ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

  ثورات عبر التاريخ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

 ثورات عبر التاريخ  Empty
مُساهمةموضوع: ثورات عبر التاريخ     ثورات عبر التاريخ  Emptyالثلاثاء فبراير 04, 2014 10:22 am

 ثورات عبر التاريخ  W3188713
ثورات عبر التاريخ
أول ثورة في التاريخ البشري كانت ثورة -لوكال زاكيزي - في العراق وكان من مبادئها :
توزيع الثروة بشكل عادل ومضمون
وألغاء القوانين القديمة وأستبدالها بقوانين جديدة كي يحصل الشعب على حقوق مدنية جديدة معترف بها من قبل السلطات.
تعريف الثوره :
الثورة عباره عن تغيير للمؤسسات المحددة للنظام القديم , فهي تعارض السبل القديمة وتبني سبلا جديدة في المجالات الاساسية للحياة من حيث الاقتصاد، والنظام السياسي، والثقافة
فتندلع الثورة عادتا عندما تريد الجماهير إنهاء شروط او اوضاع حياتيه تكون فوق طاقتها.
فهي تعبر دوما عن أزمة خطيرة بمجتمع ما , ونفاد صبر القطاعات الشعبية العريضة من تلك الازمه لتأثيرها المباشر على حياتهم .
فالتغيير الثوري عادتا ما يكون للافضل , اذ انه يحصل نتيجه اضطهاد مورس ضد الجماهير ....
فهدف الثوره هو احداث اصلاحات ليست حاليه فقط وانما مستقبلا ايضا , فهدفها استنهاض رغبات جديدة لدى الناس ، وصياغة وبناء تنظيمات جديدة، وخلق وعي جديد ..... اي تغييرا جوهريا.
ولقد غيرت ثورات السابقين على نحو أساسي الوضع الاجتماعي والسياسي للبلد أو البلدان التي ظفرت بها.
وأتاحت تقدما هائلا في تنامي الإنتاج المادي، وارتفاع مستوى الحياة، وتنامي الثقافة، وتنامي الحريات السياسية وحقوق الإنسان.
منذ بدأ الأنسان بألتطور ودخول الحضارة , بدأ عصر الظلم والاستعباد ...... فأسر , وإستعبد بالحرب , وظلم .......... , وأقرض المال بالفائض .., وحين يعجز المدان عن التسديد على سبيل المثال يتخذ ضده اجراء باستعباده ,حيث لم يكن نظام السجون معروفا كعقوبة رادعة وعقاب .
ولم يعرف ألأنسان الحجري أي شكل من اشكال الظلم , فنظام الرق والعبودية من صنع ألأنسان المتحضر .
وحين أنتقل ألأنسان من النظام ألأقتصادي الذي كان يعتمد على جمع القوت الى النظام ألأقتصادي الذي يعتمد على صناعة القوت والزراعة ....., بدأت تشن الحروب وألغارات على الشعوب ألأخرى ويتم أستعبادها وقهرها .........وأختراع نظام الرق والعبيد من أجل تحسين ألأنتاج الزراعي .
ومن هنا اصبح نظام الرق ضروري جدا بسبب عدم وجود آلة تحسن ألأنتاج , وأن المهندسين الذين قرانا او سمعنا عنهم , ما كانت مشاريعهم تنجح ألا من خلال العبيد , وقد كان يقاس نجاح المهندس بكم يملك من العبيد .., أما اليوم فأن نجاح المهندس يقاس بكم يملك من آليات فنية تأهله لتحسين نوعية انتاجه .
وهذه الاوضاع ادت لبدأ الثورات التي تطالب بحقوق العبيد او المستضعفين .
ثورة -اسبارتاكوس-
وهو عبد مقدوني وأصله من البيض الأحرار .
وقعت ثورة اسبارتاكوس حوالي سنة ٧٣ قبل الميلاد ضد الرومان , ألا انها فشلت بسبب عدم وجود لغة موحدة يتفاهم بها الثائرون وذلك يعود الى انهم من شعوب مختلفة وقوميات متعددة .
وبدأت الثورة ب ٧٠ رجلا بقيادة اسبارتاكوس , الذي اسر وبيع كعبد لاحد الرومان الذي كانت لدية مدرسة لتدريب العبيد , لاستخدامهم كممبارزين ومصارعين في حلبات خاصة تقام لاجل المتعة.
ثار هو والعبيد الاخرين الذين كانوا معه.
والحقوا هزائم عديدة بالجيش الروماني إلى ان قتل في اخر معركة , وبموتة انتهت الثورة وصلب العبيد الاخرون في الساحات العامة.
اي ان روما حطمتها قبل أن تصبح تشتد وتقوى
وعلقت ٦٠٠٠ ثائر من أرجلهم ورؤوسهم
وتراجع بذلك العبيد , وخضعوا لنظام الرق والعبودية طيلة ٢٠٠٠ عام بعد ذلك , ولم يبقى من ثورة -أسبارتاكوس - الا الذكرى المؤلمة والموجعة .
سبارتاكوس رمز الانسان
جيهان داوود
ما أروع الحرية....
و ما أقبح الاستبداد والطغيان...
و ما أجمل الابداع الذى يتفجر من وجدان مؤمن بمعان نبيلة صادقة تدافع عن حرية الانسان وترسى مبادئ الاخوة الانسانية الحقيقية التى لا يجب ان تفصل بينها حواجز من الاختلاف فى اللون او الجنس او الفكرا والعقيدة...
هكذا عبر المؤلف الموسيقى الروسى خاتشاتوريان من خلال موسيقاه الرائعة لبالية سبارتاكوس بلغة موسيقية تقدمية عصرية
برغم ان الاحداث التاريخية التى تناولتها الموسيقى تفجرت فى روما عام 73 ق.م. وما زالت تشيع عند ذكرها سحرا فى اعماق الوجدان يثيره ذلك البطل الذى دفع حياته ثمنا لدفاعه عن الحرية فى فجر التاريخ
وكانت تلك الدماء التى اريقت والارواح التى ازهقت ثمنا دفعه العبيد حينذاك , واثمر عن بدء نهج اجتماعى جديد انهى عصر العبودية بقسوته وطغيانه وظلمه للبشرية جمعاء , وبداية جديدة لمعارك اخرى خاضها الانسان ومازالت تخوضها شعوب عديدة من اجل الاستقلال والتحرر.
فما اروع تعبيره والحانه المقتضبة لكراسوس تلك الشخصية البغيضة الكريهة التى لا تترك خلفها متى وأين حلت سوى الخراب ورائحة الموت , وتحيل الفلاحين البسطاء الى عبيد يقتادون بالاغلال ويباعون للاثرياء.
وما اقوى التعبير عن قوة سبارتاكو المؤمنة بالحرية والاصرار على الحياة الكريمة والتى لا تقلل وصمة اسره وعبوديته من قيمته الانسانية.
وفرجينيا محبوبته الاسيرة العاشقة وحرارة حبها لرمز البطولة والحرية.
وكانت موسيقى النصر الذى حققه سبارتاكوس فى بداية ثورة العبيد تحريضا مباشرا لكل شعوب العالم المعاصر التى تناضل من اجل الحرية وتجاهد ضد الطغيان والاستبداد. وبرغم الهزيمة التى منى منها سبارتاكوس بالخديعة والخيانة، والنهاية المأساوية بقتله، والمرثية الدامعة الايقاعية الرائعة لفرجينيا فى نهايه الموسيقى الا ان حاتشاتوريان نجح بقوة ايمانه بالقضية النبيلة ومشاعره واحاسيسه المعبرة ليشع على كل مستمع ايمانه الصادق بإنحسار تلك السحابة السوداء عن وجه القمر ولتعود للانسان كرامته وليشرق امل الحرية.
فيلم سبارتاكوس / إخراج : ستانلي كوبريك
قام المممثل الأمريكي الشهير كيرك دوجلاس ببطولة فيلم سبارتاكوس عام 1960م ، حيث جسد شخصية سبارتاكوس
وقصة الثورة التي قادها ضد الرومان , والتى أخمدها فى النهاية كراسوس بمنتهى القسوة وصلب اسبارتاكوس لكن مثاله ظل خالدا عبر الاجيال للثورة ضد الظلم والاستعباد
وشاركه البطوله الممثل لورانس أوليفييه
== نظر المؤرخون والنقاد إلى فيلم "سبارتاكوس" على أنه تجسيد لنضال المقموعين طلبا للحرية، كما أنه حُـمّل َ إسقاطات ومعان جديدة في القرن 19 ، حيث أصبحت ثورته ضد العبودية إلهاما لكثير من الأدباء والسياسيين ضد العبودية .
ثورة الزنج
أتي حين من الدهر على دولة الخلافة العباسية كانت فيه خاضعة تماما لنفوذ الأتراك الذين كانوا يمسكون بزمام الأمور، ويدبرون الدولة بقوتهم ونفوذهم، ويستبدون بالأمر دون الخلفاء العباسيين الذين أصبحوا في أيديهم كالدمى يحركونهم كما يشاءون.
وكان الخليفة المأمون هو أول من استعان بالأتراك واستخدمهم في دولته، ولكنهم كانوا تحت سيطرته وسلطانه لا تأثير لهم ولا يملكون نفوذا يذكر
ثم أكثر الخليفة المعتصم من الاستعانة بهم، وصاروا عنصرا أساسيا في جيشه..
ثم بدأ نفوذهم يتزايد في عهد الخليفة الواثق، وازداد حدة في عهد الخليفة المتوكل، وأطلق المؤرخون على الفترة التي علا فيه نفوذ الأتراك وسيطروا تماما على مقاليد الأمور "عصر نفوذ الأتراك"، وهو يمتد إلى ما يزيد عن قرن من الزمان (232-334هـ=847-945م) تعاقب خلاله 13 خليفة عباسي.
تولى المعتمد على الله أحمد بن المتوكل بعد خلع الخليفة "المهتدي بالله" محمد بن الواثق سنة (256هـ =870م) وكان الخليفة المهتدي بالله رجلا تقيا شجاعا حازما محبا للعدل متقيدا بسيرة عمر بن عبد العزيز في العدالة والحكم، حاول أن يعيد للخلافة العباسية هيبتها ومكانتها، ويوقف طغيان الأتراك واستبدادهم؛ فحاول إحداث الفرقة في صفوفهم وضرب بعضهم ببعض لإضعافهم وبث الخلاف بينهم، ولكنهم انتبهوا لمحاولته الذكية وأسرعوا في التخلص منه.
غير أن ثبات هذا الخليفة كان له أثر طيب؛ حيث ظهرت دعوة جادة إلى إعادة سلطان الخليفة العباسي إلى ما كان عليه، وشاءت الأقدار أن يكون ذلك على يد الخليفة المعتمد الذي حاول أن يمسك بزمام الأمور، وساعده على ذلك أنه استعان بأخيه "الموفق" الذي ولاه قيادة الجيش.
وكان الموفق يتمتع بشخصية قوية ومقدرة عسكرية ممتازة وهمة عالية وعزيمة لا تلين؛ فسيطر على زمام الأمور السياسية والإدارية، وأصبح الخليفة لا سلطان له أمام نفوذ أخيه.
=== في هذه الفترة الحرجة التي كانت تمر بها الخلافة العباسية قامت ثورة كبرى عرفت باسم ثورة الزنج
هددت كيان الدولة العباسية أكثر مما هددها الأتراك، وهؤلاء الزنج كانوا جماعات من العبيد السود المجلوبين من أفريقيا الشرقية للعمل في استصلاح الأراضي الواقعة بين مدينتي البصرة وواسط
وكان عددهم كبيرا يُعدّ بالألوف ويعملون في جماعات، ويحيون حياة سيئة ولا يتقاضون أجورا يومية ولا يتجاوز قوتهم اليومي قليلا من الطحين والتمر والسَّويق
كانوا أرقاء أو أجراء لدى كبار الملاّك في هذه المنطقة، ولم يكن أسيادهم يعاملونهم المعاملة التي أمر بها الإسلام.
فظهر صاحب الزنج المدعو " علي بن محمد بن عبد الرحيم " من بني عبد القيس , والذي كان يعرف بالبرقعي
وادّعى صاحب الزنج انتسابه إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، . وقد طعن المؤرخون بانتسابه إلى آل البيت ومنهم العلامة ابن خلدون
كان صاحب الزنج رجلا طموحا مغامرا , فنجح في استمالة الزنج إليه نتيجه أوضاعهم السيئة
وكان أجيراً من الأجراء وفقيراً، وعرف عنه الفصاحة والذكاء
وبعد أن كانت ولادته ونشأته في الري، انتقل إلى البحرين (الساحل الغربي للخليج العربي)، فظهر فيها عام 249هـ، ثم توجه إلى "هجر" ودعا الناس إلى طاعته، فأيدته جماعة، وخالفته أخرى، وحدث قتال بين الطرفين، ومن الأفكار والعقائد التي دعا إليها زعيم الزنج ما يلي :
• أن العناية الإلهية أرسلته لإنقاذ الناس، مما يعانون من بؤس .
• وانتحل النبوة ،وزعم أنه يخاطب من السماء ،وأن الملائكة تقاتل معه.
وبعد خروجه من "هجر" توجه إلى الإحساء ثم إلى البادية، وفي كل مرة كان يحدث قتال بين أنصاره وخصومه،إلى أن سار إلى البصرة سنة 254هـ، وأراد أن ينضم إلى بعض فئاتها المتصارعة فلم يقدر , فرحل إلى بغداد، وأقام بها ما يقرب من سنة، ثم عاد إلى البصرة
وكانت دعوته قد لقيت قبولاً بين أهالي هجر والبحرين والعراق، ووصل تعداد أتباعه 15 ألف غلام، وقد ساعده في ذلك اتصاله بعبد توسم فيه الذكاء اسمه ريحان بن صالح، وعده أن يكون قائداً، وأمره أن يجذب من العبيد من يتوسم فيه القوة والاستجابة للدعوة الجديدة.
وبالفعل تجمع حول صاحب الزنج الكثير من العبيد والأجراء، فعظم شأنه وقويت شوكته.
وصبيحة يوم العيد، اندلعت شرارة " ثورة الزنج" :
إذ قام علي بن محمد فصلى بأتباعه وكانوا قرابة 12 ألفاً ثم خطب فيهم، فحرّضهم على التحرك وقال لهم: آن الأوان لتتحرروا من الفاقة والظلم، وإن اجتماعكم سيضمن لكم خيرات الأرض التي تعيشون فيها، وسادة هؤلاء الجبابرة الذين يستغلونكم ويستعبدونكم... فالتف حوله العبيد،وتركوا أعمالهم ،وأقسموا له على الطاعة المطلقة .
نجح صاحب الزنج في فترة قصيرة من أن يسيطر على البصرة وما حولها، بعد نجاحه في هزيمة جيش الدولة، ثم امتد نفوذه ليشمل الأهواز وعبادان وواسط
وكانوا يحرقون بعض هذه المدن، وينهبون ما يجدون فيها من مال وعتاد، حتى عمّ الرعب تلك البقاع، وهددت عاصمة الخلافة.
== لقد أدت عوامل عديدة لنجاح الزنج في البداية
فقد أقام صاحب الزنج مدينة عظيمة بنيت لتكون عاصمة عسكرية، واختار لها موقعاً تحميه القنوات والمستنقعات التي تحيط بها، وأسمى تلك المدينة "المختارة" وكانت من أسباب صمودهم، ومن الأسباب كذلك إخلاصهم لزعيمهم واختيارهم المستنقعات والأدغال في جنوب العراق مكانا لحربهم وقد كان لهم خبرة بالحياة في هذه المناطق أكثر من غيرهم.
يضاف إلى ذلك انضمام بعض البدو إلى الزنج لينالوا بعض ما يستولي عليه الزنج من غنائم.
ومن ناحية أخرى، كانت الدولة العباسية تعاني حالة ضعف بعد وفاة المتوكل، وضعف أمر الخلفاء، الذين صار يتحكم بهم الجند، كما أن الدولة أضعفتها الحروب الطويلة ضد الروم، وضد الدويلات الشيعية التي انفصلت عن جسم الدولة.
ومع ما اعترى الدولة العباسية من ضعف، إلاّ أنها حاولت القضاء على فتنة الزنج في بداياتها، فقد كلف الخليفة المعتمد على الله الذي بويع بالخلافة سنة 256هـ، سعيد بن الحاجب بقتالهم، فسار إليهم في رجب من عام 257هـ، فهزمهم في البداية، لكنه هزم في المعارك التي تلتها، وفقد قسماً كبيراً من جيشه، وقتل .
واستمرت المعارك بين جيوش الخلافة وجيش الزنج لسنوات عديدة ( 15 سنه تقريبا ) والحرب سجال بين الطرفين، إلى أن لجأ الخليفة المعتمد إلى أخيه الموفق، ووضع في يده مقاليد الأمور
فسار الموفق سنة 267هـ إلى واسط وتمكن من استردادها، ثم سار إلى صاحب الزنج وهو بمدينة "المنيعة" التي أسسها، فدخلها عنوة
ثم سار إلى بلدة الزنج الثانية واسمها "المنصورة" وتمكن الموفق من دخولها بعد أن قاتل الزنج قتالاً عنيفاً , وكان لها خمسة أسوار
وكان الموفق يدعو الزنج إلى الرجوع إلى الحق، ويبذل الأمان لمن عاده واستنكر ما يقوم به الدّعي صاحب الزنج، كما حرص على إزالة الأسباب التي دعت هؤلاء العبيد إلى الثورة، فعاد كثير منهم، وانضم إلى جيش الخلافة.
ثم وجه الموفق كتاباً إلى صاحب الزنج يدعوه فيه إلى التوبة، والرجوع عما ارتكبه من منكرات ودعوى النبوة، وبذل له الأمان، إلاّ أن صاحب الزنج لم يستجب
ودارت المعارك العنيفة طيلة سنة 267هـ والسنوات التي بعدها، حتى استطاع الموفق في العام 270هـ من قتل صاحب الزنج، وإنهاء هذه الثوره التي استمرت 15 عاماً أكلت الأخضر واليابس، وأنهكت دولة الخلافة، وتسببت في وقف النشاط التجاري بسبب تدمير طرق التجارة، والخوف الذي كان يعم تلك المناطق.
وأدت هذه الثوره كذلك إلى نشر الأمراض والأوبئة بسبب ما عاناه الناس من فقر وجوع، حتى أكلوا الجيف، وأدت إلى أن يأسر الزنوج آلالاف.
وقتل من المسلمين عدد كبير، أقل تقدير له هو مليون ونصف المليون مسلم، خلال 15 سنة، كما اعتبرت هذه الثوره من الأسباب التي ساعدت على تفكك الدولة الإسلامية خلال العصر العباسي الثاني.
ثورة الزنج
المصدر : موسوعة الحضارة العربية الاسلامية
منذ عهد المتوكل العباسي (232 _ 247 ه‍ 847 _ 861م) غلبت سيطرة العسكر الأتراك، وقادتهم على أزمة الأمور في الدولة، واستأثروا بالعطاءات والاقطاعات، واستبدوا بسلطان الخلافة، حتى صاروا يولون ويعزلون الخلفاء كما يريدون، بل ويسجنون ويسمّون ويقتلون من لا يحقق مطامحهم ومطامعهم من الخلفاء.
ولقد حاول بعض الخلفاء أن يستردوا لمنصب الخلافة سلطانه، وأن يستندوا في معارضة القادة الأتراك الى تأييد شعبي بمهادنة العلويين الثوار واقامة قدر من العدل والانصاف بين الرعية.. حاول ذلك الخليفة المنتصر بالله (247 _ 248 ه‍ 861 _ 862م)، والمهتدي بالله ( 255 _ 256ه‍ 869 _ 870م) ولكن الأتراك تخلصوا منهما بالسم والعزل والقتل.
وعندما سدت سبل الاصلاح أمام الراغبين فيه أقبل الناس على الثورة، طريقاً لم يجدوا أمامهم سواه للتغيير، فكان أن قامت عدة حركات ثورية، يقودها ثوار علويون.
ففي (سنة 248 ه‍ سنة 862م) ثارت الكوفة، بزعامة أبي الحسين يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين بن عبد الله بن اسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب...
وفي (سنة 250 ه‍ سنة 864م) ثارت طبرستان، بقيادة الحسن بن زيد ابن محمد بن اسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وامتدت الثورة الى جرجان، واستمرت دولتها حتى سنة 270 ه‍ سنة 883م.
وثارت "الري"، بزعامة محمد بن جعفر بن الحسن، بهدف الانضمام الى ثورة طبرستان... ثم تكررت ثورتها، بعد الاخفاق، بقيادة أحمد بن عيسى بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
وثارت قزوين، بقيادة الكركي (الحسن بن اسماعيل بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب).
وثارت الكوفة، بزعامة الحسين بن محمد بن حمزة بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
على أن أخطر الثورات التي شهدها العصر العباسي كانت هي الثورة التي قادها علي بن محمد (270 ه‍ 883م)، والتي بدأت في البحرين سنة 249ه‍ سنة 863م، وهي التي اشتهرت باسم (ثورة الزنج)...
وكان قائد هذه الثورة _علي بن محمد بن أحمد بن علي بن عيسى بن زيد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب _ شاعراً، وعالماً، يمارس، في "سامراء" تعليم الخط والنحو والنجوم... وكان واحداً من المقربين الى الخليفة المنتصر بالله. ولما قتل الأتراك المنتصر بالسم، ومارسوا السجن والنفي والاعتقال والاضطهاد لحاشيته، كان علي بن محمد ضمن المعتقلين.. ثم حدث تمرد من فرقة "الجند الشاكرية" ببغداد، شارك فيه العامة، واقتحم المتمردون السجون فأطلقوا سراح من فيها، ومنهم علي بن محمد، الذي غادر بغداد الى "سامراء" ومنها الى البحرين حيث دعا الى الثورة ضد الدولة العباسية الواقعة تحت سيطرة الجند الأتراك.
دور العرب في الثورة:
بالرغم من اشتهار هذه الثورة "بثورة الزنج"، الا أنها لم تكن ثورة عنصرية للزنج وحدهم، ولم تقف أهدافها عند المطالبة بتحرير العبيد أو تحسين ظروف عملهم.. فقائد هذه الثورة عربي، وعلوي _رغم تشكيك خصومه في صحة نسبه العلوي _ وأغلب قوادها كانوا عرباً كذلك، مثل: علي بن أبان (المهلبي)، وسليمان بن موسى الشعراوني، وسليمان بن جامع، وأحمد بن مهدي الجبائي، ويحيى بن محمد البحراني، ومحمد بن سمعان.. الخ.
وعلى امتداد السنوات السبع الأولى من عمر هذه الثورة (249 _ 255ه‍) كان جمهورها وجندها ومحيطها عربياً خالصاً.. فهي قد بدأت في مدينة "هجر"، أهم مدن البحرين، ثم في "الاحساء" بين أحياء "بني تميم" و "بني سعد".. ثم في بادية البحرين، وسط عربها.. وفي هذا المحيط العربي قامت سلطة هذه الثورة و "دولتها" وحدثت الحروب بينها وبين جيش الدولة العباسية.. ويصف الطبري سلطة علي بن محمد في هذا المحيط العربي، فيقول: "لقد أحله أهل البحرين من أنفسهم محل النبي حتى جبى له الخراج هناك، ونفذ حكمه بينهم، وقاتلوا أسباب السلطان بسببه!".
وفي موقعة "الردم"، بالبحرين، أحرزت الدولة انتصاراً مؤثراً ضد الثورة، فانسحب علي بن محمد الى البصرة، ونزل هناك بين عرب بني ضبيعة _(من نزار بن معن بن عدنان). فدعاهم للثورة، فتبعوه، وكان منهم عدد من قادة دولته وجيشه... ولما طردته الدولة، وألقت القبض على أغلب أنصاره، ووضعتهم في السجون، مع ابنه الأكبر وابنته وزوجته.. غادر علي بن محمد البصرة الى بغداد، فأقام بها عاماً.
وفي سنة 255ه‍ سنة 869م حدثت بالبصرة فتنة بين طائفتين من جندها، "الجند البلالية" و "الجند السعدية"، وأسفرت هذه الفتنة فيما أسفرت عن اطلاق سراح السجناء، ومنهم أنصار علي بن محمد، فغادر بغداد، ووصل الى ضواحي البصرة ليواصل ثورته من جديد‍.. وفي هذا التاريخ بدأ أول انعطاف للثورة نحو الزنج، أي بعد قرابة السبع سنوات من قيامها‍..
مكان الزنج في الثورة:
كانت البصرة أهم المدن في جنوب العراق، وكانت جنوب العراق مشحونة بالرقيق والعمال الفقراء الذين يعملون في مجاري المياه ومصابها، ويقومون بكسح السباخ والأملاح الناشئين من مياه الخليج، وذلك تنقية للأرض وتطهيراً لها، كي تصبح صالحة ومعدة للزراعة، وكانوا ينهضون بعملهم الشاق هذا في ظروف عمل قاسية وغير انسانية، تحت اشراف وكلاء غلاظ قساة، ولحساب ملاك الأرض من أشراف العرب ودهاقنة الفرس.. وبعض هؤلاء العبيد كانوا مجلوبين من أفريقيا السوداء _وهم الزنج _ وبعضهم نوبيون، وآخرون قرماطيون، أما فقراء العرب فكانوا يسمون الفراتين.
وشرع علي بن محمد يدرس حالة هؤلاء الرقيق، ويسعى لضمهم لثورته، كي يحررهم ويحارب بهم الدولة العباسية.. وكان أول زنجي ينضم اليه هو ريحان بن صالح، الذي أصبح من قادة الحرب والثورة.
وأخذ علي بن محمد ينتقل، مع قادة ثورته، بين مواقع عمل الرقيق والفراتين، ويدعوهم الى الثورة والهرب الى معسكره وترك الخضوع لسادتهم، فاستجابت لدعوته جماهير غفيرة من الزنج والنوبة والقرماطيين والفراتيين، وانضموا الى العرب والأعراب الذين تبعوه من جنوبي العراق... ولقد فشل وكلاء الزنوج في الحيلولة بينهم وبين الالتحاق بمعسكر الثائرين، فكانوا يحبسونهم في البيوت ويسدون أبوابها ومنافذها بالطين؟‍! ويصف ابن خلدون اقبال الزنج على الثورة، وزحفهم للقاء قائدها فيقول: "لقد تسايل اليه الزنج واتبعوه".
ولقد أعلن علي بن محمد أن هدفه، بالنسبة للزنج والعرب الفقراء، الذين يعملون في اصلاح أرض العراق الجنوبي، هو:
1_ تحرير الرقيق من العبودية.. وتحويلهم الى سادة لأنفسهم..
2_ واعطاؤهم حق امتلاك الأموال والضياع.. بل ومنّاهم بامتلاك سادة الأمس الذين كانوا يسترقونهم..
3_ وضمان المساواة التامة لهم في ثورته ودولته التي تعمل من أجل:
*نظام اجتماعي هو أقرب الى النظم الجماعية التي يتكافل فيها ويتضامن مجموع الأمة.
*نظام سياسي يرفض الخلافة الوراثية لبني العباس، والتي أصبحت أسيرة بيد قادة الجند الأتراك.. ويقدم بدلاً منها دولة الثورة التي أصبح علي ابن محمد فيها أمير للمؤمنين.
ولقد استطاعت الثورة أن تكتسب، أكثر فأكثر، ثقة جماهير الزنج وفقراء العرب، الذين كانوا أشبه ما يكونون بالرقيق، وبالذات في ظروف العمل وشروطه.. وخاصة بعد أن رفض قائد الثورة مطالب الأشراف العرب والوكلاء بأن يرد عليهم عبيدهم لقاء خمسة دنانير يدفعونها عن كل رأس!.. لقد رفض علي بن محمد هذا العرض، بل وعاقب هؤلاء السادة والوكلاء، فطلب من كل جماعة من الزنج أن يجلدوا سادتهم ووكلاءهم القدامى‍..
وزاد من اطمئنان الزنج للثورة ما أعلنه قائدها من أنه "لم يثر لغرض من أغراض الدنيا، وانما غضباً لله، ولما رأى عليه الناس من الفساد".. وعاهدهم على أن يكون، في الحرب، بينهم "أشرككم فيها بيدي، وأخاطر معكم فيها بنفسي" بل قال لهم: "ليحط بي جماعة منكم، فإن أحسوا مني غدراً فتكوا بي؟‍! ".
وبهذه الثقة تكاثر الزنج في صفوف الثورة وفي كتائب جيشها، بل وانضمت اليها الوحدات الزنجية في جيش الدولة في كل موطن التقى فيه الجيشان!.. حتى لقد سميت، لذلك بثورة الزنج، واشتهرت بهذا الاسم في مصادر التاريخ.
دولة الثورة:
وفي عشرات المعارك التي وقعت بين الدولة العباسية وبين ثورة الزنج، كان النصر، غالباً، للثورة على الدولة.. وتأسست، كثمرة لهذه الانتصارات، للثورة دولة، قامت فيها سلطتها، وطبقت بها أهدافها، ونفذ فيها سلطان علي بن محمد.. ولقد بلغت دولة الثورة هذه درجة من القوة فاقت بها كل ما عرفته الخلافة العباسية قبلها من أخطار وثورات..
والمؤرخون الذين كانت الدنيا عندهم هي الامبراطورية العباسية، قالوا: ان الزنج قد "اقتسموا الدنيا!.. واجتمع اليهم من الناس ما لا ينتهي العد والحصر اليه!" وكان عمال الدولة الثائرة يجمعون لعلي بن محمد الخراج "على عادة السلطان!" حتى لقد "خيف على ملك بني العباس أن يذهب وينقرض!".
ولقد أقام الثوار لدولتهم عاصمة، سموها (المختارة)، أنشأوها انشاء في منطقة تتخللها فروع الأنهار.. كما أنشأوا عدة مدن أخرى _وضمت دولتهم مدناً وقرى ومناطق كثيرة، مثل: البحرين.. والبصرة.. والأبلة.. والأهواز.. والقادسية.. وواسط.. وجنبلاء.. وباذاورد.. والنعمانية.. والمنصورة.. وجرجرايا.. وجبل.. ورامهرمز.. والمنيعة.. والمذار.. وتستر.. والبطيحة.. وخوزستان.. وعبادان.. وأغلب سواد العراق.
ولقد استمرت الحرب بين دولة الثورة هذه وبين الخلافة العباسية لأكثر من عشرين عاماً _بلغ العنف فيها، من الجانبين، حداً لم يسبق له مثيل، حتى ليقول المؤرخون الذين يتواضعون بأرقام القتلى في هذا الصراع بأنهم بلغوا نصف مليون قتيل!
ولقد ألقت الخلافة العباسية بكل ثقلها في المعركة ضد الثورة، وكرست كل امكاناتها للجيش والقتال، وبعد أن عهد الخليفة المعتمد (256 _ 279 ه‍ _ 870 _ 892 م)، بالقيادة الى أخيه الموفق، تحول قائد الجيش الى خليفة حقيقي، وتحولت المدينة التي بناها تجاه عاصمة الثوار، والتي سماها (الموفقية)، الى العاصمة الحقيقية للدولة، يأتي الى بيت مالها كل خراج البلاد، وتصدر منها الأوامر الى كل الولاة والعمال بأن يقدموا للجيش كل ما لديهم من امكانيات، حتى لقد حاول "المعتمد" الفرار من سامراء الى مصر، فألقوا القبض عليه وأعادوه الى قصر الخلافة شبه سجين!..
ولقد رجحت كفة الجيش العباسي بما احتشد له من فرسان وسفن وعتاد.. فأحرز عدداً من الانتصارات على جيش الزنج، وبدأ حصاراً لعاصمتهم استمر أربع سنوات!.. وكانت مصر قد استقلت عن الخلافة تحت حكم أحمد بن طولون (220 _ 270ه‍ 835 _ 884م) وكان لها جيش قوي بالشام يقوده لؤلؤ، غلام ابن طولون، فخان سيده وانضم الى جيش الدولة المحتشد لقتال الثوار، وعند ذلك تمكن الموفق من اقتحام (المختارة) وهزيمة الثورة، التي بدأت سنة 249 ه‍ وظلت قائمة تقاوم حتى أول صفر سنة 270 ه‍ (10 أغسطس سنة 883م).. فكانت أطول ثورات العصر العباسي وأخطرها..
كان لطه حسين السبق في تقييم ثورة الزنج
حيث انه في سنة 1946 نشر مقالة في مجلة (الكاتب المصري) بعنوان (ثورتان)
حث فيها طه حسين الأدباء والمثقفين العرب على استلهام ثورة الزنج كما استلهم الأوربيون ثورة (سبارتكوز) بغية الوصول إلى العدالة المنشودة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

 ثورات عبر التاريخ  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ثورات عبر التاريخ     ثورات عبر التاريخ  Emptyالثلاثاء فبراير 04, 2014 10:23 am

صاحب الزنج ودين الحرية / سيد القمني
عقد استاذنا (طه حسين) فصلاً في كتابه ألوان , وقارن فيه بين ثورة العبد الأبيض الاسبرطي (سبارتاكوس) ضد روما من أجل تحرير العبيد ونيل الحرية , في القرن الأول الميلادي . وبين العبد الأسود (عبد الله بن على بن محمد) الذي قاد ثورة للعبيد السود المعروفين بالزنج ضد الخلافه الاسلامية , من أجل ذات الهدف , تحرير العبيد ونيل الحرية, ولكن في بلاد العرب , وفي العراق تحديداً , حيث عاصمة الخلافة. ومنذ طه حسين بالامس القريب تغير وجه الدنيا ، وجرت في النهر مياه كثيرة بمتغيرات عظيمة في العلم وفي الاخلاق وفي الانظمة الحقوقية وكافة الانظمة المجتمعية من اقتصاد الي سياسة , مما يتوجب معه اعادة قراءة حكاية صاحب الزنج مرة اخري, ولكن بعيون اليوم.
و(الزنج) هو المصطلح العربي الدال علي عبيد الامبراطورية العربية السود, والذين كان يتم خطفهم من قبل النخاسين من ساحل افريقيا الشرقي الاقرب , وغالباً من منطقة زنجبار وتنجانيقا (تنزانيا حالياً) , وبيعهم في اسواق العرب, للقيام بالاعمال الدنيئة مثل كسح المجاري وتطهير الانهار , وغالباً ما كان للامبراطورية عبيدها بمئات الالوف للقيام بهذه الاعمال الضرورية. ومن ثم انتسب هؤلاء العبيد الي موطنهم بالاسم الذي أطلقه عليهم أسيادهم, فهم زنوج ـــ من زنجبار. وهي ذات الاحداث التي جرت مرة أخري في الولايات المتحدة الامريكية بعد قرون طويلة, لكن النخاسين كانوا يخطفون فرائسهم هذه المرة من الشاطئ الافريقي الغربي الاقرب ، من نيجيريا والنيجر , لذلك أطلقوا عليهم في امريكا الاسم الذي يشير الي أصلهم الوطني , فهم ---- (نجرو).
وكانت أفريقيا بتخلفها الفارق في ذلك الزمان وحياة شعوبها البدائية بلا دولة ولا قانون ولا حماية, هي المكان الامثل لخطف العبيد دون خشية أي عواقب.
ورغم أن استعباد الانسان لأخيه الانسان جريمة كبري بحق الانسانية بعيون اليوم, فان ما حدث في تلك الحقب القديمة علي ارض الواقع في الزمن العبودي بعيداً عن منظومة القيم المعاصرة, هو أن العبودية كانت النظام الاقتصادي العالمي الامثل الذي ساهم في قيام حضارات عريقة ودفع تقدم البشرية. كان السيد المالك يقوم بتسخير عبده في العمل ويكون للعبد أدني حصة من عائد هذا العمل, بما يكفي لاستمرار الحياه وأداء المطلوب منه, والفائض هو اضافة تنموية لكنها من نصيب السيد, وليس للعبد علي السيد سوي حق الايواء والطعام والرعاية الصحية المطلوبة للشغل . ومعلوم أيضاً أن ظهور الآلة البخارية القادرة علي العمل بشكل أكفأ من العبد, قد أدي الي سقوط هذا النظام المشين بإعلان ابراهام لنكولن الامريكي ثم الحرب الاهلية التي أنهت نظام العبودية.
وكذلك من المعلوم أن نظام العبودية قد لازم الدولة العربية الاسلامية منذ ظهورها, فقوانين الجهاد الاسلامية نشطت عمليات الاستعباد, وأمدت أسواق الرقيق بالبضاعة طوال الوقت, بتحويل أبناء الشعوب الحرة المفتوحة الي سلع, بعد أن أباحت لهم قواعد الجهاد الشرعية استباحة شعوب بكاملها, والاستيلاء علي الارض بمن عليها ملكاً للعرب وورثتهم وقفا عليهم وعلي نسلهم من بعدهم, حسبما انتهي اليه الخليفة عمر بن الخطاب, بدلا من توزيع الاراضي بما عليها من بشر علي الفاتحين وتمزيقها فوقفها بمن عليها لصالح عرب الحجاز.
هذا بينما يقول لنا مشايخ اسلام اليوم, بعد استقرار مفاهيم الحرية الراقية عالمياً, ان الاسلام قد وضع في مقاصده تحرير الرقيق بتحريضه علي العتق. وانه لم يلجأ لتحريمه مرة واحدة انما لجأ للتدريج, رغم أنه لم يتدرج فيما هو أهم ، وقام بتكسير آلهة العرب أمام أعينهم دفعة واحدة. وقد مات النبي تاركاً خلفه عبيده ضمن ما ترك, كذلك كل الصحابة وكل المبشرين بالجنة،
كان عندهم عبيدهم وجواريهم, وكان الامام علي أزهدهم في الدنيا وأفقههم في الدين, ولم يترك وراءه سوي تسع عشر جارية من ملك يمينه ، وقد ذكر بن القيم في زاد الميعاد أنه كان للنبي بالاضافة الي زوجاته الثلاث عشر ، أربع سراري 10/114 .
غير عبيده ومنهم من كان يقربه منه ويحبه مثل (أبي مويهبة ) ( ابن كثير 7/244/السيوطي/الخلفاء/176). فان كان تحرير العبيد مسألة ضمن أغراض الاسلام, لكان النبي والصحابة هم الاولي بتنفيذ هذه الاغراض بتحرير عبيدهم وجواريهم, لكن هذا التحرير لم يكن ضمن أهداف الاسلام, لانه لو كان كذلك لكان النبي والخلفاء الاربعة والمبشرين بالجنة هم أول العاملين به.
ولو كانت حرية عدم الاستعباد وهي أدني ألوان الحرية مطلباً اسلامياً ، لطالب بما طالب به سبارتاكوس قبله بما يزيد عن ست قرون, بالغاء العبودية نهائياً, وتحرير عبيد البلاد المفتوحة علي الاقل ، لقد فعلها سبارتاكوس الوثني قافزاً بالبشرية خطوة حقوقية عظمي في مستقبل لم يكن قد أتي بعد , ولم يفعلها المسلمون لسبب بسيط, انها لم تكن ضمن جدول اهتمامات المسلمين الاوائل ، كما يدعي اليوم السدنة والكهنة من تجار الاسلام السياسي.
بل وتقدس النظام العبودي في الاسلام بفقه كامل للرقيق كطبقة مختلفة عن بقية الطبقات حقوقياً واجتماعياً وانسانياً, لذلك اهتم الفقه الاسلامي بفقه الرقيق لاعطاء كل ذي حق حقه, كذلك ورد التسري بالجواري في ثلاث وعشرين آية بالقرآن, وظل هذا النظام معمولا به حتي اكتشف الامريكان جور النظام العبودي وسوئه, ومع الايام تحول الي جريمة في نظر كل الهيئات الحقوقية العالمية بلا استثناء, حتي تم ايقاف العمل به في السعودية عام 1966 بعد أن قبل الوهابيون بالقرار الدولي صاغرين.
أما مصر فقد سبقت هذا الزمن الي الغاء العبودية باتفاق مع بريطانيا ، تم بموجبه انشاء مصلحة للرقيق ، مهمتها تنفيذ الاتفاقية لقطع دابر الاتجار بالرقيق, الذي يأتيها من الحبشة والسودان والنوبة المصرية. وبهذه الاتفاقية المصحوبة بأمر عال من الخديوي في 14/8/1877 تم القضاء علي العبودية في مصر, وهو الامر الذي ينص علي " أن بيع الرقيق السوداني أو الحبشي من عائلة الي عائلة ، يمنع كلياً من القطر المصري. بعد مضي اثني عشر سنة من تاريخ المعاهدة المذكورة. وبعد مضي المدة المحكي عنها, اذا كان أحد رعايا الحكومة المحليين يخالف الامر ويتجرأ علي بيع رقيق سوداني أو حبشي, تصير مجازاته بالاشغال الشاقة لمدة أقلها خمسة أشهر وأكثرها خمس سنوات ".
إن أقصي ما يمكن قوله بشأن موقف الاسلام من النظام العبودي, هو أن الاسلام قد أدخل اصلاحات علي نظام الرق ، وحاول حصر مصادره في رق الحروب, كما حرم عبودية الوفاء بالدين, لكن ذلك لم يمنع عبودية البيع والشراء لانها لم تحرم نصاً, وما ترتب عليها من عبودية الخطف, بينما ظل الجهاد قروناً متطاولة يزود أسواق العبيد بمعين لا ينضب, فيروي ابن الاثير أن غنائم البطل المسلم موسي بن نصير, في سنة 591 هجرية بلغت ثلاثمائة ألف رأس مسيحي, وأن موسي استقدم معه الي دمشق ثلاثين ألف عذراء من الأسر القوطية النبيلة /4/295.
وان الدارس لتاريخ الدولة الاسلامية, يعلم ان طلاب العدل السياسي والاجتماعي لم يتوقفوا عن مطلبهم رغم ما تعرضوا له من تنكيل وتكفير وجور. ولم تكن ثورة الزنج سوي مظهر عملي يفعل تلك المطالب ويجسدها علي أرض الواقع, مطالب الحرية والعدل الاجتماعي والسياسي.
استمر صاحب الزنج يمهد لثورته ست سنين فتحدث لأصحابه في أن يؤمروه عليهم, وأن يغامر بهم كما غامر الناس, وارتحل داعياً لنفسه بين العبيد الي هجر ثم الاحساء ثم البادية ثم البصره كرة اخري , وفي رمضان سنة 255هـ كان قد اتخذ القرار للقيام بمهمته التاريخية. بعد ان كان قد رتب اتصالاته بالرقيق الذين يعملون حول البصره في كسح السباخ واصلاح الاراضي واستخراج الملح, وفي غير ذلك من الاعمال الدنيئة الشاقة والتي سخرت لها الخلافة عشرات الالوف من هذا الرقيق الافريقي الاسود.
ساعة الصفر اقتحم عبد الله بن محمد بعبيد ما حول البصرة, مدينة البصرة, وخربها وقتل أهلها واستصفي ما عندهم من أموال ، وأخذ الأسري من أحرار العرب كما كان العرب يفعلون بغيرهم, وأخذ النساء الحرائر فوزعهن علي اصحابه سبايا بعد أن كن ربات خدور سادات. ويوماً وراء يوم كان جيش صاحب الزنج يزداد عدداً بالعبيد المحررين. ويزداد سيطره علي مساحات جديدة من أرض الخلافة, أقاليم وكور أصبحت تدفع الخراج لعبد الله بن محمد, تماماً كما فعلت جيوش العرب زمن الغزو الفاتح. ودخلت الخلافة عدة حروب ضد الزنج وكان نصيبها المزيد من الخسارة والانكسار, وبلغ صاحب الزنج مبلغاً أتخذ معه لنفسه ولقواده مدنا جديدة للاقامة فأنشأ لنفسه (المدينة المختارة) , واقام لقائد من قواده (المدينة المنيعة) ولآخر (المدينة المنصورة) , مما أصاب الخلافة بجزع شديد, وتم تكليف الموفق شقيق الخليفة بادارة حرب صارمة للقضاء علي ثورة العبيد.
ابتدأ الموفق باللعب علي نفسية العبد, فأرسل لعبد الله بن محمد يفاوضه ويرهبه, ويعرض عليه كلون من الاغراء المادي خمسة دنانير مقابل كل عبد يسلمه (أنظر كم كانت قيمة الانسان ؟) , فلم يحفل به ولا بعروضه ومضي في دعوته التحريرية , بل وبدأ منعطفاً آخر عندما قرر قبول الاحرار من الفقراء في جيوشه, مما أدي الي مزيد من هزيمة جيوش الخلافة.
وقررت الخلافة وضع كل امكانيات الامبراطورية للقضاء علي الزنج, وحشدت جيوشاً طارئة أمكنها السيطرة علي مجاري الانهار وحصار قنوات المياه المحيطة بمناطق الزنج المحررة. وأخذت سفن الموفق تجوب المياه تنادي الزنج للتخلي عن زعيمهم, ومن استسلم منهم أمنه الموفق وأكرمه واركبه معه سفينته ليعرض حاله علي زملائه المحاصرين, مع عرض آخر لرؤوس من قاوم من الزنج, فبدأ الجيش الثائر يستشعر الضعف والهوان والرهبه, وإزاء الحصار انتهي الامر باستسلام العبيد فرادي وجماعات لجيوش دولة الخلافة.
يري المؤرخون المسلمون أن عبد الله بن محمد لم يكن الا مغامراً شريراً تسبب في فتنة وخراب طمعاً في الرياسة, وتجدهم لا يسمونه الا الخبيث واللعين ، ولا يصفونه الا بعدو الله وعدو المسلمين, لكن تراهم بماذا كانوا يسمونه لو كان هو المنتصر؟ لذلك يري باحثون محدثون ومنهم أستاذنا طه حسين أنه كان رجلاً ذكي القلب بعيد الامل دقيق الحس ضابطاً لأمره مالكاً لارادته. كان يعيش في بغداد وعلي اتصال ببعض عبيد قصر الخلافه, فرأي الفساد عن قرب, ورأي عبادة اللذة والخلل الاخلاقي والاجتماعي فتكرهه نفسه, لكن هل كانت تكرهه لانها كانت نفس كريمة تحب الخير وتكره الشر وتطمع في العدل وتؤثر المعروف؟ أم كانت نفساً طموحا تريد أن تشارك في نعيم الاحرار؟
إن مطالعة ما حدث تطلعنا علي الاجابة.
الظاهرة الاولي الملفتة للنظر, هي ذلك الافتتان الشديد به بين الناس حتي حالفه فقراء الاحرار ، وخاضوا معه المعارك متحالفين رغم انه لم يكن قرشياً, ولا حتي عربياً , ولا نبياً , ولا رسولاً, ولا صاحب كتاب, ولا صحابي, ولا صاحب معجزات, ولا هو حتي أبيض اللون كالبشر الأسوياء انسانياً في زمنه. افتتن الناس به وأيدوه وهو العبد الاسود المفرد ضد الخليفة المؤيد من الله في اعتقاد زمانهم , والمؤيد من الشريعة ومن الاجماع ومن جيوش الامبراطورية بعد ذللك ظهيرا . لقد تصدوا مع عبد الله لجيوش الخليفة التي فتحت بلداناً وهزمت دولاً, وانتصروا في كل المواقع عدا الاخيرة, وفي زمنهم لم يعرفوا ما هي حقوق الانسان ولم يسمعوا عنها كما في أيامنا, ولم يعرفوا العقد الاجتماعي ولا مبادئ الثورة الفرنسية, ولم يعلموا ما هي الدساتير ولا البرلمانات .
انها كانت روح الانسان الحرة التي ثارت علي السيد خليفة الله في أرضه, حتي لو كانت الثورة عليه كفراً كما يؤكده دوماً علماء السنة وفقه السنة علي اتفاق. لقد اختاروا الحرية ولو كانت مروقامن الشرعية, اختاروا الحربة علي العبودية في ظل الشرعية.
ولا يمكنا ان نزعم ان صاحب الزنج كان مدعوما من امريكا أو عميلاً لاسرائيل, أو انه تعرض لضغط أو تأييد من الرئيس بوش ، بينما في ايامنا عاد الماض الكريه بظله مع دعاة الاستعباد والخلافة والدولة الاسلامية ، التي رفضها عبيد البصرة من الزنج وفقراء الاحرار. لقد فهم عبد الله بن محمد أن نظام الخلافة المؤيد بالفقةالمشيخي المقدس هو موطن الداء, فقام يضربه بعنف, ومعه كل المستضعفين. كان الخليفة قرشي عربي مقدس ورفض عبيده السجود له, واليوم يريدوننا أن نسجد للمشايخ من رموز الاسلام الذي لا يعرف رموزاً !!
العبيد رفضوا نظام الخلافة الاسلامية وطريقته في الحكم في القرن العاشر الميلادي, ويأتي من يطالب بعودته في القرن الحادي والعشرين يلفت النظر بشدة قول عبد الله بن محمد لأصحابه" لنغامر كما غامر الناس" . كان التاريخ ماثلاً لم يمض بعد بتاريخ الفتوحات , عندما غامر العرب ففازوا بالارض ومن عليها. لكن هذا التاريخ الماثل يبدو أنه أيضاً كان هو المثل والقدوه, فقام عبد اللة بن محمد يختار لنفسه راية خضراء ، كتب عليها الآيات: " إن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة , يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون" .
لقد جعل الحرب في سبيل الحرية, حرباً من المؤمنين ضد المشركين, كما هو موضوع الآيات, لقد جعل حربه حقاً يقف الله بجانبه ضد الخلافة ونظامها كله ،أصبحت هي الباطل.
يلفت النظر أيضاً وفاء صاحب الزنج لاتباعه بما كان يعد, كان يحلف لهم جهد ايمانه أن سيملكهم أرضهم ، ويجعلهم سادة يملكون الرقيق بعد أن كانوا رقيقاً, وانهم سيملكون ساداتهم , وبر لهم دوماً بما وعد ، بل قام يطبق علي السادة الذين اصبحوا عبيداً شريعة هؤلاء السادة العرب, فكان يجلدهم بالسياط ، ويوزع علي اتباعه أنصبة عادلة من غاراتهم علي السفن والقري ، بنفس نسبة التقسيم زمن غزوات النبي وغزوات الفتوحات, سواء كانت تلك الانصبة منافع مادية أو بشراً من أطفال ونساء السادة المترفين, فأنفذ في العرب شريعتهم, لكنه ارتقي عنهم خطوة عندما ساوي بين البيض الاحرار وبين الزنوج وآخي بينهم كمؤاخاة المهاجرين و الانصار.
كان تطبيق شريعة العرب علي العرب مأتماً عربياً عظيماً, آلم العرب واوجع اكبادهم في كل بقاع الامبراطورية التي اهتزت لاغتصاب النساء العربيات الماجدات من قبل العبيد السود وبيعهن في الاسواق. آلمتهم شريعتهم عندما طبقت عليهم ، فقاموا من كل أرجاء الامبراطورية يرسلون للخليفة بالدعم المادي والعسكري للقضاء علي ثورة الزنج, وكان هذا تحديداً هو السبب الحقيقي في كسر ثورة الزنج.
وكان للمشايخ والفقهاء أيضاً دورهم الكبير في كسر تلك الثورة فكفروا صاحب الزنج ومن معه ، رغم أنه كان يطبق شريعة الاسلام تماماً ولو راجعنا أفعاله لوجدناه رجلا مسلما 100× ال100, فقد جلدهم بالشرع كما كانوا يجلدون الناس, وطبق شريعة العين بالعين والسن بالسن, وركب هو ورجاله نساء السادة العرب المهزومين , وأسروا أطفالهم ونهبوا أموالهم, فأين الكفر فيما فعل صاحب الزنج؟ ان الكفر الواضح أنه لم يفهم أن تلك قوانين مقدسة يطبقها العرب علي غير العرب فقط, هي قوانين تستثني واضعي القانون من القانون.
لقد أدرك عبد الله بن محمد خلل نظام الخلافة المقدسة وحلفها المشيخي , لكنه لم يستطع أن يجد أمامه بديلاً يعرفه ويفهمه لثقافته الاسلامية التي كان يتمسك بها بايمان عظيم, أبداً لم يتصور صاحب الزنج ولا الزنج المسلمون أن الظلم يمكن أن يأتي من النظام الديني للحياة , فالشريعة مقدسة لذلك هي سليمة بالتمام والخطأ إنما هو في التطبيق, في الاشخاص كالخليفة وحاشيته وفقهاؤه. لذلك عندما انتصر الزنج استخدموا نفس الآليات مع أسيادهم السابقين, العبيد حالياً, ولم يكن يري أن هناك نظاماً أفضل من النظام الاسلامي فطبق شريعته باخلاص, فأذاق العرب مرارة الكأس الذي أذاقوه لمختلف الشعوب. فاستمر الظلم رغم تبدل الشخوص, كل ما حدث هو أنه قد أصبح العبد سيداً والمظلوم ظالماً والمجلود جلاداً, لذلك عندما انتصر الزنج ظل الظلم هو صاحب السلطة , لذلك عاد الزنج مع هزيمتهم النهائية أمام جيوش الامبراطورية عبيداً مرة أخري, لانهم لم يكونوا مؤهلين لاستبدال تلك الثقافة بثقافة أكثر نضوجاً تقدس الحرية والكرامة والانسانية والعدل والمساواة لكل البشر.
لقد كانت القاعدة ظالمة منذ سبارتاكوس وما بعد سبارتاكوس, ومنذ الفتوحات ومنذ الزنج وما بعد الزنج, حتي اجتمع الانسان عبر نضالات طويلة فى عالم الحريات , ليستكمل مسيرة سبارتاكوس وصاحب الزنج ، ليجبر العالم كله مسلمين وغير مسلمين للتخلص عن عار اتجار الانسان في أخيه الانسان.
ملحوظة خاتمة:
أنه لم يصل أي زنجي في بلادنا حيث دين الحريات والمساواة الي ما وصل اليه السيد: (كولن باول ) , ولا ما وصلت اليه .... ويا للهول ... سوداء... ونجرو ، و لمزيد من النكاية وفداحة المصيبة امراة ) , هي ( السيدة كونداليزارايس ) وذلك في بلاد الكفر والطاغوت.
لقد كان حظ عبيد النيجر (النجرو), أوفر من نكد حظ عبيد زنجبار , لقد أصبحوا مواطنيين حقيقيين كاملي الحقوق في دولة عظمي .. تري هل هي سخرية الأقدار؟
ثورة الجياع في عصر الملك بيبي الثاني
في نهاية الدولة القديمة في العصر الفرعوني
يحدثنا التاريخ عن بداية انهيار هذه الدولة متمثلة في انهيار الأسرة السادسة، حيث كانت مصر يسيطر عليها ملك ضعيف هو الملك (بيبي الثاني)، الذي اعتلى العرش وعمره ست سنوات ولمدة 94 عامًا
وقد عرفت مصر في عهده الفساد والانحلال والانهيار والانقلابات، والحروب القبلية الأهلية، وتصارع حكام الأقاليم، بينما تقدمت القبائل البدوية من الشرق والغرب تغزو البلاد، وكانت الحكومة المصرية في تلك الأثناء ضعيفة؛ مما حدا بالشعب إلى القيام بثورة اجتماعية.
الحكيم والمؤرخ (إبور) في كتاب (صرخة نبي) وصف حال مصر للملك بيبي الثاني لعله يتعظ ويعرف ما وصل إليه حال شعبه فيقول له:
"إن الناس قد جاعت وماتت من الجوع، ولأن الناس عاجزون عن دفن موتاهم فقد نشطت صناعة الدفن، والعاجزون عن الدفن كانوا يلقون الجثث في النيل حتى أصبحت التماسيح ضخمةً بسبب هذه الجثث.. ولم يعد يُستورد خشب الأرز من لبنان لصناعة التوابيت.. وهجم الناس على قبور الملوك.. وهجموا على طعام الخنازير فلم يعد أحدٌ يجد طعامًا.. وانقلبت الأوضاع في المجتمع.. ولم يعد أحدٌ يضحك.. وحتى الأمهات لم يعدن ينجبن.. والمرأة التي كانت ترتدي الكتان تمشي ممزقةً.. والتي كانت تملك المرايا لم تعد ترى وجهها إلا على سطح الماء، ولم يعد أحد يحترم الكبير ولا العالم ولا رجل الدين ولا أبويه..
وكان الناس يقولون:
يا ليتنا متنا قبل هذا، وكانت الأطفال تقول: ولماذا أتوا بنا، واللصوص صاروا أغنياء، ولم يعد أحدٌ منهم في حاجةٍ إلى أن يتزوج، ففي فراشه كثيرات من بنات العائلات الغنية من أجل الطعام والشراب والمأوى، ولا أحد يخاف من رجال الأمن ولا النبلاء ولا الكهنة ولا الأسر المالكة كلها لم يعد لها وجود، إنها تتوارى أو تهرب أو تلقي بنفسها في النيل".
ووصف المؤرخ المصري الكبير سليم حسن هذه الثورة بأنها كالثورة البلشفية تمامًا.
في مصر ايضا
ثورة الجوع ... زمن المستنصر الفاطمي
في زمن الدولة الفاطمية، وبالتحديد في عصر الخليفة المستنصر الفاطمي؛أُصيبت مصر بكارثةٍ ومجاعةٍ كبرى؛ ولذلك عُرفت بالشدة المستنصرية أو الشدة العظمى
وكان سببها اختلال النظام الإداري والفوضى السياسية وتزامن ذلك مع نقص منسوب مياه النيل ليضيف إلى البلاد أزمة عاتية
وامتدت هذه الأزمة لمدة سبع سنوات متصلة من (457هـ/1065م) إلى سنة (464هـ/1071م)، ووُصفت بأنها لم تشهد مصر لها مثيلاً منذ السنوات السبع العجاف في عصر سيدنا يوسف.
وقد أفاض المؤرخون فيما أصاب الناس من جرَّاء هذه المجاعة من تعذر وجود الأقوات وارتفاع الأسعار , فكان رغيف الخبز وحده يُباع بخمسة عشر دينارًا (7.5 جنيهات)، واضطرار الناس إلى أكل الميتة من الكلاب والقطط، والبحث عنها لشرائها، حتى بيع الكلب بخمسة دنانير والقط بثلاثة دنانير، وزاد من خطورتها أنه صاحب هذه المجاعة انتشار الأوبئة والأمراض التي فتكت بالناس حتى قيل: إن ثلث السكان قد ماتوا، ولم يعد يرى في الأسواق أحد، ولم تجد الأرض مَن يزرعها، ونقص عدد القرى في مصر من 3834 إلى 2062، واضطر الميسورون من الناس إلى بيع كل ما عندهم مقابل كسرةٍ من الخبز حتى إن حارةً سُميت بحارة الطبق، إذ بيعت فيها عشرون دارًا مقابل طبقٍ من الدقيق، اشتدت المحنة حتى أكل الناس بعضهم بعضًا حسبما ذكر المؤرخون، وكان الرجل يخطف ابن جاره فيشويه ويأكله، وبلغ من الأزمة أن الخليفة اضطر إلى أن يبيع كل ما في قصره من ثيابٍ وأثاثٍ وسلاح وصار يجلس في قصره على حصير.
وتوالت المساعدات الإنسانية على مصر، فيُذكر أن أهل الأندلس المسلمين أرسلوا إلى المصريين سفنًا مملوءةً بالطعام والغلال لمساعدتهم في محنتهم، وبدورهم أعاد المصريون هذه السفن محملةً بالذخائر الحربية كي يستطيع الأندلسيون الاستعانة بها في كفاحهم ضد الأسبان.
وكان من نتيجة هذه الأزمة العاتية أن أخذت دولة المستنصر بالله في التداعي والسقوط، وخرجت كثير من البلاد عن سلطانه، فقُتل البساسيري في العراق سنة (451هـ/ 1059م) وعادت بغداد إلى الخلافة العباسية، وقُطعت الخُطبة للمستنصر في مكة والمدينة، وخُطب للخليفة العباسي في سنة (462هـ/1070م)، ودخل النورمان صقلية واستولوا عليها، فخرجت عن حكم الفاطميين سنة (463هـ/1071م) بعد أن ظلَّت جزءًا من أملاكهم منذ أن قامت دولتهم، وتداعى حكم الدولة الفاطمية في عهد المستنصر في بلاد الشام.
في ظل هذه الأوضاع المأساوية يروي المؤرخ المقريزي في كتابه (إغاثة الأمة في كشف الغمة):
وضمن هذه الظروف الصعبة أن سيدةً من نساء القاهرة كانت على شيءٍ من الثراء آلمها صياح أطفالها الصغار وهم يبكون من الجوع فلجأت إلى شكمجية حُليها وأخذت تقلب ما فيها من مجوهرات ومصوغات ثم تتحسر لأنها تمتلك ثروةً طائلةً ولا تستطيع شراء رغيف واحد فاختارت عقدًا ثمينًا من اللؤلؤ تزيد قيمته على ألف دينار، وخرجت تطوف أسواق القاهرة والفسطاط فلا تجد مَن يشتريه، وأخيرًا استطاعت أن تقنع أحد التجار بشرائه مقابل كيسٍ من الدقيق واستأجرت أحد الحمَّالين لنقل الكيس إلى بيتها.
ولكنها لم تكد تخطو بضع خطواتٍ حتى هاجمها جحافل الجياع، فاغتصبوا الدقيق، وعندئذٍ لم تجد مفرًّا من أن تزاحمهم حتى اختطفت لنفسها حفنةً من الدقيق وانطلقت تجري بها حتى وصلت إلى بيتها فعكفت على عجن حفنة الدقيق وصنعت منها قرصةً صغيرةً وخبزتها، وانطلقت إلى الشارع صائحة: الجوع الجوع.. الخبز الخبز، والتفَّ حولها الرجال والنساء والأطفال وسارت معهم إلى قصر الخليفة المستنصر، ووقفت على مكانٍ مرتفعٍ ثم أخرجت القرصة من طيات ثوبها ورفعتها بيديها ولوحت بها وهي تصيح: أيها الناس لتعلموا أن هذه القرصة كلفتني ألف دينار، فادعوا معي لمولاي السلطان المستنصر الذي أسعد الله الناس بأيامه، وأعاد عليهم بركات حسن نظره حتى تقومت عليَّ هذه القرصة بألف دينار.
فلما سمع المستنصر الصارخ أطلَّ من شرفته، وعلم بما حدث، فاشتدَّ به الجزع لما أصاب الرعية، وامتعض له أشد الامتعاض، مما دفعه أن يفعل شيئًا، فأرسل يستدعي والي القاهرة، وشدد عليه بأن يتخذ التدابير الحاسمة لكي تخرج الغلال إلى الأسواق وإلا فُصل رأسه عن جسده، وكان الوالي ماكرًا، وزاده الحرص على حياته مكرًا ودهاءً، فخرج واستدعى جماعةً من المجرمين المحكوم عليهم بالسجن سنواتٍ طوالاً، وألبسهم ملابس التجار الأثرياء، وحجزهم في غرفةٍ من داره، ثم أرسل فاستدعى تجار الغلال في القاهرة والفسطاط، فلمَّا تكامل عددهم أمر حاجبه فأحضر واحدًا من المجرمين حتى فاجأه الوالي بقوله: "ألم يكفك أيها التاجر أن عصيت أمر مولانا الخليفة حتى حبست الغلال ومنعتها عن الأسواق وتسببت في هذه المجاعة التي كادت تؤذي بالشعب؟
وقبل أن يفيق الرجل من ذهوله وقبل أن يفتح فمه بكلمةٍ للدفاع عن نفسه كان السياف أطاح برأسه، وفعل نفس الحيلة مع تاجرٍ آخر، وهنا علت وجوه التجار صفرة الموت فخروا راكعين متوسلين العفو عنهم على أن يخرجوا ما في مخازنهم من قمحٍ ودقيقٍ إلى الأسواق، ويبيعوا رطل الخبز بدرهم واحد، ولكن الوالي لم يقبل وطلب إليهم أن يكتفوا بدرهم واحد ثمنًا لرطلين، وفي ساعاتٍ قليلة كانت الأسواق قد امتلأت بالقمح والخبز والدقيق!!.
وبدأت الدولة تُقدِّر أن إبعاد شبح المجاعة عن مصر لا يتأتي إلا بتخزين الحبوب، فخصصت من ميزانيتها كل عامٍ مائة ألف دينار لشراء محصول القمح وتخزينه، وكان هذا الاحتياطي في وقت الحاجة يوزع على الطحانين والخبازين، وكذلك كان للدولة متاجر تملكها لبيع الغلال ودكاكين لبيع الخبز بقصد تثبيت سعرها المواد الغذائية الأخرى بإقامة سعر لكل شيء حتى لا يتلاعب التجار بالأسعار.
صدق الشاعر القائل:
الدهر كالدهر والأيام واحد ............ والناس كالناس والدنيا لمَن غلب
فكأننا نعود لهذا الزمن، والتاريخ يعيد نفسه تفصلنا خطوط عن هذه العصور لكن ما كان يحدث قديمًا يحدث الآن أيضًا، تغيَّرت الشخصيات لكنَّ الفعلَ باقٍ، ويا ليتنا لا يصل الحال بنا كما وصل بهم، فها هي الأسعار تتزايد ويتاجر الفاسدون بأقوات الفقراء، فالماء يُباع ويشتري ويرتفع سعر رغيف الخبز ناهيك عن مهازل طوابير الخبز وغلاء الأسعار، ولحوم الكلاب والقطط والحمير واللحوم المستوردة الفاسدة التي تُباع في محلات الجزارة والمطاعم وحدث ولا حرج...
فهل يخرج علينا حكيم من حكماء هذا الزمن لا ينافق حاكمًا ليبصره بما وصل له حال بلدنا كما فعل الحكيم إبور، ومتى تخرج علينا امرأة من عصرنا لتقف على باب القصر الرياسي لتقول "ادعوا معي لمولاي الرئيس، فقد اشتريت البيضة بستين قرشًا ورغيف الخبز بخمسة وعشرون قرشًا، ويا ليته يُؤكل لعدم جودته؟!!
إن التاريخ يقول لنا:
لا بد من الضرب بيدٍ من حديدٍ على أولئك المتحكمين والمحتكرين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ثورات عبر التاريخ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ثورات الجوع.. في التاريخ المصري
» ثورات الجزائر من (جزئين الجزء الاول)
» ثورات مصر قديما وحديثا
» كن متسامحا حتى تخفف من ثورات نفسك
» أشهر ثورات المصريين من عصر الفراعنة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى العالم العربي والإسلامي-
انتقل الى: