ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 احاديث عن الفتن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

احاديث عن الفتن Empty
مُساهمةموضوع: احاديث عن الفتن   احاديث عن الفتن Emptyالجمعة أغسطس 09, 2013 3:10 pm

احاديث عن الفتن 9lKa2
احاديث عن الفتن
الحمدلله الذي خلق فسوَّى ، وقَـدَّر فـهـدى ، لا يحدث شيء في كونه إلّا بعلمه وتدبيره جلّ وعلا ، والصلاة والسلام على نبيّ الـهـدى ، والرسول المجتبى ، وعلى آله صحبه ومن بهم اقتدى .
وبعد : فإن أحاديث الفتن شغلت حيِّـزًا كبيـرًا في السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم كيف لا ؟ وقد عبَّـر عنها أعظم حُــفَّــاظها أبو هريرة رضي الله عنه ، بأَحــد الوعـاءين (1) وهـو الوعاء الذي لـم يــبـثـه في الأمة .
وقد كثر في زماننا هذا الخَبْط والخَلْط في هذه الأحاديث ، والتـقوّل على الله بلا علم ، بل وصل السفه ببعضهم إلى تحديد ظهور علامات عظيمة بـتـواريخ معينة ، وقد مضت هذه التواريخ ، ولم يحدث ما حددوا وقوعه فيها ، كمـا سيأتي بيانه .
إن الذي حداني إلى كتابة هذا المقال هو الرغبة في الإسهام بشيء يسير في معالجة ظاهرة التخبط في أحاديث الفتن ، وتنزيلها على واقع الناس اليوم ، أو الأشخاص البارزين في الأحداث المعاصرة ، مع الجرأة العجيبة والسفه الغريب .
وأتبعت ذلك بتقسيم الفتن ، ومعرفة أسبابها ، وكيف نكون مؤثرين في أحداثها إيحابـًا لا متأثرين بها سلبـًا .
وبادئ ذي بدء لابد من منطلقات لـهـذا الموضوع المهم تكون بمثابة القواعد أو المعالم الهادية التي يجب أن نعرفها قبل النظر في أحاديث الفتن ،وهي مستنبطة من كلام أهل العلم قدامى ومعاصرين .
أولًا : أن أحاديث الفتن - ولا سيمـا التي لم تقع أحداثها - من الغيب الذي لا يعلمه إلّا الله تعالى وإذا سلَّمنا جدلًا أن بعضها وقع ، فلا يجوز لأحد القطع بأن ما وقع هو الذي عناه النبيّ صلى الله عليه وسلم ، ولا يجوز لأحد أن يتكلم في هذه الوقائع وربطها بأحاديث الفتن غير الراسخين من علمـاء الأمة ، فهم المنوطون بالنظر في النوازل وآثارها والتعامل معها فقهـًا وواقعـًا ، ولا يسوغ لنا نحن طلاب العلم الصغار أن ندوك في هذه الأمــور ونخوض فـيـها ، ناهـيـك عن الـجـهـلة الذين لا يعرفون من العلم إلا الأنابيش التي يـنـتـزعونها من بطون الكتب مما وافق هواهم ، ولا يملكون من العقل وسداد الرأي نقيـرًا (2) ولا قطميـرًا (3) .
وليس من مسالك علمـاء السلف التعجل في تنزيل أحاديث الفتن على واقع الناس ، ولم يكونوا يقطعون بذلك حتى تتحقق أحداثها في الواقع تحققًا لا مرية فيه .
ولا سيمـا الفتن التي ارتبطت بأشخاص بأعيانهم مثل إخباره باستشهاد الخلفاء الراشدين الثلاثــة (4) رضي الله عنهم ، وتنازل الحسن لمعاوية رضي الله عنهمـا ، وسُـمِّـي هذا العام عام الجمـاعة ، وتحقق في الواقع قول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه في الحسن رضي الله عنه : (( إِنَّ ابـْـنِـي هَـذَا سَـيِّـدٌ ، وَلَـعَـلَّ اللهَ أَنْ يُـصْـلِـحَ بِـهِ بَـيْـنَ فِـئَـتَـيْـنِ عَـظِـيمَـتَـيْـنِ مِـنَ الْـمُـسْـلِـمِـين )) أخرجه البخاريّ (5) .
ويلحق بـهذا قول المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم في ظهور أمر المختار والحَجَّاج عليهما من الله ما يستحقان .
وقد جاء خبرهما في حديث أسمـاء بنت أبي بكر رضي الله عنهمـا ، والذي أخرجه مسلم في صحيحه (6) قالت : (( أَمَـا إِنَّ رَسُـولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَـيْـهِ وَسَـلَّـم حَـدَّثَـنَـا : أَنَّ فِي ثَـقِـيفٍ كَـذَّابـًا وَمُـبِـيـرًا ، فَـأَمَّـا الْـكَـذَّابُ فَـرَأَيـْـنَـاهُ ، وَأَمَّـا الْـمُـبِـيـرُ فَـلَا إِخَـالُـكَ إِلَّا إِيـَّـاهُ )) .
والمبير هو : المهلك الذي يسرف في إهلاك الناس وسفك دمائهم (7) .
ولقد قتل الحَجَّاج أمـمـًا من النَّـاس ، منهم مائة وعشرون ألفًا قتلهم صبـرًا (Cool ، أكثرهم من التابعين ، ومع ذلك تجد في زماننا هذا من ينبري للدفاع عنه وتبرئـتـه ، نعوذ بالله من الخذلان .
ومـمـا يحتمل تنزيله على الواقع في هذا الزمن العجيب - وهو من أقرب الأزمنة إلى قيام الساعة بلا ريب - كثرة القتل ، وهو ما سماه المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم (( الـهَـرْج )) كما في الصحيحـين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : (( لَا تَـقُـومُ السَّـاعَـةُ حَـتَّـى يَـكْـثُـرَ الْـهَـرْجُ )) قَـالُـوا : وَمَـا الْـهَـرْجُ يَـا رَسُـولُ اللهَ ؟ قَـالَ (( الْـقَـتْـلُ الْـقَـتْـلُ )) (9) وهذا لفظ مسلم .
إن القتل يحصل في كل زمان ومكان ، وقد حصل في الأزمنة والأمم الغابرة قتْل أمم لا يُحْصَوْن ، كمن قتلهم الحَجَّاج وهولاكو وغيرهما ، لكن هذه الكثرة التي ذكرها نبينا صلَّى الله عليه وسلَّم هي الكثرة المستمرة المستحكمة ، ولعل زمننا هذا - والعلم عند الله تعالى - هو زمن الـهرج الوارد في هذا الحديث لأسباب وقرائن كثيـرة ، منها :
1) أننا في آخر الزمان الذي تفاقمت فيه الفتن ، وتتابعت الشرور ، واشتد التنازع والاختلاف بين المسلمين وتداعى الأعداء عليهم من كل حَدَب وصَوْب ، كمـا جـاء في حديث ثوبان رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الْأُمَمُ مِـنْ كُـلِّ أُفُـقٍ كَمَـا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا )) .
قَالَ : قُـلْـنَـا : يَـا رَسُـولَ اللهِ ، أَمِنْ قِلَّةٍ بِـنَـا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: (( أَنْـتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيـرٌ ، وَلَــكِنْ تَكُونُونَ غُـثَـاءً كَـغُـثَاءِ السَّيْلِ تُـنْـتَـزَعُ الْـمَـهَـابَـةُ مِنْ قُـلُـوبِ عَـدُوِّكـمْ ، وَيُـجْـعَـلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنُ )) قَالَ : قُـلْنا : وَمَا الْوَهْنُ ؟ قَالَ: (( حُبُّ الْـحَـيَـاةِ ، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ )) (10) .
والحديث صحيح بمجموع طرقه ومتابعاته .
وترتَّب على هذا التنازع والاختلاف ، وتكالب الأعداء إثارة أسباب الاقتتال بين المسلمين لأتفه الأسباب ، وأصبح الحال كما قال النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم : (( وَالَّـذِي نَـفْـسِـي بِـيَـدِهِ لَا تَـذْهَـبُ الدُّنْـيَـا حَـتَّـى يَـأْتِـيَ عَلَـى النَّـاسِ يَـوْمٌ لَا يَـدْرِي الْـقَـاتِـلُ فِـيـمَ قَـتَـلَ ، وَلَا الْـمَـقْـتُـولُ فِـيـمَـا قُـتِـلَ ؟ )) (11) أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
إننا نرى اليوم من يُـكَـلَّـف من قبل هواة التفجير والتدمير ليقوم بوضع قنبلة موقوتة في حيّ من الأحياء ، أو يضع سيارة مفخَّخة ، أو يقوم بقيادتها لتفجير حيّ سكنيّ ، أو أي مرفق من المرافق ، دون أن يسأل من كلفه بذلك لِـمَ كَـلَّـفـه بتنفيذ هذا العمل ، ويُـقْـتَـلُ بهذا الفعل الإجراميّ العشرات على الأقل ، لا يدرون ما سبب قتلهم ؟
إن القتل في زماننا أصبح أمرًا مستحْكِمـًا ومستمرًّا لا ينقطع ، وإنك لتسمع كل يوم أخبار مئات القتلى في العالم ، ولا يكاد يخلو بلد مسلم من ذلك .
2) ساعد على هذا البلاء كثرة الأسلحة الفتَّاكة ، ومن أشدها فتكـًا ما يسمونه أسلحة الدمار الشامل .
لقد كان القتال قبل اختراع هذه الأسلحة بأسلحة بدائـيّـة كالسيوف ، والسِّهام ، والرماح ، والخناجر،ونحوها .
أما في عصرنا هذا فإن السلاح يطلق من الأرض والسمـاء ، ومن البر والبحر ، ويطلق الصاروخ من مسافات بعيدة ليدمر حيًّا بأكمله ، وفي يوم واحد ، بل ساعات ، قتل صدام حسين مائة ألف من أهل حلَبْجَة وبقذيفة واحدة يهلك العشرات بل المئات أحيانًا ، كما حصل في قانا في لبنان ، وفي بعض المخابئ في العراق وأفغانستان ، وغيرها .
وكان القتال قديمـًا وإلى عهود قريبة ، يحصل بين جيوش الدول بسبب خصومات ونزاع على الحدود .
أما اليوم فقد أصبح القتل هواية ومتعة لدى كثير من الرؤساء الذين يحكمون بلادهم من أجل نهب خيراتها لأنفسهم وأولادهم ، فإذا عارضهم من عارضهم من شعوبهم تفننوا في قتلهم كمـا يفعل القذافيّ وأضرابه ، قبحهم الله تعالى ، ويستعين هذا الرئيس الممسوخ على قتل أفراد شعبه بمن شاء ، ويظن أنه بقتلهم سيظل ممكّـنـًا ما بقي على قيد الحياة ، وما علم أن هذا العمل الشنيع هو بشير زواله قريبًا بإذن الله تعالى ، كما قال الشاعر متهكِّمـًا برئيس هلك بسبب ما اقترفت يداه :

إن القذافيّ وأمثاله يصدق عليهم قول الشاعر القديم (12) يهجو رجل سوء :
ومن المؤسف جدًّا أن يمـارِس القتل أناس ينسبون أنفسهم إلى الجهاد ، فيفجِّرون ويدمِّرون ويقتلون النساء والأطفال والشيوخ ؛ من أجل وجود شخص أو أكثر من النصارى في هذا الحيّ أو ذاك من بلاد المسلمين وصار هذا السلوك الشائن ذريعة لـحُـكّام الغرب ، فضيقوا على الدعوة والعمل الخيريّ ، وتراجع العمل الإسلاميّ إلى الوراء عقودًا ، والله المستعان .
3) قيام دول الغرب بإثارة الـنـزاع بين دول المسلمين ، وتأجيج الصراع بين حكوماتها من أجل تنشيط تجارة السلاح وتحريك مصانع إنتاجه ، وإعداد صفقاته التي لا تنتهي .
فهذه الأسباب وغيرها تجعل إراقة الدماء في شعوب المسلمين متواصلةً ما دامت تُـحـقِّـق للغرب مصالـحـه فإذا رأيت إيقافًا لحرب مستعرة بين دولتين ، فاعلم أن إيقافها من أجل مصلحة الأسياد ، وليس من أجل مصالح الدولتين المتحاربتين .
إن الـمـتـأمل في زماننا هذا وما يـجـري فيه من قتل مستحكِم ؛ يغلب على ظنه أنه الزمن الذي عناه نبينا صلَّى الله عليه وسلَّم بقوله : (( لَا تَـقُومُ السَّاعَـةُ حَـتَّى يَـكْـثُـرَ الْـهَـرْجُ )) كمـا تقدم ، والله تعالى أعلم .
لكن تنزيل أحاديث الفتن - وهي جزء من التأريخ - على واقع الناس يحتاج إلى نظر وتثبت ، وهو من وظائف الراسخين في العلم ، ولا يكفي في هذه الأحاديث مجرد النقل .
وقد أشار الإمام ابن خَلدون رحمه الله تعالى إلى هذا الأمر في معرض حديثه عن علم التاريخ وعظم منزلته فقال : (( إن الأخبار إذا اعْتُمِد فيها على مجرد النقل ، ولم تُـحَـكَّـم أصولُ العادة وقواعدُ السياسة وطبيعة العمران والأحوال في الاجتماع الإنساني ، ولا قِيس الغائب منها بالشاهد ، والحاضر بالذاهب ، فربما لم يُؤْمَن فيها من العثور ، ومزلة القدم والحيد عن جادَّةِ الصدق ، وكثيـرًا ما وقع للمؤرخين والمفسرين وأئمة النقل المغالِط في الحكايات والوقائع ؛ لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غـثــًا أو سميـنـًا ، لم يعرضوها على أصولها ، ولا قاسوها بأشباهها ، ولا سبروها بمعيار الحكمة ، والوقوف على طبائع الكائنات ، وتحكيم النظر والبصيرة في الأخبار ، فضلوا عن الحق ، وتاهوا في بيداء الوهم والغلط )) (16) .
وهذا ما رأيناه في أزماننا هذه ، حيث عمد بعض الجهلة إلى الأحاديث الموضوعة والمنكرة وبنوا عليها حـقـائـــق في غايــة الـــغـرابة ، وأسقطوا الأحاديث الصحـيـحة في الفـتن واشراط الساعـة على أحـداث مــعــيـــنـة أو أشخاص بأعيانهم .
ومن عجائب إسقاطاتهم للأحاديث قولـهم : إن السفيانيّ هو صدام حسين ، وأن الجبل الذي ينحسر عنه نهر الفرات هو البترول ؛ لأن لونه أسود .
ومن أعاجيبهم في ذلك : استعجالهم ظهور المهديّ المنتظر ، فهذا أحد المعتوهين جزم أن المهديّ سيظهر يوم الثلاثاء 25 من محرم عام 1420هـ ، وأن خروج الدجال في 15 من شعبان من عام 1420هـ ، وأن عيسى عليه السلام سينزل في 25 من رمضان عام 1420هـ (17) ، وقد مضى على هذه التواريخ 12 عامًا ، ولم يحدث شيء .
إن ما يصنعه هؤلاء هو من الفتن ، ولا تفسير لـهذه الأراجيف إلا حب الظهور ، وإشغال الأمة ، والكسب الماديّ المحرم ؛ فإن الكتب التي يؤلفها هؤلاء السفهاء تجد رواجـًا كبيـرًا عند العوام ، حتى الكثير من طلاب العلم يجدون أنفسهم مضطرين لاقتنائها ليقفوا على ما فيها من ضلالات ، ويحذروا الناس منها ، وفي هذا رواج لكتبهم بطريق غير مباشر .
إن هؤلاء لا يخافون الله تعالى ، ولا يراقبونه ، بل لا يبعد أن يكون بعضهم صنيعة لأعداء الإسلام يحققون مآربهم ، وقد سبق هؤلاء إلى هذا الإسقاط وهوس التعلّق بالمهدي جهيمـان وزمرته الذين استباحوا المسجد الحرام أيامـًا وسفكوا الدم الحرام بناء على رؤى وتخيلات شيطانية ، والتفوا حول شخص اسمه (( محمد بن عبدالله القحطانيّ )) فحذفوا اسم القحطانيّ ، وأوهموه وأوهموا الناس أنه المهديّ المنتظر ، وأنه من ولد فاطمة وأن أوصاف المهديّ التي وردت في الأحاديث الثابتة منطبقة عليه ، فهو أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ، إلى غير ذلك من الصفات .
ولعل فتنة تنزيل الأحاديث على أشخاص بأعيانهم ، بدأت في عصرنا هذا بوضوح من هذا التاريخ وهو غرة شهر الله المحرم سنة 1400 هـ ، والله تعالى أعلم .
وحسبك بهذا الحدث فتنة توقف الأذان والصلاة في حرم الله أيامـًا ، نسأل الله تعالى العافية والسلامة من كل شر وفتنة .
ثانيـًا : أن الفتن التي تحدث في آخر الزمان وغيرها قَـدَرٌ من قَـدَر الله تعالى ؛ إذا صح بها النقل ، لا بد أن تحدث ولا يمكن أن يحول شيء دون حدوثها ، أو محاولة صرفها ، ولقد كان أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه يعلم علم اليقين - قبل توعُّـد المجرم الأثيم أبي لؤلؤة المجوسيّ بقتله - أن استشهاده قَـدَر لا بد أن ينفذ ، وغيب أخبر عنه الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه ، لا يمكن أن يتخلّف ، فقد سمع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول عندما انـتـفض أحـد ، وعليه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، وأبـــو بـكر وعمر وعــثمـان رضي الله عنهم - كمـا في الـحـديث الذي أخرجه البخاريّ في صحيحه من حـديث أنـس رضـي الله عنه - :
(( اثْـــبـُـتْ أُحُـدُ فَـإِنَّـمَـا عَـلَـيْـكَ نَـبِّيٌّ وَصِدِّيـقٌ وَشَـهِـيـدَان )) (18) لذلك لم يأبه بمـا سمع من أبي لؤلؤة الـمجوسيّ أخـزاه الله وقد لقي خزيه في الدنيا ، وسيلقى خزيه يوم يقتص الجبار سبحانه وتعالى للمظلوم ممن ظلمه .
ولقد سمعت أحد الكتاب الإسلاميين المعاصرين ممن له أثر طيب يقول عن عمر الفاروق رضي الله عنه : (( لقد أخطأ عمر رضي الله عنه ؛ لأنه لم يتخذ له حرسـًا يحرسونه بعد تهديد أبي لؤلؤة المجوسيّ له )) .
عجبت أشد العجب من هذا الكلام ، كيف يـقال في حق من قال عنه الـمصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم : (( إِنَّـهُ قَـدْ كَـانَ فِـيـمَـا مَـضَـى قَـبْـلَـكُـمْ مِنَ الْأُمَـمِ مُـحَـدَّثُـونَ ، وَإِنَّـهُ إِن كَـانَ فِي أُمَّـتِي هَـذِهِ مِنْـهُـمْ ؛ فإِنَّــهُ عُـمَـرُ بْنُ الْـخَـطَّـاب )) (19) ومحدثون : ملهمون ، وهو الذي وافقه الوحي في جملة من المسائل المشهورة ، أُفْـرِدَت فيها التصانيف ، وهو فاروق هذا الأمة الذي فرق الله به بين الحق والباطل (20) ، وفيه قال المصطفى صلّى الله عليه وسلّم : (( وَالَّـذِي نَـفْـسِي بِـيَـدِهِ ، مَـا لَـقِـيـَـكَ الشَّـيْـطَـانُ قَـطُّ سَـالِـكـًا فَـجـًّا إِلَّا سَـلَـكَ فَـجـًّا غَـيْـرَ فَـجِّـك )) (21) .
ونحن أهل السنة لا ندعي العصمة لأحد إلا لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، ولكن ليس من الأدب أن يقال هذا في حق أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم .
وكمـا ترك عمر رضي الله عنه هذا الأمر لقدر الله المحتّـم الذي لا يُـردّ ، فعل أمير المؤمنين عثمـان رضي الله عنه حينمـا حُوصِر ؛ فمَنع من أراد ان يحرسه بالانصراف وعدم التعرض لهؤلاء البغاة المجرمين ، بل سألهم بالله ألَّا يفعلوا ذلك ، وفتح باب بــيـتـه ونشر كتاب الله تعالى بين يديه ، وجلس يتلو آياته إلى أن دخل عليه أعداء الله خابوا وخسروا فقتلوه وهو صائم يقرأ القرآن ، وقد بلغ من العمر على القول المشهور 82 (22) {أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} .
لِـمَ فعل عثمـان ذلك ؟ لأنه لا يريد أن يُقتل أحد بسببه ، ولأنه يعلم أنه سيُـقـتَـل شهيدًا كما ورد في الحديث السابق عن أنس رضي الله عنه ، وسمع كذلك سمع قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الحديث الآخر الـمتـفق عليه ، والذي قال فيه لأبي موسى الأشعريّ رضي الله عنه : (( ائْـذَنْ لَـهُ وَبَـشِّـرْهُ بِالْـجَـنَّـةِ عَـلَـى بَـلْـوَى سَـتُـصِـيـبُـه )) (23) .
ولعل ما حملني على هذا الاستطراد نسبيـًّا هو الخشية من تخطئـة هذا الكاتب أو غيره لعثـمـان رضي الله عنه لـِـمَ اتخذ هذا الإجراء الذي أدّى إلى مقتله ؛ ولـِـمَ لم يتخذ له حرسـًا يدافعون عنه ، مع علمي سلفـًا أن كلامي هذا لا يحقق شيئـًا ، ولكنه تعبير عن حاجة في نفسي أردت أن أبوح بها .
إننا اليوم بحاجة إلى (( دِرَّة عُمر )) (24) التي كان يخرج بها الشياطين الـمُـعَـشْـعِـشَـة في رؤوس الـمُـتَـهوِّكين (25) في دين الله تعالى ، وما أكثرهم اليوم ، ومن ذا الذي يجرؤ على تأديبهم ، مثل عمر؟! ويبدو أن دِرَّة عُمر رضي الله عنه اختفت معه ، وربمـا إلى يوم القيامة ، والعلم عند الله تعالى .
ثالثـًا : يجب أن نعلم أن الفتن عامة وفتن آخر الزمان خاصة داخلة في الابتلاء الذي كتبه الله على هذه الأمة ليمحِّصها ، ويضاعف مثوبة الصادقين السالكين على طريق هدايته ، والصابرين على ما أصابهم قال الله تعالى : {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} العنكبوت : ( 1-2 ) .
وهذه الآية وإن نزلت في أناس بأعيانـهم في العهد المكيّ إلا أن حكـمـها باقٍ في هذه الأمــة إلى يوم القـيـامــة كمـا قال الإمام ابن عطية في تفسيره : (( وهذه الآية وإن كانت نزلت بهذا السبب أو ما في معناه من الأقوال فهي باقية في أمة محمد صلّى الله عليه وسلّم ، موجودٌ حكمها بقية الدهر ، وذلك أنَّ الفتنةَ من الله تعالى باقية في ثغور المسلمين بالأسر ونكاية العدو وغير ذلك ، وإذا اعتُـبِـرَ أيضـًا كلُّ موضعٍ ففيه ذلك بالأمراض وأنواع المحن ، ولكن التي تشبه نازلةَ المؤمنين مع قريشٍ ؛ هي ما ذكرناه من أمر العدوِّ في كل ثغـر )) (26) .
وقد نقل كلام ابن عطية هذا الإمام القرطبيّ في ((الجامع لأحكام القرآن)) (27) واستحسنة جدًّا .
والناظر بعين البصيرة يلحظ أن التشريع قائم على الابتلاء ومترتب عليه ، كمـا جاء في آيات كثيرة كقوله تعالى : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} محمد : 31 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

احاديث عن الفتن Empty
مُساهمةموضوع: رد: احاديث عن الفتن   احاديث عن الفتن Emptyالجمعة أغسطس 09, 2013 3:12 pm


قال الراغب الأصفهانيّ : (( وسُمِّي التكليف بلاء من أوجه :
- أحدها : أن التكاليف كلَّها مشاقٌّ على الأبدان ، فصارت من هذا الوجه بلاء .
- والثاني : أنَّـها اختباراتٌ ، ولهذا قال الله عزَّ وجل {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} محمد : 31 .
- والثالث : أن اختبار الله تعالى للعباد تارةً بالمسارّ ليشكروا ، وتارةً بالمضارّ ليصبروا ، فصارت المحنة والمنحة جميعـًا بلاءً ؛ فالمحنة مقتضيةٌ للصبر ، والمنحة مقتضيةٌ للشكر .
والقيام بحقوق الصبر أيسر من القيام بحقوق الشكر ، فصارت المنحة أعظم البلاءين ، وبهذا النظر قال عمر - رضي الله عنه - (( بُـلِيـنَا بِالضَّرَّاءِ فَصَبَـرْنَا وَبُـلِيـنَـا بِالسَّرَّاءِ فَلَمْ نَشْكُرْ )) (28) ولـهـذا قال أمير المؤمنين (29) : (( مَنْ وُسِّعَ عَلَيْهِ فِي دُنْيَاهُ فَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّـهُ قَدْ مُكِرَ بِهِ فَهُوَ مَخْدُوعٌ عَنْ عَقْلِهِ )) (30) انتهى ما أردت نقله منه (31) .
إن تحقيق فضيلة الصبر لا يتمّ إلا بالابتلاء بأعظم البلايا ، كمـا قال الله تعالى : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } البقرة : 155 .
قال القرطبي رحمه الله تعالى : (( والبلاء يكون حسنـًا ويكون سيِّــئـًا ، وأصله المحنة ، والمعنى : لنمتحِننَّـكم لنعلم المجاهدَ والصابرَ عِلْمَ مُـعاينة ، حتى يقعَ عليه الجزاء ، كمـا تقدَّم .
وقيل : إنمـا ابـْـتُـلُـوا بهذا ليكون آيـةً لمن بعدهم ، فيعلموا أنهم إنما صبروا على هذا حين وَضَح لهم الحقُّ .
وقيل : أعلَمَهم بهذا ليكونوا على يقين منه أنه يصيبُـهم ، فيوطِّـنُـوا أنفسهم عليه ، فيكونَ أبعدَ لهم من الجزَع وفيه تعجيلُ ثَـواب الله تعالى على العزم ، وتوطين النفس )) (32) .
وتأمل الآية التي بعدها ، لتعرف ما يترتب على هذا البلاء من ثواب جزيل ، وأجرٍ مضاعف ، كـمـا قال تعالى : {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} البقرة : 157 .
وبهذا ندرك أن الفتن بأنواعها داخلة في الابتلاء ، ولله في ذلك حِكَم ظاهرة يدركها بعض عباده ، وخفِـيَّـة لا يعلمها إلا هو جلّ جلاله .
رابعـًا : مما يحسن بنا أن نعرفه أن للفتن تقسيمـًا ثنائـيـًّا ، يتفرع عنه أقسام كثيرة .
وأول تقسيم ثُنائيّ للفتن : أن منها ما وقع ، ومنها ما لم يقع بعد .
فمن الفتن التي وقعت وأخبر عنها المصطفى صلّى الله عليه وسلّم :
1) استشهاد الخلفاء الراشدين الثلاثة : عمر وعثمان وعليّ ، وكذلك طلحة والزبير رضي الله عنهم جميعـًا .
فأما خبر استشهاد عمر وعثمان رضي الله عنهمـا فتقدم في حديثي أنس وأبي موسى رضي الله عنهمـا ، وهما في الصحيحين ، كمـا تقدم (33) .
وأما خبر استشهاد عليّ وطلحة والزبير رضي الله عنهم فأخرجه مسلم في صحيحة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول صلّى الله عليه وسلّم كان على حراء هو وأبو بكر ، وعمر ، وعثمـان ، وعليّ ، وطلحة والزبير ، وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم ؛ فـتـحـرَّكَت الصخرة ، فـقـال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : (( اهْـدَأْ ، فَمَـا عَـلَـيْـكَ إِلَّا نَـبِيٌّ أَوْ صِـديِّقٌ ، أَوْ شَـهِـيـد )) (34) .
فقوله صلّى الله عليه وسلّم : (( أَوْ شَـهِـيـد )) وصف يتناول الجميع سوى أبى بكر رضي الله عنهم أجمعين .
2) ظهور الخوارج ، وسيأتي خبرهم في الحديث المتفق عليه عن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه (35) .
3) استشهاد عمـار بن ياسر (36) رضي الله عنهـمـا ، وغيرها كثير .
وأما القسم الثاني : وهو ما لـم يقع فهو الأكثر كظهور يأجوج ومأجوج ، والدابة - وقد ثبت ظهورهما بنصّ القرآن الكريم - وظهور الدجال ، وكثرة القتل ، وانحسار نهر الفرات عن جبل من ذهب تحصل به مقتلة عظيمـة وغيرها من الفتن التي تموج كموج البحر ، كمـا جاء ذلك في حديث حذيفة رضي الله عنه ، وسيأتي بعد أسطر .
ولقد أخبرنا الـهادي البشير صلوات الله وسلامه عليه عن تتابع الفتن في هذه الأمة ، حيث رأى مواقعها حينمـا أشرف على أُطُـمٍ من آطام المدينة .
والخبر أخرجه الشيخان من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهمـا أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أشرف على أُطُـمٍ من آطام المدينة ، ثم قال : (( هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى ؟ إِنِّي لَأَرَى مَوَاقِـعَ الْـفِـتَـنِ خِـلَالَ بُـيُـوتـِـكُـمْ كَـمَـوَاقِـعِ الْـقَـطْـرِ )) (37) .
والْأَطُـم : هو البـنـاء المرتفع .
* التقسيم الثُّنائيّ الثانيّ : ما جاء في حديث حذيفة رضي الله عنه المتفق عليه قَالَ: كُنَّا عِندَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْفِتْنَةِ كَـمَـا قَـالَ ؟ فَقُلْتُ : أَنَا . قَالَ: إِنَّكَ لَـجَرِيءٌ ، وَكَيْفَ قَـالَ ؟ قَـالَ قُـلْـتُ : سَمِعْتُ رَسُـولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وسَـلَّم يَـقُـولُ : (( فِتْـنَـةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَنَـفْـسِـهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ ، يُكَفِّرُهَا الصِّـيَـامُ وَالصَّلاَةُ وَالصَّدَقَـةُ ، وَالْأَمْرُ بِالْـمَـعْـرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْـمُـنْـكَـرِ )) فَـقَـالَ عُـمَـرُ : لَيْسَ هَذَا أُرِيدُ ، وَإِنَّـمَـا أُرِيـدُ الَّتِي تَـمُوجُ كَمَـا يَمُوجُ الْبَحْرُ ، قَالَ فَقُلْتُ: مَا لَكَ وَلَـهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابـًا مُغْلَقًا ، قَالَ: أَفَـيُكْسَرُ الْبَابُ أَمْ يُفْتَحُ؟ قَالَ قُلْتُ : لَا ، بَلْ يُكْسَرُ ، قَالَ: إِذًا لَا يُغْلَقَ أَبَـدًا.
قَالَ : فَـقُـلْنَا لِـحُذَيْفَةَ : أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ مَنِ الْبَابُ؟ قَالَ: نَعَمْ ، كَمَـا يَعْلَمُ أَنَّ دُونَ غَدٍ اللَّيْلَةَ ، إِنِّي حَدَّثْـتُـهُ بِحَدِيثٍ لَيْسَ بِالْأَغَالِيطِ ,
قالَ : فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَ حُذَيْفَةَ مَنِ الْبَابُ ؟ فَقُلْنَا لِـمَسْرُوقٍ : سَلْهُ ، فَسَأَلَـهُ ، فَقَالَ: عُمَرُ (38) .
فتبين من سياق الحديث أن الفتن قسمـان :
القسم الأول : فتن خاصة بآحاد المسلمين ، عبَّر عنها المصطفى صلّى الله عليه وسلّم بقوله : (( فِـتْـنَـةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِـهِ وَنَـفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ ... )) .
والقسم الثاني : فتن عامة تصطلي بها الأمة ، وعبَّر عنها عمر رضي الله عنه بقوله : (( تَمُوجُ كَمَا يَمُوجُ الْبَحْرُ )) .
* التقسيم الثنائيُّ الثالث : ورد في حديث آخر لحذيفة رضي الله عنه ، وهو حديث أخرجه مسلم بهذا السياق :
قَالَ حُذَيْـفَـةُ بْنُ الْيَمَـانِ : وَاللهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّاسِ بِكُلِّ فِـتْـنَـةٍ هِيَ كَائِـنَـةٌ ، فِيمَـا بَيْـنِي وَبَيْنَ السَّاعَةِ ، وَمَا بِي إِلَّا أَن يَكُونَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسَرَّ إِلَـيَّ فِي ذَلِكَ شَيْئًا ، لَمْ يُـحَدِّثْـهُ غَيْرِي ، وَلَـكِنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : وَهُوَ يُـحَـدِّثُ مَـجْـلِسـًا أَنَا فِيهِ عَنِ الْفِتَنِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَهُوَ يَعُدُّ الْفِتَنَ: (( مِنْهُنَّ ثَلَاثٌ لَا يَكَدْنَ يَذَرْنَ شَيْئًا ، وَمِنْهُنَّ فِتَنٌ كَرِيَاحِ الصَّيْفِ مِنْهَا صِغَارٌ وَمِنْهَا كِبَارٌ )) قَالَ حُذَيْفَةُ : فَذَهَبَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ كُلُّهُمْ غَيْرِي (39) .
هذا الحديث المخيف المفزع دل على أن الفتن قسمـان : فتن شاملة عامة لا يكاد يسلم منها أحد ، وقد حصرها في ثلاث فتن كبرى ؛ لكنه لم يسمها ، ولم يكشف عن حقيقتها ، لـمقاصد يراها الشارع الحكيم صلوات الله وسلامه عليه ، وربـما كانت المذكورة في حديث عبدالله بن حوالة رضي الله عنه الآتي ، والله أعلم .
والقسم الثاني : فتن كرياح الصيف ، وشَـبَّــهَـهَـا برياح الصيف لحرارته ، وفي هذا التشبيه إشارة إلى شدة وقعها على المسلمين .
وجعل المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم هذا القسم قمسين : فـتـنـًا كبارًا وفـتَـنـًا صغارًا .
والفتن التي حصرها عليه الصلاة والسلام في ثلاث ، لعلها - كمـا ذكر بعض الشُّـرَّاح - خروج الدجال وخروج يأجوج ومأجوج ، وخروج الدابة ، والله تعالى أعلم .
وربما كانت المذكورة في حديث عبدالله بن حوالة رضي الله عنه الآتي ، وهي : موته صلَّى الله عليه وسلَّم ، وظهور الدجال ، واستشهاد عثمـان رضي الله عنه ، والعلم عند الله تعالى .
وفي الأقسام الثنائية تدخل جميع أحاديث الفتن سواء ما تعلق منها بالعقائد والعبادات : كالبدع الـمحدثــة أو الفتن المتعلقة بالمعاملات كالربا والتحايل في البيوع ، والتبايع بالعينة ، وغيرها ، وكذلك الفتن المتعلقة بالسياسة والحكم والولاة الظلمة ، والحكم بغير ما أنزل الله تعالى ، والفتن المتعلقة بالأخلاق والسلوك ، كنزع الأمانة ، والـخـيانة ، والكذب ، وتخوين الأمين ، وتأمين الـخـائن ، وغيرها ، والفتن الـمـتعلقة بأشراط الساعـة وغيرها مما يخطئه الـعَـدّ (42) .
وبين أحاديث الفتن وأحاديث أشراط الساعة تداخل كبير ، فكثير من الفتن الكبرى هي من أشراط الساعة ، كخروج الدجال ، وخروج يأجوج ومأجوج ، وطلوع الشمس من مغربها ، وبعضها من أشراط الساعة الكبرى وليست من الفتن كنزول عيسى عليه السلام ، وكذلك بعض أشراط الساعة الصغرى ليست من الفتن كظهور المهديّ ، وقتال المسلمين اليهود وانتصارهم عليهم ، وعودة الجزيرة العربية مروجـًا وأنهارًا .
* التقيسم الثُّنائيُّ الرابع : تقسيم الفتن إلى زمانيّ ومكانيّ .
فأما القسم المتعلق بالزمان فيدخل فيه كل الفتن التي وقعت بعد استشهاد عمر رضي لله عنه ، وصحّ بها النقل ، وهي مستمرة إلى يوم القيامة .
وأما القسم المتعلق بالمكان : فمنها الفتن المتعلقة بالشام وفلسطين وبيت المقدس ، وغيرها .

خامسًا : نشأة الفتن وأسبابها .
مـحـاولات زرع الفتن بدأت من أول يوم هبط فيه الـمـصطفى صلى الله عليه وسلم على أرض الـمـديـنة وكان المنافقون أشد الناس حرصـًا على إثارتها ، وحادثة الإفك أشد فتنة اصطلى بها بيت النبوة ومجتمع الصحابة رضي الله عنهم ، ولكن هذه المحاولات من أعداء الملة قضى عليها رسول الله عليه الصلاة والسلام في مهدها ، وتنـزَّل الوحي بكشف عوارها ، وتحولت المحنة إلى منحة ، وباؤوا بالـخزي والعار إلى يوم الدين .
وظهرت في عهد الخليفة الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه فتنة المرتدين والـمُـتَـنَـبِّـئَـيْـن الكذَّابـَـيْن : مسيلمة وسَجَاح ، فجيّش الجيوش للقضاء على هذه الفتنة ، وانتدب لذلك سيف الله المسلول ، فوأدها في مهدها وظهرت حنكة أبي بكر رضي الله عنه وسداد رأيه في إخماد هذه الفتنة ، لكن ولايته لم تطل (43) ، فتولى بعده فاروق هذه الأمة عمر رضي الله عنه فكان السَّدَّ المنيع ضد الفتن ، والباب الموصد عليها ، والقفل المحكم الذي أرتج على شرورها ، فلمـا استُشْهِد فُـتح باب الفتنة ، وبدأ أعداء الإسلام يخططون للنيل من دولة الخلافة التي شرقوا بها ، ثم تولَّى الخليفة الثالث عثمـان ذو النورين رضي الله تعالى عنه ، واستتبَّ الوضع في الشطر الأول من خلافته ، واتسعت الفتوحات ، وبلغت الجيوش أقاصي الدنيا ، وعاشت الدولة في عزة ومنَـعَـة .
وفي الشطر الثاني من خلافته رضي الله عنه بدأت المؤامرات تحاك ضدَّه إلى أن انتهت باستشهاده في فاجعة لم ير المسلمون مثلها بعد موت النبيّ صلى الله عليه وسلم ، وألقت الفتن بجرانـها في الأرض بعد استشهاده الأليم (44) ، وهي مستمرة إلى يوم القيامة .
ولعلي أوجز أهم أسباب الفتن في الأسطر التالية :
1) استشهاد عمر رضي الله عنه ، فهو الباب الموصد ضد الفتنة ، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة وأصحها حديث حذيفة المتفق عليه ، والذي تقدم قبل أسطر ، وفيه (( إِنَّ بَـيْـنَكَ وَبَـيْـنَهَا بَابـًا مُـغْلَقـًا )) .
ولقد كان هذا الأمر معروفـًا عند الصحابة رضي الله عنهم وشائعـًا بينهم ، فهذا رجل يقول لخالد بن الوليد رضي الله عنه : (( يَـا أَبَـا سُـلَـيْـمَـانَ اتَّـقِ اللَّهَ ؛ فَـإِنَّ الْـفِـتَـنَ قَـدْ ظَـهَـرَتْ )) فأجابـه مستنكرًا : (( وَابْنُ الْخَـطَّـابِ حـَيٌّ ؟! إِنَّـمَـا تَـكُـونُ بَـعْـدَه )) .
وهذا الحديث حسنه الحافظ في الفتح (16/451- ط : طيبة ) وتوسع الشيخ مشهور آل سلمان في تخريجه في كتابه (( العراق في أحاديث وآثار الفتن )) (1/358-361) .
وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (21/112-113) برقم (38445) من طريق أبي وائل بإسناد صحيح عن حذيفة رضي الله عنه قال : (( مَـا بَـيْـنَـكُـمْ وَبَـيْـنَ أَنْ يُـرْسَـلَ عَـلَـيْـكُـمُ الشَّـرُّ فَـرَاسِـخَ إِلَّا مَـوْتَـةٌ فِي عُـنُـقٍ رَجُـلٍ يَـمُـوتُـهَـا ، وَهُـوَ عُـمَـر )) .
ووصف أبو ذر رضي الله عنه عمر بـ (( قُـفْل الْـفِـتْنَـة )) وقال له عثمـان بن مظغون (( يَا غَلْقَ الْـفِـتْـنَـة )) كمـا جاء في الفتح (8/265) في سياق كلام الحافظ ابن حجر في شرح حديث حذيفة قال : (روى الطبرانيّ بإسناد رجاله ثقات أنه لقي عمر فأخذه بيده فغمزه ، فقال له أبو ذر : (( أَرْسِلْ يَـدِي يَا قُـفْلَ الْـفِـتْـنَـة ... )) الحديث وفيه أن أبا ذر قال : (( لَا يُصِيبُــكُمْ فِـتَـنَـةٌ مَا دَامَ فِيكُمْ )) وأشار إلى عمر ، وروى البزار من حديث قدامة بن مظعون عن أخيه عثمان أنه قال لعمر : (( يَا غَلْقَ الْـفِـتْـنَـة )) فسأله عن ذلك فقال : مَررْتَ ونحن جلوس عند النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال : (( هَذَا غَلْقُ الْـفِـتْـنَةِ ، لَا يَـزَالُ بَيـْنَــكُمْ وَبَـيْـنَ الْـفِـتْـنَـةِ بَابٌ شَدِيدُ الْغَلْقِ مَا عَاشَ )) ) .
2) ظهور الفرق الضالة ، وفي طليعتها السَّبَــئِـيَّــة والخوارج والروافض .
فأما السَّبَــئِـيَّــة : فهم المنسوبون لعبدالله بن سبأ اليهوديّ أخزاه الله تعالى وإياهم ، وهو من والاه وناصَره كانوا السبب في مقتل أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه (45) ، وفتنة مقتل عثمان واستشهاده أعظم فتنة حصلت بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهي من الفتن العمياء الصماء الجالبة للحيرة ، وما يقرأ مسلم عنها إلا ويصاب بالذهول ، ويتعجب كيف حصلت هذه الجريمة الكبرى والفتنة المطْبِقة في الصدر الأول ؟! ولكنه قدر الله النافذ ، وحكمه الذي لا رادّ له ؛ لِـحـكَـم لا يعلـمـهـا إلا هو .
وقد جاء في حديث عبدالله بن حـَوَالَـة رضي الله عنه أن فتنة مقتل عثمـان هي إحدى الفتن الثلاث التي تعد أكبر الفتن في تاريخ المسلمين إلى أن تظهر فتنة المسيح الدجال ، كمـا تقدمت الإشارة إلى ذلك .
وهذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده بالأرقام (16973) و (17003) و (17006) بإسناد حسن من طريق ربيعة بن لقيط عن عبدالله بن حَـوَالَـة أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : (( مَـن نَـجَـا مِنْ ثَـلَاثٍ فَـقَـدْ نَـجَـا - ثلاث مرات - مَـوْتِـي ، والدَّجَّـالُ ، وَقَـتْـلُ خَـلِـيـفَـةٍ مُـصْـطَـبِـرٍ بِالْـحَـقِّ مُـعْـطِـيـهِ )) .
ومن طريق أحمد : أخرجه ابن الأثير في (( أسد الغابة )) (3/220) .
وأخرجه ابن قانع في (( معجم الصحابة )) (2/89) من طريق يحي بن إسحاق عن ابن لهيعة عن يزيد ابن أبي حبيب به ، وقال ابن لهيعة فيه : هو عثمان .
انظر التعليق عليه في هذه المواضع من طبعة مؤسسة الرسالة للمسند .
ولفظ (( مُصْطَبِر )) قرينة واضحة الدلالة أن هذا الخليفة هو عثمان رضي الله عنه .
وقد أخبر النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنه هو وأصحابه على الحق حين يبتلى بالفتنة .
ومن أصح الأحاديث في ذلك ما رواه أبو الأشعث قال قامت خـُطباءُ بإيلياءَ في إمارة معاوية فتكلَّموا وكان آخرَ من تكلَّم مُـرَّةُ بنُ كعبٍ ، فقال : لولا حديثٌ سمعته من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ما قمتُ ( سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يذكر فِـتـنـةً ، فـقَـرَّبَـهَـا ، فـمَـرَّ رَجلٌ مُـتَـقَـنِّـع ، فقال : (( هَـذَا يَـوْمَـئِـذٍ وَأَصْحَـابـُــهُ عَلَى الْـحَـقِّ وَالْـهُـدَى )) فقلت : هذا يا رسول الله ؟ وأقبلتُ بوجْهِه إليه ، فـقال : (( هَـذَا )) فإذا هو عثمـانُ ) .
أخرجه أحمد في مسنده برقم (18068) والحاكم (3/102) من طريق عفان عن وهيب بن خالد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث ، وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين ، وأقره الذهبيّ .
وأخرجه الترمذيّ في جامعه برقم (3704) من طريق عبدالوهاب الثقفيّ عن أيوب به ، وقال : هذا حديث حسن صحيح .
أما ظهور الخوارج فهو من أعظم أسباب الفتن العاصفة في تاريخنا الإسلاميّ ، فهم الذين استحلوا الدماء وهم سبب الفرقة بين المسلمين ، وهم الذين قتلوا أمير المؤمنين عليـًّا رضي الله عنه ، قتله عدو الله : عبدالرحمن بن ملجم ، بعد أن هزمهم عليّ وقضى على شوكتهم ، وتحقق على يديـه ما أخبر به النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم كما في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه قال : (( بَـيْـنَـا النَّـبِيُّ صَـلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَـقْـسِـمُ ذَاتَ يَـوْمٍ قَـسْـمـًا ، فـقـال ذو الـخُـوَيـْـصِـرة ، رجـلٌ من بـني تـمـيـم : يـا رسول الله اعـدِل ، فــقـال : (( وَيْـلَكَ مَـن يَـعْـدِلُ إِذَا لَـمْ أَعْـدِلْ )) فقال عمر : ائْذَنْ لِي فَلْأَضْرِبْ عُـنُـقَـه ، قال : (( لَا ، إِنَّ لَـهُ أَصْـحَـابـًا ، يَـحْـقِـرُ أَحَـدُكُـمْ صَلَاتَـهُ مَعَ صَلَاتِــهِـمْ ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِـهِـمْ ، يَـمْـرُقُـون مِنَ الدِّينِ كَـمُرُوقِ السَّـهْـمِ مِـنَ الرَّمِـيَّـة - إلى أن قال - يَـخْـرُجُونَ عَلَى حِينِ فُـرْقَـةٍ مِنَ النَّاسِ ، آيـَـتُـهُمْ رَجُلٌ إِحْدَى يدَيْـهِ مِثْـلُ ثَدْيِ الْـمَـرْأَةِ ، أَوْ مِثْـلُ الْبَـضْـعَـةِ تَـدَرْدَرُ )) قال أبو سعيد : أشهدُ لَـسَـمِـعْـتُـهُ من النَّـبِيّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، وأشهدُ أني كنتُ معَ عليٍّ حينَ قَاتَـلَـهُـمْ فَالْـتُـمِسَ فِي الْقَـتْـلَى فَـأُتِيَ بِهِ عَلَى النَّـعْـتِ الَّذِي نَـعَـتَ النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم ) (46) .
وقد أخبر صلَّى الله عليه وسلَّم عن هذا الرجل في روايات أخرى لـهـذا الحديث في الصحيحين : (( أَنَّــهُ يَـخْرُجُ مِن ضِـئْـضِـئِـه قَوْمٌ يَـتْلُونَ كِتَابَ اللهِ رَطْـبــًا لَا يُـجَـاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ ... )) الحديث .
وقوله عليه الصلاة والسلام : (( يخرج من ضِـئْـضِـئ هذا )) أي من عقبه ونسله ؛ كما في النهاية لابن الجزريّ (47) .
وأما الروافض فهم موصولون بعبدالله بن سَـبَـأ ، ولكنهم سمُّـو بذلك لرفضهم إمامة الشيخين وإمامة زيد بن علي رضي الله عنهم جميعـًا ، وبسبب تفرقهم عن زيد لإنكاره عليهم ، وابن سبأ هو جدهم الأعلى كم قال شيخ الإسلام ابن تيمية في المنهاج وغيره من كتبه .
وهذه الفرقة هي أخطر الفرق ، فقد جرَّت على المسلمين أعظم الشرور ، وقامت لهم دول أصابت المسلمين في مقتل ، ولهم اليوم دولة ذات شر مستطير ، تحيك المؤامرات على الإسلام والمسلمين في الخفاء مع إسرائيل وإمريكا ، ومن أراد الحقيقة فليقرأ كتاب (( التحالف الغادر )) لـ (( تريتا بارسي )) وهو إيرانيّ الأصل ، ونشأ في السويد ، وتخصص في العلاقات الدولية ، ويقيم الآن في تكسس ، وكان مبعوثـًا لإيران إلى إسرائيل وأمريكا .
وهذا الكتاب منشور في الشبكة العنكبوتية باللغة الانجليزية ، ومعه تلخيص باللغة العربية يفي بالغرض .
وفي الشبكة العنكبوتية صور للرئيس الإيرانيّ نجاد وهو يعقد لقاءات مع كبار حاخامات اليهود في أمريكا ، أصحاب اللحى الكثة القذرة التي لا تعرف الوضوء ولا السجود ، وله صور أخرى وهو يعانقهم بحرارة فلأي شيء تعقد هذه اللقاءات ، وما الذي جرى ويجري في أروقتها ؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

احاديث عن الفتن Empty
مُساهمةموضوع: رد: احاديث عن الفتن   احاديث عن الفتن Emptyالجمعة أغسطس 09, 2013 3:14 pm

تلك هي حقيقة دولة إيران الصفوية ، وهي في الظاهر ترفع شعار نصرة الإسلام وقضاياه الكبرى كقضية القدس وفلسطين ، ويخرج عمائم الضلالة من حين لآخر ينكرون عقائدهم الكفرية : كتحريف القرآن الكريم ، وتكفير صحابة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، واتهام أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الطاهرة المبرأة من فوق سبع سماوات .
ومازال لفيف من المنتسبين للدعوة مخدوعين بهذه الدولة ومراجعها الدينية ، وتسمعهم يقولون : إن الشيعة الإمامية تركوا عقائدهم ، ولا وجود لـها إلا في كتبهم ، وإذا نبَّهت بعضهم إلى خطر هذه الدولة انتفخت أوداجهم وتورمت أنوفهم ، وتسمع من ينبري للدفاع عنهم وعن دعاتـهـم من أصحاب عمائم الضلالة ، ونسي هؤلاء المخدوعون أن الرافضة يتعاملون مع أهل السنة بالتقـيَّـة ، والتـقـيَّـة عندهم دين .
إلى هؤلاء المخدوعين أنقل كلام رجل ليس من مشايخ نجد ، ولا من أساتذة الجامعات السعودية المتخصصين في العقيدة ، وإنمـا هو كلام استاذ جامعيّ يدرِّس العلوم السياسية ، ولكنه عرفهم تمام المعرفة عن طريق مخالطتهم ومحاورتهم أشهرًا طويلة ، ورسالته لنيل درجة الدكتوراه كانت عن مخططاتهم وأطماعهم ، وأن التشيع عندهم ليس تديُّنـًا حقيقـيـًّا ، وإنمـا هو برقع يخفون وراءه هدفهم الكبير ، وهو إقامة دولتهم الفارسية التي انهارت تحت مطارق الفتح الإسلاميّ في عهد الفاروق عمر رضي الله عنه ، ودُكَّـت صروحها بجحافل الرعيل الأول من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكنس ترابها بسنابك خيلهم رضي الله عنهم .
هذا الرجل هو الأستاذ الدكتور عبدالله النفيسيّ الكويتيّ الذي ما فتئ يحذِّر في محاضراته وكتاباته من المد الرافضيّ الصفويّ الفارسيّ ، ولكن تحذيره صرخات في واد ، ونفخ في رماد .
وكلامه الذي سأنقله هنا ذكره مرات كمـا أسلفت .
قال جزاه الله خيرًا مع شي من التلخيص والـحذف لبعض الكلام باللهجة العامية : (( كنت من القلائل الذين حرصوا على زيارة إيران على مدى زمن طويل بسبب تخصصي في موضوع الشيعة والتشيع ؛ لأن أطروحتي (( الدكتوراه )) كانت بعنوان (( الدور السياسيّ للشيعة في تطور العراق السياسيّ الحديث )) وهذا الموضوع ألزمني بالذهاب إلى العراق ، وأنهيت أطروحتي ، ثم أصبحت مهتمـًّا بالشؤون الإيرانية ، وكنت أزور النادي الدبلوماسيّ في طهران سنويًّا ، وهو نادٍ مرتبط بوزارة الشؤون الخارجية ، وقد حاضرت في هذا النادي سنوات عديدة ، والتقيت في إيران بكل أطياف المسؤولين ، من المرشد خامئني الذي زرته في بيته ، وقعدت معه ، وناقشته حول شؤون الخليج والتقيت برموزهم أمثال : ناطق نوري ، وخاتـمي ، ورفسنجاني ، وروحاني ومهدي ، ولايتي ، وعباسي ، إلى جانب مـجموعات هائلة من الأساتذة في جامعات إيران التي زرتها كلها وحاضرت فيها ، كل هؤلاء جلست معهم وناقشتهم ، وأستطيع أن أقول من خلال هذه التجربة : إنني أعرف إيران من الداخل ، وكل هؤلاء من مرشدهم إلى أصغر موظف في الـخارجية ، إلى كبار الضباط في الجيش ، إلى الحرس الثوريّ إلى وزارة الاستخبارات ، وبعضهم كانوا يحضرون محاضراتي مثل عبدالله نوري وجماعته .
كل هؤلاء بدون استثناء تجمعهم مسألة واحدة ، وهي أن دول الخليج تابعة لإيران ، وأن هناك ثأرًا تأريـخـيًّا بيننا وبينكم أيها العرب ، فقد غزوتمونا بمـا تسمونه الفتح الإسلاميّ ، وقضيتم على حضارتنا الفارسية ، ونحن الآن سنَحَت لنا الفرصة للأخذ بهذا الثأر التاريخيّ .
إنهم يستخدمون التشيّع في إيران كـ (( حصان طروادة )) (48) وليس اعتقادًا منهم للتشيع ، فالتشيع عربيّ في الأصل ، وليس إيرانـيًّا ، والذين نقلوا التشيع إلى إيران هم العرب ، ولذلك فإن إيران ترى أن الوسيلة الوحيدة لاختراق العرب هي التشيع ، وأن دولتهم دولة قومية فارسية - إلى أن قال - : إن التحدي الأساسيّ لدول مجلس التعاون هو إيران )) انتهى ما أردت نقله من هذه المحاضرة بتصرف يسير .
وأريد أن أعلق على جملة (( التشيع عربيّ في الأصل )) فأقول : إن نسبة التشيع إلى العرب - إن صح - حصل من أهل الضلال منهم ، والذي نعرفه أن التشيع مرتبط بابن سبأ اليهوديّ ، كمـا تقدم ، وهو ليس عربيّ الـمنشأ ، والله أعلم .
وذكر النفيسيّ في هذه المحاضرة جوابـًا على أحد الأسئلة : أن الإيرانيين ليست لـهم عداوة مع اليهود والدليل الواضح على ذلك أن الزائر لطهران يرى معابد اليهود في شارع منوشهري ، وفيه يبيعون التحف ، في حين أن أهل السنة يمنعون من بناء أي مسجد في طهران كـبُـر أو صغُر .
ومن أخطر ما سمعته من النفيسيّ : أن إيران استأجرت في إرتريا ثلاث جزر تقوم فيها بتدريب الحوثـيـيِّـن على السلاح ، وتجمع في هذه الجزر الأسلحة المتطورة ، وتسربها إلى مناطق الحوثـيـيِّـن بعد تدريبهم عليها .
فهل سيعي أهل السنة في الجزيرة العربية حكومات وشعوبـًا هذا الخطر المحدق ، أم أننا سنظل في غفلاتنا سادرين إلى أن يحل بنا الخطر ، نسأل الله تعالى ألّا يكون ذلك .
إن دولة الرافضة في إيران جادة في تنفيذ خطتها الخمسينية السرية التي وضعها آياتهم في إيران ، وهم الآن في المرحة العشرية الثانية .
ويحسن بأهل السنة أن يطَّلعوا على هذه الخطة الخمسينية الخطيرة ، وكيفية تنفيذ مراحلها .
وقد ترجـمها إلى العربية عبدالرحيم البلوشيّ جزاه الله خيرًا ، وهي مـحـفوظة في الشبكة العنكبوتية ، وسبق أن نشرتها مجلة البيان قبل سنوات ,
وأقول للمخدوعين بدولة الرافضة الفارسية ، والذين يسمونها (( الجمهورية الإسلامية )) : استيقظوا يا من تصرون على البلاهة والغفلة .
وإن ما سبـق ذكره - وهـو غيض من فـيـض ، وقــطــرة من بحر - يذكِّرنا بمـا سطره عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية في كتبه ، ولا سيمـا في (( منهاج السنة النبوية )) وسأورد أسطرًا من هذا الكتاب تجسد لنا حقيقة الروافض وشرورهم العظيمة على الإسلام والمسلمين ، قال في منهاج السنة : (( أصل كل فتنة وبَـلِـيَّـة هم الشيعة ومن انضوى إليهم ، وكثير من السيوف التي سُـلَّت في الإسلام إنمـا كانت من جهتهم ، وعُلِم أن أصلهم ومادتهم منافقون ، اختلقوا أكاذيب ، وابتدعوا آراء فاسدة ؛ ليفسدوا بها دين الإسلام ، ويستـزلّوا بها من ليس مِن أُولي الأحلام ، فسعوا في قتل عثمـان ، وهو أول الفتن ، ثم انزووا إلى عليٍّ ، لا حبـًّا فيه ، ولا في أهل البيت ، لكن ليقيموا سوق الفتنة بين المسلمين .
ثم هؤلاء الذين سعوا معه منهم من كفَّـره بعد ذلك وقاتله ، كمـا فعلت الخوارج ، وسيفهم أول سيف سُلَّ على الجمـاعة ، ومنهم من أظهر الطعن على الخلفاء الثلاثـة ، كمـا فعلت الرافضة ، وبهم تستَّـرت الزنادقـة كالغالية من النُـصيـرية وغيرهم ، ومن القرامطة الباطنية والإسماعيلية وغيرهم ، فهم منشأ كل فتنة ، والصحابة رضي الله عنهم منشأ كل علم وصلاح ، وهدى ورحمة في الإسلام .
ولـهذا تجد الشيعة ينتصرون لأعداء الإسلام المرتدين ، كبني حنيفة أتباع مُسَيْلمة الكذَّاب ، ويقولون : إنهم كانوا مظلومين - إلى أن قال - وينتصرون لأبي لؤلؤة الكافر المجوسيّ ، ومنهم من يقول : اللهم ارض عن أبي لؤلؤة واحشرني معه ، ومنهم من يقول في بعض ما يفعله من مـحـاربـتـهم : واثارات أبي لؤلؤة : كمـا يفعلونه في الصورة التي يقدِّرون فيها صورة عمر من الجبس أو غيره .
وأبو لؤلؤة كافر باتفاق أهل الإسلام ، كان مجوسـيـًّا من عُـبَّـاد النيران ، وكان مملوكًا للمغيرة بن شعبة ... )) (49) الخ كلامه رحمه الله تعالى .
وسمعنا بعض ضلال الرافضة اليوم يقول عن بوش الابن : (( آية الله بوش ، اللهم احشرني مع آية الله بوش )) ونحن نقول مع النفس العميق : آمين آمين ، وإلى عذاب الحريق .
ويقول الإمام ابن تيمية في موضع آخر :
(( وأما الرافضي فلا يعاشر أحدًا إلا واستعمل معه النفاق ، فإن دينه الذي في قلبه دين فاسد ، يحمله على الكذب والخيانة ، وغش الناس ، وإرادة السوء بهم ، فهو لا يألوهم خَـبَـالا ، ولا يترك شرًّا يقدر عليه إلا فعله بهم ، وهو ممقوت عند من لا يعرفه ، وإن لم يعرف أنه رافضيّ ، تظهر على وجهه سيما النفاق وفي لحن القول ، ولهذا تجده ينافق ضعفاء الناس ومن لا حاجة به إليه ، لما في قلبه من النفاق الذي يضعف قلبه )) (50) .
وقال في موضع آخر مشابه :
(( وهكذا غير الرافضة من أهل الأهواء والبدع ، تجدهم في نوع من الضلال ونوع من الغيّ ، فيهم شرك وكبر ، ولكن الرافضة أبلغ من غيرهم في ذلك ؛ لهذا تجدهم أعظم الطوائف تعطيلاً لبيوت الله ومساجده من الجمع والجماعات التي هي أحب الاجتماعات إلى الله ، وهم أيضا لا يجاهدون الكفار أعداء الدِّين ، بل كثيرًا ما يوالونهم ويستعينون بهم على عداوة المسلمين ، فهم يعادون أولياء الله المؤمنين ، ويوالون أعداه المشركين وأهل الكتاب ، كما يعادون أفضل الخلق من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ، ويوالون أكفر الخلق من الإسماعيلية والنصيـرية ونحوهم من الملاحدة ، وإن كانوا يقولون : هم كفار ، فقلوبهم وأبدانهم إليهم أميل منها إلى المهاجرين والأنصار والتابعين وجماهير المسلمين .
وما من أحد من أهل من أهل الأهواء والبدع ، حتى المنتسبين إلى العلم والكلام والفقه والحديث والتصوف إلا وفيه شعبة من ذلك ، كما يوجد أيضًا شعبة من ذلك في أهل ألأهواء من أتباع الملوك والوزراء والكتَّاب والتجار ، لكن الرافضة أبلغ في الضلال والغيّ من جميع طوائف أهل البدع )) (51) .
بعد هذا الاستطراد عن خطر الروافض الذي يحاك للمسلمين ، أظن أن هذا الخطر بدأ يتكشف بعد أن فضحتهم قناتا وصال وصفا ، جزئ الله القائمين عليهمـا خير الجزاء ، ووفقهم إلى الاستمرار في هذا المضمار المهم جدًّا .
وإني وكل من يدرك خطر هذه الدولة الرافضية الصفوية الفارسية نأمل من القادة في المملكة ودول الخليج العربيّ أن يزيدوا من استعدادهم لردع هذا الدولة ، ونرجوا الله أن يوفقهم لحماية ديار أهل السنة من كيدها ولعل التحرك الذي حصل آخيرًا لنصرة البحرين وحمايتها بداية تبشر باستعداد أفضل لدول مجلس التعاون من أجل حمايتها من شرور إيران .
إن هذه الدولة تتهدد وتتوعد دول الخليج ، ويقول قادتها : إنهم لن يبقوا مكتوفي الأيدي ، والأمر كما قال الشاعر قديمـًا يحذر آخر خلفاء بني أمية : مروان بن محمد :

أسأل الله تعالى أن يرينا في دولة إيران المتآمرة عجائب قدرته ، ويكفينا ويكفي المسلمين شرورها .
وهناك فِرَق غير هذه الثلاث التي سبق ذكرها أسهَمَت في محاولة فرقة الأمة وتمزيق وحدتها ، كالجهمية والمعتزلة ، والقدرية ، والجبرية ، وغيرها ، ولكن معظم ما أحاق بالإسلام والمسلمين في أحقاب التاريخ الإسلامي كله هو من السبئية ووليدتها الرافضة ثم الخوارج بطوائفها المختلفة .
3) فقد العلم وحملته ، وانتشار الجهل .
إن من أبرز أسباب ظهور الفتن ، وتفاقم شرورها فشو الجهل وقلة العلم والفقه في الدين واضمحلالهمـا .
وقد أخبر المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم بذلك ، وكلما بعدت الأمة عن منابع الوحيـين زمنـًا وواقعـًا اشتد أوار الفتن .
ومن الأحاديث الدالة على هذا الواقع ما ورد في الصحيحين من حديث عبدالله بن مسعود وأبي موسى الأشعريّ رضي الله عنهما أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : (( إِنَّ بَـيْـنَ يَـدَيِ السَّاعَـةِ لَأَيــَّـامـًا ، يـَنزِلُ فِـيـهَـا الْـجَـهْـلُ ، وَيُـرْفَـعُ فِـيـهَـا الْـعِـلْـمُ ، وَيَـكْـثُـرُ فِـيـهَـا الْـهَـرْجُ )) (52) والهرج القتل .
وفيهمـا عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال : (( يَـتَـقَـارَبُ الزَّمَـانُ ، وَيَـنـقُـصُ الْـعَـمَلُ ، وَيُـلْـقَى الشُّـحُّ ، وَتَـظْـهَـرُ الْـفِـتَـنُ ، وَيَـكْـثُـرُ الْـهَـرْجُ )) (53) .
ومن الدلائل على فقه الإمام البخاريّ رحمه الله تعالى ودقة فقهه أنه أورد هذين الحديثين في كتاب الفتن من صحيحه ، تحت عنوان (( باب ظهور الفتن )) (54) .
وإذا تأملنا أحوال رجال هذه الفرق ، نجد الجهل قاسمـًا مشتركًا بينهم .
4) تحكيم أهواء النفوس واتباعها :
اتباع الهوى وتحكيمه في الأمور من أوسع الأبواب المفضية إ‘لى الفتن ، وما ضل أصحاب المذاهب المنحرفة إلا باتباعهم لأهوائهم ، ولهذا سمـاهم السلف (( أهل الأهواء )) .
قال الإمام ابن رجب رحمه الله تعالى : (( إن جميع المعاصي تنشأ من تقديم هوى النفوس على محبة الله ورسوله ، وقد وصف الله المشركين باتباع الهوى في مواضع من كتابه ، وكذلك البدع تنشأُ من تقديم الهوى على الشرعِ ولهذا يُسـمَّى أهلهـا أَهْـلَ الْأَهْـوَاءِ )) (55) .
وقال : (( الهوى مطيّـة الفتنة ، والدنيا دار المحنة ، فانزل عن الهوى تسلم ، وأعرض عن الدنيا تغنم )) ولـهذا جعل الله من اتبع هواه أضل الخلق ، قال تعالى : { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} القصص : 50 .
والهوى من المهلكات ، وأنه يتجارى بأصحابه كما يتجارى الـكَلَب (56) بصاحبه كما جاء في بعض الأحاديث .
وصدق الشاعر إذ يقول :

وقال آخر :

5) الظلم الصادر من الرعاة والرعية ، والظلم من طبائع النفوس لحِكَم يعلمها الله تعالى ، كمـا جاء في قوله تعالى : {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} الأحزاب : 72 .
ويقول الشاعر الحكيم :

والأصل أن يتصابر الرعاة والرعية فيما بينهم .
ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلام نفيس في مجموع الفتاوى (28/179-180) يتعلق بالرعاة والرعية ، ومما جاء فيه : (( ونُـهـوا - أي الرعية - عن قتالهم - أي الولاة - ما صَـلَّـوا ، وذلك لأن معهم أصل الدين المقصود وهو توحيد الله وعبادته - إلى أن قال - : (( وأما ما يقع من ظلمهم وجورهم بتأويل سائغ أو غير سائغ ، فلا يجوز أن يُـزال لما فيه من ظلم وجور ، كما هو عادة أكثر النفوس تزيل الشر بما هو شر منه ، وتزيل العدوان بما هو أعدى منه ؛ فالخروج عليهم يوجب من الظلم والفساد أكثر من ظلمهم ... )) .
لكنْ إذا كان الحاكم مُـصِـرًّا على مـحـاربة الدين والشعائر ، ويعلن الكفر البواح ، ويمـارس القتل الجمـاعيّ ويضيّق على الناس في أرزاقهم ، كما يفعل حاكم ليبيا ومن على شاكلته ، فلا مناص من انفجار الفتن الهوجاء المفضية إلى القتل والتشريد ؛ لأن الرعية تخرج عن طور الصبر ، ولا يستطيع أحد أن يكبح جماحها .
أسأل الله تعالى أن يحرر البلاد والعباد من أمثال هذا الحاكم ، وأن يصلح أحوال المسلمين رعاة ورعية .
وهناك أسباب أخرى للفتن كضعف الاستقامة ، ومخالفة شرع الله تعالى ، والتنافس على السلطان والمناصب والدنيا والمال ، وكيد أصحاب الملل الكافرة كاليهود والنصارى وغيرهم ، وكذلك التعصبات الجاهلية (61) .
* أَحَـادِيثُ الْـفِـتَـنِ بَـيْـنَ الـتَّـأَثُّـرِ والتَّاثِـيْـرِ
أحاديث فتن آخر الزمان الثابتة إخبار عن غيب لا يعلم حـدوثه إلا الله تعالى ، وقَـدَر نافذ لا بـــد أن يتحقق وقـوعــه كمـا تقدم .
وحتى نكون مؤثرين في واقعها إيجابـًا لامتأثرين بها سلبـًا ؛ ينبغي على طلاب العلم والدعاة إلى الله تعالى أن يعرفوا أحاديث الفتن من حيث الثبوت وعدمه ، وما يترتب على ثبوتها من فقه بأحداثها .
أما معرفة الثابت منها من غير الثابت ، فهذا يتطلب جهـدًا جماعيـًّا ، وحبذا لو قامت جهة علمية مـمـوّلة بالاتصال بالمشتغلين بعلم الحديث ومعرفة علله ، وهيأت عددًا منهم للقيام بموسوعة جامعة لما ثبت من أحاديث الفتن صِـحّـةً وحسنـًا ، وتجمع الأحاديث الموضوعة والضعيفة في موسوعة أخرى ، مع التمييز بينهـا وبين أشراط الساعة ؛ فليس كل علامة من علامات الساعة من الفتن ، فنزول عيسى عليه السلام وظهور المهديّ من أشراط الساعة فقط ، وظهور المسيح الدجال من أشراط الساعة ، وهو أعظم فتنة في تاريخ البشرية أعاذنا الله من شره وفتنته .
وبعد إعداد الموسوعتين ، لا بد من شرح الموسوعة المشتملة على الأحاديث الثابتة ، ويحسن أن يُنتَدب لذلك عدد من أهل العلم في علوم العقيدة والتفسير والحديث وعلومه ، والفقه وأصوله ، وعلوم العربية لتكون هذه الأعمـال الموسوعية مرجعـًا لطلاب العلم والدعاة إلى الله تعالى .
وإن إفراد موسوعة عن الأحاديث الموضوعة والواهية المتعلّـقة بأشراط الساعة أمر مهم جدًّا ؛ لأن هذه الأحاديث أضحت موردًا لضعاف النفوس يبنون عليها أحكامـًا عجيبة .
ولا بد من تحقيق الكتب التي يغلب على أحاديثها الوضع والنكارة ، مثل (( كتاب الفتن )) لنعيم بن حماد ، وهو كتاب صار مرجعـًا ينهل منه الدجالون ، وأن يتولى المشتغلون بعلم الحديث الرد على هؤلاء في جميع وسائل الإعلام .
وقد ظهرت في عام 1428هـ موسوعة مهمة ، أُطلِق عليها : (( موسوعة أحاديث الفتن وأشراط الساعة )) .
وكُـتِـب تحت هذا العنوان : (( موسوعة تصنيفيَّة منهجيَّـة لأحاديث الكتب الستة ، ومسند الإمام أحمد ورواتها من كتب السنة )) .
قام بجمعها ، وتصنيفها ، وتخريجها ، والحكم عليها ، والتعليق عليها الشيخان الدكتوران : همام عبدالرحيم سعيد ، ومحمد همام عبد الرحيم ، وصدرت طبـعـتـها الأولى في شهر رمضان عام 1428هـ ، عن دار جهاد الأستاذ للنشر بالرياض ، ومركز دراسات السنة النبوية في عمان - الأردن .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

احاديث عن الفتن Empty
مُساهمةموضوع: رد: احاديث عن الفتن   احاديث عن الفتن Emptyالجمعة أغسطس 09, 2013 3:16 pm


وهذه الموسوعة تُـعـدّ إنجازًا مهمـًا يفيد الباحثين ؛ حيث اشتملت على (2060) حديثـًا وأثرًا .
لكن الذي أعنيه أن أحاديث الفتن وأشراط الساعة تحتاج إلى تتبع مُستقْصٍ لجيمع كتب السنة المطبوعة والمخطوطة ، بدءًا بكتب العقائد المسندة ، وكتب الحديث الجامعة ، وانتهاء بالأجزاء الحديثية الصغيرة .
وهناك رسائل وبحوث علمية في الفتن وما يتعلق بها من روايات وأحكام مهمة كثيرة النفع ، أحَلتُ على طائفة منها في هوامش هذا المقال .
ولقد دلت بعض الأحاديث الثابتة على أهمية تعلم أحاديث الفتن ؛ ليكون المسلم حذرًا من الوقوع في تبعاتها ، أشهرها حديث حذيفة رضي الله عنه : (( كَانَ النَّاسُ يَـسْأَلُونَ عَنِ الْخَيْـرِ ، وَكُـنتُ أَسْـأَلُ رَسُـولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن الشَّرِّ مَخَافَـةَ أَنْ يُـدْرِكَـنِـي ... )) (62) وهو حديث متفق عليه .
إن معرفة الثابت من أحاديث الفتن وأشراط الساعة ، ومعرفة فـقـهـها يزيد المسلم إيمـانــًا وثـبـاتـًـا على ديـنـه ويـزيده كذلك يـقـيـنًا أن ما ثبت منها ولم تقع أحداثها ستقع لا محالة كما وقعت الأحداث التي أخبر عنها المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم ، وسبق ذكر بعضها ، ولا ريب أن هذا كله من أعظم الدلائل على صدق رسالة هذا النبيّ الخاتم ، صلوات الله وسلامه عليه ، وجزاه عنا وعن المسلمين جميعـًا خير ما يجزي نبيـًّا عن أمته .
وإذا كان للفتن آثارها السيئة التي لا يجادل فيها مسلم عاقل ؛ فإن من حكمة الله تعالى أن جعل لها آثارًا حسنة وإيجابية ، أُجْمِل بعضها في الفقرات الآتية إجمالًا شديدًا ؛ لأن كل فقرة منها يُستَدل عليها بطائفة من الآيات والأحاديث الثابتة وأقوال أهل العلم (63) .
من هذه الآثار الحسنة :
1) أن الفتن اختبار شديد لإيمان العبد وسلامة منهجه الذي يسير عليه في حياته ، فإذا أصابته فتنة رجع إلى ربه ، وتعهد نفسه ، ونظر في مصيره ، وتذكر أن بعد الموت فتنـًا أعظم لا بد من الاستعداد لـها .
2) لجوء المسلمين إلى ربهم وتقربهم إليه بكثرة العبادة ؛ فإن لزوم العبادة في أيام الفتن وكثرة القتل من أسباب النجاة منها ، لما جاء في صحيح مسلم عن معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : (( الْـعِـبَـادَةُ فِي الْـهَـرْجِ كَـهِـجْـرَةِ إِلَـيّ )) (64) .
ولفظه عند أحمد (( الْـعِـبَـادَةُ فِي الْـفِـتْـنَـةِ كَالْـهِـجْـرَةِ إِلَـيّ )) (65) .
وتقدم أن الْـهَـرْج هو القتل ، كمـا فسره النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم .
وهناك أحاديث آخرى ثابتة في فضل المبادرة بالأعمـال الصالحة زمن الفتن وعند اقتراب الساعة .
3) أن المؤمن يفزع إلى ربه أيام الفتن لينجيه منها ، ويهديه إلى طريق الحق في التعامل مع الناس عند احتدامها ، ويُـلحّ على ربه في كشفها وزوال غمتها ، ويكثر كذلك من الاستعاذة من شرها .
4) التحلي بالتقوى والورع والثبات على الدين والصبر على التمسك به مع لزوم الإنصاف ، وإشغال النفس بكل طاعة يقدر على فعلها .
ولكل مسلم في زمن الفتن أسوة حسنة بالخليفة الصابر الراشد عثمـان رضي الله عنه ، فحينمـا حاصره أعداء الله ، وعلم أنه سيقتل لا محالة - وهو يعلم ذلك من قبل ؛ لإخبار رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إياه بذلك - نشر مصحفه بين يديه ، وكان ذلك اليوم صائمـًا ، واستُـشْـهد وهو على هذه الحال ، ألا لعنة الله على قاتليه .
5) الانشغال بالعلم النافع ، والرجوع إلى أهل العلم والفضل ، ولزوم مجالسهم والتشاور معهم ، وعدم القطع في أمر من الأمور المهمة دونهم .
6) تدريب المسلم نفسه على التثبت من كل قول يسمعه ؛ لأن الأراجيف والشائعات في أيام الفتن تبيض وتفرِّخ ، وتعويد نفسه كذلك على الـحـلم والأناة ، ولزوم الصمت والكف عن الـخـوض إلا في أمر بمعروف أو نهي عن منكر .
7) الحرص على رعاية الأهل ورقابتهم حتى لا ينزلقوا في متاهات الفتن ، وتعويد نفسه على الحذر من السعي فيها .
وهذه الأمور من لوزم المسلم في حياته ما دام حيـًّا ، لكنها في أزمنة الفتن ألزم ، والحاجة إليها أشد .
Cool لو لم يكن من آثار الفتن الإيجابية إلا الاهتداء بما أرشدنا إليه النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم عند هبوب رياحها العاتية لكفى ، ومن ذلك : أن نحرص على البعد عن مواطنها ، ومقاطعة أهلها ، والبحث عن أسباب النجاة منها ولو بلزوم البيوت ، أو الفرار إلى الجبال والأودية ، والأحاديث على ما سبق ذكره كثيـرة جدًا .
وحسـبـنا ما جـاء في الصحـيـحـين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قـــال : (( سَـتَـكُـونُ فِـتَـنٌ الْـقَـاعِـدُ فِـيـهَـا خَـيْـرٌ مِـنَ الْـقَـائِـمِ ، وَالْـقَـائِـمُ فِـيـهَـا خَـيْـرٌ مِـنَ الْـمَـاشِـي ، وَالْـمَـاشِـيِ فِـيَـهَـا خَـيْـرٌ مِـنَ السَّـاعِـي ، ومَـنْ يُــشْـرِفْ لَـهَـا تَـسْـتَـشْـرِفْـهُ ، وَمَـن وَجَـدَ مَـلْـجَـأً أَوْ مَـعَـاذًا فَـلْـيُـعُـذْ بِـهِ )) (66) .
وفي الحديث المتفق عليه عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال في آخر سياقه : ( فَـمَـا تَـأْمُـرُنِي إِن أَدْرَكَنِي ذَلِكَ ؟ قَـالَ : (( تَـلْـزَمُ جَـمَـاعَـةَ الْـمُـسْـلِـمِـينَ وَإِمَـامَـهُـمْ )) قلتُ : فَــإِنْ لَـمْ يَــكُـنْ لَـهُــمْ جَـمَـاعَـةٌ وَلَا إِمَـامِ ؟ قَـالَ : (( فَـاعْـتَـزِلْ تِلْكَ الْـفِـرَقَ كُـلَّـهَـا وَلَـوْ أَنْ تَـعَـضَّ بِـأَصْـلِ شَجَرَةٍ حَـتَّى يُـدْرِكَـكَ الْـمَـوْتُ وَأَنْـتَ عَلَى ذَلِكَ )) (67) .
واحرص أخي المسلم أن تكون من الطائفة الناجية المنصورة التي قال عنها المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم : (( لَا تَـزَالُ طَـائِـفَـةٌ مِـنْ أُمَّـتِـي ظَـاهِـرِيـنَ عَـلَـى الْـحَـقِّ ، لَا يَـضُـرُّهُـمْ مَـنْ خَـذَلَـهُـمْ ، حَـتَّـى يَـأْتِي أُمْـرُ اللهِ وَهُـمْ كَـذَلِكَ )) (68) .
وبــعـد : فإن هذا الموضوع واسع متشعّب ، ولقد شعرت بعد كتابة أهم عناصره ، والشروع فيه أنني أشبه بمن يسير في صحراء التيه ، ولكني حاولت التسديد والمقاربة ما أمكنني ، وركّـزت على أمور أشعر أننا في حاجة إلى الحديث عنها ، ولعل في ما دونته ما ينفعني وينفع إخواني بإذن الله تعالى ، والله من وراء القصد .
وصلَّى الله وسلَّم على عبده ورسوله وخيرته من خلقه ، وعلى آله وصحبه ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
الهوامش :
(1) حديث الوعاءين هو الحديث الذي أخرجه البخاريّ في صحيحه برقم (120) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : (( حَـفِـظْـتُ مِـنْ رَسُـولِ اللهِ صَـلَّى اللهُ عَـلَـيْـهِ وَسَـلَّـمِ وِعَـاءَيْـن : فَـأَمَّـا أَحَـدُهُـمَـا فَـبَـثَـثْـتُـهُ ، وَأَمَّـا الْآخَـرُ فَـلَوْ بَـثَـثْـتُـهُ قُـطِـعَ هَـذَا الْـبُـلْـعُـوم )) .
قال الحافظ في الفتح (1/377- ط: طيبة) : (( قوله (وعاءين) : أي ظرفين أطلق المحل وأراد به الحال ؛ أي : نوعين من العلم )) إلى أن قال : (( البلعوم مجرى الطعام وهو بضم الموحدة ، وكنَّى بذلك عن القتل ، وفي رواية الإسماعيلي (( لَقُطِعَ هَذَا )) يعني رأسه ، وحمل العلمـاء الوعاء الذي لم يبثه على الأحاديث التي فيها تبيين أسامي أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم ، وقد كان أبو هريرة يكنِّي عن بعضه ولا يصرح به خوفـًا على نفسه منهم ، كقوله : أعوذ بالله من رأس الستين وإمارة الصبيان ، يشير إلى خـلافـة يزيد بن معاوية ، لأنها كانت سنة ستين من الـهجرة واستجاب الله دعاء أبي هريرة فمـات قبلها بسنة )) .
(2) و (3) النقير : النقرة التي في ظهر نواة التمرة ، والقطمير : القشرة الرقيقة التي على النواة .
راجع (( مختار الصحاح )) : ص (675 - ن ق ر ) و (( تاج العروس )) (13/249 - قطمر) .
(4) سيأتي خبر استشهاد الخلفاء الراشدين الثلاثة في صفحات (6) و (7) و (9) .
(5) في عدة مواضع من صحيحه ، أولـها في كتاب الصلح برقم (2704) .
(6) برقم (2545) واقرأ تمام الحديث ففيه عبرة لكل معتبر ، ولتعرف عظم سوء أدب الحجاج مع صحابة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم .
(7) راجع (( النهاية في غريب الحديث والأثر )) لابن الأثير : ص (96- بور) .
(Cool انظر ((تهذيب التهذيب )) لابن حجر (1/363) ، والقتل صبرًا: أن تُـغلّ يدا الشخص إلى الخلف ، وتقطع عنقه .
(9) في كتاب الفتن ، برقم (2888) (18) وهو عند البخاريّ ضمن سياق أتم برقم (7061) .
(10) أخرجه أحمد في مسنده برقم (22397) من طريق أبي أسماء الرحبيّ عن ثوبان مولى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ورضي الله عنه .
وأخرجه أبو داود في سننه برقم (4297) من طريق أبي عبد السلام عن ثوبان وفي الباب عن أبي هريرة رضي الله عنه عند أحمد برقم (8713) .
وانظر تخريجه مستوفى في المسند في الموضع الذي ورد فيه حديث ثوبان .
(11) في كتاب الفتن برقم (2908) .
(12) أوردها ابن ناقيا البغداديّ في (( الجمـان في تشبيهات القرآن )) ص (340) ط : دار الفكر .
(13) الدَّبُور : هي الريح التي تقابل الصَّبا ، والدَّبُور ، ريح أهلك بها قوم عاد ، كمـا جاء في الحديث .
راجع (( النهاية )) ص (296 - دبر ) .
(14) الأرض البُور : ما فسد منها ، فلم يعمر بالزرع والغرس ، كمـا في (( تاج العروس )) (10/134 - بور ) .
(15) رِيـرًا : بكسر الراء ، وورد بالفتح : الذائب من المخ ، الفاسد من الـهـزال ، ويقال له : الـرَّار .
راجع (( تاج العروس )) (11/210 - ريـر ) .
(16) مقدمة ابن خلدون (1/291) بتعليق علي عبد الواحد وافي .
(17) راجع هـذه الـخـزعبلات والسفاهات في كتاب سمـاه مـؤلفـه (( أسرار الساعة وهجوم الغرب )) ص (141) وما بــعـدها ، وانـظـر كــتـــاب (( العراق في أحاديث وآثار الفتن )) (2/565 - 668) .
(18) في كتاب فضائل أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم برقم (3675) وبرقم (3686) وبرقم (3697) وفي الرواية الثالثة قال : (( اسْـكُـنْ أُحُـدُ )) بدل (( اثْـبُـتْ ... )) .
(19) أخرجه البخاريّ في صحيحه برقم (3469) من حديث أبي هريرة بهذا اللفظ وبنحوه برقم (3689) .
وأخرجه مسلم برقم (2398) من حديث عائشة رضي الله عنها .
(20) انظر الآثار الواردة في ذلك في كتاب (( محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب )) للإمام يوسف بن عبدالهادي ، المعروف بـ (( ابن المبرد )) (1/173-176) .
(21) متفق عليه من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : أخرجه البخاريّ برقم (3294) وفي موضعين آخرين ، وأخرجه مسلم برقم (2396) .
(22) انظر (( تاريخ خليفة بن خياط )) ص (174-176) و (( كتاب فضائل الصحابة )) للإمام أحمد بن حنبل (1/471-475) .
(23) أخرجه البخاريّ في مواضع عدة ، أولـهـا كتاب فضائل أصحاب النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم برقم (3674) ومسلم برقم (2403)
( 28 ، 29) .
(24) دِرَّة عمر رضي الله عنه : (( بكسر الدال ، مشهور شهرة كبيـرة ، قال الإمام الشعبيّ رحمه الله تعالى : (( كانت دِرَّة عمر أهيب من سيف الحجاج )) .
انظر (( ثمـار القلوب في المضاف والمنسوب )) لأبي منصور الثعالبيّ : ص (85-86) .
(25) الـمُـتَـهَوِّكُون : هم المتحيرون ، والتهوك : هو التحيّـر .
راجع (( مختار الصحاح )) ص (702 - هـ و ك ) .
(26) انظر (( المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز )) (11/354 - في أول تفسير سورة العنكبوت ) .
(27) في أول تفسير العنكبوت (16/334) .
(28) و (30) و (31) مفردات ألفاظ القرآن الكريم : ص (145 -146) .
والأثران عن عمر رضي الله عنه ، أولـهـمـا : في (( كتاب الزهد )) للإمام ابن المبارك ص (182) والآخر في (( ربيع الأبرار ونصوص الأخيار )) للزمخشريّ (1/45) .
(29) هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
(32) الجامع لأحكام القرآن (2/462) .
(33) انظر ص (6) و (7) من هذا المقال .
(34) في كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم برقم (2417) .
(35) صفحة ( 15) و (16) من هذا المقال .
(36) أخرجه البخاريّ في موضعين من صحيحه برقم (447) و (2812) من حديث أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه ، ولفظه في الموضع الأول : (( وَيْـحَ عَـمَّـارٍ تَـقْـتُـلُـهُ الْـفِـئَـةُ الْـبَـاغِـيَـةُ ، يَـدْعُـوهُـمْ إِلَى الْـجَـنَّـةِ وَيَـدْعُـونَـهُ إِلَى النَّارِ )) .
(37) أخرجه البخاريّ في موضعين : في كتاب فضائل المدينة برقم (1878) وفي كتاب المناقب برقم (3597) ومسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة برقم (2885) .
(38) أخرجه البخاريّ في عدة مواضع ، أولـها في كتاب مواقيت الصلاة برقم (525) وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان برقم (144) وفي كتاب الفتن برقم (126) (144) .
(39) أخرجه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة برقم (2891) .
(40) انظر شرح صحيح مسلم لمحمد أمين الـهرريّ (26/101) ,
(41) حديث عبدالله بن حواله سيأتي تخريجه في هذا المقال في الصفحة (14) وهو حديث حسن .
(42) أفدت في الكثير من هذه التقسيمـات من (( موسوعة أحاديث الفتن وأشراط الساعة )) لـهَـمَّـام عبدالرحيم سعيد ، ومحمد هَمَّام عبدالرحيم وسيأتي الكلام عنها في آخر المقال .
(43) و (44) انظر أحداث هذه الحقبة من التاريخ في (( تاريخ خليفة بن خياط )) ص (102-177) .
(45) انظر حقيقة ابن سبأ وأتباعه في كتاب (( فتنة مقتل عثمان بن عفان ، رضي الله عنه )) لمحمد الغبّان (1/115-125) ولسليمان العودة رسالة قيمة في إثبات حقيقة السبئـيّـة بعنوان (( عبدالله بن سبأ ودوره في إشعال الفتـنـة )) وانظر ترجـمة هذا الـمجرم في (( لسان الـميزان )) (2/483-485) .
(46) أخرجه البخاريّ بهذا السياق في كتاب الأدب برقم (6163) وسبق إخراجه له في كتاب الأنبياء برقم (3344) وفي هذا الموضع زيادة بلفظ (( يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئَ هَذَا ... )) .
(47) ص (528 - ضأضأ ) .
(48) حصان طروادة : طروادة مدينة تقع الآن في تركيا ، والحصان الذي أضيف إليها أسطورة خلاصتها : أن رجلاً اسمه (( باريس )) وقع في علاقة غرامية مع امرأة بارعة الجمال اسمها (( هيلين )) وهي زوجة الملك (( منيلاوس )) ملك اسبرطة ، فقام باريس باختطاف هيلين إلى طروادة فغضب ملك اسبرطة وقام بحصار طروادة عشر سنوات فلم يستطع استرداد زوجته هيلين ، فأمر بصنع حصان خشبيّ ، وأدخل فيه عددًا من الجنود ، ثم أُدخل هذا الحصان إلى مدينة طروادة على أنه هدية لأهلها ، وخرج الجنود من هذا الحصان الخشبيّ ، وارتكبوا مذبحة قتل فيها باريس ، وعادت هيلين إلى منيلاوس .
ويضرب به المثل على إظهار شيء حسن من أجل الوصول إلى تحقيق شيء آخر لا صلة له بهذا الشي الظاهر ، فدولة الرافضة في إيران جعلت التشيع وسيلة إلى قيام دولتها الفارسية التي تَعُد العدة لقيامها ، لا حقق الله مقصدها .
عن (( الموسوعة العربية العالمية )) بإيجاز (15/592-595) .
(49) و (50) (( منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية )) (6/370-371) و (6/425) .
(51) المصدر نفسه (7/211) .
(52) أخرجه البخاريّ في كتاب الفتن برقم (7062) و (7063) ومسلم في كتاب العلم برقم (157) (11) ,
(53) أخرجه البخاريّ في كتاب الفتن برقم (7061) ومسلم في كتاب العلم برقم (157) (12) .
(54) انظر صحيحه مع الفتح (16/449 - ط : دار طيبة ) و ط : دار ابن حزم ص (589) وغيرها من الطبعات .
(55) جامع العلوم والحكم : ص (366) .
(56) أداب الدنيا والدين ، للماورديّ : ص (41) .
(57) الكَـلَـب : بفتح الكاف واللام ، داء يعرض للإنسان من عضة الكلب الكَـلِـب ؛ فيصيـبه شبه الـجنون ، فلا يعضّ أحدًا إلا كُـلِـب وتَعْرِضُ له أعراض رديئة ، ويمتنع من شرب الماء حتى يموت عطشـًا .
انظر (( النهاية في غريب الحديث والأثر )) ص (798-799-كلب ) .
وفي زمن تقدم الطب الحديث يمكن علاجه بسهولة .
(58) و (59) انظرهما في أداب الدنيا والدين ، للماورديّ : ص (34) و (35) .
(60) هذا البيت لأبي الطيب المتنبي ، انظر ديوانه مع شرحه المسمى بـ (( التبيان في شرح الديوان )) للعكبريّ (4/125) .
(61) انظر (( فقه الفتن ... )) وهي رسالة علمية نافعة ، لـ (( عبد الواحــد الإدريسيّ ، ط : مكتبة دار المنهاج )) ص (407) ومـا بعدها .
و (( أحداث وأحاديث فتنة الـهرج )) وهي رسالة علمية نافعة ، لـ (( عبدالعزيز دخان )) ص (365) وما بعدها .
(62) أخرجه البخاريّ في كتاب الفتن برقم (7084) ومسلم في كتاب الإمارة برقم (1847) .
(63) للاستزاده : انظر (( موسوعة أحاديث الفتن وأشراط الساعة )) : ص (883-999) و (( فقه الفتن ... )) ص (582 - 608 ) .
(64) أخرجه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة برقم (2948) .
(65) في مسند أحمد برقم (20311) .
(66) هذا حديث متفق عليه ، أخرجه البخاريّ في كتاب المناقب برقم (3601) وفي كتاب الفتن برقم (7081) ومسلم في كتاب الفتن
برقم (2886) .
(67) تقدم تخريجه آنفـًا في الـهامش (62) .
(68) أخرجه مسلم في كتاب إلإمارة من صحيحه برقم (1920) من حديث ثوبان ، رضي الله عنه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
احاديث عن الفتن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المخرج من الفتن
» ما يعصم من الفتن
» الفتن: الوقاية والعلاج.
» التحذير من الفتن
» المخرج من الفتن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: