مواعظ الإمام ابن الجوزي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن وآلاه إلى يوم الدين
وبعد :
يعد الإمام ابن الجوزي شيخ الوعاظ ومقدمهم في زمنه , بل إنه أحد الذين اشتهروا في هذا الميدان على مر العصور بل لعله اشهرهم ومما يدل عبى ذلك كثرة كتبه التي ألفها في هذا الباب , ولعنا نقف عند بعض مواعظه التي اخترناها من بعض كتبه المشهورة .
الاقتداء بصاحب الشرع
يقول :
الجادة السليمة , والطريق القويمة , الاقتداء بصاحب الشرع , والبدار إلى الاستنان به , فهو الكامل الذي لا نقص فيه .
فإن خلقاً كثيراً انحرفوا إلى جادة الزهد , وحملوا أنفسهم فوق الجهد , فأفاقوا في أواخر العمر , والبدن قد نهك , وفاتت أمور مهمة من العلم وغيره .
وإن أقواماًانحرفوا إلى صورة العلم , فبالغوا في طلبه , فأفاقوا في أواخر االقدم , وقد فاتهم العمل به .
فطريق المصطفى صلى الله عليه وسلم : العلم والعمل , والتلطف بالبدن .
وقد اوصى عبدالله ابن عمرو بن العاص فقال له : (إن لجسدك عليك حق )
بين العادة والعبادة
يقول :
تاملت على أكثر الناس عباداتهم , فإذا هي عادات .
فأما أرباب اليقظة فعاداتهم عبادة حقيقة .
فإن الغافل يقول سبحان الله , عادة .
والمتيقظ لايزال فكره في عجايب المخلوقات , أو في عظمة الخالق , فيحرك الفكر في ذلك فيقول : سبحان الله .
فكان هذا التسبيح ثمرة الفكر , فهذ تسبيح المتيقظين .
نسأل الله العلي القدير أن ينفعنا بما ذكرناه
وأن يجعله في صالح اعمالنا وهو وحده ولي التوفيق
إلى ان نلقاكم في مواعظ اخرى والسلام مني عليكم ورحمة الله وبركاته