المجلس الاسلامي الاعلى الفلسطيني عام 1922م

مجلس شرعي اسلامي كان يتولى شؤون اوقاف المسلمين ومؤسساتهم الدينية والتعليمية في فلسطين ايام الانتداب البريطاني .
تاسس المجلس عام 1922م بعد جهود متواصلة قامت بها اللجنة التنفيذية التي انبثقت عن المؤتمر العربي الفلسطيني الثالث الذي انعقد في حيفا من يناير 1920م.
وكان المؤتمر قد اوصى بالعمل لتحقيق مطالب اهالي فلسطين بانشاء هذا المجلس كما تقدم بطلب إلى المندوب السامي البريطاني للسماح بوجوده وقد ايد المندوب السامي الفكرة بعد إن راى فيها فرصة للعمل على تهدئة نفوس عرب فلسطين ووسيلة لازالة الاحتقان المخيم عليهم بسبب تغاضي سلطات الانتداب البريطاني على الهجرة اليهودية.
ومن اجل تاكيد حسن النية تجاه عرب فلسطين سمح لهم المندوب السامي بوضع القانون الذي يرتؤونه لهذا المجلس دون تدخل من جانبه فكانت النتيجة إن توسع المشرفون على تاسيس المجلس بالقانون الخاص به حتى كادوا إن يحولوه إلى ما يشبه الحكومة الاسلامية.
وبعد إن اصدر المندوب السامي قرارا بتعين الحاج محمد امين الحسيني رئيسا للمجلس في محاولة منه لتقييده بضوابط منصبين رسميين هما الافتاء ورئاسة المجلس ولكن سرعان ما تحول المجلس إلى مؤسسة فاعلة في الكفاح ضد المشروع الصهيوني اذ بعد إن قام بتنظييم شؤون الاوقاف وافتتح كلية اسلامية ومدارس في مختلف انحاء فلسطين .
لقد لعب المجلس الاسلامي دورا وطنيا رائدا في الدفاع عن القضية الفلسطينية بوجه الحركة الصهيونية وسلطات الانتداب البريطاني وعلى سبيل المثال لا الحصر دافع المجلس عن حقوق المسلمين في البراق بعد الخلافات مع اليهود حوله .
لعبت شخصية الحاج امين الحسيني في رئاسة المجلس دورا رئيسيا في حيوية المجلس استمر الحاج امين الحسيني في رئاسة المجلس خصوصا بعد إن اتت نتائج انتخابات 1925م لصالحه بصفة مطلقة فتابع نشاطاته الوطنية محولا المجلس إلى اداة من ادوات النضال الوطني وفي 1936م جهر الحاج امين الحسيني بقيادة الحركة الوطنية فكان إن اقدمت سلطات الانتداب على عزله من منصب رئاسة المجلس في العام التالي 1937م.
ادى خروج الحاج امين الحسيني من رئاسة المجلس إلى تسديد ضربة شديدة لنشاطاته وفعاليته داخل الساحة خصوصا وان انصاره الذين قد حولوه المجلس إلى اداة من ادوات النضال الوطني قد غادروه مع الحاج الحسيني .
وهكذا اخذ دورالمجلس يتراجع تدريجيا إلى إن توقف بصورة نهائية بعد إن تجاوزته الاحداث الجسام التي هزت البلاد .
1/11/1928م انعقد المؤتمر الاسلامي في القدس حيث دعا اليه وتراسه الحاج امين الحسيني مفتي القدس ورئيس المجلس الاعلى للدفاع عن حائط البراق الذي الح اليهود في المطالبة به مدعين انه حائط المبكى واخر ما تبقى من هيكل سليمان بعد إن هدمه الرومان.