ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 الرفق أخلاق المسلم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

الرفق أخلاق المسلم Empty
مُساهمةموضوع: الرفق أخلاق المسلم   الرفق أخلاق المسلم Emptyالجمعة مايو 21, 2010 7:55 pm

الرفق أخلاق المسلم WBvsO-0L47_767414577

الرفق أخلاق المسلم
قال ابن القيم رحمه الله نظما :
وهو الرفيق يحب أهل الرفق ... يعطيهم بالرفق فوق أمان
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في شرحه لهذا البيت :
ومن أسمائه سبحانه
الــرفيــق
وهو مأخوذ من الرفق الذي هو التأني في الأمور والتدرج فيها
وضده العنف الذي هو الأخذ فيها بشدة واستعجال
والتفسير لهذا الاسم الكريم مأخوذ من
قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :
" إن الله رفيق يحب الرفق , وإن الله يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف "
فالله تعالى رفيق في أفعاله حيث خلق المخلوقات كلها بالتدريج شيئا فشيئا بحسب حكمته ورفقه ، مع انه قادر على خلقها دفعة واحدة وفي لحظة واحدة ..
وهو سبحانه رفيق في أمره ونهيه فلا يأخذ عباده بالتكاليف الشاقة مرة واحدة ، بل يتدرج معهم من حال إلى حال حتى تألفها نفوسهم وتأنس إليها طباعهم ، كما فعل ذلك سبحانه في فرضية الصيام وفي تحريم الخمر والربا ونحوهما ...
فالمتأني الذي يأتي الأمور برفق وسكينة ، اتباعا لسنن الله في الكون واقتداء بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تتيسر له الأمور وتذلل الصعاب , لا سيما إذا كان ممن يتصدى لدعوة الناس إلى الحق فانه مضطر إلى استشعار اللين والرفق كما قال تعالى : " ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم "
رسـائـل
~ 1 ~ رسالة إلى دعاة الحق والفضيلة والى كل ناصح مرشد مشفق نقول :
رفقا بالمنصوحين وقولا لينا ، فإن في ذلك مدعاة لقبول نصحكم والاهتمام به ...
فهلا تأملتم خطاب الله جل وعلا لكليمه موسى و أخيه هارون عليهما السلام في قوله تعالى :
" اذهبا إلى فرعون إنه طغى * فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى "
أي اذهبا إلى فرعون الطاغية الذي جاوز الحد في كفره وطغيانه وظلمه وعدوانه " فقولا له قولا لينا " أي : سهلا لطيفا برفق ولين وأدب في اللفظ ، من دون فحش ولا صلف ولا غلظة في المقال او فظاظة في الأفعال " لعله " بسبب القول اللين " يتذكر " ما ينفعه فيأتيه " أو يخشى " ما يضره فيتركهفإن القول اللين داع لذلك والقول الغليظ منفر عن صاحبه وقد فسر القول اللين في قوله تعالى : " فقل له هل لك إلى أن تزكى * وأهديك إلى ربك فتخشى "
فإن في هذا الكلام من لطف القول وسهولته وعدم بشاعته مالا يخفى على المتأمل فإنه أتى بـ " هــل " الدالة على العرض والمشاورة والتي لا يشمئز منها أحد ودعاه إلى التزكي والتطهر من الأدناس التي أصلها التطهر عن الشرك , الذي يقبله عاقل سليم ولم يقل " أزكيـك " بل قـال " تـزكى " أنت بنفسك ثم دعاه إلى سبيل ربه الذي رباه و أنعم عليه بالنعم الظاهرة والباطنة التي ينبغي مقابلتها بشكرها وذكرها فقال : " و أهديك إلى ربك فتخشى "
(( فإن كان أسلوب الخطاب هذا لذلك الطاغية فكيف بإخوانكم المسلمين يرحمكم الله ))
~ 2 ~ رسالة إلى كل مسؤول نقول :
إلى كل من ولي أمر المسلمين سواء كانت ولاية عامة أو ولاية خاصة كن رفيقا بمن هم تحت مسئوليتك فقد قال صلى الله عليه وسلم : " اللهم من ولي من أمتي شيئا فرفق بهم فأرفق به ومن ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه "
فكن معينا لهم على قضاء حوائجهم ، و إياك أن تماطل بهم أو تسعى للإضرار بهم فإن الله ســائلك عن ذلك فإن أحسنت أحسن الله إليك و إن أسأت جازاك الله على إساءتك بما تستحق وكنت مذموما في الدنيا والآخرة .
~ 3 ~
رسالة إلى كل أب و أم أنعم الله عليهما بالبنين والبنات والى كل معلمه ومعلم انعم الله عليهما بذلك العلم نقول :
رفقا بالقوارير من بناتكم ومربيات الأجيال ورفقا بالبنين من أبنائكم صناع المجد بإذن الله فإنكم برفقكم وحسن أسلوبكم تصلون إلى مالا تستطيعون أن تصلوا إليه بالشدة والعنف فالتربية بالرفق والإحسان أكثر نفعا و أشد قبولا في نفوس هؤلاء الأولاد ليكون ذلك أدعى لقبولهم ومحبتهم للخير و أهله فالعنف معهم دون سبب بين وكحالة استثنائية لا يولد إلا العنف والكراهية والانفعالات لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه "
~ 4 ~
رسالة إلى كل ابن كريم نقول :
أبني رفقا بوالديك وقولا لينا ...
ألم تشعر يوما ما بقسوتك في التعامل معهما وهما اللذان سهرا على تربيتك والإحسان إليك ....
فإذا كان الرفق مطلوب مع الآخرين فهو مع الوالدين أوجب و أولى بل إن التأفف في وجههما إثم وقطيعة وجريمة ...
وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان فأحسن صحبتهما وأرفق بهما فانهما باب من أبواب الجنة ...
أبني هل سمعت بوصيته تعالى لك في قوله جل وعلا : " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا "
إنها وصية الله لك من فوق سبع سماوات ... من كتاب الله جل وعلا ...
هاهما بجوارك قد بدأ المشيب إليهما واحدودب منهما الظهر وارتعشت الأطراف لا يقومان إلا بصعوبة ولا يجلسان إلا بمشقة أنهكتهما الأمراض وزارتهما الأسقام فعليك بالبر والإحسان ولا تبخل عليهما بمالك وجهدك وحسن خلقك وطيب معشرك يا رعاك الله ...
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين صبوا عليه دلوا من الماء . فقال الأعرابي : اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا .
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لقد تحجرت واسعا ) " أي ضيقت واسعا " متفق عليه ...
فانظر أخي القارئ أختي القارئة إلى الآثار المباركة بالرفق فاعمل به تسعد وتسعد الآخرين وإياك والعنف فإنه شقاء لك وللآخرين ...
~ 5 ~
رسالة إلى كل الأزواج نقول :
رفقا بزوجاتكم ورحمة بهن فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرفق وارحم بعائشة رضي الله عنها من أبيها أبو بكر رضي الله عنه حينما جرى بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم كلام حتى دخل أبو بكر حكما بينهما .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " تكلمي أو أتكلم "
فقالت رضي الله عنها : تكلم أنت ولا تقل إلا حقا ..
فلطمها أبو بكر رضي الله عنه حتى أدمى فاها وقال : أو يقول غير الحق يا عدوة نفسها ؟
فاستجارت برسول الله صلى الله عليه وسلم وقعدت خلف ظهره ..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" إنا لم ندعك لهذا , ولم نرد منك هذا " صحيح البخاري
فقد كان الزوج العظيم أرفق بزوجته من أبيها و أحلم عليها منه وأشفق عليها .
فهلا اقتديتم برسول الله صلى الله عليه وسلم يا رعاكم الله
~ 6 ~
رسالة إلى كل الزوجات نقول :
رفقا بأزواجكن ورحمة بهم تقديرا لظروفهم وعدم الإثقال على كاهلهم وتكليفهم بما لا يستطيعون خاصة بأمر الطلبات وكثرتها فالكفاف خير يا رعاكن الله
وليكن لنا في أمهات المؤمنين رضي الله عنهن قدوة حسنة حينما آثروا واختاروا الباقية على الفانية بعد ان خيرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله تعالى : " إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن و أسرحكن سراحا جميلا وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما "
~ 7 ~
رسالة إلى كل ممن أنعم الله عليهم بالخدم والأجراء نقول :
ترفقوا في هؤلاء الخدم وتجنبوا ان تكلفونهم مالا يطيقون وامتثلوا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : " ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم "
كما أننا ندعوكم للتصدق عليهم على أجرائكم وخدمكم زيادة على مستحقاتهم ففيهم أجر وصدقة وهم لها مستحقون وإلا لما تغربوا عن أبنائهم و أطفالهم ثم لتبرأ ذمتك من زلل أو خطأ أو قسوة وتقصير ...
يقول عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعم , هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن جعل الله أخاه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا يكلفه من العمل ما يغلبه فإن كلفه ما يغلبه فليعنه عليه "
وفي الحديث القدسي: " ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة , ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة : رجل أعطي بي ثم غدر , ورجل باع حرا فأكل ثمنه , ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يوفه حقه
نماذج من رفق رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحديث الأول
عن عائشة رضي الله عنها قالت : إن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال اليهود : السام عليكم ( الموت عليكم ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وعليكم قالت عائشة رضي الله عنها : السام عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مهلا يا عائشة !! عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش ) فقالت عائشة رضي الله عنها : أو لم تسمع ما قالوا فقال الرسول صلى عليه وسلم : ( أو لم تسمعي ما قلت رددت عليهم " فيستجاب لي ولا يستجاب لهم في " ) رواه البخاري ... وفي رواية مسلم :
( لا تكوني فاحشة فإن الله لا يحب الفحش والتفحش )
الحديث الثاني
عن أنس رضي الله عنه قال : بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم يصيحون به : مه مه ( أي أترك ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تزرفوه دعوه ( لا تقطعوا بوله ) فيترك الصحابة الأعرابي يقضي بوله ثم يدعوا الرسول عليه الصلاة والسلام الأعرابي فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم للأعرابي : إن المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذر إنما هي لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين صبوا عليه دلوا من الماء . فقال الأعرابي : اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا .
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لقد تحجرت واسعا ) " أي ضيقت واسعا " متفق عليه ...
فانظر أخي القارئ أختي القارئة إلى الآثار المباركة بالرفق فاعمل به تسعد وتسعد الآخرين وإياك والعنف فإنه شقاء لك وللآخرين
أقول قول هذا وأستغفرو الله
ونسألكم خير دعاء

بسم الله الرحمن الرحيم.
(ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم).
اللهم اغفر لي ذنبي، ووسع لي في داري، وبارك لي في رزقي.
في آيتين من كتاب الله تعالى عرض الحق عز وجل على عباده جزاء الآخرة وجزاء القرب منه، وحرَّض على السباق إلى الجائزة، وحدد شروطه، فقال جلت عظمتهSadوَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (سورة آل عمران، الآية: 134).
هتان الآيتان وما يليهما من القرآن تشرطان الإحسان بقوة العباد على ضبط أنفسهم، وبسماحة هذه النفوس وتحكُّمها في سلوكها مهما كانت الظروف استفزازيَّة ضيِّقة.
وإن الأقوياء الأمناء الموعودين بالخلافة الثانية لفي أمس الحاجة إلى تُؤدة الصبر والأناة وكظم الغيظ لإحقاق الحق وبناء الأمة بقدر ما هم بحاجة إلى القوة العازمة المنضبطة لإبطال الباطل. هناك باطل يجثم على صدر الأمة متمثل في الحكم الطاغوتي. هذا الباطل لا صبر عليه إلا بمقدار ما يكون الصبر دُؤُوبا على العمل من تحته لنسف أصوله، ومعظم هذا العمل الناسف إيقاظُ الأمة وتأليفُ حزب الله والتبشير بالإسلام.
أما بعد نزع قوة السلطان من الأيدي الخبيثة فحاجة المومنين المحسنين لتؤدة الرفق وكظم الغيظ والعفو عن الناس تزداد إلحاحا. ذلك أن ماضي الفتنة لا بد أن يُخلِّفَ آثارهُ الفاسدة المفسدة المتمثلة في أقوام بأعيانهم وفي تضامنات وعصبيات ومصالح متحجرة مشتبكة مع مصالح جمهور الأمة. فالحل العنيف الصراعي الثوري الذي يوصي بالقتل والسفك وتخريب بَيْتِ كل من انتمى مرَّةً للماضي حل غير إسلامي.
وليس الرفق هو السكوت عن الماضي جملةً. فلا بد من رد المظالم، ولا بد من كنس القُمامة، ولا بد من التغيير الجذريِّ. والرفق في هذه العمليات، والأناة فيها، وحقن الدماء هي الحكمة المطلوبة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف". أخرجه مسلم عن عائشة. وأخرج الإمام أحمد عن عمرو بن عبسة السلمي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو مستخف لا يزال في بداية تبليغه لرسالته، فسأله قائلا: ما أنت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نَبِيُّ" فقلت: وما النبي؟ فقال: "رسول الله! فقلت: ومن أرسلك؟ قال: "الله عز وجل". قلت: بماذا أرسلك؟ فقال: "بأن توصل الأرحام، وتُحْقَنَ الدماء، وتُكْسر الأوثان". الحديث.
إن الثورات تبني قوتها على الغضب الجماهيري على الأوضاع القائمة المكروهة وعلى الوعود بالبديل الأفضل. ثم لا شيء بعد نجاح الثورة واستقرار الانقلاب، إلا العنف الثوريُّ وتصفية الناس. في القومة الإسلامية نسأل أسئلة عمرو بن عبسة من نحن؟ ومن ابتعثنا؟ وبماذا ابتعثنا؟ ونستحضر أجوبة النبي صلى الله عليه وسلم الذي أعلن منذ البداية أن دينه صِلَةُ الرحم وحقن الدماء، لكنَّ دينه أيضا كسر الأوثان وتقويض بناء الشرك وإقامة دولة التوحيد والعدل والإحسان. وفي عمله الشريف صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة أمثلة فائقة للتؤدة والرفق والعفو والصفح الجميل.
روى ابن كثير في تفسير قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: (خُذِ الْعَفْوَ، وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ، وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)(سورة الأعراف، الآية: 199) أن عبد الله بن زيد بن أسلم فسَّر (خُذِ الْعَفْوَ)بأن الله عز وجل أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بالعفو والصفح عن المشركين عشر سنين، ثم أمره بالغلظة عليهم. وهذا التفسير هو اختيار شيخ المفسرين ابن جرير. وروى ابن كثير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في أمره تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) (سورة التوبة، الآية: 73)، قال ابن مسعود: يجاهدهم بيده، فإن لم يستطع فليكْفَهِرَّ في وجوههم. وقال ابن عباس رضي الله عنهما :جهاد الكفار بالسيف، وجهاد المنافقين باللسان. أُذهِبَ الرفق عنهم.
علماؤنا الأولون كانوا حديثي عهد بالجهاد النبوي، فاعتبروا أن إغلاظ الكلام للمنافقين والاكفهرار في وجوههم مواجهة كافية، وجهاد ناجع. ولا شك أن قدرا كبيرا من هذه الغلظة الكلامية يصبح ضرورة غدَاة تسلم الحكم لفضح النفاق وأهل النفاق وفكر النفاق ودسائس النفاق. ونحْترز من المنافقين بين ظَهرانَيْنَا، حتى إذا أبدَوْا صفحة وجههم، وكشفوا سترهم، وفعلوها ماكرةً مكر السَّيِّئ أو عنيفة مُعْتَدِيَةً كان سيف الإسلام عليهم هو الرفق، وحدودَه هي الصدق.
إنَّ أَخْذَ العفو والإعراض عن الجاهلين، ما لم يكن الإعراض ضعفا وتضعيفا للحق، لهما الخصلتان النبويتان الراشديتان، بِهما تكمل القوة والأمانة، إذ هما عنوان امتلاك النفس ومن ثم امتلاك الموقف. دخل عُيَيْنَة بن حصن على أمير المومنين عمر في مجلس شوراه المكوَّنِ من القراء، أي أهل القرآن والعلم، كهولا وشبابا. فقال له عيينة: "هيه يا ابن الخطاب! فوالله ما تعطينا الجَزْلَ، ولا تحكم بيننا بالعدل!". فغضب عمر حتى همَّ به. فقال الحُرُّ بن قيس، عَمُّ عيينة: يا أمير المومنين! إن الله تعالى قال لنبيه: ( خُذِ الْعَفْوَ، وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ، وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ). وإن هذا من الجاهلين. قال الراوي ابن عباس، وكان في مقدمة أهل مجالس عمر وشوراه: "فوالله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه. وكان وقّافاً عند كتاب الله". رضي الله عنه. أخرج الحديث الإمام البخاري في صحيحه.
إن بناء الدولة الإسلامية الراشدية الثانية يريد رجالا من تلك الطينة الإحسانية القوية، وما عطاء الله لعباده شَحَّ لفراغ خزائِنِه وهو الغني الوهاب. نسأله رجالا وقَّافين عند كتابه بالإرادة الواعية والقصد القاصد المُدَبِّر. لا تغلبهم القوة الغضبية، ولا تقصر بهم الهمة عن جمع مكارم الأخلاق. قال الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه: "ليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق من قول الله عز وجل: (خُذِ الْعَفْوَ، وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ، وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ). قال الحافظ بن حجر في شرح البخاري: ووجَّهوا قول جعفر بأن الأخلاق ثلاثة بِحَسَبِ القُوَى الإنسانية: عقلية، وشهوية، وغضبية. فالعقلية الحكمة ومنها الأمر بالمعروف، والشهوية العفة ومنها أخذ العفو، والغضبية الشجاعةُ ومنها الإعراض عن الجاهلين.
في كلمة "عفو" معنى القصد والإرادة. قال الراغب الأصفهاني: "يقال عفاه واعتفاه بمعنى قصده مُتَناوِلاً ما عِنْدَهُ". وفي معنى الآية، حسب تفسير الإمام جعفر وتوجيه العلماء، معاني الحكمة العقلية والعفة الخلقية والشجاعة على النفس وهي قمة الشجاعة والقوة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس الشديد بالصُّرَعَة، إنَّما الشديد الذي يملك نفسهُ عند الغضب". أخرجه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه. الصُّرَعة الذي يغلب الرجال في المصارعة ويكون في ذلك مشهورا شديد البأس.
وإذا كان لتربية العقل حتى يشتغل في خدمة القلب وخدمة الأهداف الإيمانية الإحسانية وسائلها، وكان لتربية الشهوة وإحصانها مثلُ ذلك، فإن لتربية الطبع على الشجاعة العالية المتمثّلةِ في امتلاك النفس عند الغضب طرُقُها. يجمع كل هذه التربية سلوك شعب الإيمان ومعارج الإحسان حتى يصفو القلب وتَستقيم وجهته لله عز وجل، فيكون هو الأميرَ لا الرعونة النفسية، ولا الشهوةُ، ولا الإسراع إلى البطش.
عندئذ يكون أمر الله عز وجل ونهيه، حرامه وحلاله، الخوف من عقابه والرجاء فيما عنده، الإخلاص له والوفاء والحبُّ والقرب، هي البواعث والروادع. بقصد ثابت، وإرادة واعية حاكمة.
وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا سأله وصية جامعة قائِلا: "لا تغْضَبْ". وأمر أن يتوضأ المرء إذا ساورهُ الغضب، وأن يجلس إذا كان قائما، ويضطجع إذا كان جالسا. وأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، لأن الغضب سَوْرَةٌ شيطانية.
وجاء في حقن الدماء آيات في كتاب الله عز وجل وأحاديثُ نبوية. فكما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن نَدْرأَ الحدود بالشبهات لكيلا يجلد ظهر أو يقطع عضو أو تُزْهَقَ روح ما وَسِعَنَا اجتنابُ ذلك، فكذلك أكدَّ على العفو في القصاص مفصِّلاً ما أجمله القرآن الكريم في قوله تعالى في القتل الخطإ: (وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ)(سورة النساء، الآية: 92).
زادت السنة النبوية أن أهل القتيل إذا أصَرُّوا على قتل القاتل العامد وفعلوها فهم من أهل النار. روى أبو داود والنسائي عن أنس قال: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رُفِع إليه شيء فيه قصاص إلا أمر فيه بالعفو". إسناده حسن. وأخرج النسائي عن نفس أنس أن رجلا أتى بقاتل وليِّه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اعْفُ عنه!" فأبى. فقال: "خذ الدِّيَّة!" فأبى. فقال: "اذهب فاقتله! فإنك مثله!" فلُحِق الرجل، فقيل له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن قَتَلَهُ فهو مثله! فَخَلَّى سبيله". الحديث إسناده حسن. وعند البخاري في صحيحه: "باب ما يحقن بالأذان من الدماء". ذكر فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا غزا بلدا رجع عنه بمجرد سماعه الأذان. أي رفق هذا!
قال الإمام عبد القادر: "يا غلام! لا بد من الحلاوة والمرارة والصلاح والفساد والكدر والصفاء. فإن أرَدْت الصفاءَ الكليَّ ففارق بقلبك الخلق، وواصله بالحق عز وجل. فارق الدنيا، ودع أهلك، وسلمهم إلى ربك عز وجل، وأخرج قلبك عُريانا عن الكل. واقرب من باب الآخرة ثم ادخلها. فإن لم تجد ربك عز وجل فيها فاخرج منها هاربا طالبا للقرب منه. إذا وجدته وجدت كل الصفاء عنده".
قلت: هذا هو الطريق الصوفي والسلوك الصوفي الذي ينبغي أن نهجره هجرا جميلا لنصل حبلنا بحبل الصحابة رضي الله عنهم، ولنقتحم عقبات الجهاد الممزوج فيها الصلاح بالفساد، والصفو بالكدر، والحلاوة بالمرارة. وإن الفراق الصوفي للأهل وللوطن يقابله في السلوك الجهادي تطهير الأرض من الشرك والفساد حتى نكون للمتقين إماما، وحتى يَكونَ لنا بإذن الكريم الوهاب من أزواجنا وذرياتنا قرةُ أعين كما يليق بعباد الرحمان، ونجد الله ربَّنَا كما وجدوا. آمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبلة علي
:: عضو مميز ::
:: عضو مميز ::
عبلة علي


عدد المساهمات : 655
تاريخ التسجيل : 16/09/2009

الرفق أخلاق المسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرفق أخلاق المسلم   الرفق أخلاق المسلم Emptyالأحد مايو 23, 2010 4:50 am

بارك اللة فيك موضوع رائع

الرفق أخلاق المسلم Alfaris_net_1274615034


الرفق أخلاق المسلم Alfaris_net_1274615034
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

الرفق أخلاق المسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد على الموضوع   الرفق أخلاق المسلم Emptyالأحد مايو 23, 2010 9:25 am

الرفق أخلاق المسلم M4F7m-7JgG_324318405


الرفق أخلاق المسلم 55Yxy-ObJ6_473838317

الرفق أخلاق المسلم Es3Mq-R35k_259496314

الرفق أخلاق المسلم CtT3s-5s5T_339105531


الرفق أخلاق المسلم 53IqY-m1pJ_362151151
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرفق أخلاق المسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اخلاق المسلم الرفق
» أخلاق المسلم
» أخلاق المسلم
» أخلاق المسلم
» تكملة أخلاق المسلم (1)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: