ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 فلسطين 1948ستون عاماً على النكبة ستون عاماً من النضال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

فلسطين 1948ستون عاماً على النكبة ستون عاماً من النضال Empty
مُساهمةموضوع: فلسطين 1948ستون عاماً على النكبة ستون عاماً من النضال   فلسطين 1948ستون عاماً على النكبة ستون عاماً من النضال Emptyالجمعة يونيو 10, 2011 4:02 pm

فلسطين 1948ستون عاماً على النكبة ستون عاماً من النضال I2v2J-1jvY_378305566

فلسطين 1948ستون عاماً على النكبة ستون عاماً من النضال
مقدمـة:
مضى ستون عاماً على النكبة الفلسطينية، وتقديراً للنضال الوطني لجماهير الشعب العربي الفلسطيني في فلسطين 1948، جاء هذا الكتيب ليؤكد على الدور الذي يقومون به في مواجهة الاحتلال الصهيوني الذي سعى لطمس التراث العربي وتهويد الأرض والإنسان من خلال تدمير القرى ومصادرة الأرض وبناء المستوطنات ومحاولات تهويد وصهينة الإنسان العربي.
إن الشعب العربي في فلسطين المحتلة 1948 يستحق أن يؤرخ لنضاله، وأن يسجل أدائه الوطني والقومي حفظاً للذاكرة العربية القومية، وتأكيداً على عروبة فلسطين وعروبة شعبها وتمسكه بحقوقه الوطنية الثابتة.
مضى ستون عاماً على الاحتلال الصهيوني ولازال الاحتلال مستمراً، وهذه حقيقة مُرّة ولكن.. ستون عاماً مرّت ولازال النضال الفلسطيني مستمراً يواجه هذا الاحتلال العدواني، وهذه حقيقة مضيئة في تاريخنا سجلها شعبنا العربي الفلسطيني الصامد في المنطقة المحتلة عام 1948، والذي أفشل بنضاله كافة المخططات الصهيونية لصهره في المجتمع الصهيوني وإلغاء عروبته واستمر في نضاله.
لأنه صراع وجود لشعب كان أكثرية قبل حرب 1948، فوجد نفسه أقلية في ظل تدفق بشري يهودي في هجرات متتالية من جميع أنحاء العالم، مدعومة بآلة عسكرية مدمرة وقيادة عنصرية تسعى إلى إقلاع وجود هذا الشعب الفلسطيني من جذوره الممتدة في أعماق أرض وطنه فلسطين، والاستيطان عليها لبناء مجتمع جديد يهودي خالٍ من العرب.
ونتيجة لحرب 1948، أصبحت الأرض الفلسطينية بمساحة 20,500,000دونم من أصل 26,305,000دونم تحت سيادة الصهيونية أرضاً عربية مستباحة، وأصبح الشعب الفلسطيني مشرّداً داخل وطنه وخارجه. وانطلاقاً من الشعار الصهيوني أن فلسطين " أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، أخذت القيادة الصهيونية التي انتهكت حقوق الشعب الفلسطيني على مرأى من العالم بأسره، حين احتلت فلسطين وطردت أكثر من 750,000 ألف إنسان عربي منها، تسعى جاهدة لطرد باقي العرب والبالغ عددهم 156,000 ألف نسمة ومصادرة باقي الأراضي للاستيطان عليها.
استمر الصراع الذي خاضه الشعب الفلسطيني ضد جيوش الاحتلال المختلفة على مر التاريخ والطامعة بأرض فلسطين، تلك الجيوش التي كانت دائماً تخرج مهزومة دافعة ثمن عدوانها على هذه الأرض المقدسة. وإن الأجيال التي بدأت صراعها ونضالها بعد حرب 1948، هي نفسها التي ناضلت ضد الاحتلال الإنجليزي وضد العصابات الصهيونية، ولكنها بعد الحرب وجدت أن عليها تطوير أسلوب نضالها المستمد من التراث النضالي التاريخي للشعب الفلسطيني لكي يتلائم مع الواقع الجديد الذي وجدت نفسها فيه.
إذن فلسطينيو 48 لم يبدأوا نضالهم من الصفر، بل كان امتداداً للتراث النضالي العام لشعب فلسطين، وإن تميّز نضالهم بخصوصية وضعهم تحت الاحتلال الصهيوني المباشر، إلا أنه كان جزءاً من حركة النضال الوطني الفلسطيني التي هي جزء من حركة النضال العربي، وكما أثرت القضية الفلسطينية في الحركة القومية العربية، كذلك تأثرت هي بدورها بتلك الحركة نتيجة للعلاقة الجدلية بين الطرفين، فأثرت على فلسطينيي 48.
من هذا المنطلق، نتعرف على خصوصية نضال فلسطينيو 1948، الذين صمدوا وصبروا، وإذا كان يضرب المثل بالصبر الفردي على "أيوب"؛ فإن الشعب الفلسطيني هنا قد ضرب مثالاً بالصبر الجماعي ليصبح قدوة لشعوب العالم. إذ أن صبر هذا الشعب الأعزل والمعزول عن العالم تحت سيطرة حكم عسكري مدجج بأسلحة الإرهاب وبقيادة عنصرية حاقدة تصب جام غضبها المشحون بالحقد بشكل يومي وبأوامر عسكرية تقيد كل حركة وسكون له مستفردة به في ظل تعتيم إعلامي كامل على أوضاعه، فارضةً كل الأوامر التي تضيّق سبل العيش أمامه، حتى تدفعه إلى الهجرة والرحيل عن وطنه. إن الصمود في ظل هذه الأوضاع يستحق الثناء والتقدير والاعتزاز.
وقد تطور نضال فلسطينيو 48 بدءاً من عرائض الاحتجاج الشعبي وصولاً إلى الكنيست الإسرائيلي مروراً بالعنف الثوري ضمن عدة مراحل كالآتي:

* المرحلة الأولى 1948 – 1959:
بعد الاحتلال سنة 1948، وجد جزء من الشعب الفلسطيني نفسه معزولاً عن باقي شعبه وعن أمته العربية التي خاضت جيوشها تلك الحرب ومُنيت بالهزيمة. ويتكون العرب الذين بقوا على أرضهم من طبقات الفلاحين والعمال والبرجوازية الصغيرة، وهذه الطبقات متقاربة إلى حدٍ ما من بعضها في مستواها المعيشي. كما أنها تعرضت لظروف واحدة من الاضطهاد والاستغلال والقهر القومي، مما سهّل إمكانية توحيد موقفها تجاه الاحتلال، وإن كانت تطغى بعض الصراعات الفكرية والاجتهادات السياسية أحياناً فتبعثر قواها.
على إثر إلغاء قوانين الطوارئ 1945، عشيّة خروج القوات البريطانية من فلسطين في 14/5/1948؛ أصبحت البلاد بدون قانون، تحكمها عصابات صهيونية لم تكتف بما مارسته من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، فبدأت عمليات منظمة لترحيل من تبقى منهم استناداً لعنصرية دينية وسياسية. فقد ورد في التوراة "إن لم تطردوا سكان الأرض من أمامكم، يكون الذين تستبقون أشواكاً في أعينكم ومناخس في جوانبكم".
وأما قائد الجيش الصهيوني ييجال يادين فقال: "وجود أقلية قومية بيننا، يشكل خطراً في أوقات الحرب والسلم".
وتعتبر قضية إقرت وكفر برعم أحد الأمثلة البارزة لهذا الموضوع، بينما تم طرد سكان قرية عين غزال وجبع وتدميرهما في 18 – 25/7/1948، وإجلاء سكان قرية عنان إلى خارج الحدود في 4/2/1949. أما قريتي إقرت وكفر برعم فتم إجلاء السكان لفترة مؤقتة أسبوعين وإلى الآن يناضل سكان هاتين القريتين للعودة إليهما رغم أن العدو قد دمرهما ليلة عيد الميلاد في 25/12/1951، ولم يُبقِ إلا على الكنيسة، ويذكر أن سكانهما من المسيحيين.
وقد ضرب سكان القريتين مثالاً في النضال والإصرار على العودة، فمن خلال محكمة العدل العليا، أخذ الأهالي قراراً بالعودة إلى إقرت في 31/7/1951 وإلى كفر برعم في 1/9/1953، ولكن القرار لم يطبق حتى الآن، لماذا ؟ "لأسباب أمنية ". وتوجه المطران ريا برسائل إلى البابا بولس السادس وجميع المطارنة وقام بحملة تحريضية عالمية ولم يغير الحكم العسكري موقفه وألغي الحكم العسكري واستمر النضال للعودة إلى القرى المهدومة.
وفي هذه المرحلة، وإلى جانب ترحيل السكان، قامت سلطات الاحتلال بمصادرة الأراضي في جميع قرى فلسطين من أصحابها الصامدين، غير تلك الأراضي التي تمت مصادرتها بقانون "الغائب" وغيره من القوانين وخاصة " قانون الأمن" الذي يسمح للحاكم العسكري بإغلاق المنطقة ومصادرة الأراضي. وقد صدر القانون في 25/12/1948، فاستولى الحاكم العسكري على 13 قرية عن طريق إغلاقها.
وقد بدأ الصراع على الأرض منذ أن وطئت أقدام أول مستوطن على أرض فلسطين، ولكن الصراع لم ينته لا بالاستيلاء عليها ولا بفرض القوانين الصهيونية لسلبها، بل مازال مستمراً بفضل استمرار فلسطينيو 48 بالنضال وصمودهم البطولي في الوطن المحتل.
وهكذا، فإن الصمود والبقاء على هذه الأرض وعدم الهجرة عنها كانت ولا زالت إلى جانب التشبث بتراب الوطن أهم إنجازات المرحلة الأولى والتي حسمت معركة إثبات الوجود الفلسطيني والإقرار به وإن لم تحسم أمر سيادته على أرضه حتى الآن، فلأن الصراع لم يحسم نهائياً ومازال النضال مستمراً.
وتمتاز هذه المرحلة بمصادقة الكنيست الأولى في 27/7/1949 على تمديد العمل بأنظمة الطوارئ البريطانية بعد تعديل ما يتعلق بالهجرة اليهودية فيها، وكذلك تأسيس الحكم العسكري الذي امتاز بعد " أنفاس" العرب ومحاسبتهم بكل ما يقومون به من عمل أو تفكير. فقد بلغت أنظمة الطوارئ 170 نظاماً تعلقت بجميع جوانب الحياة العربية لكي يمارس الحاكم العسكري كل صنوف الضغط على السكان العرب حتى يرحلوا بأنفسهم بعد فشل ترحيلهم بالقوة.
ولم يتورع الحكم العسكري عن القيام بمذبحة في كفر قاسم بتاريخ 28/10/1956، لإرهاب الفلسطينيين في منطقة 1948 كي يهاجروا إلى الخارج، ولكن دماء 57 شهيداً اختلطت بتراب الوطن لتغذي جذور الزيتون ولتنبت أزهاراً تؤكد استمرار النضال وتؤكد الصمود والبقاء وفلاحة الأرض التي لا يستغني الفلاح عنها.
صمدوا ولم يرحلوا وحافظوا على نسبتهم 11% رغم كل الهجرات اليهودية وإصدار قانون العودة سنة 1950، ليسمح لكل يهودي أينما كان موطنه الأصلي "بالعودة إلى إسرائيل" لزيادة الكثافة السكانية اليهودية، والتغلب على الوجود السكاني العربي الفلسطيني، وامتصاص حجمه في داخل المجتمع اليهودي بعد أن فشلت محاولات ترحيله نهائياً وتفريغ الأرض الفلسطينية من السكان العرب لبناء مجتمع "يهودي نقي".
وفي أسلوب آخر لطمس الهوية الوطنية، قررت سلطات الاحتلال فرض الجنسية الإسرائيلية على فلسطيني 48، وكان الموقف خطيراً، فإما أن تحصل على الجنسية أو تعتبر غائباً، فتفقد الحق في أملاكك وتتعرض للطرد إلى الخارج.
وأمام خيارين أحلاهما مر، تم قبول الجنسية من أجل استمرار الصمود والبقاء على الأرض !!.
* كيفية النضال في المرحلة الأولى:
إن الشعب الفلسطيني غني بتراثه النضالي، ولذلك، لا يعدم الحيلة من أجل مقاومة الأعداء، واستناداً لهذا التراث، فقد خاضت الجماهير نضالها بروح وطنية قومية تربطهم ومصير واحد يواجههم، وقد أدركوا إمكانياتهم الذاتية المنفصلة إجبارياً عن الحركة الوطنية والقومية في خارج الوطن، ولكنها مؤمنة بأن استقلالها وتحريرها مرهون بتطور وإمكانيات الحركة القومية العربية التي هي جزء منها، وأن البُعد القومي للنضال هو العنصر الحاسم في معركتها من أجل التحرير.
لهذا فقد شقّوا طريقهم النضالي بما رأوه يتناسب مع الواقع الجديد، فاختلفت الأساليب والوسائل عن النضال من خارج الوطن، رغم أن الخارج كان دائماً له تأثير كبير على نضالهم. وقد استخدمت في هذه المرحلة الأساليب السلمية والجماهيرية رغم أن الحكم العسكري كان يحولها أحياناً إلى عنيفة باستخدامه أدوات القمع وإطلاقه النار على الجماهير كما حدث في المظاهرة العمالية في أول أيار 1958 في الناصرة، حيث انفجر الصراع واستخدم الحكم العسكري عنفه في تفريق المظاهرة فأصاب عدداً من العمال بجراح واعتقل العشرات وزجهم في السجون.
صحيح أن العدو شرس جداً، ولكن الإمكانيات الذاتية لم تكن تسمح لفلسطينيي 48 بأكثر من النضال السلمي وهكذا كان:
1- التشبث بالأرض وعدم بيعها والدفاع عنها بشتى الوسائل السلمية، وقد تطلب ذلك الاهتمام بالأرض حراثةً وزراعة وحراستها أيضاً.
ويذكر أن تقرير لجنة تحكيم فلسطين التابعة للأمم المتحدة الذي صدر عام 1951، يؤكد أن 80% من أراضي دولة "إسرائيل" هي ملك للاجئين الفلسطينيين.
2- استخدام الأدب من شعر ونثر بأسلوب رمزي لمقاومة الاحتلال، ولاشك أن الأدب دائماً يمهّد للثورة، وقد استخدم الأدباء الفلسطينيون أقلامهم في كتابة الشعر والنثر وإن كان الشعر قد لعب دوراً أكبر في تحريض الجماهير، كما أن الزجالون أثاروا الحماس في نفوس الجماهير بإلقاء الزجل الشعبي وخاصة في الأعراس. ولذلك، فقد زجّت سلطات الاحتلال بالعديد من الكتّاب والشعراء والزجّالين في السجون بسبب دورهم الثقافي التحريضي من أمثـال: محمود درويش وسميح القاسم، ولكن السجن كان حافزاً جديداً للمقاومة، فقد كتب الشاعر حنا أبو حنا في سجن الرملة عام 1958، يقول:
خسئوا فما حبسوا نشيدي بل ألهبوا نار القصيد نار تأجج لا تكبل بالسلاسل والقيود
3- كانت المظاهرات والاعتصامات والإضرابات طريقة أخرى لمواجهة الظلم العسكري الصهيوني، وبشكل جماهيري كثيراً ما كان يؤدي خروج الجماهير إلى الشوارع للتعبير عن رأيها بالتضحية بالأرواح والدماء، ولكنها كانت تجدد هذا النشاط الجماهيري لتؤكد موقفها الرافض للاحتلال ومسلكيته العنصرية.
4- كان رفض الأوامر العسكرية والتمرد عليها أسلوب آخر في مواجهة الحكم العسكري الذي كان يضيق الخناق يومياً بأوامره العسكرية المجحفة مثل: فرض الإقامة الجبرية في البيت أو القرية، ومنع التجول عند الغروب... إلخ، مما دفع فلسطينيو 48 إلى رفض هذه الأوامر التي أصبحت تمارس لإذلالهم ليس إلا.
5- رفض الالتحاق بالجيش وأداء الخدمة العسكرية على قاعدة أنهم يحملون الجنسية الإسرائيلية بهدف تحطيم انتمائهم الوطني وإذابتهم في البوتقة الصهيونية.
6- التنظيم الحزبي في المرحلة الأولى: إن الحزب هو الأداة التي تنظم العمل الجماعي، وخير وسيلة لتحقيق أهداف الجماهـير، وبدونه يبقى العمل مبعثراً فردياً ويَسهل القضاء عليه، ولخطورة هذه الوسيلة، فقد منع الحاكم العسكري إقامة أحزاب عربية وعرقل ظهورها.
أما الحزب الشيوعي الفلسطيني، فقد نال اعترافاً رسمياً به على ضوء اعتراف الاتحاد السوفيتي "بإسرائيل". وقد قامت عصبة التحرر الوطني " الشيوعيون العرب الذين بقوا في منطقة 48 " بحل الحزب والانضمام للشيوعي الفلسطيني "اليهودي" وتم اختيار اسم الحزب الشيوعي الإسرائيلي ليجمع الطرفين العربي واليهودي. وقد تميز بأنه ضد الصهيونية ولكنه مع "إسرائيل" وحقها في الوجود !! وهكذا فصل ما بين الصهيونية و"إسرائيل".
وأمام هذا الواقع التحق عدد كبير من المناضلين في صفوف الحزب الشيوعي الإسرائيلي ليس قناعةً بأفكاره، بل لاستخدامه وسيلة للتعبير عن رأيهم ضد الاحتلال العسكري والصهيونية وفضح السلوك العدواني "لإسرائيل" والنضال من أجل التخلص من كابوس الحكم العسكري الرازح على صدورهـم.
ونظراً لازدياد قوة التيار الناصري في صفوف فلسطينيي 48، فقد عقد في 6/7/1958 مؤتمرين في الناصرة وعكا يجمع الشيوعيون والقوميون وشخصيات مستقلة، تمخّض عن المؤتمرين نشوء الجبهة العربية التي تهدف إلى المطالبة بحقوق العرب وهي:
1. إعادة القرويين المهجرين إلى قراهم.
2. وقف سلب الأراضي العربية.
3. إلغاء الحكم العسكري.
4. إلغاء التمييز العنصري.
5. استعمال اللغة العربية في جميع الدوائر الرسمية.
6. عودة اللاجئين إلى أراضيهم وممتلكاتهم.
ولعدم تسجيل الجمعية بهذا الاسم لمخالفتها قانون الجمعيات العثماني 1909، والذي يحظر تسجيل جمعيات بصيغة قومية، فقد تقرر تسجيلها باسم " الجبهة الشعبية لمقاومة الاستعمار" وأصبحت تعرف فيما بعد باسم "الجبهة الشعبية الديمقراطية ". وبعد ستة شهور من نضالها السياسي، أقامت فروعاً في الناصرة، عكا، حيفا، الطيبة، وكفر ياسيف، ويافا الناصرة. مما أرعب الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، فشنّت حملات الاعتقال وفرضت الإقامة الجبرية ومنعت إصدار تصاريح للتنقل لنشطاء الجبهة، وتحركت القوى الصهيونية داخل الحزب الشيوعي لتدفع باتجاه الانشقاق وتفسيخ الجبهة الشعبية، تلك التجربة الرائدة والعظيمة التي جمعت القوميين والشيوعيين في إطار نضالي واحد وخلال المرحلة الأولى من النضال. ولكن هذه التجربة لم تدم أكثر من سنة واحدة، فقد كان للصراع بين التيار القومي والأحزاب الشيوعية في سوريا ومصر ورد فعل الحزب الشيوعي الإسرائيلي بتأييده الأحزاب ضد الناصرية والقومية أثر في عملية الانشقاق، وكان التيار الصهيوني في الحزب الشيوعي الإسرائيلي بالمرصاد لاستغلال الظرف السياسي ومحاربة القومية العربية ومحاربة التعاون مع التيار القومي فـي فلسطيـن 48.
* العناصر المؤثرة في النضال:
من الطبيعي أن يحتاج شعب ما تعرض للحرب من دمار وخراب واحتلال عسكري استيطاني إلى عدة سنوات لينهض من بين الأنقاض والرماد ويلملم جراحه ويبدأ نضاله من أجل الاستقلال. ولكن الشعب الفلسطيني قاوم الاحتلال من بين الأنقاض وهو تحت الرماد مستمراً في نضاله التاريخي، معتمداً على تراثه النضالي البطولي في مواجهة المحتلين. وقد ساهمت عدة عناصر في تفعيل هذا النشاط النضالي لفلسطينيي 48 وكان أهمها:
أولاً: ممارسات الحكم العسكري الصهيوني:
على قاعدة كل فعل له رد فعل؛ فإن أفعال سلطات الاحتلال ضد فلسطينيي 48 والتي تمثلت في القضايا التالية:
1. الاستيلاء على الأراضي العربية.
2. طرد العرب وتهجيرهم.
3. إخضاع الصامدين في الوطن.
لاقت ردود أفعال تضامنية منهم إذ أن الممارسات كانت تشمل جميع طبقات وفئات الشعب الصامد على أرضه، وقد كان لتصرفات الحاكم العسكري تأثيراً في زيادة الحقد القومي والطبقي والذي أدى غليانه إلى الانفجار الشعبي للتعبير عن رفض هذا الحكم الاحتلالي الاستيطاني.
فقد فرض منع التجول طوال 14 عاماً على جميع قرى المثلث في أغلب ساعات الليـل، بينما أصدر 315 أمر اعتقال إداري في الفترة ما بين 1956/1957، وهو اعتقال بأمر عسكري لأي مواطن ولأي فترة يراها الحاكم مناسبة حتى ولو كانت مدى الحيـاة. وكانت بعض الأوامر العسكرية فيها إذلال واضح وسخرية من المواطن العربي، فمثلاً: صدر في آب 1958 أمراً عسكرياً ضد بدوي اسمه أحمد حسن، من عرب الوادي في الجليل ويقضي الأمر " أن يجلس كل يوم من طلوع الشمس حتى مغيبها وطوال ستة شهور تحت شجرة خروب كبيرة تقع غربي قرية دير حنا ".
ولأن طبقة الفلاحين هي الأغلبية من أبناء فلسطين 48، فإن الصراع على الأرض ومصادرتها كان ولازال حتى الآن صراع حياة أو موت. وأن سلطات الاحتلال التي فرضت سيادتها على 80% من أراضي فلسطين، عملت على قضم القطع الصغيرة، ولاحقت أراضي القرى حتى أنها صادرت مليون دونم عام 1960. ولم يكتف الحاكم العسكري بمصادرة الأراضي، بل مارس عمليات تهجير قهري للسكان، وتدمير قراهم. وكانت قد دمرت 478 قرية ما بين 1947 – 1949، بينما عمل على تقليص عدد السكان الباقين من الشعب الفلسطيني على أرضهم، فمن إقرت إلى كفر برعم إلى طرد 700 فلسطيني من كفر ياسيف إلى الحدود الأردنية، نقلاً بالشاحنات في 28/2/1949، بينما طرد سكان 13 قرية من وادي عارة إلى خارج الحدود في تشرين ثاني 1951. إن هذه الأمثلة هي جزء من الرصيد الإجرامي لسلطات الاحتلال الاستيطاني هذا الرصيد الذي كان حافزاً قوياً لاستمرار النضال.
ثانياً: حركة المقاومة الفلسطينية:
نتيجة لتوفر إمكانيات التدريب والتسليح، فقد قام الفلسطينيون بعمليات فدائية منطلقين من الأراضي العربية المحيطة بالأراضي المحتلة 1948، وقد تم رصد العمليات في الفترة ما بين 1951/1955 فكانت كالتالي:

الانطلاق عدد القتلى اليهود
الأردن 701
مصر 199
سوريا 55
لبنان 6
وقد كان لهذه العمليات الفدائية أثرها في تصعيد حدة النضال بين فلسطينيو 48 وخاصة تلك العملية الكبيرة التي انطلقت من غزة في 25 نيسان 1956، وشارك فيها 300 فدائي واستشهد منهم مائة فدائي على تراب فلسطين 48، وقد استطاعوا ضرب مستوطنة ريشون ليتسيون التي تبعد 47كم عن الحدود بينما تبعد 15كم عن تل أبيب.
وكانت الإدارة المصرية بعد ثورة عبد الناصر قد عملت على تجنيد الفدائيين وإرسالهم للاستطلاع داخل المناطق المحتلة ومعرفة تحركات العدو العسكرية، ثم تطور العمل الفدائي إلى القيام بعمليات مواجهة وقد أدت عملياتهم البطولية إلى دعم النشاط القومي في منطقة 48 والذي أفرز فيما بعد "حركة الأرض" القومية.
ثالثاً: الحركة القومية العربية:
كان لثورة يوليو في مصر تحقيق الوحدة العربية مع سوريا وقيام الجمهورية العربية المتحدة، وكذلك تأميم قناة السويس وسقوط مشروع أيزنهاور وحلف بغداد، وتصاعد حرب التحرير الجزائرية أثره في بعث التفاؤل بمستقبل حر. وساهم في رفع الوعي القومي والتقدمي بين جماهير 48 ليدفعها إلى الأمام في مسيرتها النضالية مؤمنة بسندها العربي القومي عاقدةً الأمل على قوة الحركة القومية العربية في التحرير والاستقلال، ويؤكد سميح القاسم على ذلك بقوله "كان الطابع الشامل للشبان العرب الفلسطينيين من طلاب وعمال وفلاحين هو النزعة الناصرية والشعارات الأساسية التي طرحها عبد الناصر: الحرية والاشتراكية والوحدة ".
وقد انعقد أول مؤتمر شعبي قطري للدفاع عن الأراضي في 11/2/1956 وقامت أول مسرة شعبية في أول أيار 1958 احتفالاً بعيد العمال وتحدياً لسلطات الاحتلال، وقد برز في هذه المرحلة التيار القومي العربي المتعاطف مع الناصرية مما دفع الحزب الشيوعي للتحالف معهم في نضالٍ مشترك.

رابعاَ: حركة التحرر العالمي:
لاشك بأن انتصار حركات التحرر العالمي وتحقيق الاستقلال لعدد كبير من دول العالم من نير الاستعمار العالمي، وكذلك موقف المنظومة الاشتراكية وخاصة الاتحاد السوفياتي ضد الإمبريالية العالمية، تأثيراًَ على تشديد النضال ضد الصهيونية في داخل فلسطين 48، وكان للموقف السوفياتي المؤيد لثورة عبد الناصر دوراً في التأثير على توحيد التيار القومي والشيوعيين في مواجهة الحكم العسكري الصهيوني.
* أهداف النضال في المرحلة الأولى:
لقد تطور النضال منذ بداية الاحتلال 1948/1958 من النضال فردي إلى النضال الجماعي، وقد حمل في طيّاته مجموعة من الأهداف التي تتناسب مع الوضع الخاص لإمكانياتـه، فكانت أهدافه كالتالي:-
أولاً: الصمود والبقاء في داخل حدود الكيان الجديد ليكونوا شوكة في حلق الصهيونية.
ثانياً: التشبث بملكية الأرض والحفاظ عليها.
ثالثاً: استعادة الحياة الطبيعية اليومية وذلك يتطلب:
1. النضال لإلغاء الحكم العسكري.
2. الحصول على الحقوق السياسية والاجتماعية.
وإن هذه الأهداف هي ضمن الحفاظ على التراث الوطني والقومي الذي ينتمي له فلسطينيـو 48. وبعد أن بقوا في أرضهم متشبثين بها وصمدوا رغم كل القهر والاضطهاد، أخذوا يعملون باتجاه إقامة المجالس المحلية لتسيير شؤونهم الخاصة في القرى والمدن التي يعيشون فيها. وقد وقّع 95% من أهالي قرية البعنة سنة 1949 على أول عريضة لتأليف مجلسهم البلدي، ولكن الاحتلال رفض وقام بتعيين المجالس دون انتخابات، فبدأ العرب بإقامة الخدمات لأنفسهم بنشاطهم وهمتهم واستمروا في نضالهم لإقامة المجالس المنتخبة.
* المرحلة الثانية 1959 – 1967:
لم يكن هناك لحظة سكون بين المرحلة الأولى والثانية، بل أن المرحلة الثانية تشابكت بداياتها داخل المرحلة الأولى والتي امتدت جذورها في أعماق التراث النضالي الفلسطيني، بينما امتدت آفاقها عبر المرحلة الثانية لتؤكد استمرارية النضال الفلسطيني ضد الاحتلال.
صحيح أن الكيان الصهيوني قد وضع حاجزاً حدودياً حاصر فلسطينيو 48 ومنع الاتصال بينهم وبين الأمة العربية، إلا أن التواصل الفكري القومي بقي يعمل بجهود مضنية لاستعادة أنفاس هذا الشعب الذي عاش الهزيمة وشعر بالخذلان اتجاه العرب، فجاءت ثورة عبد الناصر لترفع من وتيرة المشاعر القومية وتشد من أزر القوميين العرب تحت سلطة الاحتلال. وهكذا فقد حمل التيار القومي في رحمه أثناء المرحلة الأولى حزباً قومياً وتم الميلاد في نيسان 1959، وقد أطلق عليه اسم "الأرض"، وقد بقيت الناصرية مرشداً لهم في نضالهم حتى عام 1967.
كان العرب يتسترون في نضالهم في المرحلة الأولى وراء يافطة الحزب الشيوعي، أما الآن فإنهم في هذه المرحلة أعلنوا عن حزب عربي يمثلهم بشكل علني، وهذا يؤكد مدى تطور قدرتهم النضالية التي أصبحت قادرة على التعبير عن نفسها بإطلاق اسم الأرض على هذا الحزب والتي هي محور الصراع الرئيسي مع الصهيونية.
وقد ورد في برنامج هذا الحزب: أن فلسطينيو 48 هم جزء من الشعب الفلسطيني الذي هو جزء من الأمة العربية، وطالب بحق هذا الشعب بتقرير مصيره وعودة اللاجئين إلى أرضهم وأملاكهم. وبينما رفع الشعارات الناصرية في الحرية والاشتراكية والوحدة، فقد طالب بإلغاء الحكم العسكري ووقف مصادرة الأراضي وكذلك إلغاء العنصرية.
هكذا أتت حركة الأرض لتعبر عن إرادة فلسطينيو 48 وبشكل نضالي قومي جنباً إلى جنب مع الحزب الشيوعي المعادي للصهيونية والمساند للقضايا المطلبية العربية.
وقد قامت حركة الأرض بأسلوب نضالي مميز إذ رفعت مذكرة مطولة في 31/6/1964 للأمين العام المتحدة والسفارات الأجنبية وشخصيات عالمية ومحلية وعدد كبير من الصحف، شرحت فيها الاضطهاد القومي والتمييز العنصري الذي تمارسه سلطات الحكم العسكري يومياً ضد فلسطيني 48، وقد تكونت المذكرة من أربعة أقسام:
1. شرح القوانين التعسفية لمصادرة الأراضي والبالغة سبعة قوانين.
2. أعمال الحكم العسكري.
3. مأساة الأحوال التعليمية للعرب وخاصة في الريف.
4. مظاهر التمييز العنصري ضد العرب.
وقد طالبت حركة الأرض الأمم المتحدة التدخل لحماية حقوق فلسطينيو 48. هذه المذكرة لفتت أنظار العالم في الخارج إلى ما يقوم به الحكم العسكري الاستيطاني في داخل فلسطين، فتشوهت الصورة الديمقراطية التي كانت ترسمها إسرائيل لنفسها أمام العالم، فقد اخترقت هذه المذكرة التعتيم الإعلامي الصهيوني المفروض على الواقع العربي لفلسطينيو 48، فرغم التفتيش والإقامات الجبرية ومنع التنقل والاعتقالات التي تمارس ضد أبناء الأرض، إلا أنهم اخترقوا هذا الحصار وأوصلوا صوتهم، صوت الأرض والشعب إلى أنحاء العالم، مما أربك قيادات الحكم العسكري والقيادات السياسية الصهيونية لما أحدثته المذكرة من ضجة كبيرة في الخارج مظهرة الوجه الحقيقي للصهيونية الرجعية العنصرية.
وقد دفعت حركة الأرض ثمن إنجازاتها النضالية بصدور قرار من محكمة العدل العليا باعتبارها خارجة على القانون وحلها في عام 1965، ولكن التيار القومي بقي مستمراً في نضالـه. وقد اشتد الصراع بين فلسطينيو 48 وسلطات الحكم العسكري، حيث أصبح النضال ضمن إطارين تنظيميين هما: الحزب الشيوعي، وحركة الأرض، ففي حزيران 1959 نفى الحكم العسكري 13 شيوعياً إلى مدنٍ مختلطة لإفشال عملية التحضير لمؤتمر اللاجئين ومالكي الأرض العرب الذي كان يجري الإعداد له للتضامن مع المهجرين من قراهم. وفي نيسان 1962 قام الحاكم العسكري بإغلاق الطرق المؤدية إلى البعنة في الجليل لمنع انعقاد اجتماع احتجاجي ضد مصادرة الأراضي، ومن الأمثلة على التحدي في هذه المرحلة ما حدث في قرية الطيبة في المثلث، حيث أغلقت سلطات الحكم العسكري المنطقة ولكن فلسطينيو 48 أصروا على عقد اجتماعهم في تلك القرية ضد استمرار الحكم العسكري واختراق عملية الإغلاق ورفض الأمر العسكري.. ولكن تم اعتقال 18 مندوباً.
من سياق الأحداث، وهي صور قليلة للتعبير عن الواقع وليست كل ما يجري من تسلط عسكري، يتضح لنا سياسة القمع الشديد ضد أي تنفّس سياسي وأي عمل جماهيري شعبي يقوم به هؤلاء الفلسطينيون، وإصرارهم على النضال لمواجهة هذه السياسة الظالمة.
وقد تميّزت هذه المرحلة أيضاً بتبلور أول إطار طلابي عربي في الجامعة العبرية في القدس عام 1959 بفضل مبادرة طلبة شيوعيين وآخرين وطنيين جمعهم التوجه نحو التعليم ومناهضة سياسة التجهيل والمناهج التعليمية التي تخدم المنهج الصهيوني. وكان لعنصرية التعليم والتمييز بين الطالب اليهودي والعربي حافزاً للوحدة الطلابية لمواجهة هذه السياسة التعليمية العنصرية.
من ناحية أخرى، فقد احتدم الصراع داخل الحزب الشيوعي بين التيار الصهيوني المعادي للقومية العربية وبين التيار المعادي للصهيونية، وهكذا حدث انشقاق عام 1965، ليخرج الصهاينة من الحزب الذي استمر بأغلبية عربية وأقلية يهودية حتى أصبح يشار له بأن حزب شيوعي عربي.
وفقد حقق النضال العربي في هذه المرحلة عدة مكاسب ومن أهمها:
إفشال مشروع قانون لسلب الأراضي العربية في عام 1960، حيث حاولت حكومة الاحتلال إقرار قانون " تركيز الأراضي الزراعية "، وذلك، لأن الكيرن كيمت الصهيونية كانت قد استملكت عدة قطع أراضي متفرقة وتشمل 250 ألف دونم في الجليل والمثلث، ولذلك طرح القانون ليجيز استبدال الأراضي مع العرب لتوحيد تلك المساحة المتفرقة لتصبح خالية من العرب، فكان الرد:
1- هو انتفاضة شعبية عربية في تلك المنطقة أدت إلى إفشال المشروع الصهيوني.
2- ولكن أهم إنجاز حققه نضال فلسطينيو 48 في هذه المرحلة هو إلغاء الحكم العسكري عام 1966، رغم استخدام الحكومة لقانون الطوارئ الإنجليزي 1945 بعد ذلك.
* المرحلة الثالثة 1967 – 1977:
أولاً: المؤثرات الجديدة في النضال:
1- العمل الفدائي
2- حرب أكتوبر 1973
رغم نتائج حرب حزيران 1967 والإحباط الذي أصاب الأمة العربية بشكل عام والشعب الفلسطيني بشكل خاص، فإن ظهور العمل الفدائي قد حطم الإحباط ورفع معنويات فلسطينيو 48، فوجدوا فيه أسلوباًَ جديداً في مقارعة الاحتلال. وقد ساعدت عملية فتح أبواب الاختلاط بين فلسطينيو 48 و 1967 على تسهيل عمليات الانتماء لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية. وهكذا بدأ العمل الفدائي ليشمل كافة منطقة 48، وقد كان لحركة الأرض وأعضائها السابقين دور كبير في إدخال العمل الفدائي بين صفوف فلسطينيو 48 وعلى رأسهم المناضل صالح برانسي، الذي حكم عشر سنوات لانتمائه للعمل الفدائي. وقد كان محمود شموط وزوجته زكية، مثالاً للتضحية والنضال، فقد نفّذا عدة عمليات فدائية معاً وسجنا وحكما مؤبداً مع الأشغال الشاقة، وقائمة الأعمال البطولية طويلة ولا زالت السجون الصهيونية تغص بالمعتقلين الفدائيين من فلسطينيو 48 منتظرين من سيطالب بالإفراج عنهم !! وكان قد استشهد المناضل قاسم أبو خضرا عام 1969 في سجن عكا بسبب التعذيب الذي تعرّض له.
"لقد سار النضال المسلح جنباً إلى جنب مع النضال السلمي في مواجهة الاحتلال، حيث قامت المظاهرات وغيرها من عمليات التضامن والتأييد لنضالات المنطقة المحتلة 1967، وكان لوقفة فلسطينيو 48 التضامنية مع أهالي الجولان المحاصرين لرفضهم الاعتراف بالاحتلال والتعامل معه أهمية كبيرة في صمود العرب السوريين في الجولان بالتصدي للحصار الظالم، حيث تم الاتفاق بين قيادة الجولان وقيادة 48 على صياغة (الوثيقة الوطنية لعرب الجولان)".
وفي هذه المرحلة واستناداً لجدلية العلاقة الوطنية، فإن نهوض الحركة الوطنية الفلسطينية بشكلها العام، قد أدى إلى نهوض النشاط النضالي الوطني لفلسطينيي 1948، وكان لحرب أكتوبر أيضاً وإلغاء أسطورة الجندي الصهيوني الذي لا يقهر تأثيراً قومياً في العمل الوطني. ففي الفترة ما بين 1973/1975، تم التركيز على إقامة اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، حيث تم الإعلان عن إقامتها في شباط 1975 في الناصـرة. وبدأت اللجنة تخوض النضال ضد التمييز العنصري بين السلطات المحلية العربية واليهودية، وفي هذا الصدد، يقول حنا مويس، رئيس مجلس الرامة "بينما تتسلم السلطات المحلية العربية 7 – 10 ليرات إسرائيلية للفرد العربـي، نجد أن السلطات المحلية اليهودية تتسلم 70 – 250 ليرة للفرد اليهودي"، الأمر واضح إذن. وقد نجحت اللجنة في نضالها بتحقيق تخفيض في الفارق بالميزانية، ولكنها لم تنجح حتى عام 1998 في تحقيق المساواة.
ومن انتصارات هذه المرحلة؛ اضطر وزير الداخلية الإسرائيلي أمام الضغط النضالي المتواصل لعرب 1948 إلى التخلي عن تعيين المجالس المحلية وإجراء انتخابات، فدفعت الحركة الوطنية بثقلها لاحتلال المواقع ومواجهة السلطة وعملائها، وقد تغلّبت عليهم في معظم المجالس. وكانت المهرجانات الانتخابية وسيلة أخرى نضالية ولنشر الوعي الوطني والتعريف بالحقوق السياسية والاجتماعية.
ثانياً: الانتفاضات الشعبية:
تميّزت هذه المرحلة النضالية بأنها جمعت كافة أشكال وأساليب النضال ليمارسها فلسطينيو 48 ضد الاحتلال من الكفاح المسلح إلى الإضرابات والانتفاضات الشعبية...:
* انتفاضة كسرا:
في 27/10/1975، دخلت البلدوزرات الصهيونية أرضاً مصادرة في قرية كسرا، وبدأت العمل فيها، فقرر الأهالي التصدي لهذا العدوان واعتبروه عدواناً عليهم جميعاً واعتبر كل من يتخلف عن التصدي ملعوناً ويمنع التعامل معه. بينما يعتبر من يقتل شهيداً. وهكذا هاجم أهالي القرية في اليوم التالي البلدوزرات وأخرجوها من أراضيهم بالقوى، فضربوا مثالاً للتضامن في العمل الجماعي لحماية الأرض ومهّدت انتفاضتهم لانتفاضة أكبر في يـوم الأرض.
* يوم الأرض 30 آذار 1976:
ويستمر الصراع على الأرض وتأتي وثيقة إسرائيل كيننغ التي أقرت في 19/3/1976 والتي تحتوي على:
أ) الدعوة إلى تقليص عدد السكان العرب وزيادة عدد اليهود.
ب) الدعوة إلى وضع العراقيل أمام تعليم الطلاب العرب في المدارس العليا وتشجيع هجرتهم إلى الخارج.
ج) الدعوة إلى تقليص عدد العمال العرب في المشاريع وأن لا يزيد عددهم عن 20%.
د) زيادة الضرائب على العرب لإفقارهم.
ه) منع العرب من ممارسة حقوقهم السياسية.
تظهر هذه الوثيقة الطبيعة العنصرية للصهيونية وتؤكد فشل السياسة الإسرائيلية في استيعاب فلسطينيو 48، وخلق حالة الاندماج في المجتمع الصهيويني. وقد وضعت الوثيقة اقتراحات عنصرية لإذابة الوجود الفلسطيني في إسرائيل، وقد كان مشروع تهويد الجليل والذي عرف بتطوير الجليل قد بدأ العمل به في 1975، ويشمل إقامة ثمانية قرى صناعية، مما يتطلب مصادرة الجزء المتبقي من الأراضي العربية في الجليل. وقد كان الرد الفلسطيني بتأليف "لجنة الدفاع عن الأراضي العربية" والتي قررت إعلان إضراب عام يوم 30 آذار 1976، فكان هذا اليوم انتفاضة شعبية عارمة قدّم فيها المناضلون ستة شهداء إضافةً إلى 69 جريحاً ومئات المعتقلين. وقد تحول يوم 30 آذار إلى يوم وطني فلسطيني ويوم عربي للتأكيد على عروبة الأرض والتمسك بها ليحتفل به في كل عام.

* العمل التنظيمي في المرحلة الثالثة:
1- لجنة المبادرة الدرزية:
في هذه المرحلة ظهرت مواقف نضالية في الوسط الدرزي بعد أن تبين الدروز أن سلطات الاحتلال الصهيوني تقوم بخداعهم وأنها تصادر أرضهم وتعزلهم عن أصولهم العربية بهدف إضعافهم وإبقائهم تحت سيطرتها ليس إلا. ولأن عملية مصادرة أراضيهم لم تتوقف من بداية الاحتلال ولعدم الإيفاء.
* المكاسب والانتصارات في المرحلة الثالثة:
1- لقد أدى التضامن النضالي الجماهيري في انتفاضة كسرا ويوم الأرض إلى تراجع سلطات الاحتلال عن مصادرتها الأراضي في كسرا وفي المنطقة رقم (9) التي كانت سبباً مباشراً في يوم الأرض.
2- أدى تكوين الائتلاف الجبهوي في الناصرة لخوض الانتخابات المحلية إلى نجاح جبهة الناصرة في إيصال الرمز الوطني توفيق زياد إلى منصب رئيس البلدية، فكان هذا تحولاً نوعياً ومثالاً للتضامن النضالي في مواجهة سلطات الاحتلال وعملائها.
3- إنشاء لجنة المبادرة الدرزية هو مكسب للعمل النضالي في اصطفاف الدروز إلى جانب أصولهم العربية الفلسطينية بعد أن كانت الصهيونية قد استمالتهم إلى جانبها، واكتشافهم حقيقة الصهيونية ونواياها في تفتيت العرب لإضعافهم واستكمال السيطرة عليهم.
4- تشكيل لجنة المرأة العربية التقدمية والذي جاء بمبادرة من حركة أبناء البلد، وهي أول إطار نسوي عربي لفلسطينيي 48 مما دفع بالقوة النسوية إلى ساحة النضال لتعطي زخماً أكبر في مواجهة الاحتلال الصهيوني.
5- تأسيس اتحاد الطلاب الجامعيين العرب سنة 1976 وكان عزمي بشارة أول رئيس له.
* المرحلة الرابعة 1977 – 1987:
مع بداية هذه المرحلة، انتقلت السلطات في إسرائيل من المعراخ إلى الليكود، ورغم أنهما وجهان لعملة واحدة هي "الصهيونية"، إلا أن الليكود لا يستخدم أسلوب التحايل بل الأسلوب المباشر في تعامله. ولذلك يظهر بأنه أكثر شدة وحقداً في ممارساته وباستلامه السلطة ألغى الليكود جميع الدوائر العربية في الوزارات، ليس من أجل المساواة بالطبع بل لتعقيد تمرير القضايا اليومية العربية، وكذلك قام بتقليص الموازنات العربية نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تسببتها الإنفاقات العسكرية الهادفة إلى تدمير بُنية منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، وقد كان لهذه السياسة الصهيونية ولنتائج اجتياح لبنان وانهيار الجسم العسكري لمنظمة التحرير والانقسام السياسي بداخلها تأثيراً على وضع الحركة الوطنية لفلسطينيي 48.
من هنا جاء التركيز في العمل النضالي باتجاه الكنيست والحملات الانتخابية ليأخذ جهداً عربياً كبيراً من أجل التخلص من كتلة الليكود وسياستها المتشددة تجاه العرب. وقد أخذ الصراع على الصوت العربي وأهميته يتفاعل في الشارع الفلسطيني خاصة لتهافت القوى الصهيونية بحثاً عنه لخوض الانتخابية في المجالس المحلية والهستدروت والكنيست، فاحتلت قضية الانتخابات مكانة خاصة في النضال.
وبالعودة إلى بداية انغماس الوسط العربي في الانتخابات، فإننا ندرك أن الأحزاب الصهيونية وبتخطيط صهيوني كانت تهدف إلى استيعاب العرب في صفوفها من أجل عدم ظهور أحزاب عربية مستقلة تعبر عن جماهيرها العربية، ومن أجل إذابتها وصهرها الشخصية العربية في البوتقة الصهيونية. ولكن الأمور تغيرت، حيث أدركت الحركة الوطنية أهمية الأصوات العربية فأخذت تتجه هي إلى الكنيست لتأخذ مكاناً لها يعبر عن واقع العرب ومصالحهم الحقيقية بتمثيل وطني بدلاً من تمثيل الصهاينة لهم. وهكذا وقعت الحركة الوطنية لفلسطينيي 48 في الفخ الصهيوني بمشاركتها في الانتخابات، واستيعاب المؤسسات الصهيونية لها ولنضالها الذي يصبح ضمن القوانين والشرعية الإسرائيلية. وهنا يؤكد الحزب الشيوعي الإسرائيلي أن " فلسطينيو 48 هم جزء من الشعب الإسرائيلي ومصيرهم مرتبط نهائياً بدولة إسرائيل "، فرغم أن الحزب خاض ويخوض المعارك يومياً من أجل حقوق فلسطينيو 48 إلا أنه يقوم بذلك ضمن إطار الحفاظ على إسرائيل.
ولكن التيار القومي ظل يرفض هذا الإطار وبقي على موقفه من انتخابات الكنيست باعتباره المشرّع لقوانين سلطات الاحتلال باستباحة الممتلكات العربية ومؤسسة صهيونية عنصريـة. ونجد منصور كردوش، وصالح برانسي، مؤسسي حركة الأرض أبرز من يمثل هذا التيار، كما أن حركة أبناء البلد لعبت دوراً في هذه المرحلة أثر في حجب الأصوات العربية ومقاطعة الانتخابات لموقفها الوطني الذي يعتبر الصهيونية سرطان في جسم الأمة العربية. فقد أيّد ثلث الناخبين حركة أبناء البلد في موقفها النضالي وقاطعوا انتخابات 1977.
والجدير بالذكر، أن أهمية الصوت العربي تنبع من زيادة عدد السكان العرب تحت الاحتلال 1948، إذ بينما كان عددهم بعد الحرب 156,000 ألف نسمة، أصبحوا في هذه المرحلة وفي سنة 1986 حوالي 770,000 ألف نسمة، ويشكلون 17% من مجموع السكان العام وتبلغ نسبة الزيادة في الوسط العربي 4%، بينما في الوسط اليهودي 1,3%، ورغم التوجه إلى استيعاب الصوت العربي في الإطار الصهيوني، إلا أن مطالبه لا تلبى لأن السلطات لا تريد للعرب أن يصبحوا قوة اقتصادية أو سياسية تشكل تهديداً لهم.
* العمل التنظيمي في هذه المرحلة:
1- أسرة الجهاد: وهي منظمة سرية شبه عسكرية تأسست عام 1979 من مجموعة من الشبان بقيادة فريد أبو مخ من مدينة باقة الغربية، دعوا إلى تحرير فلسطين بالجهاد المسلح، ونسبت لهم عمليات إحراق ممتلكات يهودية، وقد تم القبض عليهم عام 1981، وحكم على فريد أو مخ عشر سنوات، بينما حكم عبدالله نمر درويش أربع سنوات قضى ثلاث سنوات منها في السجن وأفرج عنه سنة 1984. وقد ركزت الحركة الإسلامية على بناء المؤسسات الدينية والاجتماعية لتقديم الخدمات لفلسطينيي 1948.
2- الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة: وقف وراء تشكيل هذه الجبهة الحزب الشيوعي بعد قرار من مؤتمره الثامن عشر في آذار 1977، وذلك لتجميع القوى المناهضة للإمبريالية والسياسة الإسرائيلية العدوانية التوسعية.
وكانت الجبهة إطاراً فضفاضاً حتى أنها استوعبت الذين تركوا الأحزاب الصهيونية بعد أن عملوا سنوات في صفوفها أمثال طارق عبد الحي، وجمال طربيه، ومحمد وتد. وقد لقيت الجبهة دعماً في موقف منظمة التحرير الفلسطينية منها في انتخابات 1977، حيث حصلت على خمس مقاعد في الكنيست.
ولكن مع نشوء حركات سياسية عربية جديدة مثل " الحركة التقدمية " و" الحزب العربي الديمقراطي " في الثمانينات تراجعت قوة الجبهة الديمقراطية للسلام قليلاً.
وترفع الجبهة في برنامجها الانتخابي شعار " الجبهة _ مشروع حياة "، تعاون عربي يهودي تقدمي ديمقراطي يخدم هدف إقناع الرأي العام الإسرائيلي بعدالة المواقف القومية العربية والحياتية والتأثير باتجاه التغيير وكسب معركة السلام والمساواة والديمقراطية.
3- الحركة التقدمية للسلام: وقد تكونت من أكاديميين عرب ومن حركة البديل اليهودية، وخاضت معركتها الانتخابية على قاعدة الاعتراف المتبادل بين الشعبين وحق تقرير المصير لكل منهما وانسحاب " إسرائيل " من الأراضي المحتلة عام 1967.
يرأس هذه الحركة محمد ميعاري، وقد استقطبت بعد تشكيلها في 23/8/1985 القوميون المنشقون عن حركة أبناء البلد عام 1984 الذين يرغبون في النضال البرلماني، وحصلت على مقعدين في الكنيست.
4- جمعيات عثمانية: وقد تميزت هذه المرحلة أيضاً بانتشار الجمعيات العثمانية من خلال توجه التيار القومي إلى إقامة هذه الجمعيات لعدم السماح له بإقامة حزب قومي عربي، وقد أخذ ينشط من خلال هذه الجمعيات في إطار ثقافي واجتماعي:
أ) جمعية الصوت لنشر الثقافة الفلسطينية: وهي تعمل على نشر الأدب وخاصة الشعر الوطني في الوسط العربي ولها نشاطات في مجال المسرح والسينما، وقد أسست معهداً للفلكلور الوطني الفلسطيني، ومعهد البحث الفلكلوري والحضاري الفلسطيني في قرية الطيبة / المثلث، لتخوض المعركة الثقافية القومية العربية والوطنية في مواجهة الثقافة الصهيونية العنصرية، كما قامت جمعيات أخرى ترابطت جميعها في علاقاتها مع حركة أبناء البلـد.
* المكاسب والانتصارات:
1- إسقاط اقتراح تحويل نشيد " هتكفا " الصهيوني إلى نشيد إلزامي في التجمعات والمهرجانات، وقد نجحت كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسقاطه، وهو نشيد عنصري لا يمكن فرضه على الجماهير العربية.
2- استلام رئاسة مجالس بلديات عربية ومجالس محلية من قبل رموز وطنية.
3- اختراق الكنيست الصهيوني برموز وطنية خاضت النضال داخله ضد العنصرية ولتحقيق المساواة.
* المرحلة الخامسة 1987 – 1998:
تميّزت هذه المرحلة بانطلاقة الانتفاضة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة، ونظراً للترابط النضالي بين الطرفين، فقد خاض فلسطينيو 48 نضالات مؤيدة ومساندة للانتفاضة، ثم تطور نضالها فأصبح ضمن المشاركة النضالية في الانتفاضة المجيدة.
فقد قدم فلسطينيو 48 العون الطبي والمساعدات الغذائية والمادية، وكانت تقوم الشاحنات بنقلها إلى المخيمات والقرى والمدن في قطاع غزة والضفة. وإضافةً إلى هذه المساعدات شهدت منطقتهم مظاهرات ومسيرات ضخمة تأييداً للانتفاضة أهمها:
• يوم السلام في 19/12/1987 وكان يوماً للتضامن.
• والمسيرة الحمراء في 28/2/1988 سارت من رأس الناقورة إلى القدس.
• وإضراب عام في 15/11/1988 تضامناً مع الإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
ولكن اشتداد الانتفاضة أدى إلى انتقال النضال من مرحلة التأييد والمساندة إلى مرحلة المشاركة الفعّالة، فانتشرت الحرائق في الغابات الصهيونية والحقول والمراعي، مما أربك القيادة الأمنية حول إمكانية امتداد الانتفاضة من الضفة والقطاع إلى فلسطين 48. كما أن الشعارات التي رفعت في أثناء الانتفاضة في هذه المنطقة كان لها دلالاتها الوطنية:
" من الجليل إلى الخليل.. شعب واحد لا شعبين "
" يا رابين ويا شارون.. هذا بلدنا وإحنا هون "
هذا وقد تشكلت لجان شعبية بين صفوفهم لتنظيم عمليات المساندة للانتفاضة ودعم الأهالي في الضفة والقطاع من أجل الصمود في وجه الاحتلال. وقد كان لمساندتهم ومشاركتهم أثراً عظيماً في استمرارية الانتفاضة المجيدة.
وجاءت حرب الخليج في سنة 1990 وأعلن فلسطينيو 48 تضامنهم مع الشعب العراقي الشقيق وحملوا الأعلام العراقية والفلسطينية منددين بالعدوان الأمريكي على العراق، وقد زادتهم الصواريخ العراقية التي دكّت تل أبيب إيماناً بالتحرر والاستقـلال.
ولكن الحكم الذاتي الفلسطيني الناجم عن اتفاقية أوسلو والذي اعترف بإسرائيل على أرض فلسطين 48 ولّد إحباطاً لدى هذا الشعب لعدم الاعتراف به كجزء من الشعب الفلسطيني والتخلي عن أرضه كجزء من الوطن الفلسطيني، فانتشر شعار أنهـم أقليـة قوميـة داخـل "إسرائيل". وهكذا نجحت الصهيونية مرة أخرى بتفتيت الحركة الوطنية لتسهيل عملية تهويد فلسطين، وامتصاص الشعب الفلسطيني الباقي والصامد على أرضه داخل المجتمع الإسرائيلي. وبالتالي بدأ التساوق مع البرامج الصهيونية في اكتساب الحقوق الاجتماعية والسياسية بعيداً عن أفق الاستقلال والحرية، وحتى حركة أبناء البلد تخلى المنشقون عنها وتخلّت عن نهج مقاطعة الانتخابات الذي قادته في المرحلة السابقة، وساروا على طريق الحزب الشيوعي الذي انتقدوه فيه طريق النضال البرلماني ودخلوا أبواب الكنيست ضمن حيّز التطبيع والتدجين السياسي في إطار الأسرلة برغم الشعارات الوطنية. ولعل شعار المساواة يُدخل العرب في مسألة تؤدي إلى حسم الانتماء فيما لو فرض عليهم الخدمة العسكرية في الجيش الصهيوني، إذ أن من يطالب بالمساواة في الحقوق عليه أيضاً
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فلسطين 1948ستون عاماً على النكبة ستون عاماً من النضال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» النكبة في فلسطين
» جبهة النضال الشعبي الفلسطيني
» عملية ميونخ ستظل محفوره بتاريخ النضال الفلسطيني
»  نكبة فلسطين عام 1948 (حكومة عموم فلسطين)
» حرب سنة 1948 بمفهوم النكبة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى فلسطين-
انتقل الى: