ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 قضية اللاجئين الفلسطينيين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

قضية اللاجئين الفلسطينيين Empty
مُساهمةموضوع: قضية اللاجئين الفلسطينيين   قضية اللاجئين الفلسطينيين Emptyالخميس يناير 14, 2010 2:30 pm

قضية اللاجئين الفلسطينيين EKX5O-14pq_236248396
قضية اللاجئين
تطور الموقف الفلسطيني من حل قضية اللاجئين
١٩٦٤-٢٠٠٤
تشكيل م ت ف عام ١٩٦٤وانطلاق الثورة فجر طاقات اللاجئين وعزز مكانتهم.
مراجعة سيرة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تبين ان موقف قوى النظام السياسي الفلسطيني من حل قضية اللاجئين لم يبق ثابتا، ومر في مراحل عدة: الأولى، بدأت مع هزيمة العرب عام ١٩٤٨، واندثار الحركة الوطنية الفلسطينية، واستمرت حتى تشكيل منظمة التحرير عام ١٩٦٤. والثانية بدات بتشكيل المنظمة وهزيمة حزيران/يونيو عام ١٩٦٧ واحتلال اسرائيل الضفة والقطاع وانضمام بضع مئات ألوف النازحين لجموع اللاجئين واستمرت حتى عام ١٩٨٨. والثالثة بدأت باعلان الاستقلال وقيام الدولة واطلاق مبادرة السلام
الفلسطينية والاعتراف بالقرارين ٢٤٢ و ٣٣٨ وبحق اسرائيل في الوجود في تشرين الثاني/ نوفمبرعام ١٩٨٨، وانطلاق مفاوضات السلام عام ١٩٩١ في مؤتمر مدريد واتفاق اوسلو عام ١٩٩٣ وقيام السلطة الوطنية عام ١٩٩٤ وتواصلت في مفاوضات كامب ديفيد ومبادرة كلينتون عام ٢٠٠٠ ومحادثات طابا عام ٢٠٠١ ولا تزال حتى الآن مفتوحة على احتمالات عدة.
والتدقيق في موقف الفلسطينيين من حل المسألة في المرحلةالاولى والثانية ١٩٤٨-١٩٨٨ يبين: أنهم ظلوا موحدين حول شعار "تحريرالوطن السليب والعودة الى فلسطين الحبيبة".وظلت مواقفهم ترفض ما هو دون حق العودة والتعويض. ومن أجل هذا الهدف أعادوا تشكيل حركتهم السياسية التي اندثرت بعد هزيمة ١٩٤٨، ولم يلغوا دور العرب والمسلمين في تحرير الاراضي المقدسة. واسسوا عام ١٩٦٤ منظمة التحرير بدعم من الرئيس المصري عبد الناصر وموافقة الدول العربية ، وجعلوا المنظمة كيانهم المعنوي. وتم تشكيل "المجلس الوطني الفلسطيني" كأعلى هيئة تشريعية فلسطينية يختار من بين
اعضاءه "لجنة تنفيذية" كقيادة يومية.ورفضوا إعتماد المفاوضات وسيلة رئيسية لحل نزاعهم مع دولة اسرائيل.
ورغم بروز اسرائيل كقوة عسكرية قوية إلا أن اللاجئين لم يسلموا بوجودها ولم يستسلموا للامر الواقع ولم يفقدوا الأمل بتحرير ارضهم والعودة الى بيوتهم. ورفض الفلسطينيون في جميع اماكن تواجدهم جميع المشاريع والافكار الدولية التي قامت على توطين اللاجئين وتعويضهم وأكدوا تمسكهم بالحرير والعودة.
ولم تتوقف مؤسسات الأمم المتحدة، بناء على طلب الدول العربية، عن مناقشة قضية اللاجئين والبحث عن حلول سياسية وانسانية لها. ولم تبقى القضية وجوهرها مسألة اللاجئين بمنأى عن تأثيرات الحرب الباردة التي انفجرت بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي. ويستطيع الباحث تحميل أقطاب هذه الحرب قسطا كبيرا من مسؤولية عدم التوصل إلى حل لقضية اللاجئين.
وحافظت الدول العربية على موقفها من اسرائيل وظلت ترفض الاعتراف باسرائيل واقامة علاقات سياسية او اقتصادية معها حتى توقيع اتفاق كامب ديفيد بين مصر واسرائيل عام ١٩٧٨، ورفض العرب جميع المشاريع الدولية التي اعتمدت التوطين وشطبت حق العودة. وفي كامب ديفيد انفردت مصر بتبادل الاعتراف مع اسرائيل، وبعد اوسلو عام ١٩٩٣ اتسع وتنوع نطاق علاقة إسرائيل بعدد من الدول العربية.
وحافظت جامعة الدول العربية أيضا على ذات الاسس التي اعتمدها بعد النكبة بشأن أملاك اللاجئين أهمها: النشاط في المحافل والاتصال بالاطراف الدولية لدعم مطالب اللاجئين في ما يتعلق بالعودة واستعادة املاكهم. اعلان عدم الثقة في الحارس الاسرائيلي على اموال. المطالبة باحتساب ايجار الاملاك العربية عن الفترة السابقة والمقبلة الى ان تحل مشكلة اللاجئين. طلب توقف الحكومة
الاسرائيلية عن بيع املاك العرب والغاء البيوع التي تمت. وعندما يصل العمل الى مرحلة التثمين يجب ان يبنى التثمين على اساس القيمة السوقية للاملاك في تشرين الثاني /نوفمبر ١٩٤٧، اي في تاريخ قرار الجمعية العامة بتقسيم فلسطين0
إلى ذلك، أدرك طلائع اللاجئين الفلسطينيين، بعد طول انتظار، أن إنتظار التحرير على يد الغير لا يعيد الأرض ولا الحقوق المغتصبة. وظهر في صفوفهم ميل للقيام بدور سياسي عسكري مستقل ضد إسرائيل. وخطى النضال الفلسطيني خطوة نوعية جديدة. وظهرت تنظيمات فلسطينية كثيرة في قطاع غزة رفع بعضها شعار "الكفاح من اجل عودة اللاجئين"
ومع تزايد طموحات الرئيس المصري عبد الناصر القومية وارتفاع وتيرة التهديدات الاسرائيلية ومضيها في تحويل مياه نهر الاردن دعا عبد الناصر الزعماء العرب الى عقد قمة عربية. والتئم شمل الزعماء في القاهرة اواسط كانون الثاني/يناير عام١٩٦٤، وحضره السيد أحمد الشقيري ممثلا لفلسطين.
واتخذوا قرارات تفاعلوا فيها مع تطلعات الفلسطينيين بان يكون لهم دور مباشر في التحرير ويكون لهم حركتهم السياسية وقرروا تشكيل منظمة التحرير كأطار لتعبئة وتنظيم وحشد الطاقات في المعركة (٢). وقال الزعماء في بيانهم "..وايمانا بحق الشعب الفلسطيني المقدس في تقرير مصيره والتحرر من الاستعمار الصهيوني قد اتخذ الرؤساء والملوك القرارات اللازمة لتمكينه من القيام بدوره في تحرير وطنه وتقرير مصيره".
وبعد اقل من ٩ شهور عقد الزعماء العرب في ايلول/سبتمبر ١٩٦٤في مدينة الاسكندرية قمة ثانية. وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية اقر المؤتمر: "الترحيب بقيام م ت ف دعما للكيان الفلسطيني واعتماد انشاء جيش التحرير".و"تحديد تحرير فلسطين كهدف قومي مشترك".ورحب الفلسطينيون بالقمة الثانية وقراراتها كما رحبوا بالقمة الاولى، واستبشر اللاجئون بقرب التحرير والعودة. واستنادا لقرار القمة تم تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني كأعلى هيئة تشريعية وعقد هذا المجلس "البرلمان" أولى دوراته في القدس ٢٨/٥/١٩٦٤، وانتخب احمد الشقيري رئيسا له، واتخذ قرارات منها اعلان قيام منظمة التحرير وابلاغ الجميع باهدافها، وصادق المجلس على الميثاق الوطني الفلسطيني والنظام الاساسي للمنظمة.
وتدقيق نصوص الميثاق وبنوده يبين انه وضع لتعبئة الطاقات في كل مكان "لاجئين ومقيمين" لتحقيق هدف التحرير والعودة0
ونصت مادته الثانية على أن فلسطين بحدودها التاريخية وحدة اقليمية لا تتجزأ, وأكد في مجال الحقوق (الشعب العربي الفلسطيني هو صاحب الحق الشرعي في وطنه ويقرر مصيره بعد ان يتم تحرير وطنه0
وعرف الميثاق الفلسطينيون بانهم المواطنون العرب الذين كانوا يقيمون في فلسطين حتى عام ١٩٦٧. وكل من ولد من أب عربي فلسطيني). وقال الميثاق (الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين). وثبت في المادة ١١ ثلاث شعارات للشعب (وحدة ـ تعبئة ـ تحرير). واعتبر تقسيم فلسطين عام ١٩٤٧ باطل من اساسه وكذلك وعد بلفور وصك الانتداب.
واتخذ المجلس قرارات هدفها اعداد الشعب للمعركة. وكان للاعلان عن تشكيل المنظمة دورا في اندفاع قادة في "فتح"، الى حرق مرحلة الاعداد العسكري، وشرعوا في الكفاح المسلح. وفي١/١/١٩٦٥، اعلنت فتح عن نفسها حركة مستقلة ونجحت في نشر افكارها في مخيمات اللاجئين.
بتاريخ ٣١/ ٥ ـ٤ /٦/١٩٦٥ عقد المجلس الوطني الفلسطيني، تنفيذا لنظامه الاساسي دورة جديدة في القاهرة. ورفض تصريحات الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة التي اطلقها خلال زيارته الى مدينة اريحا، ودعا فيها العرب إلى قبول قرار الامم المتحدة الداعي الى تقسيم فلسطين).
وفي القمة العربية الثالثة التي عقدت في ايلول/سبتمبر ١٩٦٥ في الدار البيضاء
في المغرب قرر الزعماء وضع خطة للتحرك في الامم المتحدة والمحافل الدولية ومقاومة محاولات تصفية قضية اللاجئين.وبعد عام، عقد المجلس الوطني دورته الثالثة في أيار/مايو ١٩٦٦، رفع عدد اعضائه الى ٤٦٦ عضوا كان ضمنهم نسبة كبيرة من اللاجئين بعد هزيمة حزيران ١٩٦٧ بددت أمل اللاجئين وخلقت مشكلة النازحين.
اوائل عام ١٩٦٧ ارتفعت حدة التهديدات الاسرائيلية وتصاعد التوتر بين اسرائيل وسوريا ومصر. ووفقا للنظام الاساسي للمنظمة كان على المجلس ان يعقد دورته الرابعة أوئل حزيران/يونيو ١٩٦٧ الا انه بدلا من انعقاده وقعت الحرب صباح الخامس من حزيران/يونيو ١٩٦٧ ودخلت قضية اللاجئين والمنطقة برمتها طورا جديدا. واحتلت اسرائيل صحراء سيناء المصرية والضفة الغربية من الاردن وقطاع غزة "بقية الاراضي الفلسطينية" ومرتفعات الجولان السورية. وغادر في ايام الحرب الأولى مدن وقرى الضفة أكثر من ربع مليون مواطن انضموا لللاجئين. واقامت لهم الحكومة الاردنية بالتعاون مع وكالة غوث اللاجئين مخيمات في شمال ووسط الاردن، ونشأت قضية عرفت في محافل الدولية بقضية النازحين.
وبنجاح الهجوم الاسرئيلي فقد اللاجئون الامل في العودة. تجمع الشعب تحت الإحتلال الإسرائيلي. وفي الخارج صعدت مشاعر الإنتماء في صفوف اللاجئين رافقها تطرف. وتبلورت الأهداف وتحددت بتحرير الأرض وإقامة الدولة وعودة اللاجئين والنازحين. وتوحدت معظم قوى النظام الفلسطيني في إطار المنظمة، وظل الجناح الديني وبخاصة حركة الاخوان المسلمين في فلسطين خارجها ولم يشترك في النضال المسلح. وبعد الحرب أصدر الرئيس الامريكي جونسون يوم
١٩يونيو/حزيران ١٩٦٧ مبادرة تضمت خمسة بنود نص احداها على"إنصاف اللاجئين بعدما زادت الحرب مأساتهم وحل مشكلتهم حلاً عادلاً0
ولاحقا اصدر مجلس الامن الدولي في ٢٢ تشرين الثاني/ نوفمبر في قراره الشهير ٢٤٢ باجماع الاصوات، وفيما يتعلق باللاجئين والنازحين أكد القرار" انسحاب القوات الاسرائيلية من "اراض احتلت" في النزاع والتوصل الى تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين.
وكرد فعل على الهزيمة ونتائجها رفضت قيادة م ت ف الاعتراف بالقرار ٢٤٢ واعتبرته قرارا مجحفا بالحقوق الفلسطينية.
وفي قمة الخرطوم التي عقدت بعد الهزيمة ٢٩/٨/ الى ١/٩/١٩٦٧ رفع
العرب شعار "لا صلح ولا إعتراف ولا مفاوضات مع إسرائيل"(٨). وظل الاعتراف بدولة سرائيل أحد أكبر المحرمات العربية، وأصبح ذكر فلسطين واللاجئين مقرونا بجرح الكرامة القومية للعرب.
في تلك الفترة صعد نجم حركة فتح، وتمكنت كحركة تتبنى الكفاح المسلح من استقطاب قطاع واسع من الشباب الفلسطيني، ونظمت فئات واسعة من ابناء
المخيمات في غزة والاردن وسوريا ولبنان. في حينه تخلفت الحركة الاسلامية في فلسطين ممثلة بحركة الاخوان المسلمين عن تبني هذا الشكل من النضال. وحاولت الاحزاب الفلسطينية ذات التوجهات القومية "حركة القوميين العرب وحزب البعث الاشتراكي اللحاق بركب الكفاح المسلح. ووقعت خلال الفترة ذاتها تطورات دراماتيكية في اوضاع م ت ف، وقدم الشقيري نهاية عام ١٩٦٧ استقالته. واجتمعت اللجنة التنفيذية واختارت"يحيى الحمودة" نائبا رئيس اللجنة التنفيذية واسندت اليه مهمة قيادة المنظمة لحين انعقاد دورة المجلس الوطني الرابعة.
ومع مطلع عام ١٩٦٨ استكملت المنظمات الفدائية تعزيز تواجدها في الاغوار الاردنية وصعدت عملها العسكري ضد القوات الاسرائيلية. وخشيت اسرائيل تنامي العمل الفدائي الفلسطيني وتحول الاراضي الاردنية قاعدة له. وفي منتصف ليل ٣١ اذار/مارس ١٩٦٨ نفذت تهديدها, وهبت مخيمات اللاجئين في الاردن وابناء المدن والقرى لتقديم الدعم للفدائيين. وبعد المعركة برز التنافس بين التنظيمات، وجرت اتصالات لعقد دورة جديدة للمجلس. وشكلت لجنة تحضيرية تمثلت فيها القوى المقاتلة تولت تسمية ١٠٠ من ابناء فلسطين في الخارج معظمهم لاجئين أعضاء في المجلس0
وعقد المجلس دورته الرابعة في القاهرة في الفترة في تموز ١٩٦٨. وثبّت "الكفاح المسلح طريق التحرير والعودة". وفيما يتعلق بفكرة الكيان الفلسطيني في الاراضي المحتلة في ٥ حزيران/يونيو ١٩٦٧: "حذر المجلس من الدعوات المشبوهة لانشاء الكيان الأمر الذي يتنافى مع حق الشعب الفلسطيني في كامل وطنه فلسطين(١١). وقرر ان الهدف الفلسطيني يتجاوز "ازالة آثار عدوان
١٩٦٧". ورفض قرار مجلس الامن رقم ٢٤٢ لانه يتضمن انهاء حالة الحرب وحدود آمنة واعتراف باسرائيل.
وفي هذه الدورة حاول بعض أطراف الحركة الفلسطينية معالجة مشكلة اليهود في فلسطين بعد التحرير، وتبنى المجلس فكرة دولة فلسطينية ديمقراطية يتعايش فيها الطرفان على قدم المساواة أمام القانون.
وبوحي من قرارات الدورة الرابعة أجرت اللجنة التنفيذية الاتصالات اللازمة لاعادة تشكيل المجلس الوطني، وعقد دورته الخامسة في القاهرة في الفترة شباط/فبراير ١٩٦٩. واتخذ قرارات لا تختلف في جوهرها عن قرارات الدورة الرابعة. ورفض مشروع ابا ايبان الذي قدم للجمعية العامة للامم المتحدة في ٩/١٠/١٩٦٨ المكون من تسع نقاط ونقطته الخامسة تقول: (يتم بحث مشكلة اللاجئين في مؤتمر لدول الشرق الاوسط على ان يضع المؤتمر خطة تنفذ خلال خمس سنوات لحل مشكلة اللاجئين وانشاء لجان لتوطينهم وادماجهم0
وقرر المجلس "التصدي بحزم لكافة الحلول الاستسلامية". ورفض القرارات والمشاريع التي تتعارض مع حق الشعب الفلسطيني في وطنه بما في ذلك قرار
مجلس الامن الدولي رقم ٢٤٢ والمشروع السوفيتي". وقرر "التصدي لمحاولات انشاء كيان فلسطيني يهيمن عليه الاستعمار. ورفضت فصائل المقاومة مشروع امريكي لحل ازمة الشرق الاوسط قدم للدول الاربع الكبرى في مارس ١٩٦٩ جاء فيه بشأن باللاجئين "يجب على جميع اللاجئين الذين غادروا اماكن اقامتهم بعد حرب حزيران/ يونيو ١٩٦٧ العودة الى اماكنهم. اما بقية اللاجئين الفلسطينيين فيجب ان يعاد توطينهم في البلاد العربية، والولايات المتحدة مستعدة للاشتراك في مشروعات تنمية اقتصادية حتى يمكن استيعابهم0
اوائل حزيران/يونيو ١٩٦٩ عقد المجلس الوطني دورته السادسة. وفي بداية اعماله قدمت التنفيذية اقتراحا باضافة أعضاء جدد جميعهم من الخارج لاجئين ونازحين، واقر المجلس الزيادة بالاجماع. ومع تطور العمل الفدائي واتساع صفوفه برزت سلبيات وممارسات خاطئة فلسطينية وحيث ازدهرت على الساحة الاردنية في تلك الفترة اعمال خطف واعتقال ناس مدنيين وآخرين ينتمون لاجهزة السلطة، وكذلك سرقة السيارات المدنية ولم تسلم سيارات الجيش الاردني وكبار موظفي الدولة. وكثيرا ما تم التعدي على المؤسسات الرسمية الاردنية بلغت احتلال البريد وسط عمان. وفي كانون الاول/ ديسمبر اواخر عام ١٩٦٩عقد القمة العربية الخامسة في مدينة الرباط في المغرب. واكد الزعماء دعم الثورة بكل طاقات الامة ، ودعم الصمود العربي في الاراضي المحتلة. وكان لفشل الحل السلمي دوره في في اعتماد العرب طريق التعبئة والاعداد لاعمال جدية سبيلا للتحرير.
وعلى خلفية التطورات على الحدود مع اسرائيل وفي نطاق الجبهة الاردنية
الداخلية توترت العلاقة بين المنظمة والحكم في الاردن. ودعي المجلس الوطني
لعقد دورته السابعة في القاهرة. وبعد مناقشات استمرت من٣٠/٥/١٩٧٠ الى ٤/٦/١٩٧٠ اتخذ المجلس عددا من القرارات منها تشكيل لجنة عليا من الحركة الوطنية في الضفة الشرقية والثورة لتحقيق التلاحم بين الشعبين. وتشكيل لجنة عليا من الحركة الوطنية في لبنان والثورة لتحقيق التلاحم بين الشعبين. وناقش موضوع "الدولة الديمقراطية" في كل فلسطين يتعايش فيها العرب واليهود وقرر احالته للجنة التنفيذية لتضع حوله دراسة.
وفي ٩ كانون الأول/ديسمبر ١٩٦٩ أعلن وزير الخارجية الأمريكي وليام روجرز عن مبادرته(١٦)، التي أكدت على: انسحاب إسرائيل من "أراض" عربية احتلت في حرب ١٩٦٧ مقابل ضمانات عربية للوصول إلى التزام موثق للسلام. ولاحقاً طرح "روجرز" مبادرة ثانية في ايار/ مايو١٩٧٠ وأعلن: "أن الولايات المتحدة اتخذت خطوة جديدة وقدمت مقترحات سلام بهدف تشجيع العرب وإسرائيل على وقف إطلاق النار والبدء في المحادثات". الى ذلك وافق عبد الناصر على التعاطي مع مبادرة روجرز ورفضتها القيادة الفلسطينية وتوترت علاقة الطرفين. وبجانب هذا التوتر، ساهمت مبادرة روجرز في رفع حدة التوتر
في العلاقات الأردنية ـ الفلسطينية، وسرّعت وقوع التصادم المسلح بين الجانبين.
في ظل تلك الظروف دعت اللجنة التنفيذية للمنظمة الى عقد دورة استثنائية للمجلس الوطني في عمان. وعقد المجلس الوطني يوم ٢٧/٨/١٩٧٠ دورة استثنائية وسط اجراءات امنية فلسطينية مشددة استفزت النظام الاردني. واستمرت الدورة يومين واتخذت قرارات وصعدت حملتها ضد النظام. وأكد المجلس رفضه قرار مجلس الامن رقم ٢٤٢ ومقاومته للمؤامرة "مشروع روجرز". وأكد ان كل من ينشط للتكلم باسم شعب فلسطين وتزييف قيادته وارادته خارج على ارادة شعب فلسطين وخائن لقضيته ولثورته. وأكد على وحدة الشعب في الساحة الاردنية الفلسطينية ورفض تقسيم البلاد الى دويلة فلسطينية ودويلة اردنية.
بعد احداث ايلول ١٩٧٠ تبخر امل اللاجئين بحل قضيتهم/
صباح يوم ١٧ ايلول/سبتمبر١٩٧٠ اندلعت الحرب بين الطرفين، وسارع عبد الناصر الى اطفاء الحريق. وعقدت قمة عربية غير مخطط لها، اقتصر عملها على وقف اطلاق النار بين الطرفين وتم اخراج عرفات من عمان الى القاهرة. وانتهت اعمالها يوم ٢٧ ايلول/سبتمبر١٩٧٠، وفي المساء نقلت وكالات الانباء خبر وفاة عبد الناصر. وبوفاته أسدل الستار على المبادرات الدولية فترة طويلة.
تركت احداث أيلول ووفاة عبد الناصر أثرا عميقا في نفوس الفلسطينيين وبخاصة اللاجئين في المخيمات في الاردن وتعمق يأسهم واحباطهم، ولم يعودوا يفكرون في التحرير والعودة. وتراجع موضوعيا تفكير القيادة الفلسطينية في
قضايا اللاجئين والنازحين. وعادت أفكار قومية المعركة ضد اسرائيل، والاتكالية
النسبية على الدور العربي، للظهور بعد ان اختفت بعد هزيمة حزيران ١٩٦٧. واستغلت إسرائيل التطورات وبدأ وزير الدفاع "شارون" اجراءات في قطاع غزة وهدم احياء بكاملها في المخيمات بحجة شق طرق أمنية وهجّر اعداد كبيرة من سكان المخيمات الى مبان داخل القطاع والى الضفة الغربية والعريش.
وأكدت الأحداث أن أوضاع أهل المنطقة لم تكن ناضجة للتوصل الى حلول. واصيبت القيادة الاسرائيلية بالعمى عن التفكير استراتيجيا في مستقبل علاقة اسرائيل بجيرانها، وتصور بعضهم ان بالامكان التهرب من استحقاق حل قضية لاجئين ١٩٤٨ ونازحين ١٩٦٧ والاحتفاظ بسيناء والجولان فلسطين للابد.
في ظل تلك الظروف والأوضاع الصعبة، عقد المجلس الوطني دورته الثامنة ٢٨/٢/-٥/٣/١٩٧١ في القاهرة. ونالت القضايا التنظيمية اهتماما كبيرا، ولم يتوقف المجلس امام قضايا اللاجئين والنازحين واكتفى بتأكيد "التمسك الحازم بالحقوق الوطنية والتاريخية". واعاد اعضاء المجلس النظر في تشكيله وصار يتكون من ١٥٠عضوا جميعهم من اللاجئين والنازحين ولم يكن ممكنا تسمية
مندوبين من الضفة والقطاع فتسميتهم يعرضهم للاعتقال والابتعاد.
ورغم طغيان قضايا ترتيب البيت الفلسطيني على أعمال المجلس الا ان قراراته اتجهت نحو تبني برامج سياسية مرحلية. وتحدثت القرارات عن الدولة الديمقراطية ونصت "ليس الكفاح الفلسطيني المسلح كفاحا عرقيا او مذهبيا ضد اليهود ولهذا فان دولة المستقبل في فلسطين هي الدولة الفلسطينية الديمقراطية التي يتمتع فيها الراغبون في العيش بسلام بنفس الحقوق والواجبات..(١٧)". وبعد الدورة عملت القيادة على تعزيز وجودها في لبنان. وشجعت سورية التوجه وسهلته.وخشيت السلطة اللبنانية تزايد الوجودالعسكري الفلسطيني على أرضها وهي بالكاد تحملت إتفاق القاهرة(١٨) الذي رعاه الرئيس عبد الناصر عام١٩٦٩.
في تموز/يوليو١٩٧١عقد المجلس الوطني دورته التاسعة في القاهرة، واتخذ عدة قرارات منها قرار حول الاردن نص على: "جميع قوى الثورة مطالبة بالمبادرة الى تدعيم جهود القوى الوطنية الاردنية لاقامة حكم وطني ديمقراطي. وتمسك ببنود اتفاق القاهرة والاعتراف بالثورة ممثلا للشعب الفلسطيني"(١٩). وبشان الوضع في لبنان قرر "مطالبة اللجنة التنفيية "واللجنة السياسية الفلسطينية العليا" بالعمل على انشاء لجان المخيمات لتقوم بتنظيم الجماهير وتعبئتها. وبشان التسوية السياسية قرر "التمسك بحق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه عن طريق الكفاح المسلح. وجدد رفض جميع الحلول السلمية والمشاريع التي تتعرض للحقوق الطبيعية والتاريخية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك قرار مجلس الامن الدولي رقم ٢٤٢ .
غرق الثورة في المستنقع اللبناني وتراجع التفكير في قضايا اللاجئين.
تدريجيا زاد اهتمام قيادة م ت ف وقيادات الفصائل في الوضع الفلسطيني في لبنان وتراكم آلاف المسلحين في الجنوب وفي المخيمات "وحرروا" منطقة العرقوب وسموها القطاع الشرقي، وأطلقت اسرائيل عليها اسم "فتح لاند".وانشغل الفدائيون في الصراع مع الجيش والحكومة اللبنانيين، ولم يعد احد يفكر في قضايا اللاجئين والنازحين وحقهم في العودة. وبكرت القيادة الفلسطينية موعد انعقاد الدورة العاشرة الاستثنائية وعقدت في القاهرة من في نيسان/ابريل ١٩٧٢. رافقها مؤتمر شعبي ضم ممثلي عن ابناء الجاليات في كافة اماكن تجمعهم وقدم بعضهم من الوطن المحتل. وبحث المجلس في توصيات المؤتمر الشعبي واتخذ عدة قرارات تركزت حول حماية الثورة (٢٠). بعد المؤتمر الشعبي والمجلس الوطني واصلت بعض فصائل الثورة نهج العمليات الخارجية. ونفذت الجبهة الشعبية بالتعاون مع مجموعة من الجيش الاحمر الياباني عملية في مطار بن غوريون أواخر ايار/مايو ١٩٧٢. ونفذت منظمة ايلول الاسود في ايلول/سبتمبر ١٩٧٢عملية مثيرة في مدينة ميونخ بالمانيا ضد الفريق الرياضي الاسرائيلي المشارك في الالعاب الاولمبية(٢١. وزادت العمليات في حدة التوتر
على الساحة اللبنانية. ولاحقا انفجر الصراع وإشتعلت الحرب الأهلية اللبنانية وشكلت غرفة عمليات مشتركة فلسطينية لبنانية اسندت قيادتها الى سعد صايل
إلى ذلك، حالت عوامل وظروف اضطرارية دون عقد الدورة الحادية عشر للمجلس الوطني في موعدها وبدأت اعمالها في القاهرة يوم ٦/١/١٩٧٣. واتخذ المجلس جملة من القرارات التنظيمية. وفي مجال الخطة المرحلية والبرنامج السياسي اشار الى انه "طرأت على الساحتين الفلسطينية تطورات هامة استدعت ان تقوم اللجنة التنفيذية بمعالجتها. ورأى المجلس ضرورة تحديد المهام المرحلية للمنظمة بشكل يتفق والميثاق وقرارات المجالس الوطنية". ودرس المجلس مشروع البرنامج المحلي الذي قدمته اللجنة التنفيذية وأقره كبرنامج للعمل الفلسطيني(٢٣). وابرز البرنامج في بنده الثالث دور اللاجئين الفلسطينيين في لبنان في العملية النضالية وأشار إلى ان "الساحة اللبنانية ساحة أساسية.
ولم تجدي الاتصالات اللبنانية في الحد من تدفق الاسلحة والمقاتلين الفلسطينيين الى لبنان. ولاحقا صار الجنوب اللبناني بالكامل تحت سيطرة الفدائيين وضمن مسؤوليتهم الامنية والعسكرية. وفي النصف الاول من عام ١٩٧٣ صعدت قوات الثورة نشاطها العسكري. وخشيت اسرائيل تطور القدرات الفلسطينية العسكرية، ونفذت قواتها الخاصة في ١٠ نيسان/ابريل ١٩٧٣عملية محكمة التخطيط في قلب مدينة بيروت. هاجمت في وقت واحد المقر المركزي للجبهة الديمقراطية في بيروت الغربية، ومنازل قادة في رئيسيين في م ت ف كمال عدوان، وابويوسف النجار، وكمال ناصر(٢٤). ونجحت المجموعة الاولى بقيادة "باراك" في اغتيال القادة الثلاث، ونسفت الثانية بقيادة "شاحاك" بصورة جزئية مقر الديمقراطية.
بعد عملية فردان والفاكهاني اولت قياد م ت ف مسألة حماية وجودها في لبنان اهمية كبيرة، وبدأت تغرق تدريجيا في الاوضاع اللبنانية الداخلية. ومع كل خطوة كانت تخطوها داخل المستنقع اللبناني كان تبتعد اكثر عن عملها الاساسي داخل الاراضي المحتلة وكان اهتمامها بقضايا اللاجئين والنازحين يتراجع. ومن دون قرار، حل شعار الدفاع عن الوجود الفلسطيني في لبنان مكان شعار نقل الكفاح المسلح الى داخل الاراضي المحتلة وحل قضايا النازحين واللاجئين. وجاءت حرب تشرين اول "اكتوبر" ١٩٧٣ وخلقت واقعاً عربياً وإقليمياً ودولياً جديداً. وبدأ الحديث في المحافل الدولية وبخاصة الامريكية عن حلول للصراع العربي الاسرائيلي وعن معالجات جديدة أكثر جدية وعن المؤتمر الدولي كاطار للحل.
حرب اكتوبر ١٩٧٣ افرزت توجهات واقعية أجلت بحث قضية اللاجئين.
كان الرئيسان السادات والاسد بعد توليهما زمام الحكم في مصر وسوريا بحاجة ماسة لاثبات صدقية اقوالهما وعزمهما على تحرير الاراضي المصرية والسورية التي احتلت عام ١٩٦٧، فكلاهما تولى الحكم في اوج صراعات داخلية. وبعد عملية تحضير ومضنية، وعملية تضليل بارعة، شنت الجيوش المصرية والسورية في ٦ اكتوبر ١٩٧٣ هجوما منظما ضد القوات الاسرائيلية المرابطة
في سيناء والجولان. وشاركت قوات جيش التحريرالفلسطيني في الحرب. ودخلت قوات فصائل المنظمة المتواجدة على الاراضي اللبنانية القتال. وقبل ان تستقر الاوضاع على جبهات القتال أصدر مجلس الأمن في ٢٢ أكتوبر/تشرين قراره رقم ٣٣٨ (٢٥). ووافقت سوريا ومصر على القرار، وإعترفت سوريا لاول مرة بالقرار ٢٤٢. ورغم رفض القيادة الفلسطينية القرار ٣٣٨ انتعشت آمال الفلسطينيين في حل القضية وانسحاب اسرائيل من الضفة وقطاع غزة وحل مشكلة اللاجئين والنازحين وقيام كيان فلسطيني مستقل.
في تلك الفترة، تداعى الزعماء العرب الى قمتهم السادسة. والتقوا يوم ٢٦/١١/١٩٧٣ في مدينة الجزائر وقرروا: اعتبار م ت ف الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني. وتحفظ الاردن على القرار. وتم تفويض سورية ومصر بعدم تفويت فرصة التوصل لحل سياسي بشرط عدم المساس باي حق عربي ولا سيما الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي العربية وعدم التفريط بالحقوق الوطنية الثابتة لشعب فلسطين.
المجلس الوطني يقر برنامج السلطة الوطنية0
في تلك الفترة طرح الاتحاد السوفيتي وبعض العرب على قيادة المنظمة استثمار الاجواء السياسية الدولية وقدمت فكرتين: الاولى إستثمار ورقة الاعتراف بالقرارين ٢٤٢ و٣٣٨، والثانية مرحلة الأهداف الوطنية الفلسطينية وتمييز ما هو مباشر ومرحلي عما هو تاريخي واستراتيجي. في حينه رفضت قيادة م ت ف الفكرة الاولى بالاجماع، من منطلق تعامل القرارين مع المسألة الفلسطينية
باعتبارها قضية لاجئين، ولا يتضمنان اي اشارة لدور م ت ف. وظهر بجانب
الرفض الفلسطيني تيار واقعي في الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية، وحركة فتح، تبنى فكرة مرحلة الأهداف الوطنية.
وانقسمت الساحة الفلسطينية وتكتلت القوى المعارضة للبرنامج المرحلي في اطار تنظيمي اطلق عليه "جبهة الرفض الفلسطينية". حظي بدعم بعض الدول العربية وبخاصة ليبيا والعراق وسوريا. وأقر المجلس في دورته الثانية عشر التي عقدت في القاهرة ١-٩/٦/ ١٩٧٤ برنامج "النقاط العشر"، الذي عرف "ببرنامج السلطة الوطنية" وتضمن موافقة القيادة على تاجيل بحث قضية اللاجئين. واعتقدت غالبية قيادة م ت ف أن الأوضاع الدولية مهيأة لأنبعاث الكيان الفلسطيني على جزء من الارض. وقالت المعارضة "ان ذلك سيتم مقابل التفريط بالباقي والاستسلام للمشاريع الامبريالية والصهيونية والتنازل عن حق اللاجئين.
وبعد صراع تمكن التيار الواقعي من تعزيز مواقعه وتحول الى تيار يمثل الأغلبية، ونجح في تحويل أطروحاته الى سياسة عامة للمنظمة. وأقر المجلس الوطني برنامج "النقاط العشر". وجاء في نص القرار "تناضل م ت ف وبكافة الوسائل لتحرير الارض واقامة سلطة الشعب الوطنية المقاتلة على اي جزء من
الارض الفلسطينية يتم تحريره. وتناضل م ت ف ضد اي مشروع كيان فلسطيني ثمنه الاعتراف والصلح والحدود الآمنة وحرمان شعبنا من حقوقه في العودة وحقه في تقرير المصير فوق ترابه الوطني"(٢٦). وخطى الفكر الفلسطيني خطوة جديدة باتجاة الواقعية السياسية.
وفي تشرين الاول اكتوبر١٩٧٤ عقد الرؤساء والملوك العرب قمتهم السابعة في الرباط. وكان أكثر المؤتمرات العربية ايجابية واهمية اتجاه القضية الفلسطينية. وفيه تمت تسوية مسالة التمثيل وقرر المؤتمر بالاجماع على ان م ت ف هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. واكد اقامة السلطة الوطنية بقيادة م ت ف على اية ارض فلسطينية يتم تحريرها. وحددت القمة الهدف المرحلي بتحرير الاراضي العربية المحتلة عام ١٩٦٧ واستعادة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وفق ما تقرره منظمة التحرير.
لاحقا أطلق كيسنجر في سياق تنفيذ توجهاته ومحاولة التوصل الى اتفاقية سيناء الثانية بين مصر واسرائيل مقولته الشهيرة Bye Bye P. l. Oواشعل فتيل الحرب الاهلية في لبنان. البداية كانت في نيسان/ابريل ١٩٧٥ حين اعتدت قوات حزب الكتائب على سيارة باص يحمل لاجئين فلسطينيين من ابناء المخيمات. وقتلت وجرحت ركابه ونكلت بجثث بعضهم. واستمرت تلك الحرب قرابة عشر سنوات. وعلى امتداد النصف الثاني من عقد السبعينات غرقت الحركة الفلسطينية وكل الاوضاع العربية الرسمية والشعبية في الحرب الاهلية اللبنانية. واحدث انغماس الفلسطينيين في تلك الحرب تغييرا جوهريا في اولوياتهم وأشغلتهم عن توجيه طاقاتهم لتحقيق حقوق اللاجئين والنازحين. وجاءت وقائع
الحياة لتؤكد أن جهود م ت ف في لبنان ذهبت هدرا وسببت للاجئين في لبنان عذابات والآلآم مرة وخسائر بشرية ومادية كبيرة.
في ٢ تشرين الثاني/ نوفمبر ١٩٧٦ فاز كارتر في الانتخابات وعين كارتر السيد فانس وزيرا لخارجيته. وحاول "فانس" إقناع الأطراف العربية وإسرائيل بالموافقة على استئناف اعمال مؤتمر جنيف للسلام الذي نام منذ كانون الأول/يناير ١٩٧٣. وحاول إيجاد طريقة ما لمشاركة ممثلين عن الفلسطينيين في المؤتمر. واصطدمت جهوده برفض الحكومة الاسرائيلية وفضلت بحث المسألة الفلسطينية مع الأردن في إطار ما سمى بالخيار الأردني. وبرزت أفكارا عربية من نوع الذهاب للمفاوضات بوفد عربي مشترك أو وفد عربي يضم أعضاء من م.ت.ف. وفضلت المنظمة صيغة الوفد المشترك، ورفضت الخيار الاردني.
الى ذلك دعت اللجنة التنفيذية ورئاسة المجلس الى عقد الدورة الثالثة عشر للمجلس الوطني. وفي آذار/مارس ١٩٧٧ التئم المجلس بتشكيلته الجديدة وكانت اكثر شمولية من المجالس السابقة، واضيف ما لا يقل عن ١٠٠ عضو كممثلين عن الارض المحتلة لم تعلن اسمائهم حفظا على سلامتهم. وتمثلت في المجلس
تجمعات فلسطينية لم تكن ممثلة من قبل. وتم اختيار ممثلين عن المخيمات الفلسطينية في لبنان. واتخذ المجلس عدة قرارات تركزت حول تطوير البرنامج المرحلي. واكد رفض القرار ٢٤٢، ورفض "التسويات الامريكية والمشاريع التصفوية. و"مواصلة النضال لاستعادة الحقوق وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة".و"أية تسوية او اتفاق يمس الحقوق الفلسطينية باطلة من أساسها"(٢٧). ودعا الى تنسيق العلاقة مع القوى اليهودية الديمقراطية والتقدمية المناضلة ضد الصيونية. وخلال فترة التحضير لاستئناف مؤتمر جنيف للسلام جرت انتخابات إسرائيلية في ايار/مايو ١٩٧٧ فاز فيها ائتلاف حزب ليكود. وتولي بيغن السلطة وراح يدير دفة المفاوضات بصورة مختلفة. ومع صعود ليكود، أدرك السادات إستحالة انعقاد مؤتمر جنيف. واستحالة التقدم في السلام على كل الجبهات في وقت واحد.
في تشرين الثاني/نوفمبر١٩٧٧ أعلن السادات بشكل فاجأ الجميع، "أنه مستعد لبذل اقصى الجهود من اجل السلام ومواجهة قادة اسرائيل ولو في الكنيست". ولم يصدق معظم أعضاء القيادة الفلسطينية ما قاله. وفي ١٧ تشرين الثاني/نوفمبر١٩٧٧ اصدرت الفصائل بيانات شجبت موقف السادات ونتائجها. وحمّلت الشعبية "اطراف التسوية مسئولية خطوة السادات من خلال استرسالها في أوهام حول التسوية السلمية". ووجهت "جبهة القوى الفلسطينية الرافضة للحلول الاستسلامية" رسالة للمجلس المركزي اكدت "ان ادانة خياة السادات هي ادانة مباشرة للنهج الخاطئ الذي مهد الطريق امامها".
يوم ١٩ـ٢٠ تشرين الثاني/نوفمبر ١٩٧٧ بدأ السادات زيارته لاسرائيل ووقف
أمام الكنيست وأعلن انه "لم يأت داعيا الى سلام حزئي، ولا ليعقد اتفاقا منفردا بين مصر واسرائيل"، وانما جاء "لبناء سلام دائم وعادل يقوم على اساس الانسحاب الكامل من الاراضي العربية التي احتلت عام ١٩٦٧، واحقاق الحقوق الاساسية للشعب الفلسطيني بما فيها حقه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة".
وبعد عشرة ايام من زيارت السادات للقدس عقدت في ٤ كانون الاول/ديسمبر ١٩٧٧ قمة عربية مصغرة في طرابلس ضمت ليبيا وسوريا والجزائر واليمن الجنوبي والعراق، لتنسيق المواقف في مواجهة نتائج الزيارة. وفي المؤتمر القى عرفات كلمة قال فيها: "اذا لم يتمكن هذا الجيل من الامة العربية من تحرير ارضهم بحكم موازين القوى العربية والدولية فليس من حق أحد ان يطعن القضية الفلسطينية ويغلق ابواب التحرير امام الاجيال". وعلى هامش القمة تم تشكيل "الجبهة القومية للصمود والتصدي". وفي شباط/فبراير ١٩٧٨ أعلن في الجزائر عن تشكيلها وحددت مهمتها بالتصدي للحلول الثنائية المصرية الاسرائيلية.
الى ذلك تابع الرئيس السادات مفاوضاته الثنائية وتوصل الطرفان بعد مفاوضات
مضنية وبمساعدة الرئيس كارتر يوم ١٧/٩/١٩٧٨الى اتفاقات كامب ديفيد الشهيرة. استعادت بموجبها مصر جميع الاراضي المصرية التي احتلت في عام ١٩٦٧، وبدات رحلة السلام الثنائي المصري ـ الإسرائيلي. ومراجعة وقائع مفاوضات كامب ديفيد تبين أن هدف السادات كان أبعد وأكبر من حل ثنائي بين مصر وإسرائيل، وحاول وضع أسساً لحل النزاع العربي الإسرائيلي برمته ودخل في مفاوضات حول الجولان والقضية الفلسطينية.
وتضمنت اتفاقيات كامب ديفيد اتفاقية "إطار للمفاوضات حول وضع الضفة الغربية وقطاع غزة"(٢٨). وافقت فيها اسرائيل رسميا على إقامة سلطة حكم ذاتي فلسطيني منتخبة. ووضع الترتيبات العملية لعودة النازحين الذين غادروا الضفة والقطاع منذ ٥ حزيران/يونيو ١٩٦٧. وتم تحديد الفترة الانتقالية بـ ٥ سنوات، وبعد انتهاؤها يتم الاتفاق على الحل النهائي للقضية. وتم تحديد الهدف بالتوصل الى تسوية عادلة شاملة للصراع عن طريق عقد معاهدات سلام تقوم على قراري مجلس الامن ٢٤٢ و٣٣٨ وعلاقات حسن جوار. "يجب ان يعترف الحل الناتج عن المفاوضات بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ومتطلباتهم العادلة". واكد السادات في رسالته في أيلول/ سبتمبر الى كارتر "من اجل ضمان حماية الحقوق لشعب الفلسطيني فان مصر على استعداد الاطلاع بالدور العربي الذي تحدده بنود المعاهدة.
الى ذلك احدثت اتفاقية كامب ديفيد تحولا في العلاقات العربية العربية وتحسنت العلاقة الاردنية الفلسطينية. وفي ٢٩أكتوبر/ تشرين الثاني ١٩٧٨ توصل
الطرفان الفلسطيني والاردني إلى اتفاق "اطار العمل المشترك"(٢٩). واكدا على
اهمية التعاون المشترك والسعي الى تحقيق السلام العادل. وسهل الاتفاق الاردني الفلسطيني انعقاد القمة العربية في بغداد في ٥ نوفمبر/ تشرين ثاني ١٩٧٨ شارك فيها جميع الدول العربية باستثناء مصر. وتدراس الزعماء التطورات واتفقوا على: ان القضية الفلسطينية قضية عربية مصيرية وهي جوهر الصراع مع العدو". ولا يجوز لاي طرف عربي التنازل عن هذا الالتزام. واكدت القمة الالتزام بالهدف المرحلي وتحرير الاراضي لمحتلة في عدوان حزيران. والالتزام باستعادة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني بما في ذلك حقه في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة المستقلة.
وبعد اقل من شهرين عقد المجلس الوطني الفلسطيني دورته الرابعة عشرة ١٥-٢٢/١/١٩٧٩ في دمشق حيث تعذر عقده في مقر الجامعة العربية في القاهرة. وقدم للمجلس برنامجين سياسي وتنظيمي وافق عليهما بالاجماع واتخذ قرارات سياسية (٣٠) جاء فيها "ان اتفاقيات كامب ديفيد تشكل اخطارا مصيرية على قضية فلسطين وقضية التحرر العربية. وتسلم للعدو الصهيوني بمواصلة اغتصاب فلسطين، وتلغي حق الشعب الفلسطيني الثابت في وطنه وحقه في العودة اليه وتقرير مصيره، وتفرط باجزاء اخرى من الارض العربية". واكد
المجلس "التمسك بالحقوق الوطنية الثابتة لشعبنا في وطنه وحقه في العودة اليه".
في ٢٠ تشرين الثاني/نوفمبر ١٩٧٩عقد الزعماء العرب قمتهم العاشرة في تونس واكد المبادئ الاساسية التي تضمنتها قرارات القمة التاسعة، وجددوا التزامهم باعتبار الوجود الصهيوني في الاراضي العربية هو جوهر الصراع مع العدو الصهيوني. وادانوا اتفاقيتي كاب ديفيد ومعاهدة الصلح المصرية الاسرائيلية. وعبروا عن قلقهم تجاه اعادة علاقات بعض الدول مع العدو الصهيوني او الى الاعتراف بالقدس عاصمة له. وفي القمة الحادية عشر التي عقدت في عمان في تشرين الثاني/نوفمبر ١٩٨٠ اكد الملوك والرؤساء تمسكهم بمقررات بغداد وتونس خاصة ما يتعلق بقضية فلسطين جوهر الصراع مع العدو. وشدد المؤتمرون تصميمهم على مواصلة مساندة م ت ف من اجل استعادة كافة حقوق الشعب الفلسطيني بما فيها حقه في تقرير المصير واقامة دولته المستقلة والعودة اللى ارضه. كما اكدوا ان القرار ٢٤٢ لا يتفق مع الحقوق العربية ولا يشكل اساسا صالحا لحل ازمة الشرق الاوسط وخاصة قضية فلسطين.
الى ذلك حالت الاحوال الصعبة التي عاشتها الساحة دون عقد دورة المجلس الوطني الخامسة عشر في موعدها المقرر في كانون الثاني١٩٨٠، وعقدت في دمشق في نيسان ١٩٨١ وقرر زيادة ممثلي الارض المحتلة من ١٢٢ الى١٨٠عضوا. وقرر عدم احتسابهم في النصاب حتى لا تتعطل اعمال المجلس
وطالما الاحتلال قائما. ودرس توصيات اللجان واصدرها بقرارات.
هزيمة م ت ف في لبنان عام ١٩٨٢ عقد حل قضية اللاجئين.
مطلع حزيران/ يونيو ١٩٨٢، تعرض السفير الإسرائيلي في لندن لمحاولة اغتيال. وحمل بيغن قيادة المنظمة المسؤولية واعلن الحرب على المنظمة. وبعد تطويق جيشه بيروت كشف وزير الدفاع الإسرائيلي "شارون"، عن أهداف أخرى. وبعد مفاوضات عسيرة تم التوصل يوم ١٣ آب/اغسطس ١٩٨٢ الى اتفاق لوقف اطلاق النار، نال موافقة جميع اعضاء القيادة الفلسطيني وعهد لقوات متعددة الجنسية مهمة صيانة أمن المخيمات وحماية سكانها. واختار عرفات الرحيل الى اليونان وقال للصحفيين "انا ذاهب الى فلسطين. واوصى القوى الوطنية اللبنانية باللاجئين في المخيمات وقال "اتركهم امانة في اعناقكم".
يوم ٢١ آب/ اغسطس١٩٨٢، غادرت اول دفعة من المقاتلين الفلسطينيين ميناء بيروت. وخلال لحظات الوداع الصعبة، كانت صيحات النسوة والصبايا من مخيمات بيروت للراحلين مؤلمة وجارحة. وقلن بألم مصحوب بدموع الخوف: "اصمدوا ولا ترحلوا..ارفضوا الخضوع للمؤامرة العربية الدولية، لا ترحلوا وان رحلتم خذونا معكم. ولم يطلبن العودة للبيوت والممتلكات في فلسطين بل الامن
والامان في المخيم.
خلال عمليات الترحيل، واجه لبنان استحقاق انتخاب رئيس جمهورية جديد، ويوم ٢٣ آب/أغسطس ١٩٨٢ انتخب قائد القوات اللبنانية بشير الجميل رئيسا للجمهورية اللبنانية. وبعد انتخابه كثفت القيادة الفلسطينية اتصالاتها المحلية والاقليمية والدولية لضمان سلامة مخيمات اللاجئين، فالرئيس المنتخب كان الخصم وصار الحاكم والحكم وهو الذي قال: "في المنطقة خمس شعوب وأربع دول، وهناك شعب زائد يجب الخلاص منه"، وكان يقصد الشعب الفلسطيني البالغ عدده آنذاك أكثر من خمسة ملايين.
بعد رحيل أغلبية القوات الفلسطينية سيطرت "القوات الانعزالية"، على معظم أحياء بيروت الغربية. وصارت الحركة محفوفة بمخاطر كبيرة. ورغم ذلك، أصر العميد سعد صايل "أبوالوليد" أن يودع هو ومن بقي من أعضاء المجلس العسكري الفلسطيني الاعلى بيروت بزيارة مقبرة الشهداء، حيث يرقد الحاج أمين الحسيني وآخرون من شهداء حرب ١٩٤٨ وشهداء الثورة. وبعد ٤٨ ساعة من رحيل آخر دفعة من المقاتلين، خرق وزير الدفاع الاسرائيلي "شارون" إتفاق حبيب، ودخلت القوات الاسرائيلية أحياء بيروت الغربية وراحت تمشطها حيا وراء حي ومنزلا بعد منزل، بحثا عن بقايا رجال م. ت. ف.
الحروب على المخيمات في لبنان تبدد الآمال بالعودة والدولة
ظهر يوم ١/٩/١٩٨٢، أطلقت آخر بواخر الترحيل صفّارتها معلنة رحلتها تجاه ميناء طرطوس السوري. واستمع القادة المرحلون الى مبادرة سياسية، أطلقها
الرئيس الامريكي، تتعلق بتسوية النزاع العربي ـ الإسرائيلي، وتسوية المسألة
الفلسطينية. ونال ريغان سيلا من الشتائم خصوصا وان هموم الهزيمة كانت تطغى على الاذهان، وصاحب المبادرة، اعتبر تاريخ خروج م.ت.ف. من بيروت "يوما يدعو للفخر(٣٢). وكان واضحا للمرحلين ان الإدارة الأمريكية تحاول استثمار فوز إسرائيل في الحرب، وفرض رؤيتها لحل الصراع. ورفض بيغن مبادرة ريغان، واعتبرها انحرافا عن اتفاقات كامب ديفيد.
ولم يتأخر العرب في تحديد موقفهم من المبادرة، وبعد أسبوع من اعلانها استكمل القادة العرب التحضير لدورة قمتهم الثانية عشر في٦ـ ٩/٩/١٩٨٢، والتقوا مرة اخرى في مدينة فاس. واشار البيان الختامي الى"مشروع الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة" الذي استند الى القرار رقم ١٨١ الذي اصدرته للامم المتحدة يوم ٢٩/١١/١٩٤٧ بشان تقسيم فلسطين..(٣٣). واعتمد الرؤساء "مشروع الملك فهد" بمبادئه الثمانية اساسا لحل النزاع. ونص في بنده الرابع على " تاكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وممارسة حقوقه الوطنية الثابتة وحل مشكلة اللاجئين وتعويض من لا يرغب في العودة(٣٤). واثار البند السابع من قرارات قمة فاس الثانية، الذي يشير الى "حق اسرائيل في الوجود" خلافا حادا في الساحة الفلسطينية. وانقسم وفد المنظمة الى القمة على نفسه
حول البند نفسه.
في ١٤/٩/١٩٨٢ قتل الرئيس اللبناني بشير الجميل في عملية تفجير محكمة التخطيط. ورغم اجماع المراقبين على ان بشيراً قتل في اطار صراع اوسع من الصراع مع الفلسطينيين الا ان اللاجئين في مخيمات صبرا وشاتيلا كانوا الضحية. ورغم القاء السلطة اللبنانية القبض على الفاعل والتعرف على هويته اللبنانية وقع رد الفعل على رؤوس اللاجئين
بعد المجزرة، تصاعدت الخلافات داخل فتح، وتمحورت حول قضايا سياسية وتنظيمية كثيرة وطورت مجموعات عسكرية "فتحاوية،” موقفها المعارض للقيادة، وأطلقت على نفسها "يسار فتح"/التيار الديمقراطي الوطني، وبلورت قيادة خاصة بها.ولاحقا سعى عرفات لعقد دورة جديدة للمجلس الوطني لتجديد شرعية القيادة. ورغم الخلافات المتنوعة التي عاشتها الساحة الفلسطينية، عقد المجلس دورته السادسة عشرة في العاصمة الجزائرية في شباط/ فبراير١٩٨٣. وجدد التمسك بحق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة. واعتبر قرارات قمة فاس بمثابة حد أدنى للتحرك العربي.
الى ذلك، استوعبت قيادة فتح أبعاد الانشقاق الداخلي وأهدافه وشرعت قيادة فتح بالتحضير لعقد دورة المجلس الوطني "السابعة عشرة" لتجديد الشرعية، وعقد في عمان في يوم ٢٤ تشرين الثاني/نوفمبر ١٩٨٤بالرغم من مقاطعة قوى اليسار. واصدر المجلس ، بيانا اكد فيه اهمية تعزيز العلاقة الفلسطينية ـ الاردنية. واتخذ قرارات هامة غابت عنها قضية حقوق اللاجئين باستثناء الحديث
عن التمسك بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني والمتمثلة بحق العودة وتقرير المصير والدولة.
الى ذلك، واصل عرفات توجهه لتطوير العلاقة مع الاردن وتوصل الطرفان في١١ شباط/فبراير١٩٨٥، في عمان، الى "اتفاق للتحرك الاردني الفلسطيني المشترك"(٣٧) ، تضمن موافقة م.ت.ف. غير الصريحة على القرار ٢٤٢، وقبول مبدأ تشكيل وفد فلسطيني ـ اردني الى مفاوضات السلام. واعتبرت الإدارة الأمريكية الاتفاق خطوة بناءة. وفي تلك الفترة شهد التنسيق المصري الفلسطيني الاردني، حركة نشطة، وكثر الحديث عن تشكيل وفد اردني ـ فلسطيني مشترك للاجتماع برئيسة وزراء بريطانيا التفاهم مع حكومتها حول اعتراف المنظمة بالقرار ٢٤٢ و ٣٣٨ وحق اسرائيل في الوجود ضمن حدود آمنة ومعترف بها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قضية اللاجئين الفلسطينيين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قضية اللاجئين نتطور الموقف الفلسطيني من حل قضية اللاجئين/١٩٦٤-٢٠٠٤ (4)
» قضية اللاجئين نتطور الموقف الفلسطيني من حل قضية اللاجئين/١٩٦٤-٢٠٠٤ (5)
» قضية اللاجئين نتطور الموقف الفلسطيني من حل قضية اللاجئين/١٩٦٤-٢٠٠٤ (1)
» قضية اللاجئين تتطور الموقف الفلسطيني من حل قضية اللاجئين/١٩٦٤-٢٠٠٤ (2)
» قضية اللاجئين نتطور الموقف الفلسطيني من حل قضية اللاجئين/١٩٦٤-٢٠٠٤ (3)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى فلسطين-
انتقل الى: