الحقيقة..هي الحاضر الغائب

الحقيقة..هي الحاضر الغائب
الحقيقةُ كذاك الظلّ الذي يتبع افعال الإنسان دائما ،
يختفي عندما يختفي نور الصدق والأمانة داخله ....
ويبقى‘ جليّا دائما عندما يكون الإنسان حريصاً على قولِ الصدق بامانة ...
الحقيقةُ الان اصبحت لها شروطها وقوانينها التي " سيُيّست " طبعاً ...
مرة بسياسة المال ومرة آخرى بسياسة الإعلام ،
فالآولى‘ أصبحت تُبرز لنا فقط الحقيقة التي يحتاجها المجال الإقتصادي ..
والثانية اصبحت حقيقة مفوعةً ... ولا يمكن تصديقها ابدا فهيّ تعطيك نصف الواقع
ونصفه الآخر مخبئ تحت غطاء الغشّ والكذب والبهتان ...
لهذا لا يوجد الآن اعلام حقيقيٌّ .....
الحقيقة هيّ هذا الواقع الذي نعيشهُ ... هيّ اشياء ملموسة بعيدة عن الخيال والوهم ،
فحتى الحلم إن كان سقفه يفوقُ حياتنا يصبحُ مجردا من الحقيقة والواقعيّة ...
الحقيقة غاليتي اصبحت في زمننا هذا مجرد فرضيّة نكتب عنها ونتحدث عنها و مرة نلقب بها شخصا كلقب
ومرة كخصلة وميزة ...
وفي الحقيقة انّ كل الحقيقة الآنيّة اصبحت تحملُ ثقبا اسودا كبيرا يتسعُ مع مرور الوقت كثقب اوزون
هو ثقبُ الخداع وتزييف الوقائع والحقائق ..
.يقولون " الكذبة دارت نصف الكرة الأرضية ,والحقيقة لم تجد الفرصة
لتلبس ثوبها "
الإقرار بالحقيقة بعيداً عن البهتان والزور ليس له وقت معين ، بل نصرح به متى شئنا
لكن هناك بعض المواقف نحاول فيها تجميل الحقيقة كي لاتجرح شعور الغير
أوتلحق الأذى بهم
وهناك حالات نخفي فيها الحقيقة ربما بسبب الخوف من نتائج لاتحمد عقباها
نحن للأسف أصبحنا في زمن الخداع والنفاق وقلما تجد إنسان يواجهك بالحقيقة
أما الإعلام فلعب لعبته الخفية إذ ركز على بعض الدول وأسدل الستار على غيرها
يبرز من الأخبار مايريد ، ويخفي مايخدم مصالحه تارةً بأحداث ليست على أرض الواقع ولاتمت لما يحدث بصلة وتارة تزييف ومبالغة شديدة
والكثير من التدليس فيكون الواقع شيء والتصوير شيء آخر
وأصحاب النفوذ هم من يتحكمون بالحقائق يظهروها ويخفوها متى أرادوا ذلك

» محمود درويش- الغائب الحاضر
» اقوال عن الحقيقة , كلمات عن الحقيقة , مقولات عن الحقيقة
» الحجامة بين الحاضر و الماضي
» مقياس الحقيقة.....
» السلاح النووي بين الحقيقة والخيال