الأوزون مأساة العصر

الأوزون مأساة العصر
لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وكرمه وفضله على كثير ممن خلق . وخلق الكون ووضع له النواميس والقوانين التي تكفل حفظة وتوازنه واحكم الله صنع البيئة التي خلقها وأتقن صنعها ( إنا كل شيء خلقناه بقدر ) [ القمر 49 ] غير إن الإنسان لم يراع حقوق الله في خلقه واندفع يفسد ويدمر كل شيء ونتيجة هذا السلوك الخاطئ ظهرت مشاكل التلوث والتدهور البيئي . قال تعالى في سورة الروم الآية 41 ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدى الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) . ومن بين المخاطر التي نجمت عن تدخل الإنسان فى النظم الكونية وعن إخلاله بالتوازن الديناميكى لمكونات الغلاف الجوى للارض ، استنزاف الاوزون في طبقة الجو العليا في المنطقة التي تقع على ارتفاع يتراوح بين 20 ، 30 كيلو متر فوق منسوب سطح البحر ماهو غاز الأوزون ؟ : الأوزون غاز عديم اللون نفاذ الرائحة . وهو يتكون من اتحاد ثلاث ذرات من الاكسجين وهذا الغاز سام للإنسان والحيوان والنبات على السواء وهو أكثر سمية من مركبات السيانيد والاستركينين وأول أكسيد الكربون ومن لطف الله بعبادة انه لا يوجد عادة عند سطح الأرض بتركيزات مسببة للضر ، بيد إن التلوث الناجم عن حركة مرور السيارات في المدن المزدحمة يؤدى الى زيادة تركيزة . وتتراوح نسبتة في المناطق الخالية بين 0.02 و 0.03 جزء في المليون ، في حين تزداد نسبة الى 0.5 جزء في المليون في المدن الصناعية المزدحمة بالآليات والسيارات . والاوزون ذو فعالية عالية في إبادة الجراثيم وقتل البكتيريا والفيروسات والطفيليات . ولهذا السبب فإن عدة دول تفضل استخدامه في معالجة مياه الشرب والمياه الصناعية ومياه المجارى ، وفى تغليب الأسماك وتعقيم المأكولات . وبذلك يمكن تصور إن وجود الأوزون في الغلاف الجوى يقوم بعملية تنظيف أو تعقيم للبيئة بالاضافة الى حماية الأرض في الطبقات العليا من الاشعة فوق البفسجية الى تصلنا من الشمس والتى لولاه لزالت الحياة عن معظم الكرة الارضية .. ولو شئنا إن نتصور مقدار ضآلة وجود غاز الأوزون في الهواء الجوى فوق سطح الأرض حتى ارتفاع 50 كيلو مترا فاذا جمعنا كل الأوزون الموجود في صورة طبقة على سطح الارض لما تجاوز سمكها 2-3 ملليمترات على الاكثر ، لكن رغم ضآلة هذا التكوين وندرته فى الغلاف الجوى فانة يجدد نفسة بصفة مستمرة ، بمعنى ان صورته غير المستقره تتعرض لبعض الظروف التى تجعلة يتفكك ويندثر ... ولكن استمرار سقوط الاشعة فوق البنفسجية من الشمس يجعل الاوزون يجدد نفسة بقدر ما يكون هذا التحليل طبيعيا . تكوين غاز الاوزون : يمتص الاوزون فى الجو مقادير ضخمة من الاشعاع فوق البنفسجيى ، الذى لولا الاوزون لوصل الى الارض. يتولد الغاز حين يقع فوتون الإشعاع فوق البنفسجى ذو الطاقة العالية على جزئ اكسجين (أ 2) فتنفلت ذرتاه (أ) لتتحدا بجزيئات الاكسجين المجاورة . والاوزون (أ3) المكون على هذا النحو يتم تحطيمة تكرارا بفوتونات الضوء فوق البنفسجى أو الضوء المرئى ، ويعاد تكوينه بسرعة ويصبح مهيأ لامتصاص مزيد من الضوء ويموت الاوزون عندما تصطدم به ذرة أكسجين مكونا جزيئين من الاكسجين . وتعتبر هذه العملية عملية تفكيك لغاز الاوزون وعند امتصاص جزئ الاوزون للأشعة فوق البنفسجية التى تتراوح اطوالها موجاتها بين 2000-3000 انجستروم فأنة يتفكك الى جزئ أكسجين _ ( أ 2 ) وذرة أكسجين ( أ ) ومجمل القول فأنة توجد طبقة اتزان اوزونى في طبقة الاستراتوسفير ومن هذه الطبقة يمكن للاوزون إن ينتقل الى الطبقات السفلى وعندما ينتقل الى اسفل فأنة يتفاعل مع الملوثات الموجودة عند هذه الارتفاعات ويتحلل الى مركباتة الاوكسجينية . مما سبق يتضح إن الاوكسجين والاوزون يشتركان في حماية الكائنات الحية وذلك بامتصاصها الاشعة فوق البنفسجية . حيث إن جزئيات الاكسجين تمتص الاشعة فوق البنفسجية التي أطوال أمواجها لا تزيد عم 2000 انجستروم وتكون الاوزون ثم يقوم الاوزون بامتصاص الاشعة فوق البنفسجية الى أطوال أمواجها تزيد على 2000 انجستروم ليتحلل الى أكسجين . كمية تركيز غاز الاوزون في الطبقة التي يحدث فيها الاتزان الاوزونى اكبر بحوالى 10-100مرة عن نظيرها في طبقة الترويوسفير و 90 مرة عن الطبقات التي تعلوها . والأرصاد الحالية توضح إن 25% من تركيز عاز الاوزون يمكن للرياح إن تنقلها من الأماكن الغانية للاوزون الى الأماكن التي يكون فيها الاوزون منخفضا نسبيا أو من الارتفاعات التي يكون الاوزون في نهايته العظمى الى الارتفاعات التي تكون فيها نسبة التركيز ضعيفة وهى الارتفاعات التي تقع في طبقة الترويوسفير والمكان الذي تقل فيه كمية الاوزون نتيجة نقل الرياح يزداد فيه الاوزون مرة أخرى ( بعد عدة ساعات أو أيام ) الى معدلها الطبيعي . والاوزون من الناحية المناخية يزداد في اتجاه القطب الشمالي شمالا وفى اتجاه القطب الجنوبي جنوبا وتصل اكبر قيمة له في فصل الربيع على جميع خطوط العرض المختلفة واقل قيمة له تحدث في فصل الخريف . الطبقات التي يوجد فيها الاوزون : للاوزون توزيعات أفقية حسب خطوط العرض حيث تكون اقل قيمة له عند خطوط الاستواء وتزداد قيمة في اتجاه القطبين . وللاوزون توزيعات راسية حيث يوجد حوالي 91% منه في طبقة الاستراتوسفير على ارتفاع يتراوح ما بين 12: 40 كم ، حوالي 9% في طبقة التربوسفير على ارتفاع 8 : 17 كم وجوده في طبقة التربوسفير : يوجد في الأماكن ذات التلوث الجوى حيث عمليات الاحتراق في محطات الطاقة والسيارات والمصانع وزيادة عدد البشر ونشاطهم اليومي . وينتج الاوزون في هذه الطبقة من زيادة تركيز ثاني أكسيد النتروجين ودخول هذا الغاز في عدة تفاعلات مع بعض المواد العضوية في وجود الأوكسجين والضوء وينتج غاز الأوزون . والأوزون في هذه الطبقة يعمل كملوث يسبب التسمم للإنسان عندما يتنفسه وتركيز الأوزون في الجو العادي يصل الى 0.02 جزء في المليون 0وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية الى إن كمية الاؤزون يجب إلا تزيد على 120:60جزء في البليون ، بينما تشير عدة تقارير أخرى باالحد المسموح به لتركيزغاز الاْوزون يتراوح بين5.,:1.5 جزء في البليون 0 ويتنبأ العلماء بان يتضاعف مقدار الأوزون في الطبقة السفلى والذي بلغ مقداره 60:40جزء في البليون اى نصف المقدار الأعظم المقبول المحدد ب120 جزء في البليون0 ومن اجل إن الأوزون غاز سام فهو قادر على تدمير الرئتين وكثيرا ما يموت الإنسان تبعا لذلك إذا زاد تركيزه عن الحد المسموح بت، ويموت الإنسان نتيجة لافتقار الرئتين للأوكسجين ولذلك حرصت الهيئات البيئية على حماية الإنسان من خطر التلوث بالأوزون المنتشر في طبقات الجو السفلى 0ويسبب الأوزون التهاب الأغشية المخاطية ،ويسبب احتقان العيون والسعال وحرقان الصدر ،واحتباس الهواء في الرئة وهى الحالة المعروفة باسم (ايمفيزيا) وفيها تقل قدرة الرئتين على طرد الهواء نتيجة للتليف بهما ، كما يقلل الأوزون من مقاومة الجسم لنزلات البرد ،ويسبب التهاب رئوى حاد وتزداد حاله الإفراد الذين يعانون من أزمات صدرية مثل الربو منذ الطفولة0 والأوزون خارج المنازل اقل بحوالى 7% عن داخل المنازل ، ولذلك يجب تهوية المنازل جيدا . ويتلف الأوزون الصبغات المستخدمة في تلوين المنسوجات ويؤثر الأوزون في هذه البقعة على النباتات الخضراء ، ويسبب ظهور البقع في الاوراق ، ودلت الدراسات الواسعة التي أجرتها وكالة البيئة في الولايات المتحدة على أن الأوزون يقضى على المحاصيل الزراعية بنسبة تفوق بكثير عن نسبة الـ 12% التي أثبتتها دراسات سابقة ، إما النسبة الجديدة التي حددتها الوكالة فتصل نسبة الضرر الى 30% ومعنى هذا إن الخسارة التي تسببها زيادة الأوزون في الطبقات السفلى للمزارعين الأمريكيين تقدر بحوالى 2.5 : 3 إلف مليون دولار سنويا 0 ويصل الى سطح البحر كمية من الاوزون لتسهم مع عدد من الغازات وبخار الماء في تكوين الضباب الأسود ويسهم مع الغازات الأخرى في حجز الإشعاعات المنعكسة من الأرض ويؤدى الى تسخين الأرض والجو المحيط بنا .

» أضرار تلوث الهواء على طبقة الأوزون
» * طبقة الأوزون:
» ذاكرة العصر
» الثقب في طبقه الأوزون
» تعريف العصر العباسي