ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 الحرب النفسية في (إسرائيل) دراسة جديدة ماهي الحرب النفسية ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

الحرب النفسية في (إسرائيل) دراسة جديدة ماهي الحرب النفسية ؟ Empty
مُساهمةموضوع: الحرب النفسية في (إسرائيل) دراسة جديدة ماهي الحرب النفسية ؟   الحرب النفسية في (إسرائيل) دراسة جديدة ماهي الحرب النفسية ؟ Emptyالجمعة فبراير 11, 2011 8:27 pm

الحرب النفسية في (إسرائيل) دراسة جديدة ماهي الحرب النفسية ؟ J8K2N-Lx3n_704955374

الحرب النفسية في (إسرائيل) دراسة جديدة ماهي الحرب النفسية ؟
رون شليفر
محاضر في جامعة بار ايلان في قسم العلوم السياسية و باحث في مركز بيغن السادات في مجال الحرب النفسية و حرب المعلومات و علاقاتها في الجيش و الإعلام
مركز بيغن ـ السادات للدراسات الاستراتيجية
دراسات في أمن الشرق الأوسط
جامعة بار ايلان
2003
كلمة
للمركز الفلسطيني للإعلام
يستعرض الباحث الصهيوني رون شليفر دور الإعلام (الحرب النفسية) في الصراعات بين الدول والمجتمعات. ونجد أن البحث يؤسس على وجود ثغرات وفجوات في الإعلام الصهيوني حالت دون توضيح وجهة النظر (الإسرائيلية) في الحرب الدائرة رحاها في الضفة الغربية وقطاع غزة ضد الفلسطينيين الأمر الذي أدى شجب وإدانة واستنكار تعرضت لها (إسرائيل) في حين حصد الفلسطينيون، و"نتيجة لتفوقهم الإعلامي"، تضامن العالم وتعاطفه.
فهو يريد أن يظهر أن انحياز الرأي العام العالمي إلى الجانب الفلسطيني ناجم عن ضعف في الإعلام و(الحرب النفسية) في الكيان الصهيوني، أي أنه ليس ناتجاً عن العمليات الإرهابية والجرائم الوحشية التي تمارسها قوات الاحتلال ضد شعب أعزل.
وينشر المركز الفلسطيني للإعلام هذا البحث لإلقاء نظرة على مفهوم وتطبيقات (الحرب النفسية) التي يمارسها الكيان الصهيوني، مع تحذيرنا بأن هذا البحث مليء بسموم (الحرب النفسية الصهيونية).
ونحن بدورنا كمؤسسة إعلامية نؤكد على أهمية دور الإعلام، كوسيلة لإقناع الرأي العام من خلال بث المعلومة الصحيحة والواضحة والموثقة وفق منظومة تتفق مع المنطق والحقيقية ولا تتناقض معه باختلاف الزمان والمكان، وصولاً إلى حشد المزيد من تضامن وتعاطف العالم مع قضية شعب شرّد من أرضه ويمارس عليه حرب إبادة إرهابية بشكل يومي ومبرمج في الضفة الغربية وقطاع غزة.
الرسالة، وسيلة الإعلام، المتلقي.. ولأن الكيان الصهيوني عاجز عن محو الرسالة لوضوحها وضوح الشمس، ولأنه أيضاً عاجز عن قتل مئات ملايين المتلقين، فإن وسائل الإعلام هي الحلقة التي يمكن ضربها وصولاً إلى حجب الحقيقة وتبديد وهجها، وفي هذا السياق عمدت، وما زالت، الأجهزة الصهيونية إلى محاولة ضرب موقع "المركز الفلسطيني للإعلام" على الشبكة القارية.. تلك المحاولات التي بدد نجاحها مهندسوا موقعنا الأكفاء.
ونشدد على أن "الحرب النفسية" ربما تساهم في حسم معركة، ولكن، من المستحيل أن تحسم الصراع، إلا لصالح الطرف صاحب الحق والحقيقة.
المركز الفلسطيني للإعلام
المقدمة
تعتبر التنظيمات الفلسطينية وتنظيم حزب الله تنظيمات قليلة العدد والعدة بالمقارنة مع (إسرائيل)، وقد توصلوا إلى إنجازات عسكرية وسياسية ملموسة؛ فقد أدت عمليات حزب الله إلى إخراج (إسرائيل)من جنوب لبنان، وأدت الانتفاضة الأولى إلى إقامة دولة فلسطين الفعلية، ولا زالت الانتفاضة الثانية مستمرة وما زال من السابق لأوانه تقدير نتائجها.
لقد أدار الفلسطينيون وحزب الله الحرب ضد (إسرائيل) بوتيرة هادئة، وذلك من خلال استخدام وسائل نفسية كثيرة، وأدى نجاحهم المبهر إلى تدريس أساليبهم في الأكاديميات العسكرية في جميع أنحاء العالم. ومن الواضح أنه من غير المناسب تحليل المنجزات بالأدوات الدارجة للحرب التقليدية طالما أنها لم تحصل مثل هذه الحرب، وهذا الفصل ينطلق من زاوية الاعتقاد أن هذه المنجزات نبعت من تطبيق شريعة الحرب والتي تربط بين الحرب على وتيرة هادئة وسياسة مخططة ومنسقة من خلال بث المعلومات، وباختصار هي الحرب نفسية.
هذه الدراسة توضح أفكارا أساسية ومحددة حول موضوع الحرب النفسية، وتعطي عددا من التطبيقات وعددا من الوصايا للمستقبل.
الفصل أ :
ماهي الحرب النفسية ؟
تحديد ومضمون.
إن التعابير اللغوية والأدبية تتخبط حول التعريف الدقيق للحرب النفسية،(1) وبصورة عامة فالمقصود هنا هو استخدام وسائل ليست عنيفة (خلال الحرب) لتقريب أهدافها.
وحسب ما سنرى لاحقا فمن الممكن توسيع أو تقليص الفكرة، و تغيير هذا المصطلح حسب الضرورة. وإن مصدر الحرب النفسية التي تشكل قاعدة (حديدية) لا يمكن الخروج عنها، وهذه القاعدة بحاجة للتنسيق الوطيد بين المستوى العسكري والسياسي.
الحرب النفسية لا تحسم الحروب، ولكنها تكون أداة إضافية في جعبة القيادة العسكرية مثل: سلاح الجو، المدفعية أو المدرعات، فمثال ذلك حرب الخليج التي لم تُحسم عن طريق وحدات الحرب النفسية ولكن عن طريق الهجوم الأرضي؛ حيث أدى استسلام عشرات الآلاف من الجنود العراقيين في أعقاب رسائل الحرب النفسية إلى حقن دماء الكثير بالنسبة (لقوات التحالف)، إضافة إلى توفير وسائل قتالية كثيرة. و قد استسلم هؤلاء الجنود بسبب الرسائل التي بثت لهم والتي خففت عليهم مسألة الأسر وعددت لهم خيارات الاستسلام مما دفعهم إلى التغلب على شعورهم بحب الوطن وخوفهم على مصائر عائلاتهم.
وإن ثمن هذا الإنجاز بكل بساطة بيانات من الورق ونداءات عن طريق مكبرات الصوت، وقنابل تمثيلية(خداعية)، وأدت إلى تصاعد موجة الهروب من الجيش والاستسلام بشكل مضطرد كلما تزايدت الانتصارات في ساحة المعركة.
التاريخ والمصطلح
موضوع الحرب النفسية معقد بشكل كبير ومليء بالمشاعر، وفي (إسرائيل) فإن عبء الشعور بشفافية هذه المشاكل خلال هذه الحرب ذات تأثيرات كبيرة بشكل خاص و مختلف.
المسار الأخلاقي
للوعي علاقة بالحرب النفسية مثل الدعاية وغسل الدماغ وسياسة الإغراء (الغوغائية) وما شابه ذلك، وهذه الأفكار تقف بتعارض مع القيم العالمية في أعقاب الثورة الفرنسية، وبالأساس حقوق الفرد الديمقراطية وحرية التفكير وإقناع الجماهير لأهداف سياسية مثل وقت الانتخابات الذي يثير الهواجس و التغرير.
المسار المعنوي أو الدلالي
وقد جدت كلمة (بروبوجندا) أي الدعاية في القرن السابع عشر، وهي اختصار لاسم منظمة أنشئت من أجل مساعدة الكنيسة الكاثوليكية لضم المؤمنين لصالحها، وعملت هذه المنظمة على مستوى العالم. وفي أمريكا الجنوبية كانت هذه المنظمة سببا في تنصير ملايين الهنود الحمر، وحتى هذا اليوم فإن تفسير الكلمة هو "الدعاية".

وفي إطار التحضيرات الحربية في بداية الحرب العالمية الأولى أنشأ الألمان جهازا إعلاميا لجموع الجماهير المختلفة.وعندما انخرط البريطانيون في الحرب أنشأوا جهازا معقدا وذو فاعلية كافية بعد صراعات بيروقراطية داخلية، وحينها كان من الممكن رؤية الفرق بين النظام الديمقراطي والنظام الدكتاتوري، وكانت أكثر الصحف شهرة تقف على رأس وزارتين مهمتين فصحيفة (لوراد بيبر بروك )كانت ناطقة باسم وزارة الحرب الإعلامية . وصحيفة (هولارد نورث كليف )ناطقة باسم دائرة الدعاية المعادية.
وبعد عقدين من الزمن وعلى اثر نشاطات الأجهزة النازية لـ(جوزيف جبلس) وقبول هذا المصطلح (بروبوجندا)كان لها مغزى سلبيا واضحا لم يتحرر منها حتى اليوم، ولقد فهم البريطانيون أهمية استخدام المعلومات بهدف النصر في الحرب، وقاموا بإنشاء جهاز لهذا الهدف، لكن هذا الاسم كوّن مشكلة بسبب استخدام الألمان مصطلح (البروبوجندا) ولذلك اختار البريطانيون مصطلح آخر هو (الحرب السياسية).وعندما دخل الأمريكيون للحرب انشأوا قيادة مشتركة مع البريطانيين وسمي هذا المصطلح الدعائي الجديد باسم (الحرب النفسية).
ووضعت الحرب الباردة أمام الولايات المتحدة مشكلة قديمة جديدة، فمن ناحية (البروبجندا) هي أداة لأنظمة دكتاتورية، ومن ناحية أخرى فإنه لا يمكن تجاهل فاعلية هذه الأداة. فكان الحل الدلالي للمشكلة يتمثل بتغيير المصطلح ليصبح (العلاقات العامة)، والحل المنظم جعل هذه الدعاية في الخفاء وعلى ذلك تم الاستناد إلى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الـ(CIA) والهيئة الجديدة باسم وكالة الإعلام الأمريكية وأنشئت من أجل نشر معلومات .
إن انتشار مصطلح (الحرب النفسية) قد تضائل وتم الاحتفاظ به للنشاطات العسكرية التقليدية، ففي حرب فيتنام تم استعمال هذا المصطلح ضمن نشاطات المسار النفسي وسميت (بالعمليات النفسية) أو باختصار (psyop) وربما بسبب اعتقادهم أن لكلمة (عمليات) دلالة لسلسلة عمليات دقيقة وقصيرة، وهذا المصطلح مستخدم حتى اليوم على الرغم من وجود جهود للبحث عن مصطلح جديد.
دولة (إسرائيل)
في السنوات الأولى لقيام دولة (إسرائيل) اضطر قادتها للتعامل مع مشكلة إيجاد مصطلح للدعاية وبث المعلومات والأفكار، وكان هناك تردد من استخدام مصطلح الدعاية بسبب استخدام هذا المصطلح من قبل النازيين، ورغم ذلك فمن الواضح أن لهذه المعلومات أهمية واضحة في الحرب، والحل الوسط لهذا الأمر تمثل في نقل موضوع الحرب النفسية في المجال العسكري لوحدة صغيرة من شعب الاستخبارات والقطاع المدني من الاستخبارات العامة ، وضمن الحياة المشتركة كانت مهمة تشكيل الرؤيا العالمية من قبل رجال الدولة وهم أول من فهم أهمية الدعاية والمهمة الموكلة لمن يعمل بها، ولذلك كانت هناك نزاعات غير متوقفة في موضوع السيطرة على بث ونشر المعلومات.
ومع بداية حرب الاستقلال بدأ الصراع على الهيكلية والصلاحيات، وفي هذا المجال تم أيضا الاتفاق على حل وسط هو أن يكون مكتب وزارة الخارجية هو المسؤول عن الدعاية الخارجية، والوكالة اليهودية مسؤولة عن الدعاية لجموع اليهود في جميع أنحاء العالم، وقسم جديد هو (مركز الاستعلامات) المسؤول عن الدعاية لسكان الدولة وفي هذا القسم كانت هناك نزاعات كبيرة(2).
إن الاسم الجديد لهذا القسم يعبر عن طريق مأساة استخدام المصطلح، ومنذ حرب الاستقلال مازالوا يستخدمون رسائل من الجيش (الإسرائيلي) ضمن مصطلح الدعاية مثل استخدامات "دعاية التجنيد" الخ.. ومع بداية عام 1949 بدأ استخدام مصطلح "استعلامات"، وهذه الكلمة في لفظها الجديد لا مثيل لها في اللغات الأخرى ومغزاها هو الدعاية والتوضيح، لكن ولأسباب استعارية مجازية كان من غير الممكن استخدام كلمة " الدعاية " من أجل توضيح التصور الذي يضع (إسرائيل) في حالة خاصة وذلك انطلاقا من الاعتقاد بأنه من حق (إسرائيل) الوجود بأمان وسط محيطها .
فرضت (إسرائيل) المصطلح على العالم اليهودي وعلى من كان معها في علاقات دبلوماسية، ووزارة الخارجية عملت في الإعلام الذي سمي باسم "قسم الاستعلامات" ولمدة عدة عقود وحتى الانتفاضة، وفي اتحاد نقابات العمال " الهستدروت" الصهيونية كان هناك قسم بهذا الاسم حتى تم إنهائه في نطاق عمليات تنظيمه من جديد في سنة 1997.
ورغم ذلك فإن كلمة "الإعلام" هي جزء من المعجم الصهيوني العالمي إضافة إلى كلمات أخرى مثل "مبعوث"و "هجرة العودة لإسرائيل". و مما يزيد صعوبة استخدام المصطلح هو استخدام الاختصارات العسكرية مما يؤدي إلى إساءة فهم مهمة الدعاية في الحرب والاختصارات (الإسرائيلية) للكلمات في الحرب النفسية مثل استخدام (ح-ن- أسود) أي حرب نفسية سوداء و (ح-ن –أبيض ) أي حرب نفسية بيضاء.. وهكذا فإن هذا المصطلح يساعد على بلبلة وتشويش الأفكار، علاوة على أن هذه التقنية متخصصة للتوقيع على الرسائل الموجهة، مثل (ح_ن_أيبض) وتعني بيان موزع في ساحة المعركة بختم قائد ميداني محلي يدعو فيه إلى الاستسلام، وأيضا فإن (ح-ن- اسود) بيان مختوم ختما مزورا.
وعلى النقيض يوجد في الجانب الآخر في المفردات العسكرية العربية عدة مصطلحات لها علاقة في الموضوع المعلوماتي(3) "وزارة الإعلام " وتفسيرها " الوزارة الحكومية للإعلام "، وفي دول عربية كثيرة تكون جزءً من الأجهزة الحكومية، وفي الستينات تعلم الفلسطينيون كيفية بداية ونشأة حروب الاستقلال لدول مختلفة مثل الجزائر، وكوبا وفيتنام وقد استفادوا من دراسة هذه الحروب والصراعات، وأطلقوا مصطلح " حرب العصابات " و "حرب الأعصاب" لأبعاد نفسية للحرب، ومن هنا نستنتج أنه وفي المراحل الأولى من الصراع اختار الفلسطينيون إمكانيات مختلفة سرية للأبعاد النفسية للحرب.
الخلاصة: من الممكن القول إن "مصطلح الدعاية" يقع الآن في مراحل عدم الثبات في المفهوم، وإن هدفه بث المعلومات من أجل الحصول على أهداف سياسية، أي المصطلح الدلالي السلبي ولذلك يتم استخدامه بصورة قليلة، أما في (إسرائيل) فيستخدمون مصطلح الاستعلام ضمن مصطلح الحرب النفسية ويستخدمونه لتحديد النشاطات التي لها علاقة بتقريب المصالح ضمن المجالات العسكرية في زمن الحرب، بكن التصور الأمريكي حسب ما سيأتي فقد توسع بشكل كبير استخدام مصطلح الحرب النفسية والاستعلامات السياسية. وسيعرض هذا الفصل لاستخدام المعلومات من وجهة النظر العسكرية والسياسية.
6-10 fm دليل الجيش الأمريكي لاستخدام المعلومات .
من أجل المقارنة في تحليل المنهج الأمريكي لموضوع بث المعلومات في الحرب، تم في العقدين الأخيرين استثمار جهود منظمة لبحث علمي واسع نما وكبر ضمن شريعة الحرب، ومن الممكن تطويع هذه المعلومات كي توافق (إسرائيل)، وتكمن أهمية التصور الأمريكي بتوسيع الحرب النفسية الشاملة لكل معلومة من جميع المصادر التي من الممكن أن توصل إلى المصالح الأمريكية فيما بعد مدى هذا التصور، و طموحه في السعي لإنشاء جهاز متكامل لكل أجهزة الدولة التي لها علاقة بالمعلومات العسكرية والمدنية على حد سواء؛ وذلك من أجل أن يكون العمل متلائما وانطلاقا من أهداف محددة سابقا وبشكل يعود بالنفع على مصالح الدولة.
ومثال ذلك هناك أجهزة تعمل على نشر الثقافة الأمريكية في جميع أنحاء العالم وحسب المستويات المقصودة وذلك من قبل عمالقة الصحافة في البيت الأبيض و الحكومة و " CIA" ووحدات الحرب النفسية وضباط العلاقات العامة في وحدات الجيش، و بذلك تم فهم موضوع الإعلام و نشر المعلومات على أنه وحدة كاملة أو مجموعة كاملة.
وتعتبر الوثيقة الأمريكية المركزية غير الواضحة بشكل جزئي المرشد العسكري الأمريكي لموضوع أهمية المعلومات (6-100 fm 100-6 field manal )(4) الذي يتطرق إلى المعلومة على أنها ذات أهمية عليا في الحرب المستقبلية وتتعرض إلى أساسيات الأفكار لاستخدام المعلومة الاستراتيجية الأمريكية. ويتفرع استخدام المعلومة إلى عدد من المجالات هي: مجال الحرب النفسية الذي يتخصص بالسيطرة على المعلومة الموجهة لجماهير مختلفة وخاصة إلى عدو قائم وموجود أو احتمالية وجود هذا العدو، و مجال علاقات الجيش مع الإعلام(5) الذي يتعامل أساسا مع الجماهير وهي الهدف المدني والعام للولايات المتحدة، ومجال ثالث هو حرب المعلومات والذي يعمل على إرسال المعلومات انطلاقا من وجهة نظر هذه القنوات، مثل الكمبيوتر وشبكات المعلومات بطرق مختلفة لاستغلال هذه الحرب مع العدو مثل إرسال الفيروس لأجهزة العدو والتشويش الالكتروني والمغناطيسي وما شابه ذلك.
وانسجاما مع (fm 100-6) يوجد كتاب توجيه وإرشاد لموضوع قانون الحرب لموضوع الحرب النفسية (33-1-5-fm)(6) وهذه هي قوانين الحرب منذ القدم و قد وضعت النصوص الأولى في بداية الحرب الباردة ، وتحتوي هذه الوثائق على تجديد للأفكار بعيدة المدى في عقيدة الحرب النفسية الموجودة منذ الحرب العالمية الأولى .
ليس هناك الكثير من التجديد(7) لكن الجديد هو عموميات مواضيع مصنفة مثل علاقات الجيش والإعلام وارتباطه بالمجال التخريبي السري في الحرب النفسية. وأمر آخر وضع في كتاب الإرشاد المذكور سابقا وهو فتح وكشف عن المعلومات للحاجة لوجود مدخل معلوماتي حر.
والبرهان على ذلك هو أن جميع هذه الكراسات للإرشادات موجودة على الانترنت وإن أي شخص يستطيع الحصول عليها، ويحتمل أنه مازال هناك مكان للمناورة بين تدفق المعلومات بصورة حرة وبين فاعلية هذه المعلومات بهدف تقريب المصالح العسكرية والسياسية، وإن السرية المخفية تكون قيودا حول الموضوع.
استخدام المعلومات الاستراتيجية – درجات متفاوتة
يوزع دليل الحرب النفسية (fm33-1-5) مهام الولايات المتحدة لمستويات متعددة، فالمستوى الاستراتيجي يقع على المقياس الشامل، من ضمن أجهزة الدولة وبإشراف من الرئيس ومندوبيه.
والمستوى الذي يليه هو المستوى العملي والفعال وهدفه تجهيز السكان في حالة العمليات الحربية ،و الهدف هنا تعريف مناسب لقوة عظمى والتي تضع على رأس أولوياتها مصالحها بصورة شاملة .
إن إرسال الجيش إلى مناطق متوترة يحتم علينا الاستفادة من الخبرات السابقة، لذلك علينا تجهيز السكان في المنطقة لمجيء الجيش كي لا يفسر وجوده لأمور قد تضر باحتمالية نجاح وجود هذا الجيش، وفي حالة مثل هذه فإن بث المعلومات في المنطقة في الأساس من مسؤولية الجيش وعلى مستوى عالي يتعاون مع المستوى السياسي.
وهناك المستوى التكتيكي ويتم التعامل من خلاله مع كل ما هو مقبول أو معروف في الحرب النفسية في ساحة المعركة وبشكل منظم حتى على مستوى الوحدات العسكرية الصغيرة.
وهدف المستوى الأخير هي مرحلة التأسيس (التعزيز والتقوية) تحضير الوضع العام للجماهير في تلك المنطقة المحتلة للواقع الجديد وذلك من أجل منع واقع سلبي مثلما حصل لـ (إسرائيل) في لبنان عندما لم تفلح في تطوير علاقاتها مع المدنيين والأحزاب المختلفة عندما كانت على الأرض اللبنانية.
وفي الجيش الأمريكي اُنشأ جهاز متطور من أجل فحص وتحليل وتشكيل المعلومات واستخلاص الرسائل ونشرها وذلك من أجل الأهداف المنشودة، وهذه الوحدة متحركة ومتنقلة وعلى استعداد للذهاب إلى أي مكان في العالم وفي أسرع وقت.
ويقع مركزها في قاعدة قيادة القوات الخاصة في (فورت براج) fort bragg في شمال كارولاينا وتقوم وحدة الحرب النفسية العسكرية بتشغيل مطابع متحركة واستوديوهات ومحطات بث عن طريق الطائرات للراديو والتلفزيون، وهنا يكون الجنود مدربون على هذه المهام من تصوير و إعلام وبث ورسم، وطباعة.. الخ، ومهمة هذه الوحدة تزويد خدمات ومستلزمات حسب الطلب وقد عملت هذه الوحدة كثيرا في (بنما) و (هاييي) في حرب الخليج أيضا.
وفي حرب الخليج اصطدمت الوحدة بمعارضة من جانب عدد من القواد العسكريين بسبب تحريك الطائرات، وطلب القادة الفائدة من نشاطات الحرب النفسية وحقائق واضحة دون وجود أية عوائق لعدم إمكانية الفصل بين تركيبة الحرب النفسية خلال الحرب، ومثال ذلك السبب والعامل الذي يقف لهبوط معنويات جيش العدو في ساحة المعركة، فهل هي الرسائل أو القنابل أو القصف، إن هذا الوضع قد تغير بشكل كبير في حرب الخليج لأن (88000) جندي عراقي قد استسلموا لقوات التحالف وجزء من هؤلاء الجنود رفعوا بيانات كان قد وزعها التحالف وهي (طريق آمن) وفي هذه البيانات ضمانات بالحماية لكل جندي عراقي، على الرغم من أن احتفاظ الجندي بهذه البيانات يعرضه للعقاب الشديد.
ومنذ عام 1991 تطلع القادة العسكريون بصورة أوسع إلى فكرة إنشاء وحدات الحرب النفسية، وهناك جيوش معروفة ومتعددة لديها وحدات عسكرية كبيرة للحرب النفسية مثل الجيش البريطاني، والفرنسي، والألماني، والإيطالي.
لا خلاف أن في (إسرائيل) يعتبر موضوع المعلومات كأداة استراتيجية دخل عليه تحسن ملموس وفي الألفية الثالثة فإنه من الواجب على الأجهزة الأمنية والسياسية أن تدرس وتختار من جديد الجهود الفكرية الجماعية والمنظمة التي بذلت في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أوروبا ودراسة تطبيق عناصر جديدة من بينها العلاقة مع (إسرائيل)، ومن أجل تنسيق وتجهيز نفسها للتحديات الأمنية التي يضعها الفلسطينيون ودول المواجهة أو دول الطوق.
العناصر الأساسية للحرب النفسية
في الحرب النفسية يوجد ثلاثة عناصر أساسية وهي الجمهور المستهدف، الرسائل، وقنوات البث.
ومن الممكن تقسيم الجمهور المستهدف إلى ثلاثة أقسام:البيت (المواطنون)، العدو، الحياد، والجمهور الأكثر أهمية هم المواطنون فعندما تطلب الدولة تجنيد عناصر سكانها للحرب فهي مضطرة أن تقوم بعملية إقناع مواطنيها بالموافقة على التضحية خاصة في الحرب التقليدية، وفي أوقات الحرب الباردة فإن هناك تجنيدا جزئيا لكن الدولة مضطرة أن تتعامل وتتأقلم مع صعوبات أخرى مثل التذمر والتشكك على توزيع غير عادل لعبء المسؤولية ويجب إقناع المواطنين أنه عندما يكون الحديث عن خطر يهدد الوجود تتطلب الكثير من التضحيات، ويجب أن يتم إقناع الجنود الذين يتم تجنيدهم بضرورة تجسيد أهداف الحرب، وأن احتمالية النصر للدولة التي لا تنجح في اجتياز هذا الأمر ضعيفة. وتشكل حرب لبنان 1982-2000 مثالا للفشل في الخطاب الموجه للشعب.
والجمهور الثاني هو العدو وهذه الجماعة تنقسم إلى قسمين وهم: الجيش والمدنيين، ويكمن هنا الهدف في إقناع العدو بأن ينزع منه الأمل في النصر وأن هذا هدف ضائع وكلما انتهت الحرب مبكرا أكثر كان ذلك من الأفضل، ومن أجل هذا يتم استعراض معطيات القوة والخبرة التاريخية وهكذا فإن الجانب الأضعف يعرض موارده البشرية واستعداد رجاله للتضحية كوسيلة مفضلة.
والجمهور الثالث هو الجمهور الحيادي والذي ليس له علاقة مباشرة في الصراع، والهدف هنا كسب رأيهم أو على الأقل منعهم من مساندة العدو.
والعنصر التالي هو الرسائل وعلى ضوء تحليل الرسائل في حروب القرن الماضي من الممكن أن نستخلص عددا من الرسائل القيمة الموجهة للجماهير وسكان المنطقة وللعدو تركز على قلة الأمل بالنصر وغرس الخوف في ذاته وبث الشعور بالذنب.
ويرمي استهداف مقاتلي العدو إلى التسبب لهم في الارتباك والتردد والرضوخ والاستسلام أو الهرب من المهمات وعلينا مواجهة جنود العدو من خلال احترامه وتقدير شجاعة قلبه وتضحياته، ويجب أن نراعي رغم ذلك ضعف الأمل على نفسيته ويجب أن تهتم هذه الرسائل بالإجابة على تخوف الجنود من مصير عائلاتهم بعد سقوطه في الأسر(Cool. وهذا النوع من الرسائل في الحرب مشهور وهو " أنه لا يوجد أي شيء ضدكم، ولكن ضد القيادة السيئة المسؤولة عنكم، ساعدونا على إسقاطهم وإن هذه الحرب اللعينة ستنتهي فورا " وهذه الرسائل لها أثر في حالة انحراف الناس وتكتلهم حول هذه القيادة الفاسدة في أوقات الحرب.
ولا زالت الرسائل الأكثر شيوعا بيان " المعبر الأمن" الذي وجد في الحرب العالمية الأولى ويركز على إقناع المقاتل في الاستسلام والأسر بصورة خاصة، وينتج هنا هاجس عدم الثقة عن مثل هذه الرسالة الذي يتطلب إسنادا وتوقيعا بالوثائق الرسمية الموقعة من قبل قائد كبير على هذه البيانات، وهذه البيانات تحرص على الاستسلام ومكتوبة بلغة أصحاب هذه المناطق وذلك من أجل توسيع دائرة الإيمان بهذه البيانات ومعدة ظاهريا للجنود اللذين لديهم القابلية للسقوط في الأسر، وفي حالة أن هذه البيانات لا تؤدي بصورة مباشرة للسقوط في الأسر فإنها تؤثر على معنويات الجيش حيث انتشارهم.
تركز الرسالة المركزية في الحرب النفسية على بشاعة هذه الحرب علاوة على أن هذه الحرب تعمل على حصد الأرواح البشرية، وعلى مر التاريخ الإنساني تم تطوير أساليب كثيرة تخصصت في التغلب على الخوف الطبيعي في الحرب، ولتخلق أناسا كانوا رسلا للسلام ومسخرين أقلامهم من أجله، قد حولتهم إلى قتله، يعملون من أجل زعيم أو فكرة، وإن إحدى الطرق للحصول على هذا الهدف هي جعل الجندي يعمل على الفطرة العسكرية.
ويكمن هدف الحرب النفسية في إخلال الوضع النفسي داخل صفوف العدو وحملهم للتفكير بالعموميات وبأفكار واقعية في كل فرد وفي بعض الأحيان جعله يشعر بالذنب، وهذا الأسلوب أثبت نجاعته أكثر من غيره وهكذا كان في فيتنام.
تشجيع التفكير الأخلاقي والشعور بالذنب أمور تؤثر على قدرة الجندي في أن يجرح أو أن يقتل، وعلى هذه الرسائل الموجهة أن تخترق حاجز آلية التفكير التي يمر بها العدو علاوة على أنه في الصدامات التقليدية يكون لهذه الرسائل أثر أكبر فيتأثر بها المتدينون، وأثر الدعاية في معاناة المدنيين موجودة منذ فجر التاريخ وهي جزء مهم من هذه الحرب.
وتدور الحرب التقليدية في عصر التطور التكنولوجي على الأغلب من مسافات بعيدة حيث لا يكون هناك أي مواجهات جسدية مع العدو، وفي الحرب الباردة تكون الصدامات عبارة عن أحداث عرضية قصيرة وزمن طويل وباتصال مباشر، وفي مثل هذه الظروف من الممكن تنشيط مبدأ الإنسانية والشفقة جراء معاناة الناس، ومن الأفضل مهاجمة مكان آخر وفي ساعة أخرى وهكذا.
وفي النهاية فإن قنوات البث هي الطرق المستخدمة في نقل الرسائل وطرق الاتصال الجماهيري، والتجمع السهل للوصول إليه هو السكان الأصليين وهؤلاء يتأثرون بواسطة الإعلام إضافة إلى المحاضرات والموسيقى والإعلانات..
وهناك عدد قليل من الجمهور من الصعب الوصول إليه وهم المحايدون ومن أجل الوصول إليهم يجب استخدام تقنية العلاقات العامة وإجراء استطلاعات لمواضيع خارجية عبر الإعلام المحلي وشراء مناطق الإعلام وقنوات وزارة الخارجية (الدبلوماسية والتجارة) واتصالات ثقافية وتعتبر الجماعة الأكثر تصلبا هي العدو، وليس فقط تحديد كل رسالة تصل على أنها معادية ومضرة بأهداف الحرب وهذا ما يدفع العدو على وقف قنوات البث المعادي إلى جيشه ومواطنيه.
الحل الذي وجد في الحرب العالمية الأولى للوصول للجمهور المعادي ومازال استخدامه قائما كما ذكر سابقا هو توزيع البيانات على جيوش العدو بأشكال متعددة (من الطائرات أو عن طريق قذائف مدفعية) وهنا لا يستطيع العدو منع هذا البث، بالإضافة إلى بذل جهود للتأثير على الإعلام العالمي، المنتشر بحياد وعلى مستوى عال من الثقة وفي حال مشاهدة العدو أو السماع به مثل القنوات العالمية والانترنت فإنها تعتبر وسائل بث مؤثرة على العدو، وهناك طريق آخر لنقل الرسائل للعدو هي عن طريق العملاء المعارضين للحكم أو من يطمحون في أن يكونوا البديل لهذا الحكم ومثال ذلك عمل قسم الاستخبارات البريطاني في الحرب العالمية الثانية بتنظيم بث إذاعي في ألمانيا عن طريق ضابط ألماني معارض لهتلر، وقام بالبث المتحرك من على ظهر شاحنة من شوارع ألمانيا وعلى أرض الواقع كان بثا صحافيا بريطانيا تم بثه من بريطانيا.
وهنا فإن (إسرائيل) متهمة من قبل الفلسطينيين بنشر بيانات في اللغة العربية يخيل أنها كتبت وطبعت على يد الفلسطينيين, وقد أثارت هذه البيانات نزاعات وخلافات بين الفلسطينيين خلال الانتفاضة الأولى وهذه الخطوة سميت بدعاية سوداء black propaganda أما في اللغة العسكرية (الإسرائيلية) فسميت بالحرب النفسية السوداء.
خلال المائة سنة الماضية تراكمت خبرات كبيرة في نصوص مخاطبة العدو وإنتاج رسائل جذابة، وهكذا تم طباعة بيانات على الوجه الآخر للعملة والنقود حيث تم طباعة وجه العملة الأول بشكل أوراق نقدية والوجه الآخر صور إباحية، ومثل هذه البيانات فإنها تكون بمثابة بطاقة البراءة في حالة إلقاء القبض على هؤلاء الجنود، وفي بعض الدول فإن حكم من يحتفظ بمثل هذه الرسائل هو الموت.
أساليب العمل – اتجاهات فكرية أخرى
هناك أسلوبان إضافيان للعمل وهما ابتكار مبادرات الأحداث واستغلال هذه المبادرات والمناسبات، والهدف من هذه المبادرات هو خلق أحداث حقيقية مقنعة من بدايتها وحتى النهاية ومثال ذلك توقع حدوث المجازر أو الهجوم، والتفوق بهذا الأمر يكمن في أن العناصر الدعائية تقع ضمن السيطرة من المبادرة، ومثال ذلك الهجوم الذي كان على ألمانيا من قبل الجنود البولنديون حيث كانت ذريعة للألمان لغزو بولندا سنة 1939. وخلال الانتفاضة الأولى بادر الفلسطينيون لإرسال سفينة وعلى ظهرها مئات اللاجئين المطرودين من فلسطين في أسلوب المغامرة في محاولة لدخولهم أرض فلسطين، وهنا فإن ما كان ينقصهم هو استثمار الجهد الكبير الذي كان عليهم أن يستخدموه في إكمال تنظيم هذه المسيرة.
ومن السهل جدا الأخذ بهذه الأساليب وذلك من أجل استغلال الفرص في الحرب النفسية ومثال ذلك ما حدث عام 1915 حيث تم إصدار وسام خاص في ألمانيا على شرف سفينة لوزيتانيا الأمريكية التي أغرقها الألمان.و قد استغل البريطانيون هذه الحادثة وجعلوا من هذه الأوسمة أداة شيطانية كبيرة و قاموا باستنساخ مئات الآلاف من هذه الأوسمة إضافة إلى طباعتهم بيانات إعلامية تعرف الألمان على أنهم حيوانات مفترسة وهذا الأمر ساهم مساهمة كبيرة في دخول أمريكا للحرب، ومثال آخر هو استغلال (إسرائيل) لحادثة مقتل جنديين من الوحدات الخاصة الإسرائيلية (مستعربين) على يد الفلسطينيين المتظاهرين عندما كشف أمر الجنديين في رام الله وذلك من أجل إبراز وجه شيطاني لعامة الفلسطينيين.
فصل ب
تطبيق مبادئ الحرب النفسية من قبل الفلسطينيين وحزب الله.
لم يأت موضوع الحرب النفسية في الصراع (الإسرائيلي) على أيام حرب الخليج، ومن خلال استعراض سريع لاستخدام الحرب النفسية من أيام حرب الاستقلال نرى أن هناك مفاهيم تم استثمارها بأشكال معينة من كلا الطرفين.
فخلال الغزو المصري في مايو 1948 وزع المصريون بيانات باللغة العبرية على المستعمرات التي تقع جنوب البلاد مستعمرة "يد مردخاي " ومستعمرة " نير-عم " ودعتهم فيها إلى الاستسلام، وهذه البيانات كانت نتيجة جهود عسكرية لأسلوب الحرب النفسية للجيش المصري لكنها دلت على الخطأ في فهم الأمور من قبل الجيش المصري، (9) وفي البيان الذي ألقى على مستعمرة (نير –عم) كان يوجد خطأ أساسي ومهني في هذا البيان الذي كان وزع من قبل المسؤول عن إدارة الحرب النفسية فقد كان عليه أن يمتنع عنها، وهي تطرقه إلى موضوع ثقافة العدو وكان عليه أن يتطرق إلى ثقافته، حيث توجه القائد المصري إلى المدافعين عن المستعمرات وطلب منهم من خلال هذه الرسائل أمورا استدل بها من القرآن أو حسب ما أوضح أنها من التوراة.
وهذا التوجه لم ينجح في التأثير على معنويات الجنود العالية المدافعين، وكان الخطأ الأكبر يكمن في أن هذه البيانات الموجهة كانت على أساس ديني وكان معظم سكان هذه المستعمرة من العلمانيين هذا بالإضافة إلى الأخطاء في الكتابة والنص التي جعلت من هذه البيانات أضحوكة.
أما حرب الأيام الستة فقد كانت قصيرة بحيث لم تسمح باستعمال أساليب الحرب النفسية بصورة مفيدة وفي مقابل ذلك وبعد انتهاء الحرب نفذت خطوات واسعة لما يسمى بالحرب النفسية في أوساط السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية و قطاع غزة حيث عملت هذه الحرب النفسية على التأكيد على قوة (إسرائيل)، وأنه من مصلحة الفلسطينيين الحفاظ على الهدوء و الأمن.
تشهد حرب تشرين عام 1973 أيضا على قصة انهيار أجهزة الجيش والإعلام الحيويتين في الحرب النفسية وخاصة التعامل مع الصحافة الأجنبية في (إسرائيل)، فخلال الحرب لم تؤد القيادة العامة أفضلية في بث المعلومات واستغلالها لأهداف استراتيجية، وفي معرض الحرب النفسية "التكتيكية" في ساحة المعركة فإن هناك احتمال وقوع أحداث عرضية محلية متفرقة، مثل الإعلان عن عمليات الإعدام لقائد سوري من أصل درزي، في حين أنه قتل في ساحة المعركة، وهنا كان الهدف هو عبارة عن دق إسفين بين النظام ومواطنيه الدروز.
مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري قال إن (إسرائيل) قامت بجهود كبيرة في مجال الحرب النفسية أثناء حرب لبنان(10) حيث وزعت بيانات على مدينة صور تحث سكان مدينة صور أن يفسحوا المجال للجيش (الإسرائيلي) بالعبور شمالا، ووزعت أيضا بيانات لقادة الجيش السوري وذلك من أجل إقناعهم بالاستسلام، وبث صوت (إسرائيل) في اللغة العربية للمقاتلين الفلسطينيين رسائل من أجل تحطيم معنوياتهم وهكذا.
الفلسطينيون من جانبهم قطفوا ثمار العلاقة مع الصحافة الأجنبية التي دامت لسنين طويلة، الذين انتشروا في لبنان في هيئة معقدة حيث استخدم الفلسطينيون العصا والجزرة, وعلى سبيل المثال كانت الجزرة هنا هي السماح للصحفيين إجراء اللقاءات الصحفية مع كبار قادة منظمة التحرير والزيارات إلى قواعد المنظمة وكانت العصا عبارة عن عقوبات على الصحفيين تبدأ بالتهديد و تنتهي بالقتل(11).
الفلسطينيون والانتفاضة والرد الإسرائيلي
تعتبر الانتفاضة الأولى التي بدأت في كانون ثاني 1987 قصة مثيرة للنجاح حيث فهم الفلسطينيون في المراحل الأولى من الصراع أن الخيار العسكري في حرب العصابات لن يأتي بالثمار المنشودة، لذلك استثمروا كثيرا في مجال الإقناع وكان العمل على مجموعة السكان المحليين الفلسطينيين سهلا حيث كان أسلوب العمل بالنسبة لمنظمة التحرير في الجبهة الداخلية أسهل من أي شئ آخر وتمحورت بالتغلب على الصعاب التي كانت في بث المعلومات، وكانت الجبهة الداخلية مستعدة لاستقبال المعلومات، وكانت العوائق الأساسية هي القيود التي وضعتها الرقابة (الإسرائيلية) وفقدان الإعلام المستقل، و استخدام الفلسطينيون الوسائل المضادة وهي المواجهة الدائمة مع الرقابة (الإسرائيلية) وتوسيع دائرة الإفصاح في التعبير عن الصراع الذي استمر لسنوات وذلك من خلال تجنيد منظمات دولية لحرية التعبير عن الرأي، وحول موضوع الإعلام استخدم الفلسطينيون خدمات الإعلام في الدول العربية مثل بث راديو منظمة التحرير من بغداد خلال الانتفاضة وراديو جبريل من دمشق إضافة إلى تطوير وسائل إعلامية كثيرة مثل بيانات مطبوعة وبث الإشاعات.
الأساس الذي تبنته المنظمات الفلسطينية هو جمع أكبر كم من المعلومات المقبولة والمضبوطة، ونشرت وكالات من داخل المجتمع الفلسطيني محسوبة على منظمة التحرير إضافة إلى وكالات مستقلة معلومات عن آخر الأحداث المتجددة، مكنت من التقديم لآراء متعددة إضافة إلى خدمات مثل الترجمة إلى المراسلين العالميين، وعملت منظمات معلوماتية صغيرة مثل Palestine press service pps - التابعة لإبراهيم قراعين و ريموندا الطويل، اللذين عملا من خلال مكتب صغير ومن سنوات السبعينات أنشأوا علاقات وطيدة مع مراسلين أجانب، وقاموا بترجمة مواد تخص المجتمع الفلسطيني من اللغة العربية إلى الإنجليزية وربطوا بين مراسلين يتطلعون إلى المعلومات وبين قصص ذات قيمة إعلامية كبيرة.
وخلال الانتفاضة عرض فلسطينيون و(إسرائيليون) خدماتهم على شبكات التلفزة الأجنبية ولكل مكان في العالم يهتم بالصراع ويعتبر أن هؤلاء الأشخاص المحليين الذين يعملون لصالح منظمة إعلام خارجية خلية حيوية في العلاقة بين المراسل الأجنبي والواقع المحلي، الفلسطينيون قاموا بهذه المهمة على خير وجه، و كان العمل مع وكالات الأنباء بموافقة سياسية من قبل فيصل الحسيني.
وجلب هذا الاستثمار نتائج إيجابية للفلسطينيين أمام الشاشة وكان التلفزيون الأردني الذي يتم استقبال بثه في (إسرائيل) مفيدا بالنسبة لهم وذلك من حيث نشرات الأخبار التي أصبحت مصدر أخبار مهما بالنسبة لفلسطينيي الـ48 الذين بحثوا عن مشاهد في التلفزيون لأحداث الضفة الغربية وقطاع غزة لم تقم نشرات الأخبار (الإسرائيلية) ببثها وأصبحت هذه المواد مصدرا هاما للمعلومات المرئية.
وحول توجه الفلسطينيين إلى "المدنين الأعداء: مواطني (إسرائيل)" فقد أجرى الفلسطينيون ذلك بواسطة الصحافة (الإسرائيلية) حيث أنشأوا علاقات عمل جريئة مع مراسلي الضفة الغربية ومع مراسلين آخرين في الصحافة المركزية (الإسرائيلية)، وغير هذا التوجه صحافة المجلات الفلسطينية التي صدرت في اللغة العبرية مثل " (الجسر) لكنها لم تنجح في التغلغل داخل قطاع قليل من الناس حتى اليسار في المجتمع (الإسرائيلي).
وكانت رسالة الانتفاضة المركزية تجاه العدو والمحايدين: هي أن الاحتلال (الإسرائيلي) غير شرعي وغير أخلاقي، ولذلك يجب الاستعجال في مسيرة السلام من أجل حقن الدماء وتوفير المعاناة، ونتج من خلال هذه الرسائل الموجهة رسالة أخرى أكثر أهمية ذكرت أنفا وهي الشعور بالذنب. بالإضافة إلى رسالة أن التخوف (الإسرائيلي) من قيام دولة فلسطينية، تم من خلال تحييد الفلسطينيين نتيجة القوة (الإسرائيلية) الهائلة وأدت الرسالة الأخيرة إلى أشياء متناقضة الأول: أبرزت الفجوة والفرق بين القوي أمام الضعيف، ومن ناحية أخرى قللت من التخوف لدى (الإسرائيليين).
ومثال على تنظيم مبادرة فلسطينية لمحاولة العودة والدخول إلى أرض فلسطين نظمت سفينة النقل المسماة (سول فرين) والتي سميت "بسفينة العودة" وكان من المقرر أن تبحر هذه السفينة من اليونان باتجاه شواطئ فلسطين وعلى متنها اللاجئون الفلسطينيون الذين تم طردهن من فلسطين ، وتم تشكيل جهاز إعلامي كبير حول هذا الأمر ووصل العشرات من المراسلين إلى أثينا لعدة أيام ، وفي النهاية أغرقت هذه السفينة في شاطئ قبرص نتيجة لوضع لغم في أرضية السفينة وألغي هذا الأمر وكان من الواضح بالنسبة للصحفيين حول الجهة التي وقفت وراء هذا العمل.
نشاطات أجهزة الإعلام في (إسرائيل)
على الجانب الآخر من النشاطات الفلسطينية في زمن الانتفاضة كانت أجهزة الإعلام (الإسرائيلية) متخلفة وسرعان ما انهارت في بضع ساعات، ولم تستطع إذاعة الجيش (الإسرائيلي) الوقوف أمام الضغوطات، حيث لم يتفهموا الحاجة للمعلومة الجاهزة للبث مسبقا، واستخدمت وحدة جهاز الناطق باسم الجيش (الإسرائيلي) فقط للردود حسب قواعد" اللعبة المناسبة" أو (fair play) الأمريكية، بسبب التأخير وعدم إمكانية الحصول على إجابة فورية تلخصت جميع الإجابات بالإيجاز، "الجيش يفحص أسباب الحادث" والإجابة الأكثر وضوحا جاءت بعد عدة أيام ولم تشمل أو تلخص الأحداث الشاذة، كان عمل الضباط المرافقين والذين من المفترض أن يشكلوا العامود الفقري للنشاطات الصحفية مع المراسلين أوقات الطوارئ حسب فهمهم فقط ولم يكن العمل مهنيا وحسب ما يتطلبه أسلوب الرسائل مع المراسلين(12).
وحسب الفلسطينيين استخدمت (إسرائيل) أسلوب الحرب النفسية (السوداء) عن طريق نشر بيانات مزيفة وإشاعات كانت السبب في النزاع داخل المجتمع الفلسطيني(13)، واستخدم الفلسطينيون هذا الأسلوب في بث الراديو التابع لأحمد جبريل من دمشق واستخدم هذا البث أيضا في رفع معنويات الفلسطينيين وبث رسائل مشفرة حقيقية ووهمية، وحاولت (إسرائيل) التشويش على هذا البث ولكن ولسبب نقص بعض الأمور توقف التشويش.
الوحدات الخاصة (الإسرائيلية) التي عملت في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة مثل (شمشون، ودفدفان) عادت بالفائدة النفسية والعملية (من دون قصد)، ودفعت الشهرة التي ظهرت لهذه الوحدات والتي عرفت في أذهان الناس على أنها وحدات القتل والموت الكثير من المطلوبين الفلسطينيين إلى تسليم أنفسهم.
وفي النهاية فإن الهوة في مصادر الطرفين دفعت الفلسطينيين للقيام بمبادرة جديدة ومنظمة في مجال المعلومات، واستخدم (الإسرائيليون) في الأساس مصادر عسكرية فشلت أمام التحديات التي وضعها الفلسطينيون من خلال معلومات منظمة وجوهرية، ولا شك أن تسويق القضية الفلسطينية سهل جدا، ولكن هذه الأسباب السهلة لا تعطي توضيحا للفشل (الإسرائيلي)، وقد تغيرت الصورة في الجولة الثانية من الانتفاضة.
أحداث 2000-2002
شكلت الأحداث التي تلت شهر تشرين أول من عام 2000 مانعا إضافيا أمام استغلال نجاحات الحرب النفسية الفلسطينية، حيث يدور الحديث عن دولة فلسطينية فعلية، فمن جهة الحرب النفسية فإن هناك قيودا للفلسطينيين في استخدام الأسلحة التي تسبب بوقوع قتلى (إسرائيليين) كثر، وهذا الواقع الجديد أثر على الإنجازات الأساسية التي أنجزت خلال الانتفاضة الأولى.
إن أساس الحرب النفسية في الانتفاضة الثانية هو العمل في اتجاهين وهما ضربات (الإرهاب) من جانب و من جانب آخر وجود نموذج ضعيف"ضحية"، ويوجد للفلسطينيين وسائل إعلامية مستقلة سهل الوصول إليها مثل –راديو وتلفزيون- ولكن يحاول هؤلاء استغلال تجنيد السكان الأصليين على الرغم من العوائق من جانب السلطة وحقا فإن الفلسطينيين لم يفقدوا حاسية المبادرة واستغلال الفرص في النزاع، في حال أن (الإسرائيليين) مترددون و متخبطون بأخلاقيات الدعاية (باستثناء عملية خطف الجنود في رام الله حيث لم يشاهد هناك صور مفصلة ولكن دلالات، مثل الدم على كف الشاب الفلسطيني)، لا يوجد للفلسطينيين أي مانع لعرض أعضاء داخلية نتيجة إصابتهم برصاص الجيش (الإسرائيلي) حيث تم عرض صور تلفزيونية ونشر صور في الصحف.
واستغلال صور جمجمة الطفلة اليهودية المثقوبة بالرصاص التي قتلت في الخليل (شلهيفت بس) كانت مبادرة خاصة ولم تكن مبادرة من قبل الحكومة (الإسرائيلية) تمثلت الرسالة المركزية للفلسطينيين التي استخدموها في الانتفاضة الثانية في (ظلم الاحتلال )، وفي هذا الجانب فإن (إسرائيل) ما زالت متخبطة حول مسألة تشويه مكانة ياسر عرفات، أو اعتبار هذا الأمر كرسالة هادفة في الحرب النفسية، في حين أن الفلسطينيين يستخدمون موضوع (ظلم الاحتلال) والضرر الأخلاقي، وأن هذه الرسالة تؤدي إلى محايدة الضرر النابع من عمليات "الانتحاريين".
الصراع مع حزب الله
تنظيم حزب الله مثال للنجاح في مجال الحرب النفسية التي حدثت في لبنان على الرغم من أنه تنظيم صغير يضم عددا صغيرا من المقاتلين لا يتعدى المئات، حيث استطاع أن يفرض إرادته على دولة تعتبر الأقوى عسكريا في المنطقة، دون الاستناد إلى سلاح المشاة أو سلاح الجو أو وجود أسطول بحري، حيث كانت الفئة الأولى المستهدفة في الإعلام من قبلهم هم سكان جنوب لبنان، حيث أثبت حزب الله لهم أن بقاء (إسرائيل) في المنطقة هو قصير وأن حزب الله قائم ومستقر أكثر، وللتوجيه وجدت عدة أذرع، فمن جهة كانت هناك سيطرة على السكان وحرب على مساندي الجيش (الإسرائيلي) (من جهة الناشطين المعروفين أو المجهولين) ومن جانب آخر أنشئت مؤسسة لرعاية الشؤون الاجتماعية والثقافية هدفها الوصول إلى أهداف سياسية ودعائية وهذه من مبادئ الحرب النفسية، التي كانت البديل للمؤسسة (الإسرائيلية). ومورست ضغوط كبيرة على سكان جنوب لبنان من كل الاتجاهات بما فيهم الحكومة اللبنانية من خلال الرسائل التي وجهت إليهم والتي أكدت على أن خيانتهم كانت خيانة للوطن الأم.
إن الوعي الثقافي لحزب الله من قبل رجاله في المنطقة ساعده كثيرا على نقل الرسالة بصورة ايجابية في الإعلام ومن خلال العلاقات الاجتماعية التي أنشأوها إضافة إلى وسائل الاتصال المتعددة. والجماعة الثانية في الاستهداف هي (الجيش) والتي شملت الجيش (الإسرائيلي) وجيش لبنان الجنوبي وتزامن مسار الحرب النفسية مع العمل العسكري، وعرف حزب الله نقطة الضعف العسكرية لجيش لبنان الجنوبي وشن عليهم حرب عصابات، وقام الجهاز الاستخباراتي التابع لحزب الله بتجنيد أفراد داخل جيش لبنان الجنوبي وأعطوا شعورا إن كل شيء مكشوف داخليا وساعد على انهيار معنوياتهم. وعندما بدأت أصوات الانسحاب تتعالى في (إسرائيل) من جنوب لبنان، ضاعف حزب الله من رسائله وبثه في أوساط سكان جنوب لبنان، وعرضوا مقاطع من مقابلات أجريت مع سياسيين مساندين للانسحاب.
أما الرسائل الموجهة إلى (إسرائيل) فتعلقت بالتصميم على مواصلة الكفاح والاستعداد اللانهائي للتضحية بالنفس والممتلكات ومثال ذلك خطاب نصر الله والذي سقط ابنه في الحرب ضد (إسرائيل) وتحدثت هذه الرسائل التي بثت عن " المستنقع اللبناني " وهو تعبير مجازي سيطر على الأذهان ومعناه اخرجوا من لبنان، ولماذا إطالة عمر المأساة دون فائدة، واستغل موضوع المستنقع اللبناني كرسالة تاريخية ويقصد بذلك أن كل غاز (معتدي) للبنان قد انهزم، إضافة إلى أن حزب الله عمل كثيرا على توثيق المعاناة لغير المقاتلين.
إن استراتيجية حزب الله هي ممارسة الضغوطات على أصحاب القرار من جانب المواطنين في (إسرائيل) ووقف عملية "عناقيد الغضب" قبل موعدها هو مثال للعمل العسكري الذي توقف نتيجة بث صور التعرض للمواطنين المدنيين، والتي نشرت في جميع أنحاء العالم وإن هذا الأسلوب الحديث في إدارة المعركة أعطى حزب الله أداة قوية للمواجهة بأشكالها.
وكانت الفئة المستهدفة من حزب الله في الجانب (الإسرائيلي) تجمع السكان في منتصف (إسرائيل)، و تركزت العمليات العسكرية في الفترة الأخيرة ضد جيش لبنان الجنوبي (لحد) والجيش (الإسرائيلي)، وتوقفت العمليات الهجومية لما بعد الحدود في السنوات الأخيرة وذلك من أجل تدعيم الهدف الأساسي لتنظيم حزب الله وهو أن الحرب هدفها تحرير أرض لبنان من الاحتلال وأوقف الإعلان عن احتلال القدس مؤقتا.
أثمرت المعرفة بالثقافة (الإسرائيلية) بعدة أشكال حول تنويع المعلومات، فقضية (رون أراد) والمفقودون بعد الانسحاب (الإسرائيلي) من الجنوب اللبناني كانت مرحلة صعبة على (إسرائيل) فموضوع تحرير الأسرى يضرب عميقا في الثقافة اليهودية وقد أحسن حزب الله استغلال ذلك.
لقد بذلت (إسرائيل) جهودا كبيرة من أجل خطف زعماء حزب الله اللبناني (عبيد والديراني) ولكن لم تكن هناك أية جهود من قبل (إسرائيل) لاستغلال وجودهم للمجال النفسي ما عدا عدة مقابلات مع (عبيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحرب النفسية في (إسرائيل) دراسة جديدة ماهي الحرب النفسية ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحرب النفسية في (إسرائيل) دراسة جديدة سبب آخر للفشل (الإسرائيلي) نابع من المصادر الأساسية للحرب النفسية
» الحرب النفسية وسبل مواجهتها
» الحرب النفسية الاسرائيلية وتأثيراتها على المنطقة
» صور جديدة للخسائر الاسرائيلية خلال الحرب على غزة
» طرابلس الحرب البربرية الاولى الحرب الطرابلسية حرب السنوات الاربع الحرب الاميركية المنسية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى التعليم والثقافة-
انتقل الى: