوال الجالية وأوقافها, والحديث الدائر والمستمر عن عملية السلام, وحقوق الفلسطينيين بهدف وصول إسرائيل إلى إلغاء المطالبة بحقوق الفلسطينيين وممتلكاتهم التي اغتصبوها في العقود الستة الأخيرة ,وللمفارقة اليهود يتحدثون عن أملاكهم في مصر والمنطقة العربية وتساندهم جماعات ضغط غربية وأمريكية وإعلام ويطالبون بأموالهم ويقدرونها بعشرات المليارات!!!
ووسط صراع الجالية بين كارمن - من اليهود الربانيات - وماريكا سموحة لي في -من القرائين- التي تجاوزت التسعين وتنتمي إلى أشهر عائلات اليهود في مصر وأنشأ والدها الحي الشهير الذي عرف باسمه في الإسكندرية لكن ظروف كارمن التي ترتبط بعلاقات حكومية وإسرائيلية أقوى من ماريكا سموحة.والحديث عمن يتولى الجالية يجعلنا نتفحص في مهام المنصب وتبعاته, حيث إن رئيس الجالية عليه متابعة إدارة الأملاك والأوقاف اليهودية في عموم الدولة في الإسكندرية والصعيد والقاهرة وغيرها ,الأمر الذي جعل فريقي الطائفة من جانب كارمن التي ورثتها والدتها الرئاسة , وبين أمريكا الأكبر سنا والتي ترى أن عائلة وينشتاين استحوذت على كل المصادر والموارد المالية التي تصل للطائفة اليهودية في مصر وتقول إن موارد الطائفة ليست قليلة !!
سيطرة اليهود على الاقتصاد المصرى
والى جانب البنوك امتدت سيطرة اليهود لمجالات اخرى هامة مثل قطاع البترول
فقد قام اميلي عدس بتأسيس الشركة المصرية للبترول برأسمال 75000 جنيه في
بداية العشرينات، في الوقت الذي احتكر فيه اليهود «ايزاك ناكامولي» تجارة
الورق في مصر.
كما اشتهر اليهود في تجارة الاقمشة والملابس والاثاث حتى ان شارع الحمزاوي
والذي كان مركزاً لتجارة الجملة كان به عدد كبير من التجار اليهود، كذلك
جاءت شركات مثل شركة شملا: وهي محلات شهيرة اسسها «كليمان شملا» كفرع
لمحلات شملا باريس، وقد تحولت الى شركة مساهمة عام 1946 برأسمال 400.000
جنيه مصري.
شيكوريل: اسستها عائلة شيكوريل عام 1887 ورأس مجلس ادارتها «مورنيو
شيكوريل» عميد العائلة، وكان رأسمال الشركة 500.000جنيه، وعمل بها 485
موظفاً اجنبياً و142 موظفاً مصرياً.
بونتر يمولي: اشهر شركات الديكور والاثاث، اسسها هارون وفيكتور كوهين.
جاتينيو: سلسلة محلات اسسها موريس جاتينيو الذي احتكر تجارة الفحم
ومستلزمات السكك الحديدية وقد كان لموريس جاتينيو دور في دعم الحركة
الصهيونية ومساعدة المهاجرين اليهود.
وكانت عائلة «عدس» من العائلات اليهودية الشهيرة في عالم الاقتصاد واسست
مجموعة شركات مثل بنزايون ـ عدس ـ ريفولي ـ هانو ـ عمر افندي.
كما احتكر اليهود صناعات اخرى مثل صناعة السكر ومضارب الارز التي اسسها
سلفاتور سلامة عام 1947 برأسمال 128.000 جنيه مصري، وكانت تنتج 250 طن ارز
يوميا، وشركة الملح والصودا التي اسستها عائلة قطاوي عام 1906.
كذلك وصلت سيطرة اليهود الى قطاع الفناق فقد ساهمت موصيري في تأسيس شركة
فنادق مصر الكبرى برأسمال 145.000 جنيه وضمت فنادق كونتيننتال ـ ميناهاوس
ـ سافوي ـ سان ستيفانو.
نشط اليهود ايضا في امتلاك الاراضي الزراعية وتأسست شركات مساهمة من
عائلات احتكرت بعض الزراعات مثل شركة وادي كوم امبو التي تأسست عام 1904
بامتياز مدته 99 عاماً، ورأسمال 300.000 جنيه مصري وامتلكت 30.000 فدان في
كوم امبو غير 21.000 فدان وشقت 91كم من المصارف والترع و48 كم من السكك
الحديدية.
كذلك شركة مساهمة البحيرة التي تأسست في يونيو 1881
برأسمال 750.000 جنيه مصري وامتلكت 120.000 فدان.
وعلى هذا الاساس استطاع اليهود في مصر تحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة بلغت
اقصاها في الفترة من 1940 وحتى 1946 في الوقت الذي كان الاقتصاد العالمي
يعاني ركودا نتيجة ظروف الحرب العالمية الثانية واستطاع يهود مصر ان
يصبحوا اغنى طائفة يهودية في الشرق الاوسط، ولم يتأثروا بالغاء الامتيازات
الاجنبية عام 1937 أو انخفاض معدلات الهجرة الى مصر، أو حتى صدور قانون
الشركات رقم 138 والذي صدر في يوليو 1947 لتنظيم الشركات المساهمة.
يقول الكاتب المصري محمد أبو الغار فى كتابه «يهود مصر من الازدهار إلى الشتات»
وقد كانت هناك جالية يهودية في الإسكندرية منذ نشأتها، وكان عدد يهود
الإسكندرية في القرن التاسع عشر نحو 4 آلاف يهودي، ووصل عددهم إلى 18 ألفا
في أوائل القرن العشرين، وارتفع إلى أربعين ألفا عام 1948، وكانت الهجرة
من اليونان وتركيا وسورية ولبنان وفلسطين والمغرب وكذلك ايطاليا وفرنسا
وكان نصف يهود الإسكندرية من اليهود المصريين والنصف الآخر ينقسم إلى
ثلاثة أقسام أولهم اللادينو من سكان البحر الأبيض المتوسط الذين هاجروا من
أسبانيا والثلث الثاني من يهود إيطاليا وشرقي أوروبا، والثلث الثالث من
يهود المغرب والشرق الأوسط الذين يتكلمون العربية، وفي أوائل الثلاثينات
هاجرت مجموعة من يهود سالونيكي والنمسا والمجر وبولندا إلى مصر هربا من
صعود النازية في ألمانيا.الهجرة إلى فلسطين عند اندلاع الحرب العالمية
الأولى، قامت السلطات العثمانية في فلسطين بترحيل نحو خمسة آلاف يهودي إلى
مصر، وحسبما يورد الكتاب فان سوارس رئيس الجالية اليهودية في الإسكندرية
قام بالضغط على
القنصليات الأجنبية في الإسكندرية لتلعب دورا في حماية ومساعدة اليهود،
وقد أنشأت الجالية مدارس لأطفالهم وكان عدد التلاميذ يتعدى الالف، وكانت
لغة التدريس هي العبرية وظلت هذه المدارس مفتوحة لمدة 3 سنوات حتى عام
1918 حين عاد اليهود إلى القدس مرة أخرى وساهم في توفير الأموال اللازمة
للمهاجرين يهود القاهرة وإنجلترا وأميركا. وكان اليهود المصريون يعاملونهم
بكثير من
الحذر والقلق لانهم لاحظوا انهم مختلفون، بينما كان اليهود المهاجرون
يعتقدون أن اليهود المصريين كسالى ومحافظون للغاية.ويشير أبو الغار الى ان
اليهود لعبوا دورا مهما في مصر الحديثة
التي يمكن أن يعد قدوم الحملة الفرنسية نقطة بداية لها، وكانت دعوة
نابليون اليهود إلى الوقوف في صفه ومساعدته وما أبداه من تعاطف مع فكرة
إعطاء وطن قومي لليهود هي أول بادرة في هذا الاتجاه من قوة أوروبية كبرى.
واثناء حكم محمد علي حدث انفتاح كبير في مصر على الأوروبيين والأرمن
ومختلف الجنسيات الأجنبية.وقد بدأ اليهود حينئذ يحتلون وضعا متميزا، ووصل
عددهم لما يقرب من تسعة الاف يهودي في عهده. وبدأت الجالية اليهودية تتبوأ
مناصب مهمة، وكان أهمهم يعقوب مؤسس عائلة قطاوي الشهيرة، وقد تولى منصب
رئيس الصرافيين وجامعي الضرائب وعدة مناصب توازي منصب وزير الخزانة الآن،
وفي تعداد عام 1927 أصبح عدد اليهود 55063 ثم اصبح 64165 عام 1947 وهو اخر
تعداد قبل هجرة اليهود النهائية من مصر خلال العقد التالي، وهناك من
يقدرهم بنحو 75 الفا حيث ان الكثيرين منهم لم يسجلوا انفسهم في
التعداد.وقد لعب اليهود دورا كبيرا ـ حسب الكتاب ـ في الاقتصاد المصري
فمنهم شيكوريل الذي أسس متاجر شيكوريل وريكو وساهم في تأسيس بنك مصر. وكان
شيكوريل الأب رئيسا للغرفة التجارية المصرية وقاضيا في المحكمة المختلطة
وانشأ سوارس بنكا، وسمي احد ميادين القاهرة المهمة باسمه، لكن تغير الاسم
عام 1922 إلى ميدان مصطفى كامل. وهناك موسى قطاوي الذي أسس خط سكة حديد
أسوان وشرق الدلتا وشركة ترام وسط الدلتا. وهناك أيضاً عائلة منشه ـ من
اصل نمساوي ـ وعاشت في الإسكندرية وحضر عميدها إلى مصر أثناء افتتاح قناة
السويس وبدأ حياته صرافا ثم اشترك في مشروعات كثيرة. مشروع استيلاء على وطن
* تذكر كتب التاريخ ان هناك ثلاثة مشروعات للاستيطان اليهودي أثنان منها
في مصر احدهما في منطقة شرم الشيخ، وآخر في العريش، اما الثالث فكان في
فلسطين. وقد فشل مشروع شرم الشيخ الذي بدأ نهاية القرن الـ 19 بسبب
المعارضة العثمانية، وهجوم زعماء البدو، ثم كان مشروع العريش الذي يذكر
أبو الغار أنه وافقت عليه بريطانيا، كما يذكر المؤلف.. وقد وصلت البعثة
الصهيونية إلى مصرعام 1903 لعمل ترتيبات لاستيطان منطقة العريش وهجرة
ملايين اليهود اليها، مع عمل الترتيبات اللازمة لفتح مياه النيل إلى
المنطقة. لكن المشروع تأجل بسبب معارضة قوية من اللورد كرومر بالرغم من
موافقة الحكومة البريطانية، فقد كان يرفض أن يتدخل أحد في مشروعاته
الزراعية في مصر التي تعتمد على النهر.ويذكر الكتاب إلى ان أول جمعية
صهيونية في مصر تكونت عام 1897 وسرعان ما تكونت 14 جمعية في القاهرة
والإسكندرية واتحدت عام 1917 وكونت الاتحاد الصهيوني وكان رئيسه جاك
موصيري واصدروا مجلة «إسرائيل» بالفرنسية، ونظموا احتفالا كبيرا بمناسبة
إصدار وعد بلفور، حضره 8 آلاف يهودي، كما ارسل موصيري برقية شكر إلى رئيس
وزراء بريطانيا لويد جورج. ومعروف ان 4 الاف يهودي فقط غادروا مصر إلى
فلسطين في الفترة من 1917 ـ إلى 1947 ومعظمهم لم يكونوا مصريين أصلا بل
مغاربة ويمنيين واشكيناز ويرجع البعض ذلك إلى الحالة المادية الممتازة
لليهود المصريين والأمن الذي كان يتمتعون به.
خروج اليهود
لكن كان لقيام اسرائيل عام 1948 واندلاع الحرب بين اليهود والعرباثره في
تحديد دور طائفة اليهود في مصر، وبعد قيام ثورة يوليو، ازداد
الموقفاضطرابا، بعد ان تغيرت موازين القوى بين العائلات اليهودية والسلطة
الحاكمة في مصر،فقام معظمهم بتصفية اعماله واملاكه، وهاجر الكثير منهم الى
اوروبا واميركاواسرائيل.
وقد ازدادت هجرة اليهود من مصر بعد فضيحة لافون عام 1955، تلكالعملية التي
حاول فيها الموساد الاسرائيلي افساد العلاقة بين مصر والدول الاجنبيةعن
طريق اظهار عجز السلطة عن حماية المنشآت والمصالح الاجنبية. وقتها كان
عدداليهود في مصر 145 الف يهودي جرى تهريبهم بأموالهم عن طريق شبكة
«جوشين» السريةالتي كانت تتولى تهريب اليهود المصريين الى فرنسا ـ ايطاليا
ـ ثم الى اسرائيل.
وقد تضاربت الآراء حول مسألة خروج اليهود من مصر،
البعض اكد ان عبدالناصر طردهم، واخرون قالوا انهم خرجوا من تلقاء انفسهم
يقول الدكتور محمد ابو الغار
لماذا خرج اليهود من مصر؟ يقول أبو الغار ان ما حدث للفلسطينيين في
الأربعينات غير مسار الشارع من تيار مصري وطني إلى تيار عربي قومي، ولو
كان اليهود المصريون يريدون فعلا ان ينصهروا في بوتقة الشعب المصري
لأعلنوا بوضوح ان ما يحدث في فلسطين عمل غير إنساني، وانهم يتفقون مع
الشعب المصري في تأييده للفلسطينيين، لكن ذلك لم يحدث، بل بالعكس عندما
قويت شوكة الدولة اليهودية حتى قبل إعلانها تحول بعض اليهود المصريين إلى
الصهيونية وبدأت هجرة البعض إلى إسرائيل، وعندما قامت ثورة يوليو 1952
كانت حريصة على طمأنة اليهود والحفاظ على ممتلكاتهم وأمنهم، وكانت هناك
أقاويل عن احتمال قيام مباحثات بين عبد الناصر وإسرائيل لكن الحكومة
الإسرائيلية سرعان ما نفذت عملية سوزان التي جندت فيها يهودا مصريين،
والتي يعتبرها أبو الغار أظهرت اليهود بمظهر الطابور الخامس في وطنهم،
وردا على إعدام اثنين من الإرهابيين اليهود، قامت اسرائيل بالهجوم على
غزة، ثم كان العدوان الثلاثي الذي اشتركت فيه إسرائيل بدون سبب وشارك ضمن
جنودها اليهود المصريون الذين جندوا في إسرائيل ومن الأسباب أيضا ازدياد
نفوذ الصهيونية العالمية التي ضغطت على اليهود المصريين لترك مصر ترغيبا
في حياة افضل في إسرائيل، كما ان التوجه المصري كان ضد القوى المرتبطة
بقوى أجنبية وبهذا خرج من مصر ما بين عامي 56 و1960 نحو 36 ألف يهودي منهم
13 ألف يهودي نقلتهم الوكالة اليهودية إلى إسرائيل وبقيت أعداد قليلة اخذت
تهاجر رويدا رويدا حتى لم يتبق منهم سوى 300 يهودي فقط عام 1970 من اصل
ألف يهودي في عام النكبة
ويقول الدكتور نبيل عبد الحميد استاذ التاريخ المعاصر والحديث: كل الظروف
تضافرت في اخراج اليهود من مصر بعد الثورة فعبد الناصر كزعيم له مسار وطني
شعر أن من واجبه اخراج اليهود، وبخاصة بعد فضيحة لافون، بالاضافة الى ان
الفكرة الصهيونية سيطرت على عقول اليهود في مصر ففي اسرائيل كانوا يروجون
لفكرة ارض الميعاد، والاستقرار والوطن القومي، وهذه تيمات عزف عليها
الصهاينة لكن الترحيل الفعلي لباقي اليهود تم بعد عام 1961 بعد صدور
قرارات التأميم، فلم يعد لليهود مكان في الحياة الاقتصادية ففروا بأموالهم
وانفسهم.
لكن ينبغي الا ننسى ان هناك يهودا لم ينظروا لديانتهم على انها جنسية،
ولكنها مجرد ديانة وكانوا مصريين حتى النخاع، وهناك المحامي الشهير المصري
اليهودي شحاته هارون الذي اصر على عدم ترك مصر، ومات فيها وبعد وفاته رفضت
عائلته استقدام حاخام من اسرائيل للصلاة عليه.
أما د. رفعت السعيد امين عام حزب التجمع يقول: 80% من سماسرة البورصة
المصرية كانوا يهودا ولكن لا ننسى ان الثورة لم تتعرض لمشكلة اليهود الا
بعد عدوان 1956 لانه لم تظهر مشكلة منهم قبل ذلك، وليس صحيحاً انه تم
ترحيل اليهود بسبب ديانتهم، ولكن بسبب الخوف من أن يصيروا طابورا خامسا
لاسرائيل في مصر. ورغم ذلك بقي في مصر عدد من اليهود الذين لم يكونوا على
علاقة باسرائيل والرافضين للصهيونية.
والثورة لم تفكر في التصدي لمشكلة اليهود بعد قيامها لانها لم تكن مستعدة
لاستيعاب البنية الاقتصادية المملوكة لليهود ولا شك ان هناك يهوداً ظلموا
من جراء هذا القرار والنتائج طبعا كانت تركهم لمصانعهم وارضهم وشققهم
وكلنا يعلم اين ذهبت شقق اليهود اخذتها الحراسة وتم توزيعها على ضباط
الجيش.
ويقول د. يونان لبيب رزق: خروج اليهود من مصر بدأ مع تقدم القوات
الالمانية في صحراء مصر الغربية فقد خشي اليهود من انتصار الالمان في
الحرب، وتكرار مذابح النازي في مصر ففروا الى جنوب افريقيا ومع قيام
الثورة كان هناك حرص على عدم الصدام باليهود لكن اول صدام بين اليهود
والثورة كان بعد غارة اسرائيل على غزة عام 1955، ثم كانت التصفية
الاجبارية بعد عدوان 1956 كان اليهود شاعرين بوجود عداء ضدهم في الوقت
الذي بدأ فيه تمصير المؤسسات الاقتصادية فشعروا ان هناك اتجاهاً ضدهم. ولا
شك ان اسرائيل كسبت من يهود مصر الذين مثلوا اضافة اقتصادية لها، والان لا
نستطيع القول هل اخطأ عبد الناصر أم لا، فالمسائل لا تؤخذ الا بوضع الظروف
التاريخية المحيطة بالقرار في عين الاعتبار.
ويؤيد خالد محيي الدين عضو مجلس قيادة ثورة يوليو ذلك قائلا: كان الجو
العام ضد اليهود، الناس في الشارع كانت ترفض ما يحدث، ليس السلطة بمفردها،
وعبد الناصر كان حريصاً على ان يمنعهم من اللعب بمقدرات البلاد، وامسك
البلد بيد من حديد، وهذا لم يرض اليهود، وكان خروج الكثير منهم بعد عام
1956
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

تاريخ اليهود فى مصر من البدايه وحتى النهايه Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاريخ اليهود فى مصر من البدايه وحتى النهايه   تاريخ اليهود فى مصر من البدايه وحتى النهايه Emptyالخميس أبريل 24, 2014 2:40 am

حارة اليهود
لم تكن حارة اليهود حارة بالمعنى الحرفي، فهي كما يورد أبو الغار، في
الحقيقة حي كامل فيه شوارع وحارات كثيرة متصلة ببعضها البعض، وتقع في وسط
القاهرة بين القاهرة الإسلامية والخديوية،
وسكنها أعداد كبيرة من المسلمين والأقباط. وكان سكانها من اليهود مرتبطين
بأمرين أولهما الدخل المحدود والثاني القرب من مصادر الرزق بالنسبة
للحرفيين في الصاغة وغيرها. أما من تحسنت احواله المادية فكان يهجر الحارة
إلى عابدين أو باب اللوق أو باب الشعرية. ومن يغتني أكثر، ينتقل إلى
العباسية أو مصر الجديدة، ولم تكن الحارة ـ الشهيرة ـ مكانا إجباريا ملزما
لسكن اليهود في أي زمان من التاريخ الحديث لمصر.
المعابد اليهودية فى مصر
معبد القاهرةالكبير
تمتع يهود مصر بحريتهم في ممارسة شعائرهم الدينية واستفادوا منمساندة
الحكومة المصرية لهم والتي تمثلت في تزويدهم بأراضي البناء واموال
لاقامةالمعابد، اشهر تلك المعابد والموجودة حتى الان معبد القاهرة الكبير
في 17 شارع عدليوقد شيدته عائلة موصيري عام 1903 ويعد من اجمل المعابد
اليهودية في القاهرة، تمتجديدة عام 1981 باموال تبرع بها المليونير
الصهيوني «نسيم جاعون». هذا المعبد يحرصعلى زيارته السائحون اليهود
والطائفة اليهودية في مصر يؤدون صلواتهم فيه، قام شيمعون بيريس بافتتاح
تجديد المعبد رسميا عام 1990.
معبد فيثالي مادجار
معبد فيثالي مادجار بشارع المسلة
وهو على بعد خطوات من قصر الرئاسة المصرية بمنطقة مصر الجديدة
معبد مائير انائيم
المعادي يوجد معبد مائير انائيم في 55 شارع 13
وكان المحامي اليهودي يوسف سلامة مقيما به حتى وفاته في سبتمبر عام 1981
معابد الأسكندرية
كلها معابد صغيرة مثل الزوايا التى تقام فيها الصلوات الخاصة بنا نحن
المسلمين وللعلم فأن عدد اليهود بمدينة الأسكندرية 24 فرد فقط وتقول هيئة
الأثار أنه لا يوجد بالأسكندرية غير معبد واحد.
معبد <الياهوحنابى >
بشارع النبي دانيال:
وهو من أقدم وأشهر معابد اليهود في الإسكندرية. شيد عام 1354 تعرض للقصف
من قبل الحملة الفرنسية علي مصر عندما أمر نابليون بقصفه لإقامة حاجز
رماية للمدفعية بين حصن كوم الدكة والبحر، وأعيد بناؤه مرة أخرى عام 1850
بتوجيه ومساهمة من أسرة محمد علي.
رئيس الطائفة اليهودية الحالي بالأسكندرية د. ماكس سلامه،
طبيب الاسنان المعروف بالإسكندرية، 92 عاما. و يرأس الطائفة منذ 6 سنوات دكتور / ماكس سلامة
بمدخل المعبد، تطالعك آيات قرآنية معلقة في حجرة، إنها حجرة الأستاذ عبد
النبي أبوزيد المسؤول الإداري بالمعبد، يعمل به منذ 20 عاماًتأتي الوفود
للاحتفال برأس السنة اليهودي في شهر سبتمبر (أيلول)، وعيد الغفران
والحانوكاة والبوريم وعيد المظلة، وسمحات أورات وعيد الفصح «بيسح
معبد «منشه»
أسسه البارون يعقوب دي منشه عام 1860 بميدان المنشية،
وهو مبني بسيط مكون من طابقين معبد «الياهو حزان»:
بشارع فاطمة اليوسف بحي سبورتنج الذي أنشئ عام 1928
معبد جرين:الذي شيدته عائلة جرين بحي محرم بك عام 1901
ومعبد يعقوب ساسون عام 1910 بجليم
ومعبد كاسترو الذي أنشأه موسي كاسترو عام 1920 بحي محرم بك
ومعبد نزاح اسرائيل الاشكنازي عام 1920،
معبد «شعار تفيله» أسسته عائلتا «انزاراوت» و«شاربيه» عام
1922 بحي كامب شيزار، هذا الى جانب بعض المعابد التي هدمت واندثرت.
50 صحيفة يهودية فى مصر.. أشهرها «لافار» و«لاروز» و«الشمس»
كان للصحافة دور كبير فى حياة الطائفة اليهودية ومسيرة الحركة الصهيونية فىمصر، أسس اليهود فى مصر (ومن بينهم اليهود المصريون) أكثر من ٥٠ جريدةبلغات مختلفة، بدأت ١٨٧٩ عندما أصدر «موشى كاستيل» مجلة الكوكب المصرى،وكانت مجلة سياسية أدبية وفنية، وبعدها بـ١٠ سنوات بالضبط أصدر «كاستيل»مجلة «الميمون»، وكانت مجلة ساخرة، كما أصدر «فرج مزراحى» مجلة«الحقيقة»، وبعد المؤتمر الصهيونى الأول الذى عقد بمدينة بازل فى سويسرا،ظهر فى مصر عدد من الصحف اليهودية وكانت فى أغلبها تحمل طابعاً صهيونياً وتروج للفكرة الصهيونية.
صدرت هذه المجلات بلغات أجنبية، مثل
«الرسول الصهيونى»، التى صدرت عام ١٩٠٢ باللغة الفرنسية، و«متسرايم»
(مصر)، والتى أصدرها «إسحاق كرمونا» ١٩٠٤ باللغة العربية بحروف عبرية،
و«لافار» بين عامى ١٩٠٥ و١٩٠٨ بلغة اللادينو، و«لاتريبونا» بالفرنسية
١٩٠٦، و«لاروز» التى صدرت بالفرنسية، و«إسرائيل» بالفرنسية عام ١٩١١،
«لاريفيه إسرائيليت دييجيبت» (المجلة الإسرائيلية فى مصر)، و«لارينسانس
سويف» (العبث اليهودى)، و«لاريفيه زيونسست» (المجلة الصهيونية).وخلال
١٩٢٠، أصدر الدكتور «ألبيرت موصيرى» مجلة «إسرائيل» بـ٣ لغات هى العربية
والفرنسية والعبرية، واستمرت النسخة العبرية فى الصدور لمدة ٣ سنوات،
بينما استمرت النسخة العربية ١٤ عاماً، وصمدت النسخة الفرنسية ١٩ عاماً
كاملة، وكانت الجريدة تدعو بوضوح لهجرة اليهود إلى فلسطين، وتأسيس
«إسرائيل» وبعد إغلاقها صدرت «الشمس» ١٩٣٤ بالعربية رأس تحريرها «سعد
يعقوب المالكى» واهتمت «الشمس» بالأحوال الداخلية للطائفة وانتقدت المظاهر
السلبية بها، مثل قضية التسول بين أبناء الطائفة فى حارة اليهود على سبيل
المثال، كما اهتمت بالحياة السياسية والحركة الوطنية فى مصر
ومطالبها، إلا أن الرؤية اليهودية للجريدة ظلت مسيطرة عليها، بصفتها جريدة
طائفية، حتى عندما خصصت باباً للسينما، لم تهتم فيه سوى بالفنانين اليهود
ومتابعة أخبارهم، واتخذ قرار بإغلاق هذه الصحيفة فى ١١ يونيو ١٩٤٨، بناء
على طلب الجامعة العربية.وصدرت صحيفة يهودية أخرى باسم «الكليم»،
عن طائفة اليهود القرائين، واتخذت من الحركة الصهيونية موقف التجاهل،
واقتصر ما تنشره على ما يتعلق باليهود المصريين، إلى جانب الحركة الأدبية،
وبعد ثورة يوليو، اهتمت بنشر أخبار الثورة وقياداتها.وأسس اليهود
فى مصر عدداً من الصحف التى اهتمت بالشأن الوطنى العام، ولم تقتصر على
شؤون الطائفة اليهودية مثل جريدة «المصباح» التى صدرت ١٩٤٦، و«الصراحة»
التى صدرت ١٩٥٠، كما أصدر «يعقوب مزراحى» بمساعدة فؤاد سراج الدين باشا،
جريدة «التسعيرة» ١٩٤٤، وصدرت لأهداف تجارية بحتة ثم تحولت إلى جريدة
سياسية.وقد يكون صنوع الشهير باسم «أبونضارة» أحد أكبر الكتاب
اليهود فى مصر الذين أصدروا صحيفة وطنية ومصرية خالصة تطالب بالحرية لمصر،
ولم تكن تعنى بشؤون الطائفة اليهودية بشكل خاص، و«صنوع» هو أحد أساتذة
الصحافة فى مصر، أصدر سلسلة من المجلات فى القاهرة وفرنسا عندما نفاه
الخديو إسماعيل، وكان يهرب الصحف إلى مصر.
لحركة الصهيونية فى مصر بدأت عام ١٨٩٧.. والطلاب اليهود أسسوا لجنة لمناهضتها
كانت مصر فى القرن الـ١٨ تستقبل الكثير من رعايا الدول الأجنبية، الذين وجدوا
فيها فرصاً للعمل لم تتوافر لهم فى بلادهم، ومن بين هؤلاء كان اليهود
الأشكناز، (الفرنسيون أو الإنجليز أو الألمان)، وغيرهم ممن كانوا يؤمنون
باليهودية كديانة، وهكذا حضر الأشكناز بثقافتهم الصهيونية إلى مصر لتكون
خطوة فى طريقهم إلى فلسطين.الخطوة الأولى للحركة الصهيونية فى مصر،
رغم ضعفها، كانت فى نهاية القرن ١٨ وبالتحديد ١٨٩٧ حينما أسس «جوزيف ماركو
باروخ»، بعد عام واحد من قدومه، أول جمعية صهيونية من مجموعة قليلة من
اليهود «الأشكناز»، القادمين من أوروبا، أطلق عليها جمعية «باركوخيا
الصهيونية».نشطت جمعية «باركوخيا» فى الدعوة للحركة الصهيونية
وامتدت فروعها إلى الإسكندرية وبورسعيد وطنطا والمنصورة، وتوالى بعدها
إنشاء الجمعيات الصهيونية، خاصة بعد زيارة تيودور هرتزل لمصر ١٩٠٤، والتى
أعقبها تأسيس واحدة من أخطر الجمعيات الصهيونية «بن صهيون» التى تم
تأسيسها فى الإسكندرية ١٩٠٨، وأعلنت تبنيها لبرنامج المؤتمر الصهيونى،
الذى عقد فى بازل بسويسرا ١٨٩٧، والذى تقرر فيه تأسيس إسرائيل.توالى
إنشاء الجمعيات الصهيونية، وكانت الغالبية العظمى من أعضائها من
«الأشكناز» الذين حضروا بهدف خدمة الصهيونية، حتى وصل عددها عام ١٩١٧ إلى
١٤ جمعية صهيونية فى مصر، «ليون كاسترو» (أحد قيادات حزب الوفد المصرى)،
عندما أسس خلال ١٩١٨ فرعاً للمنظمة الصهيونية العالمية فى مصر، وتعدى
نشاطها الأعمال الدعائية إلى تسهيل عمليات الهجرة إلى فلسطين، بالإضافة
إلى إصدار الصحف الصهيونية والمسيرات المؤيدة للفكر الصهيونى، كالمسيرة
التى تعدى قوامها ٣ آلاف شخص تحية لوعد بلفور.والحقيقة أن المنظمة
الصهيونية فى مصر نجحت بالفعل فى إقناع المصريين بأنه لا فرق بين وطنيتهم
المصرية والحركة الصهيونية، فعندما زار «حاييم وايزمان» مصر على رأس بعثة
صهيونية كانت مسافرة إلى فلسطين ١٩١٨، تم استقباله بحفاوة بالغة من قبل
أعضاء المنظمة الصهيونية فى مصر، كما استقبله شيخ الأزهر آنذاك، وتبرع
بـ١٠٠ جنيه مصرى للمنظمة الصهيونية.وعن مدى انتشار الفكر الصهيونى
بين اليهود فى مصر «ومن بينهم اليهود المصريون» يرى الباحث الإسرائيلى
«إيتان شوراتز» فى بحثه «الحركة الصهيونية فى مصر وضعفها»، وهو البحث
الفائز فى المسابقة البحثية عن اليهود فى مصر، العام الماضى، والتى ينظمها
«مركز أبحاث تراث يهود مصر»، فى إسرائيل، أنه «حتى الحرب العالمية الثانية
عانت الحركة الصهيونية فى مصر من ضعف تنظيمى ودعم قليل من الطائفة
اليهودية المحلية» وأضاف «إيتان» أن «معظم الباحثين يتفقون فى أنه حتى
اندلاع الحرب العالمية الأولى ونهايتها تميزت الأنشطة الصهيونية فى مصر
بمحيط محدود، وانقسام بين العناصر القليلة التى عملت فى الإطار الصهيونى،
من وجهة نظر مؤسسيه قامت فى القاهرة والإسكندرية مؤسسات صهيونية عملت فى
جمع تبرعات من أجل إسرائيل واستقبال مبعوثين صهاينة، ولكن هذه المؤسسات
اتسمت بضعف التنسيق وانعدامه».وأكد «إيتان» فى بحثه أن هناك عقبة
أخرى وقفت فى وجه الأنشطة الصهيونية فى مصر فيقول: «باستثناء عدد من
الأحداث الفردية، التى أحس معها أبناء الصفوة السفاردية بتعاطف مع الأهداف
الصهيونية، كان معظم اليهود الأشكناز الذين كانوا من أبناء الطبقة الوسطى
والفقيرة يمثلون قلب المجموعة الصهيونية، مع اليهود السفارديم المنتمين
للطبقات الدنيا»، وأضاف: «فى مقابل الموقف السياسى، والاجتماعى والاقتصادى
القوى لجزء كبير من يهود مصر، اتسم موقف الحركة الصهيونية وقياداتها بعدم
احترام تجاههم، وتحليل كتابات رؤساء الحركة الصهيونية يكشف غطرستهم تجاه
الطائفة».ونشطت الحركة الصهيونية بين اليهود فى مصر من خلال نوادى
المكابى، التى تم إنشاؤها لتربية الشباب اليهود تربية صهيونية، إلا أن
الصهيونية قويت شوكتها فى مصر إبان حكم الفاشية فى إيطاليا والنازية فى
ألمانيا، وتم تشكيل هيئات يهودية بدعوى مكافحة النازية، إلا أنها كانت
تحمل بين طياتها الدعاية الصهيونية، فى محاولة لخداع اليهود المصريين بشكل
خاص، المصريين ككل بشكل عام بالفكرة الصهيونية بشكل غير مباشر، بالإضافة
إلى عدد من الصحف الصهيونية التى تم تأسيسها لترويج الفكر الصهيونى.وكانت
الثورة الفلسطينية الكبرى ١٩٣٦ نقطة تحول فى رؤية الشعب المصرى بشكل عام
واليهود المصريين بشكل خاص لـ«الصهيونية»، كان الجميع يعانون عدم وضوح
الرؤية فى هذه القضية كما يقول الدكتور محمد أبوالغار: بعد الثورة
الفلسطينية الكبرى انكشف تماما الخطر الصهيونى أمام الجميع فى مصر، من
خلال ما تمارسه العصابات الصهيونية من إرهاب تجاه المواطنين العرب، الذين
تقتلعهم الصهيونية من أرضهم لصالح صهاينة يأتون من شتى بقاع الأرض، فبدأت
حملة كبيرة لمناهضة الصهيونية، شارك فيها اليهود المصريون ومن بينهم قطاوى
باشا، كما أسس الشيوعيون المصريون اليهود جماعة مناهضة للصهيونية كان من
أعضائها يوسف درويش وشحاتة هارون وريمون دويك وغيرهم.كان للرفض
الشعبى للحركة الصهيونية فى مصر، الذى أدى بالحكومة المصرية إلى حظر
النشاط الصهيونى فى نهاية الأربعينيات، وجود أيضاً فى الأوساط اليهودية
المصرية، وخلال «يوم الشهداء» ٣ مارس ١٩٤٦، حينما صدر بيان من الطلبة
اليهود، رفضوا فيه الصهيونية، وأكدوا فى الوقت نفسه وجود الطلاب اليهود فى
معركة الشعب المصرى على اختلاف عقائده ودياناته، وقع البيان طالب الطب فرج
نسيم وطالب الآداب ليون كراومر وطالب الهندسة روبير شاؤول يوسف وجاء فيه:
«تحت خرافة الوطن المقدس وأرض الآباء والأجداد غررت الصهيونية بملايين
العمال والفلاحين اليهود، بهذه النداءات المعسولة، وصورت
الصهيونية أن اليهود سيضطهدون، ولن ينقذهم غير أرض الميعاد كما يدعون وليس
هذا التضليل إلا تنفيذاً لخطة الاستعمار المدبرة، ها نحن المثقفين اليهود،
تبينا لعبته وأدركنا خطره وخطر الصهيونية، لن نسمح بأن تفرق صفوفنا نحن
المصريين، ولنكن يداً واحدة مسلمين ومسيحيين ويهوداً، يداً قوية تدك صرح
الاستعمار، نكافح مع المناضلين العرب للتحرر من الاستعمار وذنبه
الصهيونية، حتى تسقط الصهيونية وتبقى فلسطين حرة، ها نحن اليهود المصريين
ننزل إلى الميدان مع زملائنا العمال والطلبة لنعلن احتجاجنا وسخطنا على
الاستعمار والصهيونية، عاشت مصر حرة.. عاشت فلسطين حرة».وبعد حظر
النشاط الصهيونى فى مصر، وقيام إسرائيل ١٩٤٨، بدأت الحركة الصهيونية تنظيم
تـهـــريب الصهاينة من مصر بشكل سرى وأموالهم عن طريق شبكة صهيونية سرية
باسم «جوشين»، وبعد قيام ثورة يوليو خضع النشاط الصهيونى فى مصر لرعاية
الموساد الإسرائيلى، واتجه لاستخدام الإرهاب وسيلة له، وهو ما ظهر واضحاً
فى عملية «سوزانا» ١٩٥٥ التى عرفت باسم «فضيحة لافون» نسبة إلى وزير
الدفاع الإسرائيلى «بنحاس لافون». والعلاقة بين يهود مصر والحركة
الصهيونية نظرت إلى هذه التيارات السياسية بوجهات نظر مختلفة، فكان التيار
الليبرالى، وممثله الوفد، يرى أن هناك خلافاً بين اليهودية والصهيونية،
وأن بعضاً من هذا التيار تعاطف مع الحركة الصهيونية فى فترة من الفترات، وكان
«ليون كاسترو» أحد قيادات «الوفد»، رئيس المنظمة الصهيونية فى مصر، أما
اليسار فكان يرى أن هناك فارقاً شاسعاً بين اليهود والحركة الصهيونية، بل
إن العديد من الطلاب اليهود المنتمين لليسار شكلوا حركة شبابية مناهضة
للصهيونية، وكان «جاك حاسون» مؤلف كتاب «تاريخ يهود النيل»، واحداً من
اليهود اليساريين فى مصر، الذى نفى تهمة انخراط يهود مصر فى الحركة
الصهيونية، وقال: «ولدت الحركة الصهيونية وسط اليهود الأشكيناز الذين
قدموا مؤخراً من شرق أوروبا، وبينما استجاب بعض الشباب من الأوساط
المتواضعة لنداء هذا الفكر، كثيراً ما اصطدمت الدعاية الصهيونية بعداء
(السفارديم) الذين ينتمون إلى الأوساط الأكثر ثراء، خاصة من جانب الفئات
القيادية التى انبثقت منها». أما «مصر الفتاة»، و«الإخوان المسلمين»، فكان
لهما موقف آخر، يقول «عبده مصطفى دسوقى»، الباحث بموقع الإخوان المسلمين:
«تورط عدد كبير من يهود مصر فى مساندة الصهيونية والدعاية لها وجمع
التبرعات من أجلها»، كما بدأت الجماعة فى مصر، فى حملة لمقاطعة
المحال اليهودية المصرية تحت شعار «إن القرش الذى تدفعه إلى هذه المحال،
إنما تضعه فى جيب يهود فلسطين ليشتروا به سلاحاً، يقتلون به إخوانك
المسلمين فى فلسطين»، وبعد تنفيذ سلسلة من التفجيرات التى طالت اليهود
المصريين وممتلكاتهم، وهى التفجيرات التى اتهمت «الإخوان المسلمين»
بالقيام بها، أرسل «حسن البنا» المرشد العام للجماعة، رسالة إلى الحاخام
«حاييم ناحوم»، طالبه فيها بالإعلان عن مشاركة يهود مصر مادياً وأدبياً فى
الكفاح من أجل إنقاذ فلسطين.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تاريخ اليهود فى مصر من البدايه وحتى النهايه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تاريخ اليهود 1- نشأة اليهود:
» تاريخ اليهود في العراق منذ السبي الآشوري وحتى الهجرة إلى فلسطين
» اعرف عدوك قصه حياه اليهود منذ البدايه
» دراسة تاريخ اليهود في بلاد العرب بعد التيه
» تاريخ اليهودية وسبب تسمية اليهود بهذا الاسم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: