أنباء الزلزال

موضوع: أنباء الزلزال الأحد أكتوبر 11, 2009 1:59 pm

أنباء الزلزال
" إِذَا زُلۡزِلَتِ الۡأَرۡضُ زِلۡزَالَهَا

وَأَخۡرَجَتِ الۡأَرۡضُ أَثۡقَالَهَا

وَقَالَ الۡإِنسَانُ مَا لَهَا

يَوۡمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخۡبَارَهَا

"
99- سورة الزلزلة؛ الآيات 1- 4
تعني كلمة" زلزال" العربية" deprem, sarsıntı: هزة، رجفة، زلزلة" في اللغة التركية. وتعرف السورة التي ترد فيها الآيات التي ندرسها عاليا باسم" سورة الزلزلة". ويعتقد أن هذه السورة تحكي في أساس الأمر زلزال يوم القيامة. ومع أن هذا التفسير يبدو صحيحا، فلا بد وأن يوضع في الاعتبار أيضا أن الآيات تتحدث عن الزلزال بشكل عام أيضا.
ويجري الحديث في الآية الرابعة من السورة عن إخبار الناس ببعض الأمور نتيجة الزلزال الحادث. إن آفة مرعبة مثل الزلزال تستدعي في بال الناس أول ما تستدعي فقد الأرواح والأموال، والرعب الكبير، والفزع. ولهذا السبب فربما يكون حصول الناس على معلومات في موضوعات معينة عقب الزلزال الحادث أمر مثيرا لهم في البداية. حقا قرأ العديد من الناس هذه الآيات وتساءلوا" ترى ما الذي يقصده الله من هذا؟"
كان الارتباط ما بين الزلزال والعلم به علاقة صعبة الإدراك جدا بالنسبة لمن عاشوا حتى القرن المنصرم. غير أننا نعلم في عصرنا الحالي أننا مدينين للزلازل بالعديد من المعلومات التي حصلنا عليها بشأن باطن الأرض. حتى إن الشعاع نصف القطري الأقصر سنرسمه من نقطة وجودنا صوب مركز الكرة الأرضية يتجاوز 6000 كيلومتر. ويستحيل علينا تجاوز هذه المسافة ودرجة الحرارة الموجودة فيها والوصول إلى مركز الأرض. وتقوم الزلازل بدور المعلم تجاهنا بالنسبة لمجالات أرضنا تلك التي عجزنا عن الوصول إليها وتحدثنا بالأخبار المتعلقة بخلق الله للأرض.( ويمكن للبشر أن يحصلوا في زلزال يوم القيامة على أخبار أخرى بخلاف هذه الأخبار التي تحدثنا عنها. أي أننا لا ندعي أن الإشارة الوحيدة للآية هي المعلومات التي تعلمناها في عصرنا الحالي في ظل الزلازل. ونحن نرى أن تفسيرنا هذا يعبر عن واحدة فحسب من العديد من إشارات الآية)
أثقال الأرض
إن الآية الثانية من سورة الزلزلة آية عجيبة أيضا، حيث يجري الحديث في هذه الآية أيضا عن إخراج الأرض لأثقالها. لقد عجز الناس منذ سنوات طويلة أن يفهموا ما المراد قصه بعبارة خروج الأثقال على وجه الأرض في الزلزال؟ ولهذا السبب فقد فسروا هذه الآية على أنه بعث الموتى أو خروج الكنوز الموجودة في باطن الأرض على سطحها. وفي نهاية الأبحاث التي أجريت في القرون الأخيرة تبين أن هناك معادن منصهرة ثقيلة في مركز الأرض. فباطن الأرض أكثر كثافة وأثقل من سطح الأرض بسبب المعادن المنصهرة. ولهذا السبب فإن الأرض تخرج أثقالها فوق سطحها حقا، في مختلف أنواع الزلازل التي خرجت فيها المواد الموجودة في باطن الأرض فوق سطحها. وما كان لأي إنسان قط في ذلك العصر الذي عاش فيه الرسول أن يعلم أن باطن الأرض يتكون من المواد الأكثر كثافة وثقلا وأن تلك المواد تخرج إلى السطح نتيجة الزلازل.
ولو أننا نضع نصب أعيننا كيف عرف الناس الذين عاشوا في عصر الرسول الزلازل، فإننا نفهم على نحو أفضل القيمة والجانب المعجز لأساليب التعبير الواردة في القرآن المتعلقة بالزلازل. كان العديد من الناس يعتقدون في ذلك العصر أن الأرض تقوم على الثور والسمكة ويقولون إن الزلازل تحدث نتيجة هز هذه السمكة ذيلها.( يمكن مشاهدة مثل هذا النموذج في النقول الواردة في بن كثير) إن تقديم القرآن شروحا تسبق عصره بكثير جدا دون أن يدافع عن أي اعتقاد مخطئ على الإطلاق من معتقدات عصره؛ يؤكد عظمة القرآن وإعجازه.
وكلما ازدادت معلوماتنا سواء كانت بحق القرآن، أو كانت بحق الكون، نفهم فهما جيدا أن صنع الله، ودينه أيضا كلاهما في غاية الكمال.
" قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي الَّذِينَ يَعۡلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوۡلُوا الۡأَلۡبَابِ "

» القرآن الكريم وبعض وجوه إعجازه – اشتماله على أنباء غيبية
» الزلزال ..عبرة وعظة
» ضحايا الزلزال ..إنها قوة الله
» زلـــــزال وعـــظـــمـــة الزلزال رسالة
» الزلزال ..عبرة وعظة { وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً }