التبني وأحكامه

التبني وأحكامه
كتاب جامع
موسوعة الفتاوى الإسلامية
فتاوى إسلامية
لأصحاب الفضيلة العلماء :
سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
فضيلة الشيخ محمد بن صـالح بن عثيمين
فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
إضافة إلى اللجنة الدائمة
وقرارات المجمع الفقهي
إلى نهاية كتاب الصلاة
جمع وترتيب
محمد بن عبدالعزيز المسند
إلى نهاية كتاب البيوع
جمع وترتيب محمد بن عبد العزيز المسند
التبني وأحكامه
س- الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء المقدم من السكرتير التنفيذي لمجلس البنجاب لرفاهية الطفل إلى صاحب الفضيلة رئيس إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ، والمحال إليها من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم 86/2 وتاريخ 15/1/1392هـ والذي يطلب تزويده بالأنظمة والقواعد المتعلقة بأحقية الطفل المتبني في الوراثة ؟
ج- وأجابت بما يلي :
1- كان التبني معروفاً أيام ، وكان من تبنى غير ولده ينسب إليه ويرثه ويخلوالجاهلية قبل رسالة نبينا محمد ، بزوجته وبناته ، ويحرم على المتبنى زوجة متبناه ، وبالجملة كان شأن الولد المتبنى ، زيد بن حارثة بن شراحيلشأن الولد الحقيقي في جميع الأمور ، وقد تبنى النبي ، الكلبي قبل الرسالة فكان يدعى زيد بن محمد ، واستمر العمل بالتبني على ما كان عليه زمن الجاهلية إلى السنة الثالثة أو الخامسة من الهجرة .
2- ثم أمر الله بنسبة الأولاد المتبين إلى آبائهم الذين تولدوا من أصلابهم إن كانوا معروفين ، فإن لم يعرف آباؤهم الذين هم من أصلابهم فهم أخوة في الدين ، وموال لمن تبناهم ولغيرهم ، وحرم سبحانه أن ينسب الولد إلى ما تبناه نسبة حقيقة بل حرم على الولد نفسه أن ينتسب إلى غير أبيه الحقيقي إلا إذا سبق هذا إلى اللسان خطأ فلا حرج فيه ، وبين سبحانه أن هذا الحكم هو محض العدالة لما فيه من الصدق في القول ، وحفظ الأنساب والأعراض ، وما جعل أدعياءكم أبناءكم ،وحفظ الحقوق المالية لمن هو أولى بها ، قال تعالى : ذلك قولكم بأفواهم والله يقول الحق وهو يهدي إلى السبيل ، ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله ، فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما وقال صلى الله عليه وسلمأخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفوراً رحيما  من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله المتتابعة : رواه أبو داود .
أي البنوة الادعائية3- وبقضائه سبحانه وتعالى على التبني : قضى على ما كان له من أحكام زمن الجاهلية ، واستمرت في صدرالتي لا حقيقة لها الإسلام .
أ ) فقضى على التوارث بين المتبني ومتبناه بهذه البنوة التي لا حقيقة لها . وجعل لكل منهما أن يبر الآخر في حياته بالمعروف ، وأن يبره بوصية يستحقها بعد وفاة الموصى على ألا تتجاوز ثلث مال الموصي ، وبينت الشريعة أحكام الموارث ومستحقيها تفصيلاً ، وليس المتبني ولا متبناه من بين المستحقين للإرث في هذا وأولواالتفاصيل ، وبين تعالى إجمالاً أيضاً المواريث البر والمعروف فقال تعالى : الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين ، ألا أن تفعلوا إلى .أوليائكم معروفاً
ب) وأباح الله للمتبني أن يتزوج زوجة متبناه بعد فراقه ، ليكون أقوى فيإياها ، وقد كان محرما في زمن الجاهلية وبدأ في ذلك برسوله ، فلما قضىالحل ، وأشد في القضاء على عادة أهل الجاهلية في تحريم ذلك قال تعالى : زيد منها وطراً زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا ، زينب بنت جحش بأمر الله بعد فتزوج النبي ، منهن وطرا ، وكان أمر الله مفعولا أن طلقها زوجها .
4- تبين مما تقدم أن القضاء على التبني ليس معناه القضاء على المعاني الإنسانية والحقوق الإسلامية من الإخاه والوداد والصلات والإحسان وكل ما يتصل بمعاني الأمور ويوحي بفعل المعروف .
أ ) فللإنسان أن ينادى من هو أصغر بقول يا بني على سبيل التلطف معه ، والعطف عليه وإشعاره بالحنان ليأنس به ويسمع نصحيته أو يقضي له حاجته ، وله أن يدعو من هو أكبر منه سنا بقوله يا أبي تكريما له واستعطافا لينال بره ونصحه وليكون عونا له وليسود الأدب في المجتمع وتقوي الروابط بين أفراده وليحس الجميع بالأخوة الصادقة في الدين .
ب) لقد حثت الشريعة على التعاون على البر والتقوى وندبت الناس جميعاً إلى الوداد والإحسان قال الله تعالى : مثل ،  وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " وقال ،  المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه رواه أحمد ومسلم وقال : الجسد بالحمى والسهر رواه البخاري ومسلم الترمذي والنسائي ، ومن ذلك – تولى اليتامي والمساكينبعضا والعجزة عن المكسب لا يعرف لهم آباء بالقيام عليهم وتربيتهم والإحسان إليهم حتى لا يكون في المجتمع بائس ولا مهمل خشية أن تصاب الأمة بغائلة سوء تربيته أو تمرده لما أحس به من قسوة المجتمع عليه وإهماله ، وعلى الحكومات الإسلامية إنشاء دور للعجزة واليتامي واللقطاء ومن لا عائل له ومن حكمهم فإن لم يفت بيت المال بحاجةن أولئك أيما مؤمن ترك مالا فليرثه عصبته من كانوا، : استعانت بالموسرين من الأمة قال ، رواه البخاري . وعلى هذا حصل، وإن ترك ديناً أو ضياعاً فليأتني فأنا مولاه التوقيع وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة

» أنواع الطلاق وأحكامه وكيفية وقوعه
» معاملات إسلامية (التبني)
» معاملات اسلامية التبني
» سورة الاحزاب- ابطال عادة التبني