ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 حقائق حول عدم أحقية اليهود في أرض فلسطين بموجب ما جاء في التوراة والإنجيل وفي آي التنزيل(من ستة حقائق الحقيقة الثانية والثالثة)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

حقائق حول عدم أحقية اليهود في أرض فلسطين بموجب ما جاء في التوراة والإنجيل وفي آي التنزيل(من ستة حقائق الحقيقة الثانية والثالثة) Empty
مُساهمةموضوع: حقائق حول عدم أحقية اليهود في أرض فلسطين بموجب ما جاء في التوراة والإنجيل وفي آي التنزيل(من ستة حقائق الحقيقة الثانية والثالثة)   حقائق حول عدم أحقية اليهود في أرض فلسطين بموجب ما جاء في التوراة والإنجيل وفي آي التنزيل(من ستة حقائق الحقيقة الثانية والثالثة) Emptyالثلاثاء يوليو 26, 2011 7:40 pm

حقائق حول عدم أحقية اليهود في أرض فلسطين بموجب ما جاء في التوراة والإنجيل وفي آي التنزيل(من ستة حقائق الحقيقة الثانية والثالثة) 1fG4P-wh5W_712619969

حقائق حول عدم أحقية اليهود في أرض فلسطين بموجب ما جاء في التوراة والإنجيل وفي آي التنزيل(من ستة حقائق الحقيقة الثانية والثالثة)
الحقيقة الثانية
إخلال بني إسرائيل بشروط موعود الله:
إن الجواب المنصف عن الأسئلة ـ سالفة الذكر ـ والبعيد عن كل تعصب، يدعونا لأن نسوق ـ لإثبات نقض سوادهم الأعظم لجميع المواثيق وخرقهم لجميع العهود وعصفهم بجميع الأوامر وتآمرهم على جميع الأنبياء ـ طرفاً مما جاء في كتبهم وعلى ألسنة رسلهم، ذلك أن ما أحدثه الله لبنى إسرائيل من نعم وتمكين ومن إنجاء وتفضيل على العالمين، كان ينبغي أن يقابل بالشكر والاعتراف بالجميل والانكباب على عبادة الله وحده وعدم الإشراك به، لكن ما حدث منهم كان على العكس من ذلك تماماً فقد وقع منهم ما أحس به موسى عليه السلام وما تخوف منه، فما أن تجاوزوا معه البحر قاصدين ما اشرأبت إليه نفوسهم وتطلعت إليه أفئدتهم من دخول الأرض المقدسة، حتى تناسوا كل ما أوصاهم به ربهم على لسانه، وراحوا وهم في صحبته يؤملون أنفسهم بعبادة الأصنام بل وشرعوا- دون ما حياء ولا استحياء- يطلبون ذلك منه، وفي ذلك يقول سبحانه: (وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون* إن هؤلاء متبّرٌ ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون* قال أغير الله أبغيكم إلهاً وهو فضلكم على العالمين .. الأعراف/138-140).
وبعد أن قال لهم موسى كلمته ووعظهم بأن ما يطلبونه يعد جهلاً فاضحاً يجب أن يربأوا بأنفسهم عنه، وبعد أن أوصاهم وأرشدهم لما فيه صلاحهم، تعجل الذهاب لملاقاة ربه تحرقا وشوقا وطلبا لرضاه، واستخلف عليهم أخاه هارون ورجاه الترفق بهم ووصاه بالإصلاح وعدم الإفساد، لكن أنى لهارون ولا لمئات أو حتى لآلاف من مثله أن تفلح دعوتهم مع قوم يجرى الكفر وإغاظة الرب به في نفوسهم مجرى الدم في العروق، لقد تحدثت جميع الكتب السماوية عما جرى من بنى إسرائيل عقب ذلك وذكرت أنه ما أن ذهب موسى لميقات ربه حتى أعلمه سبحانه من هناك بأن قومه اتبعوا السامري واتخذوا العجل معبوداً لهم من دون الله ، وذلك بعد أن فشلت معهم دعوة هارون وبعد قوله لهم: (يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري .. طه/90)، وبعد أن كان جوابهم له (لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى .. طه/91)، الأمر الذي أوقع هارون في حرج مع أخيه موسى ظناً من الأخير أن هارون قصر في نهيهم عن عبادة العجل أو لم يحسن تنفيذ ما كلفه به في قوله: (اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين .. الأعراف/142)، أو خشية أن يقول له: (فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي .. طه/94).
وكان حاصل ما اعتذر به هؤلاء الجهلة أنهم تورعوا عن زينة القبط فألقوها عنهم وعبدوا العجل! وذلك بعد أن صاغوه من الذهب والحلي الذي استلبوه من مصر واصطحبوه معهم، وكان هارون قد أشار عليهم أن يلقوا به في حفرة فيها نار فيجعلونه سبيكة واحدة حتى إذا رجع موسى عليه السلام رأى فيه ما يشاء ، لكن كان ما حكاه القرآن في قوله سبحانه: (فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعداً حسناً)، أي أما وعدكم على لساني كل خير في الدنيا والآخرة وحسن العاقبة كما شاهدتم من نصرته إياكم على عدوكم وإظهاركم عليه وغير ذلك من أيادي الله، وقيل هو ما وعدهم به سبحانه من الوصول إلى جانب الطور الأيمن، وما بعد ذلك من الفتوح في الأرض والمغفرة لمن تاب وآمن، وغير ذلك مما وعد الله تعالى أهل طاعته، (أفطال عليكم العهد)، بنسيان ما سلف من نعمه وما بالعهد من قدم (أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي .. طه/86) ، وكان الغضب الذي أصابهم بإرادتهم وافترائهم أن أذلهم الله ولم يقبل منهم توبة حتى يقتل بعضهم بعضاً كما قال تعالى: (فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم .. البقرة/54).
وجاءت تصريحات التوراة والإنجيل والقرآن بعبادة القوم ومن تلاهم من الأبناء والأحفاد لغير الله وبقتلهم الأنبياء بغير حق وبنقضهم المواثيق التي أخذها الله عليهم في معظم فترات حياتهم، مما يعنى أن ما حُكى عنهم في هذا الصدد مما لا يستطيعون إنكاره أو تكذيبه هو الذي أدي بهم إلى إيقاع وعيد الله بهم من تشتيت ومحق كانوا هم السبب فيه.
ففي سفر الملوك الثاني 17: 11- 20 "عملوا أموراً قبيحة لإغاظة الرب. وعبدوا الأصنام التي قال الرب لهم عنها لا تعملوا هذا الأمر. وأشهد الرب على إسرائيل وعلى يهوذا ـ أي بنيهما ـ عن يد جميع الأنبياء وكل راء قائلا: ارجعوا عن طرقكم الردية واحفظوا وصاياي- فرائضي- حسب كل الشريعة التي أوصيت بها آباءكم والتي أرسلتها إليكم عن يد عبيدي الأنبياء. فلم يسمعوا بل صلبوا أقفيهم كأفقية آبائهم الذين لم يؤمنوا بالرب إلههم. ورفضوا فرائضه وعهده الذي قطعه مع آبائهم وشهاداته التي شهد بها عليهم وساروا وراء الباطل وصاروا باطلاً وراء الأمم الذين حولهم الذين أمرهم الرب أن لا يعملوا مثلهم. وتركوا جميع وصايا الرب إلههم وعملوا لأنفسهم مسبوكات عجلين وعملوا سواريَ وسجدوا لجميع جند السماء وعبدوا البعل. وعبّروا بنيهم وبناتهم في النار وعرفوا عرافة وتفاءلوا وباعوا أنفسهم لعمل الشر في عيني الرب لأغاظته. فغضب الرب جداً علي إسرائيل ونحاهم من إمامه ولم يبق إلا سبط يهوذا وحده. ويهوذا أيضا لم يحفظوا وصايا الرب إلههم بل سلكوا في فرائض إسرائيل التي عملوها. فرذل الرب كل نسل بني إسرائيل وأذلهم ودفعهم ليد ناهبين حتى طرحهم من أمامه"، فهل بعد تحدي الرب وإغاظته وإعلان الكفر به وعبادة العجل والأصنام وجند السماء وغير ذلك من دونه، من ذنب؟.
وعلى لسان موسى كليم الله ورد في سفر التثنية 9: 23، 24 "عصيتم قول الرب إلهكم ولم تصدقوه ولم تسمعوا لقوله. قد كنتم تعصون الرب منذ يوم عرفتكم"، وفيه31: 27-30 يقول: "إني أنا عارف تمردكم ورقابكم الصلبة، هو ذا وأنا بعد حيّ معكم، اليوم قد صرتم تقاومون الرب، فكم بالحريّ بعد موتي. اجمعوا إلىّ كل شيوخ أسباطكم وعرفاءكم لأنطق في مسامعهم بهذه الكلمات وأشهد عليكم السماء والأرض .لأني عارف أنكم بعد موتى تفسدون وتزيغون عن الطريق ألذي أوصيتكم به ويصيبكم الشر في آخر الأيام لأنكم تعملون الشر أمام الرب حتى تغيظوه بأعمال أيديكم. فنطق موسى في مسامع كل جماعة إسرائيل بكلمات هذا النشيد إلى تمامه"، وأقام عليهم بذلك حجة الله.
وعلى لسان عيسى روح الله جاء في إنجيل متى 23: 31-33 "أنتم تشهدون على أنفسكم أنكم أبناء قتلة الأنبياء . فاملأوا أنتم مكيال آبائكم. أيها الحيات أولاد الأفاعي كيف تهربون من دينونة جهنم".
وما بين هذين النبيين من أولي العزم، من زمن امتد بهم عشرات القرون، و ضم خلاله مئات بل آلاف الأنبياء، (كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون .. المائدة/70).
ونذكر مما ورد على لسان بعض أولئك الأنبياء وفي أسفارهم ما جاء في سفر يشوع 7: 10-11من قول الله له: "قال الرب ليشوع: قم لماذا أنت ساقط على وجهك. قد أخطأ إسرائيل بل تعدوا عهدي الذي أمرتهم به بل أخذوا من الحرام بل سرقوا بل أنكروا"، وسفر الملوك الأول 19: 9-10من قول الرب لإيليا (إلياس عليه السلام): "ما لك ههنا يا إيليا. فقال: قد غرت غيرة للرب إله الجنود لأن بنى إسرائيل قد تركوا عهدك، ونقضوا مذابحك وقتلوا أنبياءك بالسيف، فبقيت أنا وحدي وهم يطلبون نفسي ليأخذوها"، وسفر إشعياء وعلى لسانه 28: 14-15 في عبارات تحمل البشارة بمقدم النبي محمد صلي الله عليه وسلم منقذ البشرية من شرورهم: "اسمعوا كلام الرب يا رجال الهُزء ولاةَ هذا الشعب الذي في أورشليم. لأنكم قلتم قد عقدنا عهداً مع الموت وصنعنا ميثاقاً مع الهاوية، السوط الجارف إذا عبر لا يأتينا لأننا جعلنا الكذب ملجأنا وبالغش استترنا"، "آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع. لأن أيديكم قد تنجست بالدم وأصابعكم بالإثم، شفاهكم تكلمت بالكذب ولسانكم يلهج بالشر. ليس من يدعو بالعدل وليس من يحاكم بالحق يتكلمون على الباطل ويتكلمون بالكذب.. أعمالهم أعمال إثم وفعل الظلم في أيديهم. أرجلهم إلى الشر تجري وتسرع إلى سفك الدماء الزكي، أفكارهم أفكار إثم، في طرقهم اغتصاب وسحق. طريق السلام لم يعرفوه وليس في مسالكهم عدل، جعلوا لأنفسهم سبلاً معوجة كل من يسير فيها لا يعرف سلاماً. من أجل ذلك ابتعد الحق عنا ولم يدركنا العدل" إشعياء59: 2-4، 6-9، وسفر إرمياء 2: 4-5-7-9-10 وعلى لسانه في عبارات تحمل أيضاً الإشارة والبشارة بمقدم رسول الرحمة وخاتم النبيين صلوات الله وسلامه عليه ونبي من هم أهل لحمل رسالة الله وتنفيذ أوامره ووصاياه: "اسمعوا كلمة الرب يا بيت يعقوب وكل عشائر بيت إسرائيل.. ماذا وَجد فيّ آباؤكم من جور حتى ابتعدوا عني وساروا وراء الباطل وصاروا باطلاً .. وأتيت بكم إلى أرض بساتين لتأكلوا ثمرها وخيرها فأتيتم ونجستم أرضي وجعلتم ميراثي رجساً.. لذلك أخاصمكم بعد يقول الرب، وبني بنيكم أٌخاصم. فاعبروا جزائر كتيم وانظروا وأرسلوا إلى قيدار"، يعني جد النبي محمد من جهة إسماعيل، كناية عن إرساله- صلى الله عليه وسلم - وتحول النبوة إليه بدل بني إسرائيل، و(تكتم) اسم بئر زمزم سميت بذلك لأنها كانت اندفنت بعد جرهم، فصارت مكتومة حتى أظهرها عبد المطلب، وفي حديث زمزم: (إن عبد المطلب رأى في المنام قيل: احفر تكتم بين الفرث والدم) .
وفي أرميا 3: 20-21 حكاية عن جرائمهم: "حقاً إنه كما تخون المرأة قرينها هكذا خنتموني يا بيت إسرائيل يقول الرب..عوّجوا طريقهم نسوا الرب إلههم"، وفي 5: 19- 21-22-23-25منه "تقولون لماذا صنع الرب إلهنا بنا كل هذه، نقول لهم كما أنكم تركتموني وعبدتم آلهة غريبة في أرضكم هكذا تعبدون الغرباء في أرض ليست لكم .. اسمع هذا أيها الشعب الجاهل والعديم الفهم الذين لهم أعين ولا يبصرون، لهم آذان ولا يسمعون. أإياي لا تخشون.. وصار لهذا الشعب قلب عاص ومتمرد، عصوا ومضوا .. آثامكم عكست هذه وخطاياكم منعت الخير عنكم"، وفي 19: 5-6- 7-11-15 منه "وبنوا مرتفعات للبعل ليحرقوا أبنائهم بالنار- يعني جهنم لأنهم تسببوا لهم في ذلك- محرقات للبعل الذي لم أوصِ ولا تكلمت به ولا صعد على قلبي. لذلك ها أيام تأتي .. أنقض مشورة يهوذا وأورشليم في هذا الموضع وأجعلهم يسقطون بالسيف أمام أعدائهم وبيد ظالمي نفوسهم وأجعل جثتهم أُكلاً لطيور السماء ولوحوش الأرض .. هكذا أكسر هذا الشعب وهذه المدينة كما يُكسر وعاء الفخاري بحيث لا يمكن جبره بعد، وفي توفة يدفنون حتى لا يكون موضع للدفن.. هاأنذا جالب على هذه المدينة وعلى كل قراها كل الشر الذي تكلمت به عليها لأنهم صلبوا رقابهم فلم يسمعوا لكلامي".
وفي سفر حزقيال 22: 3-9، 12، 15، 16خطاباً لمن سكن منهم أورشليم القدس: "أيتها المدينة السافكة الدم .. الصانعة أصناماً لنفسها لتتنجس بها. قد أثمت بدمك الذي سفكت ونجست نفسك بأصنامك التي عملت وقربت أيامكِ وبلغت سنيّكِ فلذلك جعلتكِ عاراً للأمم وسخرة لجميع الأراضي. القريبة إليك والبعيدة منك يسخرون منك يا نجسة الأمم يا كثيرة الشغب. هو ذا رؤساء إسرائيل كل واحد حسب استطاعته كانوا فيك لأجل سفك الدم. فيك أهانوا أباً وأماً، في وسطك عاملوا الغريب بالظلم، فيك اضطهدوا اليتيم والأرملة.ازدريتِ أقداسي ونجست سبوتي. كان فيك أناس وُشاةٌ لسفك الدم وفيك أكلوا على الجبال، في وسطك عملوا رذيلة.. فيك أخذوا الرشوة لسفك الدم، أخذتِ الربا والمرابحة وسلبت أقرباءكِ بالظلم ونسيتني.. أبددك بين الأمم وأذرِّيك في الأراضي وأزيلُ نجاستك منك. وتتدنسين بنفسك أمام عيون الأمم، وتعلمين أني أنا الرب"، وبداهة أن يكون الكلام لمن يقطنونها من بني إسرائيل.
وفي سفر دانيال وعلى لسانه9: 4-9، 11 جاء قوله "صليت إلى الرب إلهي، واعترفت وقلت: أيها الرب .. أخطأنا وأثمنا وعملنا الشر وتمردنا وحدنا عن وصاياك وعن أحكامك. وما سمعنا من عبيدك الأنبياء .. كل إسرائيل قد تعدى على شريعتك وحادوا لئلا يسمعوا صوتك، فسكبت علينا اللعنة والحلف المكتوب في شريعة موسى عبد الله لأننا أخطأنا إليه.."، وفي سفر هوشع وعلى لسانه 4: 1-3: "اسمعوا قول الرب يا بني إسرائيل، إن للرب محاكمة مع سكان الأرض لأنه لا أمانة ولا إحسان ولا معرفة الله في الأرض. لعنٌ وكذب وقتل وسرقة وفسق يعتنقون، ودماء تلحق دماء. لذلك تنوح الأرض ويذيل كل من سكن فيها مع حيوان البرية وطيور السماء، وأسماك البحر أيضا تنتزع".
وفي سفر عاموس2: 4 "رفضوا ناموس الله ولم يحفظوا فرائضه وأضلتهم أكاذيبهم التي سار آباؤهم ورائها"، وفي سفر يونان بن أمتّاي(يونس بن متى) عليه السلام 1: 1 قال له الرب: "قم اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة وناد عليها لأنه صعد شرهم أمامي"، وفي سفر ميخا 3: 9-11وعلى لسانه: "اسمعوا هذا يا رؤساء بيت يعقوب وقضاة بيت إسرائيل الذين يكرهون الحق ويعوجون كل مستقيم. الذين يبنون صهيون بالدماء وأورشليم بالظلم. رؤساؤها يقضون بالرشوة، وكهنتها يعلمون بالأجرة".
وفي سفر حبقوق 2: 12 "ويل للباني مدينة بالدماء وللمؤسس قرية بالإثم"، وفي سفر صَفَنْيَا 3: 1-4 "ويل للمتمردة المنجسةِ المدينة الجائرة. لم تسمع الصوت لم تقبل التأديب لم تتكل على الرب لم تتقرب إلى إلهها. رؤساؤها في وسطها أسود زائرة قضاتها ذئاب مساء لا يبقون شيئاً إلى الصباح .. كهنتها نجسوا القدس خالفوا الشريعة"، وفي سفر زكريا: 7: 9-12، 14 "اقضوا قضاء الحق واعملوا إحسانا ورحمة، كل إنسان مع أخيه. ولا تظلموا الأرملة ولا اليتيم ولا الغريب ولا الفقير ولا يفكر أحد منكم شراً على أخيه في قلبكم. فأبوا أن يُصغُوا وأعطوا كتفاً معاندة وثقلوا آذانهم عن السمع. بل جعلوا قلبهم ماساً لئلا يسمعوا الشريعة والكلام الذي أرسله رب الجنود بروحه عن يد الأنبياء الأولين فجاء غضب عظيم من عند رب الجنود.. وأعصفهم إلى كل الأمم الذين لم يعرفوهم، فخربت الأرض ورائهم لا ذاهب ولا آئب فجعلوا الأرض البهجة خراباً".
وفي سفر ملاخي 2: 8، 9، 17 وعلى لسانه: "أما أنتم فحدتم عن الطريق وأعثرتم كثيرين بالشريعة.. فأنا أيضا صيرتكم محتقرين ودنيئين عند كل الشعب كما أنكم لم تحفظوا طرقي بل حابيتم في الشريعة.. لقد أتعبتم الرب بكلامكم وقلتم بم أتعبناه، بقولكم كل من يفعل الشر فهو صالح في عيني الرب وهو يسرّ بهم. أو أين إله العدل"، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
وعلى غرار ذلك وردت آيات كثيرة توضح هي الأخرى نقض بنى إسرائيل للمواثيق والعهود، بل وتنص على كثير مما تضمنته تلك المواثيق من بنود كم كانت ستعود عليهم بالخير والنفع في أمور دينهم ودنياهم وأخراهم لو أنهم أقاموا حكم الله فيها، لكن لتوليهم وعصيانهم عوقبوا من الله بما استحقوا، نذكر من ذلك قوله تعالى: (وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما أتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون* ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين* ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين .. البقرة/63-65)، (وإذ أخذنا ميثاق بنى إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحساناً وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسناً وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلاً منكم وأنتم معرضون* وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون* ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقاً منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان.. البقرة/83-85)، (وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم.. البقرة/93)، (ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم وقلنا لهم ادخلوا الباب سجداً وقلنا لهم لا تعدوا في السبت وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً* فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير الحق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلاً * وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيماً* وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم.. النساء/154-157)، (ولقد أخذ الله ميثاق بنى إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيباً وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضاً حسناً لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجرى من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل* فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظاً مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم .. المائدة/12-13)، والآيات في ذلك في القرآن وفي الأسفار أكثر من أن تعد، وحسبنا منها ما ذكرنا.
فأنى لقوم لم يحققوا في أنفسهم فعل الشرط أن يتحقق لهم من قِبل الرب أو ينتظروا منه جوابه وجزاءه؟.
الحقيقة الثالثة:
(موعود الله لبنى إسرائيل موقوت بفترة زمنية محددة)
وكما كان وعد الله لبنى إسرائيل مشروطا بوصايا وبعهود لم يصونوها، ومنوطا بتعاليم ومواثيق لم يراعوها.. فقد كان مرهوناً كذلك وموقوتا بفترة زمنية محددة، شاء الله لها أن تختم بنبي الله عيسى عليه السلام الذي تآمر بنو إسرائيل على قتله هو الآخر وصلبه- كما تآمروا على قتل غيره- لولا أن رفعه الله إليه وألقى شبهه على غيره.
لذا كان مجيء عيسى عليه السلام- بعد أن تناوب عليهم ومن بنى جلدتهم لكن دون جدوى عدد غير قليل من الأنبياء والمصلحين - كان مجيئه محاولة أخيرة لإرجاعهم إلى سابق عهدهم حتى ينزعوا إلى صبغة الله، ولا يرغبوا عن ملة آبائهم إبراهيم وإسحاق ويعقوب، وتمهيداً في الوقت ذاته لمرحلة جديدة يتوقف عندها وحي السماء إلى الأرض، وتستمر بالتالي إلى الأبد، الأمر الذي ينذر بخطورة ما وصل إليه القوم من ختم على القلوب من جراء غلقها أمام كل خير، ويؤذن بفقدان الأمل في إرجاع الأمر على يد هؤلاء مرة ثانية إلى ما كان عليه، ويعنى كذلك- وهذا هو الأهم- أن انتهاء مدتهم التي قدرها الله لهم لوراثة الأرض والنبوة له ما يبرر.
ويفسر لنا ذلك- أعني فقدان الأمل في إصلاح بن إسرائيل - سر تركيز دعوة عيسى عليه السلام على التبشير بنبي آخر الزمان ففي إنجيل يوحنا 14: 15-17، 26، 29، 30وما بعدها يقول لحوارييه: "إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي. وأنا أطلب من الأب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد. روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه، وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم .. وأما المعزى الروح القدس الذي سيرسله الأب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم... وقلت لكم الآن قبل أن يكون حتى متى كان تؤمنون. لا أتكلم أيضاً معكم كثيراً لآن رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيّ شيء"، وفيه15: 26-27"متى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي. وتشهدون أنتم أيضاً لأنكم معي من الابتداء"، وفيه على لسان المسيح عليه السلام 16: 5-8، 12-14 "أما الآن فأنا ماض إلى الذي أرسلني وليس أحد منكم يسألني أين تمضي. لكن لأني قلت لكم هذا قد ملأ الحزن قلوبكم. لكني أقول لكم الحق إنه خير لكم أن انطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى ولكن إن ذهبت أرسله إليكم. ومتى جاء ذاك يوبخ العالم .. إن لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن. وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية. ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم" .
فقول عيسى عليه السلام: إن الآب "يعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد"، إنما يكون لما يدوم ويبقى معهم إلى آخر الدهر، ومعلوم أنه لم يرد بقاء ذاته فعلم أنه بقاء شرعه وأمره، وهذا يبين أن المبشر به المشار إليه بقول عيسى: (معزياً آخر)، صاحب شرع لا ينسخ بل يبقى إلى الأبد بخلاف المتحدِث بذلك وهو عيسى نفسه الذي أعلن عن انتهاء مهمته التي أوكلها إلى صاحب البشرى صلى الله عليه وسلم، كما يبين أن هذا الآخر المزمع مجيئه لم يكن معهم في حياة عيسى وإنما يكون بعد ذهابه وتوليه عنهم، وذلك كله- بالطبع- مما لا ينطق إلا على محمد صلوات الله عليه، القائل عن نفسه: (أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى أخي عيسى)، كما ينطبق على أمته وعلى كل من آمن من أهل الكتاب بدعوته.
ومصداق ذلك فيما جاء في كتب القوم ما ورد في سفر التكوين49: 10 "لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون وله يكون خضوع شعوب"، أي يزول الملك من اليهود بأسرهم بعد فترة من الزمان وعلى وجه التحديد بعد تمام حكم موسى وعيسى - عليهما السلام- وإلى أن يتم ذلك فسيظل ملك اليهود في سلالة يهوذا أكبر أبناء سيدنا يعقوب وسيكون آخر عهدهم بالملك والنبوة على يد (المشترع) إشارة إلى المسيح عيسى- عليه السلام- فإذا جاء بنى الإسلام (شِيلون) الذي استعلن – بالفعل- من جبال فاران والذي اجتمعت إليه - حقاً - بعد انتظار، شعوب العالم، والذي خضعت له – صدقاً- عن طريق الفتوحات سائر الأمم .. يزول ملك بني إسرائيل ويبطل العمل بالتوراة .
وابتناء على ما سبق فإرسال محمد بن عبد الله عليه السلام يعد من دلائل صدق عيسى وموسى- عليهما السلام - ولو لم يظهر لبطلت نبوتهما بل ولبطلت نبوات الأنبياء لتبشيرهم جميعا بنبوته عليه السلام، وذلك قوله تعالى: (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين ..آل عمران/81)، فظهور نبوته ـ صلى الله عليه وسلم ـ تصديق لنبوآتهم وشهادة لها بالصدق، وقد أشار سبحانه إلى هذا المعنى في قوله: (بل جاء بالحق وصدق المرسلين.. الصافات/37)، فإن المرسلين بشروا به وأخبروا بمجيئه، فمجيؤه تصديق لهم إذ هو تأويل ما أخبروا به، كما أن تصديقه المرسلين شهادة منه بصدقهم وإيمان بهم، وعليه فصدقهم كان بمجيئه وبشهادته، ومثل هذا قول المسيح لبني إسرائيل: (إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يديه من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد.. الصف/6)، فإن التوراة لما بشرت بعيسى عليه السلام وبنبوته، كان نفس ظهوره تصديقاً للمرسلين من قبله، ثم لما بشر عيسى عليه السلام برسول يأتي من بعده اسمه (أحمد) كان ظهور هذا الأخير المبشر به تصديقاً لعيسى، كما كان ظهوره تصديقاً كذلك للتوراة، فعادة الله في رسله أن السابق يبشر باللاحق، واللاحق يصدق السابق ، والله سبحانه لا يخلف وعده ولا يكذب خبره .
وقد أدرك هذه الحقيقة كل من آمن من أحبار اليهود وقساوسة النصارى وغيرهم من دعاة الحق والخير والصلاح والإصلاح بل وشهد لهذه الحقيقة ذاتها كل من أقر بنبوته ممن لم يدركه، أو سمع به وكان مانعه من الإيمان به الحقد والبغي والحسد، أو خوف ضياع الملك والسيادة .
ونذكر من ذلك فيما يخص قضية انتقال موعود الله لبني إسماعيل، ما جاء عن يونس بن بكير عن سلمة بن يسوع عن جده قال: قال يونس، وكان نصرانيا فأسلم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل نجران: (بسم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، من محمد النبي رسول الله إلى أسقف نجران وأهل نجران، سلم أنت، إني أحمد إليكم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، أما بعد:- فإني أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد، وأدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد، فإن أبيتم فالجزية فإن أبيتم فقد آذنتكم بحرب.. والسلام)، فلما أتى الأسقف الكتاب وقرأه فظع به وذُعر ذُعراً شديداً، فبعث إلى رجل من أهل عمان يقال له شرحبيل بن وداعة، وكان من همدان، ولم يكن أحد يدعى إلى معضلة قبله، فدفع الأسقف كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شرحبيل فقرأه، فقال الأسقف: ما رأيك يا أبا مريم؟ فقال شرحبيل: قد علمت ما وعد الله إبراهيم في ذرية إسماعيل من النبوة .. إلى آخر ما جرى بينهما.
ونظيره ما جاء عن محمد بن سعد قال: أخبرنا علي بن محمد عن أبي عبيدة بن عبد الله، وعبد الله بن محمد بن عمار بن ياسر وغيره عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: سكن يهودي بمكة يبيع بها تجارات، فلما كانت ليلة ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مجلس من مجالس قريش: هل كان فيكم من مولود هذه الليلة؟ قالوا: لا نعلمه، قال: انظروا يا معشر قريش وأحصوا ما أقول لكم، ولد هذه الليلة نبي هذه الأمة أحمد، وبه شامة بين كتفيه فيها شعرات ، فتصدع القوم من مجالسهم وهم يعجبون من حديثه، فلما صاروا في منازلهم ذكروه لأهاليهم، فقيل لبعضهم: ولد لعبد الله بن عبد المطلب الليلة غلام وسماه محمداً فأتوا اليهودي في منزله، فقالوا: علمنا أنه ولد فينا غلام، فقال: أبعد خبري أم قبله؟ فقالوا: قبله واسمه محمد، فقال فاذهبوا بنا إليه، فخرجوا حتى أتوا أمه فأخرجته إليهم فرأى الشامة في ظهره فغُشى على اليهودي، ثم أفاق، فقالوا: ما لك؟ ويلك! فقال: ذهبت النبوة من بني إسرائيل وخرج الكتاب من أيديهم، ففازت العرب بالنبوة، أفرحتم يا معشر قريش؟ أما والله ليسطون بكم سطوة يخرج نبؤها من المشرق إلى المغرب" ، وهذا هو دأبهم مع الحق وأهله، يعرفون الحق ويكيدون لأهله بغياً وحسداً من عند أنفسهم غير مكتفين بكفرهم به.
وفي إنجيل متى 21: 33وما بعدها "كان إنسان رب بيت غرس كرماً وأحاطه بسياج وحفر فيه معصرة وبنى بُرجاً وسلمه إلى كرامين وسافر. ولما قرب وقت الأثمار أرسل عبيده إلى الكرامين ليأخذ أثماره، فأخذ الكرامون عبيده وجلدوا بعضاً وقتلوا بعضاً ورجموا بعضاً. ثم أرسل أيضاً عبيداً آخرين أكثر من الأولين، ففعلوا بهم كذلك. فأخيراً أرسل إليهم ابنه قائلاً: يهابون ابني. وأما الكرامون فلما رأوا الابن قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث، هلموا نقتله ونأخذ ميراثه. فأخذوه وأخرجوه خارج الكرم وقتلوه. فمتى جاء صاحب الكرم ماذا يفعل بألئك الكرامين. قالوا له: أولئك الأردياء يهلكهم هلاكاً ردياً ويسلم الكرم إلى كرامين آخرين يعطونه الأثمار في أوقاتها. قال لهم يسوع: أما قرأتم قط في الكتب. الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية من قبل الرب، كان هذا وهو عجيب في أعيننا. لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره".
فالكرم- كما هو بيّن في هذا المثل المضروب ومؤيد بنصوص أخرى في أسفار العهد القديم والعهد الجديد من الكتاب المقدس - كناية عن الأرض المقدسة، والكرامون والبناؤون هم بنو إسرائيل الذين أرسل الله أنبياءه (عبيده) إليهم المرة تلو المرة، فاعتدوا عليهم بالقتل والجلد والرجم، إلى أن أرسل الله عيسى عليه السلام الابن والوارث ليعقوب بن إسحاق بن إبراهيم في الأرض المقدسة ليكونوا معه فيذعنوا له ويؤمنوا به ويتبعوه، لكنهم بدل ذلك أخذوه خارج الكرم وقتلوه بحسب فهمهم أنهم قتلوا المسيح.. والحجر الذي رفضه البناؤون كناية عن سيدنا إسماعيل وأولاده من أمة العرب التي على رأسها ومن خيارها محمد صلى الله عليه وسلم، ذلك أن إسماعيل رفضته السيدة سارة امرأة أبيه رفضته هو وأمه، لكن الزمان يدور في نهاية الأمة الإسرائيلية ويعود بنو إسماعيل والمسلمون من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم فيصيرون هم رأس الزاوية في الأهمية بالنسبة لله . وهنا يستطرد السيد المسيح مصرحاً بذلك وكاشفاً عما يرمى إليه هذا المثل وموجهاً الكلام إلى تلامذته الذين هم من بنى إسرائيل، فيخبرهم بأن ملكوت الله المتمثل في إرث الأرض والنبوة سينزع من بنى إسرائيل ليعطى لأمة إسماعيل لتعمل أثماره ، ولتصير رأس الزاوية من قِبَل الرب، وفى ذلك بيان شافٍ كافٍ لمن يستحق الوعد ويخلف بنى إسرائيل فيه من بعد انقضاء مدتهم في مكنون علم الله سبحانه.
فهل يعقل معشر يهود وفى مقدمتهم أولئك الزاعمين ملكية بيت المقدس من الحاخامات ومن والاهم من المتعصبين والمتشنجين، هذا المثل المضروب لهم، فيكفوا عن المطالبة بما ليس لهم بموجب ما جاء في الكتاب المقدس وعلى ألسنة أنبيائهم؟ وهل حان الوقت لكي يعِ أولئك المعتدون على الحرمات والمقدسات وأصحاب الأرض، ما جاء في كتبهم وما شهد به كبراؤهم وأحبارهم ممن زامنوا بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ورأوا فيه من العلامات ما جعلهم يقرون ويعترفون بحقيقة الأمر؟ أم أن ما فشل فيه الأسلاف الذين رفضوا الإذعان لأمر موسى بدخول الأرض المقدسة- التي هي في الأصل أرض عربية- قائلين له: (أنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا أنا ههنا قاعدون .. المائدة/24)، يريد الخارجون على تعاليم الرب والمتمردون على أوامره من الأحفاد عن طريق القتل والتشريد والمذابح الجماعية وسفك الدماء وإهلاك الحرث والنسل أن يحرزوا بعد فوات الأوان قصب السبق في سلبه ونهبه؟.
على أن موعود الله لبني إسرائيل لم يكن مقصوراً على ذلك الوعد الموقوت بامتلاك الأرض وتوريث النبوة، الذي كان لهم قبل تحوله عنهم، فقد وعدهم الله كذلك بمحبته إن هم آمنوا به وحفظوا وصاياه، كما وعدهم إن هم فعلوا ذلك وآمنوا برسله وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، بالرزق الوفير وبتكفير السيئات وبدخول الجنة، سواء كان ذلك قبل انتقال موعوده لهم بالأرض والنبوة وتحوله عنهم أم بعده، جاء ذلك على لسان كل من عاصرهم من الأنبياء، فغير ما ذكره موسى مما سقنا بعضه في صورة الشرط والجزاء، جاء على لسان عيسى عليه السلام في إنجيل يوحنا 14: 15 "إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي"، وفي القرآن الكريم قوله جل ذكره: (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم .. البقرة/40)، وقد نقل القرطبي عن الحسن وقتادة أن المراد بالعهد قوله: (ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيباً وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضاً حسناً لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار .. المائدة/12)، ونظيره ما جاء في قوله: (ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم . ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم .. المائدة/65، 66)، والجمهور على أنه عام في جميع أوامره ونواهيه ووصاياه، ويدخل في ذلك – بالطبع- الإيمان بمحمد الذي ورد ذكره في التوراة والإنجيل والذي لا يصلح لهم إيمان بغيره ولا تكتب لهم نجاة بسواه .. وعليه فالذي كان من الواجب أن يكون محط اهتمام بني إسرائيل منذ بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وإلى يوم أن يرث الله ومن عليها سيما مدعي التدين منهم ممن هم الآن على قيد الحياة وأخص بالذكر منهم حاخاماتهم ومن أطلقوا على أنفسهم أمناء الهيكل، هو إنفاذ ما تبقى من هذه العهود والوفاء بها، حتى ينالوا الحظوة عند الله، بدلاً من أن يخسروا بفعالهم وعنادهم وجحودهم واعتداءاتهم أجري الدنيا والآخرة بل ويستحقوا مع ذلك وعيده لهم فيهما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حقائق حول عدم أحقية اليهود في أرض فلسطين بموجب ما جاء في التوراة والإنجيل وفي آي التنزيل(من ستة حقائق الحقيقة الثانية والثالثة)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حقائق حول عدم أحقية اليهود في أرض فلسطين بموجب ما جاء في التوراة والإنجيل وفي آي التنزيل هناك ستة حقائق (الحقيقة الاولى )
» حقائق حول عدم أحقية اليهود في أرض فلسطين بموجب ما جاء في التوراة والإنجيل وفي آي التنزيل(من ستة حقائق الحقيقة الرابعة والخامسة والسادسة والاخيرة)
» ورشة عمل: الوضع المائي في فلسطين، غزة 22/3/2005(من خمسة اوراق الورقة الاولى والثانية والثالثة)
» حقيقة اليهود وطبيعتهم في ضوء حقائق القرآن وتقريراته
» اقوال عن الحقيقة , كلمات عن الحقيقة , مقولات عن الحقيقة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى فلسطين-
انتقل الى: