أدنى الأرض

موضوع: أدنى الأرض الأحد أكتوبر 11, 2009 2:05 am

أدنى الأرض

" فِي أَدۡنَى الۡأَرۡضِ وَهُم مِّن بَعۡدِ غَلَبِهِمۡ سَيَغۡلِبُونَ"

30 – سورة الروم؛ الآية 3

تذكر الآية الثالثة من سورة الروم أن الروم غلبوا في أدنى موضع في الأرض. وتعبر الآية عن ذلك بقولها:" في أدنى الأرض". وقد ترجم بعض المترجمين هذه العبارة إلى" en yakın yer/ في أقرب موضع." غير أن هذه الترجمة لا توافق المعنى الأساسي لما تفيده الآية، إذ يمكن قبول هذا المعنى على أنه معنى فرعي فحسب. والمعنى الأساسي للآية هو أن هذه الهزيمة تحققت في أدنى موضع في الأرض. وهكذا يتضح أن المترجمين الذين أخفقوا في فهم ما تعبر عنه الآية بالمعنى الأساسي، ترجموا الآية بإدخال معنى فرعي عليها. ونأمل أن يصحح المترجمون ما ينبغي تصحيحه بعد شرحنا هذا الذي يبين بصورة أكثر تلك المعجزة التي كشفت عنها الآية.

إن المنطقة التي هزمت فيها إمبراطورية الروم هي حوض بحيرة لوط( البحر الميت) التي تقع في المنطقة التي تتلاقى فيها الأراضي السورية، والفلسطينية والأراضي الأردنية حاليا. ومحيط بحيرة لوط الذي ينخفض 400 متر عن مستوى سطح البحر، هو أدنى بقعة في العالم( جبال الهمالايا هي أعلى نقطة في العالم، أما حوض بحيرة لوط" البحر الميت" فهو أدنى موضع في العالم.). إن القرآن الذي يكون معجزة حيث ينبأ بخبر غير متوقع على الإطلاق فيما يتعلق بالمستقبل بينما يقول إن الروم سينتصرون في الحرب لاحقا، قد كون بتعبيره هذا معجزة أخرى حيث يصرح مسبقا بمعلومة أمكنت معرفتها فحسب بفضل تقنيات القرن الأخير في المقاييس.

فتح مكة

" لَقَدۡ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤۡيَا بِالۡحَقِّ لَتَدۡخُلُنَّ الۡمَسۡجِدَ الۡحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمۡ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمۡ تَعۡلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتۡحًا قَرِيبًا"

48- سورة الفتح؛ الآية 27

يخبر الله في القرآن أن رؤيا النبي ستتحقق وأنهم سيدخلون المسجد الحرام( مكان أداء فريضة الحج) محلقين رءوسهم أو مقصرين( كما يرد ذكر حلق الشعر أو تقصيره حيث يتعلق بعبادة الحج). وهذه المعجزة القرآنية أيضا معجزة تتعلق بالأخبار الخاصة بالمستقبل مثل الآية التي ندرسها في هذا القسم وهي تنبأ بأن الروم سيغلبون من بعد غلبهم. ونحن نعلم أن الرسول والمؤمنين طردوا من مكة، وأن المكيين كانوا يفوقونهم عددا وعدة، وقد اجبروا المؤمنين على الهجرة.

ولقد توفي العديد من الرسل دون أن يسود دينه الأراضي التي نشره فيها. ولو لم يبشر القرآن لما علم الرسول أنه سيفتح مكة، ولما استطاع قول أي شيء في هذا الموضوع. إن هذه الواقعة التي رآها الرسول في رؤيته أولا، تحولت إلى بشرى بآيات القرآن واسترد المؤمنون الأراضي التي طردوا منها واجبروا على تركها لضعفهم.

والآيات التي تخبر بأن أبا لهب لن يعتنق الإسلام( السورة رقم 111)، آيات معجزة مثل غيرها من الآيات القرآنية. ومن المعروف أن العديد من الأشخاص اعتنقوا الإسلام فيما بعد مثل وحشي، وأبي سفيان الذي حارب الرسول منذ البداية. ولو حاول أبو لهب اعتناق الإسلام فيما بعد أو اضطلع بدور يتعلق بإسلامه( من أجل تكذيب الآيات التي بحقه فحسب) لاستطاع أن يشوش عقل العديد من الناس.

إن جميع هذه الآيات القرآنية المتعلقة بالمستقبل، تظهر الثبات، والثقة، والتحدي الكامن في آيات القرآن. ولم يستشعر في القرآن حين كان يكتب بأي نوع من القلق والاضطراب الذي يستشعر به في أي كتاب تكتبه يد الإنسان. وهذا دليل من أدلة لا حصر لها على أنه ليس من كتابة البشر، وأنه وحي من عند الله الذي يعلم المستقبل علما يقينا.

" وَنَزَّلۡنَا عَلَيۡكَ الۡكِتَابَ تِبۡيَانًا لِّكُلِّ شَيۡءٍ وَهُدًى وَرَحۡمَةً وَبُشۡرَي لِلۡمُسۡلِمِينَ "

16- سورة النحل؛ الآية 89

» أدنى الأرض أخفض منطقة على اليابسة)
» أدنى أهل الجنة منزلة فيها
» طبقات الأرض
» الأرض تتكلم!
» الفقاعات حول الأرض