ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 إماء سيدنا محمد عليه السلام / الجزء الخامس / (البداية والنهاية)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

إماء سيدنا محمد عليه السلام / الجزء الخامس / (البداية والنهاية) Empty
مُساهمةموضوع: إماء سيدنا محمد عليه السلام / الجزء الخامس / (البداية والنهاية)   إماء سيدنا محمد عليه السلام / الجزء الخامس / (البداية والنهاية) Emptyالجمعة ديسمبر 25, 2009 1:44 pm

إماء سيدنا محمد عليه السلام / الجزء الخامس / (البداية والنهاية) Kunooozb0d2ecf41c
إماء سيدنا محمد عليه السلام
فمنهن أمة الله بنت رزينة: الصحيح: أن الصحبة لأمها رزينة كما سيأتي، ولكن وقع في رواية ابن أبي عاصم: حدثنا عقبة بن مكرم، ثنا محمد بن موسى، حدثتنا عليلة بنت الكميت العتكية قالت: حدثني أبي عن أمة الله خادم النبي أن رسول الله سبا صفية يوم قريظة والنضير، فأعتقها، وأمهرها رزينة أم أمة الله، وهذا حديث غريب جدا.
ومنهن أميمة: قال ابن الأثير: وهي مولاة رسول الله ، روى حديثها أهل الشام، روى عنها جبير بن نفير أنها كانت توضئ رسول الله، فأتاه رجل يوما فقال له: أوصني.
فقال: «لا تشرك بالله شيئا وإن قطعت أو حرقت بالنار، ولا تدع صلاة متعمدا، فمن تركها متعمدا فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله، ولا تشربن مسكرا فإنه رأس كل خطيئة، ولا تعصين والديك وإن أمراك أن تختلي من أهلك ودنياك».
ومنهن بركة أم أيمن وأم أسامة بن زيد بن حارثة: وهي بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصين بن مالك بن سلمة بن عمرو بن النعمان الحبشية، غلب عليها كنيتها أم أيمن، وهو ابنها من زوجها الأول عبيد بن زيد الحبشي، ثم تزوجها بعده زيد بن حارثة فولدت له أسامة بن زيد، وتعرف بأم الظباء، وقد هاجرت الهجرتين رضي الله عنها وهي حاضنة رسول الله مع أمه آمنة بنت وهب، وقد كانت ممن ورثها رسول الله عن أبيه، قاله الواقدي.
وقال غيره: بل ورثها من أمه، وقيل: بل كانت لأخت خديجة فوهبتها من رسول الله ، وآمنت قديما، وهاجرت، وتأخرت بعد النبي .
وتقدم ما ذكرناه من زيارة أبي بكر، وعمر رضي الله عنهما إياها بعد وفاة النبي ، وأنها بكت.
فقالا لها: أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسول الله ؟
فقالت: بلى، ولكن أبكي لأن الوحي قد انقطع من السماء، فجعلا يبكيان معها.
وقال البخاري في (التاريخ): وقال عبد الله بن يوسف عن ابن وهب، عن يونس بن يزيد، عن الزهري قال: كانت أم أيمن تحضن النبي حتى كبر فأعتقها، ثم زوجها زيد بن حارثة، وتوفيت بعد النبي بخمسة أشهر، وقيل: ستة أشهر، وقيل: أنها بقيت بعد قتل عمر بن الخطاب.
وقد رواه مسلم عن أبي الطاهر، وحرملة، كلاهما عن ابن وهب، عن يونس، عن الزهري قال: كانت أم أيمن الحبشية، فذكره.
وقال محمد بن سعد عن الواقدي: توفيت أم أيمن في أول خلافة عثمان بن عفان.
قال الواقدي: وأنبأنا يحيى بن سعيد بن دينار عن شيخ من بني سعد بن بكر قال: كان رسول الله يقول لأم أيمن: «يا أمه».
وكان إذا نظر إليها قال: «هذه بقية أهل بيتي».
وقال أبو بكر ابن أبي خيثمة: أخبرني سليمان ابن أبي شيخ قال: كان النبي يقول: «أم أيمن أمي بعد أمي».
وقال الواقدي عن أصحابه المدنيين قالوا: نظرت أم أيمن إلى النبي وهو يشرب فقالت: إسقني.
فقالت عائشة: أتقولين هذا لرسول الله ؟!.
فقالت: ما خدمته أطول.
فقال رسول الله : «صدقت» فجاء بالماء فسقاها.
وقال المفضل بن غسان: حدثنا وهب بن جرير، ثنا أبي قال: سمعت عثمان بن القاسم قال: لما هاجرت أم أيمن أمست بالمنصرف دون الروحاء وهي صائمة، فأصابها عطش شديد حتى جهدها.
قال: فدلى عليها دلو من السماء برشاء أبيض فيه ماء.
قالت: فشربت فما أصابني عطش بعد، وقد تعرضت العطش بالصوم في الهواجر فما عطشت بعد.
قلت: فأما بريرة فإنها كانت لآل أبي أحمد بن جحش فكاتبوها، فاشترتها عائشة منهم فأعتقتها، فثبت ولاؤها لها، كما ورد الحديث بذلك في الصحيحين، ولم يذكرها ابن عساكر.
ومنهن خضرة: ذكرها ابن منده فقال: روى معاوية عن هشام، عن سفيان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: كان للنبي خادم يقال لها: خضرة.
وقال محمد بن سعد عن الواقدي: ثنا فائد مولى عبد الله عن عبد الله بن علي ابن أبي رافع، عن جدته سلمى قالت: كان خدم رسول الله أنا، وخضرة، ورضوى، وميمونة بنت سعد، أعتقهن رسول الله كلهن.
ومنهن خليسة: مولاة حفصة بنت عمر.
قال ابن الأثير في (أسد الغابة): روت حديثها عليلة بنت الكميت عن جدتها، عن خليسة مولاة حفصة في قصة حفصة وعائشة، مع سودة بنت زمعة ومزحهما معها، بأن الدجال قد خرج فاختبأت في بيت كانوا يوقدون فيه، واستضحكتا، وجاء رسول الله فقال: «ما شأنكما»؟
فأخبرتاه بما كان من أمر سودة، فذهب إليها فقالت: يا رسول الله أخرج الدجال؟
فقال: «لا، وكأن قد خرج» فخرجت وجعلت تنفض عنها بيض العنكبوت.
وذكر ابن الأثير: خليسة مولاة سلمان الفارسي وقال: لها ذكر في إسلام سلمان وإعتاقها إياه، وتعويضه عليه السلام لها بأن غرس لها ثلاثمائة فسيلة، ذكرتها تمييزا.
ومنهن خولة: خادم النبي كذا قال ابن الأثير، وقد روى حديثها الحافظ أبو نعيم من طريق حفص بن سعيد القرشي عن أمه، عن أمها خولة، وكانت خادم النبي ، فذكر حديثا في تأخر الوحي بسبب جرو كلب مات تحت سريره عليه السلام ولم يشعروا به، فلما أخرجه جاء الوحي، فنزل قوله تعالى: { والضحى * والليل إذا سجى } [الضحى: 1 - 2] .
وهذا غريب، والمشهور في سبب نزولها غير ذلك، والله أعلم.
ومنهن رزينة: قال ابن عساكر: والصحيح: أنها كانت لصفية بنت حيي، وكانت تخدم تخدم النبي .
قلت: وقد تقدم في ترجمة ابنتها أمة الله أنه عليه السلام أمهر صفية بنت حيي أمها رزينة، فعلى هذا يكون أصلها له عليه السلام.
وقال الحافظ أبو يعلى: ثنا أبو سعيد الجشمي، حدثتنا عليلة بنت الكميت قالت: سمعت أمي أمينة قالت: حدثتني أمة الله بنت رزينة مولاة رسول الله أن رسول الله سبا صفية يوم قريظة، والنضير حين فتح الله عليه، فجاء يقودها سبية، فلما رأت النساء قالت: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فأرسلها، وكان ذراعها في يده فأعتقها، ثم خطبها وتزوجها، وأمهرها رزينة.
هكذا وقع في هذا السياق، وهو أجود مما سبق من رواية ابن أبي عاصم، ولكن الحق أنه عليه السلام اصطفى صفية من غنائم خيبر وأنه أعتقها، وجعل عتقها صداقها، وما وقع في هذه الرواية يوم قريظة والنضير تخبيط، فإنهما يومان بينهما سنتان، والله أعلم.
وقال الحافظ أبو بكر البيهقي في (الدلائل): أخبرنا ابن عبدان، أنبأنا أحمد بن عبيد الصفار، ثنا علي بن الحسن السكري، ثنا عبيد الله بن عمر القواريري، حدثتنا عليلة بنت الكميت العتكية عن أمها أمينة قالت: قلت لأمة الله بنت رزينة مولاة رسول الله: يا أمة الله أسمعت أمك تذكر أنها سمعت رسول الله يذكر صوم عاشوراء؟
قالت: نعم كان يعظمه، له شاهد في الصحيح.
ومنهن رضوى: قال ابن الأثير: روى سعيد بن بشير عن قتادة، عن رضوى بنت كعب أنها سألت رسول الله عن الحائض تخضب فقال: «ما بذلك بأس» رواه أبو موسى المديني.
ومنهن ريحانة بنت شمعون القرظية: وقيل: النضرية، وقد تقدم ذكرها بعد أزواجه رضي الله عنهن.
ومنهن زرينة: والصحيح رزينة كما تقدم.
ومنهن سانية: مولاة رسول الله ، روت عنه حديثا في اللقطة، وعنها طارق بن عبد الرحمن روى حديثها أبو موسى المديني، هكذا ذكر ابن الأثير في (أسد الغابة)
ومنهن سديسة الأنصارية: وقيل: مولاة حفصة بنت عمر، روت عن النبي قال: «إن الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلا خر لوجهه».
قال ابن الأثير: رواه عبد الرحمن بن الفضل بن الموفق عن أبيه، عن إسرائيل، عن الأوزاعي، عن سالم، عن سديسة.
ورواه إسحاق بن يسار عن الفضل فقال: عن سديسة، عن حفصة، عن النبي فذكره، رواه أبو نعيم، وابن منده.
ومنهن سلامة: حاضنة إبراهيم بن رسول الله ، روت عنه حديثا في فضل الحمل، والطلق، والرضاع، والسهر، فيه غرابة ونكارة من جهة إسناده ومتنه، رواه أبو نعيم، وابن منده من حديث هشام بن عمار بن نصير خطيب دمشق عن أبيه عمرو بن سعيد الخولاني، عن أنس، عنها، ذكرها ابن الأثير.
ومنهن سلمى وهي أم رافع: امرأة أبي رافع كما رواه الواقدي عنها أنها قالت: كنت أخدم رسول الله أنا، وخضرة، ورضوى، وميمونة بنت سعد، فأعتقنا رسول الله كلنا.
قال الأمام أحمد: حدثنا أبو عامر، وأبو سعيد مولى بني هاشم، ثنا عبد الرحمن ابن أبي الموالي عن فائد مولى ابن أبي رافع، عن جدته سلمى خادم النبي قالت: ما سمعت قط أحدا يشكو إلى رسول الله وجعا في رأسه إلا قال: «احتجم»، وفي رجليه إلا قال: «إخضبهما بالحناء».
وهكذا رواه أبو داود من حديث ابن أبي الموالي، والترمذي، وابن ماجه من حديث زيد بن الخباب، كلاهما عن فائد، عن مولاه عبيد الله بن علي ابن أبي رافع، عن جدته سلمى به، وقال الترمذي: غريب، إنما نعرفه من حديث فائد.
وقد روت عدة أحاديث عن النبي يطول ذكرها، واستقصاؤها.
قال مصعب الزبيري: وقد شهدت سلمى وقعة حنين.
قلت: وقد ورد أنها كانت تطبخ للنبي الحريرة فتعجبه، وقد تأخرت إلى بعد موته عليه السلام، وشهدت وفاة فاطمة رضي الله عنها، وقد كانت أولا لصفية بنت عبد المطلب عمته عليه السلام، ثم صارت لرسول الله ، وكانت قابلة أولاد فاطمة، وهي التي قبلت إبراهيم ابن رسول الله ، وقد شهدت غسل فاطمة وغسلتها مع زوجها علي ابن أبي طالب، وأسماء بنت عميس امرأة الصديق.
وقد قال الإمام أحمد: حدثنا أبو النضر، ثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق، عن عبيد الله بن علي ابن أبي رافع، عن أبيه، عن سلمى قالت: اشتكت فاطمة عليها السلام شكواها الذي قبضت فيه فكنت أمرضها، فأصبحت يوما كمثل ما يأتيها في شكواها ذلك، قالت: وخرج علي لبعض حاجته.
فقالت: يا أمه إسكبي لي غسلا، فسكبت لها غسلا، فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل.
ثم قالت: يا أمه أعطني ثيابي الجدد، فلبستها.
ثم قالت: يا أمه قدمي لي فراشي وسط البيت، ففعلت واضطجعت فاستقبلت القبلة، وجعلت يدها تحت خدها.
ثم قالت: يا أمه إني مقبوضة الآن، وقد تطهرت فلا يكشفني أحد، فقبضت مكانها.
قالت: فجاء علي فأخبرته، وهو غريب جدا.
ومنهن شيرين: ويقال: سيرين أخت مارية القبطية، خالة إبراهيم عليه السلام، وقدمنا أن المقوقس صاحب الإسكندرية واسمه جريج بن مينا أهداهما مع غلام اسمه مابور وبغلة يقال لها: الدلدل، فوهبها رسول الله لحسان بن ثابت، فولدت له ابنه عبد الرحمن بن حسان.
ومنهن عنقودة أم مليح الحبشية: جارية عائشة، كان اسمها عنبة، فسماها رسول الله عنقودة، رواه أبو نعيم، ويقال: اسمها غفيرة.
فروة: ظئر النبي يعني: مرضعه قالت: قال لي رسول الله: «إذا أويت إلى فراشك فأقرئي: «قل يا أيها الكافرون» فإنها براءة من الشرك».
ذكرها أبو أحمد العسكري، قاله ابن الأثير في (الغابة).
فأما فضة النوبية: فقد ذكر ابن الأثير في (الغابة) أنها كانت مولاة لفاطمة بنت رسول الله ، ثم أورد بإسناد مظلم عن محبوب بن حميد البصري، عن القاسم بن بهرام، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس في قوله تعالى: { ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا } [الإنسان: 8] .
ثم ذكر ما مضمونه أن الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول الله ، وعادهما عامة العرب فقالوا لعلي: لو نذرت.
فقال علي: إن برآ مما بهما صمت لله ثلاثة أيام.
وقالت فاطمة: كذلك.
وقالت فضة: كذلك، فألبسهما الله العافية، فصاموا، وذهب علي فاستقرض من شمعون الخيبري ثلاثة آصع من شعير، فهيئوا منه تلك الليلة صاعا، فلما وضعوه بين أيديهم للعشاء وقف على الباب سائل فقال: أطعموا المسكين أطعمكم الله على موائد الجنة.
فأمرهم علي فأعطوه ذلك الطعام وطووا، فلما كانت الليلة الثانية صنعوا لهم الصاع الآخر، فلما وضعوه بين أيديهم وقف سائل فقال: أطعموا اليتيم.
فأعطوه ذلك وطووا، فلما كانت الليلة الثالثة قال: أطعموا الأسير.
فأعطوه وطووا ثلاثة أيام وثلاث ليال، فأنزل الله في حقهم: { هل أتى على الإنسان } إلى قوله: { لا نريد منكم جزاء ولا شكورا } [الإنسان: 1 - 9] .
وهذا الحديث منكر، ومن الأئمة من يجعله موضوعا، ويسند ذلك إلى ركة ألفاظه، وأن هذه السورة مكية، والحسن والحسين إنما ولدا بالمدينة، والله أعلم.
ليلى مولاة عائشة: قالت: يا رسول الله إنك تخرج من الخلاء، فأدخل في أثرك فلم أر شيئا، إلا أني أجد ريح مسك.
فقال: «إنا معشر الأنبياء تنبت أجسادنا على أرواح أهل الجنة، فما خرج منا من نتن ابتلعته الأرض»
رواه أبو نعيم من حديث أبي عبد الله المدني، وهو أحد المجاهيل عنها.
مارية القبطية: أم إبراهيم، تقدم ذكرها مع أمهات المؤمنين، وقد فرق ابن الأثير بينها وبين مارية أم الرباب، قال: وهي جارية للنبي أيضا، حديثها عند أهل البصرة، رواه عبد الله بن حبيب عن أم سلمى، عن أمها، عن جدتها مارية قالت: تطأطأت للنبي حتى صعد حائطا ليلة فر من المشركين.
ثم قال: ومارية خادم النبي ، روى أبو بكر عن ابن عباس، عن المثنى بن صالح، عن جدته مارية وكانت خادم النبي أنها قالت: ما مسست بيدي شيئا قط ألين من كف رسول الله .
قال أبو عمر بن عبد البر في (الاستيعاب): لا أدري أهي التي قبلها، أم لا.
ومنهن ميمونة بنت سعد: قال الإمام أحمد: حدثنا علي بن محمد بن محرز، ثنا عيسى هو: ابن يونس، ثنا ثور هو: ابن يزيد عن زياد بن أبي سودة، عن أخيه أن ميمونة مولاة النبي قالت: يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس؟
قال: «أرض المنشر والمحشر، إئتوه فصلوا فيه، فإن صلاة فيه كألف صلاة».
قالت: رأيت من لم يطق أن يتحمل إليه أو يأتيه.
قال: «فليهد إليه زيتا يسرج فيه، فإنه من أهدى له كان كمن صلى فيه».
وهكذا رواه ابن ماجه عن إسماعيل بن عبد الله الرقي، عن عيسى بن يونس، عن ثور، عن زياد، عن أخيه عثمان بن أبي سودة، عن ميمونة مولاة النبي .
وقد رواه أبو داود عن الفضل بن مسكين بن بكير، عن سعيد بن عبد العزيز، عن ثور، عن زياد، عن ميمونة لم يذكر أخاه، فالله أعلم.
وقال أحمد: حدثنا حسين وأبو نعيم قالا: ثنا إسرائيل عن زيد بن خبير، عن أبي يزيد الضبي، عن ميمونة بنت سعد مولاة النبي قالت: سئل النبي عن ولد الزنا.
قال: «لا خير فيه، نعلان أجاهد بهما في سبيل الله أحب إلي من أن أعتق ولد الزنا».
وهكذا رواه النسائي عن عباس الدوري، وابن ماجه من حديث أبي بكر ابن أبي شيبة كلاهما عن أبي نعيم الفضل بن دكين به.
وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي: ثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، ثنا المحارب، ثنا موسى بن عبيدة عن أيوب بن خالد، عن ميمونة وكانت تخدم النبي قالت: قال رسول الله: «الرافلة في الزينة في غير أهلها كالظلمة يوم القيامة لا نور لها».
ورواه الترمذي من حديث موسى بن عبيدة وقال: لا نعرفه إلا من حديثه، وهو يضعفه في الحديث.
وقد رواه بعضهم عنه فلم يرفعه.
ومنهن ميمونة بنت أبي عصيبة أو عنبسة، قاله أبو عمرو بن منده.
قال أبو نعيم: وهو تصحيف، والصواب ميمونة بنت أبي عسيب، كذلك روى حديثها المشجع بن مصعب أبو عبد الله العبدي عن ربيعة بنت يزيد - وكانت تنزل في بني قريع - عن منبه، عن ميمونة بنت أبي عسيب وقيل: بنت أبي عنبة مولاة النبي أن امرأة من حريش أتت النبي فنادت: يا عائشة أغيثيني بدعوة من رسول الله تسكنيني بها وتطمنيني بها، وأنه قال لها: «ضعي يدك اليمنى على فؤادك فامسحيه وقولي: بسم الله، اللهم داوني بدوائك، واشفني بشفائك، وأغنني بفضلك عمن سواك».
قالت ربيعة: فدعوت فوجدته جيدا.
ومنهن أم ضميرة زوج أبي ضميرة: قد تقدم الكلام عليهم رضي الله عنهم.
ومنهن أم عياش: بعثها رسول الله مع ابنته تخدمها حين زوجها بعثمان بن عفان.
قال أبو القاسم البغوي: حدثنا عكرمة، ثنا عبد الواحد بن صفوان، حدثني أبي صفوان عن أبيه، عن جدته أم عياش - وكانت خادم النبي بعث بها مع ابنته إلى عثمان قالت: كنت أمغث لعثمان التمر غدوة فيشربه عشية، وأنبذه عشية فيشربه غدوة، فسألني ذات يوم فقال: تخلطين فيه شيئا؟
فقلت: أجل.
قال: فلا تعودي.
فهؤلاء إماؤه رضي الله عنهن.
وقد قال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، ثنا القاسم بن الفضل، حدثني ثمامة بن حزن قال: سألت عائشة عن النبيذ.
فقالت: هذه خادم رسول الله فسلها - لجارية حبشية -.
فقالت: كنت أنبذ لرسول الله في سقاء عشاء فأوكيه فإذا أصبح شرب منه.
ورواه مسلم والنسائي من حديث القاسم بن الفضل به.
هكذا ذكره أصحاب الأطراف في مسند عائشة، والأليق ذكره في مسند جارية حبشية كانت تخدم النبي، وهي إما أن تكون واحدة ممن قدمنا ذكرهن، أو زائدة عليهن، والله تعالى أعلم.
فصل وأما خدامه عليه السلام الذين خدموه من الصحابة
من غير مواليه فمنهم: أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عاصم بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري النجاري أبو حمزة المدني نزيل البصرة، خدم رسول الله مدة مقامه بالمدينة عشر سنين فما عاتبه علي شيء أبدا، ولا قال لشيء فعله: «لم فعلته» ولا لشيء لم يفعله: «ألا فعلته».
وأمه أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام هي التي أعطته رسول الله فقبله، وسألته أن يدعو له فقال: «اللهم أكثر ماله وولده، وأطل عمره، وأدخله الجنة».
قال أنس: فقد رأيت اثنتين، وأنا أنتظر الثالثة، والله إن مالي لكثير، وإن ولدي وولد ولدي ليتعادون على نحو من مائة.
وفي رواية: وإن كرمي ليحمل في السنة مرتين، وإن ولدي لصلبي مائة وستة أولاد.
وقد اختلف في شهوده بدرا، وقد روى الأنصاري عن أبيه، عن ثمامة قال: قيل لأنس: أشهدت بدرا؟
فقال: وأين أغيب عن بدر لا أم لك!
والمشهور: أنه لم يشهد بدرا لصغره، ولم يشهد أحدا أيضا لذلك، وشهد الحديبية، وخيبر، وعمرة القضاء، والفتح، وحنينا، والطائف، وما بعد ذلك.
قال أبو هريرة: ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله من ابن أم سليم - يعني: أنس بن مالك - وقال ابن سيرين: كان أحسن الناس صلاة في سفره، وحضره، وكانت وفاته بالبصرة، وهو آخر من كان قد بقي فيها من الصحابة فيما قاله علي بن المديني، وذلك في سنة تسعين، وقيل: إحدى، وقيل: اثنتين، وقيل: ثلاث وتسعين وهو الأشهر، وعليه الأكثر.
وأما عمره يوم مات فقد روى الإمام أحمد في مسنده: حدثنا معتمر بن سليمان عن حميد، أن أنسا عمر مائة سنة غير سنة، وأقل ما قيل: ست وتسعون، وأكثر ما قيل: مائة وسبع سنين، وقيل: ست، وقيل: مائة وثلاث سنين، فالله أعلم.
ومنهم رضي الله عنهم: الأسلع بن شريك بن عوف الأعرجي قال محمد بن سعد: كان اسمه ميمون بن سنباذ، قال الربيع بن بدر الأعرجي عن أبيه، عن جده، عن الأسلع قال: كنت أخدم النبي ، وأرحل معه.
فقال ذات ليلة: «يا أسلع قم، فارحل».
قال: أصابتني جنابة يا رسول الله.
قال: فسكت ساعة، وأتاه جبريل بآية الصعيد فقال: «قم يا أسلع فتيمم».
قال: فتيممت، وصليت، فلما انتهيت إلى الماء.
قال: «يا أسلع قم فاغتسل».
قال: فأراني التيمم، فضرب رسول الله يديه إلى الأرض، ثم نفضهما، ثم مسح بهما وجهه، ثم ضرب بيديه الأرض، ثم نفضهما، فمسح بهما ذراعيه باليمنى على اليسرى، وباليسرى على اليمنى، ظاهرهما وباطنهما.
قال الجميع: وأراني أبي كما أراه أبوه، كما أراه الأسلع، كما أراه رسول الله.
قال الربيع: فحدثت بهذا الحديث عوف ابن أبي جميلة فقال: هكذا والله رأيت الحسن يصنع، رواه ابن منده والبغوي في كتابيهما (معجم الصحابة)، من حديث الربيع بن بدر هذا.
قال البغوي: ولا أعلمه روى غيره.
قال ابن عساكر: وقد روى - يعني: هذا الحديث - الهيثم بن رزيق المالكي المدلجي عن أبيه، عن الأسلع بن شريك.
ومنهم رضي الله عنهم: أسماء بن حارثة بن سعد بن عبد الله بن عباد بن سعد بن عمرو بن عامر بن ثعلبة بن مالك بن أفصى الأسلمي وكان من أهل الصفة - قاله محمد بن سعد - وهو أخو هند بن حارثة، وكانا يخدمان النبي .
قال الإمام أحمد: حدثنا عفان، ثنا عفاف، ثنا وهيب، ثنا عبد الرحمن بن حرملة عن يحيى بن هند بن حارثة - وكان هند من أصحاب الحديبية، وكان أخوه الذي بعثه رسول الله يأمر قومه بالصيام يوم عاشوراء، وهو أسماء بن حارثة، فحدثني يحيى بن هند عن أسماء بن حارثة أن رسول الله بعثه فقال: «مر قومك بصيام هذا اليوم».
قال: رأيت إن وجدتهم قد طعموا؟
قال: «فليتموا آخر يومهم».
وقد رواه أحمد بن خالد الوهبي عن محمد بن إسحاق، حدثني عبد الله ابن أبي بكر، عن حبيب بن هند بن أسماء الأسلمي، عن أبيه هند قال: بعثني رسول الله إلى قوم من أسلم فقال: «مر قومك فليصوموا هذا اليوم، ومن وجدت منهم أكل في أول يومه فليصم آخره».
قال محمد بن سعد عن الواقدي: أنبأنا محمد بن نعيم بن عبد الله المجمر عن أبيه قال: سمعت أبا هريرة يقول: ما كنت أظن أن هندا، وأسماء ابني حارثة إلا مملوكين لرسول الله .
قال الواقدي: كانا يخدمانه لا يبرحان بابه، هما وأنس بن مالك.
قال محمد بن سعد: وقد توفي أسماء بن حارثة في سنة ست وستين بالبصرة عن ثمانين سنة.
ومنهم بكير بن الشداخ الليثي: ذكر ابن منده من طريق أبي بكر الهذلي عن عبد الملك بن يعلى الليثي أن بكير بن شداخ الليثي كان يخدم النبي فاحتلم، فأعلم بذلك رسول الله.
وقال: إني كنت أدخل على أهلك، وقد احتلمت الآن يا رسول الله.
فقال: «اللهم صدق قوله، ولقه الظفر».
فلما كان في زمان عمر قتل رجل من اليهود، فقام عمر خطيبا فقال: أنشد الله رجلا عنده من ذلك علم، فقام بكير فقال: أنا قتلته يا أمير المؤمنين.
فقال عمر: بؤت بدمه فأين المخرج؟
فقال: يا أمير المؤمنين إن رجلا من الغزاة استخلفني على أهله، فجئت فإذا هذا اليهودي عند امرأته وهو يقول:
وأشعث غره الإسلام مني * خلوت بعرسه ليل التمام
أبيت على ترائبها ويمسي * على جرد الأعنة والحزام
كأن مجامع الربلات منها * فئام ينهضون إلى فئام
قال: فصدق عمر قوله وأبطل دم اليهودي، بدعاء رسول الله لبكير بما تقدم.
ومنهم رضي الله عنهم: بلال بن رباح الحبشي ولد بمكة وكان مولى لأمية بن خلف، فاشتراه أبو بكر منه بمال جزيل، لأن كان أمية يعذبه عذابا شديدا ليرتد عن الإسلام، فيأبى إلا الإسلام رضي الله عنه، فلما اشتراه أبو بكر أعتقه ابتغاء وجه الله، وهاجر حين هاجر الناس، وشهد بدرا، وأحدا، وما بعدهما من المشاهد رضي الله عنه، وكان يعرف ببلال بن حمامة وهي أمه، وكان من أفصح الناس لا كما يعتقده بعض الناس أن سينه كانت شينا، حتى أن بعض الناس يروي حديثا في ذلك لا أصل له عن رسول الله أنه قال: «إن سين بلال شينا».
وهو أحد المؤذنين الأربعة كما سيأتي، وهو أول من أذن كما قدمنا، وكان يلي أمر النفقة على العيال، ومعه حاصل ما يكون من المال، ولما توفي رسول الله كان فيمن خرج إلى الشام للغزو، ويقال: إنه أقام يؤذن لأبي بكر أيام خلافته، والأول أصح وأشهر.
قال الواقدي: مات بدمشق سنة عشرين وله بضع وستون سنة.
وقال الفلاس: قبره بدمشق، ويقال: لداريا، وقيل: إنه مات بحلب، والصحيح: أن الذي مات بحلب أخوه خالد.
قال مكحول: حدثني من رأى بلال قال: كان شديد الأدمة، نحيفا، أجنا، له شعر كثير، وكان لا يغير شيبه رضي الله عنه.
ومنهم رضي الله عنهم: حبة، وسواء، ابنا خالد رضي الله عنهما.
قال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية قال: وثنا وكيع، ثنا الأعمش عن سلام بن شرحبيل، عن حبة وسواء ابنا خالد قالا: دخلنا على النبي وهو يصلح شيئا فأعناه.
فقال: «لا ينسأ من الرزق ما تهزهزت رؤوسكما، فإن الإنسان تلده أمه أحيمر ليس عليه قشرة، ثم يرزقه الله عز وجل.
ومنهم رضي الله عنهم: ذو مخمر، ويقال: ذو محبر؛ وهو ابن أخي النجاشي ملك الحبشة، ويقال: ابن أخته، والصحيح الأول، كان بعثه ليخدم رسول الله نيابة عنه.
قال الإمام أحمد: حدثنا أبو النضر، ثنا جرير عن يزيد بن صليح، عن ذي مخمر، وكان رجلا من الحبشة يخدم النبي قال: كنا معه في سفر فأسرع السير حتى انصرف، وكان يفعل ذلك لقلة الزاد.
فقال له قائل: يا رسول الله قد انقطع الناس.
قال: فجلس وحبس الناس معه حتى تكاملوا إليه فقال لهم: هل لكم أن نهجع هجعة - أو قال له قائل - فنزل ونزلوا فقالوا: من يكلؤنا الليلة؟
فقلت: أنا جعلني الله فداك، فأعطاني خطام ناقته فقال: «هاك لا تكونن لكعا».
قال: فأخذت بخطام ناقة رسول الله، وخطام ناقتي، فتنحيت غير بعيد فخليت سبيلهما ترعيان، فإني كذلك أنظر إليهم إذ أخذني النوم فلم أشعر بشيء حتى وجدت حر الشمس على وجهي فاستيقظت فنظرت يمينا وشمالا، فإذا أنا بالراحلتين مني غير بعيد، فأخذت بخطام ناقة رسول الله وبخطام ناقتي، فأتيت أدنى القوم فأيقظته.
فقلت: أصليت؟
قال: لا.
فأيقظ الناس بعضهم بعضا حتى استيقظ رسول الله فقال: «يا بلال هل في الميضاء ماء» - يعني: الإداوة -.
فقال: نعم، جعلني الله فداك، فأتاه بوضوء لم يلت منه التراب، فأمر بلالا فأذن، ثم قام النبي فصلى ركعتين قبل الصبح وهو غير عجل، ثم أمره فأقام الصلاة، فصلى وهو غير عجل.
فقال له قائل: يا رسول الله أفرطنا.
قال: «لا، قبض الله أرواحنا، وردها إلينا، وقد صلينا».
ومنهم رضي الله عنهم: ربيعة بن كعب الأسلمي أبو فراس: قال الأوزاعي: حدثني يحيى ابن أبي كثير عن أبي سلمة، عن ربيعة بن كعب قال: كنت أبيت مع رسول الله فآتيه بوضوئه وحاجته فكان يقوم من الليل فيقول: «سبحان ربي وبحمده الهوي، سبحان رب العالمين الهوي».
فقال رسول الله: «هل لك حاجة؟»
قلت: يا رسول الله مرافقتك في الجنة.
قال: «فأعني على نفسك بكثرة السجود».
وقال الإمام أحمد: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبي، ثنا محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن عمرو بن عطاء عن نعيم بن محمد، عن ربيعة بن كعب قال: كنت أخدم رسول الله نهاري أجمع حتى يصلي عشاء الآخرة، فأجلس ببابه إذا دخل بيته أقول: لعلها أن تحدث لرسول الله حاجة، فما أزال أسمع رسول الله يقول: «سبحان الله وبحمده» حتى أمل فأرجع، أو تغلبني عيناي فأرقد.
فقال لي يوما - لما يرى من حقي له وخدمتي إياه -: «يا ربيعة بن كعب سلني أعطك».
قال: فقلت: أنظر في أمري يا رسول الله ثم أعلمك ذلك.
قال: ففكرت في نفسي، فعرفت أن الدنيا منقطعة وزائلة، وأن لي فيها رزقا سيكفيني ويأتيني.
قال: فقلت: أسأل رسول الله لآخرتي، فإنه من الله بالمنزل الذي هو به.
قال: فجئته، فقال: «ما فعلت يا ربيعة؟»
قال: فقلت: نعم يا رسول الله، أسألك أن تشفع لي إلى ربك، فيعتقني من النار.
قال: فقال: «من أمرك بهذا يا ربيعة؟».
قال: فقلت: لا والذي بعثك بالحق ما أمرني به أحد، ولكنك لما قلت: «سلني أعطك» وكنت من الله بالمنزل الذي أنت به، نظرت في أمري فعرفت أن الدنيا منقطعة وزائلة، وأن لي فيها رزقا سيأتيني، فقلت: أسأل رسول الله لآخرتي.
قال: فصمت رسول الله طويلا ثم قال لي: «إني فاعل، فأعني على نفسك بكثرة السجود».
وقال الحافظ أبو يعلى: حدثنا أبو خيثمة، أنبأنا يزيد بن هارون، ثنا مبارك بن فضالة، ثنا أبو عمران الجوني عن ربيعة الأسلمي، وكان يخدم النبي قال: فقال لي ذات يوم: «يا ربيعة ألا تزوج؟»
قال: قلت: يا رسول الله ما أحب أن يشغلني عن خدمتك شيء، وما عندي ما أعطي المرأة.
قال: فقلت بعد ذلك: رسول الله أعلم بما عندي مني، يدعوني إلى التزويج، لئن دعاني هذه المرة لأجيبنه.
قال: فقال لي: «يا ربيعة ألا تزوج؟».
فقلت: يا رسول الله ومن يزوجني؟ ما عندي ما أعطي المرأة.
فقال لي: انطلق إلى بني فلان، فقل لهم: إن رسول الله يأمركم أن تزوجوني فتاتكم فلانة.
قال: فأتيتهم، فقلت: إن رسول الله أرسلني إليكم لتزوجوني فتاتكم فلانة، قالوا: فلانة؟
قال: نعم!
قالوا: مرحبا برسول الله، ومرحبا برسوله، فزوجوني فأتيت رسول الله فقلت: يا رسول الله أتيتك من خير أهل بيت صدقوني وزوجوني، فمن أين لي ما أعطي صداقي؟
فقال رسول الله لبريدة الأسلمي: «إجمعوا لربيعة في صداقه في وزن نواة من ذهب، فجمعوها فأعطوني، فأتيتهم فقبلوها.
فأتيت رسول الله فقلت: يا رسول الله قد قبلوا فمن أين لي ما أولم؟
قال: فقال رسول الله لبريدة: «إجمعوا لربيعة في ثمن كبش».
قال: فجمعوا.
وقال لي: «انطلق إلى عائشة فقل لها فلتدفع إليك ما عندها من الشعير».
قال: فأتيتها فدفعت إلي، فانطلقت بالكبش والشعير.
فقالوا: أما الشعير فنحن نكفيك، وأما الكبش فمر أصحابك فليذبحوه، وعملوا الشعير، فأصبح والله عندنا خبز ولحم.
ثم إن رسول الله أقطع أبا بكر أرضا له، فاخلتفنا في عذق.
فقلت: هو في أرضي.
وقال أبو بكر: هو في أرضي فتنازعنا.
فقال لي أبو بكر كلمة كرهتها فندم، فأحضرني فقال لي: قل لي كما قلت.
قال: فقلت: لا والله لا أقول لك كما قلت لي.
قال: إذا آتي رسول الله.
قال: فأتى رسول الله وتبعته، فجاءني قومي يتبعونني.
فقالوا: هو الذي قال لك، وهو يأتي رسول الله فيشكو؟
قال: فالتفت إليهم فقلت: تدرون من هذا؟ هذا الصديق، وذو شيبة المسلمين، إرجعوا لا يلتفت فيراكم فيظن أنكم إنما جئتم لتعينوني عليه فيغضب، فيأتي رسول الله فيخبره فيهلك ربيعة.
قال: فأتى رسول الله فقال: إني قلت لربيعة كلمة كرهتها، فقلت له يقول لي مثل ما قلت له فأبى.
فقال رسول الله : «يا ربيعة ومالك وللصديق؟»
قال: فقلت: يا رسول الله، والله لا أقول له كما قال لي.
فقال رسول الله: «لا تقل له كما قال لك، ولكن قل غفر الله لك يا أبا بكر».
ومنهم رضي الله عنهم: سعد مولى أبي بكر رضي الله عنه ويقال: مولى النبي .
قال أبو داود الطيالسي: ثنا أبو عامر عن الحسن، عن سعد مولى أبي بكر الصديق أن رسول الله قال لأبي بكر - وكان سعد مملوكا لأبي بكر، وكان رسول الله يعجبه خدمته -: «أعتق سعدا».
فقال: يا رسول الله ما لنا خادم هاهنا غيره.
فقال: «أعتق سعدا أتتك الرجال، أتتك الرجال».
وهكذا رواه أحمد عن أبي داود الطيالسي.
وقال أبو داود الطيالسي: حدثنا أبو عامر عن الحسن، عن سعد قال: قربت بين يدي رسول الله تمرا، فجعلوا يقرنون فنهى رسول الله عن القران، ورواه ابن ماجه، عن بندار، عن أبي داود به.
ومنهم رضي الله عنهم: عبد الله بن رواحة دخل يوم عمرة القضاء مكة وهو يقود بناقة رسول الله وهو يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله * اليوم نضربكم على تأويله
كما ضربناكم على تنزيله * ضربا يزيل الهام عن مقيله
ويشغل الخليل عن خليله
كما قدمنا ذلك بطوله، وقد قتل عبد الله بن رواحة بعد هذا بأشهر في يوم مؤتة كما تقدم أيضا.
ومنهم رضي الله عنهم: عبد الله بن مسعود بن غافل بن غافل بن حبيب بن شمخ أبو عبد الرحمن الهذلي، أحد أئمة الصحابة، هاجر الهجرتين، وشهد بدرا وما بعدها، كان يلي حمل نعلي النبي ، ويلي طهوره، ويرحل دابته إذا أراد الركوب، وكانت له اليد الطولى في تفسير كلام الله وله العلم الجم، والفضل، والحلم، وفي الحديث أن رسول الله قال لأصحابه - وقد جعلوا يعجبون من دقة ساقيه - فقال: «والذي نفسي بيده لهما في الميزان أثقل من أحد».
وقال عمر بن الخطاب في ابن مسعود: هو كنيف ملئ علما.
وذكروا أنه نحيف الخلق، حسن الخلق، يقال: إنه كان إذا مشى يسامت الجلوس، وكان يشبه النبي في هديه، ودله، وسمته، - يعني: أنه يشبه بالنبي في حركاته، وسكناته، وكلامه، ويتشبه بما استطاع من عبادته - توفي رضي الله عنه في أيام عثمان سنة اثنتين - أو ثلاث - وثلاثين بالمدينة عن ثلاث وستين سنة، وقيل: إنه توفي بالكوفة، والأول أصح.
ومنهم رضي الله عنهم: عقبة بن عامر الجهني قال الإمام أحمد: ثنا الوليد بن مسلم، ثنا ابن جابر عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن عقبة بن عامر قال: بينما أقود برسول الله في نقب من تلك النقاب إذ قال لي: «يا عقبة ألا تركب؟»
قال: فأشفقت أن تكون معصية.
قال: فنزل رسول الله، وركبت هنيهة.
ثم ركب ثم قال: «يا عقب ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟»
قلت: بلى يا رسول الله.
فأقرأني: «قل أعوذ برب الفلق» و «قل أعوذ برب الناس» ثم أقيمت الصلاة فتقدم رسول الله فقرأ بهما.
ثم مر بي فقال: «إقرأ بهما كلما نمت، وكلما قمت».
وهكذا رواه النسائي من حديث الوليد بن مسلم وعبد الله بن المبارك عن ابن جابر.
ورواه أبو داود والنسائي أيضا من حديث ابن وهب عن معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن عقبة به.
ومنهم رضي الله عنهم: قيس بن عبادة الأنصاري الخزرجي روى البخاري عن أنس قال: كان قيس بن سعد بن عبادة من النبي بمنزلة صاحب الشرط من الأمير، وقد كان قيس هذا رضي الله عنه من أطول الرجال، وكان كوسجا، ويقال: إن سراويله كان يضعه على أنفه من يكون من أطول الرجال فتصل رجلاه الأرض، وقد بعث سراويله معاوية إلى ملك الروم يقول له: هل عندكم رجل يجيء هذه السروايل على طوله؟ فتعجب صاحب الروم من ذلك، وذكروا أنه كان كريما ممدحا ذا رأي ودهاء، وكان مع علي ابن أبي طالب أيام صفين.
وقال مسعر عن معبد بن خالد: كان قيس بن سعد لا يزال رافعا إصبعه المسبحة يدعو رضي الله عنه وأرضاه.
وقال الواقدي وخليفة بن خياط وغيرهما: توفي بالمدينة في آخر أيام معاوية.
وقال الحافظ أبو بكر البزار: ثنا عمر بن الخطاب السجستاني، ثنا علي بن يزيد الحنفي، ثنا سعيد بن الصلت عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس قال: كان عشرون شابا من الأنصار يلزمون رسول الله لحوائجه فإذا أراد أمرا بعثهم فيه.
ومنهم رضي الله عنهم: المغيرة بن شعبة الثقفي رضي الله عنه كان بمنزلة السلحدار بين يدي رسول الله ، كما كان رافعا السيف في يده وهو واقف على رأس النبي في الخيمة يوم الحديبية، فجعل كلما أهوى عمه عروة بن مسعود الثقفي حين قدم في الرسيلة إلى لحية رسول الله على ما جرت به عادة العرب في مخاطباتها - يقرع يده بقائمة السيف ويقول: أخر يدك عن لحية رسول الله قبل أن لا تصل إليك، الحديث كما قدمناه.
قال محمد بن سعد وغيره: شهد المشاهد كلها مع رسول الله ، وولاه مع أبي سفيان الإمرة حين ذهبا فخربا طاغوت أهل الطائف - وهي المدعوة بالربة وهي اللات - وكان داهية من دهاة العرب.
قال الشعبي: سمعته يقول: ما غلبني أحد قط.
وقال الشعبي: سمعت قبيصة بن جابر يقول: صحبت المغيرة بن شعبة فلو أن مدينة لها ثمانية أبواب لا يخرج من باب منها إلا بمكر لخرج من أبوابها.
وقال الشعبي: القضاة أربعة: أبو بكر، وعمر، وابن مسعود، وأبو موسى، والدهاة أربعة: معاوية، وعمرو بن العاص، والمغيرة، وزياد.
وقال الزهري: الدهاة خمسة: معاوية، وعمرو، والمغيرة، واثنان مع علي وهما: قيس بن سعد بن عبادة، وعبد الله بن بديل بن ورقاء.
وقال الإمام مالك: كان المغيرة بن شعبة رجلا نكاحا للنساء، وكان يقول: صاحب الواحدة إن حاضت حاض معها، وإن مرضت مرض معها، وصاحب الثنتين بين نارين يشتعلان.
قال: فكان ينكح أربعا ويطلقهن جميعا، وقال غيره: تزوج ثمانين امرأة، وقيل: ثلاث مائة امرأة، وقيل: أحصن بألف امرأة.
وقد اختلف في وفاته على أقوال أشهرها وأصحها وهو الذي حكى عليه الخطيب البغدادي: الإجماع أنه توفي سنة خمسين.
ومنهم رضي الله عنهم: المقداد بن الأسود أبو معبد الكندب حليف بني زهرة قال الإمام أحمد: حدثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة عن ثابت، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن المقداد بن الأسود قال: قدمت المدينة أنا وصاحبان فتعرضنا للناس فلم يضفنا أحد، فأتينا إلى النبي فذكرنا له، فذهب بنا إلى منزله وعنده أربعة أعنز فقال: «إحلبهن يا مقداد وجزئهن أربعة أجزاء، وأعط كل إنسان جزءا».
فكنت أفعل ذلك، فرفعت للنبي ذات ليلة فاحتبس، واضطجعت على فراشي.
فقالت لي نفسي: إن النبي قد أتى أهل بيت من الأنصار، فلو قمت فشربت هذه الشربة، فلم تزل بي حتى قمت فشربت جزءا فلما دخل في بطني ومعائي أخذني ما قدم وما حدث.
فقلت: يجيء الآن النبي جائعا ظمآنا، فلا يرى في القدح شيئا، فسجيت ثوبا على وجهي، وجاء النبي ، فسلم تسليمة تسمع اليقظان ولا توقظ النائم، فكشف عنه فلم ير شيئا، فرفع رأسه إلى السماء فقال: «اللهم إسق من سقاني، وأطعم من أطعمني» فاغتنمت دعوته وقمت فأخذت الشفرة فدنوت إلى الأعنز فجعلت أجسهن أيتهن أسمن لأذبحها، فوقعت يدي على ضرع إحداهن فإذا هي حافل، ونظرت إلى الأخرى فإذا هي حافل، فنظرت فإذا هن كلهن حفل، فحلبت في الإناء فأتيته به.
فقلت: إشرب.
فقال: «ما الخبر يا مقداد؟»
فقلت: إشرب ثم الخبر.
فقال: «بعض سواتك يا مقداد» فشرب.
ثم قال: «اشرب»
فقلت: إشرب يا نبي الله، فشرب حتى تضلع، ثم أخذته فشربته، ثم أخبرته الخبر فقال النبي : «هيه».
فقلت: كان كذا وكذا.
فقال النبي : «هذه بركة منزلة من السماء، أفلا أخبرتني حتى أسقي صاحبيك؟».
فقلت: إذا شربت البركة أنا وأنت فلا أبالي من أخطأت.
وقد رواه الإمام أحمد أيضا عن أبي النضر، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن المقداد فذكر ما تقدم، وفيه أنه حلب في الإناء الذي كانوا لا يطيقون أن يحلبوا فيه فحلب حتى علته الرغوة، ولما جاء به.
قال له رسول الله: «أما شربتم شرابكم الليلة يا مقداد؟»
فقلت: إشرب يا رسول الله فشرب، ثم ناولني.
فقلت: إشرب يا رسول الله فشرب، ثم ناولني، فأخذت ما بقي ثم شربت، فلما عرفت أن رسول الله قد روي فأصابتني دعوته ضحكت حتى ألقيت إلى الأرض.
فقال رسول الله: «إحدى سوآتك يا مقداد».
فقلت: يا رسول الله كان من أمري كذا، صنعت كذا.
فقال: «ما كانت هذه إلا رحمة الله، ألا كنت أذنتني توقظ صاحبيك هذين فيصيبان منها؟».
قال: قلت: والذي بعثك بالحق ما أبالي إذا أصبتها، وأصبتها معك من أصابها من الناس.
وقد رواه مسلم، والترمذي، والنسائي من حديث سليمان بن المغيرة به.
ومنهم رضي الله عنهم: مهاجر مولى أم سلمة قال الطبراني: حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، حدثني إبراهيم بن عبد الله سمعت بكيرا يقول: سمعت مهاجرا مولى أم سلمة قال: خدمت رسول الله سنين، فلم يقل لي لشيء صنعته: «لم صنعته» ولا لشيء تركته: «لم تركته».
وفي رواية: خدمته عشر سنين، أو خمس سنين.
ومنهم رضي الله عنهم: أبو السمح قال أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي: ثنا مجاهد بن موسى، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا يحيى بن الوليد، حدثني محل بن خليفة، حدثني أبو السمح قال: كنت أخدم رسول الله قال: كان إذا أراد أن يغتسل قال: «ناولني أداوتي».
قال: فأناوله، وأستره.
فأتي بحسن أو حسين فبال على صدره، فجئت لأغسله فقال: «يغسل من بول الجارية، ويرش من بول الغلام».
وهكذا رواه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه عن مجاهد بن موسى.
ومنهم رضي الله عنهم: أفضل الصحابة على الإطلاق أبو بكر الصديق رضي الله عنه تولى خدمته بنفسه في سفرة الهجرة، لا سيما في الغار وبعد خروجهم منه، حتى وصلوا إلى المدينة كما تقدم ذلك مبسوطا، ولله الحمد والمنة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إماء سيدنا محمد عليه السلام / الجزء الخامس / (البداية والنهاية)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صفة دفن سيدنا محمد عليه السلام وأين دفن /الجزء الخامس / (البداية والنهاية)
» فصل في ذكر سرارية سيدنا محمد عليه السلام / الجزء الخامس / (البداية والنهاية)
» احتضار ووفاة سيدنا محمد عليه السلام / الجزء الخامس / (البداية والنهاية)
» باب بيان أن سيدنا محمد عليه السلام قال لا نورث / الجزء الخامس / (البداية والنهاية)
» باب بيان أن سيدنا محمد عليه السلام لم يحج من المدينة إلا حجة واحدة / الجزء الخامس / (البداية والنهاية)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: