الثورة الكبرى

7/5/1936م الثورة الكبرى (انطلاقة العمل المسلح 1936- 1939)
في ظل الغليان الوطني الفلسطيني تنادى قادة التنظيمات السرية وقرروا لم صفوفها في جيش واحد وأطلق عليه اسم (جيش الجهاد المقدس) واستندت قيادته الى الشهيد عبد القادر الحسيني0
وقد مرت هذه الثورة بثلاث مراحل :ـ
المرحلة الأولى مرحلة العمل العسكري المسلح من 1936- 1937م0
المرحلة الثانية النضال السياسي والدعائي والمقاومة العنيفة لسياسة الحكومة البريطانية واغتيال سماسرة الأرض والجواسيس والتصدي لمشروع التقسيم0
وقد استطاع المجاهدون وخاصة بعد دخول القائد فوزي الدين القاوقجي من السيطرة على مساحة فلسطين وتحرير القدس ولم يخرجوا منها إلا بعد معارك ضارية اشترك فيها أكفأ جنرالات بريطانيا0
لكن رغم ذلك لم تستطع بريطانيا القضاء على الثورة ولجأت الى اسلوب المراوغة والوعود الكاذبة للإلتفاف على الثورة وطلبت من الملوك والأمراء العرب التوسط لدى عرب فلسطين لإنهاء الإضراب وإيقاف الثورة اعتمادا على حسن نوايا صديقتهم بريطانيا وهكذا اذيعت النداءات بتواقيع ثلاثة:-
*عبد العزيز آل سعود ملك السعودية0
*غازي بن فيصل ملك العراق0
*عبدالله بن الحسين امير امارة شرق الأردن0
واستجاب عرب فلسطين الى هذه النداءات وارسلت لجنة واوصت هذه اللجنة بتقسيم فلسطين0
*دولة يهودية التي يكون فيها الأكثر لسكانها0
*دولة عربية في الأراضي الباقية وتنضم الى شرق الأردن 0
وهكذا فقد الفلسطينيون الأمل في بريطانيا والحلول السياسية وأدركوا ان المشروع الصهيوني في الأصل والنهاية يعتمدون على قوة بريطانيا ووجودها في فلسطين وتجددت الثورة0
المرحلة الثالثة :- من 1937م- 1939م0
مرحلة الثورة المسلحة الشاملة وحملت بريطانيا مسئوليتة بتجدد الثورة وقررت اعتقاله لكنه التجأ الى المسجد الأقصى ونجح في مغادرة فلسطين الى لبنان ليقود الثورة من هناك وتعتبر هذه المرحلة مرحلة الشمول والتنظيم في كل فلسطين حتى ان كل الشعب رجاله ونسائه وشيوخه وأطفاله يرتدون الكوفية رمز الثورة حتى لاتستطيع بريطانيا تمييز المجاهدين من غير المجاهد0
25/8/1936م وصول فوزي الدين القاوقجي الى فلسطين قادما من العراق للمشاركة في ثورة 1936م وقد شارك في معارك عنيفة ضد القوات البريطانية0
كانت قيادة القاوقجي قد احدثت تغيرا جوهريا في نوعية العمليات العسكرية خصوصا وانه كان قد تولى مهام القائد العام لقوات الثورة في سوريا الجنوبية – فلسطين وكان خروجه قد احدث خيبة أمل عند الفلسطينيين بعد إعلان اللجنة العربية العليا تعليق الإضراب الكبير في 13/10/1936م0
نبذة شخصية عن فوزي القاوقجي (1890م- 1977م)
ضابط ومناضل عربي ولد بطرابلس وخدم ضابطا في الجيش العثماني وكان على صلة بقيادة الثورة السورية قبل انطلاقها وكان في الجيش المرابط في
قلعة حماة فوضع خطة ارسل من يأخذ موافقته سلطان الأطرش والدكتور عبد الرحمن شهبندر عليها 0
وفي عام 4/10/1925م قام بتنفيذ الجانب المتعلق منها بحماة حكمت عليه بالإعدام وبعد فشل الثورة غادر البلاد الى بغداد حيث دخل كليتها الحربية 0
اشترك في ثورة فلسطين عام 1936م على رأس مجموعات من المتطوعين شمله العفو العام على اثر توقيع مشروع المعاهدة السورية الفرنسية فعاد الى سوريا وعندما قامت حركة رشيد عالي الكيلاني كان قد سارع الى المشاركة فيها وطاردته الطائرات البريطانية بعد فشل الحركة على الحدود السورية فقتل بعض رفاقه (حمد صعب) ونجا فلجأ الى برلين حيث بقي حتى انهيار الحكم النازي وقد اعتقله السوفييت في عام 29/5/1946م ثم اطلقوا صراحه بعد شهر عندما ثبت لهم ان تعاونه مع الألمان انما كان بدافع وطنية لكراهيته للبريطانيين الذين كانوا يستعمرون فلسطين 0
عاد الى سوريا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في عام 1947م عينته الجامعة العربية قائدا لجيش الإنقاذ المؤلف من متطوعين من مختلف الأقطار العربية لنصرة قضية فلسطين وقد شارك بفاعلية في الحرب العربية الاسرائيلية الأولى 0
وبعد هزيمة فلسطين شارك العديد من ضباطه في عدة انقلابات عسكرية في سوريا وقد شعر فوزي القاوقجي بمرارة الهزيمة وبفداحة الخسارة القومية وبجسامة المسئولية التي يتحملها الرؤساء العرب , فاعتزل وانزوى في دمشق ثم بيروت حيث توفي فيها عام 1977م 0