ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 الرزق والأجل{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ}

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

الرزق والأجل{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} Empty
مُساهمةموضوع: الرزق والأجل{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ}   الرزق والأجل{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} Emptyالأحد أغسطس 18, 2013 11:17 am

الرزق والأجل{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} QxCVd
الرزق والأجل{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ}
سئل الحسن البصري عن سر الزهد فقال : أربعة أشياء
قوله تعالى : وفي السماء رزقكم وما توعدون .

[ ص: 440 ] اختلف العلماء في المراد بكون رزق الناس في السماء ، فذهبت جماعة من أهل العلم أن المراد أن جميع أرزاقهم منشؤها من المطر وهو نازل من السماء ، ويكثر في القرآن إطلاق اسم الرزق على المطر لهذا المعنى ، كقوله تعالى : هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا [ 40 \ 13 ] .
وقوله تعالى : واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق [ 45 \ 5 ] .
وقد قدمنا الآيات الموضحة لهذا في سورة المؤمن .
وإنزاله تعالى الرزق من السماء بإنزال المطر من أعظم آياته الدالة على عظمته وأنه المعبود وحده ، ومن أعظم نعمه على خلقه في الدنيا ، ولذلك كثر الامتنان به في القرآن على الخلق .
وقال بعض أهل العلم : معنى قوله : وفي السماء رزقكم أن أرزاقكم مقدرة مكتوبة ، والله - جل وعلا - يدبر أمر الأرض من السماء ، كما قال تعالى : يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه الآية [ 32 \ 5 ] ، وقوله تعالى : وما توعدون " ما " في محل رفع ، عطف على قوله : رزقكم ، والمراد بما يوعدون ، قال بعض أهل العلم : الجنة ، لأن الجنة فوق السماوات ، فإطلاق كونها في السماء إطلاق عربي صحيح ، لأن العرب تطلق السماء على كل ما علاك كما قيل :
وقد يسمى سماء كل مرتفع وإنما الفضل حيث الشمس والقمر ولما حكى النابغة الجعدي شعره المشهور ، قال فيه : بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا قال له - صلى الله عليه وسلم : " إلى أين يا أبا ليلى . قال : إلى الجنة ، قال : نعم إن شاء الله " .
وقال بعض أهل العلم : وما توعدون من الخير والشر كله مقدر في السماء ، كما بيناه في القول الثاني في المراد بالرزق في الآية ، وهذا المعنى فيما يوعدون به أنسب لهذا القول الثاني في معنى الرزق .
وقد وردت قصص تدل على أنه هو الذي يتبادر إلى ذهن السامع ، فمن ذلك ما ذكره غير واحد عن سفيان الثوري أنه قال : قرأ واصل الأحدب هذه الآية وفي السماء رزقكم وما توعدون [ ص: 441 ] فقال : ألا أرى رزقي في السماء وأنا أطلبه في الأرض ، فدخل خربة يمكث ثلاثا لا يصيب شيئا ، فلما أن كان في اليوم الثالث إذا هو بدوخلة من رطب ، وكان له أخ أحسن منه نية ، فدخل معه فصارتا دوخلتين ، فلم يزل ذلك دأبهما حتى فرق بينهما الموت .
ومن ذلك أيضا : ما ذكره الزمخشري في تفسير هذه الآية ، قال : وعن الأصمعي ، قال : أقبلت من جامع البصرة فطلع أعرابي على قعود له ، فقال : ممن الرجل ؟ قلت : من بني أصمع ، قال : من أين أقبلت ؟ قلت : من موضع يتلى فيه كلام الرحمن ، فقال : اتل علي ، فتلوت : والذاريات ، فلما بلغت قوله تعالى : وفي السماء رزقكم قال : حسبك ، فقام إلى ناقته فنحرها ووزعها على من أقبل وأدبر ، وعمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما وولى ، فلما حججت مع الرشيد طفقت أطوف فإذا أنا بمن يهتف بي بصوت رقيق فالتفت ، فإذا أنا بالأعرابي قد نحل واصفر فسلم علي واستقرأ السورة ، فلما بلغت الآية صاح ، وقال : قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا ، ثم قال : وهل غير هذا ؟ فقرأت فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون [ 51 \ 23 ] ، فصاح وقال : يا سبحان الله من ذا الذي أغضب الجليل حتى حلف ، لم يصدقوه بقوله حتى ألجئوه إلى اليمين ، قائلا ثلاثا ، وخرجت معها نفسه . انتهى .
حث الله تعالى الإنسان على قراءة آيات القرآن الكريم بتمعن دون أن نمر عليها مرور الكرام لكي نتفهم معانيها الشاملة والدقيقة وليست قراءة القرآن الكريم طمعا في الأجر فقط، بل إن من أهم أهداف قراءة القرآن الكريم هو تفهم وتدبر آياته والعمل بما جاء فيها جملة وتفصيلا حتى نكون قد نفذنا تعاليم الله عز وجل ومن ثم الوصول إلى عقيدة قوية راسخة بالله عز وجل، لان من يعبد الله بعلم ليس كمن يعبده بجهالة» قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون» ويقول تعالى « إنما يخشى الله من عباده العلماءُ».
عندما نتمعن الآية القرآنية الثانية والعشرون من سورة الذاريات «وفي السماء رزقكم وما توعدون» نعلم يقينا أن معنى الآية الكريمة هو أن رزق الإنسان سواء المال أو العلم أو الصحة وغيرها مقدرٌ من الله عز وجل، لكن على ما يبدو أن الله عز وجل يريد من هذه الآية الكريمة أن يدلنا أن رزق الإنسان قدره الله في السماء وجاء الرزق بالفعل من السماء نفسها، وهذا ما تم الكشف عنه في العلم الحديث، مؤكدا الإعجاز العلمي الكبير في القرآن الكريم كما وصفته هذه الآية الكريمة وغيرها من الآيات في مواضع أخرى من القران الكريم.
اجمع المفسرون على أن معنى رزق السماء في هذه الآية هو المطر، وبالمطر تحيا الأرض وتعيش الكائنات الحية بجميع أشكالها، وفي هذا يقول ابن كثير في تفسيره: (وفي السماء رزقكم وما توعدون) يعني المطر (وما توعدون) يعني الجنة. أما الشيخ الصابوني فيقول في تفسيره: أي وفي السماء أسباب رزقكم ومعاشكم وهو المطر الذي به حياة البلاد والعباد، وما توعدون به من الثواب والعقاب مكتوب كذلك في السماء. ثم علق الشيخ سيد قطب رحمه الله في تفسيره» في ظلال القرآن»: هي لفتة عجيبة، فمع أن أسباب الرزق الظاهرة قائمة في الأرض، حيث يكد فيها الإنسان ويجهد، وينتظر من ورائها الرزق والنصيب، فان القرآن يرد بصر الإنسان ونفسه إلى السماء، إلى الغيب، إلى الله، ليتطلع هناك إلى الرزق المقسوم والحظ المرسوم، أما الأرض وما فيها من أسباب الرزق الظاهرة، فهي آيات للموقنين، آيات ترد القلب إلى الله ليتطلع إلى الرزق من فضله، وتتخلص من أثقال الأرض وأوهام الحرص، والأسباب الظاهرة للرزق، فلا يدعها تحول بينه وبين التطلع إلى المصدر الأول الذي أنشأ هذه الأسباب.
إن هذه الآية الكريمة وحسب ما جاء في كتب التفسير تدل على أن الرزق مكتوب في السماء حتى ولو كان الإنسان يكد ويعمل في مناكب الأرض لكن يجب أن لا يغفل بان هذا الرزق مقدر ومكتوب من خالق السماء وانه ليس هنالك من صغيرة ولا كبيرة إلا بأمر الله عز وجل.
إن معنى الرزق لغة يشمل كل ما يفيد وينفع الإنسان والحيوان والنبات من النعم،كما انه النصيب المقسوم للإنسان فيصل إلى يده سواء كان مأكلا أو مشربا أو لباسا أو زينة، أو العلم والخلق الحسن.
لقد ثبت في العلم الحديث أن هنالك أنواعا عدة ومختلفة من الرزق يكسبها الإنسان والحيوان والنبات من السماء، أجملها في النقاط التالية:
1-المطر: وهو المعنى المذكور في كتب التفسير لمعنى رزق السماء، والمطر كما هو معلوم الآن عبارة عن تبخير في مياه البحار والمحيطات نتيجة لتسخين أشعة الشمس للمياه على سطح الأرض، وعندما يقترب بخار الماء من كتل هوائية باردة يتكاثف وينزل على الأرض على شكل نقاط أو ثلج، وللمطر أهمية قصوى للحياة على الأرض، فمن خلال هذه العملية الطبيعية يتم توزيع المياه على اليابسة وسقاية الأرض ونمو النباتات وغسل الهواء، كما يغذي المطر عيون الماء في الآبار الارتوازية التي يشرب منها الإنسان والحيوان والنبات.
2- الهواء:يعتبر الأوكسجين من العناصر الأساسية لديمومة الحياة على الأرض،فهو الغاز الذي تتنفسه الكائنات الحية وخاصة الإنسان والحيوان والكائنات الدقيقة، فهي تأخذ الأوكسجين وتطلق ثاني أكسيد الكربون، أما النباتات فهي تتنفس ثاني أكسيد الكربون وتطلق الأوكسجين مرة أخرى وهي عملية هامة تحافظ على بقاء الأوكسجين في الجو، ولولا هذه العملية الهامة لنفد الأوكسجين كاملا في الغلاف الغازي الأرضي ولاستحالت الحياة منذ ملايين السنين!
3- أشعة الشمس: وهي إحدى أنواع الرزق، فأشعة الشمس تتكون من الضوء المرئي وأشعة غير مرئية مثل أشعة اكس» الأشعة السينية» والأشعة فوق البنفسجية وأشعة ألفا وبيتا وغاما، وعندما تصل أشعة الشمس إلى سطح الأرض فإنها تساعد على نمو الإنسان والكائنات الحية الأخرى، فمثلا يستمد الإنسان والحيوان فيتامين»د» من أشعة الشمس وهو فيتامين ضروري لبناء جسم الإنسان وتقوية العظام، كما تستهلك النباتات أشعة الشمس في عملية التمثيل الكلوروفيلي أو التمثيل الضوئي حيث تستقبل أوراق النباتات أشعة الشمس وتصنع مادة الكلوروفيل التي تتغذى عليها النباتات.
كما أن أشعة الشمس تمد الكائنات الحية بالحرارة اللازمة ولولاها لتجمدت المياه في البحار والمحيطات ولتجمدت كل أشكال الحياة على الأرض.
4- المذنبات: ثمة نظرية حديثة تقول: ان المياه الموجودة على الأرض وبجميع أشكالها سواء مياه البحار أو المحيطات والأنهر جاءت من المذنبات، حيث تفترض النظرية أن مليارات المذنبات اصطدمت بكوكب الأرض قبل مليارات السنين أي بعد خلق الأرض مباشرة، وكانت هذه العملية قد زودت الأرض بالمياه الموجودة فيها، حيث إن المذنبات عبارة عن كتل من الثلج الصلب المخلوط ببعض الأتربة تأتينا من خارج المجموعة الشمسية. وإذا ما صدقت هذه النظرية بالفعل فيكون الماء هو احد أنواع الرزق من السماء.
5- النجوم: توصل العلم الحديث الى ان جميع العناصر الموجودة في الكون تشكلت في باطن النجوم، ففي بداية الكون كان العنصر الاكثر رواجا هو الهيدروجين الذي يعتبر الوقود الرئيس لانتاج الطاقة في النجوم، فعندما يتشكل النجم يتفاعل الهيدروجين ليتشكل عنصرٌ اثقل وهو الهيليوم، ونتيجة لهذا التفاعل تنتج طاقة هائلة جدا هي طاقة النجوم في الكون، ثم يتفاعل الهيليوم بعد ذلك ليتكون عنصرٌ اثقل منه وهو الكربون، وتتواصل عملية خلق العناصر الاثقل تباعا حتى يتشكل الحديد وهو أثقل عنصر يمكن للنجوم صنعه في الكون، أما العناصر الأثقل من الحديد مثل الذهب والفضة واليورانيوم والسيلكون فتتشكل عند حدوث النجم المستعر»السوبرنوفا» ففي حالة النجوم المستعرة ترتفع درجات الحرارة إلى مئات الملايين وهي الحرارة التي يستحيل الوصول إليها في باطن النجوم العادية، ونتيجة لهذه الحرارة العالية تتشكل العناصر الثقيلة.
إن المعادن الموجودة في تركيب الأرض الجيولوجي وفي أجسامنا أيضا تشكلت بفعل النجوم المستعرة، فجسم الإنسان يتكون من معادن مختلفة معظمها تشكل في النجوم مثل الحديد والكبريت والزنك والفضة والماس والذهب والسليكون وغيرها.
إن هذه النتائج العلمية المختصرة لهي اكبر دليل على أنها رزق من السماء، فصدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم فيما نزل عليه من القرآن الكريم واشهد انك يا محمد رسول الله واشهد انك لا تنطق عن الهوى إنما أنت وحي يوحى.
علمت أن عملي لا يقوم به غيري فاشتغلت به.
وعلمت أن رزقي لا يذهب إلى غيري فاطمأن قلبي.
و علمت أن الله مطلع علي فاستحييت أن يراني على معصية.
وعلمت أن الموت ينتظرني فاعددت الزاد للقاء ربي.
رأى إبراهيم بن أدهم رجلا مهموما فقال له:أيها الرجل إني أسألك عن ثلاث تجيبني قال الرجل: نعم.
* فقال له إبراهيم بن أدهم:أيجري في هذا الكون شئ لا يريده الله؟قال : كلا
* قال إبراهيم :أفينقص من رزقك شئ قدره الله لك؟ قال: لا
*قال إبراهيم:أفينقص من أجلك لحظة كتبها الله في الحياة؟ قال: كلا
فقال له إبراهيم بن أدهم: فعلام الهم إذن؟؟!
:::: الشكوى إلى الله ::::
قال الأحنف بن قيس: شكوت إلى عمي وجعا في بطني فنهرني ثم قال: يا ابن أخي لا تشك إلى أحد ما نزل بك فإنما الناس رجلان : صديق تسوؤه و عدو تسره.
يا ابن أخي:
لا تشكو إلى مخلوق مثلك لا يقدر على دفع مثله لنفسه ولكن اشك إلى من ابتلاك به فهو قادر على أن يفرج عليك.
يا ابن أخي
إحدى عيني هاتين ما
أبصرت بهما سهلا ولا جبلا منذ أربعين سنة و ما أطلعت ذلك امرأتي ولا أحدا من أهلي.
قال أحد الصالحين : - عجبت لمن بُلي بالضر، كيف يذهل عنه أن يقول: { أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين } والله تعالى يقول بعدها: { فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر.(الأنبياء:84)
- وعجبت لمن بلي بالغم، كيف يذهل عنه أن يقول: { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } والله تعالى يقول بعدها: { فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين } (الأنبياء 88)
- وعجبت لمن خاف شيئاً، كيف يذهل عنه أن يقول: { حسبنا الله ونعم الوكيل } والله تعالى يقول بعدها: { فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء } (آل عمران:174).
- وعجبت لمن كوبد في أمر، كيف
يذهل عنه أن يقول: { وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد }
والله تعالى يقول بعدها:{ فوقاه الله سيئات ما مكروا } (غافر:45).
- وعجبت لمن أنعم الله عليه بنعمة خاف زوالها، كيف يذهل عنه أن يقول: { ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله } (الكهف:39
أهل الحديث هم الطائفة المنصورة
الموقع الرسمي
لفضيلة الشيخ الدكتور ماهر الفحل ــ حفظه الله ــ
وعجبت لمن كوبد في أمر، كيف
يذهل عنه أن يقول: { وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد }
والله تعالى يقول بعدها:{ فوقاه الله سيئات ما مكروا } (غافر:45).
مشاركة طيبة اخي بارك الله فيك
لكن عندي سؤال
قال بعض اهل العلم
الروايات التي تقول بأن الرزق معينٌ ومقدر، هذه النصوص توحي الى انه ليس من الضروري ان يسعى الإنسان كثيراً لأجل معاشه، لأن الرزق مقدرٌ يصل للانسان على كل حال، (ولا يبقى فمٌ مفتوح بدون طعام)، فمثل هؤلاء الافراد الجهال الذين تكون معلوماتهم عن الدين متدنية وضعيفة جداً، يعطون ذريعة للعدو أن يقول عن الدين بأنه عامل مخدّر وهو سبب الركود الاقتصادي وافول الحركة الفاعلة في الحياة، وتجميد الانسان في نطاق الاذعان لانواع الحرمان، بحجة أن الموهبة الفلانية لم تكن من نصيبي فهي ليست من رزقي، واذا كانت من نصيبي فسوف تصل اليّ حتماً، هؤلاء يتيحون فرصة جيدة للمستعمرين لنهب خيرات الشعوب المستضعفة بصورة اكبر وسلبهم أبسط لوازم المعيشة، في حين أن اطلاعة مختصرة للقرآن والاحاديث الشريفة تكفي لتحصيل هذه الحقيقة، وهي أن الإسلام حصر أي نفع مادي ومعنوي للانسان في العمل والسعي الجاد حتى صار هذا شعاراً قرآنياً (ليس للإنسان إلاّ ما سعى)، ولذا ترى أئمة الدين ومن أجل أن يكونوا مثلا أعلى في الحياة تراهم في كثير من الاحيان يتحركون على مستوى العمل والكسب ويمارسون اعمالاً شاقة وثقيلة.
وكذلك الأنبياء لم يكونوا مستثنين من هذا القانون; فقد مارسوا اعمالا مختلفة ابتداءً من الرعي الى الخياطة وحياكة الدروع والزراعة، ولم يكونوا يستنكفون من ممارسة العمل. فاذا كان مفهوم ضمان الرزق من الله هو أن نجلس في البيت و ننتظر وصول الرزق الينا، فما كان ينبغي على الانبياء والائمة ان يجدّوا في السعي للحصول على الرزق وهم اعلم الناس بالدين ومفاهيمهُ.
وهكذا نقول: إن رزق كل واحد مقدر و ثابت ولكنه مشروط بالعمل وبالسعي، وما لم يتحقق هذا الشرط لا يتحقق المشروط، وهذا المعنى هو بالضبط مثل قولنا «لكل شخص أجل ومقدار مقدر من العمر» ولكن من المسلم أن هذا لا يعني أن يبقى حياً لذلك الأجل المعين حتى لو انتحر أو تناول الأطعمة الضارة، فمفهومه أن الجسم له استعداد معين للبقاء والعيش الى مدة معينة ولكنه مشروط برعاية الامور الصحيحة واجتناب موارد الخطر وابعاد النفس عن كل ما يؤدي الى الموت. وهناك مسألة مهمة وهي أن الايات والروايات التي تحدثت عن تعيين الاجل هي في الحقيقة نوع ارشاد وتوجيه لعبيد الدنيا الذين يسلكون كل درب لاجل تأمين معيشتهم ويرتكبون انواع الظلم والجرائم بدافع من توهم الموت جوعاً بدون استخدام هذه الاساليب.
نعم، كيف يعقل أن الله تعالى الذي خلق الانسان واعطاه القدرة على الحياة وممارسة كل انواع الاعمال، أن يضعه في زاوية النسيان؟، فهل يسمح العقل والإيمان أن ينحدر الإنسان في هاوية الظلم والجريمة والتجاوز على حق الغير بحجة احتمال عدم تحصيل الرزق؟ بالطبع لا يمكن أن ننكر أن بعض الارزاق تصل للإنسان بنفسها سواءً تحرك نحوها أم لا، فهل يمكن انكار وصول نور الشمس بدون جهد منا؟ وهل يمكن انكار أنّ العقل الذي هو من أهم المواهب الإلهية للإنسان لم يكن بسعينا!؟
وكذلك لا يمكن انكار أن الإنسان أحياناً لا يسعى للحصول على شيء ما، ولكن ترى ذلك الشيء يصل اليه من جهة الاتفاق والصدفة، ولكن مثل هذِهِ الاحداث وإن كانت تبدو في نظرنا من الصدفة الاّ أنها تخضع لنظام الخلقة وتجري وفق حساب معين. بالطبع إن مثل هذِهِ الأرزاق تختلف عن الأرزاق المرتبطة بالسعي، فمثل هذِهِ المواهب تسمى الرزق من حيث لا يحتسب، أو بتعبير اصح، المواهب التي تحصل لنا بلطف الله من دون سعي أو جهد، ونفس هذِهِ المواهب إن لم نبذل عناية في الحفاظ عليها بشكل صحيح فسوف تخرج من ايدينا ايضاً، او تبقى من دون اي أثر ونفع.
وقد ورد في الحديث المعروف عن الامام علي(عليه السلام) في الكتاب 31 من نهج البلاغة في وصيته لأبنه الإمام الحسن(عليه السلام) يقول: «واعلم يابني إنّ الرزق رزقان: رزق تطلبهُ ورزق يطلبك»، فهو يشير إلى هذه الحقيقة.
وعلى أي حال فالأصل في مفاهيم الإسلام وتعاليمهُ هو أننا لأجل أن نعيش حياة أفضل على الصعيد المادي والمعنوي، يجب علينا السعي أكثر، والتهرب من العمل بحجّة أن الرزق مقدّر إنّما هو اشتباه محض
قال الله عزَّ وجل: " نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدُّنيا " الآية.
وقال: " والله فضَّل بعضكم على بعضٍ في الرِّزق " .
سمع رسول الله صلَّى الله عليه وسلم أمَّ حبيبة تقول: الَّلهم متِّعني بزوجي رسول الله، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية، فقال لها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: " دعوت الله لآجالٍ معلومةٍ وأرزاقٍ مقسومة " .
وقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: " أبى الله أن يجعل أرزاق عباده المؤمنين إلا من حيث لا يحتسبون " .
وقال عليه السلام: " استنزلوا الرِّزق بالصدقة " .
وقال عليه السلام: " ولا يحملنَّكم استبطاء الرِّزق أن تطلبوه بمعاصي الله، فإنه لا ينال ما عنده بما يكره، اتَّقوا الله وأجملوا في الطلب، خذوا ما حلّ، ودعوا ما حرم " .
وقال عليه السلام لعبد الله بن مسعود: " لا تكثر همَّك يا عبد الله، ما يقدَّر يكن، وما ترزق يأتك " .
قال الشاعر:
فإنَّك ما يقدر لك الله تلقه ... كفاحاً وتجلبه عليك الجوالب
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن روح القدس نفث في روعي، أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب " .
أنشد ابن أبي الدنيا:
ومن ظنّ أنَّ الرِّزق يأتي بحيلةٍ ... فقد كذَّبته نفسه وهو آثم
يفوت الغنى من لا ينام عن السُّرى ... وآخر يأتي رزقه وهو نائم
فما الفقر في ضعف احتيالٍ ولا الغنى ... بكدٍّ وللأرزاق في النَّاس قاسم
سأصبر إن دهرٌ أناخ بكلكلٍ ... وأرضى بحكم الله ما الله حاكم
لقد عشت في ضيقٍ من الدَّهر مدَّةً ... وفي سعةٍ والعرض منِّي سالم
وقال جعفر بن محمَّد: إني لأملق فأتاجر الله بالصدقة فأربح.
وقال عروة بن الزبير: العاقل من إذا رزق ما لا نظر فيه، فإنه لا يدري لعله يكون آخر رزقه.
ومما يروي لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وفيه نظر:
لو كان صخرةٍ في البحر راسيةٍ ... صمَّاء ملمومةٍ ملسٍ نواحيها
رزقٌ لعبدٍ يراه الله لانفلقت ... حتَّى يؤدَّي إليه كلُّ ما فيها
أو كان تحت طباق السَّبع مطلبها ... لسهَّل الله في المرقى مراقيها
حتَّى تؤدَّي الَّذي في الَّلوح خطّ له ... إن هي أتته وإلاَّ سوف يأتيها
وأنشد ابن الأعرابي:
الحمد لله ليس الرِّزق بالطَّلب ... ولا العطايا لذي عقلٍ ولا أدب
إن قدّر الله شيئاً أنت طالبه ... يوماً وجدت إليه أقرب السبب
وإن أبى الله ما تهوى فلا طلبٌ ... يجدي عليك ولو حاولت من كثب
وقد أقول لنفسي وهي ضيِّقةٌ ... وقد أناخ عليها الدَّهر بالعجب
صبراً على ضيقة الأيَّام إنّ لها ... فتحاً وما الصَّبر إلاّ عند ذي الأدب
سيفتح الله أبواب العطاء بما ... فيه لنفسك راحاتٌ من التّعب
ولو يكون كلامي حين أنشره ... من الُّلجين لكان الصَّمت من ذهب
وقيل لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: كيف يحاسب الله العباد على كثرتهم؟ قال:كما قسَّم بينهم أرزاقهم.
ولسريج بن يونس المحدث:
يا طالب الرِّزق في الآفاق مجتهداً ... أتعبت نفسك حتَّى شفَّك التَّعب
تسعى لرزق كفاك الله مؤنته ... أقصر فرزقك لا يأتي به الطَّلب
كم من سخيفٍ ضعيف العقل نعرفه ... له الولاية والأرزاق والذَّهب
ومن حصيفٍ له عقلٌ ومعرفةٌ ... بادي الخصاصة لم يعرف له نشب
فاسترزق الله مما في خزائنه ... فالله يرزق لا عقلٌ ولا حسب
وقال آخر:
كم من قويٍّ قويٍ في تقلُّبه ... مهذّب الرأي عنه الرِّزق منحرف
وكم ضعيفٍ ضعيف الرأي تبصره ... كأنه من خليج البحر يغترف
أنشد أبو حاتم عن الأصمعي:
يا أيُّها المضمر همَّاً لا تهمّ ... إنك إن تقدر لك الحمَّى تحم
ولو علوت شاهقاً من العلم ... كيف توقّيك وقد جفّ القلم
قالوا: المقادير تبطل التقدير،وتنقض التدبير.
قال الشاعر:
إذا عقد القضاء عليك عقداً ... فليس يحلُّه إلا القضاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

الرزق والأجل{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرزق والأجل{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ}   الرزق والأجل{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} Emptyالأحد أغسطس 18, 2013 11:18 am

وقال ابن المعتز:
يا مكلَّ العيس في ديمومةٍ ... يتبع الآمال كالباغي المضلّ
إنَّ مفتاح الذي تطلبه ... بيد المقدار فاصبر واتكل
فرغ الله من الرزق ومن ... مدَّة العمر ومن وقت الأجل
وقال أبو العتاهية:
وفدت إلى الله في وفده ... لألتمس الرِّزق من عنده
إذا ما قضى الله أمراً مضى ... ولم يقو حيٌّ على ردِّه
قال المفضَّل الضَّبِّي: قيل لأعرابيّ من أين معاشكم؟ قال: من أزواد الحاجّ. قلت: فإذا صدروا فبكى، ثم قال: لو كنا نعيش من حيث نعلم لم نعش.ثم قال: أتفهم؟ قلت:نعم،فقال:
هل الدَّهر إلاَّ ضيقةٌ فتفرَّج ... وإلا َجديدٌ ناضرٌ ثم ينهج
أرى النَّاس في الدُّنيا كسفرٍ تتابعوا ... على منهج ثم استقلُّوا فأدلجوا
فقال البربري:
يا أيُّها الظَّاعن في حظِّه ... إنَّما الظاعن مثل المقيم
كم من لبيبٍ عاقلٍ قلَّبٍ ... مصحَّح الجسم مقلٌ عديم
ومن جهولٍ مكثرٌ ماله ... ذلك تقدير العزيز العليم
حظك يأتيك وإن لم ترم ... ما ضرّ من يرزق ألاَّ يريم
كان يقال: بكّروا في طلب الرزق، فإن النَّجاح في التبكير.
قال أبو هريرة:إذا سأل أحدكم الله الرزق فلينظر كيف يسأل، فإن الله يرزق الحلال والحرام، ولكن ليقل الّلهم ارزقني ما ينفعني ولا يضرني.
قالوا: الرزق رزقان رزق لا يأتيك إلا بالتسبّب ورزق يأتيك به الله من حيث لا تحتسب. وقلت أنا الرزق رزقان.فرزق تطلبه، ورزق يأتيك عفواً.
قال عروة بن أذينة أو بكر بن أذينة، وهو الصحيح:
إنِّي لأعلم والأقدار نافذةٌ ... أنّ الذي هو رزقي سوف يأتيني
أسعى إليه فيعييني تطلُّبه ... ولو قعدت أتاني لا يعنِّيني
وقال آخر:
توكَّل على الرَّحمن في كلِّ حاجةٍ ... ولا تؤثرنّ العجز يوماً على الطّلب
ألم تر أن الله قال لمريم ... إليك فهزِّي الجذع يسَّاقط الرُّطب
ولو شاء أن تجنيه من غير هزِّها ... جنته ولكن كلُّ شيءٍ له سبب
وقال آخر:
ما يغلق الله باب الرِّزق عن أحدٍ ... إلاَّ سيفتح دون الباب أبوابا
وقال بكر بن حماد:
النَّاس حرصى على الدُّنيا وقد فسدت ... فصفوها لك ممزوج بتكدير
فمن مكبٍ عليها لا تساعده ... وعاجزٍ نال دنياه بتقصير
لم يدركوها بعقلٍ عندما قسمت ... وإنما أدركوها بالمقادير
لو كان عن قدرةٍ أو عن مغالبةٍ ... طار البزاة بأرزاق العصافير
وقال آخر:
قد يرزق المرء لم تتعب رواحله ... ويحرم الرِّزق من لم يؤت من تعب
وإنني واجدٌ في النَّاس واحدةً ... الرِّزق أروغ شيءٍ عن ذوي الأدب
ولعلي بن هشام:
المرء يسعى ويسعى الرِّزق يطلبه ... وربّما اختلفا في السَّعي والطلب
حتَّى إذا قدَّر الرَّحمن جمعهما ... للإتّفاق أتاك الرزق عن كثب
وقال آخر:
يخيب الفتى من حيث يرزق غيره ... ويعطى الفتى من حيث يحرم صاحبه
قال بعض الحكماء: الحلال يقطر قطراً والحرام يسيل سيلا.
قال الغزال:
طالب الرِّزق الحلال لا يقر ... نهاره وليله على سفر
في الحرِّ والبرد وأوقات المطر ... وماله في ذاك نزرٌ محتقر
إنّ الحلال وحده لا يختمر ... أين ترى مالاً حلالاً قد ثمر
ما إن رأينا صافياً منه كثر
قال الناشئ:
إذا المرء أحمى نفسه كلّ شهوةٍ ... لصحَّة أيّامٍ تبيد وتنفد
فما باله لا يحتمي عن حرامها ... لصحّة ما يبقى له ويخلَّد
وقال آخر:
إنَّ الحرام غزيرةٌ حلباته ... ووجدت حالبة الحلال نزورا
قال أكثم بن صيفي: من فاته الرزق فبالعاقبة ظفر.
قال منصور الفقيه:
أرزاقنا مقسومةٌ وهكذا آجالنا ... فما تحول بيننا وبينها أحوالنا
وله أيضا:
ما ضيّع الله خلقاً ... فأتَّقي أن أضيعا
الله يرزق من لا ... يطيعه والمطيعا
فاجعل سكوتك لله ... ونجواك جميعا
وكلُّ بؤسي ونعمي ... سيفنيان سريعا
وقال آخر:
يا ربَّما جاءني مالا أؤمِّله ... وربَّما خاب مأمولٌ ومنتظر
لو زاد في الرزق حرصٌ أو مطالبةٌ ... ما كان من قد يطيل الكدّ يفتقر
ولأبي يعقوب إسحاق بن حسَّان الخريمي:
أقلِّى عليّ الَّلوم يا أمَّ مالكٍ ... فلم يؤت من حرصٍ على المال طالبه
فوالله ما قصَّرت في وجه مطلبٍ ... أرى أن فيه مطلباً فأطالبه
ولكن لهذا الرزق وقتٌ موقَّتٌ ... يقسّمه بين البريَّة واهبه
وأسهرني طول التَّفكر إنَّني ... عجبت لأمرٍ ما تقضَّى عجائبه
أرى فاجراً يدعى جليداً لظلمه ... ولو كلِّف التَّقوى لكلَّت مضاربه
وعّفاً يسمَّى عاجزاً لعفافه ... ولولا التُّقى ما أعجزته مذاهبه
وأحمق مصنوعاً له في أموره ... يسوِّده إخوانه وأقاربه
على غير حزمٍ في الأمور ولا تقىً ... ولا نائلٍ جزلٍ تعدّ مواهبه
فليس لعجز المرء أخطأه الغنى ... ولا باحتيال أدرك المال كاسبه
ولكنَّه قبض الإله وبسطه ... فمن ذا يجاريه ومن ذا يغالبه
أنشدني خلف بن قاسم، قال: أنشدنا محمد بن عبيد الله الصَّيدلانّي، قال: أنشدنا عليّ بن سليمان الأخفش:
قد يرزق الخافض المقيم وما ... شدّ بعنسٍ رحلاً ولا قتبا
ويحرم الرزق ذو المطية والرَّ ... حل ومن لا يزال مغتربا
وقال محمود الوراق:
قيامة من مات في موته ... وإخمال ما شاع من صوته
ترى المرء يجزع من فوت ما ... لعلَّ السَّلامة في فوته
ويفنى ولم تفن آماله ... وإعمال سوف إلى ليته
وكم أزعج الحرص من راغب ... إلى الصِّين والرِّزق في بيته
ولأبي الأسود الدؤلي أو المرزمي:
وعجبت للدُّنيا وحرفة أهلها ... والرِّزق فيما بينهم مقسوم
والأحمق المرزوق أعجب ما أرى ... من أهلها والعاجز المحزوم
ثم انقضى عجبي لعلمي أنَّه ... رزقٌ موافٍ وقته معلوم
وقال آخر:
ليس بالعقل يطلب المرء رزقاً ... كم رأينا من أحمقٍ مرزوق
وأصيل من الرجال نبيلٍ ... سدَّ عنه الحرمان كل طريق
وقال آخر:
الرّزق يأتي قدراً على مهل ... والمرء مطبوعٌ على حبّ العجل
وقال آخر:
يا راكب الهول والآفات والهلكة ... لا تعجلنَّ فليس الرِّزق بالحركة
من غير ربَّك في السَّبع العلى ملكاً ... ومن أدار على أرجائها فلكه
أما ترى البحر والصَّيَّاد تضربه ... أمواجه ونجوم الَّليل مشتبكة
يجرّ أذياله والموج يلطمه ... وعقله بين عينه كلكل السَّمكة
حتَّى إذا راح مسروراً بها فرحاً ... والحوت قد شكّ سفُّود الرَّدى حنكة
أتى إليك به رزقاً بلا تعبٍ ... فصرت تملك منه مثل ما ملكه
لطفاً من الله يعطي ذا بحيلته ... هذا يصيد وهذا يأكل السَّمكة
وقال أبو العتاهية:
طال همِّي بغير ما يعنيني ... وطلابي فوق الَّذي يكفيني
ولو أني كففت لم أبغ رزقي ... كان رزقي هو الذي يبغيني
أحمد الله ذا المعارج شكراً ... ما عليها إلاَّ ضعيف اليقين
وقال آخر:
لعمرك ما كلُّ التعطُّل ضائرٌ ... ولا كل شغلٍ فيه للمرء منفعه
إذا كانت الأرزاق في القرب والنَّوى ... عليك سواءٌ فاغتنم لذَّة الدَّعه
وإن ضقت فاصبر يكشف الله ما ترى ... فياربَّ ضيقٍ في جوانبه سعه
وقال آخر:
هوِّن عليك فإن الأمر مقدور ... وكلّ شيءٍ من الأشياء مسطور
والرِّزق والخلق والآجال قد قسمت ... وأحكمتها وزمَّتها المقادير
فليس يقدر مرءٌ صرف واحدةٍ ... منها ولو كثرت منه التَّدابير
كم من رأيناه ذا مالٍ وذا سعةٍ ... وذا غضارة عيشٍ وهو محبور
لا يعرف الله جهلاً خاطئاً حمقاً ... لولا غناه لعافته الخنازير
لم يركب الهول في قفرٍ ولا لججٍ ... ولا تكلَّف أمراً فيه تغيير
لكن أتاه الغنى حتَّى أناخ به ... وما تقدَّم منه فيه تفكير
وآخرٌ رجلٌ ناهيك من رجلٍ ... علاَّمةٌ بأمور النَّاس تحرير
قد جال في الأرض حتَّى لم يدع أفقاً ... شرقاً وغرباً وما في ذاك تقصر
وقد تكمَّلت الآداب واجتمعت ... فيه العلوم وما تحوي القماطير
ولم تفته من الأشياء واحدةٌ ... يحظى بها رجلٌ إلاَّ الدَّنانير
كان يقال:إذا لم يرزق الإنسان ببلدة فليتحوَّل إلى أخرى.
قال ابن القاسم: سمعت مالكاً :يقول بلغني أنَّ عمر بن الخطاب قال: من كان له رزقٌ في شيء فليلزمه.
قال وقال مالك: سمعت أهل مكَّة يقولون: ما من أهل بيت فيهم اسم محمَّدٍ إلا رزقوا ورزق خيراً.
قال العكّي:
يا ربّ فتيانٍ ذوي غربةٍ ... أبناء أسفارٍ مقلِّينا
ما أدركوا في طول تطوافهم ... خفضاً من العيش ولا لينا
وسهَّل الله بتوفيقه ... ما أمَّلوه للمقيمينا
وإذا الأرزاق مقسومةٌ ... يقسمها الله فيعطينا
ولسهل الورَّاق:
أرى اثنين في الدنيا وشتَّان ما هما ... وما منهما إلاَّ عجيبٌ شؤونه
أخو حركاتٍ في المكاسب معدمٍ ... على أنَّه فيها قليلٌ سكونه
وآخر مثرٍ ذو سكونٍ كأنَّما ... على رزقه ذاك السُّكون يعينه
ألا ربَّما يأسى اللبيب لما يرى ... ويكمد حتَّى تستهلّ جفونه
كريمٌ جفاه دهره فهو ضائعٌ ... ولا ريب إلاَّ أنَّ دهراً يخونه
ووغدٌ لئيم الطَّبع تحوي يمينه ... مكاسب ما خفت بهنَّ يمينه
فذاك على إقتاره ذو تجمّل ... وذا مقرفٌ جعد البنان ضنينه
إذا غاص في ذا مفكرٌ طاش عقله ... ولم يدر ما أسبابه وفنونه
جدودٌ وفيها للمفكر عبرةٌ ... طويلٌ بها وسواسه وشجونه
ولولا اعتصام المرء بالعلم إنه ... نجاةٌ لأهليه لساءت ظنونه
وما كان ربِّي عزَّ ربَّيبجائرٍولكنَّه علم عجيبٌ يصونه
شهدت بأن الله عدلٌ قضاؤه ... وإني بدين الموقنين أدنيه
وقال آخر:
وقد يحرم الله الفتى وهو عاقلٌ ... ويعطي الفتى مالاً وليس بذي عقل
وذلك عدلٌ من حكومة ربِّنا ... يجود ويعطي وهو ذو النائل الجزل
وقال آخر:
لا تعذلي لم أقصِّر ويك في الطّلب ... أيّ البلاد وأيّ الأرض لم أجب
هذا وفيّ خلالٌ كلُّها سببٌ ... إلى الغنى غير أن الرِّزق لم يجب
والله أحمد في رزقي فما صرفت ... عنِّي المكاسب إلاَّ حرفة الأدب
وقال الوليد بن عبيد البحتريّ:
وآيسني علمي بألاّ تقدُّمي ... مفيدي ولا مزرٍ علىَّ تأخُّري
ولو فاتني المقدور مما أرومه ... بسعيٍ لأدركت الذي لم يقدَّر
باب الحرص والأمل
الحرص على أكل الشجرة أخرج آدم من الجنة.
كان يقال: شدة الحرص من سبل المتالف.
وقال الأحنف : آفة الحرص الحرمان، ولا ينال الحريص إلاّحظّه.
كان الحسن البصريّ يقول: ما بعد أملٌ إلاّ ملَّ عمل.
كان يقال: من أطال الأمل أمات العمل.
قال بعض الحكماء : الإنسان لا ينفكُّ من الأمل، فإن فاته الأمل قوي على المنى.
قال: والأمل يقع بسبب، وباب المنى مفتوح لمن أراد الدخول فيه.
من كلام الحكماء: الرزق مقسوم، والحريص محرومٌ، والحسود مغمومٌ، والبخيل مذموم.
قال الخليل بن أحمد: ؟الحرص من شرّ أذاة الفتى لا خير في الحرص على حال
من بات محتاجاً إلى أهله ... هان على ابن العمِّ والخال
وقال غيره: الحرص مفسدة، والبخل مبغضة، والعجلة خطأ، والرفق يمن، والبذاء شؤم.
وقال آخر:
أيُّها الدَّائب الحريص المعنَّى ... لك رزقٌ وسوف تستوفيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرزق والأجل{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ}
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قضية الرزق والأجل
» وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ رؤية جديدة
» {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}
» كيف تجلب الرزق لبيتك ؟
» [فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ]

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: