سلوكيات خاطئة

سلوكيات خاطئة

يكتسب الانسان الاحترام والتقدير من خلال تصرفاته وتعامله بين الناس، ولا يكون التألق الا من خلال شدائد الامور التي تحتاج الى حكمة وروية وتأني . . .
والغريب في هذا الزمان كثرة المنظرين وممتهني التلاعب اللفظي ، والتعابير الغريبة ، يُطاولون الكتابات الهيروغلوفية والفينيقية القديمة ، ومن خلال غريب الكلمات وتشكيلها وزخرفتها موحيين بشي جديد !!! ناهيك عن محدودية مخزونه اللفظي الذي ينفث ما بداخله من سقم وأضغاث أحلام توحي له بأن لديه شيئاً ينفع الناس ! ! ! فإذا به يكتشف بنفسه أنه خاوي من داخله ، وأنه عاش كذبة صدّقها وحاول أن يُمررها ، لكن ساعة الحقيقة لا تلبث أن تصفعه، فإذا به يترنح كالمصعوق من حقيقة أنه فارغ ، وما يلبث أن يسقط في المكان الذي يحتوي هواه المزركش بالخيبة والخسران رافعاً شعار ( الأنا) الزائفة ! ! !
وفي هذا الإطار تتشكل آفة مجتمعية يكون فيها الشخص متوهماً في نفسه المريضة أنه بذلك قد يكسب لغةً جديدة ، أو أن يوحي لنفسه بقدرته على النيل من شيء سواءاً شخصاً أو مقال ، آخذين في الاعتبار عدم قدرته على النظر إلى نواقصه التي تجتاح حياته طولاً وعرضاً ، وبالهجوم الذي يبتغيه يعتقد بأنه قد ينال من شخص او هيئة ما ، وقد يفوز في ما يريده ان اصاب من شخص غير متمرس في الحياة بالقلق والارباك بل والرعب من كلمات جوفاء لا تنم إلا عن نفس مريضة مرضية لذاته ، لكن هذه الكلمات لا تحرك شعرة أو قيد أنملة في شخص قد تمرس منذ سنين عديدة ، قد تصل الى ما قبل ولادة ذاك الشيء بعقود، أو قبل ان يفكر منبعه في انشاء حياة !!
ومثل هؤلاء يتشكلون بفعل علاقاتهم الصبيانية عقلاً وفعلاً ، آخذين في ذلك العزف المتقطع على نغمة أحادية الجانب ، بأوتار متقطعة ، والتي تكون متوفرة في الاسواق الباهتة خصيصاً لمثل هكذا حالات مرضية ، والتي يكون لها من الظلام ما يكون ، والعاقل لا ينبغي ان يتجول حوله أو بجانبه لانه فيروس ينخر في خشب الحياة .
ولا نستغرب ان كانت هذه الافة لا تعرف للود أو الحب المعنوي لغالبية الناس، فالكل في دائرة الاستهداف، فلا مكان او اشخاص او اسماء لها شيء من الاحترام الا من خلا ل رؤية عرجاء في عالم تلك الآفة !!!
ومن ذلك نرى النظرة الدونية التي ينظر بها أصحاب هذه الافة الى المجتمع ككل، حتى يصل الى كره مربعه الذي يعيش فيه ، الهذيان هي السمة الواضحة لتلك الآفة ، فهي مستوردة من فلسفة غثائية الاطوال والاطوار ذات ايقاع موحش في القلب والبصيرة ، والتي تجعل تلك الافة تستأصل صفات جميلة كالاتزان في المعاملة أو الواقعية في تشخيص الوقائع او الاشخاص .
السمة الفاقعة اللون في هذه الآفة هي ( الأنا) وفقط، دون أن يكون للغير أي مكان !! حتى وإن كان تعظيم ( الأنا) ، من خلال التراقص على الحبال كالمهرج ، فيبتاع من خزانة السفاهة والشماتة ما يجعل عينيه تلمعان بأذى الآخرين ، فلا ضير لديه من كشف المستور ، والطعن في هذا وذاك، وكلما كان الصدى أكثر كان شهيته المقززة تتوسع بتوسع الأذى للآخرين ! ! !
أرى الكثير قد تأفف من هذه الأفة الغريبة، لكنى أرى حمرة مبعثها الغضب من تشخيص لحالته ـ لا خجلاً لان عهد الخجل قد ولى لتلك الافة ، وأغرب الغرائب أن تشخص الافة نفسها بدقة ثم تسقط هذا التشخيص على غيرها !!!
اذاً ما الحل ؟؟
لاعلاج الا بالاستئصال أو بالعزل ، خشية أن تصيب هذه الافة المجتمع بالمرض المتفشي فيها
نسأل الله العافية . . . فمثل هذه الآفة لا يُحمد عاقبة تفشيها ، خاصة اذا كانت تتلوى الحرباء، وتتراقص كالجرذ المهرول الى جحره . . .
نلقاكم في لقاء آخر .... بعيداً عن آفة أخرى
( شكراً لصاحب الآفة . . . )

» سلوكيات خاطئة سلوكيات الأطفال المستفزة
» سلوكيات خاطئة سلوكيات اجتماعية مرفوضة
» سلوكيات خاطئة
» سلوكيات خاطئة اللبذاءة
» سلوكيات خاطئة المحسوبية