ماذا تعني الرجولة؟؟؟!

ماذا تعني الرجولة؟؟؟!
أنا لست أتحدث عن الرجولة، التي هي ضد الأنوثة، وإلا لقلت: ماذا تعني الذكورة؟ ولكنني أتحدث عن الرجولة، التي تجمع بين الرجل والمرأة على السواء. هذه الرجولة، التي عزت في زمن، هو في أمس الحاجة إليها، فلقد قلت الرجولة والشهامة في هذا الزمان، وأصبحت من الندرة بمكان. !
*- فالرجولة، إنما تعني: أن تكون صاحب مبادئ وقيم وأخلاق ومُثُل، وأن تثبت عليها، وأن تدافع عنها. فلا تتلون بالألوان التي تجلب لك المصالح وتدفع عنك المضار، ولا تتقلب حسبما تتحقق مصالحك. ولا تغدر مهما كانت عداوتك. !!! فالرجولة هي: أن يكون لك طعم ولون ورائحة، تميزك وتشير إليك. وليس من الرجولة: اللعب على جميع الحبال. والأكل على جميع الموائد، وانتهاز الفرص. ليس من الرجولة: أن تكون إمعة، تقول: (عاش الملك مات الملك)، حيث إن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال: [لا يكن أحدكم إمعة، يقول: أنا مع الناس، إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساء الناس أسأت، ولكن وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساء الناس أن تجتنبوا إساءتهم]. فالرجولة تعني الوضوح، تعني الثبات، تعني الوفاء، تعني التضحية، تعني إنكار الذات. وهذه الرجولة بهذا المعنى الشامل، هي التي تجعل الأمة في مقدمة الأمم، وتحقق لها النهضة والرقي.
وما أحسن ما قاله الإمام حسن البنا في هذا الصدد ما نصه: “إن تكوين الأمم وتربية الشعوب وتحقيق الآمال ومناصرة المبادئ، تحتاج من الأمة، التي تحاول هذا، أو من الفئة التي تدعو إليه على الأقل: إلي قوة نفسية عظيمة تتمثل في عدة أمور: إرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف. ووفاء ثابت لا يعدو عليه تلون ولا غدر. وتضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل. ومعرفة بالمبدأ وإيمان به وتقدير له، يعصم من الخطأ فيه والانحراف عنه والمساومة عليه والخديعة بغيره.
* – والرجولة، إنما تعني الإحساس بالآخرين، والسؤال عنهم، والسعي في قضاء حوائجهم. هذه هي الرجولة، التي علمنا إياها إسلامنا الحنيف. ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: في معنى حديثه: [ليس منا من بات شبعان وجاره جائع]؟ . ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: [مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى]
فأين الرجولة إذن من إخواننا في الصومال وفلسطين وسوريا وليبيا واليمن؟ !. أين الرجولة من هؤلاء الذين يموتون جوعا، والطعام في شهر رمضان يملأ صناديق القمامة، في الدول الشقيقة؟! . أين الرجولة يا أمة الجسد الواحد، يا من إذا عطس أحدهم في المشرق، ينبغي أن يشمته من في المغرب؟ ! . أين الرجولة يا أمة المليار ونصف المليار مسلم؟! . أين الإحساس بهم؟. ألم تعلموا أننا سنحاسب على موتهم، وسنسأل عن تقصيرنا في حقهم؟ فأين الرجولة والشهامة من أبناء أمتنا.؟؟ أين الرجولة والشهامة من كل ما يجري حولنا من أحداث؟.
* – والرجولة، إنما تعني: نصرة المظلومين، والوقوف مع المستضعفين، والأخذ على يد الظالمين. هذه هي الرجولة الحقة، أن تكون مع الحق حيث كان. وأن تقف في وجه الطغيان، وأن لا تكون عبدا للسلطان، وأن لا تركع ولا تنحني، إلا لمن خضع كل شيء لعظمته. هكذا كان الرجال، الذين فتح الله على أيديهم الدنيا، وأخضعوها لسلطان الله، وحكموها بشرع الله، ولم يسمحوا لأنفسهم، أن بروا مظلوما، إلا ونصروه، ولا مستضعفا، إلا وقووه، ولا صاحب حق، إلا وله ردوه. فما بالنا اليوم نرى الطغاة من حولنا يقتلون إخواننا، وينتهكون أعراض نسائهم، ويقتلون أبناءهم، ويرتكبون من الجرائم ما لا يخطر على بال إبليس. كل ذلك يحدث، دون أن تتحرك الشعوب والحكومات.
إن أضعف الإيمان أن تقوم حكوماتنا بطرد سفراء هذه البلاد، وأن تعلن استنكارها وشجبها لكل ما تقوم به هذه الأنظمة الظالمة، التي أذلت العباد، وخربت ودمرت البلاد، وأكثرت فيها الفساد. فأسأل الله تعالى: أن يصب عليهم سوط عذاب، إنه سبحانه وتعالى بالمرصاد لهم ولأمثالهم. وغدا بإذن الله سيتحقق الأمل، ويتنزل النصر. {ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم}

» ماذا تعني لك السعادة ؟؟؟
» ماذا تعني لك السعادة ؟؟؟
» ماذا تعني السرقة؟
» يستحق آدم كلمة رجل.. ويستحق وسام الرجولة
» ماذا تعني الأنا الأعلى في الفلسفة؟