ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 فلسطين في خمسة قرون من الفتح الإسلامي حتى الغزو الفرنجي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

فلسطين في خمسة قرون من الفتح الإسلامي حتى الغزو الفرنجي Empty
مُساهمةموضوع: فلسطين في خمسة قرون من الفتح الإسلامي حتى الغزو الفرنجي   فلسطين في خمسة قرون من الفتح الإسلامي حتى الغزو الفرنجي Emptyالخميس نوفمبر 25, 2010 1:47 pm

فلسطين في خمسة قرون من الفتح الإسلامي حتى الغزو الفرنجي Ih16v-a6VB_507389207

فلسطين في خمسة قرون من الفتح الإسلامي حتى الغزو الفرنجي
عنوان الكتاب الذي نحن بصدد استعراضه ومراجعته هو: فلسطين في خمسة قرون من الفتح الإسلامي حتى الغزو الفرنجي ( 634-1099 م ).
ويعتبر هذا الكتاب من أوائل الكتب العربية التي تناولت تاريخ فلسطين منذ الفتح الإسلامي من حوالي منتصف القرن السابع وحتى نهاية القرن الحادي عشر الميلادي عند الغزو الصليبي / الأوروبي لفلسطين وبلاد الشام. وهو يتميز عن الكتب السابقة له في هذا المضمار سواء ما كتب منها باللغة العربية أو باللغات الأجنبية بشموليته وبموضوعية أحكامه، فقد تتبع المؤلف في فصول الكتاب السبعة التطورات الديموغرافية والإدارية والعلاقة بين السلطة الحاكمة وأهل فلسطين العرب من مسلمين ومسيحيين وغيرهم ممن سكنها من الأقليات الدينية والعرقية الأخرى. وتناول قضية الفتح العربي الإسلامي فعالجها وفقا لرؤية جديدة تستند إلى جانب الرواية العربية الإسلامية إلى روايات المؤرخين الذين ألفوا كتبهم بالسريانية واليونانية. وقد تناولت فصول الكتاب كذلك التطورات السياسية التي مرت بها فلسطين خلال هذه الحقبة مع التطرق إلى الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والجوانب الاجتماعية المتغيرة لحياة أهلها.
ومن حيث الوصف الشكلي يقع الكتاب في 528 صفحة من القطع المتوسط بالإضافة إلى صفحات المقدمة والمحتويات العشر.
والطبعة التي اعتمدنا عليها هي الطبعة الأولى ببيروت أبريل 2000م.
نبذة عن الناشر:
الناشر هو مؤسسة الدراسات الفلسطينية وهي مؤسسة عربية مستقلة تأسست عام 1963م غايتها البحث العلمي حول مختلف جوانب القضية الفلسطينية والصراع العربي – الصهيوني وليس للمؤسسة أي ارتباط حكومي أو تنظيمي وهي هيئة لا تتوخى الربح التجاري. وتعبر دراسات المؤسسة عن آراء مؤلفيها وهي لا تعكس بالضرورة رأي المؤسسة أو وجهة نظرها.
نبذة عن مؤلف الكتاب:
المؤلف هو الدكتور/ خليل عثامنة وهو يعمل أستاذا للتاريخ والحضارة العربية الإسلامية بجامعة بير زيت. وتتسع حقول تخصصه لتشمل صدر الإسلام والدولة الأموية وحقبة العباسيين الأوائل وهو يعنى بصورة خاصة بالجوانب الاجتماعية والاقتصادية والدينية في المجتمعات الإسلامية المبكرة، كما يتجلى ذلك في عشرات المقالات التي نشرها باللغتين العربية والإنجليزية في كثير من الدوريات الأكاديمية المتخصصة في الوطن العربي وأوروبا وأميركا. قام المؤلف بتحقيق الجزء السادس (القسم الثاني) من موسوعة البلاذري التاريخية "أنساب الأشراف" الذي صدر سنة 1993م وحظي عمله هذا بالاهتمام والتقدير.
نبذة عن المراجع والمعهد:
كاتب المراجعة الدكتور/ محمد أحمد، زميل باحث بمعهد البحوث لآسيا الغربية التابع للجامعة الوطنية بماليزيا. وهذا المعهد تم إنشاؤه عام 2007 م من أجل التخصص في البحوث والدراسات المتعلقة بدول منطقة آسيا الغربية بما يشمل دول منطقة "الشرق الأوسط" وعلاقاتها بآسيا عموما وماليزيا خصوصا. وللكاتب خبرة سابقة في التدريس ببعض الجامعات الماليزية وبعض الكتب والبحوث المنشورة في مجال الدراسات العربية والإسلامية والقانون المقارن والترجمة ومراجعات الكتب.
ثانياً - ملخص الكتاب:
(آثرنا أن يكون هذا التلخيص في نقاط محددة ومختصرة حسب النسق الذي سار عليه الكتاب في فصوله وتقسيماته)
- شهدت فلسطين الوجود العربي منذ عهود ترجع إلى ما قبل ميلاد السيد المسيح؛ وذلك بالاعتماد على نصوص من التوراة أشارت لذلك التواجد الذي استمر حتى العهد الروماني والبيزنطي.
- ازداد استقرار القبائل العربية بفلسطين بعد الفتح الإسلامي وقد أشار الكاتب إلى كثير منها وما قامت به من أدوار في الحياة الاجتماعية والسياسية في ذلك الحين.
- تطرق البحث إلى سياسة الدولة الإسلامية تجاه عملية توطين العرب بفلسطين ومراعاتها لعامل التوازن الديموغرافي للقبائل خاصة العنصرين الكبيرين؛ القبائل القيسية واليمنية.
- تم بيان العوامل التي ساهمت في تغيير نمط حياة المهاجرين العرب من البداوة إلى الاستقرار المدني بالمدن الساحلية أو الداخلية.
- اعتبر المؤلف أن سياسة الفتح الإسلامي كانت أمرا واقعا أفرزته الإستراتيجية العليا لرسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقد رسم بداية خطتها وبدأ تنفيذها في حياته صلى الله عليه وسلم. ثم تابع ذلك أبو بكر ثم عمر رضي الله عنهما، حسب التسلسل الزمني لتنفيذها والخطط التي وضعت للسيطرة على القرى وحصار المدن الذي توج بالفتح العمري للقدس، على الرغم من معارضة بعض المستشرقين لقضية الفتح العمري. ثم ميل عرب الشام إلى الإسلام.
- بين الكاتب أنه بعد معاناة المسلمين الأوائل وانقسامات الكنيسة؛ سادت سياسة التسامح الإسلامي التي أفرزتها المرجعية الدينية وحتمتها الظروف وبرز دور الجزية في حياة المجتمع. ولم تمنع مظاهر الاضطهاد التي كانت تظهر أحيانا من تولي أهل الذمة كثيرا من المناصب وقد بدت هامشية دور الطائفة اليهودية في تلك الحقبة.
- من أهم النقاط التي أشار إليها الكاتب؛ تأسيس الإدارات للولايات وكيفية التقسيم الإداري إلى أجناد ومميزاته، وأهمية جند فلسطين من الناحية الإستراتيجية وإثبات أن القدس كانت عاصمة فلسطين آنذاك على الراجح وذلك حتى تم تحويل العاصمة إلى الرملة في عهد الخليفة سليمان بن عبد الملك.
- شكل خراج جندي فلسطين والأردن حوالي 40 % من خراج بلاد الشام والجزيرة مجتمعين أيام الأمويين وربما يصل إلي 60 % في أعوام الخصب والاستقرار مع أن مساحتهما لم تكن تزيد على ربع بلاد الشام . وكان من أهم المحاصيل الزراعية: القمح والشعير والتين والزبيب والجميز والزيتون والنبيذ وقصب السكر والموز والتمر، ومن أهم الصادرات الصناعية: الصابون والمفارش والحصر والحبال والأقمشة والورق والأصباغ والمبيدات الحشرية والأدوية الطبية واستخراج المعادن كالذهب والزجاج والرخام. وقد كان حجم التجارة كبيرا بحيث أقيمت أحياء خاصة بالتجار الأوربيين. وبالإضافة إلى المحاصيل والصناعات كانت هناك موارد السياحة والحج.
- ساعدت المعرفة بالأعياد الدينية في الاطلاع على الأحوال الاجتماعية وذلك عوضا عن مصادر الرواية والمؤلفات القليلة خاصة عن الفترة التاريخية القديمة لمنطقة فلسطين.
- كانت هناك عوامل هامة وراء النهضة العلمية والثقافية بفلسطين حيث صارت مركزا للمرجعية الدينية بسبب استقرار كثير من الصحابة والتابعين بها ولوجود المدينة المقدسة. وقد تمت الإشارة إلى نخبة من العلماء والمشاهير الذين قضوا حياتهم بها ممن أنجبتهم فلسطين أو المهاجرين إليها خلال هذه الفترة.
* ويمكن تلخيص المراحل التي مرت بها فلسطين خلال فترة الحكم الإسلامي كالآتي:
- المرحلة الأولى: من زيارة عمر بن الخطاب رضي الله عنه للقدس سنة 638 م وحتى أواسط القرن الثامن الميلادي، حيث زال حكم الأمويين وتولى العباسيون. وقد تميزت هذه المرحلة بالتعاون بين أهل فلسطين والأمويين والخروج من الفتن التي حدثت. كما ازدهرت البنية العمرانية للبلاد.
- المرحلة الثانية: من نهاية المرحلة السابقة وحتى سنة 970 م حين احتلت جيوش الفاطميين فلسطين وزالت دولة بني أمية وقامت الدولة العباسية. وفي عهد العباسيين فقد الفلسطينيون مواقعهم المميزة وكثرت المطامع في البلاد من قبل الانفصاليين الطولونيين والإخشيديين وغيرهم وانتشرت التمردات المحلية كما تعرضت فلسطين إلي غارات القرامطة وبني الجراح ثم جاء الاجتياح الفاطمي.
- المرحلة الثالثة: منذ تولي الفاطميين وحتى السقوط في يد الصليبيين عند نهاية القرن الحادي عشر. وتتميز هذه المرحلة بعدم الاستقرار فقد أصبحت فلسطين قاعدة لعساكر الفاطميين ثم السلاجقة. وحدث تدمير كبير للبنية الحضارية. وانتهى الأمر بسقوط فلسطين في يد الغزاة الصليبيين الذين دخلوها تحت شعار إنقاذ الصليب واستعادة المجد لأباطرة الدولة الرومانية الشرقية.
* وخلاصة ذلك، أن الكتاب قد وضع صورة متكاملة لتاريخ فلسطين في خلال خمسة قرون تبدأ بالفتح الإسلامي وتنتهي بالغزو الصليبي الأوروبي في نهاية القرن الحادي عشر الميلادي. وقد اقتضى تأصيل الموضوع الرجوع إلى الفترات الزمنية السابقة لذلك كما في الفصل الأول الذي تناول المبني الديموغرافي في فلسطين عشية الفتح الإسلامي والذي ركز على تواصل الوجود العربي على أرض فلسطين خلال قرون طويلة سبقت الفتح الإسلامي وأعقبته. وخصص الفصل الثاني للفتح الإسلامي والخطط العسكرية التي اتبعت في المعارك. وتناول الفصل الثالث الخريطة الدينية والعرقية لسكان فلسطين مشيرا إلى الجالية العربية المسيحية الكبيرة بالإضافة إلى الجاليات الأخرى كالسامريين واليهود وتأثير العهدين الروماني والبيزنطي على تعدادهم ومعاملة الدولة لأهل الذمة. وتطرق الفصل الرابع إلى جهاز الإدارة في مختلف العصور التي غطاها البحث وأشار إلى تقسيم بلاد الشام بعد الفتح الإسلامي إلى أجناد مع ذكر المؤسسات الإدارية كالشرطة والقضاء والمالية. والفصل الخامس كان مسحا للتطورات السياسية على مستوى الدولة والأحداث الهامة التي أثرت في السياسة العامة ودور أبناء فلسطين فيها. وكان الفصل السادس مخصصا لذكر الأوضاع الاقتصادية والمنتجات الزراعية والصناعية والتجارية باختصار. وفي الفصل السابع كان الاهتمام منصبا على إعطاء صورة للحياة الثقافية والعلمية وأهم العوامل التي جعلت من فلسطين مركزا علميا مرموقا وسرد أسماء بعض المشاهير والعلماء. وردا على التصوير المجحف بحق العرب والمسلمين في فلسطين فقد أشار إلى التواصل العربي الديموغرافي في فلسطين قبل الفتح وبعده. وذكر عوامل التحول الحضاري المدني كما أشار إلى ضآلة التواجد اليهودي وحقيقة الفتح العمري للقدس، وتطرق إلى المكانة السامية لمدينة القدس في مختلف العصور الإسلامية.
القسم الثاني:
تحليل وتعليق
أولاً - تحليل موضوعات الكتاب:
من حيث التقسيم العام يشتمل الكتاب على مقدمة وسبعة فصول، ذيل كل منها بخلاصة. ثم خاتمة عامة وقوائم للمصادر والمراجع والملاحق التي تشتمل على خرائط وصور. ثم فهرست للأعلام وأسماء الأماكن والبلدان.
- في الفصل الأول استعرض الكاتب بصورة مفصلة الهجرات العربية إلى فلسطين قبل الفتح الإسلامي مع التحليل لاستيطان السكان (في حوالي 86 صفحة) وألحق بالفصل خلاصة مختصرة لأهم المعلومات الواردة فيه وهذه ميزة قيمة ومفيدة للقارئ، سار عليها المؤلف في كل فصول كتابه.
- الفصل الثاني خصصه الكاتب للفتح الإسلامي ويلاحظ استعماله لعبارة الفتح العربي لفلسطين كعنوان للفصل الثاني (استعمل في هذا العنوان كلمة العربي فقط مع أنه قد استعمل عبارة الفتح الإسلامي في عنوان الكتاب) وهذا مع أنه يبدو أمرا يسيرا إلا أنه ربما يؤدي إلى مفهوم غير مراد من هذا الفتح الذي لم يكتب له النجاح إلا تحت راية الإسلام، ومعلوم أن العرب كانوا قبل ذلك قبائل متفرقة ومتناحرة، ولم يجمع بينهم على هيئة أمة واحدة وجيش له مبدأ واحد إلا الإسلام. علما بأن الجيش الإسلامي الفاتح كان يشتمل على عناصر غير عربية بالرغم من تكوين غالبية ذلك الجيش من العرب. وقد كان للعرب تواجد كبير بمنطقة الشام بما فيها فلسطين منذ عصور بعيدة، ولكنهم لم يشكلوا خطرا ولا تهديدا لمنطقة الشام وحكوماتها المتعددة على مختلف العصور السياسية لأنه لم يجمعهم مبدأ واحد ولا دين واحد. وغالبية المصادر التاريخية الإسلامية تشير إليه بالفتح الإسلامي. ومع ذلك فإن المؤلف قد درج على التعبير بالفتح العربي الإسلامي في مواضع متعددة؛ فنرى من الأفضل السير على نسق التعبير الأخير. وأشار الكاتب إلى خطة الفتح المبكرة في العهد النبوي إلا أن ذلك لم يكن بالتفصيل الكامل وكان الفصل مقتضبا بعض الشيء (حوالي 36 صفحة ) مع أنه يمكن أن يعتبر أهم فصول الكتاب، فهو محور مناقشات عديدة.
- بين المؤلف في الفصل الثالث الخريطة الدينية والأقليات العرقية بمنطقة فلسطين. ولكنه لم يتطرق بإسهاب إلى وضع اليهود واكتفى بالإشارة إلى قلة تواجدهم بفلسطين في تلك العصور مع أن ذلك أيضا يمكن أن يكون محورا للنقاش من حيث التساؤل عن سبب كونهم أقلية في تلك الحقبة ونسبة تعدادهم مقارنة (بالعرقيات!!) (1) الأخرى، وهل استمرت تلك النسبة طيلة فترة القرون الخمسة التي يغطيها الكتاب أم لا؟ وما مدى تأثيرهم في المجتمع آنذاك؟. إلا أن المؤلف قد يعذر لعدم توفر المصادر الكافية عن ذلك.
- وتحدث المؤلف في الفصل الرابع عن البنية الإدارية في فلسطين وبدأ بالحديث عن أجناد الشام ولكنه لم يفصل ذكر البنية الإدارية في فلسطين قبل ظهور نظام الأجناد وقبل الفتح الإسلامي وعلاقة فلسطين بولايات الشام الأخرى. وربما يكون السبب كذلك هو قلة المصادر في هذا الشأن.
- وخصص الفصل الخامس للحديث عن الدور السياسي لفلسطين وكان التركيز على الأحداث منذ صدر الإسلام إلى عهد السلاجقة بصورة ضافية. وبما أن الكتاب ينتهي إلى الغزو الفرنجي المعروف بالحروب الصليبية فكان من المفيد والمستحسن لو أضاف الكاتب سردا وتحليلا للأحداث التي مهدت في جملتها لحدوث هذا الغزو.
- الفصل السادس كان عن البنية الاقتصادية في فلسطين وذكر فيه المؤلف أصنافا متعددة من المحاصيل والمنتجات الصناعية ولكنه لم يتطرق إلى التبادل التجاري مع منطقة الجزيرة العربية بالتفصيل، مع أن منطقة الشام كانت محورا لتجارة العرب منذ عصر الجاهلية كما هو معروف من ذكر رحلة الشتاء والصيف في القرآن الكريم.
الفصل السابع والأخير كان عن الحياة الاجتماعية والثقافية وقد اعتمد المؤلف في ذكر المعلومات الواردة في هذا الفصل على الأعياد الدينية، وبرر ذلك الاعتماد بوجود فجوة تاريخية في المصادر المعلوماتية التاريخية في تلك الفترة، ولكنه لم يذكر إن كان لليهود أعياد أيضا في تلك الفترة، وقد تحدث الكاتب عن تواجد الطائفة اليهودية وهامشيتها في الفصل الثالث ( صفحة 161- 169 ) ولعله كان من المفيد إضافة بعض التفصيلات حول ما كان يجري في تلك الأعياد من طقوس وشعائر وكذلك الإشارة إلى الأماكن المقدسة لدي مختلف الطوائف.
ثانياً - تعليق وملاحظات:
لقد كان الفتح الإسلامي لمنطقة الشام بما فيها فلسطين من أهم الأحداث التاريخية التي غيرت المجرى الحضاري والثقافي والسياسي والاجتماعي لتلك المنطقة وهو أمر يحتاج إلى وقفة وتأمل وبحث لأنه يمثل نقطة تحول حقيقية في حياة شعوب تلك المنطقة وليس حدثا عابرا. وقد تطرق الكاتب لذلك إلا أن هناك أبعادا لا زالت تحتاج إلى مزيد من التركيز والملاحظات؛ منها على سبيل المثال:
ونلاحظ أن الكاتب قد ركز على قادة الجيش والهجرات في أثناء الفتح وبعده.
ويبقى تفصيل أحداث الفتح الإسلامي كوصف ميادين المعارك وما دار أثناءها وما بعدها من حيث تعداد الجيوش ونسب تكوينها العرقية وكيفية تخطيط وإدارة المعارك وتقسيم الجيوش، وهذا ينطبق على كلا الطرفين المتحاربين، ومدة الحرب وتبادل الأسرى ومعاملتهم وما حدث للجيوش المعادية بعد الهزيمة وكيفية معاملة المجتمع للمتبقين من الأفراد والجنود المهزومين وتقسيم الغنائم وموقف الفاتحين من أهل البلاد، مما يحتاج إلى مزيد من التفصيل.
- تعرض الكاتب لذكر دوافع الفتح من حيث إيراد الأسباب وتحليلها ومناقشتها لاستكمال الناحية الإستراتيجية للدراسة. فكان التركيز على السبب الأساسي لتلك الفتوحات وهو نشر الدعوة الإسلامية خارج جزيرة العرب حيث أن ذلك من أهداف الإسلام العالمية. فقد كانت الدولتان المتاخمتان للجزيرة العربية في الشمال (الفرس والروم) هدفا لنشر الدعوة الإسلامية. كما يضاف إلى ذلك محاولة صد التيارات المعادية للإسلام عموما ووقف زحفها من جهة الشمال، والسيطرة على بيت المقدس ثالث الحرمين وأولى القبلتين ومصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء عند الإسراء، وإيجاد فرص اقتصادية جديدة ( التجارة والزراعة والصناعة) لتحسين موارد الدولة الإسلامية الناشئة. ولعله كان مفيدا لو تعرض الكاتب لهذه الأسباب بمزيد من التفصيل والإسهاب مع التركيز على كتب السيرة المعتبرة كسيرة ابن هشام وهي تعتبر مصادر هامة في هذا المجال.
- كان الكتاب ضافيا ودقيقا في موضوعه وموثق بمصادر عديدة من المصادر الأصلية والمراجع الإضافية، وقد برزت فيه مقدرة الكاتب العلمية وأفاد من تخصصه وموقعه الأكاديمي وقد اختار حقبة من أهم العصور التي مرت على فلسطين ابتداء من الفتح الإسلامي وحتى الغزو الفرنجي مع أن الكاتب لم يشر بوضوح كاف إلى دوافع اختياره الكتابة عن فلسطين خلال هذه الحقبة المحددة، فيا حبذا لو أشار بعبارته وسجل بقلمه دوافع اختياره لتلك الحقبة بمزيد من التفصيل من أجل مزيد العلم والتوثيق.
- يلاحظ أن الكاتب قد رجع بنا إلى تاريخ فلسطين ما قبل الفتح الإسلامي واستعرض الهجرات البشرية المتعددة التي أثرت في التكوين الديموغرافي لفلسطين، إلا أنه لم يذكر بالتفصيل هجرات القبائل الفلسطينية والتي استمد منها اسم فلسطين والذي يحمله اسم الكتاب نفسه، فقد أشارت بعض المصادر إلى أن اسم فلسطين يعود إلى شعوب أخرى جاءت من جزر البحر المتوسط (2) وخصوصاً من جزيرة (كريت) وهي جزيرة مشهورة، ويبدو أنه قد حدثت ظروف خاصة لشعوب هذه الجزر جعلتهم يهاجمون شواطئ الشام ومصر، وتمكن رمسيس الثالث من صدهم في معركة (لوزين) التي حدثت في مصر، وكان رمسيس لا يرغب في سكناهم بمصر وبعد المفاوضات استقر الأمر على أن يرحلوا إلى فلسطين وأمرهم رمسيس أن يسكنوا في جنوب فلسطين في جهة تسمى (بلست) وعليه نسب أهل هذه الجهة إلى بلست وسمّوا بالبلستينيين ومن هنا جاء اسم فلسطين حيث كانت تعرف ببلستين (2) وتبدلت مع مرور الزمن لتكون فلسطين، ثم إن هذه الشعوب تجاورت مع الكنعانيين واليبوسيين من السكان الأصليين للمنطقة ومن ثم اختلطت أنسابهم ولغاتهم وذابوا مع الشعب الأصلي الأكثر عددا وحضارة، ومع تقادم السنيين ذاب البلستينيون مع الكنعانيين وغاب ذكرهم التاريخي.
وقد أثبتت بعض الآثار والمصادر التاريخية والكتب المقدسة أن سكان فلسطين الأصليين هم الكنعانيون، كما توجد آراء أخرى فيما يتعلق بمصدر هذا الاسم. هذا مما ورد في بعض الروايات التاريخية، وتجدر الإشارة إلى أن الكاتب أشار إلى اشتقاق اسم فلسطين من أصل إغريقي.
- الكاتب لم يتحدث بتفصيل عن تواجد اليهود بفلسطين (خاصة منطقة بيت المقدس سواء أكان لهم تواجد بها أم لا؟). وللحقيقة فإن المؤلف قد أشار إلى استقرار جزء من اليهود الذين تم إجلاؤهم من الجزيرة العربية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وما تلاه بمنطقة أذرعات (الأردن) وقسما من يهود خيبر قد سكنوا بمنطقة أريحا (فلسطين) وبين أنهم أقلية ضئيلة في تلك الحقبة (صفحة 162) ولكنه أشار أيضا إلى أن بعض الوثائق ذكرت انتشارا واسعا لهم في مدن فلسطين خلال القرن الحادي عشر الميلادي في ظل الحكم الفاطمي ( صفحة 168 ) ثم بدأ تعدادهم في التقلص بعد ذلك، ولكن في العموم لعله قد يكون من المناسب لو تحدث المؤلف عن وضع اليهود المتقلب في تلك العصور بمزيد من الإسهاب والتحليل في الفصل الثالث المخصص للخريطة الدينية والأقليات (العرقية!!) والذي تحدث في بدايته عن المسيحيين وأهل الذمة مع أن تركيزه كان منصبا على المسيحيين بالرغم من أن مصطلح أهل الذمة يشتمل على اليهود، وربما يكون السبب هو تخصيصه اليهود بفقرة مستقلة ضمن هذا الفصل (صفحة 161 - 169) وإن كانت مختصرة وتحتاج إلى مزيد من التفصيل.
- في الفصل الرابع المخصص للحديث عن البنية الإدارية في فلسطين أدرج الكاتب جدولا مفصلا عن ولاة فلسطين من العهد الراشدي وحتى العهد الفاطمي بما يشمل جندي فلسطين والأردن مع تحديد الجهة أو المنطقة التي ولي عليها الوالي، مكتفيا بذكر العهد دون السنة، إذ ربما يكون تحديد السنة متعذرا لندرة المصادر التي تشير لذلك ويعتبر هذا عملا متميزا ومفيدا.
- تناول الكاتب ذكر بعض الجوانب التي أغفلتها كثير من الدراسات السابقة كالمبنى الديموغرافي لفلسطين قبل الفتح الإسلامي وبعده وهذه ميزة حسنة.
- وفي حديثه عن فتح فلسطين في فصل خاص أشار كذلك إلى تاريخية الفتح العمري وصدقية الرواية الإسلامية والرد على المعارضين، ضمن الفصل الثاني وهذا من الميزات الحسنة كذلك.
- في ثبت المصادر بدأ بسرد الهوامش بالتسلسل لكل فصل على حدة مبتدئا بالفصل الأول وحتى الفصل السابع (صفحة 337-448 ) ثم ثبت المراجع باللغة العربية الذي اشتمل على 268 مرجعا ثم المراجع باللغة الأجنبية مشتملا على 82 مرجعا يلي ذلك الملاحق التي اشتملت على خرائط وصور ثم فهرست (للأعلام وأسماء الأماكن والبلدان) وهذا دليل واضح على ثراء الكتاب وتوثيق معلوماته بعدد وفير من المصادر والمراجع.
- وقد أشار المؤلف في مقدمة كتابه إلى صعوبة الكتابة عن تاريخ فلسطين في تلك الحقبة التي تغطيها الدراسة لقلة المعلومات في هذا الصدد وتفرقها بين مصادر شتى، وضرورة القيام بدراسة أخرى تتناول القرون الخمسة التي تبدأ بغزو الفرنجة وتنتهي ببدء الحكم العثماني لفلسطين خلال العقد الثاني من القرن السادس عشر الميلادي. هذا مما أشار إليه المؤلف في مقدمة كتابه وهو اقتراح يجدر التأكيد عليه لاكتمال الفائدة العلمية ويكون مفيدا أيضا لو امتدت الدراسة الأكاديمية على هذا النمط حتى العصر الحديث من تاريخ فلسطين.
- وعموما فإن هذا الكتاب يمكن اعتباره عملا أكاديميا متميزا ودقيقا ويغطي فجوة في المكتبة العربية والإسلامية وتبدو الحاجة إلى المزيد من مثله من البحوث ولا تستغني عنه جهات البحث العلمية والأكاديمية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فلسطين في خمسة قرون من الفتح الإسلامي حتى الغزو الفرنجي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» موجز تاريخ فلسطين من العصر الحجري إلى الفتح الإسلامي
» موجز تاريخ فلسطين من العصر الحجري إلى الفتح الإسلامي ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
» القدس عبر التاريخ موسوعة شاملة كاملة ( والكمال لله وحده ) العهد الإسلامي القدس و الفتح الإسلامي :
» **--** مصر قبل الفتح الإسلامي **-**
» الفتح الإسلامي لمصر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى فلسطين-
انتقل الى: