ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 فلسطين عبر التاريخ العصر الحجري القديم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

فلسطين عبر التاريخ  العصر الحجري القديم Empty
مُساهمةموضوع: فلسطين عبر التاريخ العصر الحجري القديم   فلسطين عبر التاريخ  العصر الحجري القديم Emptyالثلاثاء يونيو 21, 2011 12:31 pm

فلسطين عبر التاريخ  العصر الحجري القديم C366G-YBqv_819874845

فلسطين عبر التاريخ العصر الحجري القديم
فلسطين عبر التاريخ
عرفت فلسطين منذ القدم بأرض كنعان، كما ورد في تقارير أحد القادة العسكريين لدى ملك (ماري)، وورد بوضوح على مسلة (أدريمي) ملك الآلاخ (تل العطشانة) في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد.
وإن أصل كلمة فلسطين كما وردت في السجلات الآشورية في عهد الملك الآشوري (أدديزاري الثالث) حوالي 800 ق.م، هو (فلستيا)، إذ يذكر على مسلته أنه في السنة الخامسة من حكمه أخضعت قواته فلستو palastu، وأجبرت أهلها على دفع الضريبة.
كما تركزت صيغة التسمية (بالستاين) عند هيرودوتس (Herodotus) على أسس آرامية، ونجد عنده أحياناً أنه مكان يطلق على الجزء الجنوبي من سوريا أو (سوريا الفلسطينية) بجوار فينيقيا وحتى حدود مصر، وكذلك استعمل هذه التسمية المؤرخون الرومان من أمثال أغاثار شيدس Agathar chides، وسترابوSTRABO، وديو دوروس (Diodoru).
لقد أصبح اسم فلسطين في العهد الروماني ينطبق على جميع الأراضي المقدسة، وغدا مصطلحاً رسميا منذ عهد (هدريان) Hadrian، فانتشر استعمال هذا الاسم في الكنيسة المسيحية على نطاق واسع، وكان يشار إليه دائماً في تقارير الحجاج المسيحيين، أما في العهد الإسلامي فقد كانت فلسطين جزءاً من بلاد الشام.
لقد ساعدت خصوبة أرض فلسطين وموقعها المتميز على وجود الإنسان فيها منذ أقدم العصور، حيث كان لها دور بارز في عملية الاتصال الحضاري بين المناطق المختلفة في العالم وذلك لموقعها المتوسط منه،مما ساعد على كتابة تاريخها منذ القدم.
العصر الحجري القديم:
اتفق العلماء على أن الإنسان وجد على أرض فلسطين وهو ما يسمى بالإنسان (منتصب القامة) كما دلت على ذلك الحفريات الأثرية، وكان هؤلاء الأسلاف صيادين متنقلين سعياً وراء قطعان الحيوانات المختلفة، ويذكر أن الإنسان القديم في هذه الفترة مر بمراحل تطور مختلفة، وبدأ يطور استخدام أدواته وأساليب صيده المصنوعة من الصوان.
في الفترة الثالثة من العصر الحجري ظهر الإنسان العاقل، وكانت السكين المصنوعة من الرقائق الطويلة من الأدوات الرئيسية التي استعملت في هذه الفترة، ولقد تم العثور على الإنسان العاقل داخل الكهوف في فلسطين، منها كهف الأميرة، عرق الأحمر وكبارة ومواقع أخرى في صحراء النقب، وتمثل هذه المرحلة بداية التجمعات البشرية التي أصبحت تشكل أنماطاً معيشية متطورة، رغم أنها بقيت تعيش على الصيد وجمع القوت.
17.000-8000 ق.م الانتقال من الجمع إلى الإنتاج:
في هذه الفترة تحول الإنسان من مرحلة الجمع إلى مرحلة الإنتاج،إذ دأب في البحث عن مواطن المياه وتجمع حولها، وبدأ يجمع بذور النباتات الصغيرة كالقمح والشعير ويزرعها، وكذلك صيد الحيوانات البحرية، حيث دلت آثار الإنسان القديم على مراحل تطور الإنتاج عنده واتصفت حياته في هذه المرحلة بالاستقرار، حيث أصبح منتجاً لقوته، وتميزت الفترة الأخيرة من العصر الحجري بحدوث تغيير واضح في وسائل المعيشة والإنتاج، كما حدث تغيير في أنماط البناء والأدوات، وخصوصاً بعد اكتشاف الإنسان القديم للفخار، واستخدامه للعديد من الصناعات والأدوات والبناء، كما كان لاستخدامه بروز معالم جديدة.
8000-4000 ق.م ظهور المجتمعات الزراعية:
كان الإنسان في هذه المرحلة يعتمد في حياته على الصيد بالإضافة إلى زراعة بعض الحبوب، ولكنه لم يتوصل في هذه الفترة إلى تربية الحيوانات، وإلى جانب ذلك كانت هناك صلات تجارية بين فلسطين، وبلاد الأناضول، حيث تم العثور على عدد من الأدوات المصنوعة من مادة النسيج "الأوبسديان" الذي كانت تصدره بلاد الأناضول إلى أريحا وغيرها، وكانت أريحا في المقابل تصدر المواد الخام مثل القار والملح من البحر الميت، وفي فترة لاحقة عرف الإنسان تدجين الحيوانات.
4000-2000 ق.م: مع انتهاء الألف الرابع قبل الميلاد:
كان هناك تغيير واضح في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والمعمارية في فلسطين، ولعل أكثر ما يميز هذه الفترة ظهور أعداد كبيرة من المدافن المقطوعة في الصخر بفلسطين، وفي فترات لاحقة تم اكتشاف المعادن ومزجها وتصنيع الأدوات والأواني منها، كذلك برزت المعابد الدينية في تلك الفترة والتي بينتها المكتشفات الأثرية في العديد من مدن وقرى فلسطين، وعلى مستوى الصناعة والتجارة فقد تطورت الحياة العمرانية، والتي تدل على نمو سكاني مع ارتفاع مستوى المعيشة وتقدم نظام الزراعة
وفي هذه الفترة تأسست الكثير من المدن المسورة التي يعود الفضل في إنشائها إلى أصحاب المدافن ذات المداخل الرأسية، ويلاحظ انتشار المدن المحصنة في جميع المناطق الفلسطينية ومنها المنطقة الساحلية ومرج ابن عامر وسلسلة الجبال الغربية، كما أصبح تأسيس المدن ومرافقها الدفاعية والعامة والسكنية يفرض شيئاً من التخطيط المسبق.
الساميون
يتضح وفقا للمكتشفات الأثرية في مصر والعراق، أن الساميين هم أقدم الشعوب المعروفة على أرض فلسطين، فمنذ الألف الرابع قبل الميلاد كانوا يعيشون على شاطئ البحر المتوسط الشرقي.
ومن الوجهة الدينية يعتبر الساميون- في الأصل- القبائل المنحدرة من سام، الابن الأكبر لنوح عليه السلام.
ومن الثابت أن سكان فلسطين الأصليين القدماء كانوا كلهم عرباً، هاجروا من جزيرة العرب إثر الجفاف الذي حل بها، فعاشوا في وطنهم الجديد "كنعان" ما يزيد على الألفي عام قبل ظهور النبي موسى وأتباعه على مسرح الأحداث.
الكنعانيون
وفقاً للتقديرات الموثقة، فإن الهجرة الأمورية الكنعانية الشهيرة من الجزيرة العربية قد حدثت في منتصف الألف الثالث قبل الميلاد، غير أن بعض الباحثين يستنتجون أن الكنعانيين كانوا منذ بداية الألف الثالث مستقرين في البلاد، مستندين إلى مكتشفات الآثار المصرية.
ويذهب باحثون آخرون إلى أبعد من ذلك، حيث يشيرون إلى وجود الكنعانيين ما قبل سبعة آلاف سنة، وذلك من خلال تتبع الآثار في مدنهم القديمة، وأقدمها مدينة أريحا الباقية حتى اليوم التي تعتبر أقدم مدينة في العالم.
وإن تأرجحت تقديرات البداية الزمنية لوجود الكنعانيين فمما لا خلاف فيه إطلاقاً أنهم كانوا أول من سكن المنطقة من الشعوب المعروفة تاريخياً وأول من بنا حضارة على أرض فلسطين.
وورد في الكتابات العبرية أن الكنعانيين هم سكان البلاد الأصليون، كما ذكر في التوراة أنهم الشعب الأموري.
ومن أقدم المدن الكنعانية الباقية حتى اليوم:
أريحا، أشدود (أسدود)، عكو (عكا)، غزة،المجدل، يافي (يافا)، أشكلون (عسقلان)، بيت شان (بيسان)، وهناك أيضاً العديد من المدن والقرى منها ما بقي حتى اليوم ومنها ما اندثر، وقد كانت شكيم العاصمة الطبيعية لكنعان.
واشتهر الكنعانيون بالزراعة والصناعة وبرعوا في التعدين وصناعة الخزف والزجاج والنسيج والثياب كما برعوا في فن العمارة، وتأتي الموسيقى والأدب على رأس الهرم في الحضارة الكنعانية، حيث لم يعن شعب سامي بالفن والموسيقى كما عني به الكنعانيون، فقد اقتبسوا كثيراً من عناصر موسيقاهم من شعوب مختلفة توطنت الشرق الأدنى القديم، وذلك لأن طقوس العبادة الكنعانية كانت تقتضي استخدام الغناء، وهكذا انتشرت ألحانهم وأدوات موسيقاهم في جميع بقاع المتوسط.
ليس هناك من يجادل في أن الأدب والفن هما عنوان للحضارة، فليس غريباً عندما نتتبع الكتابات الإسرائيلية أن نكتشف الجهد الكبير الذي بذله الإسرائيليون ويبذلونه لإيهام الدنيا بأنهم هم الذين كانوا بناة الحضارة العريقة، وأصحاب الأناشيد والتراتيل والغناء، وقد تمكنوا فعلاً من جعل الوهم حقيقة في عقول الكثيرين، إلا أن المؤرخين الكبار الثقات أمثال (برستد) الذي يصف المدن الكنعانية المزدهرة يوم دخلها العبريون بقوله أنها كانت مدنا فيها البيوت المترفة المريحة، وفيها الصناعة والتجارة والكتابة والمعابد وفيها الحضارة التي سرعان ما اقتبسها العبريون الرعاة البدائيون، فتركوا خيامهم وقلدوهم في بناء البيوت، كما خلعوا الجلود التي ارتدوها في الصحراء، وارتدوا الثياب الصوفية الزاهية الألوان، وبعد فترة لم يعد بالإمكان أن يفرق المرء بين الكنعانيين والعبريين بالمظهر الخارجي،وبعد دخول الفلسطينيين من جهة البحر والإسرائيليين من جهة الأردن، توزعت أرض كنعان بين الأقوام الثلاثة، ولم يعد الكنعانيون وحدهم سادة البلاد، غير أن اللغة الكنعانية بقيت هي السائدة.
ومنذ فجر التاريخ المكتوب أي منذ خمسة آلاف سنة لم تعرف فلسطين حتى عهد الانتداب البريطاني سنة 1917 سوى لغات ثلاث:
الكنعانية أولاً، والآرامية ثانياً، -وهي اللغة التي تكلم بها السيد المسيح- والعربية ثالثاً.
2000 ق.م – 1200 ق.م:
في بداية الألف الثاني قبل الميلاد بدأت المدن تنشط وظهرت معها أنماط جديدة من العمارة والمدافن وأنواع جديدة من الخزف والأسلحة وتميزت هذه المرحلة بعلاقات تجارية، وسياسية متطورة مع غالبية مناطق الشرق القديم وبشكل خاص مصر وبلاد الشام وشمال سوريا وشرقي الأناضول.
كما تميزت هذه الفترة بصناعة متطورة من الخزف من حيث انتقاء مادة الصلصال ومزجها وإدارتها على عجلة سريعة لإنتاج أشكال متنوعة وأنيقة من الأواني.
واتسمت هذه الفترة بالسيطرة المصرية شبه التامة على بلاد الشام أثناء حكم الأسرتين الثامنة عشر والتاسعة عشر ألتي تم فيها القضاء على آخر ملوك الهكسوس حوالي (1567ق.م) وحملات تحتمس الثالث على بلاد الشام (حوالي 1480ق.م) بالإضافة إلى ذلك اختفاء التحصينات القوية والمدعومة بطبقات مرصوصة من الطمم المائل والمنسوبة للهكسوس.
ولوحظ في تلك الفترة وجود حالة من الاضطراب قد سيطرت على فلسطين كما يبدو من مواقع الجنوب والوسط مع بداية الأسرة الثامنة عشر أي بعيد طرد الهكسوس من مصر وملاحقتهم حتى شاروهين في جنوبي فلسطين، ومن الجدير ذكره أن هناك نصوص تفصيلية منذ عهد تحتمس الثالث ومنها ذلك النص المتعلق بمعركة مجدو الفاصلة التي قادها من الجانب الشامي كل من ملك مجدو وملك قادش يدعمها الملك الميتاني، وشارك في هذا التحالف ما يقارب من مائة وعشرين مدينة وورد ذكرها في إحدى قوائم تحتمس الثالث الطبوغرافية.
وجاءت هذه النصوص على شكل نقوش على المسلات التي تم نصبها في كل من الكرك وممفيس.
1200-550ق.م عصر الممالك (العصر الحديدي):
في تلك الفترة اعتبر الفلسطينيون أنفسهم خلفاء شرعيين للسلطة المصرية على فلسطين وسيطروا على معظم أجزائها، ولكنه غالباً ما يشار إليهم على أنهم سكان الساحل الفلسطيني، حيث أسسوا عدداً من المدن الرئيسية مثل غزة وعسقلان واسدود وعقير وتل الصافي وغيرها.
كما ظهرت التأثيرات الكنعانية المحلية على مختلف الفلسطينيين من أسماء آلهتهم أمثال داجون وعشتروت، والحياة الدينية عند سكان الساحل الفلسطيني كنعانية الأصل، وكذلك المباني الدينية وأهمها سلسلة المعابد المتعاقبة في تل القصيلة التي أنشات على غرار المعابد الكنعانية مع ما يظهر عليها من تأثيرات مصرية.
ومن جهة أخرى لقد كان هناك إدعاءات من قبل التوراتيين والأثريين الإسرائيليين حول نسب بعض المكتشفات والعمارة إلى الإسرائيليين القدماء، ومن هذه المكتشفات جرة فخارية كبيرة الحجم تأخذ شكلاً شبه بيضاوي ولف حولها بين العنق والكتف طوق ألصق بالإناء وعرف في المصادر الأجنبية بـ (collared-rimjar).
بنو إسرائيل
تعود كلمة "إسرائيل" إلى النبي يعقوب حفيد النبي إبراهيم من ولده اسحق والذي لقب بإسرائيل، وأبو هذه الأمة إبراهيم ولد في (أور الكلدانيين) في العراق، وقد وصل من بلاده إلى أرض كنعان نحو القرن الحادي والعشرين أو العشرين قبل الميلاد وقد غادر إبراهيم بلاده مع بعض أفراد عائلته ليعبد الله عملاً بما أنزل عليه من الوحي.
فعشيرته كانت تعبد الأصنام، وهو كان مؤمناً موحداً، وكانت حاران (حران) تقع إلى الشمال الشرقي لما بين الفرات وخابور، أول محطة له، وفيها مات أبوه "تارح" فأكمل السير بعد وفاته حتى وصل إلى شكيم (نابلس).
ورُزق إبراهيم من هاجر بابنه الأول إسماعيل، ثم رُزق بابنه الثاني اسحق من زوجته سارة، ويعتبر إسماعيل جد العرب، كما يعتبر أخوه اسحق جداً لليهود، وقد ولد لإسحق عيسى ويعقوب، وقد ولد ليعقوب اثنا عشر ولداً يعتبر كل منهم أباً لسبط من أسباط اليهود، ومن أولاده كان يوسف الذي نقم عليه إخوته وحسدوه فباعوه إلى تجار مصر وادعوا أنه قُتل، وفي مصر دخل يوسف في خدمة فرعون وأصبحت له سلطة واسعة فأرسل وراء أبيه وإخوته، وهكذا انتقلت أسرة يعقوب إلى مصر.
ولا يعرف متى انقلب فرعون مصر ضدهم وعمل على إذلالهم واستخدامهم بقسوة بالغة، فأخذ النبي موسى يفكر في النزوح. وعلى جبل الطور أوحى الله تعالى إلى موسى بأن يعود إلى مصر وينقذ بني قومه فيخرجهم من مصر (أرض العبودية)، وقد عاد موسى مع أخيه هارون وأخرج بني قومه وابتدأت رحلة التيه، وكان ذلك نحو (1227ق.م)، وفي هذه المرحلة ارتد قوم موسى عن دينهم إلى عبادة العجل، وهناك نزلت الوصايا العشر وبقي بنو إسرائيل في التيه أربعين سنة.
أرسل موسى الرسل أكثر من مرة لاستطلاع الأوضاع في أرض كنعان، وعاد الرسل فأخبروه أن أرض كنعان خيّرة، وهي تجود لبناً وعسلاً، غير أن سكانها أشداء ولا قدرة للإسرائيليين على محاربتهم.
ولما عزم الإسرائيليون دخول أرض كنعان، قاومهم سكان الجنوب بعنف، فاضطروا إلى التوغل شرقاً وإلى عبور شرق الأردن أولاً، وهناك تُوفي موسى عليه السلام، وتولى القيادة بعده "يوشع بن نون"، وكان قائداً صلباً مصممٌ على القتال، ولما كانت أريحا أول مدينة دخلها بنو إسرائيل القادمون من شرقي النهر، فقد لقيت الأهوال، إذ حاصروها وأحرقوها وقتلوا سكانها، ثم استولوا على معظم جنوب فلسطين، وبقي الكنعانيون في قسم منها، كما بقي الفلسطينيون في القسم الغربي، ومنذ عهد القضاة وهو العهد الذي ابتدأ بعد وفاة يوشع بن نون، عاش الأقوام الثلاثة مئات السنين، تخللها سلسلة من الحروب الكنعانية- الإسرائيلية.
امتد عهد القضاة قرناً ونصف قرن من الزمن، حكم خلاله اثنا عشر قاضياً كان آخرهم صموئيل، واتفق الإسرائيليون بمشورة صموئيل نفسه على تعيين "شاؤول بن قيس" ملكا عليهم لتوحيد قبائلهم، غير أنه قُتل في إحدى حروبه مع الفلسطينيين، وجاء بعده الملك داوود سنة (1010 ق.م-971 ق.م) ومن بعده سليمان (971 ق.م-931 ق.م) وكان عهده عهد سلام لا حرب، وعُرف بالحكمة، ونشاطه التجاري والعمراني.
وانتهى حكم القضاة على يد الآشوريين سنة (724 ق.م)، وفي عهد "نبوخذ نصّر الكلداني" في القرن الخامس قبل الميلاد حدث سبي بابل وحَكم الكلدانيون فلسطين.
الإمبراطورية الفارسية
550 ق.م – 330 ق.م: الامبراطورية الفارسية وعهد الاسكندر المقدوني:
تعتبر هي الوارثة لآشور بفعل ملوكها الأوائل "كورش" و"قمبيز" و"داريوس" وامتدت هذه الإمبراطورية من بحر إيجة في الغرب إلى حدود الهند في الشرق ومن جنوب مصر إلى البحر الأسود وجبال القوقاز في الشمال.
وقسم دارويوس الإمبراطورية آنذاك إلى (20) ولاية وعلى كل منها والٍ، وفلسطين كانت جزءا" من الولاية الخامسة التي عرفت باسمها الآرامي "عبر نهرا" أي "ما وراء النهر " والمقصود نهر الفرات و تضم بلاد الشام كلها بما فيها سوريا وفينيقيا وقبرص.
330-63 ق.م:
اجتاز الإسكندر المقدوني سنة (334 ق.م) البحر من اليونان قادماً إلى آسيا الصغرى وأحرز أول انتصار على الفرس في معركة غرانيكوس Granicus، وفي السنة نفسها انتصر على ملك فارس في أيسوس في كيليكيا، واتجه بعد ذلك جنوباً نحو سواحل بلاد الشام رغبة منه في تدمير الأسطول البحري الفينيقي الذي كان يعتمد عليه الفرس في شرق البحر المتوسط فاجتاز جبال طوروس وعمّر مدينة مرياندوس Miriandos وهي الإسكندرية الحالية وأرسل فرقة من جيشه إلى دمشق فاحتلها،وسار بعد ذلك على الساحل الشامي واستولى عليه في (خريف 332ق.م) وبعد وفاته مرت الإمبراطورية بحالات عديدة من الحروب والنزاعات الداخلية على الحكم وأدى هذا إلى إقامة دولتين هما السلوقيون في بلاد الشام والبطالمة في مصر.
ففي سنة (175 ق.م) قامت في فلسطين حرب المكابيين ضد السلوقيين وهي الحرب التي استمرت أربعين سنة وانتهت بقيام الأسرة الحشمونية التي قضى "بومبي" عليها سنة (63 ق.م)عندما احتل القدس، فأصبحت فلسطين عندئذ جزءاً من الدولة الرومانية كما الحال في بلاد الشام.
العصرالروماني
بدأ الرومان بالتدخل في شؤون الدولة السلوقية منذ بداية القرن الثاني قبل الميلاد وذلك بسبب الضعف والوهن الذي أصابها على أثر الحروب الخارجية التي دخلتها وانتصارهم على "انطيوخس الثالث " في معركة فغنيزيا (190ق.م).
يذكر المؤرخون أن الجيوش الرومانية وعلى رأسها القائد "بومبي" دخلت بيت المقدس بعد حصار وقتال شديدين في (63 ق.م) وقد فقدت المدينة الكثير من سكانه، واعتبرت فلسطين وغرب سوريا ولاية رومانية، وعين "سكاوروس" أول والي عليها، وفي سنة 57ق.م، تولى "غابينيوس" ولاية سوريا، وأعاد التنظيم الإداري لمنطقة بيت المقدس. ثم عين "كراسوس" والياً على سوريا سنة 54 ق.م، وهو عضو فيما عرف بالحلف الثلاثي لتقسيم الحكم في الدولة الكبيرة وهم "بومبي وقيصر وكراسوس" ومن ثم نشب خلاف بين بومبي وقيصر، فجاء حدث اغتيال يوليوس قيصر وتم وضع أحد المتآمرين عليه وهو "كاسيوس" والياً على سوريا (44-42 ق.م)، وفي عام (42 ق.م) انتصر أنطونيوس وأكتافيوس على قتلة يوليوس قيصر، وبعد ذلك تم تعيين "هيرودس" ملكاً على منطقة بيت المقدس وفلسطين، وقد استمرت فترة حكمه من (37-4 ق.م). وبعد أن توفي هيرودس كان قد أوصى بأن يكون (أنتبياس) في القسم الأكبر من فلسطين، واستمر ذلك من 4 ق.م حتى39 م، ويذكر أنه اتخذ من طبريا عاصمة له، وفي عام (41 م) أصبحت فلسطين بكاملها ولاية رومانية.
ظهور المسيحية
ولد السيد المسيح عليه السلام في بيت لحم سنة 4 ق.م، وقسمت هذه الفترة إلى ثلاثة أدوار:
- الدور الأول هو الذي تلا أيام المسيح مباشرة والذي يسمى عصر الرسل (30-95م).
- الثاني يمتد نحو قرن من نهاية القرن الأول إلى أواخر القرن الثاني.
- وينتهي الثالث باعتناق الامبراطور الروماني قسطنطين المسيحية بتأثير من والدته القديسة هيلانة سنة (312م).
قامت في النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي ثورة داخلية ضد روما على يد أميري تدمر "أذينه" وقرينته "زنوبيا" بعده، وقد أتيح لـ "اورليان" أن يضع حداً لهذه المحاولة سنة 272م وكان ذلك على حساب تدمر.
وفي سنة 395م انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين، شرقية وغربية، كما أورث "ثيودوسيوس" أحد ابنيه ويدعى "اركاديوس" الجزء الشرقي، وأوصى أن يكون حاكما مستقلاً فتولى الأمر ما بين عامي (395-408م) وأورث الابن الثاني (هنوريوس) الجزء الغربي فحكمه مستقلاً كذلك من (395-423).
وقد تولى بعد قسطنطين وحتى سنة (527م) ما يقارب من سبعة عشر امبراطوراً، بينهم أربعة كانوا مغتصبين للعرش.
ويذكر أن "جستنيان يوستينوس" الثاني تولى العرش البيزنطي في الفترة (565-578م) و(طيباريوس الثاني) (578-582م) وموريس (582-602م) و"فوكاس" (602-610م) وهرقل (610-641م).
وكانت الحروب بين البيزنطيين والساسانيين تشتد تارةً وتهدأ تارة، وكانت تعقد بين الدولتين معاهدات واتفاقات صلح متعددة لا تلبث أن تلغى وتنشب الحروب مرة أخرى بين البلدين.
ففي السنوات من (610-622م) كان الفرس يقومون بهجمات على الروم وانتصروا في حملاتهم، فنهبوا أنطاكيا ودمشق وبيت المقدس عام (614م) واستولى "ابرويز" على الصليب المقدس، ولكن الحروب المستمرة، فضلاً عن أشياء أخرى كانت قد أنهكت الدولتين فلم تستطيعا الوقوف أمام العرب الذين قضوا على الدولة الساسانية وانتزعوا بلاد الشام ومصر من البيزنطيين وكانت المعركة الفاصلة هي معركة اليرموك في العام الخامس عشر للهجرة (636م).
ظهور المسيحية
ولد السيد المسيح عليه السلام في بيت لحم سنة 4 ق.م، وقسمت هذه الفترة إلى ثلاثة أدوار:
- الدور الأول هو الذي تلا أيام المسيح مباشرة والذي يسمى عصر الرسل (30-95م).
- الثاني يمتد نحو قرن من نهاية القرن الأول إلى أواخر القرن الثاني.
- وينتهي الثالث باعتناق الامبراطور الروماني قسطنطين المسيحية بتأثير من والدته القديسة هيلانة سنة (312م).
قامت في النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي ثورة داخلية ضد روما على يد أميري تدمر "أذينه" وقرينته "زنوبيا" بعده، وقد أتيح لـ "اورليان" أن يضع حداً لهذه المحاولة سنة 272م وكان ذلك على حساب تدمر.
وفي سنة 395م انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين، شرقية وغربية، كما أورث "ثيودوسيوس" أحد ابنيه ويدعى "اركاديوس" الجزء الشرقي، وأوصى أن يكون حاكما مستقلاً فتولى الأمر ما بين عامي (395-408م) وأورث الابن الثاني (هنوريوس) الجزء الغربي فحكمه مستقلاً كذلك من (395-423).
وقد تولى بعد قسطنطين وحتى سنة (527م) ما يقارب من سبعة عشر امبراطوراً، بينهم أربعة كانوا مغتصبين للعرش.
ويذكر أن "جستنيان يوستينوس" الثاني تولى العرش البيزنطي في الفترة (565-578م) و(طيباريوس الثاني) (578-582م) وموريس (582-602م) و"فوكاس" (602-610م) وهرقل (610-641م).
وكانت الحروب بين البيزنطيين والساسانيين تشتد تارةً وتهدأ تارة، وكانت تعقد بين الدولتين معاهدات واتفاقات صلح متعددة لا تلبث أن تلغى وتنشب الحروب مرة أخرى بين البلدين.
ففي السنوات من (610-622م) كان الفرس يقومون بهجمات على الروم وانتصروا في حملاتهم، فنهبوا أنطاكيا ودمشق وبيت المقدس عام (614م) واستولى "ابرويز" على الصليب المقدس، ولكن الحروب المستمرة، فضلاً عن أشياء أخرى كانت قد أنهكت الدولتين فلم تستطيعا الوقوف أمام العرب الذين قضوا على الدولة الساسانية وانتزعوا بلاد الشام ومصر من البيزنطيين وكانت المعركة الفاصلة هي معركة اليرموك في العام الخامس عشر للهجرة (636م).
الفتح العربي الإسلامي
مع بداية عصر الفتوح وتوجه الجيوش الإسلامية إلى بلاد الشام وكانت بصرى أول مدينة من مدائن الشام فتحت في خلافة أبي بكر، ثم ساروا إلى فلسطين وشهدوا معركة ضارية بينهم وبين الروم البيزنطيين في موقعة أجنادين في عام (13هـ/ 29أو 30 تموز/ يوليو 634م) كانت أجنادين نصراً كبيراً للمسلمين واضطر الجيش البيزنطي إلى الهرب من ساحة المعركة إلى مدينة فحل على الضفة الشرقية للأردن قرب بيسان، فحاصرهم الجيش الإسلامي هناك قبل أن يستسلم أهل فحل للمسلمين ودفع الجزية.
وتوفي أبو بكر الصديق في الآخر من جمادى الأول من العام نفسه ومن بعده تولى خلافة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وتوالت هزائم الروم على يد المسلمين بعد أن أعملوا فيهم السيف في معظم بلاد الشام، ولما بلغ خبر الهزيمة رحل هرقل من أنطاقيه إلى القسطنطينية، وكانت وقعة اليرموك في شهر رجب من عام (15هـ/ أيلول/ سبتمبر 636م)، ويذكر أن عدد المسلمين كان لا يتجاوز ربع عدد الروم في تلك الواقعة، ومع ذلك فقد كان لهم انتصار ساحق وكانت معركة اليرموك أخر المعارك الهامة في بلاد الشام ولم يبق بعدها في يد الروم بفلسطين من المواقع الهامة سوى بيت المقدس وقيسارية، وكان فتح بيت المقدس من أهم أهداف الدولة الإسلامية في ذاك الوقت، فعملت الجيوش الإسلامية على حصار القدس، فرفض أهل القدس أن يستسلموا لأبي عبيدة بن الجراح الذي كان على رأس الجيوش الإسلامية آنذاك وطلبوا أن يكون المتولي لعقد الصلح والفتح عمر بن الخطاب فكتب أبو عبيدة إلى عمر وتوجه عمر إلى بيت المقدس فاتحاً لها.
فلسطين في عهد الخلفاء الراشدين
بعد الفتح العربي الإسلامي أصبحت فلسطين إقليماً تابعاً للدولة الإسلامية ونعمت في ظل هذا الحكم بفترة من الاستقرار لم تعرفها حيث كانت محط أنظار القوتين العظمتين آنذاك فارس وبيزنطة وساحة للصراع بينهما، وبعد فتح فلسطين زمن الخليفة عمر بن الخطاب والذي وضع بدوره عمرو بن العاص والياً عليها ومن بعده عبد الرحمن بن علقمة الكناني وبعد موته كان علقمة بن مجزر، وظل الحال كذلك إلى أن ضم الخليفة عثمان بن عفان فلسطين مرة أخرى إلى معاوية بن أبي سفيان الذي كان والياً على الشام.
العهد الأموي
بدأت فلسطين مرحلة جديدة من مراحل حياتها حين أعلن معاوية بن أبي سفيان نفسه خليفة مؤسساً بذلك حكم الأسرة الأموية الذي دام ما يقارب التسعين عاماً، وقد استهل عهده بالذهاب إلى بيت المقدس حيث أعلن خلافته من هناك في العام (40أو 41هـ /661م)، ثم بايعه الناس بعد ذلك.
ولما آل الأمر الحكم إلى يزيد بن معاوية بدأت الاضطرابات الداخلية التي أثارها معارضوه من أمثال الحسين بن علي، شهيد كربلاء، وعبد الله بين الزبير الذي طالب بالبيعة لنفسه بعد مقتل الحسين، فاستجابت له الحجاز وبعض أجزاء العراق، فتصدعت وحدة الصف في الداخل، وحينما مات يزيد كانت بدايات الفتنة الثانية تطل برأسها على الدولة الإسلامية، وبعد موته مال الناس في أكثر البلدان الإسلامية إلى ابن الزبير باستثناء الشام، التي بايعت معاوية بن يزيد بن معاوية أي معاوية الثاني، ولكن أمر معاوية الثاني لم يطل، ومات بعد حكم لم يدم أكثر من أربعين يوماً، فتحولت الشام لابن الزبير ودخلت في طاعته ما عدا جندي الأردن وفلسطين وكان عليهما حسان بن مالك بن الكلبي منذ أيام معاوية ابن أبي سفيان.
وكان حسان يميل إلى الأموية، فخرج إلى الأردن ليكون قريباً من مسرح الأحداث بعد أن استخلف على جند فلسطين "روح بن زنباع الجذامى" ولم يلبث ناثل بن قيس الجذامى أن أعلن البيعة لابن الزبير بفلسطين وخرج ثائراً على روح وطرده إلى الأردن التي لم يبق مع بني أمية سواها.
وبعد معركة مرج راهط استقر الرأي في الشام على أن تكون الخلافة لمروان بن الحكم وبعده لخالد بن يزيد بن معاوية، ومن ثم عادت الخلافة مرة أخري لعبد الملك بن مروان بعد أبيه واستقامت له الشام، وفي عهد من تلا عبد الملك من أبنائه وحتى هشام بن عبد الملك نعمت فلسطين بالاستقرار وعمها الرخاء ولم يعكر صفوها أي حدث كبير.
ويذكر أنه في عهد هشام دب الضعف في أواصر الدولة الأموية واحتدم الصراع الداخلي في الدولة. وان أخر الخلفاء هو مروان بن محمد حيث سقطت الخلافة الأموية لتبدأ دولة العباسيين.
العصر العباسي
بعد مقتل مروان بن محمد، تهيأت الظروف للعباسيين فرض سلطانهم على بلاد الشام، وأخذت مدن الشام تسقط في أيديهم الواحدة تلو الأخرى دون أدنى مقاومة، وبعد أن أخضع "عبد الله بن علي" دمشق له في (18 نيسان/ أبريل عام 750م)، دخل فلسطين ليبدأ عهداً جديداً في تاريخ هذه الأرض العربية، وقد اتبع العباسيون سياسة الشدة مع من تبقى من أتباع الأمويين في الشام، ولكن أهل الشام قابلوا ذلك بالثورات المتلاحقة على طول الفترة العباسية وكانت بلاد الشام بمثابة الشوكة في حلق هذه الخلافة.
العهد الطولوني
اتضح أن الفترة السابقة (الفترة العباسية) انطوت على العديد من الأحداث والتي اتسمت بعدم الاستقرار وعدم الوفاء من قبل بلاد الشام للعباسيين، وبقي الحال كذلك إلى أن آلت السلطة إلى أحمد بن طولون مؤسس الإمارة الطولونية، وقد تأسست الإمارة الطولونية في مصر منذ العام (257هـ/ 870م)، وأراد لنفوذه أن يمتد عبر الشام بدعوى الحفاظ على البلاد الإسلامية من تربص العدو البيزنطي، وعمل على ضمها، واستمر في جهده للحفاظ عليها حتى توفي في العام (270هـ/ 884 م) وقد آل أمر الحكم بعده إلى ابنه "خماروية"، فاستمرت الفترة الطولونية حتى قامت القبائل العربية في الشام بعد سقوط الطولونيين ببعض الحركات المناوئة للسلطة، مع استمرار تبعية بلاد الشام لبغداد، إلى أن قامت الدولة الإخشيدية.
الحكم الإخشيدي
والتي أسسها أبو بكر بن طغج بن جف بن بلتكين وبدأت فترة حكم الإخشيديين بتولي الإخشيد لمصر والشام، واستمرت فترة حكمه حتى تُوفي في دمشق يوم الجمعة في شهر ذي الحجة سنة (334هـ، 946م) ونقل جثمانه إلى بيت المقدس حيث دفن هناك، وتولى الحكم بعده أبو القاسم أنوجور.
العصر الفاطمي
بدأ العصر الفاطمي بإنشاء دولة الفاطميين في مصر، ومن ثم ذهبت أطماعهم إلى بلاد الشام، وحققوا رغبتهم بذلك من خلال الاستيلاء على الشام عبر جيش بقيادة جوهر الصقلي في عهد المعز لدين الله الفاطمي، واتسمت هذه الفترة بالاضطرابات والحروب الداخلية وذلك لعدة أسباب خارجية وداخلية أهمها أن الدولة الفاطمية قامت على أساس شيعي بخلاف ما كان عليه أهل الشام، وأدى هذا الخلاف المذهبي إلى خلاف على السلطة والحكم، كما كان هناك أسباب أخرى تمثلت في أطماع عديدة في الاستيلاء على بلاد الشام والسلطة من قبل طوائف أخرى، وكذلك رغبة بعض القبائل العربية في الاستقلال عبر إمارات مستقلة بذاتها.
الفترة السلجوقية
بدأ الأتراك المعروفون "بالسلاجقة" التسلل نحو شمال العراق وبلاد الشام سنة (1067م) وهم ليسوا من طينة الأقوام العربية في بلاد الشام، بل هم من وراء تركستان حديثي الإسلام، دخلوا في أهل الشام وامتزجوا بهم، وأخذوا على عاتقهم الدفاع بصفتهم الحكام والعسكريين ضد الفرنجة والمغول حوالي أربعة قرون، وتولوا زعامة المنطقة بالقوة العسكرية حتى مطلع القرن العشرين.
الفرنجة
امتدت فترة الحروب الصليبية ما بين عامي (1095-1291م) في الشرق عبر حملات متعددة ولأهداف متعددة في كل حملة، وقد بدأت جملة هذه الحروب عندما أطلق البابا "اوربان الثاني" في مؤتمر كلير مون سنة (1095م) صيحة الحرب الصليبية "هكذا أراد الله"، فقامت أول الحروب الصليبية على أساس ديني تحت شعار الأيديولوجية الدينية لمحاولة السيطرة على الأماكن المقدسة في الشرق مهد المسيحية، ورأى البابا أن تصدر الكنيسة الكاثوليكية الغربية بالدور المركزي في الحملات الصليبية يمكنها من احتلال الموقع القيادي المرغوب دينياً وسياسياً في الشرق كما في الغرب.
وشهد القرن الحادي عشر في أوروبا حركة أحياء ديني واسعة النطاق، وخصوصاً بين الطبقات الشعبية التي تنامت فيها الأفكار الصليبية، فعندما جاءت الدعوة إلى القيام بحملات عسكرية تحت راية الصليب، كانت الاستجابة الشعبية واسعة أيضاً، أما الباباوات فقد شعروا بقوتهم في القرن الحادي عشر وخصوصاً أيام غريغوريوس السابع وجاء بعده أربان الثاني ليدفع مسيرة تعزيز موقع الكنيسة إلى الأمام، فكانت الحملات الصليبية السبيل إلى ذلك في رأيه، وكذلك استجابة لطلب إمبراطور بيزنطة بالنجدة والذي شعر بالخطر على عاصمته وعدم مقدرته على درء الخطر عن الأماكن المقدسة.
فكانت أوروبا في القرن الحادي عشر مهيأة مادياً ومعنوياً لقبول فكرة الحروب الصليبية، فالأوضاع الاجتماعية الصعبة وزيادة عدد السكان وطبيعة رقعة الأراضي الزراعية وتوالي الكوارث الطبيعية والأوبئة والطمع في خيرات الشرق كل هذه العوامل ساعدت على تجسيد الفكرة وممارستها.
الحملة الأولى:
كانت الحملة الأولى عندما طلب إمبراطور بيزنطة مساعدة عسكرية تتمثل في جيش من المرتزقة للدفاع عن عاصمته، فجاء الرد الأوروبي غير المتوقع وهو عبارة عن حملة صليبية، الأمر الذي أربك إمبراطور بيزنطة ووضعه في موقف حرج، ففي كليرمونت (وسط فرنسا) عقد المجمع الشهير في تشرين الثاني/ نوفمبر(1095م) حيث ألقى البابا "أربان الثاني" خطاباً حماسياً ألهب المشاعر الدينية لجماهير غفيرة اجتاحتها العواطف الدينية ودعا إلى حمل السلاح لحماية المسيحيين في الشرق من الاضطهاد، وتحرير كنيسة القيامة والمسيحية الشرقية عامة، وتعالت الصرخات العفوية "هذه إرادة الله" واندفع الناس نحو البابا مؤيدين دعوته، ووعد هؤلاء بأن يمحو الخطايا والإعفاء من الديون ورعاية الأسر أثناء الغياب والمرتدون سيحرمون من الكنيسة، وقد انتشرت هذه الحماسة من فرنسا إلى أن بلغت سائر أوروبا، وكانت فكرة الحملة الصليبية غريبة على بيزنطة على مستوى القمة والقاعدة الشعبية، فقد كان همهم مواجهة خطر السلاجقة، ونظرت بيزنطة إلى الصليبيين بارتياب، ورأت فيهم برابرة شأنهم في ذلك شأن السلاجقة الذين يهددونهم من الشرق، فعندما اقتربت الحملة الصليبية الأولى من القسطنطينية التي قادها الراهب "بيتر" حيث سبقتها سمعتها السيئة على طول طريقها من فرنسا إلى القسطنطينية، سارع الإمبراطور والذي عرف بدهائه الشديد إلى نقلها عبر المضيق إلى شاطئ آسيا الصغرى، حيث تركها طعما لسيوف السلاجقة في سلطة الروم.
وبعد فناء حملة بيتر الراهب في صيف (1096م)، بدأت قوات الحملة الصليبية الأولى تتجمع في غرب أوروبا وجيشها هو الأكبر في هذه الحملة متعددة القادة، وكان على هذه الجيوش أن تتجمع في القسطنطينية قبل الدخول إلى أراضي السلطنة السلجوقية وكانت فرنسا تشكل الثقل الرئيسي في الحملة.
بدأت الحرب بمشاركة شكلية من جيش الإمبراطور البيزنطي، مع السلاجقة في سلطنة روم، وبدأ محاصرتهم واحتلال الإمارات الواحدة تلو الأخرى، وواصلوا تقدماً في الجنوب نحو فلسطين فأخذوا (معرة النعمان) وقاموا بمذبحة كبيرة فيها وأخذوا بعض المناطق الأخرى متوجهين إلى الساحل وحصنوا مواقعهم في صور وعكا والقدس وتقدموا إلى القدس لاستكمال الحج إلى الأماكن المقدسة، وتابعوا طريقهم إليها في أيار/ مايو (1099م) وسار الجيش الصليبي أمام عكا وحيفا وأرسوف وقيساريا، ومن هناك انعطفت إلى الرملة عاصمة فلسطين وتابعوا إلى القدس وامتنعت عليهم المدينة فحاصروها من (7 حزيران/ يونيو إلى 15 تموز/ يوليو 1099م) وسقطت في أيديهم وقاموا بمذبحة رهيبة ضد السكان المحليين.
وبعد تأسيس مملكة أورشليم اللاتينية توجه قادتها إلى استكمال احتلال ساحل البلاد وداخلها.
أفاق الفاطميون على حقيقة احتلال الصليبيين للبلاد العربية وكان ذلك متأخراً، فحاولوا مواجهة الصليبيين وهزموا في معركة برية بالقرب من عسقلان في آب/ أغسطس (1099م) وانتقل بعدها الصليبيون لاستكمال احتلال مدن الساحل، أما عسقلان الفاطمية فقد ظلت تشكل خطراً على المملكة الصليبية حتى سنة (1153م)، وعندما سقطت أصبح الساحل بأكمله تحت سيطرة الصليبيين وخلال أكثر من خمسين عاماً، ظلت المناوشات مستمرة بين الفاطميين ومملكة أورشليم اللاتينية.
الحملة الثانية 1146-1149م:
احتدمت الصراعات الصليبية الداخلية وكذلك الصراع مع بيزنطة مما هيأ الفرصة للسلاجقة لاستعادة الأراضي التي خسروها، ولاحت فرصة قوية للإمبراطور "ألكسيوس" لانتزاع أنطاكيا من "بوهيمند" الذي وقع أسيراً في يد القائد التركي "أمير مالك غازي"، وتم التفاوض على افتداء "بوهيمند"، وبعد أن تم ذلك رفض تسليم أنطاكيا للإمبراطور. ألحق به السلاجقة هزيمة نكراء في حران عام (1104م) وخسر معظم الأراضي التي احتلها في سوريا.
وفي المقابل كانت مملكة أورشليم اللاتينية تتوسع في جميع الاتجاهات والتي ولدت حالة من النهوض في الموصل، ففي الموصل بدأت حركة عام (1113م) لتوحيد الإمارات الإسلامية في العراق وسوريا من أجل عمل مشترك ضد الفرنجة، ووصلت هذه الحركة ذروتها أيام عماد الدين زنكي الذي برز خلال الفترة (1127م-1146م) واستطاع فرض سلطته على حكام المقاطعات في العراق وسوريا ماعدا دمشق، وبذلك فتح عماد الدين زنكي مرحلة جديدة من الاشتباك مع الفرنجة، وامتدت إلى أيام ابنه نور الدين زنكي، ومن بعده صلاح الدين الأيوبي وصولاً إلى المماليك الذين تمت على أيديهم تصفية مملكة أورشليم اللاتينية.
العصر الأيوبي
ولد صلاح الدين يوسف بن أيوب في مدينة تكريت بالعراق لعائلة كردية سنة (1138م). وانتقل صلاح الدين الأيوبي إلى بعلبك بلبنان مع والده حيث عين قائداً عسكرياً في عهد عماد الدين زنكي، ثم انتقل مع عمه "أسد الدين شيركوه" إلى مصر (1164م)، وكان قد تولى الوزارة في القاهرة بعد موت عمه.
وفي سنة (1171م) ألغى الخلافة الفاطمية الشيعية وأعلن البيعة للخليفة العباسي السني المستضيء، ولذلك برز خلاف بينه وبين نور الدين زنكي انتهى بوفاة الأخير. بعدها سعى صلاح الدين لتوحيد مصر وسوريا تحت قيادته لتحقيق حلمه في القضاء على الصليبيين، وفي عام (1187م) كان هناك حدث تاريخي تمثّل بمعركة حطين والتي أحدثت انعطافاً في العلاقات بين الشرق والغرب، ووضعت الوجود الصليبي في الشرق موضع الدفاع عن النفس.
بعد معركة حطين أخذ صلاح الدين طبرية، ثم تقدم إلى عكا، وأذعنت مدن الجليل ومن ثم أخذ نابلس، ويافا، وغزة، وعسقلان، وبيروت، وصيدا كما أخذ الناصرة، وقيساريا، وصفد، وصفورية، والشقيف، وجبل الطور وغيرها، إلى أن جاء دور القدس فحاصرها وأخرج الصليبيين منها بموجب اتفاق، وصلى الجمعة في (27 تشرين الأول/ أكتوبر 1187م) في المسجد الأقصى. وتجمع الصليبيون في ثلاث مدن ساحلية هي أنطاكيا وطرابلس وصور.
الحملة الثالثة:
قاد الحملة الصليبية الثالثة ملوك أوروبا الأقوياء في ذاك الوقت وجاءت هذه الحملة بعد سقوط القدس تحديداً واستطاعت أوروبا أن تحشد قوتها برغم الخلافات بين ملوكها، واستطاعت هذه الحملة أن تصل إلى فلسطين وتحاصر عكا، وأسرع صلاح الدين إلى حصار الصليبيين، ومع وصول الفرنسيين والإنجليز دارت معركة كبيرة، واستمر الحصار المتبادل من (آب/ أغسطس 1189م إلى حزيران/ يونيو 1191م)، والذي سقطت في أثره عكا.
وفي 2 أيلول / سبتمبر (1192م) توصل الطرفان، بعد مفاوضات طويلة إلى اتفاق أقيمت بموجبه مملكة صليبية مركزها عكا وللمسيحيين الحق بزيارة الأماكن المقدسة في القدس والناصرة.
وبعد الصلح عاد صلاح الدين إلى دمشق بعد عشرين عاماً من الجهاد غير المنقطع فوافته المنية في 3 آذار/ مارس (1193م) وهكذا ظلت الحروب الصليبية مستعرة ولكن خارج فلسطين إلى أن جاءت فترة المماليك الأتراك.
المماليك
عُرف نظام المماليك بوجهه العسكري منذ عهد العباسيين، وقد برز في صفوف هذا الجيش سلالات حاكمة، فبعد زوال ملك الأيوبيين اتخذ هذا النظام وضعاً متميزاً، فقد كانت نهاية ملك بني أيوب على أيديهم وأسسوا ملكاً في مصر وبلاد الشام، دام أكثر من قرنين ونصف.
تمكن المماليك من إنقاذ مصر في اللحظة الأخيرة وذلك بعد أن أفلحت الحملة الصليبية السابعة باحتلال دمياط والتقدم نحو القاهرة بينما كان الصالح أيوب على فراش الموت وفي لحظات الشدة توفي أيوب، وفي تلك اللحظة اجتمع المماليك وعزموا على قتال الصليبيين فهزموهم، وكان قد ظهر على الساحة "الظاهر بيبرس" المؤسس الحقيقي لدولة المماليك وبهذا أصبح المماليك على سدة الحكم في مصر واكتفى الأيوبيون ببلاد الشام ولكن لم يدم ذلك طويلاً وذلك لأن المغول بقيادة "هولاكو" كانوا قد توجهوا إلى الشرق ودخلوا بغداد وقضوا على العباسيين وخربوا البلاد ودمروا حضارتها سنة (1260م) وساروا إلى دمشق التي لقيت نفس المصير، وبعثوا يهددون "السلطان قطز" الذي تولى الحكم في القاهرة في (1259-1260م)، وإزاء هذه التهديدات عمل "قطز" على لم شمل المسلمين وانضم إليه "بيبرس" وتقدموا لملاقاة المغول فاصطدموا بطلائعهم عند غزة وهزموهم وتابعوا المسير إلى أن تجمعت قواتهم في عين جالوت (مرج بن عامر) وهناك التقى الجيشان في معركة شرسة في 6أيلول/ سبتمبر (1260م) انتصر فيها المماليك، وقد غير هذا الانتصار وجه التاريخ في غرب آسيا.
بعد ذلك عزم "بيبرس" على تصفية الوجود الصليبي، وتولى الحكم بلقب الظاهر في (1260-1277م)، ودأب على ترتيب أوضاعه الداخلية وتفرغ لمقارعة الصليبيين، ولكنه مات وهو يقاتل في من تبقى من الصليبيين في الشرق في عام (1277م).
العهد العثماني
العهد العثماني:
مع مطلع هذه الفترة التي انتهى فيها الحكم المملوكي وانضوى في معظم أقطار الوطن العربي في إطار الدولة العثمانية التي دام حكمها قرابة الأربعة قرون. امتد سلطان الدولة العثمانية المتمركزة في اسطنبول على البلقان والأناضول خلال قرنين من الحروب والتوسع.
وفي ظل هذه القوة المركزية والبارزة في المنطقة بدأ تزايد الصراع على النفوذ بين ثلاثة قوى هي الدولة العثمانية والدولة الصفوية الناشئة في تبريز، والمماليك من جهة ثالثة، ففي آب/ أغسطس (1514م) كانت الموقعة الأولى الفاصلة بين الدولة العثمانية بزعامة "سليم الأول" والدولة الصفوية بزعامة "الشاه إسماعيل" في (جالديران) قرب (تبريز) وانتصر فيها العثمانيون بفضل فعالية السلاح الناري الذي كانوا يتفوقون في استخدامه.
وبعد عامين هزم العثمانيون المماليك في موقعة حاسمة في (مرج دابق) قرب حلب في (23 آب/ أغسطس 1516م)، وكان ذلك نهاية السلطة المملوكية باحتلال العثمانيين لمصر.
وفي نفس العام دخل "سليم الأول" بلاد الشام دون أدنى مقاومة وذلك لكره الشاميين للمماليك في ذاك الوقت من جهة، و خوفهم من العثمانيين من جهة أخرى.
وبعد موت "سليم" تولى السلطة ابنه "سليمان" (1520 -1566م) والذي لُقب بسليمان القانوني نظراً لكثرة القوانين التي أصدرها في شؤون تنظيم الدولة. وفي عهده بلغت الإمبراطورية العثمانية مبلغها في الاتساع والازدهار، وامتدت على ثلاث قارات، كما ورثت الخلافة العباسية والإمبراطورية البيزنطية وأصبحت "اسطنبول" مركزاً للعالم الإسلامي وانبعاث الحضارة الإسلامية من جديد. ولكن بعد اكتشاف أمريكا ورأس الرجاء الصالح وبداية النهضة الأوروبية بدأ مركز القوة يتحول إلى الغرب.
ظاهر العمر الزيداني:
وُلد ظاهر العمر في العقد الأخير من القرن السابع عشر، وبعد موت والده تولى جزءاً من التزام والده في قريتي عرابة والدامون بفلسطين، حيث كان يعمل "مقاطعجي" صغير في أعمال سنجق صفد، وبدأ ظاهر بتوسيع التزامه عبر التحالف مع القبائل البدوية، ودخل في صراعات حدودية وأصبح يعمل على تقوية جيشه وتحصين مناطق حكمه مستغلاً انشغال الأتراك بحروبهم مع روسيا، وكوّن قوة رادعة مركزية في فلسطين، وأخذ حيفا، ويافا، واللد ونابلس، وبعد فترة غير قليلة من حكمه والتي اكتنفها المناوشات والاقتتال ضعفت قوته وحاصره الأسطول العثماني وزحف ضده جيش كبير أنزل به ضربة قاصمة وقتل ظاهر العمر وانتهى حكمه وحكم الزيادنة لأن أبناءه لم يكونوا مؤهلين للحكم فأجهز عليهم "أحمد الجزار" "آغا".
أحمد باشا الجزار:
برز "الآغا أحمد" الملقب بالجزار على مسرح الأحداث في عكا وهو مملوكي بوسني الأصل. وتميز حكم الجزار الذي ولي على ولاية صيدا وعلى ولاية دمشق بشكل متقطع ما بين (1775م) وحتى وفاته في (1804م) بسيطرته على القوى المحلية في فلسطين وجبل لبنان وتحديه للعثمانيين وإدخال ولاية دمشق ضمن دائرة نفوذه.
حملة نابليون بونابرت (1798-1801م):
تعد حملة نابليون على مصر وبلاد الشام بداية الصراع الاستعماري الأوروبي لاحتلال أقطار الوطن العربي في أعقاب الثورة الصناعية في أوروبا. فقد توجه "نابليون بونابرت" بحملته إلى بلاد الشام بعد انتصاره على المماليك ودخوله القاهرة في (21 تموز/ يوليو 1798).
اقتصرت حملة نابليون بونابرت على فلسطين، ولم تتجاوز الشريط الساحلي منها سوى منطقة الناصرة – طبرية، حيث هزمت الجيش العثماني، وبدأت الحملة باحتلال منطقة قطبة على الحدود مع الشام في (23/12/1798م) في سيناء ثم قلعة العريش، وبعد ثلاثة شهور أخذت الحملة بالتراجع إلى مصر بعد فشلها في احتلال عكا في (20 آيار /مايو 1799م).
وفي (28 شباط/ فبراير) سار الجيش الفرنسي وفي طليعته "كليبر" باتجاه أسدود ثم إلى قرية يبنه والرملة ويافا، كما استولوا على حيفا بعد قتال شديد، ومن ثم توجه إلى عكا التي تتمتع بأسوار قوية وحصون متينة فلم يستطع أن يدخلها، ودارت معارك قوية، هاجم أهل عكا فيها الفرنسيون بمشاركة الإنجليز وبعض القوات العثمانية، وحاول نابليون اقتحام أسوار عكا سبع مرات باءت جميعها بالفشل، وسرعان ما دب الطاعون في الجيش الفرنسي بسبب كثرة القتلى من الطرفين.
وفي (10 أيار/ مايو) كتب نابليون إلى حكومة الإدارة في باريس بأن احتلال عكا لا يستحق كل هذه الخسائر، فقرر الانسحاب إلى مصر ومواصلة الهجوم عليها، وفي أثناء ذلك وصلت مراسلة من باريس تطلب من نابليون وجوب العودة إلى فرنسا، وكان قد انسحب بعد حصار دام أربعة وستين يوماً في (20آيار/ مايو 1799م).
حملة محمد علي:
بعد انسحاب نابليون، عاد الجزار وفرض سلطته على البلاد وازداد في تسلطه وبطشه وأثقل كاهل السكان بالضرائب لتعويض خسائره في الحروب، لكنه ما لبث أن تُوفي سنة (18
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فلسطين عبر التاريخ العصر الحجري القديم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» موجز تاريخ فلسطين من العصر الحجري إلى الفتح الإسلامي
» موجز تاريخ فلسطين من العصر الحجري إلى الفتح الإسلامي ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
» ما هو التاريخ القديم للمسجد الأقصى؟
» فلسطين عبر التاريخ
» فلسطين في العصر العباسي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى فلسطين-
انتقل الى: