ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 الانثروبولوجيا وعلم الاجتماع (@ الموروث البيولوجي و الموروث الاجتماعي @)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

الانثروبولوجيا وعلم الاجتماع (@ الموروث البيولوجي و الموروث الاجتماعي @) Empty
مُساهمةموضوع: الانثروبولوجيا وعلم الاجتماع (@ الموروث البيولوجي و الموروث الاجتماعي @)   الانثروبولوجيا وعلم الاجتماع (@ الموروث البيولوجي و الموروث الاجتماعي @) Emptyالخميس يونيو 30, 2011 4:05 am

الانثروبولوجيا وعلم الاجتماع (@ الموروث البيولوجي و الموروث الاجتماعي @) Vj165-jRqV_586022431

الانثروبولوجيا وعلم الاجتماع (@ الموروث البيولوجي و الموروث الاجتماعي @)
لقد كان دوماً يحدث جدل عن أيهما أكثر تأثيراً على كيفية تصرف الإنسان , الوراثة , أم المكتسب ( البيئة والمجتمع ) , وكذلك كان هناك جدل عن أيهما أقوى تأثيراً , التصرفات الغريزية والانفعالية والعاطفية , أم التفكير والمعرفة المكتسبة نتيجة التربية والتعلم والحياة الاجتماعية .
فالوراثة أو الموروث البيولوجي . وما يكتسب نتيجة الحياة الاجتماعية , هما ما يقرر تصرفات الإنسان وبالتالي منحى تطوره . يمكننا تشبيه الموروث البيولوجي بالهاردوير ( البنية المادية ) في الكومبيوتر , والموروث الاجتماعي أو ما يكتسبه ويتعلمه الإنسان نتيجة الحياة والظروف الاجتماعية , يمكن تشبيهه بالسوفتوير أي البرامج المكتسبة , وهناك تشابه كبير بين الأفراد من ناحية الهاردوير ( بنيتهم ) أو الموروث البيولوجي , ولكن ما يكتسبه الإنسان أثناء حياته وبشكل خاص حياته الاجتماعية( السوفتوير أو البرامج ) يمكن أن يختلف بشكل كبير , نتيجة الأوضاع المادية والاجتماعية التي عاش ضمنها الإنسان .
فالموروث البيولوجي نشأ وترسخ في بنية الكائن الحي نتيجة ظروف وأوضاع الحياة الطويلة , والتكيف معها نتيجة الانتخاب الطبيعي والتطور . ويمكننا تعداد الكثير من الموروث البيولوجي . وغالباً يصعب تغيير أو تعديل هذا الموروث أثناء الحياة , وضمن حدود معينة .
فالموروث البيولوجي يشمل خصائص وطبيعة الإنسان الفزيولوجية والجسمية , وأهمها الغرائز و الدوافع , و الانفعالات , وقدراته الفكرية , وكافة قدراته الجسمية , فهو يرثها من آبائه .
فكل إنسان يملك دوافع كثيرة عند ولادته , دوافع فزيولوجية وعصبية موروثة وهي التي تنتج الغرائز أو العكس , وأيضاً تنشأ لديه كثير من الدوافع أثناء حياته . والدوافع التي تكون لديه عند ولادته " الموروثة بيولوجياً "هي طرف سلسلة من دوافع ( أو قوى فيزيائية و فزيولوجية ) موجودة قبل تكوّنه ، وبالتالي هي موجودة قبل إحساسه أو وعيه بها . فهناك دوافع أساسية نحو أهداف معينة مسبقاً , موجودة لدى الإنسان عند ولادته ، فالأهداف والدوافع له محددة مسبقاً , فهو يسعى نحو ثدي أمه دون أن يؤثر فيه أو يثيره هذا الثدي أولاً ، أي هو مبرمج مسبقاً على البحث والسعي نحو هدف معين محتمل وجوده . فهناك الكثير جداً من هذه الدوافع المعينة مسبقاً لدى الإنسان ، وآليات تكونها تكون موجودة فزيولوجياً ( أي موروثة بيولوجياً ) وهذه الدوافع والأهداف تكوّنت نتيجة تطوره .
والدوافع البيولوجية لدى البشر تتشابه بصورة كبيرة ، فالدوافع الموروثة , فيزيولوجياً , وعصبياً , تتشابه بينهم , أو تتطابق ، وكذلك تتطابق الأحاسيس الأولية الأساسية بين كافة الناس ، وتتطابق بشكل أقل المشاعر والادراكات والواعية . وهناك تشابهات كبيرة بين ( أنا أو ذات ) لكل منا , تمكننا من استعمال نفس الأحكام على دوافعنا . فهناك تشابهات كثيرة تسمح بالتعميم ، مع وجود اختلافات بين كل أنا وأخرى ، فالصفعة على الوجه هي مؤلمة لدى غالبية الناس . وكذلك تتشابه الحواس وآليات الإحساس والانفعال وهذا التشابه هو الذي يسمح بالتواصل بين البشر, بكافة أشكاله ، ولولا هذا التشابه وخاصة في الأحاسيس لما أمكن قيام أي تواصل بين إنسانين . فالوعي والأحاسيس والمشاعر المتشابهة هم الأساس لقيام التواصل بينا ، وبالتالي هم سمحوا بنشوء اللغة والثقافة والعلم .
أما الموروث الاجتماعي فهو ينشأ أو يتشكل ويترسخ لدى الكائنات الحية التي تعيش جماعات , فالحياة الاجتماعية تفرض تأثيراتها على الأفراد ويحدث تكيف لهم معها . وكان قبل ذلك حدث تطور من كائنات وحيدة الخلية إلى كائنات متعددة الخلايا نتيجة اجتماع ومشاركة عدة خلايا حية متكيفة مع بعضها , وتشكيلها كائن حي واحد .
وبالنسبة لنا نحن البشر بعد أن أصبحنا نعيش أجيال طويلة ضمن مجتمعات صار تأثر الحياة الاجتماعية علينا أوما نرثه أو ينتقل إلينا ويقرر الكثير من تصرفاتنا , أوسع وأهم من الموروث البيولوجي , فهو الذي يشكل لدينا اللغة والعادات والتقاليد والعقائد والقيم والأخلاق والثقافة . . . وهذا يكون مختلف من مجتمع لآخر حسب أوضاع وظروف كل مجتمع .
وهذا الموروث الاجتماعي يتطور حسب الظروف والأوضاع كل مجتمع ( ضمن حدود وجالات معينة ) . فتغيير أو تعديل الموروث الاجتماعي غالباً أسهل من تغيير أو تعديل الموروث البيولوجي .
ونحن نلاحظ الآن أن تأثير الموروث الاجتماعي هو الأكبر تأثيراً في حياة البشر من الموروث البيولوجي , وهو يظهر الفروق الاقتصادية والحضارية والثقافية والاجتماعية بينهم . فالموروث الاجتماعي الذي نرثه أو ينتقل إلينا من المجتمع الموجودين فيه هو الأكبر تأثيراً , أي أصبح الموروث الاجتماعي هو المتحكم الأكبر في تطور وارتقاء الأفراد .
لقد نشأت لدينا دوافع كثيرة نتيجة الحياة الاجتماعية , فالإنسان في الوقت الحاضر يكتسب دوافع كثيرة جديدة باستمرار نتيجة حياته الاجتماعية ، فلم تعد دوافع الحياة الأساسية الموروثة هي فقط المسيطرة والمتحكمة بتصرفاته . فلقد أوجد بعض الناس دوافع قويةً جداً ويمكن أن تتعارض مع دوافع الحياة الأساسية , مثل الدافع لتعاطي المخدرات . ., وجميع هذه الدوافع مهما كانت طبيعتها وقوتها إذا كانت لا تتفق مع دوافع الحياة ودوافع المجتمع فإنها سوف تقاوم أو تعدل لتتفق مع دوافع الحياة ودوافع المجتمع .
والأديان والأخلاق, والقوانين . . هي دوافع تسعى لخدمة بنية المجتمع ، ويجب أن تتفق مع دوافع الإنسان أيضاً ، فإذا أردنا المحافظة على بنية المجتمع وبنية الإنسان يجب أن نلبي دوافعهم الأساسية التي تمكنهم من الاستمرار و النمو و التطور.
أهم الدوافع الموروثة اجتماعياً
دافع الإنجاز ، وهو يغطي مجالاً واسعاً من السلوكيات الموجهة نحو تحقيق هدف .
دافع الانتماء - أو العنصرية -.
دافع المنافسة والتفوق على الآخرين وتحقيق المكانة العالية.
دوافع اجتماعية متنوعة , وهي نتيجة العلاقات الاجتماعية
دوافع فكرية، وهي دوافع عصبية ونفسية متطورة نتيجة المجتمع والثقافة .
وأيضاً تطورت ونشأت لدينا نتيجة حياتنا الاجتماعية انفعالات جديدة وهي خاصة بنا, فهي تكونت نتيجة العلاقات الاجتماعية , و الحضارة والثقافة والعقائد..., وقد نشأت وتطورت أنواع كثيرة من الانفعالات نتيجة لذلك . والانفعالات دوماً تكون مترافقة مع أحاسيس خاصة بها , وهناك انفعالات إخبارية مثل الدهشة والتعجب والترقب والضحك, وهناك انفعالات مثل الحب والحنان والصداقة, والزهو, الغيرة, الحسد , والكراهية....., وكل هذه الانفعالات ترافقها أحاسيس معينة خاصة بكل منها.
و يساهم بشكل كبير التقليد والمحاكاة , وهما من الموروثات البيولوجية , في نشوء الموروث الاجتماعي , فهذه تجربة توضح ذلك :
قام مجموعة من العلماء بالتجربة التالية :
و ضعوا 5 قرود في قفص , و في وسط القفص يوجد سلم و في أعلى السلم هناك موز . عندها يسرع أحد القرود للصعود السلم لأخذ الموز , فيقوم برش جميع القرود بالماء البارد المزعج , فيسرعوا القرود الباقية للقرد الصاعد بإنزاله وضربه ومنعه من الوصول إلى الموز . وصار كل قرد يحاول الصعود لأخذ الموز, يقوم الباقين بمنعه و ضربه حتى لا يرنشون بالماء البارد .
بعد مدة من الوقت لم يجرؤ أي قرد على صعود السلم لأخذ الموز على الرغم من كل الأغراءات , خوفا من الضرب .
بعدها قام العلماء بتبديل أحد القرود الخمسة و يضعوا مكانه قرد جديد , فكان أول شيئ يقوم به القرد الجديد أنه يصعد السلم ليأخذ الموز , ولكن فورا الأربعة الباقين يضربونه و يجبرونه على النزول . بعد عدة مرات من الضرب يفهم القرد الجديد بأن عليه أن لا يصعد السلم مع أنه لا يدري ما السبب . لأنه لا يحدث رش بالماء البارد
ثم يقوم العلماء بتبديل أحد القرود القدامى بقرد جديد يحل محله , وعندما قام هذا القرد الجديد بالصعود لأخذ الموز قام البقية جميعهم بضربه , أي قام القرد المبدل بالمشاركة بالضرب . واستمر تبديل القرود بقرود جديدة حتى أصبحوا جميعهم جدد لم يرش عليهم الماء البارد , ومع ذلك يضربون أي قرد تسول له نفسه صعود السلم للوصول للموز . أي بدون أن يعرفوا ما السبب وأنما محاكاة وتقليد .
ماذا نستنتج من ذلك :
إن أهم عوامل اكتساب التصرفات والعادات الاجتماعية يتم بالعتماد على المحاكاة والتقليد , فهناك دوافع أساسية لكي يقلد ويحاكي الكائن الحي أفراد بني جنسه , صحيح أن هناك سلبيات للتقليد والمحاكاة , ولكنها أقل بكثير من فوائدهم وميزاتهم .
أول هذه الفوائد هو الأمان , وذلك بالسير على طريقة ونهج من سبقوه الذي ظهر جدواه .
العامل الثاني هو الامتثال الجماعي , فهو بحاجة إلى أن يحظى بقبول الآخرين . وللامتثال الجماعي جذور بيولوجية عميقة
العامل الثالث للتقليد هو الاعتقاد بأن الآخر قام باتخاذ القرار ويقوم بالعمل الصحيح , وفي عالم يغلفه التعقيد يفضل التنازل عن مسؤولية اتخاذ القرار . وللتقليد مزاياه الخاصة , إنه يقدم الأساس للعملية التعليمية ويعزز من لحمة الجماعة .
إن الإنسان الأكثر تقليدا بين الكائنات الحية , إن التقليد والمحاكاة في حياتنا أكبر مما نتصور , فكما تكتسب اللغة بالمحاكاة والتقليد , كذلك تكتسب أيضاً بالتقليد والمحاكاة أغلب تصرفاتنا وعاداتنا وأفكارنا وعقائدنا . فالمحاكاة تشمل كافة مناحي عمل فكرنا الواعي وغير الواعي , فانتشار العادات والتقليد والعقائد والأديان... وحدوث ما يشبه توارثها ناشئ عن المحاكاة والتقليد والنسخ. المحاكاة والتقليد والنسخ في المجالات الهامة والضرورية .
إن النمو الشد يد للمحاكاة عند الإنسان هو نتيجة تطور قامت خلاله عملية الانتقاء باختيار فاعلية هذه الصيرورة وقيمة بقائها , وذلك من خلال النشاط الملموس المهيأ من قبل التجربة الخيالية .. إنها إذاً القدرة على التصور الملائم وعلى التكهن الصحيح المؤيد بالتجربة الملموسة .
أما عند الإنسان الآن فالمحاكاة الذاتية تصبح بالدرجة الأولى الوظيفة العليا وظيفة الخلق , إنها هي التي تنعكس بالواقع الرمزي للغة والتي يعبر عنها بنقل عملياتها واختصارها . من هذا الواقع الذي ركز عليه شومسكي في أن اللغة حتى في استعمالاتها المتواضعة هي في الغالب محدودة , وذلك أنها تنقل تجربة ذاتية واختلاقاً خاصاً وجديداً بشكل دائم . بهذا أيضاً تختلف اللغة البشرية جذرياً عن الاتصال الحيواني , فهذا الأخير يقتصر على صرخات أو تنبيهات تقابل عدداً معيناً من الأوضاع المحسوسة المقبولة , فأشد الحيوانات ذكاء أي القادر على المحاكاة الذاتية على شيء من الدقة لا يملك أية طريقة لتحرير وعيه سوى الإشارة بشكل دائم في الاتجاه الذي تتحرك مخيلته , أما الإنسان فإنه يستطيع الحديث عن تجاربه الذاتية , وهكذا فإن التجربة الجديدة أي اللقاء الخلاق لا يند ثر مع ذلك الذي اختلقه للمرة الأولى .
فنحن كبشر نعتمد على ما هو منتشر بيننا كأساس فيما نتبنى من أفكار وعادات وقيم ومعارف , ونقاوم كل ما يستدعي تغيير ما تبنيناه , فالمحافظة وممانعة تغيير مبادئنا وأفكارنا هما أساس تصرفاتنا , ولا نقوم بتعديل أو تبديل أي منها إلا بصعوبة وببطء وبالتدريج ونادراً ما نتقبل التغير السريع , وهذه الممانعة أو العطالة لها ما يبررها ويستدعيها في الواقع .
كلنا مقلدون وكلنا محافظون نقاوم التغيير , إننا في كل أسس تفكيرنا وتعاملنا مع الأفكار نستعمل مناهج وآليات محددة اكتسبناها وتعودنا عليها , ويصعب علينا تغييرها حتى وإن كنا مقتنعين بأفضلية وضرورة هذا التغيير , فهذا التغيير يكون صعباً علينا , وكثيرا ًما نلجأ لتبرير ذلك بشتى الطرق المنطقية وغير المنطقية , والموضوعية وغير الموضوعية .
إن هذه الصعوبة لها أسسها في بنية جهازنا العصبي , وفي آلية عمله , ونموه وتناميه , فكل تعلم يتم نتيجة اشراطات أو ترابطات عصبية معينة جديدة , وأي إلغاء أو تعديل لهذه الاشراطات التي تم اكتسابها (بناؤها) غير ممكن إلا بتعلم اشراط جديد فوق الاشراطات السابقة , ويكون هذا على شكل نمو محاور ومشابك للخلايا العصبية وبالإضافة لآليات أخرى كهربائية و كيميائية مساعدة , وأي محاولة تعلم جديدة , في نفس المجال , سوف تصطدم بما هو موجود سابقاً . و لا يمكن إلغاء المحاور أو المشابك العصبية التي تم بناؤها ويجب البناء فوقها . فتعديل الأفكار والعادات التي تم اكتسابها وخاصةً إذا كان التعلم قوي وثابت , لا يمكن أن يحدث بسهولة مثلما يحدث هدم بناء قديم وإقامة بناء حديث مكانه , إن كل ما يتم اكتسابه وتعلمه لا يمكن إزالته نهائياً فسوف يبقى ويجري التعديل عليه فقط , ضمن حدود معينة , أو يبنى فوقه .
فتعلم طريقة تصرف أو تفكير جديدة صعب ولكن ليس مستحيلاً , فهو يحتاج إلى مجهود وممارسة أكثر من التعلم الأولي الذي تم بناؤه عندما كان الدماغ شاغراً . فتعلم اللغة الثانية بعد اللغة الأم صعب ويحتاج لمجهود مضاعف وممارسة مضاعفة , ولكن تعلم اللغة الثالثة والرابعة أقل صعوبة بكثير , وذلك نتيجة الاستفادة من الطرق والآليات المتشابهة بين اللغات , والتي يكون المتعلم قد تعلمها واكتسب مهارة في التعامل معها نتيجة تعلمه اللغة الثانية .
إن هذا يحدث شبيه له في المجتمعات أثناء تطورها وتغيرها , وتشكل البنيات الاجتماعية الجديدة , فالتغيير الجذري ليس بالأمر السهل وهو قليل جداً , فهو لا يحدث إلا بالتسلسل وأثناء النمو ونتيجة التغير التدريجي للأوضاع , وفي كل جيل جديد هناك إمكانية متاحة للتغيير في العادات والأفكار, ويمكن أحياناً أن تحدث تغيرات سريعة في البنيات الاجتماعية , ولكن ضمن حدود معينة تسمح بها الأوضاع .
أما في التغير الجذري أو السريع للبنيات الصناعية والتكنولوجية والعمرانية فيكون أسهل بكثير , ويمكن أن يحدث بسهولة في هذه المجالات .
إذاً في المجال العصبي والفكري والنفسي وكذلك الاجتماعي لا يمكن إزالة القديم وإحلال الحديث محله , فالتغيير يجب أن يتم مع بقاء القديم , وذلك إما بالإضافة عليه أو تعديله بما يسمح الوضع .
فالآن لم يعد تطور وارتقاء أفراد النوع الإنساني بيولوجياً فقط , لقد أصبح تطورهم وارتقاؤهم مرتبط بما نشأ من بنيات اجتماعية واقتصادية وتكنولوجية في المجتمع الموجودين فيه . فلقد أصبح الإنسان الفرد جزء من بنية اجتماعية تتطور وتنمو , وارتبط تطوره وارتقاؤه بطبيعة وخصائص البنيات الاجتماعية الموجود ضمنها , وأصبح لهذه البنيات الاجتماعية وخصائصها ومدى تطورها التأثير الأكبر على تطور الإنسان .
فأي فرد مهما كانت خصائصه البيولوجية جيدة ( الذكاء والنشاط والفاعلية ...) إذا عاش في مجتمع متخلف لا يمكن أن تنمو وتتطور قدراته ويحقق نتائج جيدة , كما لو عاش في مجتمع متطور يستطيع توظيف وتنميه قدرات هذا الفرد ليحقق نتائج جيدة . وهناك الكثير من الدلائل التي تثبت ذلك . . فتخلف أنظمة وثقافة وحضارة الدول أو تقدمها , له التأثير الأهم على تطور وارتقاء أفرادها .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الانثروبولوجيا وعلم الاجتماع (@ الموروث البيولوجي و الموروث الاجتماعي @)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الانثروبولوجيا وعلم الاجتماع (@ الفرق بين المسح الاجتماعي والبحث الاجتماعي @)
» الانثروبولوجيا وعلم الاجتماع (@ الرهاب الاجتماعي @)
» الانثروبولوجيا وعلم الاجتماع (@ الانحراف الاجتماعي اسبابه وعلاجه @
» الانثروبولوجيا وعلم الاجتماع (@ الضبط الاجتماعي ودوره في الحد من الجريمة.. @)
» الانثروبولوجيا وعلم الاجتماع (نظرة في تاريخ وعمر علم الاجتماع)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى التعليم والثقافة-
انتقل الى: