ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 عبر من حياة الأنبياء (تأملات وعبر من حياة النبي موسى عليه السلام )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

عبر من حياة الأنبياء (تأملات وعبر من حياة النبي موسى عليه السلام )  Empty
مُساهمةموضوع: عبر من حياة الأنبياء (تأملات وعبر من حياة النبي موسى عليه السلام )    عبر من حياة الأنبياء (تأملات وعبر من حياة النبي موسى عليه السلام )  Emptyالأحد يناير 09, 2011 11:31 pm

عبر من حياة الأنبياء (تأملات وعبر من حياة النبي موسى عليه السلام )  JkqF2-V8X2_246955884

تأملات وعبر من حياة النبي موسى (عليه السلام )
إن نبي الله موسى (ع) من الأنبياء أولي العزم، الذين يمثلون قمة الأنبياء من حيث المرتبة والمكانة، وهم: إبراهيم، ونوح، وموسى، وعيسى، والنبي الخاتم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.. إن هؤلاء هم الأنبياء الذين بلغوا الدرجات العالية، في مجال القرب من الله سبحانه وتعالى.
إن هذا النبي (ع) مر بتقلبات كثيرة منذ صغره، وهو محط العناية الإلهية.. فقد ولد موسى عليه السلام في وقتٍ، كان فرعون يذبح الأبناء، ويستحي النساء.. فالطفل الكافر محترم في حد نفسه، والإنسان إذا لم يبلغ سن التكليف، فإنه يبقى في دائرة البراءة، ومما يثير الشفقة والحنان.. ولكن فرعون قد بلغ به الظلم إلى درجة، أنه كان يقتل الأطفال، ويذبحهم، وهم أبرأ الموجودات على وجه الأرض، لئلا يوجد فيهم مثل نبي الله موسى.
لكن الله عز وجل أراد رغم أنف فرعون، أن يجري مشيئته، وهذه سنّة الله في الأرض، إذا أراد شيئا أخضع الأسباب كلها لمشيئته.. فبعد أن وضعته أمه، خافت عليه؛ لأن هذا السلطان الجائر يذبح الأبناء.. وإذا بالوحي الإلهي يأتي إلى أم موسى: {أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}.
إن كلمة (الوحي) في هذه الآية، استعملها القرآن الكريم لأم موسى.. واستعملها للنحل: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ}.. واستعملها بالنسبة إلى الأرض: {بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا}.. أي أن الله سبحانه وتعالى، إذا أراد أن يوصل معلومة إلى شيء من الموجودات: كالأرض.. أو الأشياء غير العاقلة: كالنحل.. أو الأشياء العاقلة: كأم موسى؛ فإنه لا يمنعه شيء.. ومن هنا نعلم أن المؤمن مرشح، لأن يُفاض عليه.. فما المانع بأن نعتقد أن الله عز وجل -كما أوحى إلى أم موسى.. ويقول العلماء: المراد بالوحي هنا، الكلام الخفي، والوحي لا يتم دائماً عن طريق نبي الله جبرائيل مثلاً- يكرم المؤمن بهذا الكلام الخفي.. وخاصة لعلمائنا، ومراجعنا، وخاصة في المنعطفات التاريخية، وفي الشدات والأزمات.. فمن طرق حفظ الشريعة، بأن يأتي التسديد الإلهي من خلال هذا النمط من الوحي الذي كان لأم موسى؟. .إن رب العالمين يعلم مستقبل موسى، وبأنه سينصر به الدين.. ولهذا جعل الوحي نازلاً على أم موسى، حفظاً لنبيه موسى (ع)
{أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}.. تقول بعض النصوص: أنه ما من أحد رأى موسى، إلا وأحبه.. فإذا كانت المحبة صادرة من قِبل الله عز وجل، هكذا يكون أثره.
{فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا}.. إن فرعون كان جالساً على شاطئ النهر أو البحر، وإذا به أمام صندوق خشبي فيه موسى.. فأول كلمة صدرت من امرأة فرعون: {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}.. إن امرأة فرعون بهذه الحركة المباركة، كتبت قرباً إلهياً.
وهناك رواية طريفة في هذا المجال تعرفنا على قاعدة: أن حركة الإيجابية من العبد قد تكون حركة إيجابية بسيطة، ولكن الله عز وجل يبارك في هذه الحركة.. فعن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: (والذي يُحلف به!.. لو أقر فرعون أن يكون قرة عين، كما أقرت به؛ لهداه الله تعالى، كما هدى به امرأته.. ولكن الله تعالى حرمه ذلك) للشقاء الذي كتبه الله عليه.. إن امرأة فرعون هي آسيا، ومعروفة بأنها من النساء الخالدات، التي طلبت من الله عز وجل أن يبني لها بيتاً عنده في الجنة.. فهذه الخاتمة السعيدة لآسيا، يبدو أنها مرتبطة بالبداية، التي فيها شيء من الحركة الإيجابية.. امرأة تقف أمام فرعون الذي يقتل الأبناء، وتقول له: {لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا}.. وهذا يذكرنا بموقف الحر عندما أظهر ذلك الاحترام للحسين عليه السلام، من خلال عدم التطاول على أمه الزهراء، عندما قال له: (ثكلتك أمك)!..
{وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا}.. يا للعجب!.. كيف أصبح فؤاد أم موسى فارغاً؟!.. يقول المفسرون: أصبح فؤادها فارغاً من الحزن والألم.. فأم تجعل ولدها في صندوق خشبي، وترمي به في النيل، ولا تعلم مصيره، في زمن يُقتل فيه الأطفال الرضع.. وإذا بهذه الأم يصبح فؤادها فارغاً من كل هم وغم!.. انظروا إلى التصرف الإلهي في قلب الإنسان المؤمن!.. فتارة يوحي إليها، وتارة يفرغ فؤادها من الحزن، وكل ذلك بمباركة إلهية.
{إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا}.. فطبيعة الظرف هنا تقتضي أن تبين أم موسى ما حل بها من المصيبة، ولكن رب العالمين ربط على قلبها.. وعليه، فإن ذلك الموقف الذي أخذته أم موسى، هو تفضل إلهي.. فهو الذي ربط على قلبها، وهو الذي فرغ قلبها من الحزن، وهو الذي أوحى لها قبل ذلك.
{وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}.. إن الله عز وجل إذا رسم هدفاً، وإذا قرّر أمراً، فهو بيده عالم الأسباب، يسوق المقدمات واحدة واحدة، لتؤدي بمجموعها إلى النتيجة المرجوة .
إن رب العالمين وعدها، حيث قال لها: {وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}.. ولكن كيف يتحقق هذا الوعد الإلهي بعد أن رمته في النيل، وفي التابوت؟..
أولا: أمواج الماء، ساقته إلى قصر فرعون .
ثانياً: المحبة الملقاة على زوجة فرعون، وعلى فرعون.. لأن فرعون لو أصر على موقفه أيضاً، لقتل موسى كما قتل الرضع.
ثالثاً: تقصي الأثر، {وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ}.. أي تتبعي أثره، {فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}.
رابعا: تحريم المراضع، {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ}.. لا تحريماًُ تشريعياً، وإنما تحريماً تكوينياً.. فموسى امتنع عن شرب لبن غير أمه.
هنا تدخلت أخت موسى {فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ * فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ}.. فبحركة قصيرة وبسيطة، وفي أيام معدودة، عاد موسى إلى أمه.. ولكن انظروا إلى سلسلة الأسباب والعلل: السموات، والرياح، والبحار، والقلوب، واللبن، والمراضع، والأفئدة.. فكلها تحركت من أجل أن تصل الأم لولدها، {كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}.. فإذن، إن رب العالمين وعد أم موسى، بإرجاع الولد، ووفى بوعده.
وعليه، فإن معنى ذلك أن كل الوعود القرآنية من هذا القبيل.. فلو سئلت أم موسى: ما هي الحيل التي يمكن أن توصلك إلى ولدك؟.. لم يخطر ببالها هذه الأمور، ولكن الله عز وجل رتب هذه الأمور.
إن في سياق هذه الآيات، هناك عدة أمور ملفتة:
فالذي وفى لأم موسى بوعده، سيفي بهذا الوعد، الذي وعده الله تعالى في نفس السورة، ولكن قبل آيات من قصة موسى.. ففي أول سورة القصص: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ}.. فإذن، إن رب العالمين وفى لأم موسى، ووفى لأمة موسى، حيث جعل موسى خليفة على الأرض.. وهنا إن البعض قد يسأل: لماذا نستخدم هذه الآية، في مقام الوعد بدولة الإمام المهدي -صلوات الله عليه وعلى آبائه- والحال بأن هذه الآية ناظرة إلى موسى وهارون، وإلى فرعون وهامان؟..
الجواب: إن ما قاله العلماء في هذه الآيات دائماً: (قانون الجري والانطباق) إن المورد لا يخصص الوارد.. والآية نزلت بهذه المناسبة، ولكن لا يمنع ذلك أن يجري هذا القانون الإلهي، في كل الموارد المتشابهة، حيث هناك طغيان، وحيث هناك خليفة.. ففي ذلك الزمان كان موسى، وفي زماننا هذا إمامنا المهدي صلوات الله عليه.. وفي هذا الزمان مكان فرعون، هناك طواغيت العصر.
إن طبيعة الصراع بين الحق والباطل، هذه الطبيعة نتيجتها ما جرى على موسى عليه السلام.. ورب العالمين إذا أراد إن يفي بوعده في نصرة المؤمنين واستخلافهم في الأرض، فإنه يعمل في هذا الوجود تقليباً لعالم الأسباب والمقدمات، بما يحقق النتيجة.. بما لا يخطر على الأذهان، كما كان كذلك بالنسبة لموسى (ع).
{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}.. بلوغ الأشد أن يعمر الإنسان ما تشتد عند ذلك قواه، ويكون في الغالب في الثمان عشرة.. وفي هذا السن رغم أنه في عرف الناس، ليس بسن النضج، وكمال الفهم والروح.. ولكن الله عز وجل، إذا أراد أن يخص عبده بشيء، فمَن ذا الذي يردّ فضّله؟!..
في هذا الذيل من الآية الكريمة، هناك إشارة إلى معادلة مهمة، وهي أنه: أولاً: أن الحكم والعلم، أمرٌ إيتائي: {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}.. فلا بد من وجود سبب ما وراء عالم الأسباب، وهو رب العالمين الذي يفيض كل شيء.. ولكن هذا الفيض، وهذه الهبة الإلهية، تحتاج إلى أرضية قابلة {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}.
وعليه، فإن معنى ذلك أن موسى (ع) إنسان قابل لتلقي الحكم والعلم.. ولكن أين ثبت إحسان موسى (ع)؟.. فهل عاش في قصر فرعون شيئاً من المعاناة، كما عاش يوسف مثلاً؟.. من الممكن أن تكون معاناة موسى (ع) في قصر فرعون، تختلف عن معاناة يوسف (ع).. فتلك معاناة في عالم الشهوات {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ}.. ويُفهم من بعض الروايات، أن موسى لعله كان في صراع عقائدي مع فرعون في قصره، رغم أنه رُبّي في ذلك القصر، واتخذوه ولدا.. إلا أنه يقال بأنه كان يقف أمام فرعون، ويتكلم بما يناسب وحدانية الله سبحانه وتعالى.. فمن الممكن أن هذه الحركة الجهادية من موسى (ع) قد أوجبت له هذا القرب الإلهي.. ونحن نعلم أنه بهذا الحكم، وبهذا العلم بلغ موسى (ع) ما بلغ!..
{وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا}.. يبدو أن موسى (ع) دخل المدينة في ساعة لا يُتعارف فيها الحركة، -مثلا- حين يدخل الناس بيوتهم، فتتعطل الأسواق، وتخلو الشوارع والأزقة من المارة: كالظهيرة، وأواسط الليل.. فوجد نزاعاً بين رجلين: {فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ}.. رجل إسرائيلي، وآخر قبطي.. فالإسرائيلي منتسبٌ إلى نبي الله يعقوب (ع) ذلك الانتساب الذي يوافق توجه موسى (ع).. والقبطي كان مدعوماً من قبل فرعون.. {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ}.. فعندما رأى النزاع، تدخل ونوى نصر ذلك الذي من شيعته، فدفعه بقبضة كفه، ولم يكن قاصداً قتله؛ لأن الآية لم تقل: فقتله، بل قالت: {فَقَضَى عَلَيْهِ}، أي كان القتل قتلاً خطأياً.
ومع ذلك {قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ}.. ما المراد من هذه العبارة: {هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ}؟.. رغم أننا نعتقد بأن موسى (ع) معصوم، ومن أولي العزم، ولعل هذه الحادثة وقعت بعد إيتاء الحكم والعلم؟!.. وفي تفسير هذه العبارة يقول البعض: {هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ}.. أي النزاع الذي وقع بين الإسرائيلي، وبين القبطي.. والبعض يقول: بأن موسى (ع) ينظر إلى النتيجة –أي هذا الذي وقع من القتل الخطأي– جعله مستنداً إلى الشيطان، وأن موسى (ع) تورط في ساعة دخول المدينة، فكان في تلك الساعة رجلان يقتتلان، وهذه الأجواء ساعدت بأن يقع موسى (ع) في هذا المأزق.. ومن هنا توسل بالله عز وجل؛ فالمؤمن لا يريد باختياره أن يورّط نفسه، فيما لا يحمد عقباه.. ولكن الظروف تسير بكيفية توقعه في مهلكة، وخاصة أن بعض صور المهلكات للمؤمن، تستند إلى فعل الغير، فهو لا ينوي شراً، ولكن يتفق أن موسى (ع) يدخل المدينة في ساعة غفلة من أهلها، وهناك رجلان يقتتلان: هذا من شيعته، وهذا من عدوه، فدفعه دفعاً -لم يقتله قتلاً- ولكنه سقط فمات.
إن موسى (ع) توجه إلى ربه، وناجاه، وقال: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ}.. وهنا عاهد موسى (ع) ربه، أن لا يكون عوناً لمجرم، سواء كان ذلك المتخاصم في هذه القضية الجزئية، أو كان فرعون بجبروته وطغيانه.
{فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ}.. فهو لا يعلم ماذا يعمل؛ لأنه يعلم بأن فرعون سيدافع عن القبطي.. فخرج وإذا به يتورط في قصة مشابهة أخرى.. {فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ}.. فبالأمس دخل في نزاع، وكان هذا النزاع سبباً لأن يقتل ذلك القبطي.. {فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ}.. إلى هنا لم يكن يُعلم مَن هو القاتل، ولكن عندما رأى ذلك الذي كان خصما للقبطي موسى، تذكر ما جرى سابقاً، ففضحه، وعرّف الناس، بأن هذا هو القاتل لذلك القبطي.. وهنا من الطبيعي أن يزداد خوف موسى (ع)، فبالأمس كان قاتلاً قتلاً خطأياً مستوراً، والآن أصبح مطالباً في بلاط فرعون.
ولكن الله عز وجل كان في عون موسى (ع) وسخر له من الأسباب.. {وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ}.. إن هذا الرجل جاء ليُعلم موسى (ع) نبأً مهماً، وهو أن قصة قتل القبطي قد انتشرت، واشتهرت، ووصلت لأجهزة الحكم.. ولذا فإن موسى (ع) {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين}.. وعليه، فإنه من الطبيعي أن يزداد انقطاع موسى (ع) في هذه الحالة إلى الله سبحانه وتعالى، وهو لا يدري إلى أين يسير؟.. وما هي الجهة التي يمكن أن تشكّل مأوى له؟..
وهنا دعا موسى (ع) بدعاء جميل –ويا ليتنا جميعاً ندعو بهذا الدعاء، في مفترقات الطرق في حياتنا وما أكثرها!..–: {قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ}.. أي أنا لا أعلم سبيلي أين؟.. ومصيري أين؟.. وتكليفي أين؟.. وفي أي بلد أهاجر؟.. وإلى أي جهة آوي؟.. ويبدو أنه كان لم يتزوج بعد –والرجل يحتاج إلى استقرار بزواجه– ففوّض أموره كلها إلى الله عز وجل؛ لأنه يعلم الجهة التي تناسب هذا العبد بالخصوص.
{وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ}.. امرأتان تدفعان الغنم –أي تمنعان لئلا يختلط غنمهما بغنم القوم {قَالَ مَا خَطْبُكُمَا}؟.. وهذه أول حركة إحسانية، وحركة إنسانية.. فما جعل نفسه معفياً عن شؤون الناس.. فهناك امرأتان وليس من شأن المرأة أن تزاحم الرجال، وترعى الغنم!..
ولكن موسى (ع) سأل عن أحوالهما: {قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء}.. وعليه، فإن على المرأة إذا اضطرت أن تقوم بمهام الرجال، فعليها أن تراعي القواعد الشرعية، من عدم إزالة الحُجُب والموانع بينها وبين الرجال.. صحيح أن أباهما نبي وهو شعيب (ع) وشيخ كبير، ومعذور عن السقي.. ولو كان شاباً لما طلب من بناته أن يذهبن لسقي الماء، ولكن للضرورة أحكامها!.. ومع ذلك لا بد من مراعاة القواعد الشرعية في هذا المجال ولعل كلام: {وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} لدفع التهمة عن أنفسهما، وإلا فما الذي يجعل المرأة تخرج لتزاحم رعاة الغنم في سقي الماء، فالبنتان بادرتا لدفع هذا التوهم بالقول: أن الذي دعانا إلى ذلك كِبرُ سن أبينا.
{فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ}.. وهنا درسٌ بليغ، حيث أن المؤمن عندما يقوم بعمل صالح، يحرز به رضا ربه إلى درجة من الدرجات.. فمن المناسب أن يستغل ذلك الموقف، ويدعو ربه بعد تلك الحركة الإيجابية.. فإن أبواب السماء تفتح في مثل هذه الحالات –الأبواب تفتح في أزمنة معينة: كساعة الزوال، ويوم الجمعة.. وفي أمكنة معينة: حول البيت، وفي أرض عرفة.. وفي حالات كمثل هذه الحالة، وهي قضاء حاجة مؤمن، وعيادة مريض، وتشييع ميت مؤمن- فالمؤمن يستغل هذه الساعات في مناجاة ربه.
{فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}.. إن البعض يقول: بأن الدعاء في الظل، لأن الإنسان يحتاج إلى جو مريح، فلا بأس بأن يتخذ الإنسان لنفسه جواً مريحاً؛ لأن خلوة المكان، والظل في ذلك المكان، وبرودته.. فإن كل ذلك من موجبات الإقبال.. ومن هنا يرى البعض في سفر الحج –مثلاً- أنه لا مانع من الإراحة المعينة على الطاعة.
{فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا}.. انظروا إلى تصرّف رب العالمين في القلوب!.. فموسى (ع) يحتاج إلى مأوى، ويحتاج إلى سكن، ويحتاج إلى زوجة صالحة، ويحتاج إلى أنيس على مستوى النبوة.. وإذا برب العالمين في حركة واحدة، يحقق له كل هذه الآمال، فيتصرّف في قلب شعيب –رغم أن شعيب لم ير موسى إلى الآن– ولكن يبدو أنه أُعجب به من خلال وصف بناته له.. أضف إلى القنوات الغيبية الأخرى.. وإذا به بين عشية وضحاها، يتحول من إنسان لاجىء، إلى إنسان آمن.. ومن شاب أعزب، إلى شاب متزوج، ومصاهر لنبي من أنبياء الله.. ومن رجلٍ خائف يترقب، إلى من يأنس بنبي كبير، وشيخ كبير، وهو شعيب، بما له من التجارب في هذه الحياة.. فاستقر أمرُ موسى (ع) بعد أن قام بهذا العمل الصالح وبتلك الدعوة.
{قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}.. إذا أردنا أن نتخذ عاملاً، أو موظفاً، أو زيراً، أو حاكماً.. فلا بد من وجود خصلتين فيه: خصلة التخصص في عمله، والأمانة في أدائه.. فالذي يريد أن يسقي الغنم، أو أن يزرع، لا بد فيه من قوة بدنية؛ لينجز مهمته.. ولذا فقد قالت: {الْقَوِيُّ}.. ولابد من أن يكون أميناً في عمله فقالت: {الْأَمِينُ}.. وهذه القاعدة شرط أساسي في كل شؤون الحياة المشابهة.
إن طبيعة العامل، وصاحب العمل، والمؤجر، والمستأجر.. هي التعدي على حقوق مَن تحت أيديهم؛ ولهذا فإن شعيب يؤكد ويقول: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ}.. أي صحيح أنك أنت تخدمنا عشر حِجج أو ثماني حِجج –على أن هذا هو مهر البنت– ولكن مع ذلك نحن لسنا في مقام أن نشق عليك، وأن نكلفك ما فيه ظلم.
{سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ}.. أي ثق بأن المعاملة بيني وبينك معاملة مع الصالح.. وإذا كانت المعاملة، والمجاورة، والزيجة مع رجل صالح، أو مع امرأة صالحة، فلا خوف ولا حزن.
ثم بعبارة جميلة –ويا ليت هذه العبارة، تكتب في جميع عقود البيع والشراء والإجارة والمضاربة وغير ذلك!..– أن يقول الإنسان بعد إتمام المعاملة: {وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ}.. فإن ذلك لا يحتاج إلى توثيق من الغير، ولا يحتاج إلى صكوك وضمانات في البنوك.. فلو حكمنا هذا المبدأ في أسواقنا وتعاملاتنا، لما بقي ظلم في حياتنا الاقتصادية وغير ذلك.
إن من المحطات المهمة جداً في حياة النبي موسى (ع) ما جرى له في جانب الطور، حيث رأى ناراً -نلاحظ بأن الله قام بأمرٍ تكويني- فالنبي موسى (ع) ذهب لأمر عادي من شؤون الحياة العادية، لكن الله تعالى جعل في هذه الحركة الطبيعية البركة الكثيرة.. فمن الممكن أن نعنون هذه الحركة تحت عنوان: (كن لما لا ترجو، أرجى منك لما ترجو)!.. قال أمير المؤمنين (ع): كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو!.. فإن موسى بن عمران خرج يقتبس لأهله نارا، فكلّمه الله تعالى فرجع نبيّا.. وخرجت ملكة سبأ كافرة، فأسلمت مع سليمان.. وخرج سحرة فرعون يطلبون العزة لفرعون، فرجعوا مؤمنين.. فقد يقوم الإنسان بفعلٍ ما، وبحسب الظاهر لا بركة فيه، ولكن الله يجعل فيه عين البركة.
{فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}.. إننا نلاحظ هنا العلاقة اللصيقة الشفيقة بين العبد وربه.. فموسى (ع) من قبل أن يكون نبياً كان بشراً، ولكن كان من المحسنين.. ففي آية أخرى في سورة طه، هنالك تفصيل آخر للحوارية التي جرت بين موسى (ع) والله سبحانه وتعالى.. إن الله تعالى يذكر أموراً إلى جانب الربوبية: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي * إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى}.. نلاحظ هنا أن هذه الآيات جمعت أصول الدين الثلاثة:
{إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلّاَ أَنَا}.. إشارة إلى جانب التوحيد.
{َاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}.. إشارة إلى حركة الرسالة، وإلى أن الله جعل هناك شريعة.. ومن المعلوم أن هذه الشريعة لا تؤتى إلا من قبل النبي.
{إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ}.. إشارة إلى جانب المعاد.
{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}.. إذا جعلنا هذه الآية لام النتيجة والعاقبة، فمعنى ذلك أن ثمرة الصلاة، هي ذكر الله عز وجل.. فغاية الصلاة هي متمثلة بذكر الله سبحانه وتعالى.. إن الذكر حركة قلبية، وإقامة الصلاة -بحسب الظاهر- تقوم بها الجوارح، وقسم من الجوانح.. لكن ثمرة الصلاة هي ثمرة معنوية محضة.
ثم إن رب العالمين قام بمعجزة، حيث جعل العصا تتحول إلى شيء مخيف كأنها جان.. ومن الطبيعي أن موسى لما رأى ذلك {وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ}.. وعليه، فإن معنى ذلك: أن الله تعالى -تقوية لقلوب أنبيائه، وإتماماً للحجة على الأمة- يتصرف في مواد الطبيعة.. فالذي يتصرف بهذا الوجود- سواء كان بشكل متعارف، أو بشكل غير متعارف- هو الله عز وجل.
هنا عندما رأى الله تعالى هذا الفزع من موسى (ع) قال له: {وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ}.. إن الإنسان عندما يرى شيئاً مخيفاً، يمد يديه.. ولكن الآية تقول: {وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ}.. يقال في بعض التفاسير: أمر بأن يجعل يديه على صدره، كناية عن الإطمئنان والأمان.. أي لا تمد يديك مد الخائف، وإنما ضم يديك إلى صدرك، مادام الله هو الذي خلق هذا الأمر المخيف فلمَ الخوف؟!..
{قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ * وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا}.. نلاحظ أن موسى (ع) هنا هو في حالة الإنفتاح مع ربه، فيقترح على ربه ويقول: ربي اجعل لي وزيراً معي، يؤيدني ويقويني على الدعوة، ألا وهو هارون.
إن النية إذا كانت إلهية، وإذا كان الغرض هو رضا الله عز وجل، فإن كثرة الشركاء لا تضر.. ففي عالم الأموال، إن الإنسان إذا شارك أحداً، فقد قسم رأس ماله.. أما في العمل الرسالي فإن كثرة الشركاء لا يضر أحدنا، بل يزيده قوةً.. ومن هنا يقال كمثل: لو أن الأنبياء جميعا اجتمعوا في قرية واحدة، لما وقع النزاع بينهم، لأنهم يرون بأن العمل كله في خدمة الدين والشريعة.
فعندما اقترح هارون، جعل دليلاً قال: {هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا} معنى ذلك أن طلاقة اللسان، وقوة البيان، من سبل دعم الشريعة.. وعليه، لأن نكون مؤثرين في نشر الرسالة الإلهية، علينا أن نتوسل بكل سبل التبليغ لدعم الشريعة.. وفي عصرنا هذا الفضائية أكثر بياناً، فنحن علينا أن نستغل هذه الأداة في نشر الشريعة.. ففي تلك الأيام لم يكن إلا اللسان.. إن موسى له لسان، لكن يقال كان هنالك شيء في بيانه، وهارون كما تقول الآية أفصح لساناً.. فهذا اللسان الأفصح يقدم على اللسان الذي هو أقل فصاحة.
{قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا}.. فرعون ذلك القاتل للرضع، الذي بيده- بحسب الظاهر- أولئك الجنود الظاهريين.. لكن القرآن يقول لموسى: كن مطمئناً!.. فمادام نحن قد جعلنا لك هذا السلطان، فلا تخف.. إذا كان السلطان من الله عز وجل، هل يقف أمامه السلطان البشري؟..
{بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ}.. لماذا الإنتكاس في الأمة التي كانت خير أمة أخرجت للناس؟.. المشكلة في هذه العبارة: {أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ}.. فالنبي غالب إن عاجلاً أو آجلاً، ولكن المشكلة في الإتباع.. فيا بني إسرائيل!.. إن اتبعتم الأنبياء فأنتم الغالبون.. فوجود موسى (ع) ووجود هارون (ع) في الأمة لا يكفي للإنتصار، إذ لا بد من الإتباع.. وكذلك في زماننا هذا، فإن وجود المهدي (عج) من دون إتباعٍ، ومن دون اقتاء، ومن دون نصرة، لا يمكن الغلبة.. فسر الغلبة هو في وجود أمثال موسى وهارون في القيادة، وفي عنصر الإتباع.. ففي القاعدة (إذا اجتمع العنصران، تم النصر والغلبة).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يأتى زمان علي امتى يحبون خمس وينسون خمس ..... يحبون الدنيا وينسون الاخرة يحبون المال وينسون الحساب يحبون المخلوق وينسون الخالق يحبون القصور وينسون القبور يحبون المعصية وينسون التوبة فان كان الامر كذلك ابتلاهم الله بالغلاء والوباء وموت الفجأة وجور الحكام)
صدق رسول الله- صلى الله عليه وسلم-
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عبر من حياة الأنبياء (تأملات وعبر من حياة النبي موسى عليه السلام )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عبر من حياة الأنبياء (تأملات وعبر من حياة النبي سليمان عليه السلام )
» عبر من حياة الأنبياء (تأملات وعبر من حياة النبي ابراهيم عليه السلام )
» عبر من حياة الأنبياء (تأملات وعبر من حياة نبي الله صالح عليه السلام )
» عبر من حياة الأنبياء (تأملات وعبر من حياة أبينا آدم عليه السلام)
» عبر من حياة الأنبياء (تأملات وعبر من حياة يونس عليه السلام )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى الشخصيات الإسلامية-
انتقل الى: