ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 باب انقياد الشجر لرسول الله صلى الله عليه وسلم / الجزء السادس / (البداية والنهاية)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

باب انقياد الشجر لرسول الله صلى الله عليه وسلم / الجزء السادس / (البداية والنهاية) Empty
مُساهمةموضوع: باب انقياد الشجر لرسول الله صلى الله عليه وسلم / الجزء السادس / (البداية والنهاية)   باب انقياد الشجر لرسول الله صلى الله عليه وسلم / الجزء السادس / (البداية والنهاية) Emptyالأحد ديسمبر 27, 2009 8:19 am

باب انقياد الشجر لرسول الله صلى الله عليه وسلم / الجزء السادس / (البداية والنهاية) Kunooozd0fee10454
باب انقياد الشجر لرسول الله صلى الله عليه وسلم
قد تقدم الحديث الذي رواه مسلم من حديث حاتم بن إسماعيل عن أبي حرزة يعقوب بن مجاهد، عن عبادة بن الوليد بن عبادة، عن جابر بن عبد الله قال: سرنا مع النبي حتى نزلنا واديا أفيح فذهب رسول الله يقضي حاجته، فأبتعته بإداوة من ماء فنظر فلم ير شيئا يستتر به، وإذا شجرتان بشاطئ الوادي، فانطلق إلى إحداهما فأخذ بغصن من أغصانها وقال: « انقادي علي بإذن الله » فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده، حتى أتى الشجرة الأخرى فأخذ بغصن من أغصانها وقال: « انقادي علي بإذن الله » فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده، حتى إذا كان بالمنتصف فيما بينهما لأم بينهما - يعني: جمعهما - وقال: « التئما علي بإذن الله » فالتأمتا.
قال جابر: فخرجت أحضر مخافة أن يحس بقربي فيبعد، فجلست أحدث نفسي فحانت مني لفتة، فإذا أنا برسول الله مقبل، وإذا الشجرتان قد افترقتا وقامت كل واحدة منهما على ساق، فرأيت رسول الله وقف وقفة وقال برأسه: هكذا يمينا وشمالا، وذكر تمام الحديث في قصة الماء، وقصة الحوت الذي دسره البحر كما تقدم، ولله الحمد والمنة.
حديث آخر:
قال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش عن أبي سفيان - وهو طلحة بن نافع - عن أنس قال: جاء جبريل إلى رسول الله ذات يوم وهو جالس حزين قد خضب بالدماء من ضربة بعض أهل مكة قال: فقال له: مالك؟
فقال: « فعل بي هؤلاء وفعلوا ».
قال: فقال له جبريل: أتحب أن أريك آية؟
قال: فقال: نعم.
قال: فنظر إلى شجرة من وراء الوادي فقال: أدع تلك الشجرة فدعاها.
قال: فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه.
فقال: مرها فلترجع، فأمرها فرجعت إلى مكانها.
فقال رسول الله : « حسبي ».
وهذا إسناد على شرط مسلم ولم يروه إلا ابن ماجه عن محمد بن طريف، عن أبي معاوية.
حديث آخر:
روى البيهقي من حديث حماد بن سلمة عن علي بن زيد، عن أبي رافع، عن عمر بن الخطاب أن رسول الله كان على الحجون كئيبا لما أذاه المشركون فقال: « اللهم أرني اليوم آية لا أبالي من كذبني بعدها ».
قال: فأمر فنادى شجرة من قبل عقبة المدينة فأقبلت تخد الأرض حتى انتهت إليه.
قال: ثم أمرها فرجعت إلى موضعها.
قال: فقال: « ما أبالي من كذبني بعدها من قومي ».
ثم قال البيهقي: أنا الحاكم وأبو سعيد بن عمرو قالا: ثنا الأصم، ثنا أحمد بن عبد الجبار عن يونس بن بكير، عن مبارك ابن فضالة، عن الحسن قال: خرج رسول الله إلى بعض شعاب مكة وقد دخله من الغم ما شاء الله من تكذيب قومه إياه فقال: « يا رب أرني ما أطمئن إليه ويذهب عني هذا الغم » فأوحى الله إليه أدع إليك أي أغصان هذه الشجرة شئت.
قال: فدعا غصنا فانتزع من مكانه، ثم خد في الأرض حتى جاء رسول الله فقال له رسول الله: « ارجع إلى مكانك » فرجع، فحمد الله رسول الله وطابت نفسه.
وكان قد قال المشركون: أفضلت أباك وأجدادك يا محمد.
فأنزل الله: « أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون » الآيات.
وقال البيهقي: وهذا المرسل يشهد له ما قبله.
حديث آخر:
قال الإمام أحمد: ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش عن أبي ظبيان - وهو حصين بن جندب - عن ابن عباس قال: أتى النبي رجل من بني عامر فقال: يا رسول الله أرني الخاتم الذي بين كتفيك، فإني من أطب الناس.
فقال له رسول الله : « ألا أريك آية؟ »
قال: بلى.
قال: فنظر إلى نخلة فقال: « أدع ذلك العذق » فدعاه، فجاء ينقز بين يديه.
فقال له رسول الله : « ارجع » فرجع إلى مكانه.
فقال العامري: يا آل بني عامر ما رأيت كاليوم رجلا أسحر من هذا هكذا.
رواه الإمام أحمد.
وقد أسنده البيهقي من طريق محمد بن أبي عبيدة عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس قال: جاء رجل من بني عامر إلى رسول الله فقال: إن عندي طبا وعلما فما تشتكي؟ هل يريبك من نفسك شيء إلى ما تدعو؟
قال: « أدعو إلى الله والإسلام ».
قال: فإنك لتقول قولا فهل لك من آية؟
قال: نعم إن شئت أريتك آية، وبين يديه شجرة فقال لغصن منها: « تعال يا غصن » فانقطع الغصن من الشجرة، ثم أقبل ينقز حتى قام بين يديه.
فقال: « ارجع إلى مكانك » فرجع.
فقال العامري: يا آل عامر بن صعصعة لا ألومك على شيء قلته أبدا.
وهذا يقتضي أنه سالم الأمر، ولم يجب من كل وجه.
وقد قال البيهقي: أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفار، ثنا ابن أبي قماش، ثنا ابن عائشة عن عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن سالم ابن أبي الجعد، عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى رسول الله فقال: ما هذا الذي يقول أصحابك؟
قال: وحول رسول الله أعذاق وشجر.
قال: فقال رسول الله: « هل لك أن أريك آية؟ »
قال: نعم.
قال: فدعا عذقا منها، فأقبل يخد الأرض حتى وقف بين يديه يخد الأرض ويسجد، ويرفع رأسه، حتى وقف بين يديه، ثم أمره فرجع.
قام العامري وهو يقول: يا آل عامر بن صعصعة والله لا أكذبه بشيء يقوله أبدا.
طريق أخرى فيها أن العامري أسلم:
قال البيهقي: أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو علي حامد بن محمد بن الوفا، أنا علي بن عبد العزيز، ثنا محمد بن سعيد بن الأصبهاني، أنا شريك عن سماك، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس قال: جاء أعرابي إلى رسول الله قال: بما أعرف أنك رسول الله؟
قال: « أرأيت إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة، أتشهد أني رسول الله؟ »
قال: نعم.
قال: فدعا العذق، فجعل العذق ينزل من النخلة حتى سقط في الأرض، فجعل ينقز حتى أتى رسول الله ثم قال له: « ارجع » فرجع حتى عاد إلى مكانه.
فقال: أشهد أنك رسول الله وآمن.
قال البيهقي: رواه البخاري في التاريخ عن محمد بن سعيد الأصبهاني.
قلت: ولعله قال أولا: إنه سحر، ثم تبصر لنفسه فأسلم وآمن لما هداه الله عز وجل، والله أعلم.
حديث آخر عن أبي عمر في ذلك:
قال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري: أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الوراق، أنا الحسين بن سفيان، أنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن أبان الجعفي، ثنا محمد بن فضيل عن أبي حيان، عن عطاء، عن ابن عمر قال: كنا مع رسول الله في سفر فأقبل أعرابي فلما دنا منه قال له رسول الله: « أين تريد؟ »
قال: إلى أهلي.
قال: « هل لك إلى خير؟ »
قال: ما هو؟
قال: « تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله ».
قال: هل من شاهد على ما تقول؟
قال: « هذه الشجرة ».
فدعاها رسول الله وهي على شاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض خدا فقامت بين يديه، فاستشهد ثلاثا فشهدت أنه كما قال، ثم إنها رجعت إلى منبتها، ورجع الأعرابي إلى قومه فقال: إن يتبعوني أتيتك بهم وإلا رجعت إليك وكنت معك.
وهذا إسناد جيد، ولم يخرجوه، ولا رواه الإمام أحمد، والله أعلم.



باب حنين الجزع شوقا إلى رسول الله وشغفا من فراقه


وقد ورد من حديث جماعة من الصحابة بطرق متعددة تفيد القطع عند أئمة هذا الشأن، وفرسان هذا الميدان.
الحديث الأول عن أبي كعب:
قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله: حدثنا إبراهيم بن محمد قال: أخبرني عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه قال: كان النبي يصلي إلى جذع نخلة إذ كان المسجد عريشا، وكان يخطب إلى ذلك الجذع.
فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله هل لك أن نجعل لك منبرا تقوم عليه يوم الجمعة فتسمع الناس خطبتك؟
قال: « نعم ».
فصنع له ثلاث درجات هن اللاتي على المنبر، فلما صنع المنبر ووضع موضعه الذي وضعه فيه رسول الله بدا للنبي أن يقوم على ذلك المنبر فيخطب عليه فمر إليه، فلما جاوز ذلك الجذع الذي كان يخطب إليه خار حتى تصدع وانشق، فنزل النبي لما سمع صوت الجذع فمسحه بيده ثم رجع إلى المنبر، فلما هدم المسجد أخذ ذلك الجذع أبي بن كعب - رضي الله تعالى عنه - فكان عنده حتى بلي وأكلته الأرضة وعاد رفاتا.
وهكذا رواه الإمام أحمد بن حنبل عن زكريا بن عدي، عن عبيد الله بن عمرو الرقي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل، عن أبي بن كعب فذكره، وعنده فمسحه بيده حتى سكن، ثم رجع إلى المنبر، وكان إذا صلى صلى إليه، والباقي مثله.
وقد رواه ابن ماجه عن إسمعيل بن عبد الله الرقي، عن عبيد الله بن عمرو الرقي به.
الحديث الثاني عن أنس بن مالك:
قال الحافظ أبو يعلى الموصلي: ثنا أبو خيثمة، ثنا عمرو بن يونس الحنفي، ثنا عكرمة بن عمار، ثنا إسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة، حدثنا أنس بن مالك أن رسول الله كان يوم الجمعة يسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد يخطب الناس.
فجاءه رومي فقال: ألا أصنع لك شيئا تقعد عليه كأنك قائم؟ فصنع له منبرا درجتان ويقعد على الثالثة، فلما قعد نبي الله على المنبر خار كخوار الثور، ارتج لخواره حزنا على رسول الله، فنزل إليه رسول الله من المنبر فالتزمه وهو يخور فلما التزمه سكت.
ثم قال: « والذي نفس محمد بيده لو لم ألتزمه لما زال هكذا حتى يوم القيامة حزنا على رسول الله ».
فأمر به رسول الله فدفن.
وقد رواه الترمذي عن محمود بن غيلان، عن عمر بن يونس به وقال: صحيح غريب من هذا الوجه.
طريق أخرى عن أنس:
قال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده: ثنا هدبة، ثنا حماد عن ثابت عن أنس، عن النبي أنه كان يخطب إلى جذع نخلة فلما اتخذ المنبر تحول إليه فحن، فجاء رسول الله حتى احتضنه فسكن وقال: « لو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة ».
وهكذا رواه ابن ماجه عن أبي بكر ابن خلاد، عن بهز بن أسد، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، وعن حماد، عن عمار ابن أبي عمار، عن ابن عباس به، وهذا إسناد على شرط مسلم.
طريق أخرى عن أنس:
قال الإمام أحمد: حدثنا هاشم، ثنا المبارك عن الحسن، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله إذا خطب يوم الجمعة يسند ظهره إلى خشبة، فلما كثر الناس قال: « ابنوا لي منبرا » - أراد أن يسمعهم - فبنوا له عتبتين فتحول من الخشبة إلى المنبر.
قال: فأخبر أنس بن مالك أنه سمع الخشبة تحن حنين الواله.
قال: فما زالت تحن حتى نزل رسول الله عن المنبر فمشى إليها فاحتضنها فسكنت.
تفرد به أحمد.
وقد رواه أبو القاسم البغوي عن شيبان بن فروخ، عن مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن أنس فذكره.
وزاد: فكان الحسن إذا حدث بهذا الحديث بكى ثم قال: يا عباد الله الخشبة تحن إلى رسول الله شوقا إليه لمكانه من الله فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه.
وقد رواه الحافظ أبو نعيم من حديث الوليد بن مسلم عن سالم بن عبد الله الخياط، عن أنس بن مالك، فذكره.
طريق أخرى عن أنس:
قال أبو نعيم: ثنا أبو بكر ابن خلاد، ثنا الحارث بن محمد ابن أبي أسامة، ثنا يعلى بن عباد، ثنا الحكم عن أنس قال: كان رسول الله يخطب إلى جذع فحن الجذع فاحتضنه وقال: « لو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة ».
الحديث الثالث عن جابر بن عبد الله:
قال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، ثنا عبد الواحد بن أيمن عن أبيه، عن جابر قال: كان رسول الله يخطب إلى جذع نخلة.
قال: فقالت امرأة من الأنصار - وكان لها غلام نجار -: يا رسول الله إن لي غلاما نجارا أفآمره أن يتخذ لك منبرا تخطب عليه؟
قال: « بلى ».
قال: فاتخذ له منبرا.
قال: فلما كان يوم الجمعة خطب على المنبر.
قال: فأن الجذع الذي كان يقوم عليه كما يئن الصبي.
فقال النبي : « إن هذا بكى لما فقد من الذكر » هكذا رواه أحمد.
وقد قال البخاري: ثنا عبد الواحد بن أيمن قال: سمعت أبي عن جابر بن عبد الله أن رسول الله كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة.
فقالت امرأة من الأنصار أو رجل: يا رسول الله ألا نجعل لك منبرا؟
قال: « إن شئتم ».
فجعلوا له منبرا، فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي فضمه إليه يئن أنين الصبي الذي يسكن.
قال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها.
وقد ذكره البخاري في غير ما موضع من صحيحه من حديث عبد الواحد بن أيمن عن أبيه - وهو أيمن الحبشي المكي مولى ابن أبي عمرة المخزومي، عن جابر به.
طريق أخرى عن جابر:
قال البخاري: ثنا إسماعيل، حدثني أخي عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، حدثني حفص بن عبيد الله بن أنس بن مالك أنه سمع جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: كان المسجد مسقوفا على جذوع من نخل، فكان النبي إذا خطب يقوم إلى جذع منها، فلما صنع له المنبر وكان عليه فسمعنا لذلك الجذع صوتا كصوت العشار حتى جاء النبي فوضع يده عليها فسكنت.
تفرد به البخاري.
طريق أخرى عنه:
قال الحافظ أبو بكر البزار: ثنا محمد بن المثنى، ثنا أبو المساور، ثنا أبو عوانة عن الأعمش، عن أبي صالح - وهو ذكوان - عن جابر بن عبد الله، وعن إسحاق عن كريب، عن جابر قال: كانت خشبة في المسجد يخطب إليها النبي .
فقالوا: لو اتخذنا لك مثل الكرسي تقوم عليه؟
ففعل، فحنت الخشبة كما تحن الناقة الحلوج فأتاه فاحتضنها فوضع يده عليها فسكنت.
قال أبو بكر البزار: وأحسب أنا قد حدثناه عن أبي عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن جابر، وعن أبي إسحاق عن كريب، عن جابر بهذه القصة التي رواها أبو المساور عن أبي عوانة، وحدثناه محمد بن عثمان بن كرامة، ثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد ابن أبي كريب، عن جابر، عن النبي بنحوه.
والصواب إنما هو سعيد ابن أبي كريب، وكريب خطأ، ولا يعلم يروي عن سعيد ابن أبي كريب إلا أبا إسحاق.
قلت: ولم يخرجوه من هذا الوجه، وهو جيد.
طريق أخرى عن جابر:
قال الإمام أحمد: ثنا يحيى بن آدم، ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق، عن سعيد ابن أبي كريب، عن جابر بن عبد الله قال: كان النبي يخطب إلى خشبة، فلما جعل له منبر حنت حنين الناقة فأتاها فوضع يده عليها فسكنت.
تفرد به أحمد.
طريق أخرى عن جابر:
قال الحافظ أبو بكر البزار: ثنا محمد بن معمر، ثنا محمد بن كثير، ثنا سليمان بن كثير عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن جابر بن عبد الله قال: كان النبي يقوم إلى جذع قبل أن يجعل له المنبر فلما جعل المنبر حن الجذع حتى سمعنا حنينه فمسح رسول الله يده عليه فسكن.
قال البزار: لا نعلم رواه عن الزهري إلا سليمان بن كثير.
قلت: وهذا إسناد جيد رجاله على شرط الصحيح، ولم يروه أحد من أصحاب الكتب الستة.
وقال الحافظ أبو نعيم في الدلائل: ورواه عبد الرزاق عن معمر، عن الزهري، عن رجل سماه، عن جابر.
ثم أورده من طريق أبي عاصم بن علي: عن سليمان بن كثير، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن جابر مثله.
ثم قال: ثنا أبو بكر ابن خلاد، ثنا أحمد بن علي الخراز، حدثنا عيسى بن المساور، ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي، عن يحيى ابن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن جابر أن رسول الله كان يخطب إلى جذع فلما بني المنبر حن الجذع فاحتضنه فسكن وقال: « لو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة ».
ثم رواه من حديث أبي عوانة عن الأعمش، عن أبي صالح، عن جابر، وعن أبي إسحاق، عن كريب، عن جابر مثله.
طريق أخرى عن جابر:
قال الإمام أحمد: ثنا عبد الرزاق، أنا ابن جريج وروح قال: حدثنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: كان النبي إذا خطب يستند إلى جذع نخلة من سواري المسجد، فلما صنع له منبره واستوى عليه فاضطربت تلك السارية كحنين الناقة حتى سمعها أهل المسجد حتى نزل إليها رسول الله فاعتنقها، فسكنت.
وقال روح: فسكتت، وهذا إسناد على شرط مسلم ولم يخرجوه.
طريق أخرى عن جابر:
قال الإمام أحمد: ثنا ابن أبي عدي عن سليمان، عن أبي نضرة، عن جابر قال: كان رسول الله يقوم في أصل شجرة - أو قال: إلى جذع - ثم اتخذ منبرا.
قال: فحن الجذع.
قال جابر: حتى سمعه أهل المسجد حتى أتاه رسول الله فمسحه فسكن.
فقال بعضهم: لو لم يأته لحن إلى يوم القيامة.
وهذا على شرط مسلم، ولم يروه إلا ابن ماجه عن بكير بن خلف، عن ابن أبي عدي، عن سليمان التيمي، عن أبي نضرة المنذر بن مالك بن قطفة العبدي النضري، عن جابر به.
الحديث الرابع عن سهل بن سعد:
قال أبو بكر ابن أبي شيبة: ثنا سفيان بن عيينة عن أبي حازم قال: أتوا سهل بن سعد فقالوا: من أي شيء منبر رسول الله - -؟
فقال: كان رسول الله - - يستند إلى جذع في المسجد يصلي إليه إذا خطب، فلما اتخذ المنبر فصعد حن الجذع حتى أتاه رسول الله - - فوطنه حتى سكن.
وأصل هذا الحديث في الصحيحين وإسناده على شرطهما.
وقد رواه إسحاق بن راهويه وابن أبي فديك عن عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد، عن أبيه، عن جده.
ورواه عبد الله بن نافع وابن وهب عن عبد الله بن عمر، عن ابن عباس بن سهل، عن أبيه فذكره.
ورواه ابن لهيعة عن عمارة بن عرفة، عن ابن عباس بن سهل بن سعد، عن أبيه بنحوه.
الحديث الخامس عن عبد الله بن عباس:
قال الإمام أحمد: حدثنا عفان، ثنا حماد عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله كان يخطب إلى جذع قبل أن يتخذ المنبر، فلما اتخذ المنبر وتحول إليه حن عليه فأتاه فاحتضنه فسكن قال: « ولو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة ».
وهذا الإسناد على شرط مسلم، ولم يروه إلا ابن ماجه من حديث حماد بن سلمة.
الحديث السادس عن عبد الله بن عمر:
قال البخاري: ثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى بن كثير أبو غسان، ثنا أبو حفص - واسمه عمر بن العلاء أخو أبي عمرو بن العلاء - قال: سمعت نافعا عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان النبي يخطب إلى جذع فلما اتخذ المنبر تحول إليه، فحن الجذع فأتاه فمسح يده عليه.
وقال عبد الحميد: أنا عثمان بن عمر، أنا معاذ بن العلاء عن نافع بهذا.
ورواه أبو عاصم عن ابن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي هكذا ذكره البخاري.
وقد رواه الترمذي عن عمرو بن علي الفلاس، عن عثمان بن عمرو ويحيى بن كثير، عن أبي غسان العنبري، كلاهما عن معاذ بن العلاء به وقال: حسن صحيح غريب.
قال شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي في أطرافه: ورواه علي بن نصر بن علي الجهضمي، وأحمد بن خالد الخلال، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي في آخرين عن عثمان بن عمر، عن معاذ بن العلاء قال: وعبد الحميد هذا - يعني: الذي ذكره البخاري - يقال: إنه عبد بن حميد، والله أعلم.
قال شيخنا: وقد قيل: إن قول البخاري عن أبي حفص - واسمه عمرو بن العلاء - وهم، والصواب معاذ ابن العلاء كما وقع في رواية الترمذي.
قلت: وليس هذا ثابتا في جميع النسخ، ولم أر في النسخ التي كتبت منها تسميته بالكلية، والله أعلم.
وقد روى هذا الحديث الحافظ أبو نعيم من حديث عبد الله بن رجاء عن عبيد الله بن عمر، ومن حديث أبي عاصم عن ابن أبي رواد، كلاهما عن نافع عن ابن عمر قال: قال تميم الداري: ألا نتخذ لك منبرا فذكر الحديث.
طريق أخرى عن ابن عمر:
قال الإمام أحمد: ثنا حسين، ثنا خلف عن أبي خباب - وهو يحيى ابن أبي حية - عن أبيه، عن عبد الله بن عمر قال: كان جذع نخلة في المسجد يسند رسول الله ظهره إليه إذا كان يوم جمعة، أو حدث أمر يريد أن يكلم الناس.
فقالوا: ألا نجعل لك يا رسول الله شيئا كقدر قيامك؟
قال: « لا عليكم أن تفعلوا »
فصنعوا له منبرا ثلاث مراقي.
قال: فجلس عليه.
قال: فخار الجذع كما تخور البقرة جزعا على رسول الله فالتزمه ومسحه حتى سكن.
تفرد به أحمد.
الحديث السابع عن أبي سعيد الخدري:
قال عبد بن حميد الليثي: ثنا علي بن عاصم عن الجريري، عن أبي نضرة العبدي، حدثني أبو سعيد الخدري قال: كان رسول الله يخطب يوم الجمعة إلى جذع نخلة.
فقال له الناس: يا رسول الله إنه قد كثر الناس - يعني: المسلمين - وإنهم ليحبون أن يروك فلو اتخذت منبرا تقوم عليه ليراك الناس.
قال: « نعم من يجعل لنا هذا المنبر؟ ».
فقام إليه رجل فقال: أنا.
قال: « تجعله »
قال: نعم، ولم يقل إن شاء الله.
قال: « ما اسمك؟ »
قال: فلان.
قال: « أقعد »
فقعد، ثم عاد فقال: « من يجعل لنا هذا المنبر؟ »
فقام إليه رجل فقال: أنا.
فقال: « تجعله »
قال: نعم، ولم يقل إن شاء الله.
قال: « ما اسمك؟ »
قال: فلان.
قال: « أقعد ».
فقعد، ثم عاد فقال: « من يجعل لنا هذا المنبر؟ »
فقام إليه رجل فقال: أنا.
قال: « تجعله؟ »
قال: نعم، ولم يقل إن شاء الله.
قال: « ما اسمك؟ »
قال: فلان.
قال: « أقعد »
فقعد، ثم عاد فقال: « من يجعل لنا هذا المنبر؟ »
فقام إليه رجل فقال: أنا.
قال: « تجعله؟ »
قال: نعم إن شاء الله.
قال: « ما اسمك؟ »
قال: إبراهيم.
قال: « اجعله »
فلما كان يوم الجمعة اجتمع الناس للنبي في آخر المسجد فلما صعد رسول الله المنبر فاستوى عليه فاستقبل الناس وحنت النخلة حتى أسمعتني وأنا في آخر المسجد.
قال: فنزل رسول الله عن المنبر فاعتنقها فلم يزل حتى سكنت، ثم عاد إلى المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: « إن هذه النخلة إنما حنت شوقا إلى رسول الله لما فارقها، فوالله لو لم أنزل إليها فأعتنقها لما سكنت إلى يوم القيامة ».
وهذا إسناد على شرط مسلم، ولكن في السياق غرابة، والله تعالى أعلم.
طريق أخرى عن أبي سعيد:
قال الحافظ أبو يعلى: ثنا مسروق بن المرزبان، ثنا زكريا عن مجالد عن أبي الوداك - وهو جبر بن نوف - عن أبي سعيد قال: كان النبي يقوم إلى خشبة يتوكأ عليها يخطب كل جمعة، حتى أتاه رجل من الروم فقال: إن شئت جعلت لك شيئا إذا قعدت عليه كنت كأنك قائم؟
قال: « نعم »
قال: فجعل له المنبر فلما جلس عليه حنت الخشبة حنين الناقة على ولدها حتى نزل النبي فوضع يده عليها، فلما كان الغد رأيتها قد حولت.
فقلنا: ما هذا؟
قالوا: جاء رسول الله - - وأبو بكر وعمر البارحة فحولوها.
وهذا غريب أيضا.
الحديث الثامن عن عائشة رضي الله عنها:
رواه الحافظ من حديث علي بن أحمد الحوار عن قبيصة، عن حبان بن علي، عن صالح بن حبان، عن عبد الله بن بريدة، عن عائشة، فذكر الحديث بطوله، وفيه أنه خيره بين الدنيا والآخرة فاختار الجذع الآخرة وغار حتى ذهب فلم يعرف، هذا حديث غريب إسنادا ومتنا.
الحديث التاسع عن أم سلمة -رضي الله عنها -:
روى أبو نعيم من طريق شريك القاضي وعمرو ابن أبي قيس ومعلى بن هلال ثلاثتهم عن عمار الذهبي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أم سلمة قالت: كان لرسول الله خشبة يستند إليها إذا خطب، فصنع له كرسي أو منبر فلما فقدته خارت كما يخور الثور حتى سمع أهل المسجد، فأتاها رسول الله فسكنت، هذا لفظ شريك.
وفي رواية معلى بن هلال: أنها كانت من دوم، وهذا إسناد جيد ولم يخرجوه.
وقد روى الإمام أحمد والنسائي من حديث عمار الذهبي عن أبي سلمة، عن أم سلمة قالت: قال رسول الله : « قوائم منبري في زاوية في الجنة ».
وروى النسائي أيضا بهذا الإسناد: « ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ».
فهذه الطرق من هذه الوجوه تفيد القطع بوقوع ذلك عند أئمة هذا الفن، وكذا من تأملها وأنعم فيها النظر والتأمل مع معرفته بأحوال الرجال وبالله المستعان.
وقد قال الحافظ أبو بكر البيهقي: أنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو أحمد ابن أبي الحسن، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الرازي قال: قال أبي - يعني أبا حاتم الرازي -: قال عمرو بن سواد: قال لي الشافعي: ما أعطى الله نبيا ما أعطى محمدا .
فقلت له: أعطى عيسى إحياء الموتى.
فقال: أعطى محمدا الجذع الذي كان يخطب إلى جنبه حتى هيء له المنبر، فلما هيء له المنبر حن الجذع حتى سمع صوته فهذا أكبر من ذلك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
باب انقياد الشجر لرسول الله صلى الله عليه وسلم / الجزء السادس / (البداية والنهاية)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» باب البينة على ذكر معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم / الجزء السادس / (البداية والنهاية)
» فصل في شجاعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم / الجزء السادس / (البداية والنهاية)
» صفة خاتم النبوة الذي بين كتفيه صلى الله عليه وسلم / الجزء السادس / (البداية والنهاية)
» باب ما ظهر في البئر التي كانت بقباء من بركته صلى الله عليه وسلم / الجزء السادس / (البداية والنهاية)
» إخبار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بمقتل علي ابن أبي طالب / الجزء السادس / (البداية والنهاية)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: