ميلاد المسيحية

يمتاز العهد الروماني بحدثين تاريخيين كان لهما الأثر في تاريخ فلسطين أولهما
ولادة المسيحية على أرض فلسطين والثانية نهاية اليهود على أرض فلسطين فاليهود ثاروا مرات عدة في عهد الرومان واخضعهم الرومان مرات عديدة 0
وبسبب إنقسامات اليهود ومنازعتهم فيما بينهم من ناحية ثانية ومنذ سنة 135م في عهد هدليان لم يعد لليهود ون وجود يذكر 0
وشاء القدر الإلهي أن تكون بيت لحم من المدن الفلسطينية الشاهد الأول على مولد السيد المسيح رسول المحبة والسلام الى أرجاء المعمورة 0
وقد نشأ في الناصرة وهو آخر الأنبياء من بني اسرائيل ولما أصبح في الثلاثين من عمره أخذ يبشر بالمحبة والسلام ومن حواليه تلاميذه وحواريوه الإثنا عشر
ومن فلسطين انطلق تلاميذ السيد المسيح بالديانة الجديدة في فلسطين وعلى الرغم من مقاومة اليهود لإنتشار المسيحية من جهة والتعصب الوثني لدى الآخرين واضطهاد الرومان العام للمسيحيين 0
فقد أخذت المسيحية تنشر في الضواحي والقرى ثم بنيت الكنائس ورفعت الصلوات في عهد الإمبراطور قسطنطين وهو أول من تنصر من أباطرة الرومان (306م-337م) 0
أما الملكة هيلانة فقد أمرت ببناء كنيسة القيامة في القدس وكنيسة المهد في بيت لحم وهكذا انتشرت المسيحية على أرض فلسطين كلها بعد السيد المسيح بثلاثة قرون 0
ولما انتهى العهد الروماني في القرن السابع وأصبحت فلسطين جزأ من الدولة العربية الإسلامية استمرت ا لكنائس تعمل بحرية تامة فالإسلام جاء متمما للديانات السماوية لامناقضا لها 0
0حكم الافرنج / الصليبيين
تعود الشرارة الأولى للحملات الصليبية سنة 1905م القى البابا أوبان الثاني الفرنسي خطابا ناريا في كلير مونت التي تقع في الجنوب الشرقي من فرنسا داعيا المسيحيين المؤمنين جميعا الى تحرير المقدسات المسيحية من أيدي المسلمين 0
إمتدت الحملات الصليبية عبر مائتي سنة تقريبا وقد ساهمت في اذكائها ثماني حملات رئيسية بالإضافة الى حملات ثانوية وحتى بعد سنة 1291م وخروج الصليبيين من البلاد نهائيا فقد جرى عدد من الحملات لإسترجاع ما ضاع منها لكنها لم تصل الى أهدافها 0
تقسم الحملات الصليبية الى ثلاث مراحل اساسية
المرحلة الأولى /التي استولى فيها الصليبيون على القدس وأسسوا المملكة الاتينية وتستمر هذه المرحلة حتى سنة 1144م 0
المرحلة الثانية/ التي ابتدأت بردة فعل الإسلامية التي بدأها صلاح الين الأيوبي 0
المرحلة الثالثة/ هي مرحلة المناوشات والحروب الصغيرة في القرن الثالث عشر وقد انتهت بإخراج الصليبين نهائيا من البلاد 0
احتلال بيت المقدس
دخل الصليبيون فلسطين عن طريق الساحل فمروا بعكا وقيسارية من دون قتال بسبب عدم تعرض هاتين المدينتين لهم وهرب سكان الرملة فدخلها الصليبيون وهي خالية منهم 0
أما بيت لحم فقد استقبلهم سكانها المسيحيون بالترحاب واستمر الصليبيون في سيرهم نحو بيت المقدس ووقفوا امام اسوار المدينة مساء السابع من يوليو 1099م 0
استعد افتخار الدولة حاكم المدينة من قبل الفاطميين للقتال بكل الوسائل الممكنة وبعد الأستعدادت من كلا الطرفين تقرر الهجوم في ليلة 13-14 يونيو وكان الصليبيون قد فرغوا من بناء الأبراج دمن ان تشعر بهم حامية المدينة وكان القتال ضاريا ونجحت عملية الهجوم من بعض المواقع على الرغم من القذائف والقوارير الملتهبة لمنع الإقتراب من السور ولما تأكد للمدافعين انهيارهم لجأوا الى الحرم الشريف المعقل الأخير وكان افتخار الدولة مازال يقاوم من الناحية
الأخرى بضراوة ولما تأكد من حتمية الهزيمة طلب الصلح والخروج من المدينة مع حرسه 0
وقبل ريموند ذلك مقابل مبلغ كبير من المال وفعلا رافقوهم الى خارج المدينو وقد توجهوا الى عسقلان ويقر عدد الناجين بثلاثمائة فقط 0
أخذ الصليبيون يقتلون كل من يصادفهم من الرجال والنساء والأطفال ولم يبقوا على أحد وفي الصباح التالي اقتحموا المسجد وأجهزوا على جميع الذين لجأوا إليه 0
لم يكن ممكنا في حالة الضعف والإنهيار التي كانت عليها الخلافة العباسية في بغداد ان يحدث رد على احتلال القدس المدينة المدمرة المحترقة واتفق الصليبيون من ناحيتهم على تعيين غودفري دي بويون على المدينة وكان لقبه حامي القبر المقدس ولما جاء اخوه بولودوين بعد عام كان اول الملوك الافرنج
المملكة الاتينية
يعتبر الملك بولودوين (1100م-1118م) المؤسس الفعلي للمملكة الاتينية التي مقرها مدينة القدس امتاز بولودوين بنبذ سياسة الحقد الأعمى فحاول كسب المسيحيين من سكان البلاد كما تقرب من المسلمين واليهود بعد ان اذن لهم في عدد محدود من المساجد والمعابد وأعاد للمدينة مكانة مرموقة وقوى صلات مملكته بأوروبا 0
بقيت عسقلان في هذه المرحلة مع الفاطميين وكانت لها اهمية استراتيجية كبيرة لكونها ميناء تصل إليه الإمدادات من مصر ودينيا كانت لها اهمية كبرى للمشهد الذي دفن فيه رأس الشهيد الحسين بن على ولما خشي الفاطميون ان تسقط المدينة بأيدي الصليبين عملوا على نقل رأس الحسين من عسقلان الى القاهرة وبنوا له مسجدا وهو المعروف اليوم سيدنا الحسين 0
وفي عهد بولودوين الثالث (1143م- 1162م) سقطت مدينة عسقلان المعقل الفاطمي الأخير فاعتبر الصليبيون ذلك النصر الكبير دلالة على ثبات أقدامهم 0
والوقع أن جذور المملكة اللاتينية كانت قد اخذت تهتز بسبب ظهور شرارة الجهاد الإسلامي التي رفعها عماد الدين زنكي وهو تركي الأصل حكم أولا باسم السلجوقيين على الموصل وقد صمم على توحيد سوريا تحت حكمه وتطهيرها من الافرنج وكان استرداده للرها بداية للمرحلة الصليبية الثانية فقد تحمس الصليبيون من ناحيتهم وأرسلوا الحملة الثانية فساهموا من حيث لايدرون في انتشار حالة الجهاد بين المسلمين 0