ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 صفة حلق سيدنا محمد رأسه الكريم عليه الصلاة والتسليم / الجزء الخامس / (البداية والنهاية)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

صفة حلق سيدنا محمد رأسه الكريم عليه الصلاة والتسليم / الجزء الخامس / (البداية والنهاية) Empty
مُساهمةموضوع: صفة حلق سيدنا محمد رأسه الكريم عليه الصلاة والتسليم / الجزء الخامس / (البداية والنهاية)   صفة حلق سيدنا محمد رأسه الكريم عليه الصلاة والتسليم / الجزء الخامس / (البداية والنهاية) Emptyالجمعة ديسمبر 25, 2009 9:27 am

صفة حلق سيدنا محمد رأسه الكريم عليه الصلاة والتسليم / الجزء الخامس / (البداية والنهاية) Kunoooz5afd32617b
صفة حلق سيدنا محمد رأسه الكريم عليه الصلاة والتسليم
قال الإمام أحمد: ثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر أن رسول الله حلق في حجته.
ورواه النسائي عن إسحاق بن إبراهيم - هو: ابن راهويه -، عن عبد الرزاق.
وقال البخاري: ثنا أبو اليمان، ثنا شعيب قال: قال نافع: كان عبد الله بن عمر يقول: حلق رسول الله في حجته.
ورواه مسلم من حديث موسى بن عقبة عن نافع به.
وقال البخاري: ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، ثنا جويرية بن أسماء عن نافع أن عبد الله بن عمر قال: حلق رسول الله وطائفة من أصحابه، وقصر بعضهم.
رواه مسلم من حديث الليث عن نافع به.
وزاد: قال عبد الله: قال رسول الله : «يرحم الله المحلقين» مرة أو مرتين، قالوا: يا رسول الله والمقصرين؟
قال: «والمقصرين».
وقال مسلم: ثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، ثنا وكيع، وأبو داود الطيالسي عن يحيى بن الحصين، عن جدته أنها سمعت رسول الله في حجة الوداع دعا للمحلقين ثلاثا، وللمقصرين مرة.
ولم يقل وكيع: في حجة الوداع.
وهكذا روى هذا الحديث مسلم من حديث مالك.
وعبد الله عن نافع، عن ابن عمر، وعمارة عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، والعلاء بن عبد الرحمن عن أبيه، عن أبي هريرة.
وقال مسلم: ثنا يحيى بن يحيى، ثنا حفص ابن غياث عن هشام، عن ابن سيرين، عن أنس بن مالك: أن رسول الله أتى منى فأتى الجمرة فرماها، ثم أتى منزله بمنى ونحر.
ثم قال للحلاق: «خذ» وأشار إلى جانبه الأيمن ثم الأيسر، ثم جعل يعطيه الناس.
وفي رواية: أنه حلق شقه الأيمن، فقسمه بين الناس، من شعرة أو شعرتين، وأعطى شقه الأيسر لأبي طلحة.
وفي رواية له: أنه أعطى الأيمن لأبي طلحة وأعطاه الأيسر، وأمره أن يقسمه بين الناس.
وقال الإمام أحمد: حدثنا سليمان بن حرب، ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت، عن أنس قال: رأيت رسول الله والحلاق يحلقه، وقد أطاف به أصحابه ما يريدون أن يقع شعرة إلا في يد رجل.
انفرد به أحمد.
فصل تحلله صلى الله عليه وسلم بعد رمي جمرة العقبة
ثم لبس عليه السلام ثيابه، وتطيب بعد ما رمى جمرة العقبة، ونحر هديه، وقبل أن يطوف بالبيت طيبته عائشة أم المؤمنين.
قال البخاري: ثنا علي بن عبد الله بن المديني، ثنا سفيان هو: ابن عيينة -، ثنا عبد الرحمن بن القاسم بن محمد - وكان أفضل أهل زمانه - أنه سمع أباه - وكان أفضل أهل زمانه - يقول: إنه سمع عائشة تقول: طيبت رسول الله بيدي هاتين حين أحرم، ولحله حين أحل قبل أن يطوف، وبسطت يديها.
وقال مسلم: ثنا يعقوب الدورقي، وأحمد بن منيع قالا: ثنا هشيم، أنبأنا منصور عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت: كنت أطيب رسول الله قبل أن يحرم ويحل يوم النحر قبل أن يطوف بالبيت بطيب فيه مسك.
وروى النسائي من حديث سفيان بن عيينة عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: طيبت رسول الله لحرمه حين أحرم، ولحله بعد ما رمى جمرة العقبة قبل أن يطوف بالبيت.
وقال الشافعي: أنبأنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار، عن سالم قال: قالت عائشة: أنا طيبت رسول الله لحله وإحرامه.
ورواه عبد الرزاق عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن عائشة فذكره.
وفي الصحيحين من حديث ابن جريج أخبرني عمر بن عبد الله بن عروة أنه سمع عروة والقاسم يخبران عن عائشة أنها قالت: طيبت رسول الله بيدي بذريرة في حجة الوداع للحل والإحرام.
ورواه مسلم من حديث الضحاك بن عثمان عن أبي الرحال، عن أمه عمرة، عن عائشة به.
وقال سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل، عن الحسن العوفي، عن ابن عباس أنه قال: إذا رميتم الجمرة فقد حللتم من كل شيء كان عليكم حراما إلا النساء حتى تطوفوا بالبيت.
فقال رجل: والطيب يا أبا العباس؟
فقال له: إني رأيت رسول الله يضمخ رأسه بالمسك، أفطيب هو أم لا؟
وقال محمد بن إسحاق: حدثني أبو عبيدة عن عبد الله بن زمعة، عن أبيه، وأمه زينب بنت أم سلمة، عن أم سلمة قالت: كانت الليلة التي يدور فيها رسول الله ليلة النحر، فكان رسول الله عندي، فدخل وهب بن زمعة، ورجل من آل أبي أمية متقمصين.
فقال لهما رسول الله : «أفضتما؟»
قالا: لا.
قال: «فانزعا قميصكما» فنزعاهما.
فقال له وهب: ولم يا رسول الله؟
فقال: «هذا يوم أرخص لكم فيه إذا رميتم الجمرة ونحرتم هديا، إن كان لكم فقد حللتم من كل شيء حرمتم منه إلا النساء حتى تطوفوا بالبيت، فإذا رميتم ولم تفيضوا صرتم حرما كما كنتم أول مرة حتى تطوفوا بالبيت».
وهكذا رواه أبو داود عن أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، كلاهما عن ابن أبي عدي، عن ابن إسحاق، فذكره.
وأخرجه البيهقي عن الحاكم، عن أبي بكر، عن أبي إسحاق، عن أبي المثنى العنبري، عن يحيى بن معين.
وزاد في آخره: قال أبو عبيدة: وحدثتني أم قيس بنت محصن قالت: خرج من عندي عكاشة بن محصن في نفر من بني أسد متقمصين عشية يوم النحر، ثم رجعوا إلينا عشيا وقمصهم على أيديهم يحملونها، فسألتهم فأخبروها بمثل ما قال رسول الله لوهب بن زمعة وصاحبه.
وهذا الحديث غريب جدا، لا أعلم أحدا من العلماء قال به.
ذكر إفاضته صلى الله عليه وسلم إلى البيت العتيق
قال جابر: ثم ركب رسول الله فأفاض إلى البيت فصلى بمكة الظهر، فأتى بني عبد المطلب وهم يسقون على زمزم.
فقال: «انزعوا بني عبد المطلب فلولا أن تغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم» فناولوه دلوا فشرب منه. رواه مسلم.
ففي هذا السياق ما يدل على أنه عليه السلام ركب الى مكة قبل الزوال فطاف بالبيت، ثم لما فرغ صلى الظهر هناك.
وقال مسلم أيضا: أخبرنا محمد بن رافع، أنبأنا عبد الرزاق، أنبأنا عبيد الله بن عمر عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله أفاض يوم النحر، ثم رجع فصلى الظهر بمنى.
وهذا خلاف حديث جابر، وكلاهما عند مسلم.
فإن عللنا بهما أمكن أن يقال: أنه عليه السلام صلى الظهر بمكة، ثم رجع إلى منى، فوجد الناس ينتظرونه فصلى بهم، والله أعلم.
ورجوعه عليه السلام إلى منى في وقت الظهر ممكن، لأن ذلك الوقت كان صيفا والنهار طويل، وإن كان قد صدر منه عليه السلام أفعال كثيرة في صدر هذا النهار، فإنه دفع فيه من المزدلفة بعد ما أسفر الفجر جدا ولكنه قبل طلوع الشمس، ثم قدم منى فبدأ برمي جمرة العقبة بسبع حصيات.
ثم جاء فنحر بيده ثلاثا وستين بدنة، ونحر علي بقية المائة، ثم أخذت من كل بدنة بضعة، ووضعت في قدر وطبخت حتى نضجت فأكل من ذلك اللحم، وشرب من ذلك المرق.
وفي غبون ذلك حلق رأسه عليه السلام وتطيب، فلما فرغ من هذا كله ركب إلى البيت، وقد خطب عليه السلام في هذا اليوم خطبة عظيمة، ولست أدري أكانت قبل ذهابه إلى البيت أو بعد رجوعه منه إلى منى، فالله أعلم.
والقصد أنه ركب الى البيت فطاف به سبعة أطواف راكبا، ولم يطف بين الصفا والمروة، كما ثبت في صحيح مسلم عن جابر وعائشة رضي الله عنهما ثم شرب من ماء زمزم، ومن نبيذ تمر من ماء زمزم.
فهذا كله مما يقوي قول من قال: إنه عليه السلام صلى الظهر بمكة كما رواه جابر.
ويحتمل أنه رجع الى منى في آخر وقت الظهر، فصلى بأصحابه بمنى الظهر أيضا.
وهذا هو الذي أشكل على ابن حزم، فلم يدر ما يقول فيه، وهو معذور لتعارض الروايات الصحيحة فيه، والله أعلم.
وقال أبو داود: ثنا علي بن بحر، وعبد الله بن سعيد المعني قالا: ثنا أبو خالد الأحمر عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت: أفاض رسول الله من آخر يومه حين صلى الظهر، ثم رجع إلى منى فمكث بها ليالي أيام التشريق يرمى الجمرة، إذا زالت الشمس كل جمرة بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة.
قال ابن حزم: فهذا جابر وعائشة قد اتفقا على أنه عليه السلام صلى الظهر يوم النحر بمكة، وهما والله أعلم أضبط لذلك من ابن عمر.
كذا قال: وليس بشيء، فإن رواية عائشة هذه ليست ناصة أنه عليه السلام صلى الظهر بمكة، بل محتملة إن كان المحفوظ في الرواية حتى صلى الظهر، وإن كانت الرواية حين صلى الظهر، وهو الأشبه، فإن ذلك دليل على أنه عليه السلام صلى الظهر بمنى قبل أن يذهب إلى البيت، وهو محتمل، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وعلى هذا فيبقى مخالفا لحديث جابر، فإن هذا يقتضي أنه صلى الظهر بمنى قبل أن يركب إلى البيت.
وحديث جابر يقتضي أنه ركب إلى البيت قبل أن يصلي الظهر، وصلاها بمكة.
وقد قال البخاري: وقال أبو الزبير عن عائشة وابن عباس: أخر النبي يعني: طواف الزيارة إلى الليل وهذا والذي علقه البخاري، فقد وراه الناس من حديث يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، وفرج بن ميمون عن سفيان الثوري، عن أبي الزبير، عن عائشة وابن عباس أن النبي أخر الطواف يوم النحر إلى الليل.
ورواه أهل السنن الأربعة من حديث سفيان به.
وقال الترمذي: حسن.
وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن عبد الله، ثنا سفيان عن أبي الزبير، عن عائشة، وابن عمر أن رسول الله زار ليلا.
فإن حمل هذا على أنه أخر ذلك إلى ما بعد الزوال، كأنه يقول: إلى العشي صح ذلك.
وأما إن حمل على ما بعد الغروب فهو بعيد جدا.
ومخالف لما ثبت في الأحاديث الصحيحة المشهورة من أنه عليه السلام طاف يوم النحر نهارا، وشرب من سقاية زمزم.
وأما الطواف الذي ذهب في الليل إلى البيت بسببه فهو طواف الوداع.
ومن الرواة من يعبر عنه بطواف الزيارة كما سنذكره إن شاء الله، أو طواف زيارة محضة قبل طواف الوداع وبعد طواف الصدر الذي هو طواف الفرض.
وقد ورد حديث سنذكره في موضعه.
أن رسول الله كان يزور البيت كل ليلة من ليالي منى، وهذا بعيد أيضا، والله أعلم.
وقد روى الحافظ البيهقي من حديث عمرو بن قيس عن عبد الرحمن، عن القاسم، عن أبيه، عن عائشة أن رسول الله أذن لأصحابه، فزاروا البيت يوم النحر ظهيرة، وزار رسول الله مع نسائه ليلا.
وهذا حديث غريب جدا أيضا.
وهذا قول طاوس وعروة بن الزبير أن رسول الله أخر الطواف يوم النحر إلى الليل.
والصحيح من الروايات، وعليه الجمهور: أنه عليه السلام طاف يوم النحر بالنهار، والأشبه أنه كان قبل الزوال، ويحتمل أن يكون بعده، والله أعلم.
والمقصود: أنه عليه السلام لما قدم مكة طاف بالبيت سبعا وهو راكب، ثم جاء زمزم وبنو عبد المطلب يستقون منها، ويسقون الناس فتناول منها دلوا فشرب منه وأفرغ عليه منه.
كما قال مسلم: أخبرنا محمد بن منهال الضرير، ثنا يزيد بن زريع، ثنا حميد الطويل عن بكر بن عبد الله المزني سمع ابن عباس يقول: وهو جالس معه عند الكعبة، قدم النبي على راحلته، وخلفه أسامة فأتيناه بإناء فيه نبيذ فشرب، وسقى فضله أسامة.
وقال: «أحسنتم وأجملتم هكذا فاصنعوا».
قال ابن عباس: فنحن لا نريد أن نغير ما أمر به رسول الله .
وفي رواية عن بكر أن أعرابيا قال لابن عباس: مالي أرى بني عمكم يسقون اللبن والعسل، وأنتم تسقون النبيذ، أمن حاجة بكم أم من بخل؟.
فذكر له ابن عباس هذا الحديث.
وقال أحمد: حدثنا روح، ثنا حماد عن حميد، عن بكر، عن عبد الله أن أعرابيا قال لابن عباس: ما شأن آل معاوية يسقون الماء والعسل، وآل فلان يسقون اللبن، وأنتم تسقون النبيذ، أمن بخل بكم أم حاجة؟
فقال ابن عباس: ما بنا بخل ولا حاجة، ولكن رسول الله جاءنا ورديفه أسامة بن زيد، فاستسقى فسقيناه من هذا - يعني: نبيذ السقاية - فشرب منه.
وقال: «أحسنتم هكذا فاصنعوا».
ورواه أحمد عن روح ومحمد بن بكر عن ابن جريج، عن حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، وداود بن علي بن عبد الله بن عباس عن ابن عباس فذكره.
وروى البخاري عن إسحاق بن سليمان، حدثنا خالد عن خالد الحذاء، عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله جاء الى السقاية فاستقى.
فقال العباس: يا فضل اذهب إلى أمك فأت رسول الله بشراب من عندها.
فقال: «اسقني!»
فقال: يا رسول الله إنهم يجعلون أيديهم فيه.
قال: «اسقني!»
فشرب منه، ثم أتى زمزم وهم يسقون ويعملون فيها.
فقال: «اعملوا فإنكم على عمل صالح».
ثم قال: «لولا أن تغلبوا لنزعت حتى أضع الحبل على هذه - يعني: عاتقه - وأشار إلى عاتقه».
وعنده من حديث عاصم عن الشعبي أن ابن عباس قال: سقيت النبي من زمزم فشرب وهو قائم.
قال عاصم: فحلف عكرمة - ما كان يومئذ إلا على بعير -.
وفي رواية: ناقته.
وقال الإمام أحمد: ثنا هشيم، ثنا يزيد ابن أبي زياد عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رسول الله طاف بالبيت وهو على بعير، واستلم الحجر بمحجن كان معه قال: وأتى السقاية فقال: «أسقوني!».
فقالوا: إن هذا يخوضه الناس، ولكنا نأتيك به من البيت.
فقال: «لا حاجة لي فيه اسقوني مما تشرب الناس».
وقد روى أبو داود عن مسدد، عن خالد الطحان، عن يزيد ابن أبي زياد، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قدم رسول الله مكة ونحن نستقي فطاف على راحلته - الحديث -.
وقال الإمام أحمد: حدثنا روح وعفان قالا: ثنا حماد عن قيس وقال عفان في حديثه: أنبأنا قيس عن مجاهد، عن ابن عباس أنه قال: جاء النبي إلى زمزم فنزعنا له دلوا فشرب، ثم مج فيها ثم أفرغناها في زمزم ثم قال: «لولا أن تغلبوا عليها لنزعت بيدي».
انفرد به أحمد وإسناده على شرط مسلم.
فصل اكتفاء رسول الله عليه السلام بطوافه الأول
ثم إنه لم يعد الطواف بين الصفا والمروة مرة ثانية، بل اكتفى بطوافه الأول.
كما روى مسلم في صحيحه من طريق ابن جريج: أخبرني أبو الزبير: سمعت جابر بن عبد الله يقول: لم يطف النبي وأصحابه بين الصفا والمروة إلا طوافا واحدا.
قلت: والمراد بأصحابه هاهنا الذين ساقوا الهدي وكانوا قارنين.
كما ثبت في صحيح مسلم أن رسول الله قال لعائشة وكانت أدخلت الحج على العمرة فصارت قارنة: «يكفيك طوافك بالبيت وبين الصفا والمروة لحجك وعمرتك».
وعند أصحاب الإمام أحمد أن قول جابر وأصحابه عام في القارنين والمتمتعين، ولهذا نص الإمام أحمد على أن المتمتع يكفيه طواف واحد عن حجه وعمرته، وإن تحلل بينهما تحلل، وهو قول غريب مأخذه ظاهر عموم الحديث، والله أعلم.
وقال أصحاب أبي حنيفة في المتمتع كما قال المالكية، والشافعية: إنه يجب عليه طوافان وسعيان، حتى طردت الحنفية ذلك في القارن، وهو من أفراد مذهبهم أنه يطوف طوافين ويسعى سعيين، ونقلوا ذلك عن علي موقوفا، وروى عنه مرفوعا إلى النبي ، وقد قدمنا الكلام على ذلك كله عند الطواف، وبينا أن أسانيد ذلك ضعيفة مخالفة للأحاديث الصحيحة، والله أعلم.
فصل رجوعه عليه الصلاة والسلام إلى منى
ثم رجع عليه السلام إلى منى بعد ما صلى الظهر بمكة كما دل عليه حديث جابر.
وقال ابن عمر: رجع فصلى الظهر بمنى.
رواهما مسلم كما تقدم قريبا، ويمكن الجمع بينهما بوقوع ذلك بمكة وبمنى، والله أعلم.
وتوقف ابن حزم في هذا المقام فلم يجزم فيه بشيء، وهو معذور لتعارض النقلين الصحيحين فيه، فالله أعلم.
وقال محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت: أفاض رسول الله من آخر يومه حين صلى الظهر، ثم رجع إلى منى فمكث بها ليالي أيام التشريق يرمي الجمرات، إذا زالت الشمس كل جمرة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة.
ورواه أبو داود منفردا به.
وهذا يدل على أن ذهابه عليه السلام إلى مكة يوم النحر كان بعد الزوال.
وهذا ينافي حديث ابن عمر قطعا، وفي منافاته لحديث جابر نظر، والله أعلم.
فصل خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر
وقد خطب رسول الله في هذا اليوم الشريف خطبة عظيمة تواترت بها الأحاديث، ونحن نذكر منها ما يسره الله عز وجل.
قال البخاري - باب الخطبة أيام منى -: حدثنا علي بن عبد الله، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا فضيل بن غزوان، ثنا عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله خطب الناس يوم النحر فقال: «ياأيها الناس أي يوم هذا؟»
قالوا: يوم حرام.
قال: «فأي بلد هذا؟»
قالوا: بلد حرام.
قال: «فأي شهر هذا؟»
قالوا: شهر حرام.
قال: «فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا».
قال: فأعادها مرارا ثم رفع رأسه.
فقال: «اللهم هل بلغت اللهم قد بلغت».
قال ابن عباس: فوالذي نفسي بيده إنها لوصيته إلى أمته، فليبلغ الشاهد الغائب لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض.
ورواه الترمذي عن الفلاس، عن يحيى القطان به.
وقال: حسن صحيح.
وقال البخاري أيضا: حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو عامر، ثنا قرة عن محمد بن سيرين، أخبرني عبد الرحمن ابن أبي بكرة عن أبيه، ورجل أفضل في نفسي من عبد الرحمن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله يوم النحر فقال: «أتدرون أي يوم هذا؟».
قلنا: الله ورسوله أعلم.
فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال: «أليس هذا يوم النحر؟».
قلنا: بلى!
قال: «أي شهر هذا؟»
قلنا: الله ورسوله أعلم.
فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال: «أليس ذو الحجة؟».
قلنا: بلى!
قال: «أي بلد هذا؟».
قلنا: الله ورسوله أعلم.
فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال: «أليس بالبلدة الحرام؟».
قلنا: بلى!
قال: «فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، إلى يوم تلقون ربكم، ألا هل بلغت؟».
قالوا: نعم.
قال: «اللهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع، فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض».
ورواه البخاري ومسلم من طرق عن محمد بن سيرين به.
ورواه مسلم من حديث عبد الله بن عون عن ابن سيرين، عن عبد الرحمن ابن أبي بكرة، عن أبيه فذكره.
وزاد في آخره: ثم انكفأ إلى كبشين أملحين فذبحهما، وإلى جذيعة من الغنم فقسمها بيننا.
وقال الإمام: أحمد ثنا إسماعيل، أنبأنا أيوب عن محمد بن سيرين، عن أبي بكرة أن رسول الله خطب في حجته فقال: «ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثني عشر شهرا منها أربعة حرم؛ ثلاثة متواليات ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان».
ثم قال: «ألا أي يوم هذا؟».
قلنا: الله ورسوله أعلم.
فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه.
قال: «أليس يوم النحر؟».
قلنا: بلى!
ثم قال: «أي شهر هذا؟».
قلنا: الله ورسوله أعلم.
فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه.
قال: «أليس ذا الحجة؟».
قلنا: بلى!
ثم قال: «أي بلد هذا؟»
قلنا: الله ورسوله أعلم.
فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه.
قال: «أليست البلدة؟»
قلنا: بلى!
قال: «فإن دماءكم وأموالكم - لأحبسه - قال: «وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ألا لا ترجعوا بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا هل بلغت، ألا ليبلغ الشاهد الغائب، فلعل من يبلغه يكون أوعى له من بعض من سمعه».
هكذا وقع في مسند الإمام أحمد عن محمد بن سيرين، عن أبي بكرة.
وهكذا رواه أبو داود عن مسدد، والنسائي عن عمرو بن زرارة، كلاهما عن إسماعيل - وهو ابن علية - عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي بكرة به.
وهو منقطع لأن صاحبا الصحيح أخرجاه من غير وجه عن أيوب، وغيره عن محمد بن سيرين، عن عبد الرحمن ابن أبي بكرة، عن أبيه به.
وقال البخاري أيضا: ثنا محمد بن المثنى، ثنا يزيد بن هارون، أنبأنا عاصم بن محمد بن زيد عن أبيه، عن ابن عمر قال: قال النبي بمنى: «أتدرون أي يوم هذا؟».
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: «فإن هذا يوم حرام، أفتدرون أي بلد هذا؟».
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: «بلد حرام».
قال: «أفتدرون أي شهر هذا؟».
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: «شهر حرام، فإن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا، في بلدكم هذا».
وقد أخرجه البخاري في أماكن متفرقة من صحيحه، وبقية الجماعة إلا الترمذي من طرق عن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن جده عبد الله بن عمر، فذكره.
قال البخاري، وقال هشام بن الغاز أخبرني نافع عن ابن عمر: وقف النبي يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج بهذا.
وقال: «هذا يوم الحج الأكبر».
فطفق النبي يقول: «اللهم اشهد» وودع الناس.
فقالوا: هذه حجة الوداع.
وقد أسند هذا الحديث أبو داود عن مؤمل بن الفضل، عن الوليد بن مسلم.
وأخرجه ابن ماجه عن هشام بن عمار، عن صدقة بن خالد، كلاهما عن هشام بن الغاز بن ربيعة الجرشي أبي العباس الدمشقي به.
وقيامه عليه السلام بهذه الخطبة عند الجمرات يحتمل أنه بعد رميه الجمرة يوم النحر وقبل طوافه.
ويحتمل أنه بعد طوافه، ورجوعه الى منى ورميه بالجمرات.
لكن يقوي الأول ما رواه النسائي حيث قال: حدثنا عمرو بن هشام الحراني، ثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم، عن زيد ابن أبي أنيسة، عن يحيى بن حصين الأحمسي، عن جدته أم حصين قالت: حججت في حجة النبي فرأيت بلالا آخذا بقود راحلته، وأسامة بن زيد رافع عليه ثوبه يظله من الحر، وهو محرم حتى رمى جمرة العقبة ثم خطب الناس، فحمد وأثنى عليه، وذكر قولا كثيرا.
وقد رواه مسلم من حديث زيد ابن أبي أنيسة عن يحيى بن الحصين، عن جدته أم الحصين قالت: حججت مع رسول الله حجة الوداع فرأيت أسامة، وبلالا أحدهما آخذ بخطام ناقة رسول الله، والآخر رافع ثوبه يستره من الحر حتى رمى جمرة العقبة.
قالت: فقال رسول الله قولا كثيرا، ثم سمعته يقول: «إن أمر عليكم عبد مجدع - حسبتها قالت: أسود - يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوه».
وقال الإمام أحمد: ثنا محمد بن عبيد الله، ثنا الأعمش عن أبي صالح - وهو ذكوان السمان - عن جابر.
قال: خطبنا رسول الله يوم النحر فقال: «أي يوم أعظم حرمة؟».
قالوا: يومنا هذا.
قال: «أي شهر أعظم حرمة؟».
قالوا: شهرنا هذا.
قال: «أي بلد أعظم حرمة؟».
قالوا: بلدنا هذا.
قال: «فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، هل بلغت؟».
قالوا: نعم.
قال: «اللهم اشهد».
انفرد به أحمد من هذا الوجه وهو على شرط الصحيحين.
ورواه أبو بكر ابن أبي شيبة عن أبي معاوية، عن الأعمش به.
وقد تقدم حديث جعفر بن محمد عن أبيه، عن جابر في خطبته عليه السلام يوم عرفة، فالله أعلم.
قال الإمام أحمد: ثنا علي بن بحر، ثنا عيسى بن يونس عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله في حجة الوداع فذكر معناه.
وقد رواه ابن ماجه عن هشام بن عمار، عن عيسى بن يونس به، وإسناده على شرط الصحيحين، فالله أعلم.
وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا أبو هشام، ثنا حفص عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة وأبي سعيد أن رسول الله خطب فقال: «أي يوم هذا؟».
قالوا: يوم حرام.
قال: «فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا».
ثم قال البزار: رواه أبو معاوية عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة وأبي سعيد، وجمعهما لنا أبو هشام عن حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة وأبي سعيد.
قلت: وتقدم رواية أحمد له عن محمد بن عبيد الطنافسي، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن جابر بن عبد الله فلعله عند أبي صالح عن الثلاثة، والله أعلم.
وقال هلال بن يساف عن سلمة بن قيس الأشجعي قال: قال رسول الله في حجة الوداع: «إنما هن أربع: لا تشركوا بالله شيئا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تزنوا، ولا تسرقوا».
قال: فما أنا بأشج عليهن مني حين سمعتهن من رسول الله .
وقد رواه أحمد والنسائي من حديث منصور عن هلال بن يساف.
وكذلك رواه سفيان بن عيينة والثوري عن منصور.
وقال ابن حزم في حجة الوداع: حدثنا أحمد بن عمر بن أنس العذري، ثنا أبو ذر عبد الله بن أحمد الهروي الأنصاري، ثنا أحمد بن عبدان الحافظ بالأهواز، ثنا سهل بن موسى بن شيرزاد، ثنا موسى بن عمرو بن عاصم، ثنا أبو العوام، ثنا محمد بن جحادة عن زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك قال: شهدت رسول الله في حجة الوداع وهو يخطب وهو يقول: «أمك وأباك وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك».
قال: فجاء قوم فقالوا: يا رسول الله قبلنا بنو يربوع.
فقال رسول الله : «لا تجني نفس على أخرى».
ثم سأله رجل نسي أن يرمي الجمار.
فقال: «ارم ولا حرج».
ثم أتاه آخر فقال: يا رسول الله نسيت الطواف.
فقال: «طف ولا حرج».
ثم أتاه آخر حلق قبل أن يذبح.
قال: «اذبح ولا حرج».
فما سألوه يومئذ عن شيء إلا قال: «لا حرج لا حرج».
ثم قال: «قد أذهب الله الحرج إلا رجلا اقترض امرأ مسلما فذلك الذي حرج وهلك».
وقال: «ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء إلا الهرم».
وقد روى الإمام أحمد، وأهل السنن بعض هذا السياق من هذه الطريق.
وقال الترمذي: حسن صحيح.
وقال الإمام أحمد: ثنا حجاج، حدثني شعبة عن علي بن مدرك سمعت أبا زرعة يحدث عن جرير - وهو جده - عن النبي قال في حجة الوداع: يا جرير استنصت الناس.
ثم قال في خطبته: «لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض».
ثم رواه أحمد عن غندر، وعن ابن مهدي، كل منهما عن شعبة به.
وأخرجاه في الصحيحين من حديث شعبة به.
وقال أحمد: ثنا ابن نمير، ثنا إسماعيل عن قيس قال: بلغنا أن جريرا قال: قال رسول الله: استنصت الناس ثم قال عند ذلك: «لا أعرفن بعد ما أرى ترجعون كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض».
ورواه النسائي من حديث عبد الله بن نمير به.
وقال النسائي: ثنا هناد بن السري عن أبي الأحوص، عن ابن غرقدة، عن سليمان بن عمرو، عن أبيه قال: شهدت رسول الله في حجة الوداع يقول: «أيها الناس - ثلاث مرات - أي يوم هذا؟».
قالوا: يوم الحج الأكبر.
قال: «فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، ولا يجني جان على والده، ألا إن الشيطان قد يئس أن يعبد في بلدكم هذا، ولكن سيكون له طاعة في بعض ما تحتقرون من أعمالكم فيرضى، ألا وإن كل ربا من ربا الجاهلية يوضع لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون» وذكر تمام الحديث.
وقال أبو داود - باب من قال خطب يوم النحر -: حدثنا هارون بن عبد الله، ثنا هشام بن عبد الملك، ثنا عكرمة - هو ابن عمار -، ثنا الهرماس بن زياد الباهلي قال: رأيت رسول الله يخطب الناس على ناقته العضباء يوم الأضحى بمنى.
ورواه أحمد والنسائي من غير وجه عن عكرمة بن عمار، عن الهرماس قال: كان أبي مردفي فرأيت رسول الله يخطب الناس بمنى يوم النحر على ناقته العضباء.
لفظ أحمد وهو من ثلاثيات المسند ولله الحمد.
ثم قال أبو داود: ثنا مؤمل بن الفضل الحراني، ثنا الوليد، ثنا ابن جرير، ثنا سليم بن عامر الكلاعي سمعت أبا أمامة يقول: سمعت خطبة رسول الله بمنى يوم النحر.
وقال الامام أحمد: ثنا عبد الرحمن عن معاوية بن صالح، عن سليم بن عامر الكلاعي سمعت أبا امامة يقول: سمعت رسول الله وهو يومئذ على الجدعاء واضع رجليه في الغرز يتطاول ليسمع الناس.
فقال بأعلا صوته: «ألا تسمعون؟».
فقال رجل من طوائف الناس: يا رسول الله ماذا تعهد إلينا؟.
فقال: «اعبدوا ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأطيعوا إذا أمرتم، تدخلوا جنة ربكم».
فقلت: يا أبا أمامة مثل من أنت يومئذ.
قال: أنا يومئذ ابن ثلاثين سنة، أزاحم البعير أزحزحه قدما لرسول الله .
ورواه أحمد أيضا عن زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح.
وأخرجه الترمذي عن موسى بن عبد الرحمن الكوفي، عن زيد بن الحباب.
وقال: حسن صحيح.
قال الإمام أحمد: ثنا أبو المغيرة، ثنا إسماعيل بن عباس، ثنا شرحبيل بن مسلم الخولاني سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: سمعت رسول الله يقول في خطبته عام حجة الوداع: «إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه، فلا وصية لوارث، والولد للفراش، وللعاهر الحجر، وحسابهم على الله، ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه، فعليه لعنة الله التابعة إلى يوم القيامة، لا تنفق امرأة من بيتها إلا بإذن زوجها».
فقيل: يا رسول الله ولا الطعام.
قال: «ذاك أفضل أموالنا».
ثم قال رسول الله: «العارية مؤداة، والمنحة مردودة، والدين مقضي، والزعيم غارم».
ورواه أهل السنن الأربعة من حديث إسماعيل بن عياش.
وقال الترمذي: حسن.
ثم قال أبو داود رحمه الله باب من يخطب يوم النحر: حدثنا عبد الوهاب بن عبد الرحيم الدمشقي، ثنا مروان عن هلال بن عامر المزني، حدثني رافع بن عمرو المزني قال: رأيت رسول الله يخطب الناس بمنى حين ارتفع الضحى على بغلة شهباء، وعلي يعبر عنه، والناس بين قائم وقاعد.
ورواه النسائي عن دحيم، عن مروان الفزاري به.
وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية، ثنا هلال بن عامر المزني عن أبيه قال: رأيت رسول الله يخطب الناس بمنى على بغلة وعليه برد أحمر قال: ورجل من اهل بدر بين يديه يعبر عنه.
قال: فجئت حتى أدخلت يدي بين قدمه وشراكه.
قال: فجعلت أعجب من بردها.
حدثنا محمد بن عبيد، ثنا شيخ من بني فزارة عن هلال بن عامر المزني، عن أبيه قال: رأيت رسول الله على بغلة شهباء وعلي يعبر عنه.
ورواه أبو داود من حديث أبي معاوية عن هلال بن عامر ثم قال أبو داود - باب ما يذكر الإمام في خطبته بمنى -: حدثنا مسدد، ثنا عبد الوارث عن حميد الأعرج، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عبد الرحمن بن معاذ التيمي قال: خطبنا رسول الله ونحن بمنى ففتحت أسماعنا حتى كنا نسمع ما يقول ونحن في منازلنا، فطفق يعلمهم مناسكهم حتى بلغ الجمار فوضع السباحتين ثم قال: حصى الخذف، ثم أمر المهاجرين فنزلوا في مقدم المسجد، وأمر الأنصار فنزلوا من وراء المسجد، ثم نزل الناس بعد ذلك.
وقد رواه أحمد عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبيه.
وأخرجه النسائي من حديث ابن المبارك عن عبد الوارث كذلك.
وتقدم رواية الإمام أحمد له عن عبد الرزاق، عن معمر، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عبد الرحمن بن معاذ، عن رجل من الصحابة، فالله أعلم.
وثبت في الصحيحين من حديث ابن جريج عن الزهري، عن عيسى بن طلحة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله بينا هو يخطب يوم النحر، فقام إليه رجل فقال: كنت أحسب أن كذا وكذا قبل كذا وكذا.
ثم قام آخر فقال: كنت أحسب أن كذا، وكذا قبل كذا.
فقال رسول الله : «افعل ولا حرج».
وأخرجاه من حديث مالك.
زاد مسلم ويونس عن الزهري به، وله ألفاظ كثيرة ليس هذا موضع استقصائها، ومحله (كتاب الأحكام) وبالله المستعان.
وفي لفظ الصحيحين قال: فما سئل رسول الله في ذلك اليوم عن شيء قدم وإلا أخر، إلا قال: «افعل ولا حرج
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صفة حلق سيدنا محمد رأسه الكريم عليه الصلاة والتسليم / الجزء الخامس / (البداية والنهاية)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فصل نزول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في منى / الجزء الخامس / (البداية والنهاية)
» فصل في ذكر أولاد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام / الجزء الخامس / (البداية والنهاية)
» فصل في ذكر سرارية سيدنا محمد عليه السلام / الجزء الخامس / (البداية والنهاية)
» إماء سيدنا محمد عليه السلام / الجزء الخامس / (البداية والنهاية)
» صفة دفن سيدنا محمد عليه السلام وأين دفن /الجزء الخامس / (البداية والنهاية)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: