ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 التعصب الأعمى والتقاعد الفكري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

التعصب الأعمى والتقاعد الفكري Empty
مُساهمةموضوع: التعصب الأعمى والتقاعد الفكري   التعصب الأعمى والتقاعد الفكري Emptyالثلاثاء يناير 08, 2013 9:35 am

التعصب الأعمى والتقاعد الفكري 31s65751

التعصب الأعمى والتقاعد الفكري
من كتاب خلجات الذات الجريحة للأب يوسف جزراوي- سيرى النور قريبًا
أحبا بعضهما بعضًا بصدق وبعمق رغم فارق السن الذي بينهما، كنت مرشدًا لهما وسندًا لحبهما. وعندما قرر الشابّ مُصارحة عائلته ليشد العزم لطرق أبواب عائلة الفتاة في خطوة رسمية أولى، جوبه بعاصفة هوجاء من الرفض، بحجة أن الفتاة أكبر منه بثلاث سنوات! تدخلت كعادتي بمرونة لحلحلة الأزمة، وألا أفاجأ برد قاسي من والدة الشابّ: "ليس لدينا رجل يتزوج امرأة غريبة وأكبر منه سنًا". بيَّنتُ لها أن الحبّ لا يعرف التميز والفرق بالسن، وهذه عادات اجتماعية بالية. لكنني كنتُ أشبه بمن ينفخ في بالون مثقوب! فانطفأت شمعة حبهما، ليرتبط كل منهما بنصف أخر غير مناسب.
كنا نحاول لم شمل شتات فريق عمل إحدى كوادر الرعية التي كنت أخدمها في طاولة مستديرة، لكننا فشلنا لأن حوارنا كأن أشبه بحوار الطرشان، فالبعض كان قد رفض الإنفتاح على أي فكرة جديدة ويرفض الإعتراف بخطئه، عازفًا على التصحيح متمسكًا بموقفه الخاطئ متزمدًا بفكره، منزهًا نفسه عن الخطأ ومخون للآخر ولا يسمع ويرى إلا نفسه، وما اكثر البشر الذين هم على هذه الشاكلة!
اختار الكهنوت بحكمة ونضوح وهو في اواخر الثلاثينات،فكان كاهنًا روحانيًا متألقا شاهدًا على حبّ الله، لكنه بعد 4 سنوات من حياة كهنوتية مليئة بالعطاء، قرر الإنسحاب واختيار حياة أخرى يحقق ذاته فيها بشكل اعمق في ظلّ زوجة محبة وعائلة مُباركة، ليكون أكثر سعادة وأمانة. جوبه المسكين بعاصفة من الانتقادات، فغدا حملاً ينهش به الجميع، وذهب الأغلبية لدينونته، وكأن كل منهم اله ديان. أليس هذا شغل الله وليس شغل الإنسان؟ تساءلت أين المشكلة من تركه للكهنوت.؟! وعللت لهم ربما الرب دعاه لأربع سنوات فقط. لكنهم ظلوا يولولون ويثرثرون وينتقدون....رافضين إحترام حرية الرجل، ولا يزالون لليوم يرفضون تقبل الفكرة ليقحمون أنفسهم في أمور لا تخصهم!
إنه التعصب الذي يقود المُتعصب إلى تقاعد فكري، وما أكثر المتقاعدين فكريًا في عالمنا اليوم!!
من أهم مشاكل الكثير من الناس أنهم يسجنون عقولهم في دوائر ضيقة من المعرفة والإهتمامات والمعلومات وصغائر الأمور، ولا يرون ما وراءها من حقائق ومعارف. ربّما لو عرفوها لتغيرت مسارات حياتهم وعقلياتهم. ومن أنواع سجون العقل، العناد لاجل العناد، التزمد والتعصب، لأي فكر أو دين أو عقيدة سياسية أو فكرية أو عدم الإعتراف بالخطأ، لأن التعصب يجعل الإنسان أعمى يبحث عن تبريرات لأيّة حقيقة مهما كانت مُخالفة للمصالح الإنسانية والعقل والعدل، فتراه محبًا للتقليد والإتباع للآخرين في تصرفاتهم، وقد يتصنع سلوكًا ما وشخصية معينة لأجل تعصبه لفكرة ما أو موقف مُعين.
كان صديقنا اللبناني الأصل، الفرنسي الجنسية، ينتقد دائمًا حضارات وثقافات وانجازات الأمم الأخرى والتقليل من شأنها وقوتها وأثرها وفضلها على العالم وإنكار وإخفاء دورها وإيجابياتها، وهو نفسه يعيش عالة على هذه الحضارات في كلّ شيء. ولا يزال متعصب لبلد هجره قسرًا مطلع الثمانينات، وينتقد المجتمع الفرنسي الغريب الذي احتواه واستقبله في الأحضان، بينما مجتمعات عربية رفضت منحه الإقامة المؤقتة. هكذا هو التعصب يشل التفكير ويعيق النظر ويرفض التجدد.
التعصب لا يعرف التفكير الحرّ، بل يمتلك ايدولوجيا الذهنية الواحدة التي تقود الإنسان إلى زنزانة فكرية، فبعض الناس يسجن عقله في أهداف صغيرة في الحياة مثل الصراع مع الآخرين ورفضهم لأنهم يختلفون عنه! ولا يعتقدون ويفكرون مثله! ومن المسالك التي تقود الإنسان إلى سجن العقل هي، التربية الخاطئة من أسرة جاهلة منغلقة أو تعاليم من ضحايا التعصب الديني أو العنصري أو القومي، وسرعة التصديق والانقياد، التقليد الأعمى دون محاولة البحث عن الحقائق وسذاجة الفكر.
التعصب له أعراض وله مظاهر كأي مرض من الأمراض، للتعصب أعراض في المجال الفكري، وله أعراض في المجال النفسي أيضًا، وفي والمجال الاجتماعي، والسلوكي، حيث يمكن أن يتهم كل شخص الآخر بأنه مُتعصبو وذو ذهنية أُحادية التفكير، ولكن التعصب ليس مُجرد اتهام أو نفي للاتهام، وإنما له أعراض ومظاهر يُعرف بها، فمن كانت لديه هذه الأعراض وهذه المظاهر فهو مُصاب بمرض التعصب على المستوى الفكري والحياتي.
المُتعصب هو الذي اكتفي بذاته وفكره واعتقاده ورأيه، رافضًا الإنفتاح على الآخرين وطروحاتهم . ومن مظاهر التعصب :
-الانغلاق على الفكرة ورفض الانفتاح على ما عداها: فالمتعصب تكوّنت لديه فكرة يصر عليها ويكون مُنغلقًا على الفكرة التي يمتلكها ولا يقبل أن ينفتح على فكرة أخرى مُخالفة ومُغايرة لفكرته.
-رفض مراجعة الذات والنقاش والحوار: فالإنسان المُتعصب لا يقبل الحوار حول فكرته أو موقفه، ولا يقبل النقاش ومراجعة فكره ونفسه، فهذه فكرته وهو مصر عليها.
رفض الاعتراف بالخطأ والإصرار على خطئه.
أؤمن بشيء : في حياة الإنسان يمر عليه الكثير من البشر ذوي عقليات مختلفة وثقافات متعددة ومتنوعة ،ويبقى الإنسان يأخذ ما يراه مُناسبًا له، ويلقي خلف ظهره كل ما يعتقد أنه ضد فكره ومبادئه. إن التعصب الفكري يجعل الإنسان دائمًا مُتشدد لمعتقده الفكري والديني والسياسي والتربوي والأخلاقي .. ولا يُعطي لنفسه المجال لكي يقيس آراءه نحو آراء الآخرين ويحاول أن يخرج بمفاهيم مُتعددة يُحدد هو الأنسب من بينها، وما يتوافق مع قناعاته.
إن مصادرة آراء و افكار وحرية الآخرين يخلق في عقليتك و فكرك الجمود و التبلد وكأنك أعطيت لفكرك و عقليتك تقاعدًا عن التفكير الصحيح ولنعطي أبسط مثال على ذلك لو جاءك أحدهم وقال لك هذه العبارة: 3-1=2 فتقول له صح. وتعقب و تزيد أن
1+1 = 2 فيقول لك خطأ! هل فكر فيها؟
من المؤكد لا! هل تمعن في معادلتك؟ كلا ! لو أنه كان مرنًا معك في فكرك لأستطاع أن يتعلم معادلة جديدة، ولكنه لأنه معتد برأيه و عنيد ويفتقر للمرونة، ولا يسمع إلا نفسه وصوت فكره فقط، وأعطى لعقله و فكره تقاعدًا فهو على أستعداد أن يصادر رأي الآخر ، حتى وأن كان رائيًا صحيحًا، لكنه لم ينبثق منه. وهذا هو ما يسمى " التقاعد الفكري و العقلي.
التعصب يجعلنا لا نرى الواقع ويجعل أعيننا لا ترى إلا ما نريد.
التعصب الأعمى يصم الإذن ويغلق العين ويفسد فيها حلاوة تذوق الحقيقة. التعصّب يهدم جسورًا من التواصل يجب أن نقوّي بنيانها. وكلٌ منا مطالبٌ باحترام الآخر على تنوعه وإختلافه وتمايزه. لأن لا أمل لعالمنا في غياب المحبة والتسامح واحترام الآخر.
وأخيرًا، لا بدّ من القول أن المتعصبين لهم تواجدٌ ملحوظٌ في كل زمان ومكان، والطيّبون المنفتحون فكريًا لا شك متواجدون أيضا في كل الأزمنة والأماكن. كن طيب المعشر وحسن السلوك ودمث الاخلاق وذو حس انساني راقي يمتاز بالطيبة والانفتاح والمرونة والتسامح. بذلك سوف تتجاوز أزمة التقاعد الفكري.
لا تكن من المتعصبين المتزمدين المنغلقين لكي لا تصاب بالأسهال العقلي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التعصب الأعمى والتقاعد الفكري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التعصب الأعمى
» سلوكيات خاطئة التعصب الأعمى
» سيكولوجية التعصب و نفسيه التعصب الاعمى
» العنف الفكري
» العنف الفكري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى التعليم والثقافة-
انتقل الى: