ابو ايهاب حمودة :: المشرف العام ::
عدد المساهمات : 25191 تاريخ التسجيل : 16/08/2009
| موضوع: التسامح يمحو سواد القلوب السبت نوفمبر 14, 2015 3:00 am | |
| التسامح يمحو سواد القلوب
بالطبع أن هناك قلوب غليظة لا تحمل بين طياتها أى نوع من الأمن النفسى ومساحة من التسامح , هذه القلوب دائما تتوشح بوشاح السواد والظلمة على قلوبهم , لآنها تكون عمياء لا ترى إلا القتامة أمام أعينها , فهى لا تعرف التسامح إطلاقا . دائما الآنسان المتسامح يتحمل حماقات الآخرين وأخطاءهم ... التسامح يمحو غلظة القلوب وحماقة العقول لآنه يلتمس أعذار الآخرين , وأيضا الصفح هو نوع من التسامح , فالقلوب التى تتصف بالتسامح هى القلوب الطيبة التى يملأها حب الآخرين , بلا شك إنها نفوس عظيمة , لشخصيات عظيمة , لا تعرف الحقد والغل للأخرين .... كثيرا ما يحدث صداما بين أثنين من الناس , فنرى أن أحدهما عصبى المزاج والآخر هادئ الطباع يتسم بالتسامح والروح الطيبة , فإذا سألت الطرف العصبى عن ردة فعله فى الصدام الذى حدث , فسوف يقول لك : كرامتى , عزتى , أهانتى . أما إذا سألت الأنسان الطيب فسوف يرد عليك بطيبة قلب ويكون كلامه كله تسامحا ولا يحمل أى حقد للأخرين . ولذا دائما المتسامحون يغفرون , لذنوب الآخرين , فالأنسان القوى هو الذى يتحكم فى نفسه وقت الغضب , ودائما يتسامح حين يخطئ أحد ا فى حقه , لكن هناك مواقف لابد وأن نعيها جيدا , والتسامح فيها لا يصلح ولا يمكن أن أن نتسامح فيها, مثل خيانة الآمانة , والخيانة الزوجية , وخيانة الآوطان . والتسامح هو صفة لا تتوافر فى كل الناس , فالشخصية المتسامحة دائما ما تكون راضية وقنوعة وتتصف بالهدوء والسكينة لآنها تقدم الصفح والغفران للأخرين حيث تتصف بالسلام النفسى . والآنسان المتسامح دائما لا يميل لتجريح الآخرين ,لا يكون فاجرا فى خصامه وقوله أو يكون عدوائيا , لآنه لايميل للقصاص كى يحصل على حقه من الطرف الآخر لآنه لا يحمل أى ضغائن للأخرين . التسامح هو العفو عن الآخر وهو فى حد ذاته رقى ونبل لشخصية الآنسان المتسامح , حيث أن القلوب البيضاء هى التى تقدم التسامح على العنف والقطيعة , لكن فى بعض الأحيان قد يكون التسامح يشكل ظلما للمتسامح , حيث يتعرض المتسامح الى التعذيب والتأنيب النفسى والتجريح من الآخرين, لآنه قد يتعرض لظروف مهينة نتيجة لتعرضه لبعض الشخصيات السوقية التى لا تقدر معانى الآنسانية فى فن التعامل مع الآخر , وهى تتلذذ فى عذاب الآخر , والتسامح هو أرقى درجات الآنسانية , فهو يخلق مجتمعا مثاليا حيث يعفو كل طرف عن ذنوب الآخر , ويخلق تقبل الآخر بديانته ولونه وإنتمائه , ما أجمل أن يسود لغة الحب فى المجتمع بين المسيحى والمسلم , لآن لغة التسامح هى لغة التفاهم بين الشعوب المتحضرة . يقول الأديب توفيق الحكيم : لا تنتقم من خصمك , ولكن أجلس على حافة النهر وأنتظر ولسوف ترى جثته طافية فوق الماء دون أن تلوث يدك بدمه . وفال جان جاك روسو : حين أرى الظللم من هذا العالم أسلى نفسى بالتفكير فى أن هناك جهنم تنتظر هؤلاء الظالمين .
| |
|