ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 صلاة الاستسقاء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

صلاة الاستسقاء Empty
مُساهمةموضوع: صلاة الاستسقاء   صلاة الاستسقاء Emptyالثلاثاء أبريل 17, 2012 12:57 pm

صلاة الاستسقاء UTLu6-Nj26_483383439

صلاة الاستسقاء
الحمدُ لله العزيز الغفَّار، يُسبِّح بحمده السَّموات والأرضُ ومن فيهن من طير وشجر وأحجار، أحمده - سبحانه - وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحْدَه لا شريك له يبسُط يَدَه بالنَّهار؛ ليتوبَ مسيء الليل، ويبسطُ يده بالليل؛ ليتوبَ مُسيء النهار، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، غفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر، وما زال لسانه يلهجُ بالذِّكر والتسبيح والاستغفار، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه الطيِّبين الأطهار، وسلِّم تسليمًا.
أمَّا بعد:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله - عزَّ وجلَّ.
أيُّها المؤمنون:
لم نأتِ في هذا المكان إلا تأسِّيًا بسنة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - عندما يتأخر المطر، وتَجدب الأرض؛ لنذكِّر أنفسَنا لماذا حلَّ بنا هذا البلاء، وكيف الخلاص منه، وندعو الله أن يَسقينا الغيثَ، ولا يَجعنا من القانطين.
ولو اجتمع الإنسُ والجن على أن يُؤتوا بالمطر، لن يستطيعوا إلاَّ بإذن الله؛ {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} [الملك: 30].
أيُّها المؤمنون:
إنَّه ما نزل بلاءٌ إلا بذنب، ولا رُفِعَ إلا بتوبة؛ {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30]، فبسبب المعاصي كانت العُقوبة؛ {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا} [نوح: 25]، {فكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت: 40].
مَا لِلْعِبَادِ عَلَيْهِ حَقٌّ وَاجِبٌ كَلاَّ وَلاَ سَعْيٌ لَدَيْهِ ضَائِعُ
إِنْ عُذِّبُوا فَبِعَدْلِهِ أَوْ نُعِّمُوا فَبِفَضْلِهِ وَهُوَ الْكَرِيمُ الْوَاسِعُ
وإنَّ من أعظمِ الذَّنب أنْ يتكبَّر الخلق على خالقهم، ويتقاعسوا عن مواطن الذل له، والانطراح بين يديه، ورفعِ الحاجات إليه؛ حتى ظنَّ الظانُّون منهم أنَّهم ليسوا محتاجين إليه، وأنهم في غنى عن رحمته وفضله، فالماءُ يأتيهم في دورهم، والخيرات من كل بلاد الأرض تَمتلئ بها بلادُهم، ولا ينقصهم شيء، فلِمَ يستسقون؟ وماذا يسألون؟
إنَّ هذا الأمن هو البلاءُ، وتلك الغفلة هي المصيبة، ذلك أنَّ القحطَ قد يكون نوعًا من العذاب؛ قال البخاري - رحمه الله تعالى - في صحيحه: "باب انتقام الرب - عز وجل - من خلقه بالقحط إذا انتهكت محارم الله".
وروى عبدالله بن مَسعود - رضي الله عنه - قال: "إنَّ قريشًا أبطؤوا عن الإسلام، فدعا عليهم النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فأخذتْهم سَنةٌ حتى هلكوا فيها، وأكلوا الميتةَ والعظام، وفي رواية: فقال: ((اللَّهم أعنِّي عليهم بسبعٍ كسبع يوسف))، فأصابتهم سَنة حصَّت كلَّ شيء، حتى كانوا يأكلون الميتة، وكان يقومُ أحدُهم، فكان يرى بينه وبين السماء مِثْلَ الدُّخَان من الجهد والجوع"، فجاءه أبو سفيان، فقال: يا مُحمدُ، جئتَ تأمرُ بصلة الرَّحم، وإنَّ قومك هلكوا، فادْعُ الله، فقرأ: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10]، ثم عادوا إلى كفرهم، فذلك قوله - تعالى -: {يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرَى} [الدخان: 16] - يوم بدر - قال: فدعا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فسُقوا الغيث، فأطبقت عليهم سبعًا، وشكا الناس كثرة المطر، فقال: ((اللهم حوالينا ولا علينا))، فانحدرت السَّحابة عن رأسه، فَسُقُوا الناسُ حولَهم"؛ متفق عليه.
هذا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ذنبه مغفور، وسعيه مشكور، ودعاؤه مسموع، ومع ذلك لم يأمنْ مكرَ الله، إن هاجت الرِّيح ظل يدخل ويَخرج، ويقبل ويدبر؛ خوفًا من عقاب الله حتى يُعرفَ ذلك في وجهه، وإن أبطأ المطر، هرع إلى الاستسقاء، واستغاث الله - تعالى - فربَّما صَعِدَ المنبر، فاستسقى بلا صلاةٍ ولا خطبة، وثبت عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه استسقى وهو جالسٌ في المسجد، رفع يديه فدعا فأمطرت السماء، واستسقى في بعض غزواته حين عطش المسلمون.
فبان أنَّه - عليه الصلاة والسلام - كان يستسقي كثيرًا، وعلى أحوالٍ مُتعدِّدة، وكثير من الناس لا يستسقي الواحدُ منهم وحْدَه، ولا يدعو اللهَ في خلوته أنْ يغيثَ العبادَ والبلاد، بل يظنون أنَّ طلب السُّقيا لا يكون إلا في خطبة الاستسقاء أو خطبة الجمعة، مع أن دعاءَ العبد وحدَه أكثرُ إخلاصًا، وأعظمُ أثرًا، وإذا كان العبدُ يُندب له أنْ يدعوَ لإخوانه بظهر الغيب، فدعاؤه بالسُّقيا دعاءٌ للعباد والبلاد والبهائم.
وهكذا سائرُ الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - وعبادُ الله الصالحون يستغيثون الله ويستسقونه، ويطلبون رحمته، ويسألونه من فضله، فلا غنى لأحد عن رحمة خالقه كائنًا من كان، بل إنَّ البهائمَ فُطِرت على معرفة بارئها وخالقها، فلا تلتجئُ إلاَّ إليه وحْدَه على رغم أنَّها لم تكلف؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((خرج سليمانُ - عليه السَّلام - يستسقي، فرأى نَملةً مستلقيةً على ظهرها، رافعةً قوائمَها إلى السماء تقول: اللهم إنَّا خلقٌ من خلقك، ليس بنا غنًى عن سُقياك، فقال: ارجعوا فقد سُقيتم بدعوة غيركم))؛ أخرجه الحاكم وصححه.
فالله - تعالى - إذا رأى من عبادِه صدقَ التوجُّه إليه، والتعلُّق به، رحِمَهم فسقاهم وأعطاهم، ورفع البلاءَ عنهم، فخزائنه لا تنفد، وخيره لا ينقطع، وعطاؤه لا يُحظر؛ {وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} [الإسراء: 20]، {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الوَلِيُّ الحَمِيدُ} [الشورى: 28].
ونَحنُ نستغفر اللهَ من كل بليَّة أصابتنا، وأصابت أمَّتنا، فأمَّتنا تئنُّ وتشتكي في كل قُطر وكلِّ بلد بمصائبَ شتَّى قد تتوافق في بعضها، وتَختلف عن البلدِ الآخر، لكن يَجتمعون أنَّهم في مصيبة أو مصائب، ولا يَختلف اثنان أنَّ المصيبة الواحدة تستحقُّ وتستوجب اللَّهْجَ بالدُّعاء بتفريج الكُرَبِ وتنفيسها، ففي فلسطين الآن يُمارس أنواعُ الإرهاب والقتل الهمجي العشوائي على إخواننا المسلمين، والعالم كله ينظر، ولم تتحرك له طَرْفة عين؛ بسبب أنه إرهاب يهودي منظم ومقنن، بل مُبرَّر؛ لأنَّه دم مسلم موحِّد مصلٍّ.
وإذا انتقلنا إلى عذابٍ آخر، وآفة أخرى ابتلانا اللهُ بها، ولكنَّ القليل منَّا مَن يردُّها إلى سخط الله وعَذابه، ألاَ وهي: غلاء الأسعار، وقد كان من دُعائه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اللهم إنا نعوذُ بك من الغلاء والوباء))، وها نحن نعيشُ ارتفاعاتٍ مَهولة في أسعار السِّلع، وكثيرًا ما نسمع أنَّ سبب ذلك ارتفاع أسعار النفط، أو التضخُّم العالمي، أو الارتباط بالعملات الأجنبية إلى غير ذلك، ولكن لا بُدَّ أن نقول: إنَّ هذا بلاء حلَّ بنا يستوجب توبة.
وإذا انتقلنا إلى عذاب آخر، وآفة أخرى ابتلانا الله بها، ولكنَّ القليل منا من يردها إلى سخط الله وعذابه، ألا وهي: نُفُوق عددٍ كبير من البهائم، من الجمال والغنم والدَّواجن والأسماك باختلاف مُسميات أمراضها، التي قتلت ملايين الدَّواجن وعشرات الآلاف من الماشية، ولكن لا بُدَّ أن نقول: إنَّ هذا بلاء حلَّ بنا يستوجب توبة.
وإذا انتقلنا إلى عذابٍ آخر، وآفة أخرى ابتلانا الله بها، ولكن القليل منَّا من يردها إلى سخط الله وعذابه، ألا وهي: هجوم أسراب الجراد على المزارع، والتي تُسبب فسادَ المحاصيل وخسارة المزارعين، ونقص الثمار على المستهلكين، ولكن لا بُدَّ أن نقول: إنَّ هذا بلاء حلَّ بنا يستوجب توبة.
وإذا انتقلنا إلى عذابٍ آخر، وآفة أخرى ابتلانا الله بها، ولكنَّ القليلَ منا من يردها إلى سخط الله وعذابه، ألاَ وهي: هذه الجرائم التي تُطالعنا بها الصُّحف المحلية بشكل يَومي، من عصابات التزوير والغش والرشاوي والسَّطو وتهريب المخدِّرات، وقتل الرجل لوالديه أو لأبنائه، والسرقة، والظلم، وتضييع الأمانة، وكُلُّ واحدة من تلك الآفات تستحقُّ الدُّعاء في خطب الجمعة، ووقت إجابة الدُّعاء، ولا تقلُّ أهميتها عن الاستسقاء.
عبادَ الله:
مهما فعلنا ما فعلنا، وأجرمنا في حقِّ بارئنا، فلا ننسَى أنَّه - سبحانه - قد وصف نفسه بأنه الغفَّار والغفور وذو المغفرة وغافر الذَّنب؛ فقال - جلَّ وعلا -: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82]، فهو الرحيم الغفور والحليم الشكور، ولما كان ربنا كذلك، فقد أمرنا أنْ نستغفره وأن نتوب إليه؛ ليغفرَ لنا وليتوب علينا، بل فتح بابًا ما أوسَعَه! ليتوب المسيء، وليستغفر المذنب، ففي كلِّ ليلة ينزل - جلَّ وعلا - إلى سماء الدُّنيا بعد أن يذهب ثلثا الليل، فيقول: ((هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه، وذلك كل ليلة)).
وثبت في الصحيح عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - قوله: ((للهُ أفرحُ بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره، وقد أضله في أرض فلاة))، فتأمَّل عبدَ الله كيف يفرحُ مولاك وسيدك بتوبتك، وهو الغني عنك، وأنت الفقير إليه، فيفتح لك كلَّ باب، ويدعوك من كل ناحية؛ لتقبل ولتتوب إليه، ها هو مولاك يُناديك: ((يا ابنَ آدم، إنَّك ما دَعوتني ورَجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي، يا ابنَ آدم، لو بلغت ذُنوبك عِنَانَ السماء، ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابنَ آدم، لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تُشرك بي شيئًا، لأتيتك بقُرابها مَغفرة))، وعند مسلم من حديث أبي ذر - رضي الله عنه –: ((يا عبادي، إنَّكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفر لكم)).
وعند ابن ماجه أنَّ اللهَ - تبارك وتعالى - يقول: ((يا عبادي، كلُّكم مُذنب إلاَّ من عافيته، فسلوني المغفرة أغفر لكم، ومن علم منكم أنِّي ذو قُدرة على المغفرة، واستغفرني بقُدرتي، غفرت له)).
ووصف سبحانه عبادَه المتقين، فقال عنهم: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135].
وامتنَّ على مَن أشرك به، وزعم أنَّه ثالث ثلاثة، فقال لهم فاتحًا لهم باب الرجاء: {أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ} [المائدة: 74]، وقال لمن قتل أولياءَه وعذبَهم وحرقهم فيه: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا} [البروج: 10]، فأين أولو الألباب؟ أين العقلاء؟ أين المسلمون من ربٍّ هذه رحمتُه، وهذه مغفرته، وهم عنه معرضون ولنفحاته لا يتعرَّضون؟ وما زال يحثهم ويدعوهم: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 110]، {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} [النساء: 64].
أيُّها المسلمون:
ما زال المتقون يلهجون بالتوبة والاستغفار في كلِّ وقت وحين، ولكنَّهم في وقتِ تنَزُّلِ الرَّحمة يكثرون من ذلك: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} [آل عمران: 16 - 17]، وفي آية أخرى: {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذَّاريات: 18]، فمع صَدَقَتِهم وصبرهم يَلهجون بالاستغفار من ذنوبهم، كأنَّ طاعَتَهم ذنوب؛ لما يرون فيها من عجز وتقصير، فما بالكم بنا نحن المذنبين المسيئين الجريئين؟!
ألاَ يا قوم، استغفروا ربَّكم ثم توبوا إليه يُمتعكم متاعًا حسنًا إلى أجل مُسمًّى، ويؤتِ كلَّ ذي فضل فضله، يا قوم، استغفروا ربَّكم ثم توبوا إليه، يرسلِ السماء عليكم مدرارًا، ويزدكم قوة إلى قوتكم، ولا تتولَّوا مُجرمين، يا قوم، استغفروا ربَّكم، ثم توبوا إليه؛ إن ربي رحيم ودود، يا قوم، استغفروا ربَّكم؛ إنَّه كان غفارًا، يرسل السماء عليكم مدرارًا، ويُمددكم بأموال وبنين، ويَجعل لكم جنات، ويَجعل لكم أنهارًا، وطوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا.
وإنَّ لنا بالصالحين أُسوةً لأشرف خلق الله قُدوة، ها هما أبوانا - عليهما السلام - يناجيان ربَّهما بعد أنْ أذنبا وعصيا، فيقولان: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23]، وأوَّل الرُّسل وأحد أولي العزم يُناجي ربَّه، فيقول: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [نوح: 28]، والكليم - عليه السَّلام - يناجي ربَّه، فيقول: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي} [القصص: 16]، ويتمنَّى المغفرةَ خليلُه - عليه السَّلام -: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ} [الشعراء: 82]، وذكر داود - عليه السَّلام - ذنبه، فاستغفر ربه وخر راكعًا وأناب.
وابنه سليمان - عليه السَّلام - بعد فتنته بالجياد يقول مناجيًا: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [ص: 35]، بل يَمتن بها على حبيبه ومُصطفاه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: 1 - 2]، ويؤمر - عليه الصلاة والسلام - فيقال له: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [محمد: 19]، ويقول - بأبي هو وأمي، صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنِّي لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة))؛ رواه البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه.
فإذا استغفرَ مُحمد وإبراهيم ونوح وموسى وداود وسليمان - عليهم الصلاة والسلام - والصَّالح من المؤمنين وعباد الله المتقين، فما عسانا نفعل؟!
عباد الله:
إنَّ الاستغفار هو الدَّافع، وهو الرافع للعقوبات؛ {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33]، {لَوْلاَ تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [النمل: 46]، وعند أبي داود وابن ماجه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن لزم الاستغفار، جعل الله له من كلِّ ضيق مخرجًا، ومن كل همٍّ فرجًا، ومن كل بلاء عافية))، فاستغفروا الله، وتوبوا إلى الله جميعًا أيُّها المؤمنون لعلكم تفلحون، توبوا إلى الله توبةً نصوحًا؛ {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [التحريم: 8]، فبلاؤنا من ذنوبنا، ودواؤنا باستغفارنا، فقولوا - عبادَ الله - قولوا مُوقنين، قولوا ملحين: اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبنا، ورحمتك أرجى عندنا من أعمالنا، ربَّنا إنَّنا ظلمنا أنفسنا ظلمًا كثيرًا، وأنت تغفر الذُّنوب جميعًا، فاغفر لنا وارحمنا؛ إنَّك أنت الغفور الرحيم، نستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، ونتوب إليه.
اللهم أنت الله الذي لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ، ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين.
اللهم أنت الله الذي لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ، ونحن الفُقراء، أنزل علينا الغيثَ، ولا تجعلنا من القانطين.
اللهم أنت الله الذي لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين.
اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت علينا قوة لنا على طاعتك وبلاغًا إلى حين، اللهم أغثنا، ولا تُهلكنا بالسنين، اللهم اسقنا غيثًا مُغيثًا سَحًّا غدقًا، طبقًا مجللاً عامًّا نافعًا، غير ضارٍّ، عاجلاً غير آجل، اللهم غيثًا تغيث به العباد، وتسقي به البلادَ، وتجعله بلاغًا للحاضر والباد، اللهم أغثْ قلوبَنا بالإيمان، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان، وبلادنا بالغيث والأمطار يا ذا الجلال والإكرام.
وصلَّى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
صلاة الاستسقاء (1)
الحمد لله غفار الذنوب وستار العيوب وكشاف الكروب علام الغيوب يعلم خائنة الأعين وما تخفي القلوب شديد العقاب ذي الطول قابل التوبة من يتوب، أحمده سبحانه يجود بأعظم موهوب وأشكره شمل بإحسانه كل مربوب، أحمده سبحانه له الحمد كله وله الملك كله وبيده الخير كله وإليه يرجع الأمر كله شملت قدرته كل شيء ووسعت رحمته كل شيء ووصلت نعمته إلى كل حي ﴿يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾ [الرَّحمن: 29].
أحمده سبحانه يغفر ذنبا ويكشف كربا ويجبر كسيرا ويغني فقيرا ويعلم جاهلا ويفرج هما ويهدي ضالا ويرشد حيرانًا ويغيث لهفانًا ويفك عانيا ويشبع جائعا ويكسو عاريا ويشفي مريضا ويعافي مبتلى ويقبل تائبا ويجزي محسنا وينصر مظلوما يرفع أقواما ويضع آخرين ﴿قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [آل عمران: 26- 27].
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مغيث المستغيثين ومجيب المضطرين ومسبغ النعمة على العباد أجمعين لا إله إلا الله الولي الحميد المجيد، لا إله إلا الله عم بفضله وإحسانه جميع العبيد وشمل بحلمه ورحمته ورزقه القريب والبعيد ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا﴾ [هود: 6].
وقال تعالى: ﴿وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ [الأنعام: 59].
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل النبيين وأكرم المرسلين المأمور مع عصمته بالاستغفار لذنبه وللمؤمنين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطاهرين الذاكرين الله ذكرا كثيرا والمستغفرين وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102]، استغفر الله العظيم، استغفر الله العظيم، استغفر الله العظيم، استغفر الله العظيم، استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.
عباد الله:
الذنوب كثيرة ورحمة الله قريب من المحسنين، والأعمال سيئة والله لا يصلح عمل المفسدين، وما نزل بلاء إلا بذنب ولا كشف إلا بتوبة فتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون فإنه يحب التوابين ويحب المتطهرين.
فما نزل بأهل أرض من شدة ولا أصابتهم المحنة إلا ليعلم الله الذي صدقوا ويعلم الكاذبين، فمرة يختبر عباده المؤمنين بالمصائب، وتارة يعاقب على ما يقع من العباد، وما ظلمهم الله ولكن كانوا هم الظالمين ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: 155] .
إن من حكمة الله - عز وجل - أنه لا يديم لعباده حالة واحدة بل يتعهدهم بالشدة والرخاء ويبلوهم بالشر والخير فتنة وإن لهم في ذلك فوائد عظيمة، فإذا شبعوا شكروه وإذا جاعوا ذكروه فهم له حامدون ولفضله قاصدون وقلوبهم إليه متجهة ووجوههم له ساجدة يتوبون من كل معصية صادرة منهم ويسألونه من كل نعمة فتعرفوا إلى الله في الرخاء يعرفكم في الشدة واعلموا أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا وإنما يخوف الله عباده بالقحط والجدب ومختلف أنواع البلاء لئلا يستمروا في ذنوبهم، فمن اقترف ذنبا أو ارتكب إثما وعلم أن له ربا يقبل التوبة من عبده ويتعهده بفضله إذا ندم على ما سلف واتسغفر مما اقترف فليبشر بتوبة الله عليه والله أرحم بعبده من الوالدة بولدها.
عباد الله:
احذروا المعاصي والذنوب فهي تجر من الآفات والمصائب الشيء العظيم فمن ذلك كراهية الله للعصاة ومنها ظلمة يجدها العاصي في قلبه، قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: (إن للحسنة ضياء في الوجه ونورا في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سوادًا في الوجه وظلمة في القلب ووهنا في البدن ونقصا في الرزق وبغضا في قلوب الخلق).
ومن آفات المعاصي حرمان الرزق قال تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ﴾ [الرُّوم: 41] .
ومن آفات المعاصي الخسف والدمار وحصول الزلازل وأنواع البلاء والعذاب قال تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 63] .
وفي الحديث: ((وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا)).
عباد الله:
ألحوا على الله بالدعاء فهو سلاح المؤمن إذا حزبه أمر أو ضاقت به ضائقة وصدق الله العظيم: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186]، وقال - جل وعلا -: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس شيء أكرم على الله عز وجل من الدعاء)).
ولقد دعا الأنبياء والمرسلون والعلماء والصالحون ربهم فأجاب الله دعاءهم وحقق رجاءهم لقد صور القرآن لنا مواقف خاشعة صادقة نتلوها في كتاب ربنا فقال عن نوح عليه الصلاة والسلام: ﴿َدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ﴾ [القمر: 10- 11] .
وقال عن أيوب عليه الصلاة والسلام: ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ﴾ [الأنبياء: 83].
وقال عن يونس عليه الصلاة والسلام: ﴿وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأنبياء: 87] .
وقال عن زكريا عليه الصلاة والسلام: ﴿وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ [الأنبياء: 89- 90] .
فهؤلاء الصادقون عفروا كيف يدعون ربهم رغبا ورهبا وخوفا من عذابه وطمعا في رحمته كانوا يبتهلون إلى الله آناء الليل وأطراف النهار ويتضرعون إليه في الشدة والرخاء والعسر واليسر في الصحة والمرض في الفقر والغنى ينصرفون إلى خالقهم بقلوبهم قبل ألسنتهم وبأعمالهم قبل أقوالهم ببواطنهم قبل ظواهرهم فلا عجب أن أجابهم خالقهم إلى ما طلبوا وأعطاهم ما سألوا وحقق لهم ما أرادوا.
وهو الذي يقول في الحديث القدسي: (يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ).
فأكثروا رحمكم الله من الاستغفار والدعاء فربكم رحيم غفار: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرْ اللَّهَ يَجِدْ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيماً﴾ [النساء: 110]، وقال الله: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ [الأنفال: 33] .
وقال تعالى عن نوح عليه الصلاة والسلام: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً﴾ [نوح: 10- 12] .
وقال عن هود عليه الصلاة والسلام: ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ﴾ [هود: 52] .
ورحم الله عمر بن عبد العزيز فقد قال في آخر خطبة له: (إنكم لم تخلقوا عبثا ولن تتركوا سدى وإن لكم موعدا ينزل الله فيه للفصل بين عباده فقد خاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء وحرم جنة عرضها كعرض السماوات والأرض، ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين وسيرتها بعدكم والباقون كما تركها الماضون كذلك حتى ترد إلى خير الوارثين وفي كل يوم تشيعون غاديا إلى الله ورائحًا قد قضى نحبه ونقضى أجله فتودعونه وتدعونه في صدع من الأرض غير موسد ولا ممهد قد خلع الأسباب وفارق الأحباب وسكن التراب وواجه الحساب غنيا عما خلف فقيرا إلى ما سلف، فاتقوا الله عباد الله قبل نزول الموت وانقضاء مواقيته وإني لأقول لكم هذه المقالة وما أعلم عند أحد من الذنوب أكثر مما عندي ولكني أستغفر الله وأتوب إليه ثم رفع طرف ردائه وبكى حتى شهق ثم نزل عن المنبر فما عاد إليه بعدها حتى مات - رحمه الله - رحمة واسعة وجمعنا به في جنات النعيم).
عباد الله:
وقد ورد: (أن سليمان عليه الصلاة والسلام خرج ليستسقي فرأى نملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء تقول: اللهم إنا خلق من خلقك ليس بنا غنى عن سقياك فقال: ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم).
لا إله إلا الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد سبحان فارج الكرب سبحان مجيب الدعوات، أستغفر الله العظيم وأتوب إليه، أستغفر الله العظيم وأتوب إليه: ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ﴾ [الأعراف: 23] .
اللهم أنت الله لا إله إلا الله أنت أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولاتجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أسقنا غيثا مغيثا هنيئا مريئا طبقا سحا مجللا عاما نافعا غير ضار عاجلا غير آجل، اللهم تحيي به البلاد وتغيث به العباد وتجعله بلاغا للحاضر والباد، اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا بلاء ولا غرق.
اللهم اسق عبادك وبلادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت، اللهم أنبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع وأنزل علينا من بركاتك واجعل ما أنزلته علينا قوة لنا على طاعتك وبلاغا إلى حين، اللهم إنا خلق من خلقك فلا تمنع بذنوبنا فضلك.
اللهم ارحم الأطفال الرضع والشيوخ الركع والبهائم الرتع وراحم الخلائق أجمعين: ﴿رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 286].
عباد الله:
اقلبوا أرديتكم تأسيا بنبيكم وتفاؤلا بتغيير أحوالكم إلى الأحسن - إن شاء الله -، واجتهدوا في الدعاء وتخلصوا من مظالم الخلق واحرصوا على بذل الخير وغسل قلوبكم من الحقد والحسد واحذروا الشحناء والعقوق وطهروا أموالكم من الربا وصلوا أرحامكم لعل الله يغيث القلوب والعباد إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله على النبي الكريم وآله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
صلاة الاستسقاء (2)
الحمد لله الملك القهار العزيز الجبار الرحيم الغفار مقلب القلوب والأبصار مقدر الأمور كيف يشاء ويختار مكور النهار على الليل ومكور الليل على النهار أسبل ذيل الليل فأظلم للسكون والاستتار وأنار منار النهار فأضاء للحركة والانتشار وجعلهما مواقيت الآجال والأعمار، أحمده سبحانه يقبل عثار النادمين ويغفر ذنوب التائبين عرفته قلوب الخلائق بلهفاتها وقصدته أفئدتهم في حاجاتها، لا إله إلا الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، لا إله إلا الله الولي الحميد، لا إله إلا الله العظيم المجيد، لا إله إلا الله المؤمل لكشف كل كرب شديد، سبحان فارج الكربات، سبحان مجيب الدعوات، سبحان مغيث اللهفات، سبحان الواسع بفضله جميع البريَّات.
الله أكبر ألله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، وأشهد أن لا إله إلا الله تكفل بأرزاق جميع الخلائق له الحكمة البالغة فيما قدر وقضى يبتلي العباد ليرى ذلهم وخضوعهم وانكسارهم بين يديه فيجيب المضطرين ويجبر كسر المنكسرين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أصدق العباد شكرًا وأكثرهم لربه ذكرا سيد المستغفرين وإمام التائبين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه.
ربنا ظلمنا أنفسنا واعترفنا بذنوبنا فاغفر لنا ربنا أنت الكريم الرزاق ونحن عبيدك الضعفاء لا حول لنا ولا قوة إلا بك، سبحان العلي الأعلى، سبحان من ترتفع له الشكوى، سبحان الواحد الأحد الفرد الصمد، لا إله إلا الله أستغفر الله وأتوب إليه.
أما بعد:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله فهي غنيمة المؤمنين وتجارة المتقين وعلامة الفوز يوم الدين.
عباد الله:
يقول الله تعالى: ﴿أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمْ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمْ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [النحل: 45- 47].
المعاصي تحدث في الأرض أنواعا من الفساد وفي المياه والهواء والمساكن والأبدان، إنها تحل بالأرض الخسف والزلازل وتظهر في الثمار كثيرا من الآفات التي تقضي عليها أو تنقص محاصيلها.
المعاصي يا عباد الله تحدث في الأبدان الأمراض الفتاكة والآفات القاتلة والحوادث المروعة، إنها تطفئ نور القلب وتقتل الغيرة وتضعف التوبة. إن شهوات الدنيا في القلب كشهوات الأطعمة في المعدة وسوف يجد العبد عند الموت لشهوات الدنيا في قلبه من الكراهة والنتن والقبح ما يجده الأطعمة اللذيذة إذا انتهت في المعدة غايتها، كان بعض السلف يقول لأصحابه انطلقوا حتى أريكم الدنيا فيذهب بهم إلى المزبلة فيقول انظروا إلى ثمارهم ودجاجهم وعسلهم وسمنهم.
عباد الله:
إن إيثار الشهوات وغلبة الأهواء سبب لحصول أعظم العقوبات وصدق الله العظيم: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [الأعراف: 96].
وقال تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ [الشُّورى: 30].
وقال تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ﴾ [الرُّوم: 41].
والطاعة ولزوم عبادة الله سبب لحصول الخير العميم ووفرة الأرزاق وكثرة الأمطار، نعم إن سعادة في معاملة الخلق أن تعاملهم لله فترجو الله فيهم ولا ترجوهم في الله، وتخافه فيهم لا تخافهم في الله، وتحسن إليهم رجاء ثواب الله لا طلبا لمكافأتهم، وتكلف عن ظلمهم خوفا من الله لا منهم كما جاء في الأثر: (أرج الله في الناس ولا ترج الناس في الله وخف الله في الناس ولا تخف الناس في الله).
عباد الله:
إن ابتلاء الديار بقلة الأمطار يتطلب الرجوع الصادق إلى الله واللجوء إليه، التوكل الصادق والتعلق الراشد والانكسار بين يدي الجبار، ألا ترون يونس عليه الصلاة والسلام حينما نادى ربه هو في قاع الظلمات في غياهب البحار: ﴿وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأنبياء: 87].
الابتلاء يقطع قلب المؤمن عن الالتفات إلى المخلوقين ويفزع للخالق، ألا ترى البهائم العجماوات إذا حزبها الأمر رفعت بصرها للسماء فسبحان من علمها الضراعة إلى الله والانكسار بين يديه.
وكلما عظم الخطب واشتد الكرب فهناك يكون قرب الفرج وصدق الله العظيم: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا﴾ [يوسف: 110] .
عباد الله:
وإذا كنتم خرجتم تشكون جدب الديار وقلة الأمطار فتذكروا ما أنت فيه من النعم العظيمة التي سلبت من غيركم، أمن في الأوطان وصحة في الأبدان ووفرة في الأرزاق، أديروا أبصاركم إلى بلاد الله الواسعة لتروا ما حل بمن حولكم زلازل وبراكين وأعاصير وفيضانات وحروب طاحنة.
التفتوا إلى إخوةٍ لكم في الشيشان تسلط عليهم الروس الظالمون فأخرجوهم من ديارهم قتلوا الأبرياء وأحرقوا المحاصيل، فرقوا بين الزوج وزوجته والرضيع ووالدته والأخ وأخيه ولا جريمة لإخوانكم إلا أنهم آمنوا بالله ربا وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبينا ورسولا، فاصدقوا أيها المؤمنون مع خالقكم واصدقوا مع أنفسكم وكونوا مع إخوانكم بالدعاء والمال لعل الله أن يرفع ما بكم وما بهم وأن يجعل الدائرة تدور على أعدائهم.
عباد الله:
وكما أن الذنوب سبب لنزول البلاء فإن الاستغفار سبب لرفع البلاء وتأخير العذاب قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ [الأنفال: 33].
والاستغفار سبب لنزول الغيث من السماء قال تعالى على لسان نبيه هود عيه الصلاة والسلام: ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ﴾ [هود: 52].
وبالاستغفار تحل البركة في الأرزاق وتكثر الخيرات وتزيد الثمار قال الله جل وعلا على لسان نبيه نوح عليه الصلاة والسلام: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً﴾ [نوح:10-12].
وقال تعالى: ﴿وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾ [هود: 3] .
وقد ورد أن عمر بن الخطاب - رضوان الله عليه - صعد المنبر يوما ليستسقي فلم يزد على الاستغفار وقراءة الآيات في الاستغفار ثم قال: (لقد طلبت الغيث بمخارج السماء التي ستنزل بها المطر).
عباد الله:
أكثروا من الاستغفار فقد ورد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرج ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية ورزقه من حيث لا يحتسب)).
وأكثروا من الصلاة والسلام على الحبيب - صلى الله عليه وسلم - فالدعاء موقوف بين السماء والأرض حتى يصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم -.
﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ﴾ [الأعراف: 23]، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أسقنا غيثا مغيثا هنيئا مريئا طبقا سحًا مجللًا عامًا نافعا غير ضار عاجلا غير آجل، اللهم تحيي به البلاد وتغيث به العباد وتجعله بلاغا للحاضر والباد، اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا بلاء ولا غرق، اللهم أسق عبادك وبلادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت، اللهم أنبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع وأنزل علينا من بركاتك، واجعل ما أنزلته علينا قوة لنا على طاعتك وبلاغا إلى حين، اللهم إنا خلق من خلقك فلا تمنع بذنوبنا فضلك.
اللهم ارحم الأطفال الرضع والشيوخ الركع والبهائم الرتع وارحم الخلائق أجميعن، ﴿رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 286].
عباد الله:
اقلبوا أرديتكم تأسيا بنبيكم واجتهدوا في الدعاء وألحوا في المسألة ادعوا الله وأنتم موقنون في الإجابة، وأكثروا من الاستغفار والصدقة وصلة الرحم واحذروا من الظلم.
أسأل الله - جل وعلا - أن يغيث القلوب والديار وأن يوفق ولاة أمرنا لكل خير، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صلاة الاستسقاء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صلاة الاستسقاء
»  الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيَّامه(باب: الاستسقاء، وخروج النبي صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء.)
» صلاة العيدين
» صلاة الاستقساء
» صلاة الجنازة :

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: