خطورة التكفير والتخوين فى الاسلام

خطورة التكفير والتخوين فى الاسلام
التكفير
تأكيد الإسلام على خطورة التكفير أمر جلي في النصوص في مقابل مثل الآراء التي قامت على التساهل في تكفير المسلم ، وتنطلق الرؤية الإسلامية السليمة من قوله تعالى ( وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا ) النساء / 94
فقد نهت الآية عن تكفير من يلقي إلينا السلام ، فكيف بمن يصرح بكلمة التوحيد التي تعصم الإنسان كما يتضح من كثير من الأحاديث المروية في الصحاح
ولذا من الواضح أنها مسألة قلبية ينطق بها الإنسان قد يكون عن إيمان أو عن نفاق فليس لنا أن نتجاوز ظاهر الناس كما قال (صلى الله عليه وسلم) في خبر عمر " وحسابه على الله " .
وأكد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على تلك الحقيقة فيما رواه مسلم في باب ( تحريم قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلا الله ) عن المقداد بن الأسود ... أنه قال : يا رسول الله أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار فقاتلني فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها ثم لاذ مني بشجرة ، فقال : أسلمت لله ، أفأقتله يا رسول الله بعد أن قالها ؟ قال رسول الله (ص) : لا تقتله ، قال : فقلت : يا رسول الله إنه قد قطع يدي ثم قال ذلك بعد أن قطعها ، أفأقتله ؟ قال رسول الله (ص) : لا تقتله ، فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله ، وإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال
التخوين
ولعل البعض من الشخصيات قد اتخذ موقفا أو تبنى رأيا مخالفا للرأي في وقت من الأوقات لكن ذلك لا يمكن ان يجعله خائنا بالنظر الى المدلول السياسي والقانوني للكلمة. فالكلمة معناها فاضح مؤداه عدم الولاء للدولة والعمل لمصلحة جهات خارجية معادية وعقوبتها مغلظة جدا تصل للاعدام سواء في القوانين الوضعية أو الدينية ومنها الاسلام. فما هو سر هذا التناقض؟ سؤال في غاية الأهمية يجب الاسترسال في الاجابة عليه. وان كنت لا أملك حق الاسترسال في الاجابة كما هو ذلك في عدم ادعائي لامتلاك الاجابة كاملة، لكن واقع الحال يشير الى ان السبب الرئيسي خلف اطلاق تلك التهمة هو الفراغ النقدي الذي يعتري الخصم ما يدفعه للبحث في أذم التهم في سبيل قذفها على الآخر لجعله في زاوية حادة من الحرج. ومن جهة أخرى فانه وبكل أسف ان تستولي تلك التهمة على دائرة الانتباه لدى المجتمع من خلال سهولة تسويقها ، لذلك فهي تعتبر تهمة سهلة الترويج وذات فعالية في ارهاب الخصم ودفعه لأن يكون في خانة الدفاع. كل ذلك اذن تكتيك بغيض له سلبياته وترسباته على البيئة التي لا شك انها ستلوث به اذا ما تم الاستمرار في تناول هذه التهم بالشكل الحالي. فالتداعيات المتوارثة من هذه التهم سوف تدين من أطلق التهمة على المدى البعيد خاصة عندما تتبدل الأحوال ، التي تتغير بسرعة كبيرة في مجالنا أكثر من غيرنا. فعلى المدى المتوسط كان من يطلق تلك التهم على الآخر بالأمس هو في خانة المتهمين حاليا أو من المتعاونين مع من تهمهم يوم البارحة.
مع ان الفجور في الخصومة والفراغ النقدي ومحاولة بث الرعب والارهاب في الخصم وعدم الثقة بالنفس والسيكولوجية المختلة كل ذلك يشكل أسباب اطلاق تهم التخوين ضد الآخرين خاصة بين إخوة التراب. ان عدم وجود دليل قطعي محصن بحكم قضائي نهائي لتهمة خطيرة مثل الخيانة العظمى ليعتبر جريمة بحد ذاته تساوي الطعن بالشرف ان لم يكن أكثر. لذلك يجب تجريم من يوزع تلك التهم على اخوانه مهما كان سبب ذلك الخلاف . ان اطلاق تلك التهمة لتعبر عن حقيقة سطحية كبيرة.
واخيرا اقول
من كان يخشى الله فليمسك لسانه
ومن لم يخشاه تعالى فيواصل دربه بالتخوين والتكفير

» ثقافة التكفير والتخوين
» التكفير: شروطه وموانعه عند اهل السنه
» أسس التربية في الاسلام.المراهق من وجهة نظر الاسلام.اهمية وجود الاب في مرحلة المراهقة
» أنواع التكفير:
» ضوابط التكفير