ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 علي بن أبي طالب رضي الله عنه اشعار وقصائد » شعراء مخضرمون » علي بن أبي طالب رضي الله عنه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

علي بن أبي طالب رضي الله عنه اشعار وقصائد » شعراء مخضرمون » علي بن أبي طالب رضي الله عنه Empty
مُساهمةموضوع: علي بن أبي طالب رضي الله عنه اشعار وقصائد » شعراء مخضرمون » علي بن أبي طالب رضي الله عنه   علي بن أبي طالب رضي الله عنه اشعار وقصائد » شعراء مخضرمون » علي بن أبي طالب رضي الله عنه Emptyالأحد أبريل 07, 2013 9:09 am

علي بن أبي طالب رضي الله عنه اشعار وقصائد » شعراء مخضرمون » علي بن أبي طالب رضي الله عنه AVZRp

علي بن أبي طالب رضي الله عنه اشعار وقصائد » شعراء مخضرمون » علي بن أبي طالب رضي الله عنه
النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت = أن السعادة فيها ترك ما فيــها
لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنها = إلا التي كانَ قبـل الموتِ بانيـها

تغيرتِ المودة ُ والاخاءُ = و قلَّ الصدقُ وانقطعَ الرجاءُ
و أسلمني الزمانُ إلى صديقٍ = كثيرِ الغدرِ ليس له رعاءُ

هي حالان شدة ورخاءِ = و سجالان نعمة وبلاءِ
و الفتى الحاذق الاديب اذا ما = خَانَهُ الدَّهْرُ لَمْ يَخُنْهُ عَزَاْءُ

إذَا عَقَدَ القَضَاءُ عَلَيْكَ أَمْرا = فليس يحله إلا القضاءِ
فَمَا لَكَ قَدْ أَقَمْتَ بِدَارِ ذُلٍّ = وأرض لله واسعة فضاءِ

إذا اشتملتْ على اليأس القلوبُ = وَضَاْقَ بِمَا بِهِ الصَّدْرُ الرَّحِيْبُ
و أوطنت المكارهُ واستقرت = وَأَرْسَتْ فِي أَمَاكِنِهَا الخُطُوْبُ

إِنِّي أَقُوْلُ لِنَفْسِيُ وَهْيَ ضَيِّقة = ٌ و قدْ أناخَ عليها الدهر بالعجبِ
صبراً على شدة الأيام إنَّ لها = عُقْبَى وَمَا الصَّبْرُ إلاَّ عِنْدَ ذِي الحَسَبِ

فَرْضٌ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَتُوُبوا = لَكِنَّ تَرْكَ الذُنُوبِ أَوْجَبْ
و الدهرُ في صرفهِ عجيبٌ = وَغَفْلَة ُ النَّاسِ فِيْهِ أَعْجَبْ

أَبَا لَهَبٍ تَبَّتْ يَدَاكَ أَبَا لَهَبْ = وَتَبَّتْ يَدَاهَا تِلْكَ حَمَّالَة ُ الحَطَبْ
خذلت نبياً خير من وطئ الحصى = فَكُنْتَ كَمَنْ بَاعَ السَّلاَمَة َ بِالْعَطَبْ

تَرَدَّ رِدَاْءَ الصَّبْرِ عِنْدَ النَّوَائِبِ = تنل من جميل الصبر حسن العواقب
وَكُنْ صَاحِبا لِلْحِلْمِ في كُلِّ مَشْهَدٍ = فما الحلمُ إلا خير خدنٍ وصاحب

لا تطلبنَ معيشة ً بمذلة = ٍ وَارْبَأْ بِنَفْسِكَ عَنْ دَنِيِّ المَطْلَبِ
وَإذا افْتَقَرْتَ فَدَاوِ فَقْرَكَ بِالْغِنَى = عن كل ذي دنس كجلد الأجرب

ليس البليّة ُ في أيامنا عجباً = بل السلامة فيها أعجب العجب
لَيْسَ الجَمَال بأَثْوابٍ تُزَيِّنُنَا = إن الجمال جمال العلم والأدب

كن ابن من شئت واكتسب أدباً = يُغْنِيكَ مَحْمُودُهُ عَنِ النَّسَبِ
فليس يغني الحسيب نسبته = بلا لسانٍ له ولا أدب

أَيُّها الفَاجِرُ جَهْلاً بِالنَّسَبْ = إنما الناس لأم ولأب
هل تراهم خلقوا من فضة = أم حديد أم نحاس أم ذهب

الأَزْدُ سَيْفِي عَلَى الأَعْدَاءِ كُلِّهِمُ = وَسَيْفُ أَحْمَدَ مَنْ دَانَتْ لَهُ العَرَبُ
قَوْمٌ إذا فاجأوا أَبْلَوا وإن غُلِبُوا = لا يحجمون ولا يدرون ما الهربُ

أَحُسَيْنُ إنِّيَ واعِظٌ وَمُؤَدِّبُ = فَافْهَمْ فَأَنْتَ العَاقِلُ المُتَأَدِّبُ
و احفظ وصية والد متحنن = يغذوك بالآداب كيلا تعطب

عَجِبْتُ لجَازِعٍ باكٍ مُصابِ = بأهل أو حميم ذي اكتئاب
يشق الجيب يدعو الويل جهلاً = كأنَّ المَوْت بالشيء العُجابِ

قريح القلب من وجع الذنوب = نَحِيْلُ الجِسْمِ يَشْهَقُ بالنَّحِيْبِ
أضر بجسمه سهر الليالي = فصار الجسم منه كالقضيب

فلم أرَ كالدنيا بها اغتر أهلها = وَلاَ كَالْيَقِيْنِ اسْتَأْنَسَ الدَّهْرَ صَاحِبُهْ
أمرُّ على رمس القريب كأنما = أَمُرُّ عَلى رَسْم امْرىء ٍ لاَ أُنَاسِبُه

لَوْ صِيْغَ مِنْ فِضَّة ٍ نَفْسٌ عَلَى قَدَرٍ = لعاد من فضله لما صفا ذهباً
ما لفتى حسب إلا إذا كملت = أخلاقه وحوى الآداب والحسبا

سَيَكْفِيْنِي المَلِيْكُ وَحَدٌّ سَيْفٍ = لَدَى الهَيْجَاءِ يَحْسَبُهُ شِهَابا
وَأَسْمَرُ مِنْ رِمَاحِ الخَطِّ لَدْنٍ = شددت غرابه أن لا يحابا

حقيق بالتواضع من يموت = و يكفي المرء من دنياه قوت
فما للمرء يصبح ذا همومٍ = وحِرْصٌ لَيْسَ تُدْرِكُهُ النُّعُوْتُ

إِنَّ القَليلَ مِنَ الكلامِ بأَهْلِهِ = حسنٌ وإن كثيرة ممقوتُ
ما زلّ ذو صمتٍ وما من مكثرٍ = إلا يزل وما يعابُ صموتُ

إنَّما الدُّنيا فَنَاءٌ = ليس للدنيا ثبوت
إِنّما الدُّنيا كَبَيْتٍ = نسجتهُ العنكبوت

يا مؤثر الدنيا على دينه = والتَّائِهَ الحَيْرَانَ عَنْ قَصْدِهِ
أَصْبَحْتَ تَرْجُو الخُلْدَ فيها وَقَدْ = أبرز ناب الموت عن حده

ما وَدَّنِي أَحَدٌ إِلاّ بَذَلْتُ له = صفوَ المودَّة ِ مني آخر الأبدِ
و لا قلاني وإن كان المسيء بنا = إِلاَّ دَعَوْتُ له الرَّحْمنَ بالرُّشُدِ

وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى = وَمَنْ طَاْفَ بالبَيْتِ العَتِيْقِ وبالحَجْرِ
محمدُ لما خاف أن يمكروا به = فَوَقَّاهُ رَبِّي ذُو الجَلاْلِ مِنَ المَكْرِ

للناس حرص على الدنيا بتدبير = و صفوها لك ممزوجٌ بتكدير
كم من ملحٍّ عليها لا تساعده = و عاجز نال دنياه بتقصير

حرّض بنيك على الآداب في الصغر = كيما تقرَّ بهم عيناك في الكبر
و إنما مثل الآداب تجمعه = ا في عنفوان الصبا كالنقش في الحجر

تُؤَمِّلُ في الدُّنْيا طويلاً ولا تدري = إِذا حَنَّ لَيْلٌ هَلْ تَعْيشُ إلى الفَجْرِ
فكم مِنْ صَحِيْحٍ مَاتَ مِنْ غَير عِلَّة = ٍ و كم من عليل عاش دهراً إلى دهر

رأيت الدهر مختلفاً يدورُ = فَلاَ حزْنٌ يَدُومُ ولا سُرُوْرُ
وقد بنت الملوك به قصوراً = فلم تبق الملوك ولا القصور

أَيَا مَنْ لَيْسَ لِي مِنْهُ مُجيْرُ = بعفوك من عقابك استجير
أَنَا العَبْدُ المُقِرُّ بِكُلِّ ذَنْبٍ وَأَنْتَ السَّيِّدُ الصَّمَدُ الغَفُورُ

العلم زين فكن للعلم مكتسباً = وَكُنْ لَهُ طالبا ما عشْتَ مُقْتَبِسا
اركن إليه وثق بالله واغنَ به = وكن حليماً رزين العقل محترسا

الفضلُ من كرم الطبيعة = وَالمَنُّ مَفْسَدَة ُ الصَّنِيْعَه
و الخيرُ أمنع جانباً = مِنْ قِمَّة ِ الجَبَلِ المَنِيْعَه

دَعِ الحِرْصَ عَلَى الدُّنْيَا = وَفي العَيْشِ فَلاَ تَطْمَعْ
وَلاَ تَجْمَعْ مِنَ المَالِ = فلا تدري لمن تجمع

اصبرن يا بني فالصبر أحجى = كل حي مصيره لشعوب
قد بلوناك والبلاءُ شديدٌ = لفداء النجيب وابن النجيب

فَمَا طَمَعِي في صَالِحٍ قَدْ عَمِلْتُه = ولكنني في رحمة الله أطمع
فإِنْ يكُ غفرانٌ فذاك بِرَحْمَة ٍ = وإن لم يكن أجزى بما كنت أصنع

لك الحمد يا ذا الجود و المجد والعلا = تباركت تعطي من تشاء و تمنع
إلهي وخلاقي وحرزي و موئلي = إليك لدى الإعسار و اليسر أفزع =

قدم لنفسك في الحياة تزوداً = فلقد تفارقها وأنت مودع
وَاهْتَّمَّ لِلسَّفرِ القَرِيْبِ فإِنَّهُ = انآى من السفر البعيد واشسع

اعمل لدار البقاء رضوان خازنها = الجار احمد والرحمن بانيها
ارض لها ذهب والمسك طينتها = والزعفران حشيش نابت فيها

ما غاض دمعي عند نازلة = إلا جعلتك للبكا سببا
وإِذَا ذَكَرْتُكَ مَيِّتا سَفَحَتْ = عَيْنِي الدُّمُوعَ فَفَاضَ وَانْسَكَبَا

أنا ابن ذي الحوضين عبد المطلب
وَهَاشِمُ المُطْعِمُ فِي الْعَامِ السَغَبْ

أَلَمْ تَرَ قومي إِذْ دَعَاهُمْ أَخُوْهُمُ = أجابوا وإن أغضب على القوم يغضبوا
هم حفظوا غيبي كما كنت حافظاً = لقومي اخرى مثلها اذا تغيبوا

نَصَرْنَا رَسُوْلَ اللِه لَمَّا تَدَابَرْوا = وثاب المسلمون ذوو الحجى
ضربنا غواة الناس عنه تكرماً = ولما يروا قصد السبيل ولا الهدى

دعْ ذكرهنَّ فما لهن وفاءُ = ريح الصبا وعهودهنَّ سواءُ
يَكْسِرْنَ قَلْبَكَ ثُمَّ لاَ يَجْبُرْنَهُ = و قلوبهنَّ من الوفاء خلاءُ

نَصَرْنَا رَسُوْلَ اللِه لَمَّا تَدَابَرْوا = وثاب المسلمون ذوو الحجى
ضربنا غواة الناس عنه تكرماً = ولما يروا قصد السبيل ولا الهدى

و ما طلب المعيشة بالتمني = وَلَكِنْ أَلْقِ دَلْوَكَ في الدِّلاَءِ
تجئك بملئها يوماً ويوماً = تجئك بحمأة وقليل ماءِ

فإن كنت بالشوري ملكت أمورهم = فكيف بهذا والمشيرون غيَّبُ
وَإِنْ كُنْتَ بِالْقُرْبَى حَجَجْتَ خَصِيْمَهُم = فَغَيْرُكَ أَوْلَى بِالنَّبِيِّ وَأَقْرَبُ

أَلَمْ تَرَ قومي إِذْ دَعَاهُمْ أَخُوْهُمُ = أجابوا وإن أغضب على القوم يغضبوا
هم حفظوا غيبي كما كنت حافظاً = لقومي اخرى مثلها اذا تغيبوا

لعمرك ما الإنسان إلا بدينه = فلا تترك التقوى اتكالاً على النسب
فقد رفع الاسلامُ سلمانَ فارسٍ = وَقَدْ وَضَعَ الشِّرْكُ الشَّرِيْفَ أَبَا لَهَبْ

أَبَا لَهَبٍ تَبَّتْ يَدَاكَ أَبَا لَهَبْ = وَتَبَّتْ يَدَاهَا تِلْكَ حَمَّالَة ُ الحَطَبْ
خذلت نبياً خير من وطئ الحصى = فَكُنْتَ كَمَنْ بَاعَ السَّلاَمَة َ بِالْعَطَبْ

ذهبَ الوفاء ذهابَ أمس الذاهب = و الناسُ بين مخاتلٍ ومواربِ
يفشون بينهم المودة والصفا = و قلوبهم محشوة ٌ بعقاربِ

لا تطلبنَ معيشة ً بمذلة ٍ = وَارْبَأْ بِنَفْسِكَ عَنْ دَنِيِّ المَطْلَبِ
وَإذا افْتَقَرْتَ فَدَاوِ فَقْرَكَ بِالْغِنَى = عن كل ذي دنس كجلد الأجرب

فإن تسألني كيف أنت فإنني = صبورٌ على ريب الزمان صعيب
حَرِيْصٌ على أنْ لا يُرى بي كآبة ٌ = فيشمتَ عادٍ أو يُساءَ حَبيبُ

يُغطي عيوب المرء كثرة ُ ماله = يُصَدَّقُ فِي مَا قَاْلَ وَهْوَ كَذُوْبُ
وَيُزْرِي بِعَقْل المَرْءِ قِلَّة ُ مَالِهِ = يحمقه الأقوام وهو لبيبُ

غَاْلَبْتُ كُلَّ شَدِيْدَة ٍ فَغَلَبْتُهَا = وَالْفَقْرُ غَاْلَبنِيْ فَأَصْبَحَ غَالبِي
إن أبدهِ يصفح وإن لم أبده = يَقْتُلْ فَقُبِّحَ وَجْهُهُ مِنْ صَاْحِبِ

فلو كانت الدنيا تنال بفطنة = و فضل وعقل نلت أعلى المراتب
وَلَكِنَّمَا الأَرْزَاقُ حَظٌّ وَقِسْمَة ٌ = بِفَضْلِ مَلِيْكٍ لاْ بِحِيْلَة ِ طَاْلِبِ

أَيُّها الفَاجِرُ جَهْلاً بِالنَّسَبْ = إنما الناس لأم ولأب
هل تراهم خلقوا من فضة = أم حديد أم نحاس أم ذهب

سَلِيْمُ العِرْضِ مَنْ حَذِرَ الجَوَابا = وَمَنْ دَارَى الرِّجَالَ فَقَدْ أَصَابا
ومن هاب الرجال تهيبوه = و من يهن الرجالَ فلن يهابا

إلبس أخاك على عيوبه = و استر وغط على ذنوبه
واصبر على ظلم السفيه = وللزَّمانِ عَلَى خُطُوبهْ

عِلْمِي غَزِيْرٌ وَأَخْلاَقِي مُهَذَّبَة ٌ = و من تهذب يروي عن مهذبه
لَوْ رُمْتُ أَلفَ عَدُوٍ كنْتُ وَاجِدَهُم = و لو طلبتُ صديقاً ما ظفرت به

إذا رمت أن تعلى فزر متواتراً = وإن شِئْتَ أنَّ تَزْدَادَ حُبًّا فزرْ غِبّا
منادمة الإنسان تحسن مرة = و ان اكثروا أدمانها أفسدوا الحبا

شَيْئانِ لَوْ بَكَتِ الدِّمَاءَ عَلَيْهِما = عينايَ حتى تأذنا بذهابِ
لم تبلغ المعشار من حقيهما = فقد الشباب وفرقة الأحباب

مالي وقفت على القبور مسلماً = قَبْرَ الحَبِيْبِ فَلَمْ يَرُدَّ جَوَابِي
أحبيبُ ما لك لا تردُّ جوابنا = أنسيتَ بعدي خلة الأحبابِ

سَتَشْهَدُ لِي بِاْلكَرِّ وَالطَّعْنِ رَايَة = ٌ حباني بها الطهرُ النبيُّ المهذبُ
و تعلم أني في الحروب إذا التظى = بِنيرَانِهَا اللَّيْثُ الهَمُوسُ المُرَجِّبُ

هذا لكم من الغلام الغالبي = مِنْ ضَرْبِ صِدْقٍ وَقَضَاءِ الوَاجِبِ
وَفَالِقِ الهَامَاتِ وَالْمنَاكِبِ = أَحْمِي بِهِ قَمَاقِمَ الكَتَائِبِ

أبى الله إلا أن صفين دارنا = وَدَارُكُمُ مَا لاحَ فِي الأُفْقِ كَوْكَبُ
إلى أَنْ تَمُوتُواأَوْ نَمُوتَ وَمَا لَنا = و ما لكم من حومة الحرب مهرب

إذا جَادَتِ الدُّنيا عَلَيْكَ فَجُدْ بها = على الناس طراً إنها تتقلب
فَلاَ الجُودُ يُفْنِيْهَا إذا هِيَ أَقْبَلَتْ = ولا البُخْلُ يُبْقِيْها إذا هِيَ تَذْهَبُ

قريح القلب من وجع الذنوب = نَحِيْلُ الجِسْمِ يَشْهَقُ بالنَّحِيْبِ
أضر بجسمه سهر الليالي = فصار الجسم منه كالقضيب

حبيبٌ باتَ يأْسِرُني الحبيبُ = وَمَا لِسِوَاهُ في قَلْبِي نَصِيْبُ
حَبِيْبٌ غَاْبَ عَنْ عَيْنِي وَجِسْمِي = وَعَنْ قَلْبِي حَبِيْبِي لا يَغِيْبُ

صَرَمَتْ حِبَاْلَكَ بَعْدَ وَصْلِكَ زَيْنَبُ = و الدهر فيه تصرّم وتقلب
نشرت ذوائبها التي تزهو بها = سوداً ورأسك كالنعامة أشيب

دُبُّوا دَبِيْبَ النَّمْلَ لا تَفُوتوا = وأَصْبِحُوا بحَرْبِكم وَبِيْتُوا
حتى تنالوا الثأر أو تموتوا = أو لا فإني طالما عصيتُ

قَدْ كُنْتَ مَيْتا فَصِرْتَ حيّا = وَعَنْ قَلِيْلٍ تَصِيْرُ مَيْتا
بنيت بدار الفناء بيتاً = فَابْنِ بِدارِ البَقَاءِ بَيْتا

صبرتُ عن الملذات لما تولت = وأَلْزَمْتُ نَفْسِي صَبْرَها فَاسْتَمَرَّتِ
وَمَا المَرْءُ إِلاَّ حَيْثُ يَجْعَلُ نَفْسَهْ = فإن طمعت تاقت وإلا تسلت

ألم ترَ أنّ الدهر يومٌ وليلة = ٌ يكرّان من سبت جديد إلى سبت
فقل لجديد الثوب لا بد من بلى = ً و قل لاجتماع الشمل لا بد من شت

أَقُوْلُ لِعَيْنِي إِحْبِسي اللَّحَظَاتِ = ولا تنظري يا عين بالسرقات
فَكَمْ نَظْرَة ٍ قَادَتْ إلى القَلْبِ شَهْوَة = ً فأصبح منها القلب في حسرات

إذَا النَّائبات بَلَغْنَ المَدَى = و كادت تذوب لهنَّ المهجْ
و حلَّ البلاء وبان العزاء = فعند التناهي يكونُ الفرجْ

فلا تفش سرك إلا إليكَ = فإِنَّ لِكُلِّ نَصِيْحٍ نَصيحا
و إني رأيت غواة َ الرجال = لاَ يَتْركُونَ أَدِيما صَحيحا

أَنا أَخُو المُصْطَفَى لاَ شَكَّ في نَسَبي = معه ربيت وسبطاه هما ولدي
جدي وجدُّ رسول الله متحدٌ = و فاطمُ زوجتي لا قول ذي فند

تَغَرَّبْ عَن الأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلُى = وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ، وَاكْتِسابُ مَعِيشَة = ٍ وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْبَة ُ مَاجِد

لاَ يَسْتَوي مَنْ يَعْمر المساجدا = ومن يبيت راكعا وساجدا
يدأب فيها قائماً وقاعداً = ومن يكر هكذا معاندا

مَضَى أَمْسُكَ الباقي شَهيدا معدَّلا = وأَصْبحْتَ في يَوْمٍ عَلَيكَ شَهِيْدُ
فإن كنت في الأمس اقترفت اساءة = فثنِّ باحسان وأنت حميدُ

ذهب الذين عليهم وجدي = وَبَقِيْتُ بَعْدَ فِرَاقِهِمْ وَحْدِي
مَنْ كَانَ بَيْنَكَ في التُّرابَ وَبَيْنَه = شبران فهو بغاية البعد

ما أكثر الناس لا بل ما أقلهم = اللَّهُ يَعلَمُ أَنّي لَم أَقُلْ فَنَدا
إني لأفتحُ عيني حين أفتحها = على كثيرٍ ولكن لا أرى أحداً

الموت لا والداً يبقى ولا ولداً = هذا السبيل إلى أن لا ترى أحدا
مات النبيُّ وَلَم يَخلُدْ لأُمَّتِه = لو خلّد الله خلقاً قبله خلدا

بَلَوْتُ صُرُوْفَ الدَّهْرِ سِتِّيْنَ حِجَّة = ً و جربت حاليه من العسر واليسرِ
فلم أرَ بعد الدين خيراً من الغنى = ولَمْ أَرَ بَعْدَ الكُفْرِ شَرًّا مِنَ الفَقْرِ

ألم ترأن الفقريرجى له الغنى = وأن الغنى يخشى عليه من الفقر

ذهب الرجال المقتدى بفعالهم = وَالمُنكِرُونَ لِكُـلِ أمـرٍ مُنكَـرِ
وَبَقيتُ في خَلفٍ يُزَيِّنُ بَعضُهـم = بَعْضَا ليأخـذ مُعْـوِرٌ من معْـورِ

أُغَمِّضُ عَيْنِي فيْ أُمُوْرٍ كَثِيْرَة = ٍ وَإِنِّي عَلَى تَرْكِ الْغُمُوْضِ قَدِيْرُ
وَمَا عَنْ عَمًى أُغُضِي وَلَكِنْ لَرُبَّمَا = تَعَامَى وَأَغْضَى المَرْءُ وَهْوَ بَصِيْرُ

سَلاَمٌ على أَهْلِ القُبْوُرِ الدَّوَارِسِ = كأنهم لم يجلسوا في المجالس
ولم يشربوا من بارد الماء شربة ً = ولم يأكلوا من خير رطب ويابس

سأَمنَحُ مالي كُلَّ مَنْ جَاءَ طالبا = وأجعله وقفاً على القرض والفرض
فإِمّا كَرِيْمٌ صُنْتُ بالمالِ عِرْضَهُ = وإِمّا لئيمٌ صُنْتُ عَنْ لؤمِهِ عِرْضِيِ
































علي بن أبي طالب رضي الله عنه اشعار وقصائد » شعراء مخضرمون » علي بن أبي طالب رضي الله عنه AVZRp

علي بن أبي طالب رضي الله عنه اشعار وقصائد » شعراء مخضرمون » علي بن أبي طالب رضي الله عنه

النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت = أن السعادة فيها ترك ما فيــها
لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنها = إلا التي كانَ قبـل الموتِ بانيـها

تغيرتِ المودة ُ والاخاءُ = و قلَّ الصدقُ وانقطعَ الرجاءُ
و أسلمني الزمانُ إلى صديقٍ = كثيرِ الغدرِ ليس له رعاءُ

هي حالان شدة ورخاءِ = و سجالان نعمة وبلاءِ
و الفتى الحاذق الاديب اذا ما = خَانَهُ الدَّهْرُ لَمْ يَخُنْهُ عَزَاْءُ

إذَا عَقَدَ القَضَاءُ عَلَيْكَ أَمْرا = فليس يحله إلا القضاءِ
فَمَا لَكَ قَدْ أَقَمْتَ بِدَارِ ذُلٍّ = وأرض لله واسعة فضاءِ

إذا اشتملتْ على اليأس القلوبُ = وَضَاْقَ بِمَا بِهِ الصَّدْرُ الرَّحِيْبُ
و أوطنت المكارهُ واستقرت = وَأَرْسَتْ فِي أَمَاكِنِهَا الخُطُوْبُ

إِنِّي أَقُوْلُ لِنَفْسِيُ وَهْيَ ضَيِّقة = ٌ و قدْ أناخَ عليها الدهر بالعجبِ
صبراً على شدة الأيام إنَّ لها = عُقْبَى وَمَا الصَّبْرُ إلاَّ عِنْدَ ذِي الحَسَبِ

فَرْضٌ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَتُوُبوا = لَكِنَّ تَرْكَ الذُنُوبِ أَوْجَبْ
و الدهرُ في صرفهِ عجيبٌ = وَغَفْلَة ُ النَّاسِ فِيْهِ أَعْجَبْ

أَبَا لَهَبٍ تَبَّتْ يَدَاكَ أَبَا لَهَبْ = وَتَبَّتْ يَدَاهَا تِلْكَ حَمَّالَة ُ الحَطَبْ
خذلت نبياً خير من وطئ الحصى = فَكُنْتَ كَمَنْ بَاعَ السَّلاَمَة َ بِالْعَطَبْ

تَرَدَّ رِدَاْءَ الصَّبْرِ عِنْدَ النَّوَائِبِ = تنل من جميل الصبر حسن العواقب
وَكُنْ صَاحِبا لِلْحِلْمِ في كُلِّ مَشْهَدٍ = فما الحلمُ إلا خير خدنٍ وصاحب

لا تطلبنَ معيشة ً بمذلة = ٍ وَارْبَأْ بِنَفْسِكَ عَنْ دَنِيِّ المَطْلَبِ
وَإذا افْتَقَرْتَ فَدَاوِ فَقْرَكَ بِالْغِنَى = عن كل ذي دنس كجلد الأجرب

ليس البليّة ُ في أيامنا عجباً = بل السلامة فيها أعجب العجب
لَيْسَ الجَمَال بأَثْوابٍ تُزَيِّنُنَا = إن الجمال جمال العلم والأدب

كن ابن من شئت واكتسب أدباً = يُغْنِيكَ مَحْمُودُهُ عَنِ النَّسَبِ
فليس يغني الحسيب نسبته = بلا لسانٍ له ولا أدب

أَيُّها الفَاجِرُ جَهْلاً بِالنَّسَبْ = إنما الناس لأم ولأب
هل تراهم خلقوا من فضة = أم حديد أم نحاس أم ذهب

الأَزْدُ سَيْفِي عَلَى الأَعْدَاءِ كُلِّهِمُ = وَسَيْفُ أَحْمَدَ مَنْ دَانَتْ لَهُ العَرَبُ
قَوْمٌ إذا فاجأوا أَبْلَوا وإن غُلِبُوا = لا يحجمون ولا يدرون ما الهربُ

أَحُسَيْنُ إنِّيَ واعِظٌ وَمُؤَدِّبُ = فَافْهَمْ فَأَنْتَ العَاقِلُ المُتَأَدِّبُ
و احفظ وصية والد متحنن = يغذوك بالآداب كيلا تعطب

عَجِبْتُ لجَازِعٍ باكٍ مُصابِ = بأهل أو حميم ذي اكتئاب
يشق الجيب يدعو الويل جهلاً = كأنَّ المَوْت بالشيء العُجابِ

قريح القلب من وجع الذنوب = نَحِيْلُ الجِسْمِ يَشْهَقُ بالنَّحِيْبِ
أضر بجسمه سهر الليالي = فصار الجسم منه كالقضيب

فلم أرَ كالدنيا بها اغتر أهلها = وَلاَ كَالْيَقِيْنِ اسْتَأْنَسَ الدَّهْرَ صَاحِبُهْ
أمرُّ على رمس القريب كأنما = أَمُرُّ عَلى رَسْم امْرىء ٍ لاَ أُنَاسِبُه

لَوْ صِيْغَ مِنْ فِضَّة ٍ نَفْسٌ عَلَى قَدَرٍ = لعاد من فضله لما صفا ذهباً
ما لفتى حسب إلا إذا كملت = أخلاقه وحوى الآداب والحسبا

سَيَكْفِيْنِي المَلِيْكُ وَحَدٌّ سَيْفٍ = لَدَى الهَيْجَاءِ يَحْسَبُهُ شِهَابا
وَأَسْمَرُ مِنْ رِمَاحِ الخَطِّ لَدْنٍ = شددت غرابه أن لا يحابا

حقيق بالتواضع من يموت = و يكفي المرء من دنياه قوت
فما للمرء يصبح ذا همومٍ = وحِرْصٌ لَيْسَ تُدْرِكُهُ النُّعُوْتُ

إِنَّ القَليلَ مِنَ الكلامِ بأَهْلِهِ = حسنٌ وإن كثيرة ممقوتُ
ما زلّ ذو صمتٍ وما من مكثرٍ = إلا يزل وما يعابُ صموتُ

إنَّما الدُّنيا فَنَاءٌ = ليس للدنيا ثبوت
إِنّما الدُّنيا كَبَيْتٍ = نسجتهُ العنكبوت

يا مؤثر الدنيا على دينه = والتَّائِهَ الحَيْرَانَ عَنْ قَصْدِهِ
أَصْبَحْتَ تَرْجُو الخُلْدَ فيها وَقَدْ = أبرز ناب الموت عن حده

ما وَدَّنِي أَحَدٌ إِلاّ بَذَلْتُ له = صفوَ المودَّة ِ مني آخر الأبدِ
و لا قلاني وإن كان المسيء بنا = إِلاَّ دَعَوْتُ له الرَّحْمنَ بالرُّشُدِ

وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى = وَمَنْ طَاْفَ بالبَيْتِ العَتِيْقِ وبالحَجْرِ
محمدُ لما خاف أن يمكروا به = فَوَقَّاهُ رَبِّي ذُو الجَلاْلِ مِنَ المَكْرِ

للناس حرص على الدنيا بتدبير = و صفوها لك ممزوجٌ بتكدير
كم من ملحٍّ عليها لا تساعده = و عاجز نال دنياه بتقصير

حرّض بنيك على الآداب في الصغر = كيما تقرَّ بهم عيناك في الكبر
و إنما مثل الآداب تجمعه = ا في عنفوان الصبا كالنقش في الحجر

تُؤَمِّلُ في الدُّنْيا طويلاً ولا تدري = إِذا حَنَّ لَيْلٌ هَلْ تَعْيشُ إلى الفَجْرِ
فكم مِنْ صَحِيْحٍ مَاتَ مِنْ غَير عِلَّة = ٍ و كم من عليل عاش دهراً إلى دهر

رأيت الدهر مختلفاً يدورُ = فَلاَ حزْنٌ يَدُومُ ولا سُرُوْرُ
وقد بنت الملوك به قصوراً = فلم تبق الملوك ولا القصور



أَيَا مَنْ لَيْسَ لِي مِنْهُ مُجيْرُ = بعفوك من عقابك استجير
أَنَا العَبْدُ المُقِرُّ بِكُلِّ ذَنْبٍ وَأَنْتَ السَّيِّدُ الصَّمَدُ الغَفُورُ

العلم زين فكن للعلم مكتسباً = وَكُنْ لَهُ طالبا ما عشْتَ مُقْتَبِسا
اركن إليه وثق بالله واغنَ به = وكن حليماً رزين العقل محترسا

الفضلُ من كرم الطبيعة = وَالمَنُّ مَفْسَدَة ُ الصَّنِيْعَه
و الخيرُ أمنع جانباً = مِنْ قِمَّة ِ الجَبَلِ المَنِيْعَه

دَعِ الحِرْصَ عَلَى الدُّنْيَا = وَفي العَيْشِ فَلاَ تَطْمَعْ
وَلاَ تَجْمَعْ مِنَ المَالِ = فلا تدري لمن تجمع

اصبرن يا بني فالصبر أحجى = كل حي مصيره لشعوب
قد بلوناك والبلاءُ شديدٌ = لفداء النجيب وابن النجيب

فَمَا طَمَعِي في صَالِحٍ قَدْ عَمِلْتُه = ولكنني في رحمة الله أطمع
فإِنْ يكُ غفرانٌ فذاك بِرَحْمَة ٍ = وإن لم يكن أجزى بما كنت أصنع

لك الحمد يا ذا الجود و المجد والعلا = تباركت تعطي من تشاء و تمنع
إلهي وخلاقي وحرزي و موئلي = إليك لدى الإعسار و اليسر أفزع =

قدم لنفسك في الحياة تزوداً = فلقد تفارقها وأنت مودع
وَاهْتَّمَّ لِلسَّفرِ القَرِيْبِ فإِنَّهُ = انآى من السفر البعيد واشسع

اعمل لدار البقاء رضوان خازنها = الجار احمد والرحمن بانيها
ارض لها ذهب والمسك طينتها = والزعفران حشيش نابت فيها

ما غاض دمعي عند نازلة = إلا جعلتك للبكا سببا
وإِذَا ذَكَرْتُكَ مَيِّتا سَفَحَتْ = عَيْنِي الدُّمُوعَ فَفَاضَ وَانْسَكَبَا

أنا ابن ذي الحوضين عبد المطلب
وَهَاشِمُ المُطْعِمُ فِي الْعَامِ السَغَبْ

أَلَمْ تَرَ قومي إِذْ دَعَاهُمْ أَخُوْهُمُ = أجابوا وإن أغضب على القوم يغضبوا
هم حفظوا غيبي كما كنت حافظاً = لقومي اخرى مثلها اذا تغيبوا

نَصَرْنَا رَسُوْلَ اللِه لَمَّا تَدَابَرْوا = وثاب المسلمون ذوو الحجى
ضربنا غواة الناس عنه تكرماً = ولما يروا قصد السبيل ولا الهدى

دعْ ذكرهنَّ فما لهن وفاءُ = ريح الصبا وعهودهنَّ سواءُ
يَكْسِرْنَ قَلْبَكَ ثُمَّ لاَ يَجْبُرْنَهُ = و قلوبهنَّ من الوفاء خلاءُ

نَصَرْنَا رَسُوْلَ اللِه لَمَّا تَدَابَرْوا = وثاب المسلمون ذوو الحجى
ضربنا غواة الناس عنه تكرماً = ولما يروا قصد السبيل ولا الهدى

و ما طلب المعيشة بالتمني = وَلَكِنْ أَلْقِ دَلْوَكَ في الدِّلاَءِ
تجئك بملئها يوماً ويوماً = تجئك بحمأة وقليل ماءِ

فإن كنت بالشوري ملكت أمورهم = فكيف بهذا والمشيرون غيَّبُ
وَإِنْ كُنْتَ بِالْقُرْبَى حَجَجْتَ خَصِيْمَهُم = فَغَيْرُكَ أَوْلَى بِالنَّبِيِّ وَأَقْرَبُ

أَلَمْ تَرَ قومي إِذْ دَعَاهُمْ أَخُوْهُمُ = أجابوا وإن أغضب على القوم يغضبوا
هم حفظوا غيبي كما كنت حافظاً = لقومي اخرى مثلها اذا تغيبوا

لعمرك ما الإنسان إلا بدينه = فلا تترك التقوى اتكالاً على النسب
فقد رفع الاسلامُ سلمانَ فارسٍ = وَقَدْ وَضَعَ الشِّرْكُ الشَّرِيْفَ أَبَا لَهَبْ

أَبَا لَهَبٍ تَبَّتْ يَدَاكَ أَبَا لَهَبْ = وَتَبَّتْ يَدَاهَا تِلْكَ حَمَّالَة ُ الحَطَبْ
خذلت نبياً خير من وطئ الحصى = فَكُنْتَ كَمَنْ بَاعَ السَّلاَمَة َ بِالْعَطَبْ

ذهبَ الوفاء ذهابَ أمس الذاهب = و الناسُ بين مخاتلٍ ومواربِ
يفشون بينهم المودة والصفا = و قلوبهم محشوة ٌ بعقاربِ

لا تطلبنَ معيشة ً بمذلة ٍ = وَارْبَأْ بِنَفْسِكَ عَنْ دَنِيِّ المَطْلَبِ
وَإذا افْتَقَرْتَ فَدَاوِ فَقْرَكَ بِالْغِنَى = عن كل ذي دنس كجلد الأجرب

فإن تسألني كيف أنت فإنني = صبورٌ على ريب الزمان صعيب
حَرِيْصٌ على أنْ لا يُرى بي كآبة ٌ = فيشمتَ عادٍ أو يُساءَ حَبيبُ

يُغطي عيوب المرء كثرة ُ ماله = يُصَدَّقُ فِي مَا قَاْلَ وَهْوَ كَذُوْبُ
وَيُزْرِي بِعَقْل المَرْءِ قِلَّة ُ مَالِهِ = يحمقه الأقوام وهو لبيبُ

غَاْلَبْتُ كُلَّ شَدِيْدَة ٍ فَغَلَبْتُهَا = وَالْفَقْرُ غَاْلَبنِيْ فَأَصْبَحَ غَالبِي
إن أبدهِ يصفح وإن لم أبده = يَقْتُلْ فَقُبِّحَ وَجْهُهُ مِنْ صَاْحِبِ

فلو كانت الدنيا تنال بفطنة = و فضل وعقل نلت أعلى المراتب
وَلَكِنَّمَا الأَرْزَاقُ حَظٌّ وَقِسْمَة ٌ = بِفَضْلِ مَلِيْكٍ لاْ بِحِيْلَة ِ طَاْلِبِ

أَيُّها الفَاجِرُ جَهْلاً بِالنَّسَبْ = إنما الناس لأم ولأب
هل تراهم خلقوا من فضة = أم حديد أم نحاس أم ذهب

سَلِيْمُ العِرْضِ مَنْ حَذِرَ الجَوَابا = وَمَنْ دَارَى الرِّجَالَ فَقَدْ أَصَابا
ومن هاب الرجال تهيبوه = و من يهن الرجالَ فلن يهابا

إلبس أخاك على عيوبه = و استر وغط على ذنوبه
واصبر على ظلم السفيه = وللزَّمانِ عَلَى خُطُوبهْ

عِلْمِي غَزِيْرٌ وَأَخْلاَقِي مُهَذَّبَة ٌ = و من تهذب يروي عن مهذبه
لَوْ رُمْتُ أَلفَ عَدُوٍ كنْتُ وَاجِدَهُم = و لو طلبتُ صديقاً ما ظفرت به

إذا رمت أن تعلى فزر متواتراً = وإن شِئْتَ أنَّ تَزْدَادَ حُبًّا فزرْ غِبّا
منادمة الإنسان تحسن مرة = و ان اكثروا أدمانها أفسدوا الحبا

شَيْئانِ لَوْ بَكَتِ الدِّمَاءَ عَلَيْهِما = عينايَ حتى تأذنا بذهابِ
لم تبلغ المعشار من حقيهما = فقد الشباب وفرقة الأحباب

مالي وقفت على القبور مسلماً = قَبْرَ الحَبِيْبِ فَلَمْ يَرُدَّ جَوَابِي
أحبيبُ ما لك لا تردُّ جوابنا = أنسيتَ بعدي خلة الأحبابِ

سَتَشْهَدُ لِي بِاْلكَرِّ وَالطَّعْنِ رَايَة = ٌ حباني بها الطهرُ النبيُّ المهذبُ
و تعلم أني في الحروب إذا التظى = بِنيرَانِهَا اللَّيْثُ الهَمُوسُ المُرَجِّبُ

هذا لكم من الغلام الغالبي = مِنْ ضَرْبِ صِدْقٍ وَقَضَاءِ الوَاجِبِ
وَفَالِقِ الهَامَاتِ وَالْمنَاكِبِ = أَحْمِي بِهِ قَمَاقِمَ الكَتَائِبِ

أبى الله إلا أن صفين دارنا = وَدَارُكُمُ مَا لاحَ فِي الأُفْقِ كَوْكَبُ
إلى أَنْ تَمُوتُواأَوْ نَمُوتَ وَمَا لَنا = و ما لكم من حومة الحرب مهرب

إذا جَادَتِ الدُّنيا عَلَيْكَ فَجُدْ بها = على الناس طراً إنها تتقلب
فَلاَ الجُودُ يُفْنِيْهَا إذا هِيَ أَقْبَلَتْ = ولا البُخْلُ يُبْقِيْها إذا هِيَ تَذْهَبُ

قريح القلب من وجع الذنوب = نَحِيْلُ الجِسْمِ يَشْهَقُ بالنَّحِيْبِ
أضر بجسمه سهر الليالي = فصار الجسم منه كالقضيب

حبيبٌ باتَ يأْسِرُني الحبيبُ = وَمَا لِسِوَاهُ في قَلْبِي نَصِيْبُ
حَبِيْبٌ غَاْبَ عَنْ عَيْنِي وَجِسْمِي = وَعَنْ قَلْبِي حَبِيْبِي لا يَغِيْبُ

صَرَمَتْ حِبَاْلَكَ بَعْدَ وَصْلِكَ زَيْنَبُ = و الدهر فيه تصرّم وتقلب
نشرت ذوائبها التي تزهو بها = سوداً ورأسك كالنعامة أشيب

دُبُّوا دَبِيْبَ النَّمْلَ لا تَفُوتوا = وأَصْبِحُوا بحَرْبِكم وَبِيْتُوا
حتى تنالوا الثأر أو تموتوا = أو لا فإني طالما عصيتُ

قَدْ كُنْتَ مَيْتا فَصِرْتَ حيّا = وَعَنْ قَلِيْلٍ تَصِيْرُ مَيْتا
بنيت بدار الفناء بيتاً = فَابْنِ بِدارِ البَقَاءِ بَيْتا

صبرتُ عن الملذات لما تولت = وأَلْزَمْتُ نَفْسِي صَبْرَها فَاسْتَمَرَّتِ
وَمَا المَرْءُ إِلاَّ حَيْثُ يَجْعَلُ نَفْسَهْ = فإن طمعت تاقت وإلا تسلت

ألم ترَ أنّ الدهر يومٌ وليلة = ٌ يكرّان من سبت جديد إلى سبت
فقل لجديد الثوب لا بد من بلى = ً و قل لاجتماع الشمل لا بد من شت

أَقُوْلُ لِعَيْنِي إِحْبِسي اللَّحَظَاتِ = ولا تنظري يا عين بالسرقات
فَكَمْ نَظْرَة ٍ قَادَتْ إلى القَلْبِ شَهْوَة = ً فأصبح منها القلب في حسرات

إذَا النَّائبات بَلَغْنَ المَدَى = و كادت تذوب لهنَّ المهجْ
و حلَّ البلاء وبان العزاء = فعند التناهي يكونُ الفرجْ

فلا تفش سرك إلا إليكَ = فإِنَّ لِكُلِّ نَصِيْحٍ نَصيحا
و إني رأيت غواة َ الرجال = لاَ يَتْركُونَ أَدِيما صَحيحا

أَنا أَخُو المُصْطَفَى لاَ شَكَّ في نَسَبي = معه ربيت وسبطاه هما ولدي
جدي وجدُّ رسول الله متحدٌ = و فاطمُ زوجتي لا قول ذي فند

تَغَرَّبْ عَن الأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلُى = وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ، وَاكْتِسابُ مَعِيشَة = ٍ وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْبَة ُ مَاجِد

لاَ يَسْتَوي مَنْ يَعْمر المساجدا = ومن يبيت راكعا وساجدا
يدأب فيها قائماً وقاعداً = ومن يكر هكذا معاندا

مَضَى أَمْسُكَ الباقي شَهيدا معدَّلا = وأَصْبحْتَ في يَوْمٍ عَلَيكَ شَهِيْدُ
فإن كنت في الأمس اقترفت اساءة = فثنِّ باحسان وأنت حميدُ

ذهب الذين عليهم وجدي = وَبَقِيْتُ بَعْدَ فِرَاقِهِمْ وَحْدِي
مَنْ كَانَ بَيْنَكَ في التُّرابَ وَبَيْنَه = شبران فهو بغاية البعد

ما أكثر الناس لا بل ما أقلهم = اللَّهُ يَعلَمُ أَنّي لَم أَقُلْ فَنَدا
إني لأفتحُ عيني حين أفتحها = على كثيرٍ ولكن لا أرى أحداً

الموت لا والداً يبقى ولا ولداً = هذا السبيل إلى أن لا ترى أحدا
مات النبيُّ وَلَم يَخلُدْ لأُمَّتِه = لو خلّد الله خلقاً قبله خلدا

بَلَوْتُ صُرُوْفَ الدَّهْرِ سِتِّيْنَ حِجَّة = ً و جربت حاليه من العسر واليسرِ
فلم أرَ بعد الدين خيراً من الغنى = ولَمْ أَرَ بَعْدَ الكُفْرِ شَرًّا مِنَ الفَقْرِ

ألم ترأن الفقريرجى له الغنى = وأن الغنى يخشى عليه من الفقر

ذهب الرجال المقتدى بفعالهم = وَالمُنكِرُونَ لِكُـلِ أمـرٍ مُنكَـرِ
وَبَقيتُ في خَلفٍ يُزَيِّنُ بَعضُهـم = بَعْضَا ليأخـذ مُعْـوِرٌ من معْـورِ

أُغَمِّضُ عَيْنِي فيْ أُمُوْرٍ كَثِيْرَة = ٍ وَإِنِّي عَلَى تَرْكِ الْغُمُوْضِ قَدِيْرُ
وَمَا عَنْ عَمًى أُغُضِي وَلَكِنْ لَرُبَّمَا = تَعَامَى وَأَغْضَى المَرْءُ وَهْوَ بَصِيْرُ

سَلاَمٌ على أَهْلِ القُبْوُرِ الدَّوَارِسِ = كأنهم لم يجلسوا في المجالس
ولم يشربوا من بارد الماء شربة ً = ولم يأكلوا من خير رطب ويابس

سأَمنَحُ مالي كُلَّ مَنْ جَاءَ طالبا = وأجعله وقفاً على القرض والفرض
فإِمّا كَرِيْمٌ صُنْتُ بالمالِ عِرْضَهُ = وإِمّا لئيمٌ صُنْتُ عَنْ لؤمِهِ عِرْضِيِ


إذا أذِنَ اللهُ في حاجة ٍ = أتاك النجاحُ بها يركضُ

لنا ما تدَّعونَ بغير حقٍ = إذا عُرفَ الصِّحاحُ مِنَ المِرَاضِ
عرفتم حقنا فجحدتموهُ = كما عُرِفَ السَّوادُ مِنَ البَيَاضِ

اصبر على الدهر لا تغضب على أحدٍ = فَلاَ تَرَى غَيْرَ مَا في الدَّهْر مخطوطُ
ولا تقيمنَّ بدارٍ لا انتفاع بها = فالأرْضُ واسِعَة ٌ والرِّزْقُ مَبْسُوطُ

ولو أنا إذا متنا تُركنا = لكانَ المَوْتُ راحَة َ كُلِّ حَيِّ
ولكنا إذا متنا بُعثنا = ونُسأل بعد ذا عن كل شي

ومحترس من نفسه خوف ذلة = تَكُوْنُ عَلَيْهِ حُجَّة ً هِيَ ما هِيا
فقلص برديه وأفضى بقلبه = إلى البر والتقوى فنال الأمانيا

وكم لله من لطفٍ خفيٍّ = يَدِقّ خَفَاهُ عَنْ فَهْمِ الذَّكِيِّ
وَكَمْ يُسْرٍ أَتَى مِنْ بَعْدِ عُسْرٍ = فَفَرَّجَ كُرْبَة َ القَلْبِ الشَّجِيِّ

يا حبذا مقامنا بالكوفة = أرض سواء سهلة معروفة
نطرقها جمالنا المعلوفة = عمى صباحاً واسلمي مألوفة

ألا صاحب الذنب لا تقنطن = فَإِنَّ الإِلَهَ رَؤوفٌ رؤوفُ
ولا ترحلنَّ بلا عدة = ٍ فإِنَّ الطَّريقَ مخوفٌ مخوفُ

جَزَى اللُه عَنّا المَوْتَ خيرا فإِنَّهُ = أبرُّ بنا من كل شيء وأرأف
يُعَجِّلُ تَخْلِيصَ النُّفُوسِ مِنَ الأذى = وَيُدْنِي مِنَ الدَّارِ التي هِيَ أشرفُ

أُفٍّ عَلَى الدُّنيا وأَسْبَابِها = فإنها للحزنِ مخلوقة
همومها ما تنقضي ساعة = عَنْ مَلِكِ فيها وعن سُوقَهْ

سَمِعْتُك تَبْنِي مَسْجِدا = مِنْ خِيَانَة ٍ وأنت بحمد الله غير موفق
كمطعمة الزهاد من كدِّ فرجها = لَكِ الوَيْلُ ، لا تَزْنِي ، ولا تَتَصَدَّقي

تَغَرَّبْتُ أَسْأَلُ مَنْ عَنَّ لي = من الناس هل من صديق صدوق
فقالوا: عَزيزان لا يوجَدان = صديقٌ صدوقٌ وبَيْضُ الأَنُوقِ

العَجْزُ عَنْ دَرَكِ الإِدْرَاكِ إدْرَاكُ = وَالبَحْثُ عَنْ سرِّ ذات السرِّ إشْرَاكُ
وفي سَرائرِ هِمَّات الورى هِمَمٌ = عن دركها عجزت جنٌّ وأملاك

رضينا قسمة الجبار فينا = لَنا عِلْمٌ ولِلْجُهَّالِ مَالُ
فإنَّ المَالَ يَفْنَى عَنْ قَرِيْبٍ = وإنَّ العلم باقٍ لا يزالُ

إِنَّ المَنِيَّة َ شَرْبَة ٌ مَوْرُوْدَة = ٌ لا تجزعن وشد للترحيل
إنَّ ابنَ آمِنَة َ النبيَّ محمّدا = رجلٌ صدوقٌ قال عن جبريلِ

إِذَا مَا عَرَى خَطْبٌ مِنَ الدَّهْرِ فاصْطَبِرْ = فَإِنَّ اللَّيَالي بالخُطُوبِ حَوَامِلُ
وكل الذي يأتي به الدهر زائلٌ = سريعا فَلاَ تَجْزَعْ لِمَا هُوَ زائِلُ

أرى علل الدنيا عليَّ كثيرة ٌ = وصاحبها حتى الممات عليلُ
وَللحَقّ أحْياناً، لَعَمري، مَرارَة ٌ، = وكل الذي دون الممات قليل

أَلاَ فَاصْبِرْ على الحَدَثِ الجَلِيْلِ = وَدَاوِ جِوَاكَ بالصَّبْرِ الجَميلِ
وَلاَ تَجْزَعْ وإِنْ أَعْسَرْتَ يوما = فقد أيسرت في الزمن الطويل

ألم ترَ أن الله أبلى رسوله = بلاء عزيز ذي اقتدارٍ وذي فضل
بما أنزل الكفار دار مذلة = ٍ فَذَاقُوا هَوَانا مِنْ إِسَارٍ ومِنْ قَتْلِ

إنّما الدُّنيا كَظِلٍّ زائلٍ = أو كضيف بات ليلاً فارتحل
أو كطيف يراه نائمٌ = أو كبرق لاح في أفق الأمل

يُمَثِّلُ ذو العَقْلِ في نَفْسِهِ = مَصَائِبَهُ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلا
فإن نزلت بغتة ً لم يرعِ = لِمَا كانَ في نِفْسِهِ مَثَّلا

رأيت المُشْرِكَيْنَ بَغَوْا عَلَيْنَا = وَلَجُّوا فِي الغِوَايَة ِ والضَّلالِ
و قالوا نحن أكثر إذ نفرنا = غَدَاة َ الرَّوْعِ بالأَسَلِ الطِّوَالِ

عُدَّ مِنْ نَفْسِكَ الحياة فَصُنْها = وَتَوَقَّ الدُّنْيا وَلاَ تَأْمَنَنْها
إنما جئتها لتستقبل الموت = وأدخلتها لتخرُج عنها

إلَهي لا تُعَذّبْني، فَإنّي = مُقِرٌّ بالّذي قَدْ كانَ مِنّي
وَمَا لي حَيلَة ٌ، إلاّ رَجائي، = بعفوك إن عفوت وحسن ظني

ومن كرمت طبائعه تحلى = بِآدابٍ مُفَضَّلَة ٍ حِسَانِ
ومن قلت مطامعه تغطّى = من الدنيا بأثواب الأمان

الدَّهْرُ أَدَّبَنِي واليَأْسُ أَغْنَانِي = والقوت أقنعني والصبر رباني
وأَحْكَمَتْنِي مِنَ الأَيَّامِ تَجْرِبَة = ٌ حَتَّى نَهَيْتُ الَّذي قَدْ كانَ يَنْهانِي

إِلَهِي أَنْتَ ذو فَضْلٍ وَمَنِّ = وإني ذو خطايا فاعف عني
وَظَنِّيَ فِيكَ يا رَبي جَمِيْلٌ = فَحَقِقْ يا إلَهِيَ حُسْنَ ظَنِّي

لا تأمننَّ من النساء ولو أخاً = ما في الرِّجالِ على النِّساءِ أَمِيْنُ
إِنَّ الأَمِيْنَ وإِنْ تَعَفَّفَ جُهْدَهُ = لا بُدَّ أَنَّ بِنَظْرَة ٍ سَيَخُونُ

فلا تصحب أخا الجهل = وإياك واياه
فكم من جاهل أردى = حليماً حين آخاه

إن المكارم أخلاق مطهرة = فَالدِّيْنُ أَوَّلُها والعَقْلُ ثَانِيها
وَالعِلْمُ ثالِثُها وَالحِلْمُ رابِعُها = والجود خامِسُها والفضل سادِيها

النفس تبكي على الدنيا وقد علمت = أَنَّ السَّلاَمَة َ فِيْها تَرْكُ ما فِيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها = إِلاّ الَّتي كانَ قَبْلَ المَوْت بانِيها

عَجَبا لِلَّزمانِ في حَالَتَيْهِ = وبلاء ذهبت من إليه
رُبَّ يَوْمٍ بَكَيْتُ مِنْهُ فلمّا = صرت في غيره بكيت عليه

لا تعتبنَّ على العباد فإنما = يَأْتِيكَ رِزْقُكَ حِيْنَ يُؤْذَنُ فيه
سَبَقَ القَضَاءُ لِوَقْتِهِ فَكَأَنَّهُ = يَأْتِيكَ حِيْنَ الوَقْتِ أَوْ تَأْتِيهِ

أَرَى حُمُرا تَرْعَى وَتَأَكُلُ ما تَهْوَى = وأسداً جياعاً تظمأ الدهر ما تروي
وَأَشْرَافَ قَوْمٍ ما يَنالُونَ قُوتَهم = وَقَوما لِئاما تَأْكُلُ المَنَّ والسَّلْوَى

ماذا عَلَى مَنْ شَمَّ تُرْبَة َ أَحْمَدٍ = أن لا يشمَّ مدى الزمان غواليا
صبّت عليَّ مصائبُ لو أنها = صبّت على الأيام عُدنّ لياليا

ألا طرق الناعي بليلٍ فراعني = وأَرَّقَنِي لَمَّا اسْتَهَلَّ مُنَادِيا
فَقُلْتُ لَهُ لَمَّا رَأَيْتُ الَّذِي أَتى = أغير رسول الله أصبحت ناعيا

إذا أظمأتك أكفُّ الرجال = كَفَتْك القَناعَة ُ شَبْعا وَرِيّا
فَكُنْ رَجُلاً رِجْلُهُ في الثَرَى = وهامة همّته في الثريا

لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدراً = فَالظُلْمُ مَرْتَعُهُ يُفْضِي إلى النَّدَمِ
تنامُ عَيْنُكَ والمَظْلومُ مُنَتَبِهٌ = يدعو عليك وعين الله لم تنم

لا تُودِعِ السِّرَّ إِلاّ عِنْدَ ذي كَرَمٍ = والسِّرُّ عِنْدَ كِرَامِ النَّاسِ مَكْتُومُ
والسِّرُّ عِندِيَ في بيتٍ لَهُ غَلَقٌ = قد ضاع مفتاحه والبيت مختوم

تنزه عن مجالسة اللئام = وألمم بالكرام بني الكرام
وَلاَ تَكُ وَاثِقا بالدَّهْرِ يَوْما = فإن الدهر منحلّ النظام

كَمْ مِنْ أَدِيْبٍ فَطِنٍ عَالِمٍ = مستكمل العقل مقلٍ عديم
وَمِنْ جَهُولٍ مُكْثِرٍ مالَهُ = ذَلِكَ تقدِيْرُ العَزِيزِ العَلِيمْ

أتصبر للبلوى عزاء وحسبة = فَتُؤْجَرَ أَمْ تَسْلُو سُلُوَّ البَهائِمِ!
خُلقنا رجالاً للتجلد والأسى = وتلك الغواني للبُكا والمآتم

وإذا طلبت إلى كريم حاجة = ً فَلِقَاؤُه يَكْفِيكَ وَالتَّسليمُ
وَإِذا رأك مُسَلِّما ذَكَرَ الَّذي = حمّلته فكأنه مبرومُ

أما والله إنَّ الظُلم شؤمُ = وَلاَ زَالَ المُسِيءُ هُوَ الظَّلُومُ
إِلَى الدَّيَّانِ يَوْمَ الدِّيْنِ نَمْضِي = وعند الله تجتمعُ الخصومُ

سلِ الأيام عن أمم تقضت = ستخبرك المعالم والرسوم
تَرُوْمُ الخُلُدَ في دارِ المَنايا = فَكَمْ قَدْ رَامَ مِثْلُكَ ما تَرُومُ

لاَ تَخْضَعَنَّ لِمَخْلَوقٍ عَلى طَمَعٍ = فإنَّ ذلك وهن منك في الدين
واسترزق الله مما في خزانته = فإنما الأمر بين الكاف والنون

لاَ تَكْرَهِ المَكْرُوْهَ عِنْدَ نُزُولِهِ = إن المكاره لم تزل متباينه
كم نعمة لم تستقل بشكرها = للِه في طَيِّ المَكَارِهِ كامِنَهْ

قد عرف الحرب العوان أني = بازلٌ عاملين حديث سنِّ
سنحنح الليل كأني جني = استقبل الحرب بكل فن

هذا زمان ليس إخوانه = يَا أَيُّهَا المَرْءُ بِإِخْوانِ
إِخْوانُهُ كُلُّهُمُ ظَالِمٌ = لهم لسانان ووجهان

دُنْيا تَحُولُ بأَهْلِها = في كل يوم مرتين
فغدوّها لتجمُّعٍ = وَرَواحُها لِشَتَاتِ بَيْنِ

الصَّبْرُ مِفْتَاحُ ما يُرَجَّى = وكل خير به يكون
فاصْبِرْ وَإِنْ طالَتِ اللَّيالي = فَرُبَّما طاوَعَ الحُزُونُ

هَوِّنِ الأَمْرَ تَعِشْ في راحَة = ٍ كُلَّما هَوَّنْتَ إلاَّ سَيَهُونُ
ليس أمر المرء سهلا كله = إنما المرء سهولٌ وحزون

صن النفس واحملها على ما يزينها = تعش سالما والقول فيك جميل
يعز غني النفس إن قلَّ ماله = ويغنى غني المال وهو ذليل

هَبِ الدّنْيا تُساقُ إلَيْكَ عَفْواً، = أليس مصير ذاك إلى الزوال
فَما تَرْجو بشيءٍ ليسَ يَبقَى = ، وشيكاً ما تغيّره الليالي

إِذا اجْتَمَعَ الاڑفاتُ فالبُخْلُ شَرُّها = وشَرٌّ مِنَ البُخْلِ المواعِيدُ والمَطْلُ
ولا خير في وعد إذا كان كاذباً = ولا خير في قول إذا لم يكن فعلُ

يَا مَنْ بِدُنْيَاهُ اشْتَغَلْ = وَغَرَّهُ طُولُ الأَمَلْ
الموت يأتي بغتة = ً والقبر صندوق العمل

لنقلُ الصخر من قلل الجبال = أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مِنَنِ الرَّجَالِ
يَقُولُ النَّاسُ لي في الكسْبِ عارٌ = فقلت العار في ذل السؤال

فإن تكن الدنيا تعدُّ نفيسة = ً فإنَّ ثواب الله أعلى وأنبل
وَإنْ تَكُنِ الأَرْزاقُ حَظاً وقِسْمَة = ً فقلة حرص المرء في الكسب أجملِ

فلا تكثرنَّ القولَ في غير وقته = وأدمن على الصمت المزيّن للعقل
يَمُوتُ الفَتَى في عَثْرَة ٍ بِلِسَانِهِ = وَلَيْسَ يَمُوتُ المَرْءُ مِنْ عَثْرَة الرِّجْلِ

فَأَهْلاً وَسَهْلاً بِضَيْفٍ نَزَلْ = وَأَسْتَوْدِعُ اللَه إِلفا رَحَلْ
تولى الشباب كأن لم يكن = وحلَّ المشيب كأن لم يزل

الحَمْدُ للِه الجَمِيْلِ المُفْضِلِ = المسبغ المولي العطاءُ المجزل
شُكْرا على تَمْكِيْنِهِ لِرَسُولِهِ = بالنَّصْرِ مِنْهُ على البُغَاة ِ الجُهَّلِ

فداري مُناخٌ لِمَنْ قَدْ نَزَلْ = وَزَادِي مُبَاحٌ لِمَنْ قَدْ أَكَلْ
أُقدِّمُ ما عِنْدَنا حاضِرا = وإن لم يكن غير خبز وخل

إذا قربت ساعة يالها = وَزُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَها
تَسِيرُ الجبالُ على سُرْعَة = ٍ كَمَرِّ السِّحَابِ تَرَى حَالَها

لَوْ كَاْنَ هَذَا العِلْمُ يَحْصُلُ بالمُنَى = مَا كَان يَبْقَى في البَرِيَّة ِ جَاهِلُ
إِجْهَدْ ولا تَكْسَلْ وَلاَتَكُ غافِلاً = فَنَدَامَة ُ العُقْبَى لِمَنْ يَتَكاسَلُ

كَآسَادِ غِيلٍ وأَشْبَالِ خِيْسٍ = غَداة َ الخَمِيْسِ بِبِيْضٍ صِقَالِ
تجيدُ الضراب وحزَّ الرقاب = أَمَامَ العِقَابِ غَداة َ النِّزالِ

صبر الفتى لفقره يجُّله = وَبَذْلُهُ لِوَجْهِهِ يُذِلُّهُ
يكفي الفتي من عيشه أقله = الخُبْزُ لِلْجَائِعِ أُدْمٌ كُلُّهُ

خَوَّفَنِي مُنَجِّمُ أَخُو خَبَلْ = تراجع المريخ في بيت الحمل
فقلت دعني من أكاذيب = الحيل المشتري عندي سواء وزحل

أعينيَّ جواداً بارك الله فيكما = عَلى هَالِكَيْنِ لاَ يُرَى لَهُمَا مِثْلا
على سيّد البطحاء وابن رئيسها = وسيدة النسوان أول من صلى

إنَّ يومي من الزبير ومن طلـ = حة فيما يسوءني لطويل
ظلماني ولم يكن علم اللـ = إلى الظُّلْمِ لي لِخَلْقٍ سَبِيْلُ

أَلاَ باعَدَ اللُه أَهْلَ النِّفاقِ = وَأَهْلَ الأَرَاجِيْفِ وَالبَاطِلِ
يقولون لي قد قلاك الرسول = فخلاك في الحالف لخاذل

أَنا الصَّقْرُ الذي حُدِّثْتَ عَنْهُ = عتاق الطير تنجدل انجدالا
وقاسيت الحروب أنا ابن سبع = فلما شبتُ أفنيت الرجالا

لَنا الرَّايَة ُ الحَمْرَاءُ يَخْفِقُ ظِلُّها = إذا قيل قدمها حضين تقدما
وَيَدْنُو بها في الصَّفِّ حَتَّى يُزِيْرَهَا = حِمَامَ المَنَايا تَقْطُرُ المَوْتَ والدِّما

وَلَمَّا رَأَيْتُ الخَيْلَ تُقْرَعُ بالقَنَا = فوارسها حمرُ العيون دوامي
وأقبل رهج في السماء كأنه = غَمَامَة ُ دَجْنٍ مُلْبَسٍ بِقَتَامِ

أفاطم هاكِ السيف غير ذميم = فلست برعديد ولا بلئيم
أفاطم قد ابليت في نصر أحمدٍ = وَمَرْضَاة رَبٍّ بالعِبَادِ رَحِيْمِ

إذا كنت في نعمة فارعها = فإنَّ المعاصي تزيل النَّعَم
فإن تعط نفسك آمالها = فعند مناها يحلُّ الندم

وَكُنْ مُوسِرا شَئْتَ أو مُعْسِرا = لا بدَّ في الدني من الغم
دنياك بالأحزان مقرونة = لا تقطع الدنيا بلا هم

جَزَى اللُه عَنِّي عُصْبَة ً أَسْلَمِيَّة = ً صِبَاحَ الوُجُوهِ صُرِّعوا حَوْلَ هاشِمِ
شَقِيْقٌ وَعَبْدُ اللِه بِشْرٌ وَمَعْبَدٌ = وَسُفْيَانُ وَابْنا هاشِمٍ ذي المَكارِمِ

أبا طالب عصمة المستجير = وغيث المحول ونور الظلم
لَقَدْ هَدَّ فَقْدُكَ أهل الحِفاظِ = فصل عليك وليُّ النّعم

يا عَمْرُو قَدْ لاقَيْتَ فارِسَ هِمَّة = ٍ عِنْدَ اللِّقَاءِ مُعَاوِدَ الإِقْدَامِ
مِنْ آلِ هاشِمَ مِنْ سَنَاءٍ باهِرٍ = وَمُهَذَّبِينَ مُتَوَّجين كِرَامِ

اللُه أَكْرَمَنا بِنَصْرِ نَبِّيهِ = وَبنا أقام دَعَائِمَ الإِسْلاَمِ
وَبنَا أَعَزَّ نبيَّه وَكِتَابَه = وأَعَزَّنَا بالنَّصْرِ والإقْدَامِ

فما نوب الحوادث باقيات = ولا البؤس تدوم ولا النعيم
كما يَمْضي سُرورٌ وَهْوَ جَمٌّ = كذلك ما يَسُوْءُك لا يَدُومُ

أخٌ طَاهِرُ الأَخْلاقِ عَذْبٌ كَأَنَّهُ = جَنَى النَّحْلِ مَمْزوجا بماءِ غَمَامِ
يزيد على الأيام فضل موده = وَشِدَّة َ إِخْلاَصٍ وَرَعْيَ ذِمَامِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
علي بن أبي طالب رضي الله عنه اشعار وقصائد » شعراء مخضرمون » علي بن أبي طالب رضي الله عنه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عبد الله بن المبارك اشعار وقصائد » شعراء مخضرمون » عبد الله بن المبارك
» قيس بن الملوح اشعار وقصائد » شعراء مخضرمون » قيس بن الملوح
» الحطيئة اشعار وقصائد » شعراء مخضرمون » الحطيئة
» الخنساء اشعار وقصائد » شعراء مخضرمون » الخنساء
» كعب بن زهير اشعار وقصائد » شعراء مخضرمون » كعب بن زهير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى الخواطر الشعرية-
انتقل الى: