ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 الكعبة المشرفة تاريخ وسيرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

الكعبة المشرفة تاريخ وسيرة Empty
مُساهمةموضوع: الكعبة المشرفة تاريخ وسيرة   الكعبة المشرفة تاريخ وسيرة Emptyالخميس فبراير 27, 2014 1:56 am

الكعبة المشرفة تاريخ وسيرة 2714_e988eb8ecb0f1
الكعبة المشرفة تاريخ وسيرة
الكعبة المشرفة تاريخ وسيرة 2714_18d6111cb2781
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين
الكعبة المشرفة تعتبر قبلة المسلمين الخالدة منذ بدء الخليقة ، فهم يتجهون إليها في أغلب عباداتهم ، وسوف يظلون كذلك إلى أن يشاء الله ويرث الأرض ومن عليها ، فهي أول بيت وضع للناس كما يقول جلّ وعلا : { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ } ، وكذلك : { قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ }
وقال العلماء : إن المراد بالمسجد الحرام هو الكعبة المشرفة وهي التي جعل الله صلاة المسلم عندها بمائة ألف صلاة ، ففي حديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ) ، وهي التي جعلها الله مكان أمن وطهرها لعبادة الذين يأتون إليها ويطوفون بها سبعة أشواط ويؤدون الصلاة أمامها ، قال تعالى : { وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ }
فالكعبة فضلت على سائر الأمكنة وهي الوجهة الدائمة التي ترافق العبد المؤمن في كل حياته ، ليس مرتبطا بموسم ولا محصوراً في فريضة ، بل حتى حين يوسد في قبره دفيناً فإنه يوجه إلى البيت الحرام والكعبة المشرفة ، فهي قبلتنا أحياءً وأمواتا ، وهي التي يتجه الناس إليها في صلواتهم خمس مرات في اليوم والليلة وأكثر من ذلك ، إن ارتباط المسلم بها ليس مقصورا على أشهرٍ معلومات ولا محصورًا في أيام معدودات كما ذكرنا سابقاً ، ولكنه ارتباط دائم ووشائج لا تنقطع ، فهو يبدأ يومه ويستفتح عمله كما يختم نشاطه بالتوجه إليها ، حين يقف بين يدي ربه قائماً يؤدي الصلوات الخمس الموزعة بانتظام في يومه وليلته ، ناهيكم بالنوافل والأدعية والأذكار التي يشرع فيها استقبالها
ولهذا فإن معرفة تاريخ الكعبة أمر يهم جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وهي خير مكان يستحق الكتابة والبيان عنه
من أجل هذا أخي عضو وزائر الرحلات تم كتابة هذة السلسلة من المواضيع والتي سوف تعطيك صورة متكاملة عن الكعبة المشرفة بعد فراغك من قراءتها ، من حيث منشؤها ، وبناؤها ، وعلاقة إبراهيم وإسماعيل عليهم السلام بها ، وما تعرضت له من أحداث على مر العصور ، وكل ما له علاقة بها أو مرتبط بها من الحجر الأسود والمقام وصولاً حتى الكسوة ، كل هذا من خلال الكلمة والصورة والأفلام والأشكال التوضيحية
هذا وما كان من صواب فمن الله وحده وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان
أسماء الكعبة المشرفة
الكعبة المشرفة تاريخ وسيرة 2714_8d20ceea06bc2
الكعبة المشرفة بناء مكعب تقريبا (الشكل الهندسي لمسقط الكعبة المشرفة هو الشكل المختلف الأضلاع ، إي لا يوجد فيها أضلاع متساوية)
ولهذا سميت الكعبة ، لتكعيبها وهو تربيعها وقيل لعلوها ونتوئها وبروزها
والكعبة المشرفة لها عدة أسماء أخرى وردت في القرآن الكريم منها :
الكعبة : { جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ}
البيت : { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا}
البيت العتيق : { وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}
البيت الحرام : { وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَام }َ
البيت المحرم : { رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ }
البيت المعمور : { وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ } على أحد القولين ، والقول الثاني أنه في السماء
وتسمى بالقبلة لأنها تستقبل , وكل ما يستقبل فهو قبلة
وتسمى (الحمساء) وكانت قريش تنتسب إليها فيقال لهم الحمس
القبلة والكعبة المشرفة
الكعبة المشرفة تاريخ وسيرة 2714_c73d384dfaee3
إن المسلمين حين يتجهون إلى القبلة فإنما يتوجهون نحو التميز ، فالقبلة رمز للوحدة والتوحيد ، ورمز لتميز الشخص المسلم ، وحد الله هذه الأمة في ربها ونبيها ودينها وقبلتها ، وحدها على اختلاف أوطانها وأجناسها وألوانها ولغاتها ، وحدة قيامها العقيدة والقبلة ، جاء في الحديث الصحيح ( من صلَى صلاتنا واستقبل قبلتنا فذلك المسلم ) مخرج في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه
ومن المعلوم أن اتجاه القبلة هو اتجاه للكعبة المشرفة ، وهو أمر يحتاجه كل مسلم ، ليعرف اتجاه القبلة في المكان الذي يتواجد فيه ، حتى يستقبلها ، أي يتجه نحوها وذلك تنفيذًا لقوله تعالى : { قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوْهَكُمْ شَطْرَهُ }
الكعبة المشرفة تاريخ وسيرة 2714_9b132710148d4
وأن استقبال القبلة شرط لصحة الصلاة ، ولا فرق بين الفريضة والنافلة. ويتم تحديد القبلة حسب موقع المصلي :
- فالمصلون داخل المسجد الحرام مطالبون باستقبال الكعبة المشرفة ذاتها في الصلاة ، بحيث يلتفون حولها حلقاً ويحيطون بها إحاطة السوار بالمعصم
- وأهل مكة المكرمة مطالبون بالاتجاه صوب المسجد الحرام
- أما من صلى خارج البيت الحرام في أي مكان فيجب عليه ، أَن يتجه نحو جهة مكة المكرمة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( ما بين المشرق والمغرب قبلة ) رواه الترمذي ، وهذا بالنسبة لأهل المدينة
والجهات معروف أنها أربع : الشمال والجنوب والشرق والغرب
فإذا كان الإنسان عن الكعبة شرقا أو غربا كانت القبلة في حقه ما بين الشمال والجنوب
وإذا كان عن الكعبة شمالا أو جنوبا صارت القبلة في حقه ما بين المشرق والمغرب لأن الواجب استقبال الجهة
وعلى المصلي أن يحرص على تحري القبلة ولاسيما إذا كان مسافراً بسؤاله لأهل البلاد التي يمر عليها ، فإن كان في البر أو على طريق ولم يجد من يسأله أو لم ير مسجداً يستنير بقبلته أو محرابه نحو القبلة ، اجتهد وذلك بمعرفة الجهات وتتبع منازل الشمس والقمر وحركتهما أو باستعمال الأجهزة الحديثة المحددة للمواقع والجهات
ومن صلى باجتهاده إلى جهة ثم بان له أنه صلى إلى غير جهة الكعبة المشرفة يقيناً ، لم تلزمه الإعادة ومن علم يقيناً جهة القبلة وهو في الصلاة استدار جهة الكعبة المشرفة ، وأتم صلاته لأن ما مضى يعد صحيحاً أداه باجتهاده
الموقع الجغرافي للكعبة المشرفة
تقع الكعبة المشرفة في
دائرة عرض 21 درجة و25 دقيقة و21.07 ثانية شمالاً
وخط طول 39 درجة و49 دقيقة و34.36 ثانية شرقاً
N 21° 25´ 21.07
E 039° 49´ 34.36
والمرجع الأفقي هو المرجع الدولي WGS84
الكعبة المشرفة تاريخ وسيرة 2714_244335f8cac15
اتجاه الكعبة المشرفة باستخدام ظاهرة تعامد الشمس
يمكن تحديد اتجاه الكعبة المشرفة بعد طرق ، منها باستخدام ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة الشريفة ، فعندما تتعامد الشمس على مكة المكرمة يكون اتجاهها في هذه اللحظة هو اتجاه القبلة ، والشمس تتعامد على الكعبة الشريفة مرتين سنوياً ، وذلك حينما يكون ميل الشمس مساوياً لخط عرض الكعبة الشريفة ، وأثناء مرورها الزوالي فوق الكعبة الشريفة ( لحظة أذان الظهر بمكة المكرمة ) ، ويكون ارتفاع الشمس 90 درجة في تلك اللحظة للراصد الموجود بالمسجد الحرام بمكة المكرمة ، وباستعمال التوقيت المحلي للمملكة العربية السعودية
أولاً : في يوم 28 مايو في الساعة 12 ظهراً و17 دقيقة و52,8 ثانية
ثانياً : في يوم 15 يوليو في الساعة 12 ظهرًا و26 دقيقة و40,8 ثانية
في هذين اليومين ستكون الشمس مرئية بالنسبة لجميع سكان قارة أفريقيا وأوروبا وآسيا شرقاً حتى الفلبين والجزء الشمالي الغربي من قارة أستراليا ، وكل من يراها في تلك اللحظة المذكورة مرتفعة عالياً ، فإنه سيكون مستقبلاً للقبلة بإذن الله تعالى ، حيث تشير ظلال جميع الأعمدة في أي مكان مشمس مما سبق ذكره إلى جهة الكعبة المشرفة ( أعمدة الكهرباء ، الهاتف ، الحبال المعلَقة بأثقال - وذلك بعقد حبلاً يتدلى إلى أسفل ومربوط بثقل في أسفله بحيث لا يلامس الأرض حيث أن هذا يؤدي وظيفة العمود لأنه يتعامد على الأرض ) ، وبذلك يمكن لكل مسلم أن يتأكد من اتجاه القبلة بالنسبة له
بناء الكعبة المشرفة
قال تعالى { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ } قيل وضعت قبل خلق الأرض ، وقيل أول بيت عبد الله فيه
لأن وضعه دون عبادة لا معنى له ، ولأنه لو بني قبل خلق الخلق لما انطبق عليه قوله سبحانه { وُضِعَ لِلنَّاسِ }
لقد مرّت عمارة الكعبة المشرفة بأطوار ومراحـل عدة ، لقد بنيت الكعبة المعظمة اثني عشرة مرة إذا اعتبرنا البناء من الجذور والبناء الترميمي الشامل :
بناء الملائكة عليهم السلام للكعبة المشرفة
ثم آدم عليه السلام
ثم شيت عليه السلام
ثم إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام
ثم العمالقة
ثم جُرْهُم
ثم قصي بن كلاب
ثم قريش
ثم عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما
ثم الحجاج بن يوسف الثقفي
ثم السلطان مراد خان
وأخيرا بناء خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود
ويلاحظ إنه تم تحديد أبعاد الكعبة المشرفة بالذراع حسب ما ذكره المؤرخون ، وتفاوت هذا التحديد في أبعاد الكعبة المشرفة ، وهو اختلاف طبيعي ناشئ من اختلاف حساب الأذرع ، ما بين ذراع اليد ، وذراع الحديد ، وبينهما فرق في الطول ، فقد جاء في كتاب تاريخ الكعبة المعظمة أن ذراع اليد يتراوح ما بين إلى (50) سم ، وذراع الحديد (56.5) سم ، بينما تم أخيرا تحديد ذراع اليد بما يعادل (48) سم
وعلى هذا فإن الحديث عن أبعاد الكعبة المشرفة بمقياس الأذرع في العصر الحاضر لا يعطي دقة في التعرف على هذه الأبعاد ، بل يؤدي إلى حيرة ، وذلك لأن المتر وأجزاءه هو لغة القياس المفهوم في العصر الحاضر
الكعبة المشرفة تاريخ وسيرة 2714_cd6505b818941
بناء الملائكة وآدم عليهم السلام للكعبة المشرفة
أول من بناء الكعبة المشرفة قيل إنه آدم ، وقيل الملائكة ، وقيل غيرهما ، واستدل من قال ببناء الملائكة للكعبة المشرفة بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم فتح مكة : ( إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض) ، وتحريمها بسبب الكعبة المشرفة ، فلا بد من وجودها ، وذلك قبل خلق آدم
وكذلك يستدل بأن تكليف الصلاة كان لازماً في دين جميع الأنبياء عليهم السلام ، بدليل قوله تعالي: { أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} فدلت الآية على أن جميع الأنبياء عليهم السلام كانوا يسجدون لله ، والسجدة لا بد لها من قبلة ، قال تعالى { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ } ، وهذا يدل على أن هذه الجهة كانت أبداً مشرفة مكرمة
ورجح بعضهم أن آدم أول من بنى الكعبة والمسجد الأقصى وبينهما أربعون سنة ، لأن بين إبراهيم عليه السلام - الذي يقال إنه بنى الكعبة - وسليمان عليه السلام - الذي يقال إنه بنى بيت المقدس - أكثر من ألف سنة
يقول باسلامة : أن بناء الملائكة ، وبناء آدم ، وشيت ، قد ورد فيها عدة روايات عن كثير من الصحابة ، والتابعين من أهل العلم ، وكلها تثبت ذلك ـ إلا أنهم لم يرفعوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يصرحوا أنهم أخذوها عن بني إسرائيل ، ولذلك تجد كثيراً من المفسرين قد اعتمدوا عليها ، وذكروها في تفاسيرهم غير إن ابن كثير فإنه قد صرح بعدم قبولها ، وجزم أنها من الإسرائيليات التي لا تصدق ولا تكذب ، والذي جعل بعض المحققين من أهل العلم لا يعتمد عليها لكونها لم تأت عن طريق الوحي ، ولم يرد فيها حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم صريح في كيفية البناء ، غير بعض الأحاديث التي أغلبها موقوف على بعض الصحابة ، وفيها ما هو مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم بسند ضعيف
وأن أخبار وروايات العمارات الثلاث للكعبة المشرفة ، وهي بناء الملائكة ، وآدم , وشيت فهي من الأخبار التاريخية ، التي إن ثبتت وصحت لا تخل بشئ من أصول الدين الحنيف ، ولا فروعه ، وإن لم تصح ، فلا يتوقف على صحتها عدم وجود الكعبة المشرفة من يوم خلق الله السموات الأرض ، فقد ورد في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم فتح مكة : ( إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض)
بناء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام للكعبة المشرفة
أمر الله تعالى إبراهيم عليه السلام ببناء الكعبة المشرفة بعد انهدامها ، فبنى الكعبة وعمره 100 سنة ، وإسماعيل 30 سنة ، وقيل دلّه جبريل على مكان الكعبة ، وكان بناء إبراهيم غير مسقوف ، ولم يصل بين حجارتها بمدر ، ولم يجعل للبابين خشباً ، وجعل فيها جباً لهدايا الكعبة ، وكان ارتفاعها تسعة أذرع ، أي ما يعادل 4,32 م
الكعبة المشرفة تاريخ وسيرة 2714_4ad9491b04dd2
من رسمه محمد طاهر الكردي أعاد نشره عبد القدوس الأنصاري في التاريخ المفصل للكعبة المشرفة قبل الإسلام
وهذه قصة البناء :
روى الإمام البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل ، اتخذت منطقا لتعفي أثرها عن سارة ، ثم جاء بها إبراهيم وبإبنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعهما عند البيت ، عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد ، وليس بمكة يومئذ أحد ، وليس بها ماء ، فوضعهما هنالك ، ووضع عندهما جرابا فيه تمر ، وسقاء فيه ماء . ثم قفى إبراهيم منطلقا ، فتبعته أم إسماعيل ، فقالت : يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء ؟ فقالت له ذلك مرارا ، وجعل لا يلتفت إليها ، فقالت له : آلله الذي أمرك بهذا ؟ قال : نعم ، قالت : إذا لا يضيعنا ، ثم رجعت ، فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ، ثمَ دعا بهؤلاء الكلمات ورفع يديه فقال :
{ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ }
وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء ، حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها ، وجعلت تنظر إليه يتلوى - أو قال : يتلبَط - فانطلقت كراهية أن تنظر إليه فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها ، فقامت عليه ، ثمَ استقبلت الوادي تنظر ، هل ترى أحدا ؟ فلم ترى أحدا ، فهبطت من الصفا ، حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ثم سعت سعي الإنسان المجهود ، حتى جاوزت الوادي ، ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت ، هل ترى أحدا ؟ فلم تر أحدا ، ففعلت ذلك سبع مرات ، قال ابن عباس : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( فلذلك سعى الناس بينهما ) ، فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا ، فقالت صه ـ تريد : نفسها ـ ثمَ تسمعت ، فسمعت أيضا ، فقالت : قد أسمعت إن كان عندك غواث ، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم ، فبحث بعقبه ـ أو قال : بجناحه ـ حتى ظهر الماء ، فجعلت تحوضه وتقول بيدها هكذا ، وجعلت تغرف من الماء في سقائها ، وهو يفور بعدما تغرف ، قال ابن عباس : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم ـ أو قال : لو لم تغرف من الماء ـ لكانت زمزم عينا معينا)
قال : فشربت وأرضعت ولدها ، فقال لها الملك : لا تخافوا الضيعة ، فإن ها هنا بيت الله ، يبني هذا الغلام وأبوه ، فإن الله لا يضيَع أهله ، وكان البيت مرتفعا من الأرض الرابية ، تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وشماله ، فكانت كذلك حتى مرّت بهم رفقة من جرهم ـ أو أهل بيت من جرهم ـ مقبلين من كداء فنزلوا في أسفل مكة ، فرأوا طائرا عائفا ، فقالوا : إن هذا الطائر ليدور على ماء ، لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء ، فأرسلوا جريا أو جريين ( أي : رسولا) فإذا هم بالماء ، فأقبلوا ـ قال : وأم إسماعيل عند الماء ـ فقالوا : أتأذنين لنا أن ننزل عندك ؟ فقالت نعم ، ولكن لا حق لكم في الماء ، قالوا : نعم ، قال ابن عباس : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فألفى ذلك أم إسماعيل ، وهي تحب الأنس)
نزلوا وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم ، حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم ، وشبّ الغلام – إسماعيل – وتعلم العربية منهم ، وأعجبهم حين شبّ ، فلما أدرك زوّجوه امرأة منهم ، وماتت أم إسماعيل ، فجاء إبراهيم بعدما تزوّج إسماعيل يطالع تركته ، فلم يجد إسماعيل ، فسأل امرأته عنه فقالت خرج يبتغي لنا. ثم سألها عن عيشهم وهيأتهم ؟ فقالت : نحن بشرّ ، نحن في ضيق وشدة ، فشكت إليه ، قال : فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ، وقولي له : يغيّر عتبة بابه ، فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئا ، فقال : هل جاءكم من أحد ؟ قالت نعم ، جاءنا شيخ كذا وكذا ، فسألنا عنك فأخبرته ، وسألني : كيف عيشنا ؟ فأخبرته أنا في جهد وشدة. قال : فهل أوصاك بشيء ؟ قالت : نعم ، أمرني أن أقرأ عليك السلام ، ويقول لك غيّر عتبة بابك ، قال : ذاك أبي ، وقد أمرني أن أفارقك ، ألحقي بأهلك. فطلّقها ، وتزوّج منهم أخرى
فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله ثم أتاهم بعد فلم يجده ، فدخل على امرأته فسألها عنه ؟ فقالت : خرج يبتغي لنا. قال : كيف أنتم ؟ وسألها عن عيشهم وهيأتهم ؟ فقالت نحن بخير وسعة ، وأثنت على الله عز وجل ، فقال : وما طعامكم ؟ قالت اللحم ، قال : فما شرابكم ؟ قالت : الماء ، قال : اللهم بارك لهم في اللحم والماء ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ولم يكن لهم يومئذ حبّ ولو كان لهم حب دعا لهم فيه) ، قال: فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه ، قال : فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ، ومريه يثبّت عتبة بابه ، فلما جاء إسماعيل قال : هل أتاكم من أحد ؟ قالت : نعم ، أتانا شيخ حسن الهيئة ، وأثنت عليه فسألني عنك فأخبرته ، فسألني : كيف عيشنا ؟ فأخبرته أنا بخير. قال : فأوصاك بشيء ؟ قالت : نعم ، هو يقرأ عليك السلام ، ويأمرك أن تثبّت عتبة بابك ، قال : ذاك أبي ، وأنت العتبة ، أمرني أن أمسكك ، ثم لبث عنهم ما شاء الله ، ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يبري نبلا له تحت دوحة قريبا من زمزم ، فلما رآه قام إليه فصنعا كما يصنع الوالد بالولد ، والولد بالوالد ، ثم قال : يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر ، قال : فاصنع ما أمرك ربك ، قال : وتعينني ؟ قال : وأعينك. قال : فإن الله أمرني أن أبني ها هنا بيتاً ، وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها ، قال : فعند ذلك رفعا القواعد من البيت ، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني. حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له ، فقام عليه وهو يبني ، وإسماعيل يناوله الحجارة ، وهما يقولان : { رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } ، ويدوران حول البيت
قال ابن كثير : وفي هذا السياق { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ} ما يدل على أن قواعد البيت كانت مبنية قبل إبراهيم ، وإنما هدي إبراهيم إليها وبوئ لها ، وقد ذهب إلى هذا ذاهبون
الكعبة المشرفة تاريخ وسيرة 2714_d97cbcca2d693
يبلغ طول الكعبة كما بناها إبراهيم عليه السلام 14.56 مترا و 14.92 مترا على التوالي
بناء العمالقة الكعبة المشرفة
روى الأزرقي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، أنه قال في خبر بناء إبراهيم عليه السلام للكعبة : ثم انهدم - يعني البيت المشرف - فبنته العمالقة ، ثم انهدم فبنته قبيلة من جرهم
بناء جرهم الكعبة المشرفة
كان البيت قد دخله السيل من أعلى مكة فانهدم ، فأعادته جرهم على بناء إبراهيم عليه السلام ، ووضعوا لها باباً له مفتاح ، واستمرت جرهم في الإشراف على الكعبة لمدة 300 عام حتى لهوا وطغوا وأخذوا المكوس ، فغلبهم بنو إسماعيل على الكعبة فأشرفوا عليها ، فخرجت جرهم من مكة بعد غلبة خزاعة عليها ، فنزلوا في وادي إضم فهلكوا
واستمرت خزاعة في الإشراف على البيت حتى نفى قصيّ (أول من سمي القرشي) خزاعة - ورئيسهم أبو غبشان - واشترى منه مفتاح الكعبة بزقّ خمر ، ثم لما تولى بمكة أطعم الحجاج - بعد أن جمع المال من قومه - وذبح البهائم ، فدانت له العرب
بناء قصيّ الكعبة المشرفة
وأن قصيّ بن كلاب لما ولي أمر البيت ، جمع نفقته ، ثم هدم الكعبة فبناها وسقفها بخشب الدوم وجريد النخل وقام بإخراج الحجر الأسود من زمزم - بعد أن دفنته خزاعة - فوضعه للناس قبل بناء قريش للكعبة
وتوزعت قريش الوظائف : فالسقاية لبني المطلب - المطلب بن عبد مناف بن قصيّ ، والرئاسة لبني عبد مناف ، والرفادة - إطعام الطعام - لبني أسد بن عبد العزى ، والحجابة ودار الندوة لبني عبد الدار بن قصيّ ، ثم ضمّ عبد المطلب بن هاشم الرفادة إليه بعد عمه المطلب. وكانت قريش تفتح الكعبة يوما الاثنين والجمعة
محاولات هدم الكعبة المشرفة
ولقد تعرضت الكعبة المشرفة خلال هذه الزمن إلى عدة حوادث حيث حاول تبع الأول هدم الكعبة ، فهزمته قريش ، وكذلك تبع الثاني ، وقدم تبع الثالث - وهو تبع الحميري - لهدمها فتعرض لعاصفة ثم مرض مرضاً شديداً فتاب ، وأقام بمكة ستة أيام وكسى الكعبة وحلق رأسه ، وجعل للكعبة باباً ثانياً. وقيل : إن تبعاً لم يرد غزو الكعبة ، وإنما أشار عليه بعضهم بسرقتها ، فأبى وجاء البيت فطافه ، وكانت هناك إيضا عدة محاولات لهدم الكعبة غير تلك تصدّت لها قريش
في عهد عبد المطلب وقع حدث عظيم خلده القرآن الكريم ، وهو حادثة أصحاب الفيل ، حيث أن أبرهة الحبشي الذي يحكم اليمن ، بنى له كنيسة سماها القليس ، وأرد أن يصرف إليها حج العرب من الكعبة ، فغضبت العرب لذلك ، وأتى رجل كناني فأحدث فيها ، فلما علم أبرهة بذلك غضب وأقسم ليسيرن إلى البيت فيهدمه ، ثم أمر الحبشة فتهيأت وتجهزت ، ثم سار ومعه الفيل ، فلما قرب أبرهة من مكة وتهيأ لدخولها وهو مجمع أمره على هدم البيت ثم الانصراف إلى اليمن ، وكان من أمرهم أنه كلما وجهوا الفيل إلى مكة برك ، فضربوه ليقوم فأبى ، فوجهوه راجعاً إلى اليمن فقام يهرول ، ووجهوه إلى الشام أو المشرق ففعل مثل ذلك ، ووجهوه إلى مكة المكرمة برك. فأرسل الله تعالى عليهم طيراً من البحر مع كل طائر منهم ثلاثة أحجار يحملها ، حجر في منقاره ، وحجران في رجليه ، أمثال الحمص والعدس ، لا تصيب منهم أحد إلا هلك ، فخرجوا يتساقطون بكل طريق ، ويهلكون على كل منهل ، وأصيب أبرهة في جسده ، وخرجوا به معهم تسقط أنامله أنملة أنملة حتى قدموا به صنعاء فمات هناك
{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيل ٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ }
بناء قريش للكعبة المشرفة
الكعبة المشرفة تاريخ وسيرة 2714_af948f50f0634
قامت قريش ببناء الكعبة قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين (عام 606 م) ، وذلك بسبب احتراق كسوتها بشرارة من مجمرة امرأة من قريش كانت تبخرها ، وكانت الكسوة عليها ركاماً بعضها فوق بعض ، فلما احترقت الكعبة المشرفة وهنت جدرانها من كل جانب ، وجاء سيل جارف فدخل الكعبة المشرفة وصّدع جدرانها ، ففزعت من ذلك قريش فزعاً شديداً ، وخافوا أن تنهدم ، وهابوا هدمها
وبينما هم ينتظرون ويتشاورون جنحت سفينة بساحل الشعيبة (جنوب مدينة جدة) وهي يومئذ ميناء مكة المكرمة ، فسمعت بها قريش ، فاشترت خشبها وأعدوه لسقف الكعبة ، فلما قدموا به مكة أجمعوا أمرهم على هدم الكعبة وأخرجوا ما كان فيها من حلية ومال وقرني الكبش (الذي ذبحه إبراهيم عليه الصلاة و السلام) ، وجعلوه عند أبي طلحة بن عبد الله ، وأخرجوا هبل ، ونصب عند المقام
ولما اجتمع لهم ما يردون من الحجارة والخشب وغيره غدوا على هدمها ، فخرجت الحية التي كانت في بطنها تحرسها ، تمنعهم من هدمها ، فلما رأوا ذلك قال لهم الوليد بن المغيرة : يا قوم ، ألستم تريدون بهدمها الإصلاح ؟ قالوا بلى ، قال : فالله لا يهلك المصلحين ، لا تدخلوا في عمارة بيت ربكم إلا طيب أموالكم ، ولا تدخلوا فيه مالاً من ربا ، ولا من مال ميسر ، ولا مهر بغي ، وجنبوه الخبث من أموالكم ، وما لم تقاطعوا فيه رحماً ، ولم تظلموا فيه أحد من الناس ، فإن الله لا يقبل إلا طيباً. ففعلوا ، فقاموا عند المقام يدعون ربهم ويقولون : اللهم إن كان لك في هدمها رضاً فأتمه ، وأشغل عنا هذا الثعبان ، فأقبل طائر من جوّ السماء كهيئة العقاب والحية على جدر البيت فاغر فاها ، فأخذ برأسه ثم طار به
وجزأت قريش الكعبة المشرفة أربعة أجزاء حسب جوانبها ثم ربعت القبائل أرباعاً ، على أن يتولى كل قوم الهدم والبناء في جانبه. ولكنهم ترددوا في الإقدام على الهدم خشية أن يلحقهم الأذى ، فقال الوليد بن المغيرة : أنا أبدؤكم في هدمها ، فعلا البيت وفي يده معول ، وبدأ الهدم وهو يقول اللهم لم ترع ، إنما أردنا إلا الإصلاح ، فهدم من ناحية الركنين ، فهدمت قريش معه في اليوم التالي عندما رأته لم يصبه شيء ، حتى بلغوا الأساس الذي رفع إبراهيم وإسماعيل عليهم الصلاة والسلام ، القواعد من البيت ، صخور متصلة متماسكة كأسنمة الجمال ، وشارك النبي صلى الله عليه وسلم في البناء بنقل الحجارة ، وكان سنّه صلى الله عليه وسلم 35 سنة ، ووضع بيده الشريفة الحجر الأسود في موضعه بعد أن اختلفت القبائل واحتكموا إلى أول داخل للبيت ، فكان صلى الله عليه وآله وسلم أول داخل للكعبة فاتفقوا على تحكيمه ، فأشار عليهم بأن يأتوا برداء ذي أربعة أطراف فأعطى كل طرف إلى قبيلة وعند رفع الرداء أخذ بيده الشريفة الحجر الأسود ووضعه في مكانه
وقد قصرت بقريش النفقة ، فأخرجوا من بنائها من جهة حجر إسماعيل تقريباً ثلاثة أمتار (2،88 متر) ، ورفعوا بابها عن مستوى المطاف ليدخلوا الكعبة المشرفة من أردوه ، وسدوا الباب الخلفي المقابل لهذا الباب ، وسقفوا الكعبة المشرفة بالخشب وجعلوه على ست دعائم في صفين ، وجعلوا لها ميزابا يسكب في حجر إسماعيل عليه السلام ، وعملوا سداً يصرف الماء عن الكعبة المشرفة ، ورفعوا بناء الكعبة المشرفة ليكون 18 ذراعاً ، إي ما يعادل 8,64 م ، بعد إن كان 4,32 متر ، وزوقوا سقفها وجدرانها الداخلية ودعائمها ، وجعلوا فيها صور الأنبياء ، وصور الملائكة ، كما عملوا صورة لإبراهيم الخليل عليه السلام يستقسم بالأزلام ، وصورة مريم في حجرها عيسى عليهم السلام أجمعين ، والظاهر أن هذا من عمل البناء والنجار النصراني باقوم الذي استعانت به قريش ، فلما فرغوا من بناء الكعبة المشرفة ردوا مالها وعلقوا الحلية وقرنا الكبش ، ونصبوا هبل كما كان قبل ذلك ، وكسوها حبرات يمانية ، وقيل كسوها الوصائل
وفي السنة الثامنة للهجرة ، فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة ودخل المسجد الحرام وأزال ما به من الأصنام والأوثان ، التي كان عددها يبلغ ثلاثمائة وستين صنماً ، وأنه أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يمحو الصور التي في الكعبة المشرفة ، وأنه صلى الله عليه وسلم دخلها وما فيها شيء من الصور ومعاليق أهل الجاهلية ، وصلى بها ، فبذلك كان فتح مكة المكرمة تطهيراً للكعبة المشرفة والبيت الحرام من شرك وأوثان الجاهلية ، ثم استدعى عثمان بن طلحة وسلمه مفتاح الكعبة قائلاً له : (خذوها يا بني عبد الدار خالدة تالدة إلى يوم القيامة، لا ينزعها منكم إلا ظالم)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

الكعبة المشرفة تاريخ وسيرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الكعبة المشرفة تاريخ وسيرة   الكعبة المشرفة تاريخ وسيرة Emptyالخميس فبراير 27, 2014 2:05 am

الكعبة المشرفة تاريخ وسيرة 2714_bae087616d5f1
بناء عبد الله بن الزبير في سنة 64 هجرية - 683 م
الكعبة المشرفة تاريخ وسيرة 2714_314f761d42e12
من رسمه محمد طاهر الكردي أعاد نشره عبد القدوس الأنصاري في التاريخ المفصل للكعبة المشرفة قبل الإسلام
لما أرسل يزيد بن معاوية الحصين بن نمير مع جيشه إلى مكة المكرمة لقتال ابن الزبير ، استولى الحصين على مكة كلها إلا المسجد الحرام ، حيث لجأ ابن الزبير وأصحابه إليه ، فبنوا حول الكعبة المشرفة بيوتا من القصب ورففاً من الخشب يستترون فيها من حجارة المنجنيق ويستظلون بها من الشمس ، وكان الحصين بن نمير قد نصب المنجنيق على جبل أبي قبيس وقعيقعان يرمي بها الكعبة المشرفة ، وكانت الحجارة تصيب الكعبة المشرفة ، حتى تمزقت كسوتها وترجرجت حجارتها ، وضعفت جدرانها ، واستمر الحال على ذلك أياماً
ولقد اختلف المؤرخون فيمن هو المسئول عما أصاب الكعبة المشرفة من حريق ، حيث قيل إن أحد أصحاب ابن الزبير أوقد نارا طارت شرارة في الخيمة ، فاحترقت الخيام وسببت حريقاً في المسجد ، حتى تعلقت النار بكسوة الكعبة المشرفة في يوم ذي رياح شديدة ، والكعبة المشرفة يومئذ مبنية ببناء قريش مدماك من خشب ومدماك من حجارة ، ومنهم من قال سبب الحريق أصحاب الحصين رموها بالنفط ، فاحترقت الكعبة المشرفة ، وكان ذلك ليلة السبت الثالث من ربيع الأول لعام 64هجرية ، واحترق مع الكعبة المشرفة الحجر الأسود ، وتصدع إلى ثلاث فرق ، وانشطرت منه شظية كانت عند آل شيبة بعد ذلك بدهر طويل (شدّه ابن الزبير عند إعادة بنائها بالفضة إلا تلك الشظية) ، ففزع لهذا الأمر الذي أصاب الكعبة المشرفة أهل مكة وأهل الشام جميعا
ولم يزل الحصين محاصراً ابن الزبير حتى وصل خبر وفاة يزيد بن معاوية ليلة هلال ربيع الآخر من العام نفسه ، فترك الحصين الحصار ، وغادر بجيشه مكة المكرمة ، تاركاً الكعبة المشرفة وقد تهدمت معظم أجزائها
أعلن عبد الله بن الزبير نفسه خليفة للمسلمين ، وأمر بكنس المسجد وتنظيفه مما فيه من الحجارة والدمار ، والكعبة المشرفة قد مالت حيطانها من حجارة المنجنيق والحريق ، وهي متوهنة ترتج من أعلاها إلى أسفلها
ودعا ابن الزبير وجوه الناس وأشرافهم ، وقال : يا أيها الناس ، أشيروا عليّ في الكعبة أنقضها ثم أبني بناءها ، أو أصلح ما وهي منها ؟
فأشار عليه ناس كثير بهدمها ، منهم جابر بن عبد الله ، وأبى أكثر الناس هدمها ، وكان أشدهم عبد الله بن عباس ، الذي قال : فإني قد فرق لي رأي فيها ، أرى أن تصلح ما وهي منها وتدع بيتاً أسلم الناس عليه ، وأحجاراً أسلم الناس عليها ، وبعث عليها النبي صلى الله عليه وسلّم ، فقال ابن الزبير : لو كان أحدكم احترق بيته ما رضي حتى يجدد ، فكيف ببيت ربكم ؟ إني مستخير ربي ثلاثاً ، ثم عازم على أمري
فلما مضت الثلاث أجمع رأيه على هدمها ، وكان يحب أن يكون هو الذي يرده على ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على قواعد إبراهيم عليه السلام ، قال ابن الزبير : إني سمعت عائشة رضي الله عنها تقول إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لولا الناس حديث عهد بكفر وليس عندي من النفقة ما يقويني على بنائه ، لكنت أدخلت فيه من الحجر خمسة أذرع ، ولجعلت فيه من الحجر خمسة أذرع ، ولجعلت لها باباً يدخل الناس منه وباباً يخرجون منه) قال : فأنا اليوم أجد ما أنفق ، ولست أخاف الناس
فلما اجتمع لابن الزبير عدة البناء كاملة ، أخذ ما في باطن الكعبة المشرفة من حلية وغيرها ، ووضعها في دار شيبة بن عثمان إلى أن أتم البناء ، ولما أراد هدم الكعبة المشرفة ، خرج أهل مكة إلى منى ، خوفاً أن ينزل عليهم عذاب لهدمها ، ولم يرجعوا حتى أخذا في بنائها ، وبعضهم بقي في مكة منهم ابن عباس لم يغادرها
فأمر ابن الزبير بهدمها ، فتلكأ العمال عن نقضها ، وما اجترأ أحد على ذلك ، فعلاها بنفسه وابتدأ هدمها في يوم السبت نصف جمادى الآخر عام 65هجرية ، فلما رأى الناس أنه لم يصبه شيء تبعه الناس في ذلك ، وتم هدمها في نصف نهار وألصقها بالأرض من جوانبها جميعاً ، وجعل ابن الزبير الحجر الأسود في ديباجة وأدخله في تابوت وقفل عليه ووضعه في دار الندوة ، وكان في بعض جدار الكعبة قرنا الكبش ، لما مسهما ابن الزبير همدا من الأيدي ، وقيل إن قرني الكبش احترقا لما احترقت الكعبة المشرفة
وأرسل ابن عباس إلى ابن الزبير : لا تدع الناس بغير قبلة ، انصب لهم حول الكعبة الخشب ، واجعل عليها الستور يطوف الناس من ورائها ويصلون إليها
فلما هدمها وسوها بالأرض ، كشف أساس إبراهيم عليه السلام وظهرت لهم القواعد التي بني عليها البيت ووجد أنها داخلة في الحجر بمقدار ستة أذرع وشبر (2,88 متراً) ، كأنها أعناق الإبل آخذا بعضها ببعض ، فإذا حرك الحجر من القواعد تحركت معه الأركان كلها ، فدعا ابن الزبير خمسين رجلا من وجوه الناس وأشرافهم وأشهدهم على ذلك الأساس ، ثم وضع البناء على ذلك الأساس ، وجمع حجارتها من الجبال التي جمعت منها الحجارة حين أرادت قريش بناء الكعبة المشرفة ، وهي جبل حراء وثبير والمقطع والخندمة وحلحلة وجبل الكعبة ومردلة ، وجعل باب الكعبة الشرقي على مدماك الشاذروان الملاصق للأرض ، وجعل الباب الآخر الغربي بإزائه في ظهر الكعبة مقابله تماما ، ثم لما وصل البناء إلى موضع الركن وضع الحجر الأسود في مكانه على حال غفلة من الناس (والأرجح أنه اختلف فيمن وضع الحجر الأسود في مكانه) وشدّه بالفضة ، فلما بلغ ابن الزبير بالبناء ثمانية عشر ذراعاً ، وكان هذا طولها يوم هدمها ، استقصره لأجل الزيادة التي زادها من حجر إسماعيل فيها ، فقال ابن الزبير : قد كانت قبل قريش تسعة أذرع حتى زادت قريش فيها تسعة أذرع طولاً في السماء ، فأنا أزيد فيها تسعة أذرع أخرى ، فبناها 27 ذراعاً ، إي ما يعادل 12,95 مترا ، وهو ارتفاعها الحالي ، وجعل عرض الجدار ذراعين ، أي ما يعادل 0,93 متراً ، وجعل فيها ثلاث دعائم تحمل السقف في صف واحد من الشمال إلى الجنوب
الكعبة المشرفة تاريخ وسيرة 2714_20fe24cb4a973
وبهذا أعاد بناءها على قواعد سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، تيمنا بما كان يتمناه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، غير إنه جعل ارتفاعها ضعفي ما كانت عليه في عمارة الخليل عليه السلام
الكعبة المشرفة تاريخ وسيرة 2714_930400412fda4
وبني روازن السقف برخام مجلوب من صنعاء وجعل باب الكعبة مصراعين بدل المصراع الواحد الذي كان قبل ذلك ، وطوله أحد عشر ذراعا ، وجعل لها درجة في بطنها في الركن الشامي من خشب معرجة يصعد فيها إلى السطح ، وجعل في سطحها ميزابا يسكب في الحجر وبعد أن فرغ من بنائها طيب جوفها بالعنبر والمسك كما لطخ جدارها الخارجي بالمسك من أعلاها إلى أسفلها ، وسترها بالديباج ، وبقيت من الحجارة بقية فرش بها حول البيت على مداره عشرة أذرع
الكعبة المشرفة تاريخ وسيرة 2714_68f60beea95c5
وكان الفراغ من عمارة البيت في السابع عشر من رجب سنة 65 للهجرة ، ثم اعتمر هو وأصحابه من التنعيم ماشياً شكراً لله عز وجل على ما أنعم من المعونة والتيسير في بناء بيته الحرام ، على الصفة التي كان عليها مدة الخليل إبراهيم عليه السلام ، وكان ذلك اليوم يوماً مشهوراً ، أهدى فيه ابن الزبير مائة بدنة ، وأهدى أهل مكة المئات من الأنعام ، ولم يبق من أشراف مكة وذوي الاستطاعة فيها إلا وأهدى وأعتق ، ولما طاف استلم الأركان الأربعة جميعاً ، وقال : إنما كان ترك استلام هذين الركنين لأن البيت لم يكن تاماً
بناء الحجاج بن يوسف في سنة 74 هجرية - 693 م
من رسمه محمد طاهر الكردي أعاد نشره عبد القدوس الأنصاري في التاريخ المفصل للكعبة المشرفة قبل الإسلام
أما بناء الحجاج بن يوسف الثقفي فلم يكن بناء شاملا بل كان نقضاً لجزء من بناء ابن الزبير وتعديله ليكون مثل الشكل السابق لبناء ابن الزبير
وهو البناء الوحيد المعروف والذي تم بدون سبب من هدم أو حرق ، حيث لم تتأثر الكعبة المشرفة من أحجار المنجنيق خلال حصار الحجاج لابن الزبير بمكة المكرمة ، كما حصل لها من قبل أثناء حصار الحصين بن نمير لابن الزبير في مكة المكرمة السابق ذكره
بعد ما انتهت محاصرة ابن الزبير وقتله وصلبه من قبل الحجاج ، كتب سنة 74 هجرية إلى عبد الملك بن مروان ، إن ابن الزبير زاد في البيت ما ليس منه ، وأحدث فيه باباً آخر ، فكتب إليه عبد الملك أن سدّ بابها الغربي الذي كان فتحه ابن الزبير ، واهدم ما كان زاد فيها من حجر إسماعيل ، واكبس أرضها بالحجارة التي تفضل من أحجارها على ما كانت عليه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان فعل الحجاج هذا الكعبة بأمر الخليفة عبد الملك بن مروان
فهدم الحجاج منها ستة أذرع وشبراً (2,88 متراً) مما يلي حجر إسماعيل ، وبناها على أساس قريش الذي كانت استقصرت عليه ، كما أشار عليه به عبد الملك ، ولم يعمل في هذه الجهة شاذرواناً كما عمل ابن زبير في هذه الجهة من قبل ، وسده الباب الذي في ظهرها ، ورفع عتبة باب الكعبة المشرفة عن أرض المطاف ،
أربعة أذرع وشبر (2,25 مترا) ، وكبس أرضها بالحجارة التي زادت من أحجارها ، وأبقي ما زاد من طولها على بناء ابن الزبير ، وترك سائرها لم يحرك منها شيئاً. ثم ندم عبد الملك على هذا الفعل ، وتمنى لو أبقاها كما كانت من عمل ابن الزبير
روى مسلم في صحيحه عن عطاء قال : فلما قتل ابن الزبير كتب الحجاج إلى عبد الملك بن مروان ، يخبره بذلك ، ويخبره أن ابن الزبير قد وضع البناء على أسٍّ نظر إليه العدول من أهل مكة ، فكتب إليه عبد الملك : إنا لسنا من تلطيخ ابن الزبير في شيء ، أما ما زاد في طوله فأقره ، وأما ما زاد فيه من الحجر فرده إلى بنائه ، وسدّ الباب الذي فتحه ، فنقضه وأعاده إلى بنائه
وروى مسلم أيضاً عن عبد الله بن عبيد : وفد الحارث بن عبد الله على عبد الملك بن مروان في خلافته ، فقال عبد الملك : ما أظن أبا خبيب - ابن الزبير - سمع من عائشة ما كان يزعم أنه سمعه منها ، فقال الحارث : بلى أنا سمعته منها ، قال : سمعتها تقول ماذا ؟ قال : قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن قومك استقصروا من بنيان البيت ، ولولا حداثة عهدهم بالشرك أعدت ما تركوا منه ، ولجعلت لها بابين موضوعين في الأرض شرقياً وغربياً ، وهل تدرين لم كان قومك رفعوا بابها ؟ قالت : لا. قال : تعززاً أن لا يدخلها إلا من أرادوا ، فكان الرجل إذا هو أراد أن يدخلها يدعونه يرتقي حتى إذا كاد أن يدخل دفعوه فسقط ، فإن بدا لقومك من بعدي أن يبنوه ، فهلمي لأريك ما تركوا منه ، فأراها قريباً من سبعة أذرع) ، فقال عبد الملك ‏للحارث ‏أنت سمعتها تقول هذا قال نعم ، فنكث ساعة بعصاه ، ثم قال : وددت أني تركته وما تحمّل ، وفي رواية : قال : لو كنت سمعت قبل أن أهدمه ، لتركته على ما بنى ابن الزبير
وذكر إن الخليفة سليمان بن عبد الملك كان يحب أن برد الكعبة المشرفة على ما بناها ابن الزبير ، ولم يمنعه من ذلك إلا كون الحجاج صنع ذلك بأمر أبيه عبد الملك بن مروان ، وكذلك ذكر عن أمير المؤمنين هارون الرشيد ، أو أبيه المهدي ، أنه سأل الإمام مالك ابن أنس عن هدم الكعبة المشرفة ، وردها إلى ما فعله ابن الزبير ، فقال له مالك : ناشدتك الله يا أمير المؤمنين ، لا تجعل كعبة الله ملعبة للملوك ، لا يشاء أحد أن يهدمها إلا هدمها ، فتذهب هيبته من صدور الناس فترك ذلك الرشيد
وقد ذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره الأحاديث التي رواها مسلم في صحيحه ، عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، والمتقدم ذكرها ، بالقول : فدل هذا على صواب ما فعله ابن الزبير ، فلو ترك لكن جيداً ، ولكن بعد ما رجع الأمر إلى هذا الحال ، فقد كره بعض العلماء أن يغير عن حاله
بناء السلطان مراد في سنة 1040 هجرية - 1630 م
بقيت الكعبة المشرفة على حالها ، من يوم أن اقتطع الحجاج منها ما أدخله ابن الزبير فيها من حجر إسماعيل ، وسد بابها الغربي ، ورفع بابها الشرقي ، حتى وقع في جدران الكعبة المشرفة تصدع عام 1019 هجرية في عهد السلطان أحمد العثماني ، وكذلك في جدار الحجر، وكان من رأي السلطان هدم بناء الكعبة وإعادة بنائها من جديد ، إلا أن المهندسين أشاروا عليه بدلا من ذلك بعمل نطاق من النحاس الأصفر المطلي بالذهب ، واحد علوي وآخر سفلي ، ورغم ذلك لم تصمد الكعبة طويلا
حيث أنه في 19 شعبان سنة 1039هجرية في عهد أمير مكة الشريف مسعود بن إدريس بن حسن ، سقط على مكة المكرمة مطر عظيم ، ابتدأ من صباح يوم الأربعاء ، وأشتد نزوله بين صلاتي الظهر والعصر ، وصاحبه برد ، استمر إلى ليلة الخميس ، وجرى منه في آخر يوم الأربعاء سيل وفيضان كبير لم تشهد مكة مثله قط ولم يرى الراؤون مثله ، أغرق المسجد الحرام إلى نصف جدار الكعبة المشرفة ، وأخرج أمتعة أهل مكة المكرمة ومات نحو ألف شخص ، ففتحت سراديب باب إبراهيم لخروج الماء ، وفي آخر نهار يوم الخميس سقط الجدار الشامي للكعبة المشرفة وبعض الجدارين الشرقي والغربي ، وسقط طوق الحجر الأسود ، فأخرجت القناديل العشرين من الكعبة ، وهي مذهبة ومرصّعة باللؤلؤ ، وبعض المعادن والميزاب ، ووضعت عند محمد الشيبي ، وفي يوم الجمعة بعد تنظيف المسجد رفعت الحجارة الساقطة ووضعت في أنحاء الحرم ، وفي يوم السبت اتفق العلماء على أن تعمر الكعبة من مالها (أي قناديلها) ، والمبادرة إلى العمارة مّمن له على إمارة الحرمين الشريفين ، وأن المخاطب بهذا هو السلطان مراد العثماني الذي هو صاحب الولاية العظمى ، ثم نائبة الشريف
وفي اليوم نفسه أمر الشريف المهندسين والفعلة بتنظيف المسجد الحرام مع باطن الكعبة المشرفة ، فأدخلت الأبقار للمسجد الحرام لحرث الوحول المتراكمة ولحمل الطين ، وانتهى التنظيف في 10 رمضان 1039 هجرية ، وتم أخذ 1000 دينار ، أجوراً للعمال من صاحب جدة من المال المجتمع عنده للسلطنة العثمانية
فأرسل والي مصر محمد على الألباني مندوباً من قبله خوّله صلاحية تامة لاتخاذ التدبير المستعجلة في إصلاح الكعبة ، وعمل خشب حول الكعبة لسترها وكان لاصقاً بالكعبة ، وستر بكسوة خضراء في 23 شوال ، ثم عمل سياج آخر من الخشب يبعد عن الكعبة ستة أذرع من جميع الجهات في 22 ربيع ثاني 1040 هجرية ، ووصل مندوب السلطان العثماني مكة وباشر العمل بالاشتراك مع مندوب والي مصر ، وفي يوم الاثنين 27 ربيع ثاني سقط مطر فوقعت على أثره حجران من الجدار الغربي ، وأحجار صغار أيضاً ، وفي نفس اليوم وصلت أول الأحجار الكبار التي اقتطعوها للكعبة من جبل الشبيكة (والمسمى حالياً جبل الكعبة) ، وفي 19 جمادى الأولى قرر العلماء والمهندسون هدم بقية الجدارين الشرقي والغربي ، وفي 25 منه وضعت الكسوة في مقام إبراهيم والباب في بيت قاضي مكة ، وفي آخر جمادى الأولى شرعوا في هدم الجدارين وإزالة أخشاب السقف والميزاب ، وفي 2 جمادى الثانية هدم الجدار اليماني بعد سؤال رفع لعلماء مكة المكرمة مضمونه (هل يجوز هدم الجدار اليماني إذا شهد المهندسون بوهنه وسقوطه إن لم يهدم ؟ ) فأجاب بعضهم بجواز الهدم ، وخالفهم آخرون بعدم الجواز ، وفي 3 منه قلعت العتبة الشريفة والركن اليماني والشاذروان ، وفي 4 منه نقض السقف ووضع الخشب والرخام والرصاص في سقاية العباس ، وقد وصلوا في عملية الهدم إلى المدماك أو الصف الأول من الحجارة الذي على وجه الأرض ، وقام بناء الكعبة المشرفة عليه ، لذلك لم تتغير أبعاد الكعبة ، ولا بصورة جزئية ، وفي 23 منه وضع أساس الجدارين الشامي والغربي من قبل الأعيان ، ووضعت العتبة ، ثم ذبحت القرابين
وفي يوم الاثنين غرة شهر رجب وضع الركن اليماني ، وفي 4 منه وضعت العتبة الشريفة ، وفيها نقب لخروج الماء ، وفي 9 منه ستر الحجر الأسود بخشب ، وبدئ بإزالة الطوق الفضي ، فانكسر بعض الحجر الأسود ، فتوقفوا ، واكتفوا بإصلاحه ومساواته بباقي الجدار ، وذلك بحضور الأعيان والأشراف ، وكان لون الحجر الأسود من الداخل أبيض ، وعدد قطعه 13 قطعة أربعة منها كبار ، وعملوا مركباً من عنبر ولادن ، وأعادوا به الفتات من الحجر ، وبعد تمام الإلصاق وضعوا عليه الطوق ، وفي نفس اليوم ذاب من حرارة الشمس ، فعمل خليط آخر من القلفونية ، والاسبيذاج (رماد الرصاص) ، والسندروس ( صمغ) ، وأضافوا إليه المسك والعنبر ، وقليلاً من الفحم للسواد ، وألصق منتصف ليلة 10 رجب ، وفي 11 منه تم تمويه الحجر الأسود بالفضة ، وفي 22 منه وضع مصراعا الباب المصفح بالفضة المعمولان من قبل السلطان سليمان ، وفي 23 منه وضع الباب الشريف المصنوع من قبل السلطان بيبرس ، وفي يوم الأربعاء غرة شعبان رفعت جميع الستاير الخشبية التي نصبت حول الكعبة ، وفي 8 منه وضعت قواعد الأعمدة الداخلية في الكعبة التي جيء بها من الشام ، وفي 11 ، 12 منه نصبوا الأعمدة على قواعد من الحجارة مطوقة بالحديد ومخلوطة بالرصاص ، وفي 18 منه دهنت الأعمدة بالجير والزعفران وطلوا ذلك بغرا الجلود ، وفي 28 منه عمل السقف الأول ، وفي 25 شعبان عمل السقف الثاني ، وفي 29 منه ركب الميزاب الذي صنعه السلطان أحمد خان ، وفي غرة شهر رمضان سنة 1040 هجرية ألبست الكعبة المشرفة ثوبها ، وفي 2 منه وضع رخام سقف الكعبة ، وفي 3 منه تم عمل الشاذروان بعد ثلاثة أسابيع من بدئه ، وكان قد تكسر من رخامه عشرة ، فأبدلوها برخام جديد وضعوه في الجانب الغربي ، وفي 9 منه نصب الدرج الداخلي للكعبة ، وفي 10 منه عمل جدار الحِجر ، وفي 20 منه وضع الباب الحديد للدرج الداخلي للكعبة ، وفي 21 منه أحضر خليط آخر للحجر الأسود ، وفي 8 شوال تم ترخيم وجه جدار الحجر ، وأصلح الرخام المتكسِّر في المطاف وأصلح مقام إبراهيم وأبواب المسجد عموماً
وفي 6 ذي القعدة كتب تاريخ العمارة على لوح رخام داخل الكعبة المشرفة على الجدار الغربي ، وهو أواخر شهر رمضان 1040 هـ في عهد السلطان مراد بن أحمد بن محمد ، وفي 22 منه علقت قناديل الكعبة المشرفة ، وفي 2 ذي الحجة انتهى البناء والإصلاح بحمد الله بعد ستة أشهر ونصف من ابتدائه ، وتكلف بناؤها 16000 جنيه ذهب ، وتاريخ عمارتها إذا اعتبرناه من بداية المباشرة في هدم ما تبقى من أنقاضها ، فيكون يوم السبت نهاية جمادى الأولى 1040 هجرية ، وإذا اعتبرناه من بداية وضع أول أساس في البناء فيكون يوم الأحد الثالث والعشرين من جمادى الثانية عام 1040هجرية ، وكان الانتهاء الكامل من جميع أعمال البناء المتعلقة بالكعبة المشرفة هو في اليوم الثاني من شهر ذي الحجة لعام 1040هجرية ، وهي آخر عمارة للكعبة المشرفة استمرت على وضعها إلى عهد الترميم الشامل للكعبة المشرفة الذي تم في عهد خادم الحرمين الملك فهد بن عبد العزيز رحمة الله

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

الكعبة المشرفة تاريخ وسيرة Empty
مُساهمةموضوع: معلومات عن الكعبة المشرفه و المسجد النبوي و مسجد الاقصى   الكعبة المشرفة تاريخ وسيرة Emptyالخميس فبراير 27, 2014 2:07 am

الكعبة المشرفة تاريخ وسيرة 2714_e988eb8ecb0f1
معلومات عن الكعبة المشرفه و المسجد النبوي و مسجد الاقصى
الكعبه المشرفه
يعتبر المسجد الحرام من أهم المعالم الإسلامية ، فإليه يصلى المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها ، وإليه يحجون ويعتمرون ، وفي ذلك دليل على وحدتهم وتعاونهم . ولقد مر المسجد الحرام ـ في بنائه ـ بأطوار متعددة عبر العصور إلى أن وصل إلى شكله الحالي والذي يتسع لحوالي مليوني مصلي تقريباً
المسجد النبوى الشريف
يوجد هذا المسجد المبارك في المدينة المنورة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ، والمدينة من أشرف البقاع ، وأطهر الأماكن حيث قال النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ " المدينة طيبة تنفي خبثها كما ينفي الكير خبث الحديد " ولهذا اختارها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لتكون محضن الرسالة وموطن لنزول الوحي ؛ ولقد قام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ببناء الدعامة الأساسية ألا وهى المسجد النبوي الشريف ، بناه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بنفسه هو والصحابة الكرام وأستخدم في بنائه جريد النخل ، واللبن مما يدل على بساطة هذا الدين ؛ وكان هذا المسجد مسكن لمن ليس له مسكن من أهل الصفة ، وكانت تخرج منه الغزوات ، والوفود ؛ ثم بعد عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أجريت عليه بعض الإصلاحات إلا أنها لم تغير من رونقه المتواضع الذي بني عليه في أول الأمر ؛ وفي هذا العصر أهتم المسلمون بالمسجد النبوي الشرف أيما اهتمام ، من حيث الشكل والمظهر والخدمة لزوار هذا المكان الشريف.
المسجد الأقصى الشريف
يعتبر السجد الأقصى الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، وإليه تشد الرحال كما في حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد ، المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى " والناظر إلى تاريخ هذاالمسجد يجد أنه قد مر عبر العصور بنكبات كادت أن تقضي عليه لولا عناية الله تعالى له ، فلقد تعرض للغزو الصليبي تارة وللغزو الروماني تارة أخرى وهو الآن تحت وطأة الغزو الصهيوني نسأل الله أن يرده إلينا مرداً جميلاً





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الكعبة المشرفة تاريخ وسيرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الكعبة المشرفة تاريخها و بنائها
» قصة إسماعيل عليه السلام وبناء الكعبة المشرفة
» قصة إسماعيل عليه السلام وبناء الكعبة المشرفة
» تاريخ الكعبة وأطوار بنائها
» تاريخ دول عربية تاريخ ليبيا (من جزئين الجزء الثاني والاخير)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: