ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 التنمية البشريةوتطوير الذات(مفهوم التنمية)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

التنمية البشريةوتطوير الذات(مفهوم التنمية) Empty
مُساهمةموضوع: التنمية البشريةوتطوير الذات(مفهوم التنمية)   التنمية البشريةوتطوير الذات(مفهوم التنمية) Emptyالأحد يوليو 03, 2011 4:38 pm

التنمية البشريةوتطوير الذات(مفهوم التنمية) VWtHF-85a2_383330178

التنمية البشريةوتطوير الذات(مفهوم التنمية)
يعد مفهوم التنمية من أهم المفاهيم العالمية في القرن العشرين، حيث أطلق على عملية تأسيس نظم اقتصادية وسياسية متماسكة فيما يسمى ب " عملية التنمية "، وتبرز أهمية مفهوم التنمية في تعدد أبعاده ومستوياته، وتشابكه مع العديد من المفاهيم الأخرى مثل التخطيط والإنتاج والتقدم.
وقد برز مفهوم " التنمية Development " بصورة أساسية منذ الحرب العالمية الثانية، حيث لم يستعمل هذا المفهوم منذ ظهوره في عصر الاقتصادي البريطاني البارز " آدم سميث " في الربع الأخير من القرن الثامن عشر وحتى الحرب العالمية الثانية إلا على سبيل الاستثناء، فالمصطلحان اللذان استخدما للدلالة عل حدوث التطور المشار إليه في المجتمع كانا التقدم المادي " Material Progress "، أو التقدم الاقتصادي " Economic Progress ".
وقد برز مفهوم التنمية Development بداية في علم الاقتصاد حيث استخدم للدلالة على عملية إحداث مجموعة من التغيرات الجذرية في مجتمع معين؛ بهدف إكساب ذلك المجتمع القدرة على التطور الذاتي المستمر بمعدل يضمن التحسن المتزايد في نوعية الحياة لكل أفراده، بمعنى زيادة قدرة المجتمع على الاستجابة للحاجات الأساسية والحاجات المتزايدة لأعضائه؛ بالصورة التي تكفل زيادة درجات إشباع تلك الحاجات؛ عن طريق الترشيد المستمر لاستغلال الموارد الاقتصادية المتاحة، وحسن توزيع عائد ذلك الاستغلال.
ثم انتقل مفهوم التنمية إلى حقل السياسة منذ ستينات القرن العشرين؛ حيث ظهر كحقل منفرد يهتم بتطوير البلدان غير الأوروبية تجاه الديمقراطية. وتعرف التنمية السياسية بأنها عملية تغيير اجتماعي متعدد الجوانب، غايته الوصول إلى مستوى الدول الصناعية، ويقصد بمستوى الدول الصناعية إيجاد نظم تعددية على شاكلة النظم الأوروبية تحقق النمو الاقتصادي والمشاركة الانتخابية والمنافسة السياسية، وترسخ مفاهيم الوطنية والسيادة والولاء للدولة القومية.
ولاحقاً تطور مفهوم التنمية ليرتبط بالعديد من الحقول المعرفية. فأصبح هناك التنمية الثقافية التي تسعى لرفع مستوى الثقافة في المجتمع وترقية الإنسان، وكذلك التنمية الاجتماعية التي تهدف إلى تطوير التفاعلات المجتمعية بين أطراف المجتمع: الفرد، الجماعة، المؤسسات الاجتماعية المختلفة، المنظمات الأهلية.
بالإضافة لذلك استحدث مفهوم التنمية البشرية الذي يهتم بدعم قدرات الفرد وقياس مستوى معيشته وتحسين أوضاعه في المجتمع.
ويلاحظ أن مجموعة المفاهيم الفرعية المنبثقة عن مفهوم التنمية ترتكز على عدة مسلمات:
أ. غلبة الطابع المادي على الحياة الإنسانية، حيث تقاس مستويات التنمية المختلفة بالمؤشرات المادية البحتة؛
ب. نفي وجود مصدر للمعرفة مستقل عن المصدر البشري المبني على الواقع المشاهد والمحسوس؛ أي بعبارة أخرى إسقاط فكرة الخالق من دائرة الاعتبارات؛
ج. أن تطور المجتمعات البشرية يسير في خط متصاعد يتكون من مراحل متتابعة، كل مرحلة أعلى من السابقة، وذلك انطلاقا من اعتبار المجتمع الأوروبي نموذجاً للمجتمعات الأخرى ويجب عليها محاولة اللحاق به.
ويتضح الاختلاف بين مفهوم التنمية في اللغة العربية عنه في اللغة الإنجليزية، حيث يشتق لفظ "النمو" من نما ينمو نماء، فإنه يعنى الزيادة ومنه ينمو نمواً. وإذا كان لفظ النمو أقرب إلى الاشتقاق العربي الصحيح، فإن إطلاق هذا اللفظ على المفهوم الأوروبي يشوه اللفظ العربي. فالنماء يعني أن الشيء يزيد حالاً بعد حال من نفسه، لا بالإضافة إليه.
وطبقاً لهذه الدلالات لمفهوم التنمية فإنه لا يعد مطابقاً للمفهوم الإنجليزي Developmentالذي يعني التغيير الجذري للنظام القائم واستبداله بنظام آخر أكثر كفاءة وقدرة على تحقيق الأهداف وذلك وفق رؤية المخطط الاقتصادي ( الخارجي غالباً ) وليس وفق رؤية افراد المجتمع وثقافتهم ومصالحهم الوطنية بالضرورة.
بعض التعاريف المتعلقة بمفهوم التنمية
تعريف مكتب المستعمرات البريطانية 1948م:
عرف من خلالها التنمية بأنها " حركة غرضها تحسين الأحوال المعيشية للمجتمع في جملته على أساس المشاركة الإيجابية لهذا المجتمع وبناء على مبادرة المجتمع بقدر الإمكان، وفي حالة عدم ظهور هذه المبادرة بصفة تلقائية ينبغي الاستعانة بوسائل منهجية لبعضها، واستشارتها بطريقة تضمن استجابة فعالة لهذه الحركة. ويستدل من هذا التعريف على أن تحسين الظروف الحياتية للسكان لا يمكن أن يتم عن طريق الإجبار، بل عن طريق التوضيح والفهم والإقناع مع ضرورة التركيز على مشاركة ومساهمة أفراد المجتمع نفسه في وضع وتخطيط البرامج الخاصة بتحسين أحوالهم المعيشية.
تعريف المجلس الاقتصادي والاجتماعي في هيئة الأمم المتحدة:
" تنمية المجتمع من الإجراءات الشاملة التي تستخدم لرفع مستوى المعيشة وتركيز اهتمامها – أساساً على المناطق الريفية ".
تعريف هيئة الأمم المتحدة عام 1955م:
هي " العملية المرسومة لتقدم المجتمع جميعه اجتماعياً واقتصادياً، وتعتمد بقدر الإمكان على مبادرة المجتمع المحلي وإشراكه ".
تعريف إدارة التعاون الدولية التابعة للأمم المتحدة:
عملية للعمل الاجتماعي تساعد أفراد المجتمع على تنظيم أنفسهم للتخطيط والتنفيذ عن طريق تحديد مشاكلهم واحتياجاتهم الأساسية، والتكامل بين الخطط الفردية والجماعية لمقابلة احتياجاتهم، والقضاء على مشاكلهم، والعمل على تنفيذ هذه الخطط بالاعتماد على الموارد الذاتية للمجتمع، واستكمال هذه الموارد بالخدمات والمساعدات الفنية والمادية من جانب المؤسسات الحكومية والأهلية من خارج المجتمع المحلي.
تعريف هيئة الأمم المتحدة عام 1956م:
" العمليات التي توحد جهود الأهالي وجهود السلطات الحكومية لتحسين الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمجتمعات المحلية تحقيقاً لتكامل هذه المجتمعات في إطار حياة الأمة ومساعدتها على المساهمة في التقدم القومي".
ويقوم هذا التعريف على مبدأين أساسين، هما:
1. ضرورة اشتراك أفراد المجتمع المحلي في العمل على تحسين ظروفهم وأحوالهم وظروف معيشتهم؛
2. ضرورة توفير ما يلزم من الخدمات الأساسية مثل الخدمات والمساعدات الفنية الحكومية بطريقة تثير المجتمع المحلي لتقديم المبادرة والمساعدات الذاتية، وبهذا صارت تنمية المجتمع مجهوداً مشتركاً بين جميع العاملين في المجتمع في مختلف الاختصاصات، وبدأت أهمية الربط والمشاركة بين المجتمع المحلي والمجتمع الكبير.
التعريف الحديث لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي:
وحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يتسع مفهوم التنمية لأبعاد ثلاثة هي:
1. تكوين القدرات البشرية، مثل تحسين الصحة وتطوير المعرفة والمهارات؛
2. استخدام البشر لهذه القدرات في الاستمتاع، أو الإنتاج – سلعاً وخدمات، أو المساهمة الفاعلة في النشاطات الثقافية والاجتماعية والسياسية؛
3. مستوى الرفاه البشري المحقق، في إطار ثراء المفهوم المبين.
وفيما يلي بعض التعاريف الاخرى / الصياغات المتداولة لمفهوم التنمية:
التنمية:
حركة تستهدف تحقيق حياة أحسن للمجتمع المحلي نفسه من خلال المشاركة الإيجابية للأهالي. أو من خلال مبادرة المجتمع المحلي نفسه، وإذا لم تتيسر هذه المبادرة فإن هذه الحركة تستخدم الأساليب التي توقظ وتثير هذه المبادرة ضماناً للحصول على استجابة جماعية وفعالة للحركة.
التنمية:
هي العمليات المختلفة التي يجري التخطيط لها وتنفيذها على أساس الجهود الأهلية والجهود الحكومية لتحسين الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمجتمعات المحلية، وربط هذه العمليات بالإصلاحات الكبرى التي تخطط وتنفذ على مستوى الدولة.
التنمية:
هي العمليات التي بقوم بها الأهالي لتنظيم أنفسهم، وتحديد مشكلاتهم ومقابلة احتياجاتهم عن طريق تخطيط وتمويل المشروعات الاجتماعية والاقتصادية اللازمة بالاعتماد على مواردهم المحلية والاستعانة بالخدمات والإمكانيات الحكومية إذا لزم الأمر.
التنمية:
تدعيم الجهود الأهلية للمجتمع المحلي بالجهود الحكومية وذلك لتحسين الحالة الاقتصادية والاجتماعية والحضارية لهذا المجتمع شريطة أن تكون خطط الإصلاح بهذه المجتمعات متماشية مع خطط الإصلاح العامة للدولة.
التنمية:
هي العملية التي يتم عن طريقها إحداث تغيير متكامل مقصود للمجتمعات المحلية عن طريق إقامة المشاريع التنموية المختلفة بالمناطق الريفية، وإيجاد التعاون في مجال تنفيذ هذه المشاريع بين الاجتماعي والطبيب والزراعي والمعلم والمهندس ورجل الدين بالإضافة إلى جهود المواطنين المحليين، وذلك من أجل نقل هذه المجتمعات إلى وضع آخر أفضل مع العمل على التحكم المستمر في التغيرات التلقائية التي تحدث في كل مجتمع من تلك المجتمعات، وبلورة وتطوير أساليب ضبطها مع الالتزام في تلك العملية كلها بالإطار العام لخطة الدولة.
التنمية:
هي عملية حضارية شاملة لمختلف أوجه النشاطات في المجتمع بما يحقق رفاهية الإنسان وكرامته، والتنمية أيضاً بناء للإنسان وتحرير له وتطوير لكفاءاته وإطلاق لقدراته للعمل والبناء. والتنمية كذلك اكتشاف لموارد المجتمع وتنميتها والاستخدام الأمثل لها من أجل بناء الطاقة الإنتاجية القادرة على العطاء المستمر.
التنمية البشرية:
يستهدف مفهوم التنمية البشرية وضع الإنسان في موقع الصدارة، وفي بؤرة التركيز هدفاً نهائياً، ومسهماً فاعلاً – في جهود التنمية، ومن ثم استدعى الأمر تصحيحاً في النظرة إليه واعتباره مجرد رأس مال، أو مورداً بشرياً في عمليات الإنتاج، إلا أنه مع أهمية ذلك لا ينبغي أن يقتصر المنظور على دور الإنسان في جانب العرض وحده، إنما ينبغي أن تستقيم المعادلة، مركزة في نهاية المطاف على جانب الطلب، وعلى الوفاء باحتياجاته المتنوعة والمتعددة، وطموحاته الفردية والاجتماعية، وقيمه الروحية والإنسانية. فمعظم المفاهيم الاقتصادية قد أدت إلى الاهتمام بالوسيلة بالدرجة الأولى، وإحلال الغاية النهائية مرتبة تالية.
وكل هذا يعني أن التنمية البشرية إنما تستهدف توفير الشروط والظروف التي تمكن الإنسان – كل إنسان – من تحقيق إنسانيته – كل إنسانيته، وأن هذا التحقيق لذاتية الإنسان يشمل مختلف مقوماتها وخصائصها، وهو خط البداية في تصور مطالب الإنجاز الإنمائي، وهو كذلك خط النهاية في تقويم ذلك الإنجاز على آماده القريبة والمتوسطة والبعيدة.
ويتطلب تحقيق ذاتية الإنسان ومقومات إنسانيته، الإدراك لكينونته وصيرورته، وما يتطلبه ذلك من الوفاء باحتياجاته البيولوجية، والعقلية، والوجدانية، والاجتماعية، والثقافية، والروحية. واعتبارها كلا متوحداً، لا يخضع للثنائيات، أو التجزئة، أو التفاضل… فالإنسان في كل الظروف – وفي الوقت نفسه – كائن بيولوجي وعقلاني، متفرد واجتماعي، فاعل ومنفعل، ماض وحاضر ومستقبل، يسعى بقدميه من مناكب الأرض، ويمتد بناظريه وفؤاده إلى ملكوت السماء، معتزاً بعقيدته، ومحترماً لعقائد الآخرين. ومن ثم تتجمع مقاصد التنمية البشرية في جهد متصل لتنمية كل تلك القدرات والخصائص والطاقات إلى أقصى ما يمكن أن تبلغه خلال مراحل نموه من الطفولة إلى الشباب، فالنضج، حتى الكهولة.
يوضح التعريف الذي اعتمدته تقارير التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، باعتبار التنمية البشرية عملية توسيع الخيارات أمام الناس، أي ما ينبغي أن يتاح لهم، وما ينبغي أن تكون عليه أحوالهم، فضلاً عما ينبغي أن يفعلوه، ضماناً لتنامي معيشتهم.
ويشير تقرير 1990م، إلى أن الخيارات أمام الإنسان بلا حدود من حيث المبدأ، لكن حدودها وسقوفها مرتبطة بالمحددات المجتمعية، اقتصادية، وسياسية، وثقافية، وبما يتاح لتحقيقها من سلع وخدمات ومعرفة. ويؤكد التعريف على أن للتنمية البشرية جانبين أولهما: هو تشكيل القدرات البشرية وتنميتها، من خلال تحسين مستوى الصحة والمعرفة والمهارة. أما الجانب الثاني: فيتصل بتوظيف القدرات المكتسبة في الإنتاج، وفي المشاركة في المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية، والاستمتاع بوقت الفراغ. وتتسع مجالات التنمية البشرية في التقارير اللاحقة، لشمل الاحتياجات المرتبطة بكرامة الإنسان، وحماية حقوقه، كحقه في التحرر والحرية، وحقه في الحركة والتنقل، وحقه القانوني، وحقوقه الشخصية، مما أدى إلى التفكير في إيجاد رقم قياسي لحرية البشر، إلي جانب الرقم القياسي للتنمية البشرية، المكون من الدخل الفردي، وطول العمر، ونسبة التعليم، وسنوات التمدرس.
التنمية البشرية كحالة وجود وتطور:
يتحدد مفهوم التنمية البشرية على أنه المستوى الذي تصل إليه حالة الإنسان في كينونته في فترة زمنية محددة، من حيث قدراته وطاقاته الإنسانية المتعددة والمركبة، ومن خلال إشباع احتياجات البقاء والتطور والتواصل والمشاركة والتحرر والانتماء والكرامة في مجتمع من المجتمعات. وإن كان لكل مجتمع استراتيجيته الخاصة في تنمية تلك القدرات البشرية وما تستلزمه من حاجات مادية وغير مادية، إلا أنه من الضروري ألا يقتصر مضمون التنمية البشرية على حالة الكينونة، وإنما ينبغي أن يمتد إلى أقصى ما يمكن أن تبلغه، وهي قدرات لا حدود لها، ولا سقوف لآفاقها ونتاجها، وهذا يستدعي بالضرورة توفير مجالات الإشباع للاحتياجات الإنسانية بصورة متنامية ومستدامة، وفي أضعف حدودها الحفاظ على مستوى تلك الحالة الإنسانية من التردي، حتى تتاح الظروف الملائمة للانطلاق من جديد نحو تحسين تلك الحالة وتناميها. ويرتبط هذا كله بطبيعة الحال بنمط التنمية المطرد في معدلات نموه، وتطوير هياكله البنيوية، واتخاذ السياسات المحققة لمزيد من رخاء الإنسان حالة، ولتحسين كفاءته الإنتاجية وسيلة وأداة.
التنمية البشرية، وأمانة الأجيال القادمة (التنمية المستدامة) :
يستدعي مفهوم التنمية البشرية – كحالة صيرورة – ألا تقتصر قابلية الاستمرار في التحسن على الجيل الحالي من المواطنين في فترة زمنية معينة، بل لا بد من أن يتم التحسب إلى الأفق الزمني البعيد، وإلى حالة الحياة للأجيال المتعاقبة، وما يضمن لها شروط الوفاء المناسب بحاجاتها، وما ينجم عن ذلك من تنمية قدراتها المتنوعة، والانتفاع الأمثل بها… فليس من العدل أن يستهلك الجيل الحاضر أو يستنزف موارده الإنمائية ليستمتع ببحبوحته من العيش، مخلفاً للأجيال اللاحقة ميراثاً من نضوب الموارد، أو ضموراً في إنتاجها، أو تصحراً في الأرض الزراعية، أو اهتلاكاً في المصانع، أو تركة ثقيلة من القروض المالية، أو الديون الاجتماعية والثقافية. ومن ثم تجيء أهمية المناخ الفكري والسياسي، الذي يشيع التفاؤل من خلال تصحيح سلبيات الواقع الراهن، ومتابعة حركة التقدم، مما يحفز على مزيد من الدافعية على تحسين أحوال البشر، والانتفاع الأمثل بقدراتهم ومهاراتهم. ومع افتقاد هذا المنظور المستقبلي الذي ينبئ بأن الغد سيكون أفضل من اليوم، يمكن أن تتعرض جهود المشاركة للشلل، وأن يصاب البشر بالإحباط والتذمر والتمرد.
مفاهيم مجتزأة للتنمية البشرية:
قد يتعرض مفهوم التنمية البشرية أحياناً إلى سوء فهم، حين يختلط بمناهج الرفاهية الاجتماعية، التي تنظر إلى الناس على أنهم مجرد منتفعين ومستهلكين لجهود التنمية، التي تتولاها الدولة، من خلال دورها في التوزيع لعوائدها، كما شاع مفهوم دولة الرفاهية في كثير من الأقطار المصدرة للنفط، لكن التنمية البشرية تهتم بدور الناس كمشاركين في عمليات التنمية وهياكلها الإنتاجية.
كذلك قد يرى البعض أن المفهوم مقتصر على ما اصطلح عليه في خطط التنمية باسم القطاعات الاجتماعية، كالصحة والتعليم والإسكان والرعاية الاجتماعية.
ومع أهمية هذه القطاعات وآثارها المباشرة في حياة الناس، إلا أنها لا تستوعب كل مجالات التنمية البشرية التي يتضح أنها لا تقتصر على قطاع بذاته، بل إنها تمتد لتشمل جوانب الحرية السياسية، كما تشمل جوانب النمو الاقتصادي والاجتماعي، الذي يمثل عائدها موارد لإشباع الاحتياجات وتنمية القدرات، التي بدورها تستثمر في علميات الإنتاج، وفي مختلف مجالات الحياة المجتمعية والفردية.
وفي الوقت ذاته تحتل القطاعات الاجتماعية دوراً مهماً في الإنتاج الاقتصادي، باعتبارها استثماراً إلى جانب كونها خدمات. ولقد أثبت كثير من دراسات اقتصاديات التعليم أثره في تحسين إنتاجية الفرد، وفي زيادة الإنتاج بصورة عامة. كما أثبتت كذلك العلاقة بين التعليم وانخفاض معدل وفيات الأطفال، وتنظيم الأسرة، وتوسيع قاعدة المشاركة الاقتصادية والسياسية.
إن لمفهوم التنمية البشرية بعدان أساسيان: أولهما يهتم بمستوى حالة النمو الإنساني في مختلف مراحل الحياة، وهو نمو لقدرات الإنسان، وطاقاته البدنية، والعقلية، والنفسية، والاجتماعية، والمهارية، والروحية، من خلال ما يتطلبه الإشباع المتنامي لمختلف احتياجات ذلك النمو بعناصرها المادية وغير المادية، ومن ثم فإن الكينونة الراهنة والصيرورة المنشودة لحالة الإنسان تكونان معاً هذا البعد. والبعد الثاني للمفهوم يتمثل في كون التنمية البشرية عملية تتصل باستثمار الموارد والمدخلات والأنشطة الاقتصادية التي تولد الثروة والإنتاج اللازم لتنمية تلك القدرات البشرية. ويتضمن المفهوم تحقيق ذلك من خلال تنظيم مجتمعي يعبئ موارده الداخلية، ويتفاعل مع المتغيرات العالمية والأسواق الدولية من أجل الاطراد في تنمية تلك الموارد، والتي توفر بدورها إمكانية الاستمرار في تنمية قدرات الإنسان وطاقاته وتطلعاته. ويتسع الجانب العملي في المفهوم ليعنى بأهمية تطوير الهياكل والبنى المؤسسية التي تتيح المشاركة والانتفاع بمختلف القدرات لدى كل الناس في العمل والإنتاج السلعي والخدماتي والتنظيمي والمعرفي، على أساس من التوزيع العادل لعوائده ويتم ذلك من خلال إطار للعمل السياسي، يوفر الحقوق الأساسية للإنسان بما يشبع حاجاته من الخبز والكرامة والبيئة الطاهرة.
ويتواصل التفاعل المستمر بين الإنسان الهدف – حالة وصيرورة وعملية – في مفهوم التنمية البشرية من خلال الفعل الإنساني ذاته، وإسهاماته، والانتفاع به في توظيف الموارد والمدخلات بالمهارة المطلوبة والكفاءة العليا، في توليد النمو الاقتصادي المطرد.
ومن هنا تتضح مقولة أن التنمية البشرية للإنسان وبالإنسان، للإنسان لذاته المطلقة، وفي ذاته بطاقاتها المركبة، وبذاته الفاعلة، وبمعارفه المتجددة، وبيده الماهرة، وبعقله المبدع، وبآلاته ، وبقيمه في الجد والمثابرة والإتقان، وذلك مفهوم التنمية البشرية في مضامينه وأبعاده المعيارية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التنمية البشريةوتطوير الذات(مفهوم التنمية)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التنمية البشرية وتطوير الذات(@ افهم نفسك ..فهم النفس..مفهوم الذات @)
» مفهوم التنمية البشرية و تنمية الذات
» التنمية البشرية وتطوير الذات(مفهوم التطوير الذاتي :)
» التنمية البشرية وتطوير الذات(مفهوم البيئة في القرآن الكريم)
» التنمية البشرية وتطوير الذات(@ البرمجة اللغوية العصبية و التحكم في الذات @)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى التعليم والثقافة-
انتقل الى: