ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 الى الذين إستعانوا بالمشركين وأدخلوهم بلاد المسلمين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

الى الذين إستعانوا بالمشركين وأدخلوهم بلاد المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: الى الذين إستعانوا بالمشركين وأدخلوهم بلاد المسلمين   الى الذين إستعانوا بالمشركين وأدخلوهم بلاد المسلمين Emptyالسبت نوفمبر 19, 2011 10:48 am

الى الذين إستعانوا بالمشركين وأدخلوهم بلاد المسلمين 46O3p-FvxF_192697690

الى الذين إستعانوا بالمشركين وأدخلوهم بلاد المسلمين
الاستعانة بالكفار : قال تعالى {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ }آل عمران28 المفاصلة مع أهل الكفر وهو مبدأ غاية في الأهمية في عقيدة المسلمين وقد شدد الله سبحانه وتعالى في النهي عن موالاة الكافرين والركون إليهم واتخاذهم أولياء وأصفياء وطلب العون والنصر منهم في كتابه في آيات كثيرة قال تعالى {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ }هود113 وقال تعالى{‏ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }المائدة51‏}‏ وقال تعالى ‏:‏ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ }آل عمران118‏ وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ }الممتحنة1 وثبت عن أم المؤمنين عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أنها قالت: « خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بدر، فلما كان عند بحرة الوبرة أدركه رجل قد كان يذكر منه جرأة ونجدة، ففرح أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأوه، فلما أدركه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: جئت لأتبعك وأصيب معك.قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تؤمن بالله ورسوله)؟ قال: لا، قال: (فارجع فلن أستعين بمشرك قالت: ثم مضى حتى إذا كنا بالشجرة، أدركه الرجل فقال له كما قال أول مرة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كما قال أول مرة قال (فارجع فلن أستعين بمشرك) قال ثم رجع فأدركه بالبيداء، فقال له كما قال أول مرة: (تؤمن بالله ورسوله)؟ قال: نعم. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (فانطلق) » [صحيح مسلم، برقم (1817) ‏ ومنه حديث خبيب بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده رضي الله عنه، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، في بعض غزواته فأتيته أنا ورجل قبل أن نسلم، فقلنا: إنا نستحيي أن يشهد قومنا مشهدا، فقال (أأسلمتما)؟ قلنا: لا. قال: (فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين) فأسلمنا وشهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقتلت رجلا وضربني الرجل فتزوجت ابنته فكانت تقول: لا عدمت رجلا وشحك هذا الوشاح. فقلت لا عدمت رجلا عجل أباك إلى النار »أخرجه الحاكم في المستدرك، برقم (2563) وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وخبيب بن عبد الرحمن بن الأسود بن حارثة، جده صحابي معروف وله شاهد عن أبي حميد ألساعدي" وأخرج الطحاوي والحاكم عن أبي حميد ألساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوم أحد حتى إذا جاوز ثنية الوداع إذا هو بكتيبة خشناء ، فقال من هؤلاء ‏‏ فقالوا ‏:‏ هذا عبد الله ابن أبي بن سلول في ستمائة من مواليه من اليهود أهل قينقاع وهم رهط عبد الله بن سلام قال ‏:‏ وقد أسلموا ‏‏ قالوا ‏:‏ لا يا رسول الله قال ‏:‏ قولوا لهم فليرجعوا فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين ‏"‏ ‏.‏ هذه نصوص صريحة صحيحة لا تحتاج إلى تأويل في تحريم الاستعانة بالمشركين في الحرب والقتال ، فلا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يستعين بكافر أو يجيز الاستعانة بهم وهو يعلم هذه النصوص الصحيحة الصريحة ‏.‏ وكما ثبت بالكتاب والسنة منع الاستعانة بالكفار كما ترى فكذلك الصحابة رضوان الله عليهم ذهبوا إلى منع الاستعانة بالكفار ومن ذلك ما ثبت عن أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه إنكاره على أبي موسى حينما استعمل كاتباً نصرانياً ذكر ذلك البيهقي عن أبي موسى ‏: أنه استكتب نصرانياً فانتهره عمر وقرأ {‏ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء‏}‏ ‏ فقال أبو موسى والله ما توليته وإنما كان يكتب فقال ‏:‏ أما وجدت في أهل الإسلام من يكتب ‏‏ فقال ‏:‏ لا تدنهم إذ أقصاهم الله ولا تأمنهم إذ خونهم الله ولا تعزهم بعد أن أذلهم الله ‏"‏ ‏.‏ كما ذكر أيضاً عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب إلى جميع عماله في الآفاق ‏:‏ أما بعد فإن عمر بن عبد العزيز يقرأ عليكم من كتاب الله ‏{‏ يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجسٌ ‏}‏ جعلهم نجساً حزب الشيطان وجعلهم الأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ، واعلموا أنه لم يهلك هالك قبلكم إلا بمنعه الحق وبسط يد الظلم وقد بلغني عن قوم من المسلمين فيما مضى أنهم إذا قدموا بلداً أتاهم أهل الشرك فاستعانوا بهم في أعمالهم وكتابتهم لعلمهم بالكتابة والجباية والتدبير ولا خير ولا تدبير فيما يغضب الله ورسوله وقد كان لهم في ذلك مدة وقد قضاها الله ، فلا أعلم أن أحداً من العمال أبقى في عمله رجلاً متصرفاً على غير دين الإسلام إلا نكّلت به فإن محو عمالكم كمحو دينهم وأنزلوهم منزلتهم التي خصهم الله بها من الذل والصغار ‏" فإن قيل هذه النصوص التي أوردتموها كلها في رفضه عليه الصلاة والسلام الاستعانة بالأفراد أما عدم الاستعانة بالدولة الكافرة فلم يرد فيه نص يمنعه فالجواب أن يقال : أولاً ‏:‏ قوله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏ لن أستعين بمشرك ‏"‏ مشرك هنا نكرة جاءت في سياق النفي واتفق علماء الأصول على أن النكرة في سياق النفي صيغة من صيغ العموم فيكون قوله ‏"‏ لن استعين بمشرك ‏"‏ يعم كل مشرك فرداً كان أو دولة ‏.‏ ثانياً ‏:‏ الضرر المتوقع والخطر المحتمل من الاستعانة بالفرد الكافر أخف من الضرر المترتب على الاستعانة بالدولة لأن الفرد يكون تحت سيطرة المسلمين ومراقبتهم له أما الدولة فإن قوتها وقدرتها على إيقاع الضرر بالمسلمين أكثر من قدرة الفرد المتوقع حصولها ضد المسلمين فعلى هذا يكون تحريم الاستعانة بالدولة الكافرة أولى من تحريم الاستعانة بالفرد الكافر وبهذا يتبين أن الاستعانة بالكفار لا تجوز مطلقاً أفراداً كانوا أو دولاً هل ترون .... هذا حكم الاستعانة بالمشركين على المشركين فما بالكم بحكم استعانة المسلم بمشرك ليقتل مسلمين لا حول ولا قوة إلا بالله لا حول ولا قوة إلا بالله . حكم الاستعانة بالكفار على الدولة المسلمة أو الطائفة المسلمة كأهل البغي :أهل البغي طائفة من المسلمين تخرج على الإمام الشرعي بتأويل سائغ ولا يكونون كفاراً بمجرد خروجهم لأنهم ما خرجوا إلا بتأويل سائغ بل ولا يكونون فساقاً عند بعض العلماء ‏.‏ ومما استدل به القائلون بعدم تفسيق أهل البغي قوله تعالى {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الحجرات9 وجه الدلالة من الآيات أنه قال {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }الحجرات10 ثم إن البغاة إذا خرجوا على الإمام والحالة هذه وجب عليه أن يدعوهم ويسألهم ما ينقمون منه فإن ذكروا مظلمة أزالها وإن ذكروا شبهة كشفها ، فإن استمروا في الخروج بعد ذلك استعان بالله وقاتلهم ، ولا يجوز له أن يستعين بالكفار على قتالهم كما لا يجوز الاستعانة بالكفار على قتال الدولة المسلمة التي حصل بينه وبين حاكمها نزاع أو خلاف لأن في الاستعانة بالكافرين تسليطاً لهم على المسلمين ولا يجوز لأحد أن يسلط كافراً على مسلم ‏ {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً }النساء141 . وقد اتفق من يعتد بقوله من علماء الأمة وفقهائها على أنه لا يجوز للحاكم المسلم أن يستعين بالدولة الكافرة على المسلمين بأي حال من الأحوال وذلك للأمور التالية ‏:‏ 1- ما قدمناه من النصوص من الكتاب والسنة وأقوال العلماء من منع الاستعانة بالكفار على الكفار فإن كان هذا هو الراجح - أعني منع استعانة المسلمين بالكفار على الدولة الكافرة فمن باب أولى منع الاستعانة بهم على الدولة المسلمة ‏.‏ 2- الكفار أعداء للمسلمين عداوة عقيدة ودين ، ومعلوم أن الكفار إذا مكنوا من قتال المسلمين انتقموا منهم واستأصلوا شأفتهم لما يضمرون لهم من البغضاء والعداء ‏. قال تعالى ‏:‏ {إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ }الممتحنة2 وقال سبحانه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ }آل عمران118وقال تعالى ( َدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً }النساء102 3- أن الاستعانة بالكفار في تلك الحال موالاة لهم وركون إليهم وقد ‏:‏ {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ }هود113 4- ثم إن في الاستعانة بهم تعزيزاً وتقوية لبعض المسلمين على بعض وإشعالاً للحروب بينهم ودافعاً لهم على التنازع على الرئاسة والملك وذلك مالا يقره الشرع بحال بل إنه يدعو المسلمين في تلك الحال إلى الإصلاح فيما إذا كانوا جميعاً طلاب حق أو ملك أو رئاسة فإذا كانت إحدى الطائفتين المتحاربتين هي المحقة فالمقصود من قتالها للأخرى دفع بغيها لا إبادتها وذلك يتحقق بدون الاستنصار بالكفار ‏. 5- والاستعانة بالكفار تمكين لهم في كسر شوكة المسلمين والقضاء عليها بل ربما إبادتهم أو طردهم من بلادهم والاستيلاء عليها وكفى بالتاريخ شاهداً على ما نقول فالمسلمون في الأندلس مثلاً وقعت بينهم الفتن العظيمة واستنصر بعضهم بالنصارى على إخوانهم المسلمين حتى هلكوا جميعاً وزال سلطان المسلمين هناك والأمر لله من قبل ومن بعد‏.‏ 6- والاستعانة بهم كذلك سلم لهم للتدخل في شؤون المسلمين الخاصة والاطلاع على عورات المسلمين ومكامن الضعف والقوة فيهم الأمر الذي قد يجعلهم سادات وحكام يحتكم إليهم المسلمون بل ربما آل الأمر بأولئك إلى حشد جيوشهم وسلاحهم في بلاد المسلمين باسم المحافظة على الأمن وفض النزاع ونصرة المستضعفين والمظلومين وذلك بمجرد توجيه أدنى إشارة إليهم للنجدة والنصرة من بعض من في قلوبهم مرض من المسلمين أما من قال من المنتسبين للعلم بجواز الاستعانة بالكفار على قتال أهل البغي عند الضرورة فليس له حجة ولا دليل من كتاب ولا سنة ولا أثر صحيح ‏.. قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله ‏:‏ ‏"‏ أما استنصار المسلم بالمشرك على الباغي فلم يقل بهذا إلا من شذ واعتمدها القياس ولم ينظر إلى مناط الحكم والجامع بين الأصل وفرعه ومن هجم على مثل هذه الأقوال الشاذة واعتمد في نقله وفتواه فقد تتبع الرخص ونبذ الأصل المقرر عند سلف الأمة وأئمتها المستفاد من حديث الحسن وحديث النعمان بن بشير ‏" ويجب التفريق بين كون المسلمين لهم إمام وعندهم شوكة ، يستخدمون أحدا من الكفار لخدمة المسلمين ولتقوية شوكتهم ، كما استخدم النبي صلى الله عليه وسلم صفوان ابن أمية ، وكذا حين كانت يهود المدينة ، يساكنون المسلمين فيها فطلب منهم النبي صلى الله عليه وسلم الدفاع عن المدينة وليس معناه كما يحاول الكثير ممن يجيزون الاستعانة بالكافر على بلاد المسلمين فهذا خلط وإلباس قال تعالى {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ }الأنعام82 فالذي يستعين بالكافر على المسلمين في بلادهم بذريعة إنقاذهم من ظلم الحاكم ، فالحاكم هو ابن البلد الذي فيه المسلمين وتبقى حماية الشريعة لأهل هذا البلد وإن كان الحاكم ظالما ، أو فاسقا وحتى إذا كفر الحاكم وجب على المسلمين تغييره ، وأهل البلد يقومون بخلعه وإن قوي عليهم قاتلوه ، فإذا لم تكن لهم القدرة على قتاله وقتاله يحدث فتنة ونكاية بالمسلمين فهذا لا يجوز تغييره وإنما يصبر عليه وتستعد الأمة بلم شمل أبنائها وقيام العلماء والدعاة بحث الناس على تغيير ذلك الحاكم الكافر . أما يقوم من ينتسب إلى الدين الإسلامي وهو يساكن الكفار في ديارهم تاركا بلاد المسلمين زمنا ، ثم يقوم دول الكفر والحرابة بتهيئته ودعمه بالمال والسلاح ، لقتال المسلمين الذين هم تحت سطوة الحاكم الظالم فهذه ردة مغلظة ، وكفر صريح مجمع عليه بين المسلمين . لذلك يجب الحذر الشديد من دعاة الضلال الذين يجوزون للمسلمين الاستعانة بالكفار لدخول ديار المسلمين والإفساد فيها وقتل وقهر المسلمين وسبيهم وسرقة أموالهم ونشر الفوضى والعداوة والبغضاء بينهم ، وجعل المسلم يقتل أخاه المسلم فهذا لا يقره الشرع الحنيف ، وهو من أكبر الجرائم التي ارتكبها دعاة الفتن حين قدموا مع جيوش التتار ودخلوا ديار المسلمين وغيروا معالمها كما حصل للمسلمين حين دخل التتار بغداد سنة 656 هجرية وكذلك سنة 1424 هجرية والأحداث التي جرت خلال الحملتين الصليبيتين كفيلة بالرد على مدعي الاستعانة بالكفار ، واليوم تجدد الأمور في غالب البلدان العربية والإسلامية ، فالواجب على المسلمين أخذ العبر والنصائح من أحداث التأريخ وليس من علماء السلاطين الذين ليس لهم هم سوى المناصب والكراسي وإراقة الدماء . وكان مالك رحمه الله يكره أن يستعين المسلمون بالمشركين في حروبهم قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لن أستعين بمشرك » قال : ولم أسمعه يقول في ذلك شيئا , قال ابن القاسم : ولا أرى أن يستعينوا بهم يقاتلون معهم إلا أن يكونوا نواتية أو خداما , فلا أرى بذلك بأسا . وقال ابن وهب عن الفضيل بن أبي عبد الله عن عبد الله بن نيار الأسلمي عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم , أنها قالت : خرج رسول الله صلى الله..." [ثم أورد حديث عائشة السابق. وقال ابن القاسم : لا يستعان بالمشركين في القتال لقوله صلى الله عليه وسلم : « لن أستعين بمشرك » . ولا بأس أن يكونوا نواتية وخدمة . ابن رشد : ولا بأس أن يستعار منهم السلاح... وأجاز ابن حبيب أن يقوم الإمام بمن سالمه من الحربيين على من لم يسالمه . وروى أبو الفرج عن مالك : لا بأس للإمام أن يستعين بالمشركين في قتال المشركين إذا احتاج إلى ذلك" التاج والإكليل لمختصر خليل" وذكر الدسوقي في الحاشية حرمة الاستعانة بمشرك فإن خرج من تلقاء نفسه لم يمنع على المعتمد ( إلا لخدمة ) منه لنا خياط أو لهدم حصن . قوله : بمشرك ) المراد به مطلق الكفر لا خصوص من يشرك مع الله إلها آخر فهو من إطلاق الخاص , وإرادة العام ( قوله : لم يمنع على المعتمد ) أما أخذ السلاح منهم، فهذا أمر مباح مشروع ، ولا حرج فيه سواء كان بيعا، أو إعارة، ما لم يكن مشروطا بشروط تضر المسلمين. ومن ذلك استعارة الرسول صلى الله عليه وسلم، أدرع صفوان بن أمية، كما في حديث جابر الطويل في قصة غزوة حنين: «بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صفوان بن أمية، فسأله أدراعا، مائة درع وما يصلحها من عدتها، فقال: أغصبا يا محمد؟ قال: ( بل هي مضمونة حتى نؤديها إليك ) ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم سائرا [أخرجه الحاكم في المستدرك، برقم (4369) وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه وعن بن شهاب قال: "غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم، غزوة الفتح فتح مكة، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن معه المسلمين، فاقتتلوا بحنين فنصر الله دينه والمسلمين، وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يومئذ صفوان بن أمية مائة من النعم ثم مائة ثم مائة، قال بن شهاب: حدثني سعيد بن المسيب، أن صفوان قال: والله لقد أعطاني رسول الله ما أعطاني، وإنه لأبغض الناس إلي، فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إلي" [مسلم، برقم (2313 . قال البخاري رحمه الله: "باب استئجار المشركين عند الضرورة ، أو إذا لم يوجد أهل الإسلام ، عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: « استأجر النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رجلا من بني الديل ثم من بني عبد بن عدي، هاديا خريتا ، وهو على دين كفار قريش، فأمناه فدفعا إليه راحلتيهما ، ووعداه غار ثور بعد ثلاث ليال، فأتاهما براحلتيهما صبيحة ليال ثلاث ، فارتحلا وانطلق معهما عامر بن فهيرة والدليل الديلي فأخذ بهم أسفل مكة وهو طريق الساحل [البخاري، برقم (2144) ومنها حديث ابن عمر في إقرار الرسول يهود خيبر على العمل في أرض خيبر، فقد روى ابن عمر: "أن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما أجلى اليهود والنصارى من أرض الحجاز وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ظهر على خيبر أراد إخراج اليهود منها وكانت الأرض حين ظهر عليها لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين وأراد إخراج اليهود منها فسألت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقرهم بها أن يكفوا عملها ولهم نصف الثمر فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: « نقركم بها على ذلك ما شئنا فقروا بها حتى أجلاهم عمر إلى تيماء وأريحاء » البخاري (2213) ومسلم (1551) ومن ذلك حديث عائشة في قصة استعانة الرسول صلى الله عليه وسلم، بعبد الله بن أريقط الديلي ألليثي، ليدله على الطريق عند هجرته إلى المدينة، قالت عائشة رضي الله عنها: « لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، من الغار مهاجرا ومعه أبو بكر، وعامر بن فهيرة مردفه أبو بكر، وخلفه عبد الله بن أريقط ألليثي فسلك بهما أسفل من مكة ثم مضى بهما حتى هبط بهما على الساحل أسفل من عسفان...الحديث » [الحاكم في المستدرك، برقم (4272) وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه . قال الجصاص الحنفي :في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }المائدة57 - فيه نهي عن الاستنصار بالمشركين ; لأن الأولياء هم الأنصار . وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم « أنه حين أراد الخروج إلى أحد جاء قوم من اليهود وقالوا : نحن نخرج معك , فقال : إنا لا نستعين بمشرك » , وقد كان كثير من المنافقين يقاتلون مع النبي صلى الله عليه وسلم المشركين . وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا ما حدثنا محمد بن بكر قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا مسدد ويحيى بن معين قالا : حدثنا يحيى عن مالك عن الفضل عن عبد الله بن نيار عن عروة عن عائشة قال يحيى : « إن رجلا من المشركين لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم ليقاتل معه فقال : ارجع ثم اتفقا فقال : إنا لا نستعين بمشرك » . وقال أصحابنا : لا بأس بالاستعانة بالمشركين على قتال غيرهم من المشركين إذا كانوا متى ظهروا كان حكم الإسلام هو الظاهر , فأما إذا كانوا لو ظهروا كان حكم الشرك هو الغالب فلا ينبغي للمسلمين أن يقاتلوا معهم . ومستفيض.." [أحكام القرآن] وقال في موضع آخر: " قوله تعالى : { {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً }النساء138 } قيل في معنى قوله { أولياء من دون المؤمنين } أنهم اتخذوهم أنصارا وأعضادا لتوهمهم أن لهم القوة والمنعة بعداوتهم للمسلمين بالمخالفة جهلا منهم بدين الله ; وهذا من صفة المنافقين المذكورين في الآية , وهذا يدل على أنه غير جائز للمؤمنين الاستنصار بالكفار على غيرهم من الكفار ; إذ كانوا متى غلبوا كان حكم الكفر هو الغالب . وقال الإمام الشافعي رحمه الله : وإن كان مشرك يغزو مع المسلمين وكان معه في الغزو من يطعيه من مسلم أو مشرك وكانت عليه دلائل الهزيمة والحرص على غلبة المسلمين وتفريق جماعتهم لم يجز أن يغزو به وإن غزا به لم يرضخ له لأن هذا إذا كان في المنافقين مع استتارهم بالإسلام كان في المكتشفين في الشرك مثله فيهم أو أكثر إذا كانت أفعاله كأفعالهم أو أكثر ومن كان من المشركين على خلاف هذه الصفة فكانت فيه منفعة للمسلمين القدرة على عورة عدو أو طريق أو ضيعة أو نصيحة للمسلمين فلا بأس أن يغزي به [الأم (4/166)] وذكر الإمام ابن قدامة المقدسي رحمه الله : فصل ولا يستعان بمشرك وبهذا قال ابن المنذر والجوزجاني وجماعة من أهل العلم وعن أحمد ما يدل على عدم جواز الاستعانة به وكلام ألخرقي يدل عليه أيضا عند.." (9/207) ومما يتضح من أقوال العلماء والفقهاء أن محل الخلاف إنما هو في استعانة المسلمين بالمشركين على أعدائهم من المشركين ، وأن القائلين بالجواز اشترطوا شروطا تمنع ما قد يتوقع من ضرر يلحق بالمسلمين من الاستعانة كما هو واضح. وقد يدعي المعارضون للأنظمة أن القصد من هذه الحروب ، ليس الشعوب الإسلامية ، وإنما المراد بها الرؤساء وأنظمتهم فهم إنما يستعينون بكافر طارئ ، على كافر متمكن، والطارئ ينتهي وجوده بالقضاء على الكافر المتمكن ، فهو من ارتكاب أخف الضررين ، هذا بتقديرهم باعتبار أنهم يكفرون كل الحكام وهذا مخالف لهدي السلف بالتعامل مع الحاكم إذا كان يقيم الصلاة ويحضر الجمعة والجماعة مع المسلمين ورآه المسلمون يصلي ... فالظاهر اليوم من دخول الكفار المستعان بهم من قبل هؤلاء ، جميع أنواع الضرر والإضرار وقد دلت جميع النصوص الشرعية والقواعد الأصولية على حرمة ما كان ضرره أكثر من نفعه ( ما ثبت ضرره ثبت تحريمه ) وهل ما حصل في العراق من الأذية والإضرار التام للمسلمين يحتاج إلى وصاية من أحد حتى يتنازل عن كل ما لحق بهم من الضرر المادي والمعنوي وتغيير بيضة المسلمين ، واستبدال مناهجهم وقوانينهم ليجعل من بلد إسلامي آخر تجربة جديدة تطبق على المسلمين ، ويأتي بكل وقاحة وصلافة ، مستخدما النصوص التي تدل على جواز الاستعانة بالكافر لخدمة المسلمين أو لضرب كافر آخر بقتل المسلمين ، وإشعال نار الحرب بينهم قال تعالى {تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ }المائدة80 ومع ذلك يجب أن يعلم أن الحالة التي تحدث في الأمة ، من العدوان الأمريكي على البلدان العربية والإسلامية ، وما سيعقبه من أخطار، ليس فيه استعانة مسلمين بكفار في الحقيقة ، بل فيه إعانة من يدعون الإسلام الكفار على الشعب العربي المسلم، فالكفار هم الذين أعدوا العدة لهذه الحروب، وهم الذين دعوا المعارضين للأنظمة الانضمام إليهم ، ليتخذوهم ذريعة يضفون بها شرعية عدوانهم ، وإعانة المسلم للكافر على أخيه المسلم أشد جرما من استعانة المسلم بالكافرين ، فالأمريكان والمعارضون ، شبيهون بـ (المحلل والمحلل له) كما في النكاح . وعلى هذا فإن استعانة المسلمين بالمشركين على المسلمين، هو من اتخاذ الكافرين بطانة من دون المؤمنين، ومن موالاة أعداء الله الكافرين على عباده المؤمنين، ومعلوم حكم من يفعل ذلك. ومما هومعلوم من دين المسلمين بالاضطرار ، الواجب على المسلمين ، أن يكون الله تعالى ورسوله وشريعته هو وليهم، وأن يكون بعضهم أولياء بعض، يتحابون ويتناصرون، كما قال تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }المائدة55 قال ابن جرير رحمه الله: " القول في تأويل للآية يعني تعالى ذكره بقوله: } ليس لكم أيها المؤمنون ناصر إلا الله ورسوله والمؤمنون الذين صفتهم ما ذكر تعالى ذكره، فأما اليهود والنصارى الذين أمركم الله أن تبرءوا من ولايتهم، ونهاكم أن تتخذوا منهم أولياء، فليسوا لكم أولياء ولا نصراء، بل بعضهم أولياء بعض ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا " [جامع البيان في تأويل آي القرآن (6/287( وكذلك شدد الله تعالى في حرمة موالاة المؤمنين لأعداء الله الكافرين، قال تعالى: { يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) المائدة (51) . قال القرطبي رحمه الله: " قوله تعالى: { ومن يتولهم منكم } أي يعضدهم على المسلمين { فإنه منهم أي - حكمه كحكمهم ، وهو يمنع إثبات الميراث للمسلم من المرتد، وكان الذي تولاهم ابن أبي بن سلول ، والحكم باق إلى يوم القيامة. وجعل جل جلاله الركون إلى الكفار يستلزم مس النار ( يعني حرقها وعذابها) باعتبار أنه سبحانه توعد الكافرين بالعذاب قال {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ }هود113ثم حذر من اتخاذ بطانة منهم قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ }آل عمران118. وفي قوله تعالى ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) فيه شرط وجوابه ،وهو دلالة على نصرتهم ومودتهم والاستعانة بهم . وفيه إشارة لمخالفة الله تعالى ورسوله ، فوجبت له النار كما وجبت لهم فصار منهم أي من أصحابهم" [الجامع لأحكام القرآن (6/217 و من أهم الأهداف التي يتخذ المنتسبون للإسلام الكفار أولياء من دون المؤمنين، ظنهم أنهم ينالون من موالاتهم العزة في الدنيا، كما قال تعالى: { الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا } [النساء (139)] وهم لا ينالون في الحقيقة إلا نقيض قصدهم ، وهي الذلة والمهانة والهوان والصغار، لطلبهم العزة من غير الله تعالى الذي لا يملك العزة سواه. قال القرطبي رحمه الله: "قوله تعالى: { الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين } الذين نعت للمنافقين، وفي هذا دليل على أن من عمل معصية من الموحدين ليس بمنافق، لأنه لا يتولى الكفار، وتضمنت المنع من موالاة الكفار وأن يتخذوا أعوانا على الأعمال المتعلقة بالدين، وفي الصحيح من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أن رجلا من المشركين لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم يقاتل معه ، فقال له: « ارجع فإنا لا نستعين بمشرك »الجامع لأحكام القرآن (5/416) وقال ابن كثير رحمه الله: "وقوله تعالى: { من كان يريد العزة فلله العزة جميعا } أي من كان يحب أن يكون عزيزا في الدنيا والآخرة، فليلزم طاعة الله تعالى، فإنه يحصل له مقصوده، لأن الله تعالى مالك الدنيا والآخرة وله العزة جميعا، كما قال تعالى: { الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا } وقال عز وجل: { ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا } وقال جل جلاله: { ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون } [تفسير القرآن العظيم (2/550)] ومنه قوله تعالى ( يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون } [(118)] ومعنى قوله { بطانة من دونكم } دخلاء من غيركم، وبطانة الرجل وأخلاؤه أهل سره ممن يسكن إليه ويثق بمودته ، مشتقة من البطن ، لا يألونكم خبالا ، أي فسادا يعني لا يقصرون في فساد دينكم ، والعرب تقول ما ألوته خيرا أي ما قصرت في فعل ذلك به، وكذلك ما ألوته شرا ،كل حلف فيه ضرر على المسلمين فهو محرم التبيان في غريب القرآن . قال القرطبي رحمه الله: نهى الله عز وجل المؤمنين بهذه الآية أن يتخذوا من الكفار واليهود وأهل الأهواء دخلاء وولجاء يفاوضونهم في الآراء، ويسندون إليهم أموالهم ، لا يألونكم خبالا يقول فسادا، يعني لا يتركون الجهد في فسادكم، يعني أنهم وإن لم يقاتلوكم في الظاهر، فإنهم لا يتركون الجهد في المكر والخديعة . والخبال: الخبل، والخبل الفساد ، وقد يكون ذلك في الأفعال والأبدان والعقول ، قيل لأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه : إن هاهنا رجلا من نصارى الحيرة، لا أحد أكتب منه ولا أخط بقلم، أفلا يكتب عنك؟ فقال: "لا آخذ بطانة من دون المؤمنين". فلا يجوز استكتاب أهل الذمة، ولا غير ذلك من تصرفاتهم في البيع والشراء والاستتابة إليهم. لكن الموازين انقلبت في هذه الأزمان ، فاتخذ أهل الكتاب كتبة وأمناء ، بل وقضاة ومقررين ، وحماة للمسلمين في ديارهم وهذه الطامة التي يناشد بها من تلبس عليه أمر المعاملة مع المشركين ، وانهضمت في زوايا عقله حقوق المسلمين حتى يناشد دول الكفر بطلب النصر والعون على حكام المسلمين في بلادهم فيالها من طامة كبرى ووهن ما بعده من وهن ، روى البخاري عن أبي سعيد ألخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (ما بعث الله من نبي ، ولا استخلف من خليفة، إلا كانت له بطانتان، بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه فالمعصوم من عصم الله تعالى) [تفسير القرطبي (4/(4/178) . وكان عمر رضي الله عنه يقول في الكاتب النصراني: "لا آخذ بطانة من دون المؤمنين". فقارن بينه وبين من يعين الكفار على قتل المسلمين ويجعلهم حكماء على أحوالهم وتحقيق أهدافهم في اغتصاب ديار المؤمنين وانتهاك حرماتهم ، ونهب خيراتهم وإزهاق أرواحهم! و قال ابن كثير رحمه الله: يقول الله تعالى ناهيا عباده المؤمنين عن اتخاذ المنافقين بطانة ، أي يطلعونهم على سرائرهم وما يضمرونه لأعدائهم، والمنافقون بجهدهم وطاقتهم لا يألون المؤمنين خبالا، أي يسعون في مخالفتهم وما يضرهم بكل ممكن وبما يستطيعون من المكر والخديعة، ويودون ما يعنت المؤمنين ويحرجهم ويشق عليهم، وقوله تعالى( لا تتخذوا بطانة من دونكم) أي من غيركم من أهل الأديان، وبطانة الرجل هم خاصة أهله الذين يطلعون على داخلة أمره [تفسير القرآن العظيم (1/399)] بيان معنى التولي والموالاة : قال الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله في (الدرر السنية) (8/422) عن الفرق بين موالاة الكفار وتوليهم : التولي : كفر يخرج من الملة ، وهو كالذب عنهم ، وإعانتهم بالمال والبدن والرأي . والموالاة : كبيرة من كبائر الذنوب كبلّ الدواة ، أو بري القلم ، أو التبشبش لهم أو رفع السوط لهم .. قال ابن جرير في تفسيره : (( ومن يتولى اليهود والنصارى دون المؤمنين فإنه منهم ، يقول: فإن من تولاهم ونصرهم على المؤمنين فهو من أهل دينهم وملتهم ، فإنه لا يتولى متولٍ أحداً إلا هو به وبدينه. وقال ابن حزم في ((المحلى)) (11/138) : (( وصح أنَّ قول الله تعالى: { ومن يتولهم منكم فإنه منهم} إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار فقط، وهذا حقٌ لا يختلف فيه اثنان من المسلمين . وقال الشيخ حمد بن عتيق في ((الدفاع عن أهل السنة والإتباع))(ص32) وقد تقدم أنَّ مظاهرة المشركين ودلالتهم على عورات المسلمين أو الذب عنهم بلسان ٍ أو رضي بما هم عليه، كل هذه مُكفِّرات ممن صدرت منه من غير الإكراه المذكور فهو مرتد، وإن كان مع ذلك يُبْغض الكفار ويحب المسلمين. قال العلامة سليمان بن عبد الله آل الشيخ رحمه الله في مقدمة رسالته : حكم موالاة أهل الإشراك : اعلم رحمك الله أن الإنسان إذا أظهر للمشركين الموافقة على دينهم خوفا منهم , ومداراة لهم , ومداهنة لدفع شرهم ? فإنه كافر مثلهم , وإن كان يكره دينهم ويبغضهم ويحب الإسلام والمسلمين . قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في (فتاواه) (1/274) : وقد أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم ? كما قال الله سبحانه : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }المائدة51 قوله تعالى {تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ }المائدة80 قال شيخ الإسلام : فبين سبحانه أن الإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه ملتزم بعدم ولايتهم , فثبوت ولايتهم يوجب عدم الإيمان ? لأن عدم اللازم يقتضي عدم الملزوم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الى الذين إستعانوا بالمشركين وأدخلوهم بلاد المسلمين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» معنى قوله تعالى ( لا تتولوا قوما غضب الله عليهم )/حكم استقدام غير المسلمين للعمل في بلاد المسلمين وخاصة الجزيرة العربية
» ما مصير أطفال المسلمين الذين ماتوا في الصغر؟
» بلاد الشام
» الجزء الاول / هجرة الخليل إلى بلاد الشام‏
» حكم السكن مع العوائل في الخارج/حكم السفر إلى بلاد الكفرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: