ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 فضل الاجتماع والتحذير من الفرقة والاختلاف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

فضل الاجتماع والتحذير من الفرقة والاختلاف Empty
مُساهمةموضوع: فضل الاجتماع والتحذير من الفرقة والاختلاف   فضل الاجتماع والتحذير من الفرقة والاختلاف Emptyالجمعة نوفمبر 21, 2014 10:28 am

فضل الاجتماع والتحذير من الفرقة والاختلاف 5EQ1Nn
فضل الاجتماع والتحذير من الفرقة والاختلاف
إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله – صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين – أما بعد :
الإسلام يدعو إلى الاجتماع ونبذ الفرقة
فإن من عظمة هذا الدين الإسلامي الذي رضيه الله لعباده أن جاء بالاجتماع ، فقد جاء الإسلام بهذا المعنى العظيم ، بل وجعل من الضروريات أن يجتمع الأفراد والجماعات والشعوب تحت مِظلة واحدة ، هي مظلة الإسلام ، بل شرع شرائع ، ونظم عبادات من أجل هذا الهدف النبيل ، وهو الاجتماع ، فشرع لنا أن نصلي خمس صلوات في اليوم والليلة في بيوت الله من أجل أن نجتمع ، فشرع صلاة الجماعة وأوجبها على الذكور من البالغين القادرين من أجل أن يجتمع المسلمون .
كما شرع صلاة الجمعة من أجل هذا المعنى ، فجعل صلاة الجمعة اجتماعا أوسع من الصلوات الخمس التي تؤدى في المساجد في أحياء ، وفي مساجد متفرقة في البلد الواحد ، ثم جعل اجتماعا أكبر وهو صلاة العيد ، وأوسع من ذلك الاجتماع في عبادة الحج ، كل ذلك يريد الشارع أن يجتمع الناس ، لأن في الاجتماع أهدافا سامية ومقاصد نبيلة ، نتعرف عليها في آخر حديثنا – إن شاء الله – تعالى – .
لا اجتماع إلا تحت مظلة الدين
إن الإسلام علمنا أنه لا اجتماع إلا تحت مظلة هذا الدين العظيم ، فمهما اجتمعنا تحت مظلة أخرى ، فإن هذا الاجتماع سيكون اجتماعا صُوريا ، أو شكليا ، لا يؤتي ثماره ، بمعنى أن الاجتماع تحت مظلة لون ، أو عرق ، أو إقليم ، أو ما شابه ذلك لا يدوم طويلا ، أما الاجتماع تحت مسمى هذا الدين فهو الذي يدوم ، وهو الذي يبقى ، وهو الذي يؤتي ثماره .
والذين مثلوا الإسلام حقيقة هم رسل الله – صلوات الله عليهم أجمعين – وفي مقدمتهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذي رسم لنا المنهج ، وأوضح لنا الطريق ، حيث جمع أعراقا متعددة من أقاليمَ متباينة ، كلهم قد اجتمعوا تحت مظلة هذا الدين ، العربي مع غير العربي ، والأبيض مع الأسود ، والعامي مع العالم ، كل ذلك حققه النبي – عليه الصلاة والسلام – بهذا المنهج الرباني العظيم .
كل الأنبياء يدعون إلى الاجتماع
وكان النبي – عليه الصلاة والسلام – يدعو أمته إلى قيام الساعة إلى أن تَحذُوَ حَذْوَه في الاجتماع ، وتطبيقه على أرض الواقع ، فكان – عليه الصلاة والسلام – يهدف إلى القضاء على العنصرية القبلية ، والإقليمية ، وما شاكل ذلك من عصبيات تشق عصا المسلمين .
ورسل الله – عليهم الصلاة والسلام – كانوا كذلك ، حتى عابهم أولئك الذين كرهوا الاجتماع ، فعابوا نوحا وهودا وصالحا وشُعيبا – عليهم السلام – بأنهم يريدون أن يجمعوا الناس تحت مظلة واحدة .
إن المتأمل في أحوالنا اليوم يجد أن هذا الأمر من أهم المواضيع التي تمس واقعنا المعاصر ، وذلك نظرا لأننا نرى أن العنصرية ، أو القبلية قد أطلت برأسها تريد أن تفرق جماعتنا ، وتشتت صفوفنا تحت مسميات جاهلية ، رفضها الإسلام وأبطلها وذلك عندما قال الله لنبيه – عليه الصلاة والسلام – ﴿ وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مَنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [سورة الأنعام : الآية 52] .
ويذكر لنا ابن كثير – رحمه الله – سبب نزول هذه الآية ، فقال : جاء الأقرع بن حابس التميمي ، وعيينة بن حصن الفزاري ، فوجدوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مع صهيب وبلال وعمار وخباب قاعدا في ناس من الضعفاء من المؤمنين ، فلما رأوهم حول النبي – صلى الله عليه وسلم – حقروهم ، فأتوه فخلَوْا به ، وقالوا : إنا نريد أن تجعل لنا منك مجلسا تعرف لنا به العرب فضلنا ، فإن وفود العرب تأتيك فنستحيي أن ترانا العرب مع هذه الأعبد ، فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا ، فإذا نحن فرغنا فاقعد معهم إن شئت . قال : « نعم » . قالوا : فاكتب لنا عليك كتابا . قال : فدعا بالصحيفة ، ودعا عليًّا ليكتب ، ونحن قعود في ناحية ، فنزل جبريل فقال : ﴿ وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مَنَ الظَّالِمِينَ ﴾ فرمى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بالصحيفة ، ثم دعانا فأتيناه .
كيف يكون الاجتماع ؟ وعلام نجتمع ؟
والسؤال هو : كيف يكون الاجتماع ؟ وعلام نجتمع ؟ عرفنا أن الاجتماع يجب أن يكون تحت مظلة هذا الدين الرائع ، هذا الدين الذي تحمل تعاليمه كل معاني الخير ، هذا الاجتماع يجب أن يكون على كتاب الله – تعالى – وعلى سنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – .
وفي القرآن كثير من الآيات التي تؤكد على هذا المعنى ، منها قوله – تعالى – ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾ [سورة آل عمران : الآية 103] .
حبل الله : هو الإسلام – كما قال بعض المفسرين – وقال آخرون : هو القرآن . وهذا يسميه المفسرون تفسير تنوع ، إذ المعنى واحد ، إذن نفهم من هذه الآية أن الاجتماع يجب أن يكون على كتاب الله ، وعلى سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهذا هو الذي جاء به النبي – صلى الله عليه وسلم – ودرج عليه الأئمة من بعده ، كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي – رضي الله عنهم أجمعين – .
فإذا اختلفنا فعلينا أن نرجع إلى كتاب الله – تعالى – وإلى سنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – وذلك عملا بقول الله – عز وجل – ﴿ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ﴾ [سورة النساء : الآية 59] ، فلا يمكن أن نرجع إلى دساتير بشرية ، أو إلى قوانين أجنبية ، أو إلى أي قوانين أرضية ، بل علينا أن نرجع إلى كتاب الله ، وإلى سنة الرسول – عليه الصلاة والسلام – .
فإذا تنازعنا – مثلا – في رأي ، أو فتوى ، أو مشروع ديني ، أو خيري ، أو ما إلى ذلك ، فعلينا أن نرد الأمر إلى الله والرسول ، وهذا يذكرنا بضرورة الرجوع في الفتوى إلى أهل العلم الراسخين ، فمن الخطإ اليوم أن يذهب أحدنا ليبحث عن كل مُفْتٍ ليستفتيه ، وهذا المفتي قد يأخذ بالشاذ ، أو المرجوح من الأقوال ، أو سقطات أهل العلم ، أو زلاتهم ، ثم يبني على ذلك فتواه ، فإن من تتبع رُخَص العلماء وزلاتهم لم يَبْقَ له شيء من دينه .
الاجتماع على ولاة الأمور
كما أن من الاجتماع أن نجتمع على من ولاه الله أمرنا ، يجب أن نجتمع عليه ، وأن نسمع ونطيع في المنشط والمكره ، وألا ننازع الأمر أهله ، حتى لو رأينا التجاوز والظلم والخطأ ، وهذا فيه نصوص كثيرة ، لو تكلمنا عنها لطال بنا المقام ، لكن نذكر مثالا ، وبالمثال يتضح المقال .
فعن عوف بن مالك – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : « خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، ويُصَلُّون عليكم ، وتُصَلُّون عليهم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنونكم » . قيل : يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف ؟ فقال : « لا ما أقاموا فيكم الصلاة ، وإذا رأيتم من وُلاتكم شيئا تكرهونه فاكرهوا عمله ، ولا تنزعوا يدا من طاعة » . فمنابذة ولاة الأمر ، والخروج عليهم من أعظم أسباب الفرقة ، وإنما أهلكت الأمم الخالية بفرقتها ، فالفُرقة من أعظم أسباب الهلاك .
ما أحوج كثيرا من النقاد الذين يخرجون بالكلمة على ولي الأمر إلى مثل هذه الآثار ، فكم من أمة هلكت بسبب خروجهم على أئمتهم وفُرقتهم .
الفرقة والاختلاف من أهم أسباب هلاك الأمم وزوالها
فالفرقة والاختلاف من أهم أسباب هلاك الأمم وزوالها ، وهي السبب الرئيس في ذَهاب هيبتنا ، وزوال بيضتنا ، لا شك أن التفرق يُضعفنا شيئا فشيئا حتى تذهب قوتنا ، وولي الأمر الذي نجتمع عليه هو الذي في عنقنا له بيعة ، وهذا يجب أن نسمع له ونطيعه .
والبيعة هي العهد على الطاعة ، بمعنى أن المبايعين يتركون للإمام النظر في أمور المسلمين ، فلا ينازعونه في ذلك .
وقد وردت أحاديث تؤكد على هذا الأمر ، لأنه لا جماعة إلا بإمام ، فلا يُتصور جماعة بدون ولي أمر يسوسهم ، ويقيم الحدود فيهم ، ويجمعهم على الصلاة ، وعلى الحج ، وما إلى ذلك ، فلا يمكن أن تجتمع الأمة إلا بإمام ، ولا إمام إلا بسمع وطاعة ، إذ لا يُتصور إمام إلا أن يُسمع له ويطاع ، فإذا عصي فلا إمام .
ولما كان الأمر بهذه المنزلة أدخله الأئمة في كتب العقائد ، ومن هذه الأحاديث حديث عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال : « مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ حُجَّةَ لَهُ ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً.
وعَنْ عَرْفَجَةَ – رضي الله عنه – قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ : « مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ ، يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ ، أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ ، فَاقْتُلُوهُ » . لأنه سيفرق جماعة المسلمين .
فوائد الاجتماع
أما عن فوائد الاجتماع فهي كثيرة ومهمة جدا ، خاصة في هذه الظروف التي تعيشها الأمة من تفرق المسلمين واختلافهم في كثير من الأمور ، وذلك بسبب عدم تحقيق ما يريده الشارع من الاجتماع ، لأننا لم نفهم سبب صلاتنا مجتمعين ؟ ولماذا نحج في هذا الجمع المهيب ؟ كل ذلك لأن الشارع يريد أن يجتمع المسلمون على قلب رجل واحد ، فمن فوائد الاجتماع :
1- أن الاجتماع يساعد المجتمع على مواجهة التحديات ، فنحن إذا اجتمعنا نستطيع أن نصمد أمام التحديات العصرية ، ولن تستطيع الأمة أن تواجه هذه التحديات إلا بالاجتماع .
2- أنه يساعد على إظهار عظمة الإسلام ، من القوة والاتحاد .
3- تحقيق الإلفة والعدالة والمحبة والتآخي ، فالاجتماع سيحقق كل هذه المعاني عندما نصلي في مسجد واحد ، ونقف في صف واحد ، نركع جميعا ، نسجد جميعا ، نحج جميعا ، كل هذا فيه معنى الترابط والتلاحم والإلفة ، وعدم التفريق بين المسلمين .
4- القضاء على العصبية القبلية ، فإننا إذا اجتمعنا في المسجد صلى فيه الجميع الكبير والصغير والشريف والوضيع والغني والفقير ، كلهم يخضعون ، يسجدون لله – سبحانه وتعالى – فالعلاقة بيننا هي علاقة الدين ، كما قال سلمان الفارسي – رضي الله عنه – :
أبي الإسلامُ لا أبَ لي سواه إذا افتخروا بقَيْس أو تَمِيم
ومن هنا جاء الإسلام فرفع أناسا ، ووضع آخرين ، وكما جاء في الحديث : « من بَطّأ به عمله لم يسرع به نسبه » .
5- القضاء على ما يحاول أن يفعله المحاربون من المشركين من تفريق كلمة المسلمين ، وجعلهم فرقا وأحزابا ، فنحن إخوة ، وإن كان هذا من مصر ، وهذا من الشام ، أو العراق ، أو الباكستان ، أو اليمن ، أو السودان ، أو من أي مكان طالما أنه مسلم ، فالذي يجمعنا هو الإسلام ، لا الأماكن ، ولا القبائل ، ولا العصبيات ، ولا غير ذلك .
فنحن ننتمي لهذا الدين قبل أن ننتمي لأي شيء ، وهذا ما فعله النبي – عليه الصلاة والسلام – عندما أسقط دعوى الجاهلية ، ووضعها تحت قدميه ، وأمر بالمساواة ، وتصحيح المفاهيم ، ومحاربة التمييز بين عرق وآخر من أجل أن يرسم منهجا للأمة إلى قيام الساعة .
وقد طبق النبي – صلى الله عليه وسلم – هذا المنهج أولا على الأقربين ، حتى يكون قدوة لجميع المسلمين ، فأول ربا وضعه ربا العباس ، فقال : « وربا الجاهلية موضوع ، وأول رِبا أضع من رِبَانا ربا العباس بن عبد المطلب ، فإنه موضوع كله » . وقال : « لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها » . يريد التأكيد على أن هذا النظام ، أو هذا الدستور ، أو هذا الدين يشمل الجميع ، ولا يستثنى أحد لقرابة ، أو مكانة ، أو ما شابه ذلك .
6- تحقيق البركة ، فالاجتماع فيه بركة في أمور الخير كلها ، حتى في الطعام ، فقد جاء بعض أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – فقالوا : يا رسول الله ، إنا نأكل ولا نشبع . قال : « فلعلكم تفترقون » . قالوا : نعم . قال : « فاجتمعوا على طعامكم ، واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه » . فالاجتماع فيه بركة حتى في الطعام ، ونحن المسلمين نجتمع على الطعام بخلاف غيرنا من الغربيين والشرقيين ، حيث تجد كل واحد منهم يأكل وحده ، وهذا صنيع البهائم ، حيث تحاول كل بهيمة أن تنفرد بالطعام وحدها ، حتى لا يشاركها غيرها ، أما نحن فإن الإسلام أمرنا أن نجتمع حتى على الطعام ، وذلك لحصول البركة .
7- أنه يخيف الأعداء ويلقي الرعب في قلوبهم ، فاليهود لو تحقق لديهم أننا مجتمعون لما تجاوزوا شبرا واحدا من أرض المسلمين ، لكن لما نظروا في أحوال المسلمين فرأوا هذا التفرق فعلوا ما فعلوا ، إذن فالاجتماع يخيف الأعداء ، ويلقي الرعب في قلوبهم ، وهذا يذكرنا بقصة الأوس والخزرج لما كانوا متفرقين متناحرين كانوا في ضعف ، فلما جاء النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة النبوية وجمعهم أصبحوا قوة ضاربة في الجزيرة العربية ، ومن هنا شع نور الهدى ، وانتشر الإسلام ، وهاب الناس هذه الأمة المتآلفة المتحدة .
8- تنشيط الإنسان ، وإحياء روح المنافسة ، وإبعاده عن الرذائل والمحرمات ، فالشخص يكسل عن العمل إذا كان وحده ، أما إذا كان مع الجماعة نشط ، كما أنه قد يقع في بعض المحرمات في حال كونه منعزلا عن الجماعة ، أما إذا كان وسط إخوانه ، فإن هذا مدعاة لإبعاده عن ذلك ، فالاجتماع دواء ناجح لكثير من الأمراض النفسية المنتشرة اليوم ، مثل الاكتئاب والقلق ، وغير ذلك ، كل هذا سببه العزلة ، والبعد عن الصلوات في المساجد ، والبعد عن حضور الخير والندوات ، وما شابه ذلك .
الاجتماع سبب رئيس في علاج كثير من القضايا النفسية
والاجتماع سبب رئيس في علاج كثير من القضايا النفسية ، ولذلك تجد من المتخصصين في هذا المجال يقولون : يجب عليك أن تدخل في المجتمع ، وأن تنصهر فيه ، فهذا من الأدوية الناجعة للقضاء على حالات الملل والاكتئاب التي تصيب كثيرا من البشر في هذه الأزمان .
9- طرد الشيطان وإغاظته ، لأنه يَهُمّ بالواحد ، وهو عن الاثنين أبعد ، كما جاء في الحديث : « ما من ثلاثة في قرية ، ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان ، فعليكم بالجماعة ، فإنما يأكل الذئب القاصية » . يعني أن الذئب إذا انفردت الماعز ، أو الضأن أكلها ، فإذا كانت في جماعة ضعف عن ذلك ، فكذلك الإنسان إذا اجتمع مع إخوانه ، فإن هذا يضعف الشيطان .
خطر الفرقة والاختلاف ، والتحذير من ذلك ، لفضيلة الشيخ الدكتور عزام بن محمد الشويعر
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :
حرص النبي – صلى الله عليه وسلم – وصحابته من بعده على الاجتماع
فهذا الموضوع من أهم المواضيع التي يجب على المسلم أن يعتني بها ، لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يعتني بذلك ، فقد كان – صلى الله عليه وسلم – يُعلِّم الصحابة – رضي الله عنهم وأرضاهم – أهمية الاجتماع ، وخطر الافتراق ، ففي حديث العِرْبَاض بن سارِيةَ – رضي الله عنه وأرضاه – يقول : وعظنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – موعظة ، وجلت منها القلوب ، وذرفت منها العيون ، فقلنا : يا رسول الله أوصنا كأنها وصية مودع . قال : « أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ، وإن أُمِّر عليكم عبد حبشي ، فإنه من يَعِش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا ، فعليكم بسنتي ، وسنة الخلفاء المهديين الراشدين ، تمسكوا بها ، وَعَضُّوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ».
وفي حديث حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – قال كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – عَنِ الْخَيْرِ ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ , إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ , فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ ؟ قَالَ : « نَعَمْ » . فَقُلْتُ : هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ ؟ قَالَ : « نَعَمْ ، وَفِيهِ دَخَنٌ » . قُلْتُ : وَمَا دَخَنُهُ ؟ قَالَ : « قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي , وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِِي ، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ » . فَقُلْتُ : هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ؟ قَالَ : « نَعَمْ ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا » . فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ , صِفْهُمْ لَنَا . قَالَ : « نَعَمْ ، قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا ، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا » . قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ , فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ ؟ قَالَ : « تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ » . فَقُلْتُ : فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ ؟ قَالَ : « فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا ، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ ، حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ ، وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ » .
فهذه هي وصية النبي – صلى الله عليه وسلم – للصحابة – رضي الله عنهم وأرضاهم – كانوا يسمعون هذا التأكيد ، وهذا الأمر من النبي – صلى الله عليه وسلم – بلزوم الجماعة ، فعرفوا أهمية الجماعة ، فكان أول ما قاموا به قبل دفن النبي – صلى الله عليه وسلم – أن تركوه في غرفته ثلاثة أيام ، وذهبوا وأقاموا الصِّديق – رضي الله عنه وأرضاه – خليفة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى لا يفترقوا ، أو يختلفوا ، ولكي يعلم الجميع أهمية هذا الأمر .
وقد تبين لهم – رضي الله عنهم وأرضاهم – أهمية هذا الأمر حينما حصل الذي حصل في عهد عثمان بن عفان – رضي الله عنه – من خروج الخوارج عليه ، ورفعهم راية الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، عرفوا أهمية السمع والطاعة ، والاجتماع وعدم الاختلاف .
والصحابة الكرام هم أفقه الناس ، وأعلم الناس ، ولذلك كانوا حريصين على جمع كلمة المسلمين ، وتوحيد صفهم ، وغلق أي باب من شأنه أن يفرق المسلمين ، والدليل على ذلك ما فعله ابن مسعود – رضي الله عنه وأرضاه – عندما صلى عثمان – رضي الله عنه بمنى أربعا ، فقال عبد الله بن مسعود منكِرا عليه : صليت مع النبي – صلى الله عليه وسلم – ركعتين ، ومع أبي بكر ركعتين ، ومع عمر ركعتين ، ومع عثمان صدرا من إمارته ثم أتمها ، ثم تفرقت بكم الطرق ، فلوددت أن لي من أربع ركعات ركعتين متقبلتين ، ثم إن ابن مسعود صلى أربعا ، فقيل له : عِبْتَ على عثمان ، ثم صليت أربعا ؟ قال : الخلاف شر ..
وهذا مما تأصل عند علماء الإسلام قديما وحديثا ، أنه لا جماعة إلا بإمام ، ولا إمام إلا بسمع وطاعة ، فمن الخصائص التي تميز أهل السنة والجماعة عن غيرهم أنهم يسمعون لولي الأمر ويطيعونه في المنشط والمكره .
صور من الدعوة إلى الفرقة
إن من يدعو إلى الفرقة بالقول ، أو بالفعل ، أو بحمل السلاح ، أو بالتحريض ، أو نحو ذلك ، هو ظالم لنفسه ، قد اتبع غير سبيل المؤمنين ، والله – عز وجل – يقول ﴿ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [سورة النساء : الآية 115] .
فالواجب على المسلم دائما وأبدا أن يتبع النبي – صلى الله عليه وسلم – في كل صغيرة وكبيرة ، قال – تعالى – ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ [سورة آل عمران : الآية 31] ، ومحبة النبي – صلى الله عليه وسلم – تكون باتباعه ، وقد أمرنا النبي – صلى الله عليه وسلم – بالسمع والطاعة ، ولزوم الجماعة ، وعدم مفارقتها ، بل قال – صلى الله عليه وسلم – : « من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه ، فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية » .
فليحذر العبد أن يخالف أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – حيث يقول : « إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة ، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة ، كلها في النار إلا واحدة ، وهى الجماعة ، وإنها ستخرج من أمتي أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يَتَجارى الكَلَب بصاحبه ، فلا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله » .
وقال – صلى الله عليه وسلم – : « أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ، وإن عبدا حبشيا ، فإنه من يَعِشْ منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين ، تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ». فلا نصرة للإسلام ، ولا إقامة لشعيرة الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، ولا جهاد ، ولا دعوة إلا بمثل ما كان عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – .
فالمسلم يؤدي هذه الأعمال على طريقة النبي – صلى الله عليه وسلم – ولا يتأتى ذلك إلا بلزوم الجماعة ، وهذا هو الواجب ، أما من خالف الجماعة ، وشق عصا المسلمين ، فقد يتسبب في تسلط الأعداء على الأمة ، ويوقعنا في مخالفة أمر الله – عز وجل – حيث يقول ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [سورة الأنعام : الآية 159] .
قال الحسن البصري – رحمه الله – : لقد رأيت الذين قتلوا عثمان تحاصبوا في المسجد حتى ما أبصر أديم السماء ، وإن إنسانا رفع مصحفا من حجرات النبي – صلى الله عليه وسلم – ثم نادى : ألم تعلموا أن محمدا – صلى الله عليه وسلم – قد برئ ممن فرق دينه ، وكان شِيَعًا.
فتسلط الأعداء على الأمة بسبب التفرق والخلاف ، والخلاف يظهر حينما يرى كل فرد أنه رأس ، وأنه مسئول ، وأنه عالم ببواطن الأمور ، وأنه على دراية عالية بسياسة الناس ، ومعرفة ما يصلحهم ، فينازع الأمر أهله ، فتنشق عصا المسلمين ، فيضعفوا ، فيكون ذلك سببا في تشجيع الأعداء على محاربة المسلمين .
والله – جل وعلا – أمر المسلمين بالاجتماع على طاعته وطاعة رسوله – صلى الله عليه وسلم – وبين أن الفشل ، وضياع القوة في التنازع ، فقال ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [سورة الأنفال : الآية 45 - 46] .
قال ابن جرير – رحمه الله – : يقول – تعالى ذكره – للمؤمنين به : أطيعوا أيها المؤمنون ربَّكم ورسوله فيما أمركم به ، ونهاكم عنه ، ولا تخالفوهما في شيء ﴿ وَلَا تَنَازَعُوا ﴾ يقول : ولا تختلفوا فتفرقوا وتختلف قلوبكم ، ﴿ فَتَفْشَلُوا ﴾ يقول : فتضعفوا وتجبنوا ، ﴿ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾ وهذا مثلٌ ، يقال للرجل إذا كان مقبلا ما يحبه ويُسَرّ به : الريح مقبلةٌ عليه . يعني بذلك : ما يحبه ، ومن ذلك قول عُبيد بن الأبرَص :
كَمَا حَمَيْنَاكَ يَوْمَ النَّعْفِ مِنْ شَطَبٍ وَالفَضْلُ لِلقَوْمِ مِنْ رِيحٍ وَمِنْ عَدَدِ
يعني : من البأس والكثرة ، وإنما يراد به في هذا الموضع : وتذهب قوتكم وبأسكم ، فتضعفوا ، ويدخلكم الوهن والخلل






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

فضل الاجتماع والتحذير من الفرقة والاختلاف Empty
مُساهمةموضوع: رد: فضل الاجتماع والتحذير من الفرقة والاختلاف   فضل الاجتماع والتحذير من الفرقة والاختلاف Emptyالجمعة نوفمبر 21, 2014 10:28 am

البلاء ينزل بسبب الفرقة والاختلاف
فما حصل البلاء في لأمة ، وما نزلت المشاكل في بلد من بلدان الدنيا إلا حينما تنازعوا واختلفوا ، ونزغ الشيطان بينهم ، وحلت الأهواء بينهم ، فنزل البلاء بهم .
إن من يدعو الناس إلى التفرق والتحزب باسم التطور ، أو الإصلاح هو في الحقيقة قائل على الله بغير علم ، لأن الله – عز وجل – أمر بالاجتماع ، وهذا يأمر بالاختلاف والتفرق والتنازع وتشتيت الرأي ، والإنسان مأمور أن يفعل ما شرعه الله – عز وجل – وألا يفتئت على الله فيشرع للناس أمرا نهى الله عنه ، ففي هذا محادَّة لله – جل وعلا – قال – تعالى – ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [سورة الأعراف : الآية 33] .
فحينما يقف الرجل ويتكلم ويُأصِّل لمسألة التفرق ، ويزعم أن هذا من التطور ، ومن التحضر ، نقول : هذا قول على الله بلا علم ، فإن السعي إلى الفرقة ، وإلى التحزب من الإحداث في الدين ، يترتب عليه أحكام كثيرة ، جاء الشرع بها ، منها مفارقة الجماعة ، ومخالفة ولي أمر المسلمين ، ونزع يد الطاعة ، وهذا مِن فِعل الخوارج .
ولذا يقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن – رحمه الله – : وهذه الطريقة هي طريقة أهل البدع والضلال ، ومَن عُدِم الخشيةَ والتقوى فيما يصدر عنه من الأقوال والأفعال ، فإن الواجب على المسلم إذا رأى من يدعو إلى هذه الفرق ، وهذه الجماعات ، وهذه الأحزاب ، وهذه التيارات أن يعيد الأمر إلى أهله ، وأن يسأل أهل العلم فيما أشكل عليه ، هذا هو الواجب على الإنسان ، أما أن يأخذ الفتوى ، ويأخذ الأمر من غير أهله ، ففي هذا وقوع الاختلاف والتفرق والتشتت في هذه المسألة نَجَم عن هذا القول .
آثار الاختلاف والفرقة
والدعوة إلى التفرق يترتب عليها ارتكاب ما حرم الله – عز وجل – كما فعلت إحدى هذه الفئات الضالة ، حيث أعلنت عدم السمع والطاعة لولي الأمر ، وكفّرت المسلمين ، فاعتدت على الآمنين والمستأمنين ، واستباحت الدماء ، وقتلت للأنفس المعصومة ، وسلبت الأموال ، وغدرت ، وفجّرت المساكن ، وتركت الجُمَع والجماعة ، ووقعوا في الغيبة والنميمة والبهتان ، ومسائل كثيرة يطول ذكرها ، ففعلوا ما حرم الله – عز وجل – .
وهكذا كان كل من يدعو الناس إلى الفرقة ، وإلى التحزب مرتكبا ما حرم الله – عز وجل – لأن الشريعة جاءت بحفظ الدماء والأعراض والأموال ، فالمحافظة عليها واجب ، وهذا النبي – صلى الله عليه وسلم – يؤكد على هذا المعنى ، فيقول في خطبة الوداع : « إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام ، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا » .
ويقول – صلى الله عليه وسلم – : « كل المسلم على المسلم حرام : دَمُه وماله وعِرْضه » . فعلى الإنسان أن يتنبه ، وأن يحذر أن يقع في شيء مما حرمه الله عليه ، فإن هذا من البلاء العظيم .
عقوبة من يدعو إلى الفرقة
والحديث في ضرر الفرق يطول ويطول ، لكن لا يفوتنا أن نبين عِظَم عقوبة من يفعل ذلك في الآخرة ، إذ إن من يسعى إلى تفريق الأمة ، وشق الصفوف وخلخلتها ، وإثارة البلبلة ، سواء كان بالقول ، أو بالفعل ، أو بحمل السلاح ، أو بأي مظهر من المظاهر ، يبتلى يوم القيامة بسواد الوجه ، لأن الله – عز وجل – يقول ﴿ وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَبْيَضُّ وَجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وَجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وَجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ﴾ [سورة آل عمران : الآية 105 - 106] .
قال ابن عباس – رضي الله عنهما – : تبيَضّ وجوه أهل السنة والجماعة ، وتسودّ وجوه أهل البِدْعَة والفرقة .
ومما يعاقب به هؤلاء يوم القيامة أن يُبْعدوا عن حوض النبي – صلى الله عليه وسلم – يوم القيامة ، يقول النبي – صلى الله عليه وسلم – : « إني على الحوض حتى أنظر من يَرِد عليّ منكم ، وسيؤخذ ناس دوني فأقول : يا رب مني ومن أمتي . فيقال : هل شعرت ما عملوا بعدك ؟ والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم » .
وقال – صلى الله عليه وسلم – : « أنا فَرَطُكم على الحوض ، فليُرفعن إليّ رجال منكم حتى إذا أهويت لأناولهم اختُلجوا دوني ، فأقول : أي ربّ أصحابي . يقول : لا تدري ما أحدثوا بعدك » . فما بالنا بقوم يحرمون من حوض النبي – صلى الله عليه وسلم – إن هذا ليدفعنا إلى التفكير في خطورة ما نسعى إليه ، أو ندعو الناس إليه .
ومما يُعَاقب به هؤلاء أنهم يموتون ميتة جاهلية ، يقول النبي – صلى الله عليه وسلم – : « من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه ، فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية » .
والنصوص في هذا المعنى كثيرة ، ولهذا يجب على المسلم أن يلزم جماعة المسلمين وإمامهم ، وأن يعتصم بكتاب الله – عز وجل – وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – وأن يحذر أن تُسَلَّط عليه الشياطين ، يقول النبي – صلى الله عليه وسلم – : « عليكم بالجماعة ، وإياكم والفُرقة ، فإن الشيطان مع الواحد ، وهو من الاثنين أبعد ، من أراد بحبوحة الجنة فيلزم الجماعة ».
ويقول – صلى الله عليه وسلم – : « يد الله مع الجماعة » . فإن الشاذ تختطفته الشياطين ، كما يختطف الذئبُ الشاةَ من الغنم ، فعلينا أن نأخذ بوصية النبي – صلى الله عليه وسلم – فإن في ذلك الخير لنا في الدنيا والآخرة ، ولنحذر أنفسنا من مخالفة أمره ، فمن خالفه خُشِي عليه أن يبتلى بفتنة أو عذاب أليم ، كما قال ربنا – جل وعلا – ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [سورة النور : الآية 63] .
فاحذروا عباد الله أن تسعوا إلى الفرقة ، أو أن تدعوا لها ، أو أن تروجوا لها ، فإن هذا كله منهي عنه ، فالله – عز وجل – أمر المسلمين بالاجتماع ، فقال ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [سورة آل عمران : الآية 102 - 103] .
فالواجب على المسلم أن يستشعر هذا الأمر دائما وأبدا في حياته ، يعني أمر الاجتماع وأهميته ، وعدم مفارقة الجماعة ، فإن هذا مما أوصى به النبي – صلى الله عليه وسلم – نسأل الله – سبحانه وتعالى – أن يُذَكّرنا ذلك ، وأن يجعلنا من المهتدين بهداه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كلمة فضيلة الشيخ فهد بن سليمان التويجري
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعد :
الفرقة من أهم أسباب ضعف الأمة
فإننا عندما نتأمل السبب في ضعف الأمة عبر العصور الماضية نجد أن الفرقة هي السبب الرئيس في ذلك ، ومن أسباب وجود الإرهاب ، أو التكفير ، أو التفجير الذي حل ببلاد المسلمين هو عدم الاجتماع على محاربة هذا الفكر .
إننا عندما نجامل ، أو نقف موقف المتفرج في مواجهة هذا الفكر ، وعندما لا نكون واضحين في التصدي له ينشأ مثل هذه الفكر الخطر ، وهذا الفكر الخبيث – في الحقيقة – ليس وليد الساعة ، حتى يتردد المترددون في تَعْرِيَتِه ، هذا الفكر الذي يستهدف عقيدتنا قبل أن يستهدف المنشآت والبنايات ، يتجلى لنا في حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – عندما حَثَّنا على الحزم في مواجهة هذه الأفكار حيث قال : « لأن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد » .
وسلف الأمة استطاعوا أن يكبتوا مثل هذه الأفكار الخطيرة التي تضرب في عقيدتنا ، وتضعف ديننا ، وذلك عندما اجتمعوا في محاربة أولئك الذين شقوا عصى الطاعة ، وفرقوا الجماعة ، واستباحوا الدماء ، وقلبوا النصوص ، وصرفوها عن مراد الشارع .
التفريق بالكلمة
وإذا كان الخروج بالسلاح أمرا عظيما ، فإن الخروج بالكلمة قد يكون أفظع ، وهذا ما وضحه عبد الله بن عُكَيْم – رضي الله عنه – حيث قال : لا أعين على دم خليفة أبدا بعد عثمان . قال فيقال له : يا أبا معبد أوَأَعَنْت على دمه ؟ فقال : إني لأعد ذكر مساوئه عونا على دمه.
فإن الطعن في أصحاب الولايات ، والحط من شأنهم ، وتتبع ذلاتهم من أعظم أسباب الفرقة والاختلاف .
فعلينا جميعا أن نقف صفا واحدا في مواجهة هذا الخطر العظيم ، فلا نداهن ، ولا نسكت عن الباطل ، حتى لا تنتشر البدعة ، سواء كانت بدعة الخوارج ، أو غيرهم ، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ، وصلى الله على نبينا محمد .
تعليق سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المفتي العام للمملكة ، ورئيس هيئة كبار العلماء
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد أشرف الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وعلى صحابته أجمعين ، وبعد :
فلا شك أنه من الأهمية بمكان أن نعلم فضل الاجتماع ، والترغيب فيه ، وخطورة الفرقة ، والتحذير منها ، فالمسلمون مأمورون بالاجتماع ، وبمحبة بعضهم بعضا ، والسعي إلى ما تأتلف به القلوب ، يقول الله – عز وجل – ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾ [سورة التوبة : الآية 71] ، فالمؤمن ولي للمؤمن ولاية تقتضي المحبة والمودة والنصيحة والتوجيه والدعوة للخير .
ويقول الله – عز وجل – ﴿ إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ﴾ [سورة الحجرات : الآية 10] وهذه الأخوَّة لا يمكن أن تتحقق إلا بالاجتماع ، ونبذ الفرقة .
ويقول – جل وعلا – ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا ﴾ [سورة آل عمران : الآية 103] أي تمسكوا بدين الله مجتمعين على ذلك .
ويقول ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [سورة المائدة : الآية 2 ] فالاجتماع بِرّ وتقوى ، والتفرق إثم وعدوان .
ويقول الله – جل وعلا – ﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾ [سورة آل عمران : الآية 103] أي بالإسلام أصبحتم إخوانا متوادّين بعد أن كنتم أعداء متفرقين .
ويقول – جل وعلا – لنبيه – صلى الله عليه وسلم – ﴿ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [سورة الأنفال : الآية 62 - 63] وإنما تآلفت القلوب وتقاربت على هذا الدين وحده ، فأي تجمع على غير عقيدة لا يمكن أن يتم ، ومآله الفشل ، لكن الاجتماع القوي الصحيح هو ذلك الاجتماع القائم على العقيدة ، ذلك الاجتماع الذي يهدف إلى عبادة الله وحد لا شريك له ، قال – تعالى – ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا ﴾ [سورة آل عمران : الآية 64] هو ذلك الاجتماع الذي يحرص على السمع والطاعة لمن ولاه الله أمرنا ، فإنا مأمورون بالسمع والطاعة بالمعروف لولي أمر المسلمين ، منهيون عن الخروج عليه ، يقول النبي – صلى الله عليه وسلم – : « ثلاث لا يُغِلُّ عليهن قلب امرئ مسلم : إخلاص العمل لله ، والنصح لأئمة المسلمين ، ولزوم جماعتهم ، فإن دعوتهم تحوط من ورائهم » .
ويقول أيضا : « إن الله يرضى لكم ثلاثا : فيرضى لكم أن تعبدوه ، ولا تشركوا به شيئا ، وأن تعتصموا بالله جميعا ، وأن لا تتفرقوا ، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ، ويكره لكم قِيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال » .
وقد حذرنا ربنا – تبارك وتعالى – من الانقسامات فقال ﴿ وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ ﴾ [سورة آل عمران : الآية 105] ، وقال ﴿ وَلَا تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُم وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴾ [سورة الروم : الآية 31 - 32] ، وقال – جل وعلا – ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ﴾ [سورة الأنعام : الآية 159] ، فنحن مأمورون بالاجتماع في عقيدتنا ، وفي أداء فرائض الإسلام ، في الصلوات الخمس مجتمعون على السمع والطاعة ، مجتمعون في علومنا وفتاوانا ، يجب أن نجتمع ، وأن نتحرى الشيء الذي يؤلف بين القلوب ، ونبتعد عن كل ما يفرق الكلمة ، ويشتت أمر الأمة .
دين الله دين الاجتماع والخير
فدين الله دين الاجتماع والخير ، فإذا خرج الناس عن هذا الدين إلى الآراء الهدامة ، والأفكار المنحرفة تفرقوا شيعا وأحزابا ، وصار بعضهم عدوا لبعض ، يكفّر بعضهم بعضا ، ويفسّق بعضهم بعضا ، ويبدّع بعضهم بعضا .
والمذاهب الهدامة ، والآراء الضالة ، والأفكار المنحرفة ، كلها تدعو إلى الفرقة والاختلاف ، فتحول الأمة إلى كيانات متناحرة ، يعادي بعضهم بعضا ، كما وصف الله اليهود ، حيث قال تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ﴾ [سورة الحشر : الآية 14] ، لكن المؤمنون خلاف ذلك تماما ، فهم أهل مودة وتناصح ومحبة في الظاهر والباطن ، يحب بعضهم بعضا ، ويوالي بعضهم بعضا ، نسأل الله أن يجمع القلوب على طاعته ، وأن يعيذنا من الفُرقة والاختلاف ، وأن يرزقنا جميعا الاجتماع على الخير والهدى .
الأسئلة
السؤال الأول : هل بعض البيعات الداخلية لبعض الجماعات الإسلامية يعد تفريقا وشقا لعصى الطاعة ؟
الجواب : لا بيعة إلا لإمام المسلمين ، وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: « إنه ستكون هنات وهنات ، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهى جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان » . فلا بيعة إلا لإمام المسلمين ، وأي بيعة تؤخذ لأحد فإنها بيعة باطلة ، فالبيعة إنما تكون لإمام الأمة ، هو الذي يُبايَع ، وهذه سنة الله ، فنحن نبايع إمامنا ليقودنا بكتاب ربنا ، وسنة نبينا – صلى الله عليه وسلم – وقد بايعنا ملوكنا – رحمهم الله ، وبارك في الأحياء – على هذا المنوال ، كل واحد نبايعه على الكتاب والسنة ، وعلى السمع والطاعة في المعروف ، فليس هناك بيعة لأحد أبدا ، فأي جماعة تسعى إلى مثل هذا الأمر بعد بيعة إمام المسلمين ، هي فئة تريد تفريق الأمة ، ولا تريد جمع كلمتها .
السؤال الثاني : ما الأشياء التي تعين وتساعد على حفظ كتاب الله – تعالى – ؟
الجواب : الإخلاص لله والصبر والاجتهاد وتكرار الآيات ، والحرص على إتمامها .
السؤال الثالث : يقول السائل نرجو إلقاء الضوء على حديث : « يأتي على الناس زمان ، الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر » .
الجواب : هذا الحديث فيه إخبار عما سيكون في آخر الزمان عندما يقل العلم ، ويعظم الجهل ، ويعرض الناس عن الهدى ، فالقابض على دينه حينئذ يكون كالقابض على الجمر ، لأنه يجد من حوله على خلاف الحق ، ولا يرى معه ناصرا ، ولا مؤيدا ، نسأل الله أن يعيذنا من ذلك .
السؤال الثالث : نرجو التعليق على هذه الآية ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ ﴾ [سورة النحل : الآية 126]
الجواب : المقصود من الآية أن تكون العقوبة بمثلها ، دون زيادة ، قال ابن جرير – رحمه الله – : يقول – تعالى ذكره – للمؤمنين : وإن عاقبتم أيها المؤمنون مَن ظَلَمكم ، واعتدى عليكم ، فعاقبوه بمثل الذي نالكم به ظالمكم من العقوبة ، ولئن صبرتم عن عقوبته ، واحتسبتم عند الله ما نالكم به من الظلم ، ووكلتم أمره إليه ، حتى يكون هو المتولي عقوبته ﴿ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ﴾ يقول : لِلصَّبرِ عن عقوبته بذلك خير لأهل الصبر احتسابا ، وابتغاء ثواب الله ، لأن الله يعوّضه مِنَ الذي أراد أن يناله بانتقامه من ظالمه على ظلمه إياه من لذّة الانتصار ، وهو من قوله ﴿ لَهُوَ ﴾ كناية عن الصبر .
السؤال الرابع : يقول السائل : سماحة الشيخ أريد أن أسأل عن استعمال بخاخ الصدر في رمضان .
الجواب : لا مانع منه إن شاء الله .
السؤال الخامس : يقول السائل : سماحة الشيخ ما حكم من يسمي ولده أو ابنته روح الله ، أو رحمة الله ، أو نور الله ؟
الجواب : هذا لا يصح ، إذ لا يصلح أن نقول : أم روح الله ، أو أم نور الله ، أو أم رحمة الله ، فهذا الاسم يوقعنا في حرج شرعي ، ولهذا لا يصلح .
السؤال السادس : يقول السائل : تزوجت بامرأة ثانية ، وزوجتي الأولى ترفض هذا الزواج ، ونحن نعيش في مشاكل ، وأنا وزوجتي الآن في المسجد ، فهل من نصيحة لنا ؟
الجواب : عليها بالصبر والتحمل ، لأن تعدد الزوجات حكم شرعي ، لا يجوز الاعتراض عليه ، لا من الرجال ولا من النساء .
السؤال السابع : يقول السائل : هل لسجود السهو من تشهد ؟
الجواب : لا تشهد له .
السؤال الثامن : يقول السائل : ما حكم استعمال الصبغة السوداء للشعر للرجال والنساء ؟
الجواب : لا يستحب الأسود للرجال ، وإنما يفعل بغير السواد .
السؤال التاسع : يقول السائل : إنه صلى إلى غير القبلة لمدة عشرة أشهر ، على سبيل الخطإ ، ثم أدرك ذلك الآن فماذا عليه فيما مضى ؟
الجواب : يتوب إلى الله .
السؤال العاشر : يقول السائل : قال الله – تعالى – ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ القُبُورِ ﴾ [سورة الممتحنة : الآية 13] فما المراد بيأس الكفار من أصحاب القبور ؟
الجواب : معناه أنه الكفار يئسوا من الخير ، وأيقنوا بالعذاب .
السؤال الحاديَ عشرَ : يقول السائل : سماحة الشيخ مع كثرة وجود الجماعات الإسلامية التي تنتسب جميعها إلى السنة هل أتميز عنها بالانتساب إلى السلفية ؟
الجواب : أصل الاجتماع لا بد أن يكون على السنة ، وقول “سلفي أو سني” كلاهما بمعنى واحد ، وقول “أنا مسلم” كافٍ .
السؤال الثانيَ عشرَ : يقول السائل : ما معنى : « حق المسلم على المسلم خمس » .
الجواب : يعني أن هناك أمورا يجب على المسلم – أو يستحب له – أن يؤديها لأخيه المسلم ، وذلك مثل عيادته إذا مرض ، وتشييع جنازته ، وتشميته إذا عطس ، ورد السلام عليه .
السؤال الثالثَ عشرَ : يقول السائل : ما هي نواقض “لا إله إلا الله” ؟ وهل إذا وقع المسلم في ناقض منها يكون غير مُوَحّد بذلك ؟
الجواب : إذا وقع في ناقض من نواقضها فقد انتفت ، لأن من نواقض “لا إله إلا الله” أن يجعل بينه وبين الله واسطة ، أو أن يعتقد أن حكم غير الله كحكم الله ، فهذا كله كفر .
السؤال الرابعَ عشرَ : سائل من طرابلس من ليبيا يقول : لي صديق في العمل تبين لي أن عقيدته أشعرية ، فهل لي أن أهجره بعد نصحه ، وإيضاح الأمر له ؟
الجواب : حاول مناقشته ، لعل الله أن يفتح قلبه للخير .
السؤال الخامسَ عشرَ : سماحة الشيخ أعمل محاسبا في مؤسسة ، وصاحب العمل يخرج الزكاة بمعرفته ، وليس عن طريق مصلحة الزكاة ، ويكلفني بعمل ميزانية خاصة لمصلحة الزكاة ، فهل عليّ بذلك بأس ؟
الجواب : لا شيء عليك إن شاء الله .
السؤال السادسَ عشرَ : يقول السائل : ما رأي سماحتكم في الإيجار المنتهي بالتمليك ؟
الجواب : تركه أحسن ، عقدان في عقد ، والضرر على الطرف الأول .


رابط الموضوع : http://www.assakina.com/mohadrat/16330.html#ixzz3Jasf0NNG
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فضل الاجتماع والتحذير من الفرقة والاختلاف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الانثروبولوجيا وعلم الاجتماع (نظرة في تاريخ وعمر علم الاجتماع)
» أسباب الفرقة والجفاء بين الناس
» صفات الفرقة الناجية والطائفة المنصورة
» الفرقة الناجية ,,,من هم ؟؟؟ وكيف نكون منهم؟؟؟
» وصايا من الشيخ اللحيدان : الفتن / الثورات / الفرقة /

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: