ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون الأعصـاب (وضع الأعصاب )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون الأعصـاب (وضع الأعصاب ) Empty
مُساهمةموضوع: وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون الأعصـاب (وضع الأعصاب )   وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون الأعصـاب (وضع الأعصاب ) Emptyالثلاثاء أبريل 03, 2012 2:51 pm

وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون الأعصـاب (وضع الأعصاب ) Q5iIY-8l0h_109324016

وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون الأعصـاب (وضع الأعصاب )
وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون الأعصـاب (وضع الأعصاب ) 3J4p4-GdsO_152458043
وقد يتساءل القارئ عن سبب وضع الأعصاب التي تخرج أولا في عمق الحبل الشوكي وكان الأولى أن توضع أقرب للسطح والجواب على ذلك أن الأعصاب لا بد أن تدخل المادة الرمادية قبل خروجها من الحبل الشوكي كما سنشرح ذلك بعد قليل. وكما أن المادة البيضاء مقسمة إلى مناطق فكذلك هو الحال مع المادة الرمادية فهي مقسمة إلى مناطق متعددة وهي عبارة عن مراكز عصبية تقوم بمهام مختلفة.
والمراكز العصبية تنقسم إلى نوعين رئيسين نوع حركي ترتبط به الألياف الحركية القادمة من الدماغ ونوع حسي ترتبط بها الألياف الحسية القادمة من الجسم. وكذلك يوجد في المادة الرمادية مركزان متماثلان واحد في كل نصف منها يخدمان نصفي الجسم.
ومن أهم هذه المراكز المركز الحركي (Motor Nuclei) والذي يحتوي على أجسام الخلايا العصبية للألياف الحركية التي تخرج من الحبل الشوكي لتحرك العضلات والغدد. ومنها المركز الذي يربط الألياف العصبية القادمة من الدماغ بالعقد العصبية الذاتية (Autonomic preganglionic).
أما المراكز الحسية الموجودة في المادية الرمادية فهي مقسمة إلى مراكز بعضها يرتبط بالألياف الناقلة لإشارات الألم وبعضها لإشارات اللمس وكذلك الضغط والحرارة وغيرها كما هو مبين في الشكل المرفق.
وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون الأعصـاب (وضع الأعصاب ) LwW75-3Mlg_793191258
أما المعجزة الكبرى في النظام العصبي الطرفي فهي الطريقة التي يتم من خلالها توزيع هذه الملايين من الألياف العصبية الموجودة في الحبل الشوكي على جميع أنحاء الجسم بحيث يصل كل ليف عصبي إلى هدفه المنشود.
وبما أن معظم أعضاء الجسم تحتاج لمعظم أنواع الأعصاب القادمة أو الذاهبة إلى الدماغ فإنه يلزم توجيه ألياف عصبية بأعداد محددة من جميع المسارات الحركية والحسية الموجودة في الحبل الشوكي إلى مخارجها. وتتم عملية التوزيع عند كل فقرة من فقرات العمود الفقري حيث يخرج من القرنين الظهريين جذران من الأعصاب الحسية أحدهما يذهب إلى يمين الجسم والأخر إلى يساره ويخرج كذلك من القرنين البطنيين جذران من الأعصاب الحركية.
وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون الأعصـاب (وضع الأعصاب ) 2xI0U-vD5d_670904411
وبمجرد خروج هذه الجذور من الحبل الشوكي يتحد الجذر الحسي مع الجذر الحركي في كل جانب ليكونا زوجين من الأعصاب الشوكية المختلطة أحدهما يذهب إلى يمين الجسم والأخر إلى يساره. وتوجد أجسام عصبونات الألياف الحركية في داخل المادة الرمادية للحبل الشوكي وترتبط زوائدها المرتبطة بجسمها بنهايات الألياف القادمة من الدماغ بينما ترتبط زوائدها الشجرية الموجودة عند نهاية الليف العصبي الحركي بالعضلات والغدد أي أن عصبوناتها من النوع متعدد القطبية (mulipolar).
أما أجسام عصبونات الألياف الحسية فهي موجودة في عقد خارج الحبل الشوكي تسمى عقد الجذر الظهري (Dorsal root ganglion) وترتبط زوائدها الشجرية القريبة بنهايات الألياف القادمة من الدماغ بينما ترتبط زوائدها الشجرية البعيدة بالمستقبلات الحسية المنتشرة في الجسم وعصبوناتها من النوع أحادي القطبية (Unipolar).
وإلى جانب هذه المرحلات العصبية يوجد في الحبل الشوكي عصبونات متعددة القطبية أو ثنائية القطبية (Bipolar) تسمى العصبونات البينية (Interneurons) تستخدم لأغراض متعددة كربط بعض الأعصاب الموجودة في مسارات الحبل الشوكي مع الأعصاب الخارجة منه وربط عصبونات المستقبلات الحسية في الجلد وغيره من الأعضاء بالعصبونات الحركية في العضلات والغدد وذلك بدون مرورها على الدماغ أو ما يسمى الأقواس الانعكاسية (Reflex arcs) وذلك لتسريع رد فعل الجسم على المثيرات الخارجية أو الداخلية وذلك لتجنيب الجسم من مصادر الخطر المختلفة كتعرض الجلد للحرارة أو الأشياء الحادة وكإعادة توازن الجسم عند الإنزلاق أو غير ذلك. ويوجد نوعان من هذه الأقواس وهي الأقواس الانعكاسية الجسدية(somatic reflex arc) والأقواس الانعكاسية الذاتية (autonomic reflex arc) فالنوع الأول بسيط التركيب حيث ترتبط عصبونات المستقبلات الحسية مع العصبونات الحركية من خلال عصبون بيني موجود في داخل المادة الرمادية للحبل الشوكي وعندما يتعرض المستقبل الحسي لمؤثر خارجي فإن إشارته تذهب مباشرة للعصبون الحركي فيحرك عضلة أو أكثر في منطقة المستقبل الحسي.
وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون الأعصـاب (وضع الأعصاب ) FMF7u-8Xx6_419779418
فعلى سبيل المثال عندما يتعرض الجلد في بعض أعضاء الجسم لحرارة عالية أو وخز مفاجئ فإن عضلات تلك المنطقة تنقبض بحيث تبعد ذلك العضو عن مصدر الخطر. أما النوع الثاني فهو أشد تعقيدا ويستخدم في النظام العصبي الذاتي حيث يلزم معالجة الإشارات القادمة من المستقبلات الحسية في عقد النظام الذاتي وليس في الدماغ ثم تخرج إشارات التحكم من هذه العقد لتحرك العضلات أو الغدد في العضو المعني ومن أمثلة ذلك المنعكسات الموجودة في العين كالمنعكس الضيائي (Light reflex) ومنعكس التكيف (Accommodation Reflex) أو غير ذلك من المنعكسات.
وبعد تفرع الجذرين الحركي والحسي من الحبل الشوكي واتحادهما خارجه ليكونا عصبا شوكيا مختلطا واحدا فإنه يخرج من فتحة جانبية في الفقرة وتبدأ عمليات توزيع الألياف العصبية لتصل إلى أماكن عملها.
إن أول عمليات التوزيع تتم بربط الأعصاب الشوكية بالنظام العصبي الذاتي حيث يخرج من العصب الشوكي بعد خروجه مباشرة من الفقرة فرعان صغيران يرتبطان بالعقدة العصبية الودية المجاورة. فالفرع الأول هو الفرع الأبيض (White ramus) والذي سمي بذلك لأن الأعصاب فيه مغطاة بطبقة المايلين البيضاء وهو يحتوي على ألياف عصبية قادمة من الدماغ عبر الحبل الشوكي خاصة بالنظام العصبي الذاتي.
وأما الفرع الثاني فهو الفرع الرمادي(Gray ramus ) وأعصابه غير مغطاة فتبدو رمادية اللون ويحتوي على ألياف عصبية تخرج من العقدة العصبية الذاتية وتذهب إلى أعضاء الجسم من خلال العصب الشوكي. ويتضح من الشكل المرفق أن هناك سبعة أنواع من الأعصاب من حيث مساراتها اثنان منها فقط جسدية (Somatic) أحدهما حسي وآخر حركي أما الخمسة المتبقية فهي أعصاب ذاتية (Autonomous) منها اثنان حسيان وثلاثة حركية.
فالعصبان الحسيان اللذان يخرجان من الجذر الحسي للحبل الشوكي يمران على العقدة العصبية الودية فيعود أحدهما إلى العصب الشوكي عبر الفرع الرمادي بينما يبقى الآخر داخل النظام الذاتي وأما الأعصاب الحركية الثلاث فتمر على نفس العقدة فيعود واحد منها إلى العصب الشوكي عبر الفرع الرمادي ويبقى الآخران داخل النظام الذاتي. إن العصب الشوكي الواحد يحتوي على عشرات الآلاف من الألياف العصبية من جميع هذه الأنواع السبعة وللقارئ أن يتخيل مدى الدقة اللازمة لتوزيع هذا العدد الكبير من الألياف بحيث يذهب كل ليف في مساره الصحيح ثم يرتبط بمكون محدد كمستقبل حسي أو ليف عضلي أو غدة.
وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون الأعصـاب (وضع الأعصاب ) 1N5Bi-2cfF_51117504
أما المحطة التالية من محطات التوزيع فهي ما يسمى بالضفائر أو الشبائك العصبية (plexuses) حيث يتم فيها إعادة ترتيب الألياف العصبية الموجودة في عدد من الأعصاب الشوكية لتخرج في عدد آخر من الأعصاب قد تحمل نفس النوع من الأعصاب أو أنها تحمل أعصابا ذاهبة إلى نفس المنطقة في الجسم كالأيدي والأرجل. ويوجد في الجسم عدد كبير من هذه الضفائر إلا أن خمسة أزواج منها هي الأكبر وهي الضفيرة العنقية (Cervical plexuses) والضفيرة العضدية (Brachial plexuses) والضفيرة القطنية (Lumbar plexuses) والضفيرة العجزية (Sacral plexuses) والضفيرة العصعصية (Coccygeal plexuses).
وكل ظفيرة من هذه الضفائر تخدم منطقة الجسم المجاورة لها فعلى سبيل المثال فإن كل ظفيرة من الضفيرتين العضديتين تخدم إحدى الأيدي حيث يدخل إليها خمسة أعصاب شوكية أربعة منها تخرج من بين فقرات العنق الأخيرة والخامس من الفقرة الصدرية الأولى ويتم إعادة ترتيب الألياف ألعصبية الموجودة في هذه الأعصاب الخمسة لتخرج في خمسة أعصاب وهي العصب الأبطي (Axillary nerve) والعصب الكعبري (Radial nerve) والعصب الوسطي ( (Median nerve والعصب العضلي الجلدي (( Musculo cutaneous nerve والعصب الإنسي الجلدي (Medial cutaneous nerve).
أما المرحلة الأخيرة من عملية التوزيع فهي توزيع الألياف العصبية الموجودة في الأعصاب على المناطق التي تخدمها. فعلى سبيل المثال فإن عضلات العين تحتاج لتحريكها ثلاثة أعصاب وهي العصب الثالث (محرك العين) والذي يحرك عضلات العين الداخلية والعضلة الرافعة للجفن العلوي وحدقة وعدسة العين وهو يتكون من ثلاثين ألف ليف والعصب الرابع (البكري) والذي يحرك العضلة المائلة العلوية لكرة العين ويتكون من ثلاثة آلاف ليف والعصب السادس )المبعد) والذي يحرك عضلة العين الوحشية المستقيمة ويتكون من أربعة آلاف ليف.
إن عملية توزيع ما يقرب من أربعين ألف ليف عصبي على عضلات العين المختلفة يجب أن تتم بمنتهى الدقة فأخطاء بسيطة في عملية التمديد قد تؤدي إلى عواقب وخيمة. ويزداد الأمر تعقيدا عندما نعلم أن هذه الألياف يجب أن يمر بعضها على عقدة عصبية (Ciliary Ganglion) ترتبط بأحد ظفائر النظام العصبي الودي كما هو واضح في الشكل المرفق.
وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون الأعصـاب (وضع الأعصاب ) M63W1-RwvT_370920641
ومن المؤسف أن الإنسان لا يقدر نعمة تحريك عينيه في كل اتجاه بكل سهولة ويسر وبمجرد أن نعطيها الأمر لفعل ذلك بينما يقف وراء عملية التحريك هذه أنظمة بالغة التعقيد أقل ما فيها تعقيدا هو تمديد هذه الآلاف من الألياف العصبية أما البرامج المسؤولة عن توليد وإرسال الإشارات العصبية لهذه العضلات والموجودة في مراكز التحكم في الدماغ وفي العقد العصبية فإن فيها من التعقيد ما فيها ولا زال العلماء يجهلون كثيرا من أسرار عملها.
إن مما يدل على أن هذا النظام العصبي قد صمم من قبل خالق عليم قدير سبحانه وتعالى هو في عبقرية الطريقة المستخدمة في نقل الألياف العصبية من مراكز التحكم في الدماغ إلى أماكن تأثيرها في جميع أنحاء الجسم. فعندما تخرج هذه الألياف من المراكز العصبية يتم تجميعها على شكل حزم وبدون تغليف طالما هي في داخل الدماغ والحبل الشوكي وذلك لكي لا يزداد الحيز الذي تحتله فيهما.
وقد تم تحديد مسارات خاصة لكل حزمة في الحبل الشوكي لكي لا تختلط الأنواع المختلفة من الألياف ببعضها كما شرحنا ذلك آنفا. ولكن بمجرد خروج هذه الألياف من الحبل الشوكي فإنه يتم تغليفها على شكل كيبلات يسهل تمديدها بين أعضاء الجسم المختلفة لكي تصل إلى أهدافها بسهولة ولحماية الألياف العصبية من التلف.
وغالبا ما يحتوي الكيبل الرئيسي على كيبلات أصغر حجما يحتوي كل منها على ألياف عصبية من نفس النوع مما يسهل من عملية توزيع الألياف على أعضاء الجسم. ويوجد أربع مستويات من التغليف أولها تغليف المحور العصبي أو الليف العصبي (axons) بطبقة المايلين الدهنية (Myelin sheath) والتي تزيد من سرعة انتشار النبضات الكهربائية في الليف.
أما ثانيها فهو تغليف الليف بنسيج ضام(Endoneurium) ومن ثم يتم تجميع الألياف على شكل حزم (Fascicles) كل حزمة تحتوي في الغالب على نفس النوع من الألياف ويتم تغليفها ثالثا بنسيج ضام آخر (Perineurium) ومن ثم أخيرا يتم تغليف جميع الحزم بنسيج ضام رئيسي (Epineurium).
وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون الأعصـاب (وضع الأعصاب ) O7A0S-4Pjg_423636943
ويحتوي الكيبل العصبي إلى جانب الألياف العصبية على شرايين وأوردة لتغذية المحاور والزوائد الشجرية بما تحتاجه من غذاء. وقد صنف العلماء الألياف من حيث وظيفتها وقطرها وسرعة انتشار النبضات فيها إلى أنواع متعددة مع العلم أن سرعة الانتشار تزداد مع زيادة قطر الليف العصبي.
فمن حيث الوظيفة يوجد ألياف حركية وألياف حسية وألياف ذاتية فالألياف الحركية لها نوعان وهما نوع ألفا (α) الذي يتراوح قطره بين 13 و 20 ميكرومتر وسرعة انتشاره تتراوح بين 80 و 120 متر في الثانية ونوع جاما (α) الذي يتراوح قطره بين 5 و 8 ميكرومتر وسرعة انتشاره تتراوح بين 4 و 24 متر في الثانية. أما الألياف الحسية فهي أربعة أنواع فالنوع الأول هو نوع ألفا (Aα) الذي يتراوح قطره بين 13 و 20 ميكرومتر وتتراوح سرعة انتشاره بين 80 و 120 متر في الثانية ويستخدم بشكل رئيسي لنقل الإشارات الحسية من المغازل العضلية (muscle spindle). أما النوع بيتا (Aβ) فيتراوح قطره بين 6 و 12 ميكرومتر وتتراوح سرعة انتشاره بين 30 و 80 متر في الثانية ويستخدم لنقل الإشارات الحسية في معظم المستقبلات الميكانيكية (mechanoreceptors). وأما النوع دلتا (Aδ) فيتراوح قطره بين 1 و 5 ميكرومتر وتتراوح سرعة انتشاره بين 5 و 30 متر في الثانية ويستخدم لنقل الإشارات الحسية في مستقبلات اللمس والحرارة. أما النوع سي (C) فيتراوح قطره بين 0.2 و 1.5 ميكرومتر وتتراوح سرعة انتشاره بين 0.5 و 2 متر في الثانية بسبب أنه غير معزول بطبقة المايلين الدهنية كما في الأنواع الأخرى ويستخدم في الألياف القصيرة. أما الألياف الذاتية فمنها نوعان وهما نوع بي (B) الذي يتراوح قطره بين 1 و 5 ميكرومتر وسرعة انتشاره تتراوح بين 3 و 15 متر في الثانية ويستخدم في ألياف ما قبل العقدة (Preganglionic fibers) ونوع سي (C) فيتراوح قطره بين 0.2 و 1.5 ميكرومتر وتتراوح سرعة انتشاره بين 0.5 و 2 متر في الثانية ويستخدم في ألياف ما بعد العقدة (Postganglionic fibers). أما الطريقة التي تعمل من خلالها الخلية العصبية في نقل ومعالجة الإشارات العصبية فقد شرحناها في مقالة الدماغ. وأخيرا أعتقد أن القارئ بعد قراءته لتركيب النظام العصبي الطرفي أصبح يقدر تمام التقدير قوله سبحانه وتعالى "وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)" الذاريات.
وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون الأعصـاب (وضع الأعصاب ) O7OtC-1ak1_734553580
فالله عز وجل يعلم تمام العلم ما في جسم الإنسان وكذلك أجسام الكائنات الحية الأخرى من معجزات الخلق، كيف لا وهو الذي أبدعها، ولذا فقد أمرنا بالتفكر في تركيب أجسامنا لعلنا نوقن بأن الذي صممها خالق لا حدود لعلمه وقدرته. وللأسف أن بعض المختصين في هذا المجال من علماء أحياء وأطباء يرون بأم أعينهم هذه المعجزات في تركيب أجسامهم ثم لا يوقنون بأن الله عز وجل هو الذي أبدعها بل ويصل الجهل ببعضهم إلى درجة اعتقادهم بأنها قد خلقت بالصدفة. وسأستعرض مع القارئ بعض أوجه الإعجاز في تركيب النظام العصبي الطرفي فقد يقرأ بعض الناس عن تركيب النظام العصبي وغيره من الأنظمة ولكنهم لا ينتبهون إلى أوجه الإعجاز فيها ولكن بمجرد تذكيرهم بها فإن أذهانهم ستتفتح على عالم ملئ بالأسرار والمعجزات.
إن أبسط أوجه الإعجاز في هذا النظام هو وجود ما يزيد عن ستة ملايين ليف عصبي في كيبل يبلغ قطره سنتيمتر واحد فقط وهو الحبل الشوكي بل إن هذه الألياف لا تحتل فعليا إلا أقل من نصف مساحة مقطع الحبل حيث يوجد إلى جانب هذه الألياف أجسام ما يقرب من بليون عصبون. وللمقارنة فإن أضخم الكيبلات المستخدمة في أنظمة الهواتف لا يتجاوز عدد الأسلاك فيها ثلاثة آلاف سلك وبقطر يصل لعدة عشرات من السنتيمترات ويلزم تلوين وترقيم كل سلك منها لكي يتم التعرف عليها ومن ثم ربطها بأقل جهد ممكن. إن من ينظر من غير المختصين إلى كيبل الهواتف الضخم المشاهد في الصورة قد يصاب بالدهشة ولا بد أن يعجب من قدرة المهندسين على التعامل مع هذه العدد من الأسلاك بحيث يضمنوا وصول المكالمات الهاتفية للمنازل بدون أخطاء. ولكن يجب أن تكون الدهشة أشد عندما يعلم أن الحبل الشوكي يحتوي على ملايين الألياف العصبية وتربط نفسها بنفسها ولكن بهداية من الله عز وجل.
ومن معجزات الحبل الشوكي هو غياب التداخل بين الإشارات الكهربائية التي تحملها هذه الملايين من الألياف العصبية رغم أن محصورة في حيز ضيق جدا ورغم أن أقطارها تقاس بالميكرومترات بينما نجد أن المهندسين يعانون أشد المعاناة من ظاهرة التداخل بين المكالمات الهاتفية (Crosstalk) المحمولة في نفس الكيبل. ومن أوجه الإعجاز هو تمديد وربط ما يزيد عن عشرة ملايين ليف عصبي بين مراكز الدماغ وبين أعضاء الجسم بحيث يتم ربط خلية محددة في الدماغ بخلية محددة في أحد أعضاء الجسم بنسبة خطأ لا تكاد تذكر. إن تمديد وربط الأسلاك في كيبلات الهواتف تتم من قبل أشخاص يسمعون ويبصرون ويعقلون ولهم أيدي يمسكون بها الأسلاك ومعدات تقوم بعملية الربط بينما هذه الملايين من الألياف العصبية لا يوجد من يمددها ولا من يربطها بل تمدد وتربط نفسها بنفسها وذلك بهداية من الله عز وجل.
إن عملية التمديد هذه تتم بعدد ما يخلق الله سبحانه وتعالى من كائنات حية في كل يوم والتي تعد بمئات البلايين ولو أن الأمر قد ترك للصدفة لتقوم بمهمة التمديد شبه المستحيلة لما رأينا بلايين الطيور تطير بكل اتزان في جو السماء ولما رأينا بلايين الأسماك وهي تسبح بكل رشاقة في مياه البحار ولما رأينا بلايين الدواب التي تسير على بر الأرض بكل طمأنينة منها ما يزحف على بطنه ومنها من يمشي على رجلين ومنها من يمشي على أربعة أرجل أو أكثر من ذلك! وليتخيل القارئ معي عواقب الأخطاء في عملية تمديد الأعصاب في الجسم فلو تم ربط الأعصاب التي تتحكم باليد بمركز تحكم اللسان في الدماغ وذلك على سبيل المثال فإن الشخص عندما ينوي تحريك لسانه فإن لسانه لن يتحرك بل تتحرك يده بدلا من ذلك. وأذكر القارئ وهو يتفكر في عملية مد الألياف أن هذه الألياف تمر وهي في مسارها بمحطات ترحيل مختلفة يتم فيها إعادة ربط الليف العصبي بليف جديد لكي يصل إلى مسافات أبعد وتختلط كذلك ببعضها البعض في مسارات الحبل الشوكي وكيبلات الأعصاب الطرفية ويعاد أيضا ترتيبها في الضفائر العصبية.
وأعتقد أن الشخص الذي يتفكر بعمق في عملية مد الأعصاب سيصاب بالصداع إذا ما تابع رحلة أحد الأعصاب وهو يشق طريقه من الدماغ إلى أن يصل إلى مكان عمله في أحد أعضاء الجسم. فعلى سبيل المثال فإن الأعصاب الشوكية الذاهبة إلى اليد تخرج من مراكز مختلفة في الدماغ وتمر أثناء سيرها في الدماغ بعدة محطات تحكم ومن ثم يتم توزيعها على المسارات المختلفة في الحبل الشوكي لتختلط مع بقية الألياف العصبية الذاهبة لبقية أعضاء الجسم. وعند وصول هذه الألياف للفقرات العنقية تبدأ بالانفصال عن بقية الألياف من المسارات المختلفة لتخرج الألياف الحسية من جهة والحركية من جهة لتتحد بعد خروجها من الحبل الشوكي في كيبل عصبي واحد. إن المعجزة الكبرى التي تصدع رأس من يفكر بها هي في كيفية انفصال ألياف اليد التي تعد بمئات الآلاف عن بقية الألياف دون أن يتخلف منها ليف واحد عند فقرات محددة ثم تتجمع الألياف الحسية مع بعضها البعض والحركية مع بعضها البعض ثم تتحد المجموعتين مع بعضهما ليتم تغليفهما بعازل واحد. وللقارئ أن يكمل بنفسه رحلة هذه الأعصاب حتى تصل إلى أهدافها على ضوء الشرح السابق ليكتشف معجزات لا تعد ولا تحصى يعجز الإنسان مهما أوتي من بيان عن شرحها وصدق الله العظيم القائل "هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11)" لقمان.
المراجع
1- القرآن الكريم 2- مواقع متفرقة على الإنترنت للتواصل مع الكاتب:
mabbadi@just.edu.jo
لمزيد من المقالات للكاتب:
http://mansourabbadi.maktoobblog.com
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون الأعصـاب (وضع الأعصاب )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون الأعصـاب (تركيب الاعصاب)
» وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون الجلــد
» وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون الجهاز البولي (أو الكليون أو النيفرون (Nephron))
» وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون الجهاز البولي (الكلية التي هي أهم مكونات الجهاز البولي )
» برود الأعصاب ... فن وهندسة ...

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى الطب والحياة-
انتقل الى: