ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 ثورة رشيد عالي الكيلاني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

ثورة رشيد عالي الكيلاني Empty
مُساهمةموضوع: ثورة رشيد عالي الكيلاني   ثورة رشيد عالي الكيلاني Emptyالإثنين سبتمبر 28, 2009 5:08 am

ثورة رشيد عالي الكيلاني
ثورة رشيد عالي الكيلاني أو ثورة مايس هي سلسلة الأحداث الدستورية التي تصاعدت بسبب تضارب مدارس الحكم الملكي في العراق وتياراته ما بين التيار الوطني الثوري التحرري و التيار الليبرالي الميال لموالاة بريطانيا في وقت كان العراق فيه يمثل زعامة ومدرسة سياسية يعتد بها في المنطقة العربية. وقد غيرت ثورة رشيد عالي الكيلاني مسار تاريخ العراق حيث أشاعت روح الوطنية العراقية وروح الوحدة مع الدول العربية الشقيقة للعراق، ورسخت مفهوم إنهاء التبعية البريطانية التي كان يعبر عنها بأنها نوع من التعاون والتحالف الاستراتيجي. أما تدخل بريطانيا في اللحظة الأخيرة للنيل من الانتصار الساحق الذي حققه التيار الوطني والتحرري بقيادة رشيد باشا الكيلاني وضباط المربع الذهبي بمؤازرة رئيس الأركان العامة الفريق حسين فوزي، فقد أدى إلى احتلال بريطانيا لبعض أجزاء من العراق لنصرة حلفائها الأمر الذي أدى إلى هيمنة المدرسة اللبرالية لمدة سبعة عشر عاماً، ولّدت خلالها تأزم الوضع الداخلي وتفاقم المشكلات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية مما أجج مشاعر المعارضة الشعبية للحكم الملكي ورموزه حيث نجم عنها حركة تموز 1958 بقيادة تنظيم الضباط الوطنيين. وكان من تداعياتها أن انطلق صداها إلى الدول العربية حكومات وجيوشاً ومنظمات وجماهير ، حيث أصبحت نبراساً اقتدى به التحرريون من تسلط وهيمنة القوى الاستعمارية الكبرى. وحيث كانت الدافع للضباط الأحرار في مصر للقيام بحركة 23 يوليو / تموز 1952م، وكذلك في اليمن الذي ثار في 1948م، وكذلك في سوريا؛ ودفعاً إضافياً لثوار الجزائر وتونس ، وكما كانت المحرك لتأسيس الكثير من الأحزاب والتنظيمات الثورية التي راجت في تلك الحقبة.
أثرت على الشارع العراقي توجهات الملك غازي الأول 1933 – 1939 الوطنية ومن ثم وزارة رشيد عالي الكيلاني باشا 1941 المناهضة للمد البريطاني ، الذي أصيب بإحباط كبير عند دخول الجيش البريطاني وإسقاط الحكومة بغية تنفيذ استراتيجيات الحرب العالمية الثانية في العراق والمنطقة .
رشيد باشا الكيلاني
بعد قيام الحرب العالمية الثانية طلبت بريطانيا من العراق قطع العلاقات الدبلوماسية مع ألمانيا واعتقال الجالية والدبلوماسيين الألمانيين الموجودين على الأراضي العراقية، وتقديم المساعدات الضرورية التي تحتاجها بريطانيا وفقاً لبنود معاهدة 1930. سارع نوري السعيد باشا رئيس الوزراء إلى تنفيذ تلك المطالب وأكد دعم حكومته الكامل لبريطانيا، بل أكثر من ذلك وضع العراق في حالة حرب في الوقت الذي لم تكن العمليات العسكرية تتصاعد سوى في بولندا في قلب أوروبا، حيث فرض حظر التجول، وأصدر قانون الحصة التموينية الحربية، وصادر بعض الممتلكات العائدة لدول المحور وفرض نظام الرقابة على الصحف والأحزاب والجمعيات وغيرها. بعبارة أخرى فرض نظام الطوارىء والأحكام العرفية وعزز من سلطاته دون مبرر يذكر في تلك الآونة. فأصبح موقف نوري باشا هذا غريباً بعض الشيء، لا بل منحازاً في الوقت الذي كان فيه العراق أحوج ما يكون إلى فترة بناء وإعمار البنية التحتية ودمل جراح أفراد المجتمع الذين أرهقتهم الحرب العالمية الأولى وتداعياتها كالاحتلال البريطاني وثورة العشرين والانتفاضات الأخرى. وأخذ ينظر إليه على أنه سيسبب للعراق متاعب هو في غنى عنها ، كما فسر موقفه هذا على أنه موقف انتهازي أراد أن يستثمر اندلاع الحرب ومبررات ودواعي الالتزام بمعاهدة 1930 مع بريطانيا ، لترتيب أوضاعه السياسية ضد خصومه ولاسيّما إنه كان في مستهل عمله السياسي كرئيس وزراء وله الكثير من المنافسين والخصوم والتيارات الفكرية المناوئة، والتي يتحتم عليه تسوية مواقفه معها الواحدة تلو الأخرى ليشق طريقه السياسي ويفرض مبادئه وبرنامج عمله واستراتيجيته .
في المعسكر المقابل كان الفريق حسين فوزي رئيس الاركان العامة يقود التيارات المعارضة لسياسة نوري السعيد ،وتحالف مع الفريق فوزي عدد من قادة الجيش وبعض الأحزاب والشخصيات الوطنية بزعامة رشيد عالي الكيلاني باشا رئيس الديوان الملكي ، الذين تزعموا معارضةً برلمانيةً وسياسيةً مثلما كانت تقاوم وتنتقد في الشارع أيضا تلك التيارات الطامحة لفصل العراق عن التبعية لبريطانيا والتي رأت في سياسة الحكومة بزعامة نوري باشا خطرا على استقلال العراق وبقائه يدور في فلك بريطانيا وهيمنتها على العراق سياسيا واقتصاديا. وما لبث ان احتدم الصراع السياسي بين التيارين الذي ادى إلى استقالة نوري السعيد وتولي رشيد عالي رئاسة الوزراء بدلا عنه ، حيث صّعد نوري باشا الصراع ، وهو من موقع المعارضة شيئا فشيئا إلى مواجهة مسلحة بين التيارين مما ادى ببريطانيا للتدخل لمناصرة حلفائها في تيار نوري السعيد والوصي على العرش عبد الإله بعد دنو أجلهما وفشل تيارهما امام تيار رشيد باشا وحسين فوزي ثم هرب الوصي ونوري السعيد وباقي زعماء ذلك التيار إلى خارج العراق عندئذ ادركت بريطانيا بان العراق قد خرج عن دائرة طوعها واستراتيجياتها فتدخلت لإعادة الوصي ونوري باشا ، فشنت حربا لإسقاط حكومة رشيد باشا أدت إلى احتلال العراق. [10].
تكتل قادة الجيش
تمثلت قوى المعارضة ضد حكومة نوري السعيد من ضباط الجيش العراقي بزعامة الفريق حسين فوزي رئيس الأركان العامة والذي تؤيده كتلة المربع الذهبي، وهم مجموعة من الضباط يتزعمهم أربعة عقداء معروفين بشكيمتهم ووطنيتهم وعدم مهادنتهم لبريطانيا وهم ما يسمون بالعقداء الأربعة بزعامة صلاح الدين الصباغ وكل من فهمي سعيد وكامل شبيب ومحمود سليمان ويونس السبعاوي. وكان يعرف الجيش العراقي بإنه منظمة وطنية عقائدية نشأت في أروقة الجمعيات السرية أيام الحكم العثماني والتي كانت تنادي باستقلال العراق وباقي الولايات العربية عن الدولة العثمانية وإنشاء دولة عربية واحدة بزعامة الشريف حسين الهاشمي قائد الثورة العربية. وكما عرف الجيش العراقي الأكثر تنظيما وتدريبا عدة وعددا ويشمل رتبا رفيعة من جنرالات وكولونيلات متمرسون، أنشقوا عن الفيالق العربية من الجيش العثماني وأشتركوا في حرب ضروس ضد العثمانيون مع الشريف حسين ولاحقا ضد الإنجليز أبان الاحتلال البريطاني وثورة العشرين. [11]
تكتل نوري السعيد
تكتّل حول نوري سعيد مجموعة من قادة الضباط المساندون له لاسباب مختلفة منها شخصية دعو بجموعة السبعة ، والتي لم ترى ضيرا من تلك الاجراءات التي تبناها رئيس الوزراء نوري باشا. لابل أكثر من ذلك كانت تحبذ ازدياد نفوذ وسطوة نوري باشا ضد معارضيه لانها تنتمي إلى تيار نوري السعيد وتطمع لتقوية شوكته. اما نوري السعيد من جانبه فكان يبرر اما خصومه وعارضيه بانه يخلق نوع من التوازن بين نزعته القومية الوحدوية ووطنيته وبين ممالاة الإنجليز.
تعاظمت الصيحات المعارضة لنوري السعيد جراء سياسته هذه وازداد عدد معارضوه في الحكومة والبرلمان وفي الأحزاب المعارضة وحتى الموالية وازداد سخط الشارع عليه الناقم على الإنجليز . ومن أهم لاسباب التي أججت الرأي العام في تلك الفترة هي :
1. كانت الاجواء السائدة في العراق تميل للاستقرار وبناء لحمة المجتمع والنهوض بالبلد نحو العمران ، بعد انتهاء الانتداب ومنح عصبة الامم العراق الاستقلال عام 1932.
2. اثرت تداعيات انقلاب بكر صدقي على الرأي العام ، الذي أيده الملك غازي من طرف خفي والذي حدث جراء الإحتقان السياسي الذي تسببت به سياسة حكمت سليمان التعسفية ضد القبائل والشخصيات والأحزاب الوطنية، وما تلا ذلك من أحداث كإغتيال جعفر العسكري وزير الدفاع ورئيس الوزراء الأسبق تلك الشخصية السياسية المعروفة والمحسوبة على تكتل نوري السعيد ، كون الأخير صهره. ثم فشل الانقلاب وإغتيال بكر صدقي في الموصل وهو في طريقه مسافرا إلى تركيا.
3. تفاعل الشارع السياسي مع الملك غازي والمجموعات المدنية والعسكرية الملتفة حوله من أحزاب وضباط وشخصيات وطنية من أمثال رشيد عالي الكيلاني باشا وصلاح الدين الصباغ ، جراء تطلعاتها الوطنية والقومية وسياسته في اعمار العراق وبناءه وتعميق استقلاله بالابتعاد عن المعاهدات التي رأى فيها تكبيل العراق بعجلة المصالح البريطانية . منها اتخاذه لبعض الاجراءات الهامة كالتجنيد الالزامي ودعم الثورة الفلسطينية ضد الانتداب البريطاني والهجرات الإسرائيلية إلى فلسطين ودعم استكمال تحرير سوريا ولبنان من الاحتلال الفرنسي ، العمل على إخراج الحامية البريطانية من الكويت والدعوة إلى وحدتها مع العراق، وأيضا ميله إلى ألمانيا في مستهل الحرب العالمية الثانية ووقوفه علنا ضد بريطانيا ودول الحلفاء عام 1939 وهو تاريخ وفاته الغامض والذي راى فيه الشعب اغتيال مدبرتسبب في هياج متعاظم ضد بريطانيا في العراق.
4. محاولات بريطانيا الهيمنة على العراق وسياسته من خلال عقد المعاهدات كمعاهدة 1930م ، والعمل على استغلال نفط العراق بأبخس الأثمان. كذلك من خلال الإبقاء على قطعات كبيرة من الجيش البريطاني في قواعد العراق كالحبانية في الفلوجة ، والشعيبة في البصرة. [12]
5. اغتيال وزير المالية رستم حيدر في يناير / كانون أول عام 1940 وهو من حلفاء نوري السعيد على يد موظف ولاسباب قبلية ، استثمرها نوري السعيد للايقاع بخصومه من خلال اتخاذه لاجراءات قاسية ضدهم .
بدات التوتر يشوب طرفي المعادلة السياسية المعارضون والموالون أو التيار الوطني التحرري الذي يتزعمه رشيد عالي الكيلاني باشا ضد التيار الليبرالي الذي يتزعمه نوري السعيد . وفي المقابل حاول معارضو نوري السعيد حشد قادة الجيش والراي العام ضده بغية اقصائه عن الحكم من جراء سياساته الموالية لبريطانيا والتعسفية بحقهم.
تطورت الأحداث بشكل مضطرد ينبيء بحدوث شرخ كبير في الجيش والبرلمان والاحزاب السياسية ، مما انعكس ذلك على الشارع الناقم أساسا على الحكومة الموالية لبريطانيا. واخذ التصدع يتوسع ليشمل مجموعة السبعة من كبار القادة العسكريين المشاركين في الحكم لاسيما رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الفريق حسين فوزي ، وكذلك مجموعة المربع الذهبي ، مما ادى إلى نذر ازمة ثقة وزارية ترتب عليها ازمة دستورية سميت بازمة فبراير / شباط 1940 [13]
استقالة نوري السعيد والمواجهة العسكرية
بعد تفاقم الأزمة الدستورية ، لم يكن امام الحكومة سوى استقالة رئيس الوزراء نوري السعيد المسبب الأول بخلق الأزمة وتفاقمها. إلا أنه حشد مؤيديه مدنيين وعسكريين وبالاتفاق سراً مع حليفه الوصي الأمير عبد الإله الهاشمي ، في محاولة لاظهار نفسه على أنه قائد جماهيري يتمتع بتأييد شعبي ، حيث طالب مؤيدوه ضرورة إعادة الوصي الالمير عبد الإله لتكليفه بتشكيل الوزارة الجديدة . تزايدت نقمة الشارع وامتعاض التيارات المناوئة لنوري السعيد من أحزاب وقادة عسكريين من الذين يتمتعون بتاييد جماهيري حاشد ، وادى ذلك بالوصي إلى التردد بتكليف نور السعيد بتشكيل الحكومة الجديدة تحسبا لما قد يجر عليه من ازدياد النقمة التي قد تتحول إلى انتفاضة أو انقلاب.
فسر انصار نوري السعيد التاخر بتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة بشكل خاطيء ،أدت إلى حالة من الاحتقان التي اسهمت في رفع درجة الغليان ، الأمر الذي ادى إلى تسارع الأمور بما لاتحمد عقباه ، حيث حشد مناصرو نوري باشا قواتهم العسكرية في معسكر الرشيد في الرصافة ، عاقدين العزم على احتلال العاصمة بغداد والسيطرة عليها وفرض سياسة الأمر الواقع ، في المعسكر المقابل، اصدر رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الفريق حسين فوزي اوامره بوضع قواته في معسكر الوشاش في الكرخ في اهبة الاستعداد حفاظا على امن العاصمة ، وبدا المشهد مهيئاً للانفجار والمواجهة العسكرية ، بين الاطراف المتصارعة.
حزم الوصي امره بعد أن درس اين يكمن توازن القوى فالقوى الوطنية والتحررية المناوئة لنوري السعيد تملك التاييد الجماهيري الساحق بالمقابل القوى الليبرالية بزعامة نوري السعيد تملك الدعم البريطاني الذي لامناص منه حسب راي الأمير عبد الإله. بناء على ذلك قرر الوقوف إلى جانب نوري السعيد المتحالف اصلا معه (5)، وتكليفه بتشكيل الوزارة حيث شكل نوري الوزارة الجديدة وانتقم من خصومه باقالة رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الفريق حسين فوزي والقادة العسكريين المناصرين له.
أدت تلك الاجراءات إلى تفاقم نقمة الجماهير والتيارات والوطنية والقومية والتحررية التواقة للخروج من ربقة الهيمنة البريطانية التي اخذت تتدخل في كل صغيرة وكبيرة في البلد منها تعيين الموظفين وهيمنة المستشارين على الوزارات والهيمنة الاقتصادية على السوق والعملة والنفط علاوة على السياسة العامة الداخلية والخارجية. واضحى الوضع قابل للانفجار في أي لحظة ، مما ادى إلى عزل الحكومة والتشكيك بوطنيتها.
حاول الوصي اتباع سياسة ترقيعية ، فبدلا عن أرضاء الجماهير الغاضبة ، عمد إلى اجتماع ضم كبار السياسيين في مارس / اذار 1940 الهدف منه تحجيم دور الجيش في القضايا السياسية والوطنية ، وإصدار القرارات التي تحرم تلك الانشطة وجعله جيشا مهنيا فحسب. وكان المقصود بذلك مجموعة السبعة ومجموعة المربع الذهبي.
ولم يتمكن الوصي من اتخاذ اجراءات حاسمة للحد من نشاطات الجيش العراقي السياسية والوطنية بسبب تعاظم سيطرة الضباط الكبار في العملية السياسية والحكم. علاوة على نقمة الشارع وانهيار سمعة الوصي ونوري السعيد والحكومة. الأمر الذي ادى إلى ممارسة القوى الوطنية من سياسيين وعسكريين ضغوطات كبيرة على الحكومة والوصي مما ادى به إلى محاولة ارضائهم باقالة وزارة نوري السعيد الضعيفة والمعزولة والتي تفتتت بسبب تقديم استقالات الشخوص البارزين فيها.
في نهاية المطاف بدأ الوصي بالتفكير لارضاء الجماهير الغاضبة والقوى الوطنية من أحزاب وكتل سياسية وعسكرية ، بالبحث عن شخص ترضى به كل الاطرف فتوجه إلى رئيس الديوان الملكي حيث حاول اقناع رشيد عالي الكيلاني باشا بتكليفه بتشكيل الوزارة حيث يتميز الكيلاني بقبوله من جميع الاطراف كونه من الشخصيات البارزة في المجتمع والمعروف بمهابته وسمعة الجيدة وسياسته المتوازنة علاوة على ثقافته الواسعة وهدوئه وحنكته السياسية . كان الكيلاني يلقى تاييدا شعبيا كاسحا على خلاف نوري السعيد ، ومرد ذلك كون الكيلاني كان ينتمي لنفس المدرسة الوطنية للملك غازي فقد ارتبط بالملك بعلاقات خاصة وعامة اثرت كثيرا على مواقفهما معا كما سبق وان عملا سويةً في أكثر من مناسبة ، فكان الكيلاني رئيسا لديوان غازي وكاتم اسراره ، وعند مصرع الملك في ضروف غامضة دارت الشكوك والوساوس حول مقتله التي كان الشارع والساسة يعتقدون بان وراءه السفارة البريطانية والوصي ونوري السعيد بسبب مواقفه ضد بريطانية من جهة ، وبسبب تناقض حيثيات حادث مصرعه من جهة أخرى ، وكان لمصرع الملك الاثر الكبير على سياسة الكيلاني ومواقفه التي أراد منها التعبير عن وفائه واخلاصه للملك من خلال التشبث بسياسته وافكاره.

قام رشيد عالي باشا باتخاذ إجراءات مهمة لإحتواء الوضع وامتصاص النقمة والاحتقان السياسي ، منها تشكيل ما سمي بالائتلاف الوطني الذي ضم كل من نوري السعيد باشا بمنصب وزير الخارجية ، وعدد من كبار الزعامات السياسية والعسكرية من كلا التيارين المتصارعين [14] . ومنها أيضا عدم تنفيذ كل اجراءات الحرب التي اصدرها نوري السعيد ، بل اكتفي بتطبيق ما ورد من بنود في معاهدة 1930 لعدم فسح المجال للظهور امام بريطانيا بمظهر الناكل لتنفيذ المعاهدة .
الكيلاني بين حكومة الائتلاف الوطني ولعبة التوازن الدولي
بعد أن نجح رشيد عالي باشا بتطبيق سياسة التوافق بين جميع الاطراف المتصارعة وضمها جميعا في حكومة الائتلاف الوطني ، ادرك مايترتب عليه من اجراءات للحفاظ على لعبة الموازنات المتشابكة المحلية والدولية بين التيارات المتصارعة التي تطمح لفرض ارائها ومبادئها السياسية في ممالاة الحلفاء في حربهم ضد المحور من جهة وفي المطالبة الملحة للتيارات المقابلة الطامحة لاستكمال استقلال العراق الذي بدا في عام 1932 ، من جهة أخرى . فكان لزاما على رشيد عالي ان يعيد التوازن في المشهد العراقي والذي فقد بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية وما ترتب عليها من اجراءات اتخذها نوري السعيد والتي خلفت الاحتقان السياسي جراء محاولاته اقصاء التيارات المعارضة لسياساته.
ومع تطور العمليات العسكرية في أوروبا والهزائم التي مني بها الحلفاء عامي 1940 و 1941 واحتلال ألمانيا لفرنسا ودخول إيطاليا الحرب مع ألمانيا ، تعالت الصيحات المطالبة بانهاء الوجود البريطاني في العراق والغاء معاهدة 1930 ، لابل أكثر من ذلك توالت الضغوط السياسية على حكومة الكيلاني المنادية بضرورة التحالف الاستراتيجي مع دول المحور لتحقيق تلك المطالب. إلا أن الكيلاني من جهته كان مدركا لخطورة القوات البريطانية التي لايستهان بها في العراق على الرغم من الهزائم التي منوا بها في جبهات أوروبا. فكان لزاما عليه " اتباع سياسة عدم انحياز مدروسة والتي دعا لها "(انظر المراجع ..تقارير السفارة البريطانية..ملفات البلاط) ، في الوقت الذي وجد نفسه محاطا بمؤيدين متطوعين من المتعاطفين مع ألمحور اهمهم مجموعة المربع الذهبي والتي كانت تحوز على تعاطف القوات المسلحة، من قادة وامرين وقطعات مختلفة [15] . فوجد رئيس الوزراء نفسه محرجا من مبادلة الضباط الوطنين مشاعرهم وتنفيذ مطالب وطنية وهو شخصيا امن بها وبين واجبه السياسي في تنفيذ التزامات العراق المحلية مع الشركات البريطانية كشركات النفط والدولية في مساندة دول الحلفاء في حربهم ضد دول المحور من خلال معاهدة 1930 وغيرها . وشيئا فشيئا تعاظمت مطالب القوى الوطنية التي رأت في الكيلاني الملاذ لتخليصها من الهيمنة البريطانية فدفعته لاتخاذ مواقف أكثر حزما بالوقوف ضد المطالب البريطانية التي حددتها المعاهدة في اوقات الحرب.
بريطانيا تدق ناقوس الخطر
أما بريطانيا فكانت قد دقت ناقوس الخطر من فقدان زمام هيمنتها على العراق وبالتالي فقدانه إلى الابد وهذا يعني خسارتها للكثير من المصالح الإستراتيجية والنفطية وغيرها والتي بذلت جهودا مضنية على مدار مائتي عام تمهيداً للهيمنة عليه والتي حققت طموحاتها في عام 1918م، ولحد محاولة ضمه للتاج البريطاني أسوة بباقي دول الكومنولث.
وفي يوليو / تموز 1940م، عمدت بريطانيا لأحداث أزمة بينها وبين حكومة رشيد عالي الكيلاني الهدف منها جس النبض للتعرف على هوى الحكومة وخططها والتعرف على مواقفها من مجمل العلاقات مع بريطانيا. حيث طالبت الحكومة فتح القواعد العراقية وتسخير وسائل النقل الممكنة على نقل القوات البريطانية الآتية من الهند والخليج عبر الأراضي العراقية لدعم القوات في الجبهة الأوروبية، تنفيذا لبنود المعاهدة. وبعد جدل طويل في البرلمان وأوساط الرأي العام وتيارات الحكومة والتي أججها الشعراء والأعلاميون والفنانون السياسيون كأعمال عزيز علي ومعروف الرصافي وغيرهم والتي كانت تشيد برشيد عالي ووطنيته وتدعوه لأتخاذ مواقف راديكالة لمقاومة الهيمنة البريطانية، وفي الجانب الآخر كانت كتلة نوري السعيد في الائتلاف الحكومي تضغط للمطالبة بتنفيذ كل المطالب البريطانية لا بل إعلان الحرب على دول المحور. الأمر الذي جعل الحكومة تشق طريقها بصعوبة بالغة من أجل مسك العصا من الوسط بغية تحقيق التوازن المحلي والدولي، وأخيرا قررت الحكومة تبني مواقف عقلانية متوازنة من خلال الموافقة على تنفيذ البنود الخاصة فقط بمرور القوات البريطانية دون دخول العراق طرفا في الحرب.
لقد تركت هذه التجربة الانطباع لدى الإنجليز بان رشيد عالي باشا من المعارضين لسياستها ولايمكن الوثوق به لتحقيق طموحاتها، ولم تظللها محاولاته في أرضاء القوى الموالية لها بزعامة نوري باشا. الذي أستمر بممارسة ضغوطاته التي كان الهدف منها جر العراق وأدخاله مع الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، فبصفته وزيرا للخارجة قدم طلبا صعقت به الحكومة والراي العام والقوى الوطنية، وذلك بالدعوة لقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيطاليا، وقد رفضت الحكومة الطلب مما عزز الاعتقاد بان رشيد عالي باشا بدا يتمحور مع القوى الوطنية ضد القوى الليبرالية. وبعبارة أخرى أصبح أكثر ميلا للوقوف ضد الهيمنة البريطانية في العراق بعد توالي الضربات الموجعة التي تلقتها بريطانيا على يد ألمانيا خصوصا الغارات المدمرة على العاصمة لندن تمهيدا لخطة زعيم ألمانيا هتلر المعلنة باحتلال بريطانيا.
وأصبحت القوات البريطانية المتواجدة في القواعد العراقية مهزوزة أمام الجيش والشعب العراقي الذي أخذ يتندر عليها تشفيا منها جراء الهزائم المنكرة التي ألحقها بها الألمان في عقر دارها الذي أخذ يوصمها " بالجبن وبفئران الملاجيء" نسبة لملاجيء لندن التي أخذ يعيش فيها الإنكليز لفترات تجاوزت السنة والنصف، بما فيهم بعض الجنود في الوحدات العسكرية التي لاقت الأمرين من شدة وضراوة الطائرات الألمانية (مسر شمت) والتي عرفت بسرعتها وشدة قصفها والتي لم ينجو منها حتى مجلس النواب البريطاني الذي أصبح ركاما مع ما يقارب أكثر من ثلتي لندن التي سويت بالأرض بضمنها الوزارات والمصالح الحكومية الأخرى حيث أصبحت الدولة معطلة أو شبه منهارة تتوقع غزو قوات النازي في أي لحظة.
وما كان أمام القوات البريطانية المتواجدة في العراق من مناص إلا أن تتدخل لحسم موقفها مع الحكومة الذي بدأ يمس مصالحها وسمعتها المتهاوية، فصعدت من سقف مطالبها بضرورة أستقالة حكومة رشيد عالي الكيلاني. ومن جهته اعتبر موقف الضباط البريطانيين غير مسوغ فهم ليسو جهة دبلوماسة لإبداء ارائهم كالسفارة البريطانية، علاوة على أن هذا الموقف يعد تدخلا في الشؤون الداخلية حتى ولو كان من قبل جهة دبلوماسية طالما تنفذ الحكومة ماعليها من التزامات تجاه تطبيق بنود المعاهدة مع بريطانيا [16]
وأصبح موقف رشيد عالي أكثر صرامة ضد الأنكليز بعد موقف ضباطهم هذا، وأصبح عدم تخليه عن رئاسة الوزراء مسالة مبدأ لا يساوم عليه، وإلا أصبح استسلاما لارادة بريطانيا التي تواجه الهزيمة والهوان على يد هتلر الذي أستهان بها وبجيشها الذي تمرغ في وحل هزائمه في معارك بلجيكا وفرنسا ولندن. وبعد هذه الحادثة أصبح الكيلاني رمزا وطنيا ألتفت حوله القوى والتيارات الوطنية والتحررية والقومية واعتبرته زعيما لها.
وكان من تداعيات ذلك انحسار وتقوقع الوصي الأمير عبد الآله ونوري سعيد الذي لم يغير موقفه من بريطانيا رغم هزائمها وتأجج المشاعر الشعبية والوطنية ضدها مما أنعكس على موقف الشارع من نوري السعيد الذي بدأ ينظر إليه بعين الريبة لتمسكه بتحقيق المصالح البريطانية بل أكثر من ذلك أصبحت وطنية الوصي ونوري باشا على المحك.
وأمام هذا الشعور الوطني العارم ضد الإنجليز ما كان من نوري السعيد إلا أن يختار أحد موقفين أما الانتماء للتكتل الوطني ضد الإنجليز واما أن يقدم أستقالته من وزارة الخارجية، معلنا ثباته على مواقفه. وقد اختار الأستقالة التي طالبته بها الجماهير والكتل الوطنية والنيابية المعارضة [17] .
القشة التي قصمت ظهر البعير
تدخل الأمير عبد الآله لإنقاذ موقف الإنجليز وضباطهم في القواعد العراقية من خلال دعم حليفه نوري السعيد، وذلك بقلب رأس المجن في خطوة غير مسبوقة بتنفيذ رغبة الضباط الإنجليز، فأعلن في يناير / كانون الثاني 1941م، بإنه يجب على رشيد عالي الكيلاني الأستقالة هو ووزارته، مما آثار ذهول الرأي العام. وأصبحت الاصطفافات أكثر وضوحا من ذي قبل، فالتكتلات الأولى ما بين ثورية وليبرالية وكانت تختلف على أسلوب تنفيذ المعاهدة وأولويات أعمار العراق، اما الآن وبسبب المواقف الحادة للوصي ونوري السعيد أصبحت الاصطفافات إما وطنية للعراق أو تخدم مصالح بريطانيا.
وأمام هذا الموقف العصيب والحساس وقف رشيد عالي باشا بهدوء أمام البرلمان معلنا بان لا صلاحية دستورية تخول الوصي بإقالة الوزارة. ورفض علنا الأستقالة معتمدا على دعم كتلة الوطنيين في الحكومة والبرلمان والأحزاب والمربع الذهبي في القوات المسلحة ضد الوصي ونوري باشا والإنجليز ومن معهم من ضباط وكتل سياسية ضعيفة.
شعر الوصي بالإهانة أمام الشعب فأصر على أستقالة الكيلاني، ورفض الكيلاني الأستقالة مجددا، مما زاد من حرج الوصي، هنا تدخل الضابط القوي ذو السطوة في الجيش والكتل الوطنية زعيم مجموعة المربع الذهبي، العقيد صلاح الدين الصباغ، ملمحا بحسم الموقف عسكريا لصالح الكيلاني إذا الح الوصي على الأستقالة، فاضطر الوصي للأذعان على مضض لذلك التهديد المبطن. وأستقال نوري السعيد بدلا عن الكيلاني.
توجه نوري باشا لحشد المعارضين في البرلمان ضد الحكومة لحجب الثقة عنها من خلال مشاكستها برلمانيا بإعاقة طلباتها بالتصديق على القرارات والقوانين. فطلب رشيد عالي الكيلاني أيقاف هذه المهزلة بحل البرلمان وأنتخاب برلمان جديد يراعي فيه التطلعات الجديدة للرأي العام فطالب من الوصي رسميا حل البرلمان، مقدما مبرراته القانونية في إعاقة كتلة المعارضة لعمل البرلمان بمشاكسات لاتليق بعمل المجلس، إلا أن الوصي أخذ يماطل ثم ما لبث أن توارى عن الأنظار، حيث تبين لاحقا بأنه التجىء إلى إحدى الفرق العسكرية الموالية له في الديوانية خوفا من انتقام المربع الذهبي بزعامة العقيد صلاح الدين الصباغ بالأطاحة به لعدم مؤازرته لرئيس الوزراء الكيلاني في حل البرلمان الذي سيسبب فقدان كتلة نوري السعيد إذا ما جرت انتخابات جديدة.
جراء هذا الوضع الحساس الذي تسبب به نوري السعيد والوصي على العرش مع من يؤازرهم من تكتل معارض للحكومة من موالين لبريطانيا، قرر رشيد عالي الكيلاني باشا تقديم أستقالته حقنا للدماء وتجنيب البلد المزيد من الفرقة والتوتر.
وخشي الوصي من تكليف نوري السعيد بتشكيل الوزارة لأن ذلك سيؤجج مشاعر القوى الوطنية والقومية والتحررية فأوكل تشكيل الوزارة إلى الفريق طه الهاشمي، الذي يتمتع بعلاقات حسنة مع مجموعة المربع الذهبي، وحيث عرف طه الهاشمي بوطنيته ونزعته القومية وشعبيته بين أفراد الشعب والقوات المسلحة إضافة إلى امتلاكه لسلسة من العلاقات المتشابكة التي ستعينه على النجاح في مهمته، وعلاوة على ثقافته الأكاديمية حيث كان متخصصا في الجغرافيا البشرية وعرف بتأليفه العديد من الكتب الرصينة، فعاد الوصي إلى بغداد بعد أن أطمأن على انفراج الأوضاع لصالح كتلة نوري السعيد.
إعلان ثورة رشيد عالي الكيلاني
في مستهل عمله في الوزارة واجه الفريق طه الهاشمي قائمة طلبات الوصي عبد الإله المتمثلة بسحق المربع الذهبي ، وبعد أن كشف النقاب عن الخطة سارع رشيد عالي الكيلاني من موقع المعرضة اعتمادا على شعبيته المتعاظمة ، بالاتفاق مع الفريق امين زكي رئيس الاركان العامة بالوكالة مع أعضاء المربع الذهبي بالتحرك للاطاحة بالوصي والحكومة من خلال اجبارها على الاستقالة .

ففي فبراير/ نيسان 1941 بدات الثورة وأستمرت لغاية 2 مايس / ايار 1941 حيث احاطت قطعات عسكرية القصر الملكي واجبر طه الهاشمي على تقديم استقالته. وبعد بسط الجيش نفوذه على بغداد بتاييد جماهيري منقطع النظير ، هرب معارضو رشيد عالي الكيلاني إلى الأردن ليقودوا المعارضة من الخارج وهم ، نوري السعيد وجميل المدفعي وعلي جودت الايوبي. اما الوصي عبد الإله الذي نجح بالفرار إلى البصرة جراء السخط والاجواء الملتهبة حيث تحتم على بريطانيا تهريبه بالمدمرة "فالمون" إلى الأردن لتامين نجاته " وحسب الوثائق البرطانية".
أصبح العراق امام حالة فراغ دستوري بسبب استقالة الوزارة وهرب الوصي على العرش وعدد من الوزراء من كتلة نوري السعيد خارج البلد، اخذ الكيلاني زمام المبادرة فشكل حكومة مصغرة مؤقتة ريثما يعرض الموضوع على مجلس النواب اسماها حكومة الإنقاذ الوطني ، لمعالجة القضايا الضرورية والطارئة حفاظا على وحدة البلاد وامنها بعد التصدع الذي لحق بها. اصدرت حكومة الإنقاذ بيانا حملت الوصي على العرش مسؤولية الأوضاع المتفاقمة في البلد كما القت عليه باللائمة في اضعاف الجيش تسليحيا وعزله عن الأداء بمهامه الوطنية التي عرف بها منذ تاسيسه، وهذا ما ترتب عليه لاحقا من صعوبات واجهها في حربه في فلسطين عام 1948 على الرغم مما بذله من قتال في جبهات القتال. كما اتهم الوصي بأحداث صدع في الوحدة الوطنية من أجل ممالاة البريطانيين ، وكذلك الاستهزاء بالقانون والدستور [18].
إقالة الوصي عبد الإله
وبسبب بيان حكومة الإنقاذ الوطني هذا الذي رفعت نسخة منه إلى البرلمان طلبت الحكومة إقالة الوصي عبد الإله جراء مواقفه هذه وهربه إلى الخارج ، وتمت إقالة عبد الإله وتنصيب أحد اقارب الملك وهو الشريف شرف بدلاً عنه والذي تم الموافقة عليه بالإجماع على الرغم من كون الأكثرية النيابية كانت من انصار الوصي عبد الإله ونوري السعيد وذلك لرصانته واحترامه من قبل الجميع.
وقع الشريف شرف مرسوما باقالة طه الهاشمي والسماح لرشيد عالي الكيلاني بتشكيل الوزارة الجديدة التي غلبت عليها الشخصيات الوطنية المناهضة للهيمنة البريطانية ، ورغم ذلك حاول الكيلاني طمأنة بريطانيا بأنه لا يوجد أي اختلاف جوهري في سياسة العراق الخارجية ، وان العراق ملتزم بتعهداته مع بريطانيا بضمنها المعاهادة بالشكل الذي لايمس سيادة العراق واستقلاله.
بريطانيا من ناحيتها وبناءا عل التقارير الدورية التي كانت ترفعها السفارة كانت تنظر بعين الشك والريبة لوجود عناصر وطنية وثورية وقومية في الوزارة بزعامة الكيلاني باشا. فامتنعت بريطانيا من الاعتراف بالوزارة الجديدة ، وبدلا عن ذلك صعدت الموقف بادخال قوات عسكرية اضافية إلى العراق دون اذن مسبق ، مما دعا الحكومة لعقد اجتماع طاريء لمناقشة التطورات الجديدة جراء هذا الاعتداء العسكري على سيادة العراق ، حيث طالب أعضاء الحكومة بزعامة المربع الذهبي اتخاذ اجراءات عملية للحد من تدفق القوات البريطانية على العراق .
وكان هدف بريطانيا هو التدخل العسكري لإعادة الوصي ونوري السعيد، فقامت بعملية إنزال لقواتها في البصرة مما دعا الحكومة لشجب هذا التصرف وامهال بريطانيا فترة من الزمن لسحب قواتها ، ثم تلا ذلك إنزال آخر في الحبانية ، حيث واجهته القوات العراقية بمحاصرتها ضمن حدود القاعدة الجوية. تلا ذلك تصعيد آخر من قبل الحكومة بإنذار القوات البريطانية من مغبة تحليق طائراتها التي ستواجه بإسقاطها فورا. وبهاذا كانت قد اعلنت الحرب على بريطانيا من قبل قادة ثورة مايس / ايار 1941 . حيث اخذت دار الاذاعة العراقية من بغداد تبث البيانات العسكرية والتي تخللتها الاناشيد الوطنية التي ادعت للمناسبة والأخرى التي سبق وان اوعز الملك غازي بنظمها عند انشائه لمنظمة الفتوة والشباب ، والاذاعة الخاصة به ، ومنها اناشيد "موطني ولاحت رؤس الحراب تلمع بين الروابي ونحن الشباب لنا الغدو ، و يا تراب الوطن ومقام الجدود ها نحن جينا لما دعينا للخلود". إضافة إلى مأقدمه الشعراء والفنانون السياسيون مثل ملا عبود الكرخي والرصافي وعزيز على واخرون من قصائد حماسية واعمال فنية لإثارة مشاعر الشعب للوقوف بوجه العدوان البريطاني [14].
مبررات بريطانيا لشن الحرب
رأت بريطانيا بان تطويق القوات العسكرية العراقية لقطعاتها في قاعدة الحبانية بمثابة إعلان لحالة الحرب حيث اتخذت تلك القوات مواقع لها إستراتيجية حول للقاعدة الجوية البريطانية ، والتي كانت هناك تحت مبرر المناورات العسكرية ، واعطت بريطانيا مبرر آخر هو خرق العراق لبنود معاهدة 1930 ، بعرقلة عمليات التدريب التي تقوم بها تلك القوات في الحبانية ، فشنت القوات البريطانية هجوما على موقع سن الذبان الاستراتيجي فحدثت مواجهات ضارية بين الطرفين، ثم صدرت الاوامر للقطعات العسكرية العراقية بالتجمع وإعادة التنظيم في الفلوجة القربيبة لاتخاذ خط دفاعي لبغداد حيث انسحبت القوات العراقية من حول القاعدة لتلتقي مع بقية القطعات هناك في الثاني من مايس/ ايار 1941والتي اعلن الحرب فيها رسميا بين القوات العراقية والبريطانية . اما البريطانيون فاستمروا من جانبهم بحشد القوات الآتية من الهند اضافى إلى القوات المتواجدة في الأردن المتاهبة لاحتلال العراق. اتفقت الكتل السياسية والعسكرية الوطنية على اغتنام الفرصة لإلحاق الهزيمة بالقوات البريطانية التي تعاني من الهزائم في مواقع كثيرة في العالم حيث طلب رشيد عالي الكيلاني من دول المحور الدعم العسكري للوقوف بوجه الغزو البريطاني المرتقب فبعث ناجي شوكت إلى تركيا لهذا الغرض . على الرغم من تاييد ألمانيا وإيطاليا لحكومة رشيد عالي الكيلاني إلا أن تاخر الدعم العسكري الذي كانت قد بدات بوادره بوصول طلائع الطائرات الألمانية إلى الموصل وبحدود ثلاثين طائرة مقاتلة طراز مسر شمت المقاتلة الانقضاضية ، الأمر الذي اعطى مبررا أكبر لبريطانيا بشن الحرب واحتلال العراق وإسقاط حكومة رشيد عالي الكيلاني لإعادة مجموعة الوصي ونوري السعيد إلى الحكم تحت ذريعة العمليات الحربية للحرب العالمية الثانية [19]
سير العمليات الحربية
كانت ذريعة بريطانيا بإنزال قواتها في العراق هو مرورها عبر الأراضي العراقية إلى فلسطين للاشتراك في المعارك الدائرة في أوروبا ، واستنادا لبنود المعاهدة العراقية -البريطانية لسنة 1930 كان لزاما على بريطانيا طلب موافقة يقدمه ملك بريطانيا إلى ملك العراق لإنزال القوات البريطانية إلى الأراضي العراقية ولما كان الوصي عبد الإله قد فر إلى الأردن فلم يكن امام السفير البريطاني الا بالتعامل مع الشريف شرف ورشيد عالي الكيلاني نفسه . وافق رشيد عالي على نزول الوجبة الأولى من القطعات وهي عبارة عن اللواء العشرين البريطاني مع كتيبة مدفعية ميدان وسرابي من طائرات الفلانشيا وبعض افواج المشاة المتجحفلة معها بشرط خروج تلك القوات إلى خارج العراق ليتم استقدام قوات جديدة والا اعتبر إنزال يقع تحت بند الأعمال العدائية الحربية. حيث ادرك رشيد عالي باشا بان البريطانيين لم يكن لهم ما يكفي من القوة المسلحة ليقاتلوا في العراق وكان عليه أولا إخراج القطعات الداخلة قبل السماح لدخول قوات أخرى لضمان عدم شنها عدوان على البلد.
وبعد عملية إنزال القطعات والتي تمركزت في قاعدة الشعيبة في البصرة حيث طلب السفير ادخال لواء آخر، وهنا اعترضت الحكومة ، وطلبت تنفيذ بنود المعاهدة بدقة والقاضية بإخراج القطعات القديمة قبل المجيء بقطعات جديدة ولكن فوجئت الحكومة بوصول اللواء الآخر إلى البصرة من الهند يوم 28 فبراير/ نيسان 1941.كانت خطة الجيش العراقي تتلخص بالعمل باتجاهين الأول صد أي هجوم بريطاني قد تقوم به القطعات البريطانية من قاعدة الشعيبة في البصرة من قبل الفرقة الثالثة ضمن قاطع عمليات الجنوب مع القطعات الساندة المتجحفلة معها وباسناد جوي من قاعدة الرشيد الجوية في بغداد ومطار الكوت القريب نسبيا وهذا الهجوم ان حدث خطورته اقل بسبب طول المسافة من البصرة إلى بغداد المار عبر عدد من المعوقات كالأنهار والاهوار والعشائر التي تسبب للجيش البريطاني الكثير من المشاكل وهو في طريقه إلى بغداد، علاوة على خطورة انفتاحه في هذه الأرض المنبسطة والطويلة مما يعرضه إلى القصف المدفعي والجوي إضافة إلى إمكانية قطع خطوط إمداداته.
فاستبعدت القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية ان بتبدا بريطانيا بالهجوم من الشعيبة، وتوجه التفكير إلى القاعدة الأخرى التي تسيطر عليها بريطانيا وهي الأكثر خطورة وإستراتيجية لقربها من بغداد ووقوعها على خطوط المواصلات مع فلسطين والادن الذين كانا تحت الانتداب البريطاني . وهذا هو الاتجاه الثاني للخطة حيث تركز الاهتمام على صد أي إنزال أو هجوم ينطلق من قاعدة الحبانية المجاورة والقريبة من الفلوجة والواقعة غرب بغداد بحوال 90 كيلو متر باتجاه الحدود الأردنية . حيت يمكن للقوات البريطانية الانطلاق لمهاجمة بغداد بعد تجميع قواتها المحمولة جوا والاتية من الهند في الحبانية ، أو إرسال قوات برية من فلسطين والاردن وتجميعها في قاعدة الحبانية حيث كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني وفيها قطعات كبير ومجهزة وكذلك الأردن البلد الذي كان تحت الانتداب هو الآخر، حيث تتواجد فية هو الآخر قطعات بريطانية، كما كانت بريطانيا تمهد لتولية الأردن الأمير عبد الله بن الحسين الهاشمي ملكا على عرش الأردن بناءا على رغبة الأردنيين وهو شقيق الأمير زيد والد الوصي عبد الإله الأسرة الهاشمية حيث يتعاطف الأمير مع الوصي عبد الإله ونوري السعيد اللاجئين إليه والطامحين لاسناده لاعادتهم للسلطة المفقودة بعد ثورة رشيد عالي الكيلاني باشا.
وصف ساحة العمليات
يمكن وصف ساحة المعركة المرتقبة في الحبانية بانها عبارة عن أرض متموجة تتخللها أراضي منبسطة صحراوية الا من الحقول والمزارع والبساتين الكثيفة التي تكثر مع خط انهر الفرات الذي يقطعها من الشمال الغربي والذي تتفرع منه قناة إلى الجنوب منه سميت بناظم سن الذبان وتقع القاعدة الجوية البريطانية بين نهر الفرات وقناة سن الذبان وعند اقصى جنوب القناة توجد ربوة مرتفعة تقع بقربها قرية صغيرة تشرف هذه الربوة على القاعدة الجوية لذلك أولتها القوات العراقية والبريطانية أهمية سوقية في المعركة . والى الجنوب من القناة يقع الشارع الرئيسي الذي يصل بغداد بالحدود الأردنية مارا بالفلوجة الواقعة قبل الحبانية والذي يبعد حوالي 90 كيلومتر باتجاه بغداد. ويقع جنوب الشارع هضبة مرتفعة واسعة على شكل منحنى تشرف على نهر الفرات شمالا وعلى بحيرة الحبانية الواقعة إلى الجنوب منه والتي تشكل أهمية سوقية في المعركة . اما ربوة سن الذبان فانها تمنح القطعات العسكرية التي تحتلها ، قوة السيطرة والتحكم على القاعدة وذلك بإمكان قصفها بسهولة ، كما أنها تعد خطوطا دفاعية للقوات المهاجمة للقاعدة يمكن الاحتماء بها من أي تعرض بريطاني فيما إذا هاجمتها القطعات البريطانية القادمة من القاعدة . إلا أنها في الوقت نفسه لاتشكل أهمية للقوات البريطانية فيما إذا ارادت الاستلاء عليهما للهجوم على القوات العراقية ذلك لانها لاتوفر أي اطلالة مناسبة على الفلوجة حيث تتواجد القطعات الرئيسية العراقية ولكنها استنادا للمصطلحات العسكرية تعتبر مثابة - أي موطيء قدم يمكن مشاغلة القطعات العراقية منها قبل تجميع القوات وإعادة تنظيمها تمهيدا لشن هجوم شامل مدبر[20].
بدء إطلاق النار وانقضاض القوات العراقية
تحركت القوات العراقية في اليوم التالي الموافق 29 فبراير/ نيسان من معسكر الرشيد في بغداد إلى الحبانية لتاخذ لمحاصرة القوات البريطانية التي ستاتي إليها جوا . واحتلت القوات العراقية منطقة الهضبة المشرفة على الحبانية وبهاذا تكون قد طوقت القاعدة التي تحدها الهضبة بشكل قوس من الجنوب والغرب ونهر الفرات من الشمال والشرق ، وكانت تتالف القوات العراقية من لواء مشاة ولواء مدفعية وكتيبة دروع ، اما القوة البريطانية فكانت تتالف من لواء مشاة آلي محمول جوا مع كتيبة مدفعية و كتيبتي دروع ، وكان واضحا تفوق القوة العراقية المجهزة باحدث أنواع المدفعية وسائر الاسلحة .
بدأت القوات البريطانية تحرشاتها تحت ذريعة اجراء تدريبات روتينة على الطيران من القاعدة ، فامر قائد القوات العراقية الميداني متجاهلا المعاهدة العراقية - البريطانية بالتوقف عن اجراء التدريب ، وقام الطيران البريطاني بدلا عن ذلك باستفزاز القوات العراقية ، كما ابلغ قائد القوات البريطانية السلطات العراقية بان محاصرة قاعدة الحبانية من على الهضبة يعتبر إعلان الحرب فاعلمته السلطات العراقية بانها تقوم بمناورات في تلك المنطقة ، فطلب القائد البريطاني القيام بالمناورات في مكان آخر ، فرفضت السلطات العراقية الطلب بالمقابل . وعند الساعات الأولى لصباح يوم 2 مايس / ايار 1941 اقلعت طائرات التدريب البريطانية الصغيرة وهي تحمل بعض القنابل ، وفي الساعة الخامسة والدقيقة الخمسين من ذلك الصباح اسقطت أول قنبلة فوق الهضبة وفي ظرف دقائق ردت القوات العراقية على مصادر النيران وبشكل مكثف آثار رعب القوات البريطانية المحاصرة .
أدركت القوات البريطانية أن سقوط القاعدة بيد القوات العراقية أصبح مسألة وقت . كما أن تدمير برج خزان الماء الوحيد المخصص للشرب سيؤدي حتماً إلى استسلام القاعدة ، وقد اعدت القوات العراقية العدة لشن هجوم شامل تسهم فيه كل الالوية المجهزة بالمدفعية والدبابات وباسناد الطائرات العراقية . وكان مخططا الزحف لاكتساح الابنية والمعسكر مما سيؤدي ذلك إلى التسليم الفوري للقوات البريطانية .
وفي هذه اللحظة وصلت الإمدادات للقاعدة بطائرات من القوات البريطانية في الأردن وشرع الطيارون البريطانيون بمهاجمة القواعد الجوية العراقية التي كانت تقلع منها الطائرات العراقية المهاجمة ، كما هاجمت مرابض كتائب الدفاع الجوي العراقية وكتائب المدفعية الثقيلة الأخرى المحاصرة للقاعدة .
وبعد يومين من الاشتباكات العنيفة تلقت القطعات العراقية اوامر بإعادة تنظيم القطعات وتجميعها مع الوية أخرى في خطة شاملة اعدتها القيادة العامة للقوات المسلحة للدفاع عن بغداد ، بعد تواتر الأنباء عن قرب وصول تعزيزات بريطانية كبيرة اضافية قادمة من فلسطين والاردن لمهاجمة بغداد . وعند الساعات الأولى لليوم الثالث من المعارك أصبحت أرض الهضبة خالية الا من حامية صغيرة مدعومة باسناد من القطعات العراقية ، التي اتخذت لها مواقعا في المعسكر القريب بين الفلوجة وخان ضاري ، وأصبح في وسعها التصدي لاي تقدم قد تشنه القوات البريطانية نحو بغداد .
اما من الناحية السوقية أو ما يسمى بالإستراتيجية العسكرية فكان ماتبقى هو نقطة إستراتيجية تدور عليها المعارك في منطقة قريبة من القاعدة وتسمى سن الذبان فوضع البريطانيون الخطة للاستيلاء على الموقع ، وفي الساعة السابعة والنصف من صباح اليوم نفسه كان الهجوم قد بدأ بشن الهجوم بعجلتين من سرايا الكتيبة الملكية الخاصة وبقيام دروع المحمولة جوا بأحداث ثغرة في الهضبة لحماية الجناح الايمن غير ان المعركة لم تكن على ما يرام في مرحلتها الأولى لان الحامية العراقية المتبقية في الهضبة نفذت خطة تعبوية بالتوقف عن إطلاق النار من رشاشات الفيكرز والبرين من الامام ومن الجناح الأيسر . فقامت القوة البريطانية بالتعرض على مواضع الكتيبة العراقية الأخرى المشرفة على مرتفع سن الذبان الاستراتيجي المطل على القاعدة ، لكن شدة مصادر النار التي أطلقتها الكتيبة العراقية أجبرت القوات البريطانية على الانسحاب بعد أن منيت بخسائر فادحة .
وفي عصر ذلك اليوم اعادت القوات البريطانية تنظيم ما تبقى من دروعها للتهيؤ لشن هجوم مقابل بالتسلل من البساتين الكثيفة الواقع شمال سن الذبان حيث قامت القطعات البريطانية بتجميع قواتها حتى المصابين منهم الذين كلفتهم باسناد المعركة من الخلفيات بالمدفعية وذلك للخسائر التي منيت بها بشريا والتي وكانت لا تزال عرضة للنيران المتقطعة العراقية فكانوا يتوقعون قيام القطعات العراقية بشن بهجوم آخر في أي لحظة .
وبدات القوات البريطانية هجومها المقابل عندما وصلت التعزيزات الاضافية من فلسطين والاردن في الوقت المناسب ، فزجت عجلات الكومر الكبيرة المجهزة بمدفع ميدان كبير إلى ساحة المعركة والتي هاجمت القوة العراقية في سن الذبان بنيران الرشاشات إلا أن القوات العراقية تصدت للعجلات المهاجمة ملحقة بها خسائر كبيرة رغم الاضرار التي لحقت بالقوات العراقية ثم شنت القوات البريطانية هجوما ثانيا وباسناد جوي من طائرات الفلانشيا. قامت قوات المشاة البريطانية بفتح النار ، ثم تلا ذلك قيام كتيبة الدروع البريطانية بالتعرض على الجناح الايمن للكتيبة العراقية في سن الذبان مما أتاح لها التسلل إلى القرية المجاورة والسيطرة عليها ، فصدرت الاوامر للكتيبة العراقية بالانسحاب للتجحفل مع القوات العراقية في الفلوجة ، فأصبح الطريق سالكا للسيطرة على ربوة سن الذبان ، وبعد أن وجدتها القوات البريطانية خاليا من القطعات تركتها هي الأخرى لانها لاتشكل هدفا سوقيا بحد ذاتها سوى كونها خط دفاعي للقوات البريطانية.
في اليوم التالي شنت القوات العراقية هجوما شاملا على الجناح الايمن للقوات البريطانية ، فتم نقل سرية المشاة الرابعة البريطانية باللوريات المدنية والعسكرية بسبب تدمير عجلات ناقلات الأشخاص في معركة سن الذبان ، وتحت قصف الطائرات العراقية المغيرة والسيل المن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ثورة رشيد عالي الكيلاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رشيد عالي الكيلاني ثورة
» الغرب هارون هاشم رشيد
» الغرب هارون هاشم رشيد
» لآضاق صدرك عالي الصوت جره
» محمد رشيد الحاج (1899م- 1953م)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى الشخصيات العربية والدولية-
انتقل الى: