أيام عصيبة شهدتها مدن غزة عام 2007م بفعل الاقتتال الداخلي وما خلفه من خسائر بشرية ومادية طالت معظم الأحيان مدنيين من غيرالأطراف المتنازعة0
الحزن والوجوم خيما على الشارع الفلسطيني في ظل ظروف بات فيها المواطن يخشى على حياته وهو قابع في منزله ملتزما بالمكوث خلف أحد الجدران في الزاوية التي يعتقدها الأكثر أمنا في منزله ,نعم هنا باختصار ما آلت إليه العائلات الفلسطينية التي بات الرصاص الفلسطيني شأنه شأن القذائف والصواريخ محلية الصنع التي طالت المنازل ,فأين المفر مما يتعرض له المدنيين الفلسطينيين من إرهاب وترويع وتخويف لم تنجح قوات الاحتلال الاسرائيلي بكل عتادها ومعداتها العسكرية والحربية في ايقاعه في نفوسهم 0
فلان قتلته الرصاصات العشوائية عندما تصادف مروره في منطقة تشهد اشتباكات بين الأطراف المتنازعة , فلان اخترقت الرصاصات غرفة الجلوس في منزله , يفصل بينها وبين مغادرة صغاره الغرفة اقل من دقيقة , فلان سقطت إحدى القذائف في غرفة نومه فسببت حريقا واسعا طال معظم انحاء شقته السكنية التي افنى عدة سنوات من عمره ليمتلكها ويؤثثها وفلان يعاني معاناة كبيرة بفعل اعتلاء هذا الطرف او ذاك البناية السكنية التي يقطنها حيث باتت البناية هدفا معلنا للرصاص العشوائي الأهوج 0
هكذا تم تجاهل القيم الإنسانية على صعيد تعامل المسلحين الفلسطينيين مع شعبهم ماترتب عليه اقترافهم لانتهاكات خطيرة لن يغفلها التاريخ وهكذا بات المواطنون العاديون بمثابة الضحية الحقيقية لهذه الأحداث التي لاتصب في مصلحة أي فلسطيني ولسان حال هؤلاء يقول : من الاحتلال نتقبل كل شيء لكن من الفصائل لا وألف لا0
دوما كان الدور الأساسي المنوط بالقوى والفصائل الوطنية والسياسية والإسلامية هو حماية مصالح الوطن والمواطن وفي كل المراحل كانت المهمة الأساسية لكل المنطوين تحت لواء هذا الفصيل او ذاك تتلخص في السهر على راحة المواطنين وخدمتهم والعمل على تحقيق ما في صالحهم , فما الذي حدث ؟
لماذا باتت كل الفصائل هي الطرف المسؤول عن المس بأمن المجتمع وتقويض استقراره؟
لماذا بات المكلفون بإنقاذ القانون هم من ينتهكونه عبر التعدي على المواطنين وممتلكاتهم وحرماتهم؟
أين القانون والنائب العام والقضاء الفلسطيني من كل ما يحدث ؟
إن ما شهدته الأراضي الفلسطينية من تعديات على ممتلكات عامة ومؤسسات تعليمية هدفها الأساسي خدمة المواطن الفلسطيني بغض النظر عن انتمائه السياسي ,كل الأمور تعني بعدمية سياسية في ظل غياب شريعة القانون 0
السؤال الذي يطرح نفسه من المسئول ؟ من الذي اشعل فتيل الأزمة ؟ من هو الطرف المسئول؟
لن يبحث عمن يتحمل المسئولية لأنه اختلط الحابل بالنابل والحقيقة اصبحت تائهه, بل كل الذي نقوله بأن الصورة اصبحت قبيحة بل اقبح مايمكن ان يتقبله أي فلسطيني شريف غيور على مصلحة وطنه وقضيته واهله 0
الاقتتال محرم شرعا لأنه ببساطة يزيد ألما ومعاناة للشعب الفلسطيني ويشوه نضالاته 0
بهذه الحرب لايوجد فيها منتصر ومهزوم الكل خاسر وأقول الخاسرين القضية الفلسطينية والشعب0
لذا فإن الخيارات محدودة وواضحة بموجب قانون البقاء أولا وبموجب ما تتطلبه القضية العادلة من وحدة الشعب الفلسطيني واللجوء للحوار وتشكيل حكومة وحدة وطنية والاحتكام للقانون وتشكيل لجنة قضائية للتحقيق في كل ما جرى من احداث وليتحمل كل طرف مسئول مسئولياته
لتتحمل الفصائل الوطنية والسياسية والإسلامية مسئولياتها وليتذكر الجميع بأن الاحتلال هو الطرف الوحيد المستفيد من الاقتتال0
ليتحمل الجميع مسئولياته ازاء ما حصل من هذه الموجة التي من شأنها ان تبلع الأخضر واليابس 0
لا لغياب القانون لا لتهديد امن المواطن لا لتقويض استقرار المجتمع لا لانتهاك حرمة المساجد والمباني والمؤسسات التعليمية والحكومية والأهلية لا لتجاهل دور القضاء الفلسطيني لا لكل رصاصة تخرج لتقتل فلسطينيا من هذا الطرف او ذاك ,لا للخطف والتحقيق ,لا لخطف الأجانب لا لقتل الأطفال لا لكل هذه المظاهر وغيرها التي تسيء للشعب الفلسطيني ,والعمل على الوحدة الوطنية وتوحيد الصف الفلسطيني والعمل جديا وبإخلاص من اجل الوطن 0
الخلاصة /
من الأحداث الدامية التي حدثت بين الفصيلين حماس وفتح لايوجد مبرر لهما لإراقة الدم الفلسطيني والكل خسران , من الذي بدأ ومن الذي انهي المحصلة النهائية لقد دفع الشعب الفلسطيني ثمن ضريبة الفاتورة بالدم0
يقول الله تعالى (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا)سورةالأحزاب
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من حمل علينا السلاح فليس منا ومن غشنا فليس منا)
ويقول في حديثه أيضا(إذا قال الرجل لأخيه : ياكافر فقد باء بها احدهما , فإذا كان كما قال وإلا رجعت عليه)0
ويقول في حديثه ايضا(سباب المسلم فسوق , وقتاله كفر)0
ويقول في حديثه ايضا (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجرون من هجر ما نهى الله عنه)0
ويقول الله تعالى في كتابه الكريم(إنما المؤمنون إخوة)الحجرات آية10 0
وقال تعالى (أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين)المائدة آية 54 0
وقال الله تعالى (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكافرين رحماء بينهم)الفتح آية 029
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لاتظهر الشماته لأخيك فيرحمه الله ويبتليك
وفي حديث آخر (كل المسلم على المسلم حرام)0
وفي حديث آخر (ولا تقاطعوا , ولاتدابروا , ولاتباغضوا, ولاتحاسدوا, وكونوا عباد الله إخوانا , ولايحل لمسلم إن يهجر أخاه فوق ثلاث) متفق عليه0
*كان يجب بأن توجه البنادق الى صدور العدو المتربص لأنه هو الوحيد المستفيد من هذا الاقتتال الداخلي وكأنما يقدمه كهدية على طبق من فضة
بدلا من توجه الى صدور المناضلين الشرفاء وضحايا من المواطنين الفلسطينيين , ومن هذا المنطلق فإن الخيار الوحيد للشعب الفلسطيني فلابد من الوحدة الوطنية0
*إن ما قامت بها الحركتان من اقتتال وتدمير مؤسسات حكومية وتعليمية وهي ملك للشعب وليست ملكا لأحد هذا غير الضحايا التي ليست لها أي ذنب ارتكبت ومن اتهامات غير مبررة من الذي بدأ والحق على مين ولكن في الحقيقة الحق على الإثنين لأنهم لم يحترموا شعور وإرادة الشعب لأن ارواح الضحايا التي أزهقت هم من ابناء الشعب الفلسطيني والممتلكات التي دمرت وأحرقت هي من ممتلكات الشعب الفلسطيني وليست ملكا لأحد
*إن التنظيمات لاتقرر مصير شعب ولاتتحكم فيه وإنما الشعب هو الذي يقرر مصيره وهو الذي يقول كلمته الأخيرة0
*استغلت اسرائيل الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني وقامت بتهويد مدخل باب المغاربة في المسجد الأقصى 0