ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 تأصيل العقيدة حماية من الأفكار الهدامة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

تأصيل العقيدة حماية من الأفكار الهدامة Empty
مُساهمةموضوع: تأصيل العقيدة حماية من الأفكار الهدامة   تأصيل العقيدة حماية من الأفكار الهدامة Emptyالجمعة نوفمبر 21, 2014 10:44 am

تأصيل العقيدة حماية من الأفكار الهدامة 5EQ1Nn
تأصيل العقيدة حماية من الأفكار الهدامة

مقدمة
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، صلى الله عليه، وعلى آله، وأصحابه، وأزواجه، وذريته، ومن اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد: موضوع البحث موضوع مهم، لو تمسك به المسلمون لعُصِمُوا وهُدُوا كما عُصِمَ أسلافهم وهُدُوا، وأعني بالعصمة: العصمة من كيد الأعداء، ودخول الأفكار الدخيلة والهدامة، والمذاهب والفرق التي ما زالت بالمسلمين منذ ذلك الباب الذي انكسر، كما أخبر عنه عمر -رضي الله عنه- لَمَّا حدثه حذيفة -رضي الله عنه- بالحديث العظيم، وهو حديث الفتنة كما جاء في الصحيحين قال حذيفة –رضي الله عنه-: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الفِتْنَةِ، قُلْتُ أَنَا كَمَا قَالَهُ: قَالَ: إِنَّكَ عَلَيْهِ أَوْ عَلَيْهَا لَجَرِيءٌ، قُلْتُ: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ، تُكَفِّرُهَا الصَّلاَةُ وَالصَّوْمُ وَالصَّدَقَةُ، وَالأَمْرُ وَالنَّهْيُ»، قَالَ: لَيْسَ هَذَا أُرِيدُ، وَلَكِنِ الفِتْنَةُ الَّتِي تَمُوجُ كَمَا يَمُوجُ البَحْرُ، قَالَ: لَيْسَ عَلَيْكَ مِنْهَا بَأْسٌ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا، قَالَ: أَيُكْسَرُ أَمْ يُفْتَحُ؟ قَالَ: يُكْسَرُ، قَالَ: إِذًا لاَ يُغْلَقَ أَبَدًا، قُلْنَا: أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ البَابَ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَمَا أَنَّ دُونَ الغَدِ اللَّيْلَةَ، إِنِّي حَدَّثْتُهُ بِحَدِيثٍ لَيْسَ بِالأَغَالِيطِ فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَ حُذَيْفَةَ، فَأَمَرْنَا مَسْرُوقًا فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: البَابُ عُمَرُ.( 1)
فكان بعد مقتله -رضي الله تعالى عنه- دخول الفتن على هذه الأمة حتى دخلت على بيوت المؤمنين، فما من مؤمن إلا وتَمُرُّ به فتنة، والمسلم من سَلَّمَهُ الله -سبحانه وتعالى-، فإما فتنة القتل، أو فتنة التغير، أو فتنة الافتتان بالدنيا، وأشرها فتنة الكفر والشرك، والبدع والضلالات، والأفكار والمذاهب والفرق الهدامة الضالة.
أتكلم في هذا البحث مستصحبا فيه قول الله -عز وجل-: ﴿ أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ﴾ [سورة الأنعام : الآية 122] هذا الوحي الذي أنزله الله علينا جعله نورًا نمشي به، نستضيء به، ونسلم من الفتن بإذن الله تعالى إن تمسكنا به، ويقول الله -سبحانه وتعالى- لأبينا آدم –عليه السلام- حين أنزله مع أُمِّنَا من الجنة : ﴿ فَإِمَّا يَأتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ اليَوْمَ تُنسَى﴾ [سورة طه : الآيات 123-126].
هذا البحث يقوم على خمسة محاور: أولها: أهمية العقيدة والتمسك بها. الثاني: ما المراد بتأصيل العقيدة، الثالث: المراد بالأفكار الهدامة وخطورتها. الرابع: كيف تُؤَصَّلُ العقيدة وترسخ في قلوب الناس. الخامس: آثار تأصيل العقيدة في هداية الناس وصيانتهم من الانحراف بأنواعه.
المبحث الأول: أهمية العقيدة والتمسك بها
إن الله -عز وجل- ما بعث من نبي إلا وأمره بالتوحيد في قوله -سبحانه وتعالى-: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ﴾ [سورة النحل : الآية 36] والله -سبحانه وتعالى- يقول: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتِينُ ﴾ [سورة الذاريات : الآيات 56-58] فالله -سبحانه وتعالى- لا يريد منا شيئا إلا توحيده وعبادته وحده، ولذلك شَرَّع الشرائع، وجعل الفرائض، وجعل الأمور المكملة للفرائض وهي المستحبات وفضائل الأعمال، كل ذلك حماية لِجَنَاب التوحيد وأصله، وبرهانًا على صدق العبودية من العبد لربه، ولهذا من ترك الصلاة كَفَر، ومن جحد شيئًا من دين الله -عز وجل- كفر، فالتوحيد أصل لكل خير، وهو الأساس الذي لا يمكن أن يجتمع المؤمنون إلا عليه، ولا ينصروا إلا إذا تمسكوا به.
ولما ضعف المسلمون اليوم في التمسك بالعقيدة على كثرة عددهم، تسلط عليهم أعداؤهم، وانتشرت فيهم الفرق والمذاهب الهدامة، فاجتالتهم واجتاحتهم، وفرقتهم وجعلتهم شِيَعًا وأحزابا وفرقًا، كما قال الله -عز وجل-: ﴿كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ [سورة المؤمنون : الآية 53].
إن الله -عز وجل- جعل التوحيد هو الأصل، وجعل من أشرك معه شيئا ولو يسيرًا لا يَقْبَلُ الله منه صَرفًا ولا عَدلًا ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ﴾ [سورة النساء : الآية 48] ويقول -سبحانه وتعالى- عن الأنبياء الذين بعثهم: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [سورة الأنبياء : الآية 25]، ويقول -سبحانه وتعالى-: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم ﴾ [سورة يوسف : الآية 109]، ويقول -سبحانه وتعالى-: ﴿ وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ﴾ [سورة الزخرف : الآية 45].
القرآن كله توحيد:
إن القرآن كما قال أهل العلم كله توحيد، بل إن النبي -صلى الله عليه وسلم- مكث ثلاثة عشر عامًا في مكة يؤصل هذا الأصل العظيم، ولم يُفْرَض عليه من شرائع الإسلام شيء إلا الصلاة فقط، وأما بقية الشرئع فلم تُفْرَض إلا بعد هجرته -صلى الله عليه وسلم-، لأنه الأُسُّ والأصل الذي به النجاة والفلاح، والسلامة والوقاية من كل الشرور بإذن الله تعالى، ثم لما هاجر -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة صار الأمر أيضا تأكيدًا وتأصيلًا لما مضى من تقرير التوحيد وقواعده.
في مكة استمر القرآن ينزل لتأكيد هذا الأمر وتقريره على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى المؤمنين فظل -صلى الله عليه وسلم- حياة طاهرة طيبة ثلاثة وعشرين عامًا يدعو إلى توحيد الله -عز وجل-، ولهذا يقول أهل العلم: إن الله جمع ما في القرآن في المفصل، وجمع ما في المفصل في سورة الفاتحة، وجمع ما في سورة الفاتحة في قوله تعالى: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [سورة الفاتحة : الآية 5]، وهو التوحيد.
قتال النبي -صلى الله عليه وسلم- على التوحيد:
وقد قاتل -صلى الله عليه وسلم- على التوحيد حتى كُسِرَتْ رُبَاعِيَّتُهُ الشريفة، وشُجَّ رأسه، ودخلت حلقتي المغفر في وجنته الكريمة، كل ذلك من أجل تقرير لا إله إلا الله، وتوحيد الله -عز وجل- ولهذا لما قال له أبو جهل: يَا ابْنَ أَخِي مَا تُرِيدُ مِنْ قَوْمِكَ؟ قَالَ: «إِنِّي أُرِيدُ مِنْهُمْ كَلِمَةً وَاحِدَةً تَدِينُ لَهُمْ بِهَا العَرَبُ، وَتُؤَدِّي إِلَيْهِمُ العَجَمُ الجِزْيَةَ». قَالَ: كَلِمَةً وَاحِدَةً؟ قَالَ: «كَلِمَةً وَاحِدَةً» قَالَ: « يَا عَمِّ يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» فَقَالُوا: إِلَهًا وَاحِدًا مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي المِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ. قَالَ: فَنَزَلَ فِيهِمُ القُرْآنُ: ﴿ ص وَالقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ﴾ [سورة ص: الآية 2] -إِلَى قَوْلِهِ- ﴿مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي المِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ﴾ [سورة ص: الآية 7]. ( 2)
التوحيد أولا:
الرسول -صلى الله عليه وسلم- أفنى حياته في تقرير التوحيد، ولكن للأسف نجد اليوم من يقول: التوحيد يفرق، التوحيد ليس مهما الآن، المهم الآن أن يتوب المسلمون من معاصيهم، تنتشر في بعض بلادهم الحانات والفجور، ويأتون أنواعًا من المعاصي والذنوب، وقد يكون بعضها مما يكفر به من حيث التقييد، لا من حيث الإطلاق، ولكن لا يعالجون أصل الدين وهو توحيد الله -عز وجل-، ومن هنا وقع المسلمون في خلل كثير، وأصابتهم الفتن من حيث لم يحتسبوا، ألم تروا أن نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- كما جاء في الصحيحين حين بعث معاذًا – رضي الله عنه- إلى اليمن قال له: «إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ»( 3) لم يقل له: الصلاة، أو ترك الحرام، أو ترك الزنا، أو ترك شرب الخمر قال: «أول ما تدعوهم إليه عِبَادَةُ اللَّهِ» وفي رواية في الصحيح «أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى»( 4) وكلها روايات في الصحيحين أو في أحدهما، كل هذا تقرير لأهمية هذا التوحيد.
ولهذا ألف الإمام المجدد -رحمه الله تعالى- كتابه -وهو من أفضل الكتب التي ألفت في هذا الموضوع موضوع التوحيد- وهو “كتاب التوحيد”، وهو حق الله على العبيد، قدم بمقدمة نفيسة أنصح بقراءتها وحفظ هذا الكتاب المبارك، بَيَّنَ فيها التوحيد، وما دل عليه، وما دلت عليه النصوص من كلام الله وكلام رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وكلام الأئمة المتبوعين: الإمام مالك، وأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد، وغيرهم من علماء المسلمين المشهود لهم بالإمامة والفضل، ثم بعد ذلك قال: “باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب” وأورد تحته حديث عبادة بن الصامت وغيره «مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ العَمَلِ»(5 ) ولو فعل ما فعل فإن مآله إلى الجنة بإذن الله تعالى، لأن حسنة التوحيد لا يعادلها حسنة، وسيئة الشرك لا يعادلها سيئة.
إننا إذا حققنا التوحيد فسنفلح بإذن الله تعالى وسَيَثْبُتُ إيماننا، وسنجد أننا ذابت بيننا الفوارق، لا فرق بين أبيض وأسود، ولا بين عربي وعجمي، لا من هذه البلاد ولا من تلك البلاد، لا من هذا المذهب ولا من هذا المذهب الفقهي، بل نحن أمة واحدة ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [سورة آل عمران : الآية 103]، ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ﴾ [سورة الفاتحة : الآية 6]، هذا شرع الله -عز وجل- وهذا هو الدين الذي يجب علينا أن نتمسك به.
المبحث الثاني: ما المراد بتأصيل العقيدة؟
إن العقيدة السلفية هي العقيدة التي مات عليها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهي التي ذكرها ابن مسعود -رضي الله عنه- “مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الصَّحِيفَةِ الَّتِي عَلَيْهَا خَاتَمُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلْيَقْرَأْ هَذِهِ الآيَاتِ:﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ [سورة الأنعام : الآية 151]” ( 6).
هذه وصية محمد -صلى الله عليه وسلم- التي أوصانا بها، والتي ينبغي علينا أن نأخذ بها، ونعض عليها بالنواجذ، ذَكَرَتْ أصول الدين وأصول الأعمال الصالحة.
العقيدة هي الميزان
ما المراد بتأصيل العقيدة؟ المراد بذلك جعل العقيدة السلفية الصحيحة أصلا يُبْنَى عليه ما سواه، وميزانًا تُوزَنُ به الأقوال، والأعمال، والاعتقادات، والإرادات، فهي الميزان الذي لا نقبل من أحد قولا ولا عملا ولا إرادة، ولا أي أمر، إلا إذا حقق هذه العقيدة ولهذا لما سألت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنه- النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: يَا رَسُولَ اللهِ، ابْنُ جُدْعَانَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ، وَيُطْعِمُ الْمِسْكِينَ، فَهَلْ ذَاكَ نَافِعُهُ؟ قَالَ: «لَا يَنْفَعُهُ، إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا: رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ»( 7) أي: لم يقل لا إله إلا الله ويؤمن بالبعث، فلن تنفع الأعمال الصالحة فهي مُدْحَةٌ في الدنيا وثواب في الدنيا بتيسير الأمور، وكثرة الرزق وما إلى ذلك، كما قَعَّدَ ذلك أهل العلم في ثواب الكفار، أما في الآخرة فإنه خالد مخلد في النار، والعياذ بالله.
الميزان يكون للعلماء
الميزان العقيدة في كل شيء، في الرايات، والدول، والجماعات، والأحزاب، ما موقفك من هذه العقيدة التي مات عليها النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ نحن نَزِنُكَ بها، والميزان إنما يكون للعلماء لا للعامة وطلاب العلم الصغار، إنما الذي يزن الناس هم العلماء، حتى لا يحيف الناس في الكيل والميزان، فيخطئون من حيث لا يشعرون، هذا أمر في غاية الأهمية.
العقيدة تعتمد على الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة
وهذه العقيدة تعتمد على نصوص الكتاب والسنة، وفهم سلف الأمة -رضي الله عنهم- من الصحابة، والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وقد سطروا ولله الحمد عقائدهم، وبينوها بيانًا شافيًا لم يختلفوا، فإذا قال قائل: الأئمة مختلفون. نقول: نعم، اختلفوا في أبواب الفقه، وفي أحكام الطهارة، وفي الطلاق، ونحو ذلك، لكنهم لم يختلفوا في معنى لا إله إلا الله، ولا في شروطها، ولا في أركانها، ولا بما يكون المسلم مسلمًا، ولا بما يكون الكافر كافرًا، وفي تفاصيل العقيدة، ولله الحمد، ولذلك صنف الإمام أبو حنيفة كتابه “الفقه الأكبر” وجعله في العقيدة لأنها الفقه الأعظم، والفقه الأعظم هو العقيدة الصحيحة.
المبحث الثالث: وسائل تأصيل العقيدة
يكون تأصيل العقيدة بأمور:
أولا: يجب علينا أن نتعلمها، ولا ننتظر أن يَرِدَ علينا الوارد فنقع في الإشكال ونحن لا نشعر.
ثانيا: أن ننشئ الصغار عليها، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان ينشئ الصغار على هذه العقيدة، ولهذا لما جاءت الجارية التي عَدى الذئب على بعض أغنامها ولطمها سيدها جاء فقال: كَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِي قِبَلَ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ، فَاطَّلَعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا الذِّئبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا، وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ، آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ، لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَفَلَا أُعْتِقُهَا؟ قَالَ: «ائْتِنِي بِهَا»، فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَقَالَ لَهَا: «أَيْنَ اللهُ؟» قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ، قَالَ: «مَنْ أَنَا؟» قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، قَالَ: «أَعْتِقْهَا، فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ»( Cool لم يقل: هذه صغيرة لا تفهم، هذه لا تدرك، ما أحسنتَ حفظ الشِيَاه فتحفظ نفسها، لَقَّنَهَا وعَلَّمَهَا .
فكلما تعلم الناس العقيدة كلما رسخت قلوبهم قال تعالى: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ﴾ [سورة إبراهيم : الآية 27] القول الثابت للذين آمنوا الإيمان، وهو التوحيد، ولهذا لما جاء وفد عبد القيس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في الصحيحين «أَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ، وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ، أَمَرَهُمْ: بِالإِيمَانِ بِاللَّهِ وَحْدَهُ، قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الإِيمَانُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُعْطُوا مِنَ المَغْنَمِ الخُمُسَ»( 9) ففسر الإيمان بالإسلام، فالله يثبت الذين آمنوا في الحياة الدنيا في قبورهم، وفي الآخرة، وقيل: في الحياة الدنيا قبل الموت، وفي الآخرة في قبورهم حين يُسْأَلُون على اختلاف في التفسير، والمعنى واحد.
ثالثا: أن تكون أصلا في منهاج التعليم وأسسه، وفي القواعد التي يبنى عليها الإعلام، والتي تبنى عليها الجامعات، وتبنى عليها الأصول، بل وتبنى عليها الدول، ولذلك نحن ولله الحمد -من باب التحديث بنعمة الله وشكرها- في هذه البلاد أساس التعليم، مناهج التعليم، وأسس الجامعات، ومبادئ النشر، ومبادئ الإعلام، والمواد الإعلامية، كل ذلك مربوط ربْطًا قويًا بشرع الله -عز وجل-.
إن وقعت بعض المخالفات فهذه لا تؤثر في الأصل، ويجب على من وَلَّاهُ الله الولاية، من عالم، وداعية، وصالح، ومسئول في جهته أن يعالج ذلك بالرفق، ووفق الأساليب الشرعية، فإن عجز يرفع ذلك لمن هو أعلم منه، والخطأ موجود في كل مكان، ولكن الأصل إذا بني عليه، ولذلك من نشأ في هذه البلاد نجد أنه تربى على العقيدة السليمة.


كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يؤصل التوحيد في كل لحظة، فلما سَمِعَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلًا يَقُولُ: مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ قال له: « جَعَلْتَنِي لِلَّهِ عَدْلًا، بَلْ مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ »( 10).
رابعا: نشر العقيدة الصحيحة بين الناس، بطباعة الكتب، ونسخ الأشرطة، وكل ما أوتينا من وسائل العلم المتاحة، والقنوات التي يمكن أن ينشر فيها العلم، هذا من الأمور المهمة، حتى يصل الحق إلى الناس.
قد جاء في فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء توصية حول هجمة من هجمات التنصير على المسلمين قالوا في التوصية : تأصيل العقيدة حتى نَسْلَم من التنصير والأفكار الهدامة، تأصيل العقيدة الإسلامية في نفوس المسلمين من خلال مناهج التعليم، وبرامج التربية، بصفة عامة مع التركيز على ترسيخها في قلوب الناشئة، خاصة في المدارس، ودور التعليم الرسمية، والأهلية .
المبحث الرابع: الأفكار الهدامة وخطرها
لابد من تأصيل العقيدة لأنه سيرد علينا مذاهب، وأفكار، وأباطيل، وتفرق وتحزب لغير الله -عز وجل-، فبم تكون العصمة؟ بالعقيدة، والشر كثير والخير واحد، ولذا جاء القرآن الكريم بتفصيل الخير وإجمال الشر، لأن الشر لا حدود له، فجاء بتفصيل الخير من العبادات، والطاعات، والإرادات، وما إلى ذلك في كتاب الله أو سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وحث على فضائل الأعمال، لكن الشرور جاءت مختصرة مجملة، لماذا؟ لأنها أصول اعرفها وابنِ عليها ما سواها، ولذلك الأفكار الهدامة نجملها بقولنا: كل مذهب أو فكر خالف شرع الله، وجانب سبيل المؤمنين، ولهذا يقول الله -سبحانه وتعالى-: ﴿ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [سورة النساء : الآية 115].
الأفكار الهدامة منها ما يعود إلى الكفر، ومنها ما يعود إلى الشرك، ومنها ما يعود إلى البدعة، ومنها ما يعود للمعصية، وهو قليل وأكثرها تعود إلى الثلاثة الأولى: الكفر، والشرك، والبدعة.
من الأفكار الكُفْرِية الإلحادية والأفكار الهدامة: الشيوعية، والدارونية أتباع دارون، والبعثية، والماركسية، واللاوجودية، والعلمانية، هذه مذاهب كفرية لا نشك في ذلك.
وهناك مذاهب تقع في الشرك والعياذ بالله مثل: التنجيم، والسحر، والشعوذة وأنواعها، وقراءة الكف، وقراءة النجوم، وما إلى ذلك، فهذه كلها راجعة إلى الشرك، والشرك أنواعه كثيرة، وهو أخطر الأفكار الهدامة كما قال علماؤنا: أخطر الأفكار الهدامة الشرك بالله -عز وجل- ﴿ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ﴾ [سورة المائدة : الآية 72].
ومن هذه الأفكار الهدامة ما يعود إلى البدع كبدعة الإرجاء، والمعتزلة، والقدرية، والجهمية، والجهمية الصحيح أن أهل الدين كفروهم .
أما بدعة التشيع وإذا غلا الإنسان صار رافضيا، فهذا له حكم آخر، قد ينتقل إلى الكفر لأن من البدع ما هو مفسق، ومنها ما هو مكفر.
بعض البدع تعود إلى السلوك والمناهج، فالأخذ من النبي -صلى الله عليه وسلم- ليس معناه أخذ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كذا، وأفعل ولا تفعل، بل حتى في التصورات، في الأفكار، في السياسات، في الأقوال، في كل شيء، نتبع النبي -صلى الله عليه وسلم- ما ترك -عليه الصلاة والسلام- شيئا إلا بينه، لما قالت اليهود لسلمان -رضي الله عنه-: قَدْ عَلَّمَكُمْ نَبِيُّكُمْ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الْخِرَاءَةَ قَالَ: فَقَالَ: أَجَلْ «لَقَدْ نَهَانَا أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ لِغَائِطٍ، أَوْ بَوْلٍ، أَوْ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِالْيَمِينِ، أَوْ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِأَقَلَّ مِنْ ثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ، أَوْ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِرَجِيعٍ أَوْ بِعَظْمٍ» ( 11).
الحق يعرف من العلماء
ينبغي على المسلم أن يحذر كل ما خالف شرع الله -عز وجل-، فإذا قال قائل: كيف أعرف هذا؟ نقول: بالرجوع إلى العلماء الراسخين، إذا قالوا: هذا الرجل ليس على السنة أو هذه الجماعة ليست على السنة، أو هذا الفكر منحرف، بلزوم كلامهم، فالله -عز وجل- أمرنا بهذا بقوله ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [سورة النحل : الآية 43]، ويقول -سبحانه وتعالى-: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ [سورة النساء : الآية 83] فالمقصود بأولي الأمر في هذه الآية: العلماء الراسخون.
إن محاربة الأفكار الهدامة من الجهاد، وقد قال الشيخ ابن باز -رحمة الله عليه- : ولا ريب أن التعاون بين المسلمين في محاربة المذاهب الهدامة، والدعوات المضللة، والنشاط التنصيري، والشيوعي، والإباحي، من أهم الواجبات، ومن أعظم الجهاد في سبيل الله لقول الله تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [سورة المائدة : الآية 2 ]. اهـ.
فلابد من مقاومة الأفكار الهدامة بأساليب وطرق، فالمقاومة الأولى: بتحصين أنفسنا بالعقيدة الطيبة، ثم بعد ذلك أن نسأل عنها أهل العلم الراسخين، وألا نتعلم من الكتب، فمن كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثرَ من صوابه، بل نأخذ العلم عن أهل العلم








الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

تأصيل العقيدة حماية من الأفكار الهدامة Empty
مُساهمةموضوع: رد: تأصيل العقيدة حماية من الأفكار الهدامة   تأصيل العقيدة حماية من الأفكار الهدامة Emptyالجمعة نوفمبر 21, 2014 10:45 am

المبحث الرابع: آثار تحقيق العقيدة
إن من آثار تحقيق العقيدة على النفوس: تعظيم الله -سبحانه وتعالى- والإيمان به، وإجلاله والخوف إذا ذكر اسم الله -عز وجل-: ﴿ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾ [سورة الزمر : الآية 45]، فالمؤمن عكس ذلك تماما، يخاف، يفزع .
من آثار تحقيق العقيدة: متابعة النبي -صلى الله عليه وسلم- والإيمان به، والحذر من مخالفته.
ومنها: تعظيم الأمر والنهي، ويخاف أن يتكلم في أمر ليس له فيه علم: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [سورة النور : الآية 63].
ومنها: التحذير من دعاة الضلالة والبدع، فلا يجالسهم، ولا يأخذ عنهم، ولا يستمع إليهم .
ومنها: تعظيم حرمة الدماء المعصومة.
ومنها: تنظيم علاقة المسلم بغيره، علاقته بالحاكم، بالمحكوم، بالوالدين، بالأقارب، بغير المسلم، بالذمي، بالمعاهد، بالمحارب، فالعقيدة تعطيه قواعد وأصول.
وهذه الأمور التي ذكرتها سَطَّرَها أهل العلم في كتب العقائد نظرًا لأهميتها، وتكلموا عنها كلاما نفيسا -رحمة الله عليهم-.
ومن آثار تحقيق العبودية وتوحيد الله -عز وجل-: أن يتعبد الإنسان بأسماء الله وصفاته، فإذا علم أن الله سميع لن يتكلم إلا بشيء يُرْضِي الله، وإذا علم أن الله بصير لا يمكن أن يرى أو يكتب شيئا إلا إذا كان يُرضي الله -سبحانه وتعالى-، ولا ينشر شيئا إلا إذا كان يرضي الله -سبحانه وتعالى- فهو دائم الخوف من الله، مراقب لربه.
وأختم هذا البحث بنقطة مهمة وهي: هؤلاء الذين وقعوا في البدعة ومخالفة السنة من الدعاة وبعضهم نشأ على مناهج تعليم في هذه البلاد، كيف وقعوا فيما وقعوا فيه؟
أقول: إن تأصيل العقيدة في غاية الأهمية، لكن ينبغي أن نعلم قول الله -سبحانه وتعالى- ﴿وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا﴾ [سورة المائدة : الآية 41]، فالسبب في وقوع هؤلاء فيما وقعوا فيه والعلم عند الله -سبحانه وتعالى- إما ضعف التربية ما رباه أبوه وأمه كما ربى النبي -صلى الله عليه وسلم- أبناءه الحسن والحسين –رضي الله عنهما- وغيرهم على الدين، لما جاء الحسن ليلتقط تمرة من تمر الصدقة قال له –صلى الله عليه وسلم- :«كِخْ كِخْ، أَمَا تَعْرِفُ أَنَّا لاَ نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ»( 12) لم يقل: هذا صغير اتركه يأكلها. فضعف التربية قد يؤثر، ومجالسة أهل الشر، والسفر إلى بلادهم، والأخذ عنهم، والقراءة لكتبهم، من أعظم الأمور والبلاء، خاصة الإقامة بين ظَهْرَانَيِ المشركين، وأهل البدع والضلالات، فإن هذا من الفتن العظيمة .
ومن أسباب انحرافهم: ضعف القلوب، فإذا ضعف القلب بالعبادة الصالحة والطاعة فهذه مشكلة كبيرة جدًا، فينبغي على الإنسان أن يقوي إيمانه بالصالحات والطاعات، ومجالسة الأخيار الصالحين.
ومن الأسباب أيضا: تقليب القلوب، فإن الإنسان ينبغي عليه أن يخشى ربما يكون هذا من تقليب القلب، نسأل الله أن يثبت قلوبنا على طاعته وعلى الدين، فإن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، كَقَلْبٍ وَاحِدٍ، يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ، صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ»( 13).
من الأسباب أيضا : الحسد والعصبية لقومه، وبني جِلْدَتِه، فالحسد والعصبية تجعله يرد الحق، ولا يقبل الحق، وهذا من الخطأ الذي ينبغي على المسلم أن يتجنبه، أن يتقي الله -عز وجل-، فالحق أحق أن يتبع ولو كان القائل عدوًا لك كما قال تعالى: ﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ [سورة المائدة : الآية 8].
التطبيق العملي للعقيدة
لابد أن نعمل بهذه العقيدة ونطبقها تطبيقا عمليا، أن نتعبد الله بمدلول أسمائه، ومدلول صفاته، وأن نعلم أن الله يحب كذا، فلو تعلمنا العقيدة وفهمناها فهما جيدًا لتتغير صلاتنا وتعاملنا وحركاتنا وسكناتنا، وهذا هَدْي نبينا -صل الله عليه وسلم-، لما سُئِلَتْ أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنه- عن خُلُقِ النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت:«كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ»( 14).
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
كلمة سماحة الشيخ عبد العزير بن عبد الله آل الشيخ
مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء
أهمية العقيدة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله، وصحابته أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
إن تأصيل العقيدة الصحيحة في النفوس، وحمايتها من الأفكار الهدامة، من أهم الموضوعات وأعظمها شأنًا، هو الموضوع الذي يجب أن يُهْتَم به، وأن تَكْثُرَ العناية به، وتذكير الناس به، قال البخاري: عن معاذ بن جبل – رضي الله عنه- أنه قال لبعض أصحابه: “اجلس بنا نؤمن ساعة”( 15).
إن التحدث عن العقيدة، وتأصيلها في النفوس، ثم حمايتها من الأفكار الهدامة أمر مطالب به كل مسلم، لأن هذه العقيدة متى تأصلت في النفوس، ونمت في القلوب، فإنها تصنع العجائب، تؤدى الأعمال الصالحة، وتترك المحرمات، وتفعل الواجبات، فإذا قوي الإيمان في القلب، واطمأنت إليه النفس، فإن ذلك حَرِيٌّ بصاحبه أن يكون مسابقًا لفعل الخيرات، ففي الحديث لما سأل هرقل أبا سفيان عن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- “هل يرتد أحد منهم سخطة لدينه؟ قال: لا. قال هرقل : “وكذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب” ( 16)
إن الإيمان إذا استقر في القلب، فآمن بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا رسولا، آمن بأن الله رب كل شيء، وخالقه لا خالق غيره، ولا مُدَبِّرَ سواه، ولا شريك له في الكون قال تعالى: ﴿قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ العَرْشِ العَظِيم سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون سَيَقُولُونَ لِلَّهِ﴾ [سورة المؤمنون : الآيات 86- 89]، وآمن بأسماء الله وصفاته التي وصف بها نفسه، وسمى بها نفسه، ووحد الله، وأخلص له العبادة، وتعلق قلبه بالله حبًا وخوفًا ورجاء، علم بأنه لا معبود بحق في الكون إلا الله، وأن كل من عبد غيرَ الله فقد ضل سواء السبيل.
إذا تأصلت العقيدة في نفسه سهل عليه أداء الواجبات، وترك المحرمات، وإنما يضعف أداء الواجبات عندما يضعف جانب الإيمان في القلب، فإذا ضعف جانب الإيمان في القلب، أدى ذلك إلى النقص في الأعمال، ولهذا جاء في الحديث «أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً: إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ»( 17).
تأصيل العقيدة عصمة من الشرور
فتأصيل العقيدة في النفوس وتربية النشء عليها من أسباب تحصينهم من الشرور والفساد، وحماية العقيدة من المذاهب الهدامة والآراء الضالة والمناهج البعيدة عن الهدى، سواء كانت مناهج غلو وإفراط، كمذاهب الخوارج وأمثالها، المكفرة لأهل المعاصي المخلدون على الذنوب في النار، الغالون في دين الله، الذين فهموا شرع الله على غير ما أنزل الله، فاستباحوا دماء المسلمين وأموالهم بِشُبَهٍ واهية، وآراء خاطئة، وتصورات سيئة، أو مذاهب كفر وإلحاد كالشيوعية الإلحادية الكافرة بالأديان كلها، الذين مذهبهم المادة فقط ولا إله إلا المادة، فلا يؤمنون بالله ربا ولا بالإسلام دينا، هم كما قال الله تعالى: ﴿ مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ ﴾ [سورة الجاثية : الآية 24] .
خطورة العلمانية
فيها صيانة للنفس من الآراء الانحلالية التي تدعو إلى الانحلال في الأخلاق، والبعد عن مكارم الأخلاق، والدعوة إلى الباطل والسوء، والأفكار العلمانية المحاربة لدين الإسلام، والمشككة فيه، والداعية إلى ترك العمل به.
فالعلمانيون الحداثيون اللبراليون كما يقولون، هؤلاء منهجهم محاربة شرع الله، والعداء للإسلام وأهله، منهجهم السخرية بالإسلام، وانتقاص أهله، والبحث عن أي عيب يلفق للإسلام، مذهبهم عزل الدين عن الحياة، واعتقاد أن الدين هو الصلاة والصوم والحج والزكاة، وأما التحكيم والتحاكم وتطبيق النظم على الأمة في حياتها العملية فإنهم لا يرون ذلك، يجعلون الإسلام منزويا في زاوية.
يريدون قوانين وضعية بعيدة عن كل خير، يريدون ألا يكون الدين كله لله، وأن يعيشوا حياة شقاء بعيدة عن الإسلام وتعاليمه وأخلاقه وعقيدته الصافية، فكل هذه الأصناف يجب أن تُحْمَى العقيدة من أفكارهم، وأن يبصر الناس بعيوبهم، وأن يحذروا من مكائدهم، وإن تظاهروا بالاصلاح، فهم كما قال الله عن أسلافهم: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُون أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ ﴾ [سورة البقرة : الآيتان 11،12].
التحذير من الأفكار الهدامة
إن الأفكار الهدامة يحملها أقوام يريدون دعوة الناس إلى الإباحية، وعدم التقيد بحلال وحرام فيريدون الناس كالبهائم يعملون ما يشاءون، يحاربون الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، ويصفونهم بالأوصاف القذرة، ضاقوا من الخير، فهم لا يحبون أن يؤمروا ولا أن يُنْهَوا، وإنما يريدون للأمة أن تعيش هكذا بلا أمر ولا نهي كما قال تعالى في وصف أمثالهم: ﴿إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ [سورة الفرقان : الآية 44]، كل هذه أفكار هدامة يجب أن يطهر مجتمعنا منها، وأن نكثر النصيحة والتوجيه لنحذر الأمة مكائد أعدائها، سواء الخارجية، أو ممن تلبس بالمسلمين ولكنه عدو لهم في الباطن، يدعو إلى السوء والباطل، ويدعو إلى التشكيك في الشريعة، وإلى معاداة دعاة الخير .
نسأل الله أن يثبتنا على قوله الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وصلى الله على محمد.
الأسئلة
سماحة الشيخ، يقول السائل: ألا ترون سماحتكم أن قراءة الكتب للفرق الأخرى من الأهمية بمكان، حتى نستطيع الرد عليهم، ومعرفة أساليبهم، وجزاكم الله خيرًا.
هذه الكتب تكون قراءتها لمن عنده بصيرة، ولا يخشى من التأثر، وعنده قدرة علمية يميز بها بين الحق والباطل، والهدى والضلال، فإذا قرأها الجاهل قد ينخدع بها، ويصعب عليه التخلص منها، فإن أساليبهم أساليب جذابة أحيانا كما قال الله: ﴿ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ﴾ [سورة المنافقون : الآية 4]، فالمنافق يقول قولا معسولا لكن حقائقه وما وراء السطور البلاء، نسأل الله السلامة والعافية.
سماحة الشيخ، يقول السائل: هل نأخذ أو نسمع لمن عنده بعض الأخطاء في الأمور العقدية، ونأخذ عنه في أمور الأخلاق، أم نتركه تماما كما في كتاب ظلال القرآن وغيره؟
من عنده خير أخذت الحق منه، ومن عنده باطل تركت الباطل منه، فأنت تَزِنُ الناس بالميزان العادل، والكمال لله، لكن من غلب شره، وعظم ضرره، وكانت كتبه ضررها وشرها أعظم من خيرها، فلا شك أن تركها خير، وإن كان فيها حق وباطل فيؤخذ الحق ويبين ويوضح، ويرد الباطل ويدحض.
والمسلم يزن الناس بميزان عادل، الحق يقبله ممن جاء به، والباطل يرده ممن جاء به، ثم إذا قبل الحق ورد الباطل أو الخطأ ينبغي ألا يظلم أحدًا، وإذا كان لهذا القائل عذر اعتذر له، لأن الإنسان بشر قد يُصَوِّرُ لنفسه أشياء يظنها حق وهي باطل، فالإنسان ليس بمعصوم لكن عليه الاعتدال في الآراء والقبول، وإذا رد قولا اعتذر لصاحبه دون أن يُشَنِّعَ به، لأنه قد يكون مات وانتهى زمنه، أو موجود لكن له عذر.
سماحة الشيخ، إني أحبكم في الله وأسألكم أن تدعو لي بخير، ما هي الوسائل النافعة لتقوية الإيمان؟ وهل تتفضلون وتدلونا على كتاب يعتني بتقوية الإيمان، وجزاك الله خيرًا.
أحبك الله الذي أحببتني فيه، وسائل تقوية الإيمان الأعمال الصالحة، الإكثار من ذكر الله، المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها جماعة، الالتزام بشريعة الإسلام، فعل الأوامر، وترك النواهي، والإخلاص لله في القول والعمل، وإذا قرأت كتاب الله ففيه الشفاء والنور، وإذا قرأت “رياض الصالحين” تلك الأحاديث العظيمة في الأبواب والتراجم رأيت الخير الكثير، نسأل الله أن يوفق الجميع.
يقول السائل: سماحة الشيخ، في بعض البلدان الإسلامية الطرق الصوفية، يقولون: نعلم أنه لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولكن نتوسل بهؤلاء الصالحين، ويقولون: نعبد الله بهذه الطريقة، فما قولكم في هذا الكلام؟
هذا شرك العرب، كما قال -جل وعلا-: ﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ﴾ [سورة الزمر : الآية 3]، فالمشركون يقولون نحن ما نعتقد أن اللات والعزى تخلق ترزق، لا، الخالق الله، الرازق الله، مالك النفع والضر الله، ويقولون: هؤلاء وسطاء بيننا وبين الله، نأتي للات والعزى والأخشاب والأشجار، يقولون مثلا: إما نأتي صالحا من الصلحاء، أو نبيًّا، أو نأتي لخشبة وجماد، فندعوه لعل هذا الجماد أن يرسل إلى الله الحاجة، وأن يبلغ الله حاجتنا، هذا شرك المشركين، انظر إلى الجهل، يأتون لميت مات منذ قرون، قد أكل الثرى أشلاءه ومزقها، الروح في جانب والجسد في جانب، ويأتون لغائبين وجن ومجاهيل وأشجار وأحجار، بل منهم من يصنع التمرة ثم إذا جاع أكلها وإن شبع عبدها، كل هذا من تلبيس الشيطان له، بَيَّنَ الشرع لنا أن الله خلق الناس حنفاء كما في الحديث القدسي: «إِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا»( 18).
تلك عقيدة المشركين، ونحن نقول: لا يجوز، ليس بيننا وبين الله وسيطا في الدعاء، الله يقول لنا: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ ﴾ [سورة البقرة : الآية 186]، ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [سورة غافر : الآية 60]، لم يقل: تعالوا للنبي، أو الولي، أو الحسين، أو البدوي، أو الشيطان، أو الجن، بل أمرنا أن ندعوه فقال سبحانه: ﴿ أَمَّن يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ﴾ [سورة النمل : الآية 62] وقال تعالى: ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ ﴾ [سورة الأعراف : الآية 55].
إن العبادة لله، فالرسل بلغوا الرسالة وانتهى دورهم في الحياة، النبي بلغ الرسالة وانتهى انتقل إلى الرفيق الأعلى، حياته حياة برزخية الله أعلم بها، لكنه لا يسمع دعاء من دعاه، ولهذا يقول -صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ»(19 ) فلو لم تُرَد الروح ما سلم عليه.
فالصوفية عندهم عقائد باطلة، منها هذا الاعتقاد، ومنها تعظيم أرباب الطرق يعتقدون أنهم مرفوع عنهم الجناح، مباحة لهم المحرمات، ساقطة عنهم الواجبات، يفعلون ما يشاءون وما يريدون، بلا رقيب ولا حسيب، نسأل الله العافية.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد


رابط الموضوع : http://www.assakina.com/mohadrat/16403.html#ixzz3JaxgFeuJ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تأصيل العقيدة حماية من الأفكار الهدامة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حماية البيئة من محاسن ديننا
» فيتامين د حماية لعظام طفلك
» قراءة الأفكار
» قراءة الأفكار
» لغة الجسد و قراءة الأفكار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: